نواقض الشهادتين

2022-10-09 - 1444/03/13

التعريف

النواقض لغة:

 

النواقض جمع، مفرده ناقض. يقال: نقض الشيء نقضا: أفسده بعد إحكامه. ونقض ما أبرمه فلان: أبطله؛ فالنقض ضد الإبرام، ومنه نقض العهد أو اليمين: نكثه، ونقض الحبل أو الغزل: حل طاقاته، ونقض البناء: هدمه. [انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص651. والقاموس المحيط للفيروز أبادي ص846. ولسان العرب لابن منظور 7/ 242. والمعجم الوسيط لجماعة من المؤلفين ص947] . يراد بنواقض "لا إله إلا الله" مفسداتها؛ أي الأمور التي إذا فعلها الشخص، فسد توحيده وانتقض [انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي عواجي ص9]. ؛ فإذا وجد في العبد ناقض من نواقض "لا إله إلا الله"؛ فإنه لا يكون من المسلمين، ولا يكتسب أحكامهم، بل يعطي أحكام أهل الشرك والكفر. [المفيد في مهمات التوحيد الدكتور عبد القادر بن محمد عطا صوفي ص77] .

العناصر

1- حرص الإسلام على بيان حقيقة لا إله إلا الله وحقيقة ما يناقضها .

 

2- الشرك في عبادة الله .

 

3 - من جعل بينَهُ وبينَ الله وسائط؛ يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم؛ فإنه يكفر إجماعًا .

 

4 - من لم يكفر المشركين، ومن يشكّ في كفرهم، أو صحح مذهبهم كفر .

 

5 - من اعتقد أن هدي غير النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه، أو أن حكم غيره أحسن من حكمه .

 

6 - من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولو عمل به – كفر .

 

7 - من استهزأ بشيء من دين الرسول أو ثوابه أو عقابه كفر .

 

8 - السحرُ، ومنهُ الصرفُ والعطفُ فمن فعله، أو رضي به كفرَ .

 

9 - مظاهرة المشركين، ومعاونتهم على المسلمين .

 

10- من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم .

 

11 - الإعراض عن دين الله، لا يتعلمُهُ، ولا يعمل به .

 

 

الايات

1- قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48، 116] .

 

2- قال تعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [المائدة: 72] .

 

3- قوله تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65، 66] .

 

4- قوله تعالى: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة: 51] .

 

5- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ) [الأحقاف: 3] .

 

6- قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ) [السجدة: 22] .

 

7- قوله تعالى: (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) [النحل: 116] .

 

8- قال تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ) [يونس: 59] .

 

9- قوله تعالى: (وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام: 121] .

 

10- قوله تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) [الشورى: 21] .

 

11- قوله تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة: 31] .

 

12- قوله تعالى: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) [الأنعام: 121] .

 

الاحاديث

1- عن أبي مالك عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «من قال لا إله إلاَّ الله وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله ودمه وحسابه على الله» [صحيح مسلم الإيمان (23) ، مسند أحمد (6/394)] .

 

2- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - : أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة ، قال : « تعبد الله لا تشرك به شيئاً ، وتقيم الصلاة المكتوبة ، وتؤتي الزكاة المفروضة ، وتصوم رمضان » قال : والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا فلما ولى ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « من سرّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا» [أخرجه البخاري في الزكاة - باب وجوب الزكاة ( 3 / 361 ) ، ومسلم في الإيمان - باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة ( 1 / 44 ) ] .

 

الاثار

1- عن ابن عمر ، قال : الصلاة في السفر ركعتان ، من ترك السنة كفر [ابن بطة العكبري في الشرح والإبانة ص123 والطبراني في الكبير (3/11) ] .

 

2- لما سمع عديّ بنُ حاتم رضي الله عنه في قوله تعالى : (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [ التوبة:31 ]، قال : يا رسول الله، إنا لسنا نعبدهم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « أليسوا يُحلون ما حرَّم الله فتحلونه، ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه»؟ قال : بلى، قال: «فتلك عبادتهم» [ الحديث رواه الترمذي ] .

 

القصص

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: لا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف، إلا المكره. وكلها من أعظم ما يكون خطرًا، وأكثر ما يكون وقوعًا، فينبغي للمسلم أن يحذَرها، ويخاف منها على نفسه، نعوذُ بالله من موجبات غضبه، وأليم عقابه . [عقيدة التوحيد وبيان ما يضادها من الشرك الأكبر والأصغر والتعطيل والبدع وغير ذلك صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان] .

 

 2- يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-: الشرك هو تشريك غير الله مع الله في العبادة؛ كأن يدعو الأصنام أو غيرها، أو يستغيث بها، أو ينذر لها، أو يصلي لها، أو يصوم لها، أو يذبح لها. [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز 4/ 32] .

 

3- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم، ويتوكل عليهم، ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛ مثل أن يسالهم غفران الذنوب، وهداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات؛ فهو كافر بإجماع المسلمين [مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 124] .

 

4- يقول سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: "من اعتقد أن حكم غير الرسول صلى الله عليه وسلم أحسن من حكمه، وأتم وأشمل لما يحتاجه الناس من الحكم بينهم عند التنازع؛ إما مطلقا، أو بالنسبة إلى ما استجد من الحوادث التي نشأت عن تطور الزمان وتغير الأحوال؛ فلا ريب أنه كفر؛ لتفضيله أحكام المخلوقين التي هي محض زبالة الأذهان، وصرف نحالة الأفكار، على حكم الحكيم الحميد. [رسالة تحكيم القوانين للشيخ محمد بن إبراهيم ص14] .

 

5- يقول الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين: تكلم علماء الإسلام في كل مذهب على نواقض الإسلام في كتب الفقه في حكم المرتد، وما تحصل به الردة، وبالغ بعضهم في سرد الأمثلة التي تحصل بها الردة نعوذ بالله، وقد بلغت عدداً من المئين ما بين فعل وترك، لكن الشيخ محمد ابن عبدالوهاب رحمه الله تعالى لخصها في عشرة نواقض، مذكورة في مجموعة التوحيد وغيرها، وإنما يهمنا هنا أن نذكر بعض الخصال التي ينافي فعلها كلمتي التوحيد، ولا يحصل الأمر المرتب على فعلهما والنطق بهما فمن ذلك:

 1. إنكار خلق الله تعالى لبعض الموجودات، أو إسناد بعض التدبير والتصرف إلى الطبيعة والصدفة، فإن ذلك طعن في الرب تعالى، وذلك ينافي اعتقاد المسلمين إثبات كمال التصرف لله وحده، وأنه لذلك هو المستحق للعبادة.

2. إنكار شيء من صفات الكمال لله عز وجل، كالعلم والحياة والقيومية والجبروت والسمع والبصر، فإن ذلك غاية التنقص الذي ينافي استحقاق الرب للإلهية، وهكذا إثبات شيء من النقائص التي نزه الله نفسه عنها، كالسنة والنوم والنسيان والظلم والولد والشريك ونحوها فإن ذلك ينافي الكمال الذي استحق به الله تعالى العبادة من جميع الخلق.

3. وصف بعض المخلوقات بشيء من خصائص الخالق كعلم الغيب وعموم الملك، وكمال التصرف في الكون، والقدرة على الخلق والإيجاد بدون إدارة الله، فإن هذا تشريك مع الله لهذا المخلوق، ورفع له إلى مرتبة الخالق، وذلك غاية التنقص لله تعالى.

4. نفي استحقاق الرب عز وجل لكل العبادات أو لبعضها كاعتقاد أنه تعالى لا يخشى ولا يدعى ولا يستحق أن يستعان به، أو لا أهمية لذلك أو لا فائدة فيه، وهكذا حكم من سخر ببعض العبادات، أو استهزأ بالمصلين أو المتمسكين بأي نوع من أنواع الطاعة، فإن ذلك انتقاد للشرع، وهو ينافي الشهادتين.

5. من اعتقد أن أحداً من الناس يسوغ له اتشريع والتقنين ووضع الأحكام التي تغير الشرع، كإباحة الزنا أو الربا، وإبطال العقوبات الشرعية، كقتل القاتل وقطع السارق، وإبطال الزكاة، وتغيير الفرائض أو أي نوع من أنواع العبادات، وهكذا التحاكم إلى غير شرع الله والحكم بغير ما أنزل، فمن اعتقد ذلك أو نحوه فقد اعترض على الرب في شرعه، وزعم أنه ناقص أو غير ملائم، أو أن غير حكم الله أحسن من حكمه، وذلك غاية التنقص فلا يجتمع مع التوحيد الخالص.

6. صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله تعالى، وهو شرك القبوريين في هذه الأزمنة، فمن دعا ميتاً أو رجاه أو علق قلبه به أو أحبه كحب الله أو انحنى له أو خشع وخضع عند القبر ونحوه، أو طاف به أو ذبح له أو نحو ذلك من أنواع العبادة فقد أبطل شهادته أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وقد سبق شيء مما يتعلق بمعنى الإلهية والعبادة وما يدخل فيها.

7. موالاة أعداء الله ومحبتهم وتقريبهم، ورفع مقامهم، واعتقاد أنهم على حق أو أنهم أولى بالتبجيل والاحترام من المسلمين، وسواء كانوا من أهل الكتابين أو من الوثنيين أو الدهريين، فإن طاعتهم وتوقيرهم وإعزازهم يوحي بأنه على صواب، وأن المسلمين المخالفين لهم ضالون خاطئون، أو يدل احترامهم على تعظيم دنياهم أو علومهم الدنيوية، وكل ذلك ينافي حقيقة الشهادة.

8. الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم أو في شريعته، أو تكذيبه أو دعوى خيانته أو كتمانه لما أوحي إليه، وكذا إظهار سبه أو عيبه أو التهكم بسيرته أو شيء من أعماله أو أحواله أو تصرفاته ونحو ذلك مما يدل على إنكار رسالته في الباطن، فإن الطعن فيه طعن في الرب تعالى فهو الذي أرسله وحمله هذه الرسالة، وذلك يناقض كلمتي الشهادتين.

9. الطعن في القرآن الذي هو كلام الله تعالى، كدعوى المشركين أنه سحر أو شعر أو أساطير الأولين، أو أنه مفترى مكذوب، وكذا من زعم أنه قول البشر، أو نفى إعجازه أو حاول معارضته بمثله، وأن ذلك ممكن أو كذب ببعض ما اشتمل عليه، أو أنكر بعض السور أو الآيات المنقولة بالتواتر أو نحو ذلك، فإنه كافر مكذب لله ورسوله، وذلك يناقض كلمة التوحيد.

10. إنكار شيء من الأمور الغيبية التي أمر الله بالإيمان بها وأخبر بثبوتها وأحقيتها في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، كالملائكة والكتب، والرسل، والبعث بعد الموت، وحشر الأجساد والجنة والنار، وكذا عذاب القبر ونعيمه، ونحو ذلك، فإن من جحد منها شيئاً فقد كذب الله وكذب رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك أكبر الطعن في الرسالة، وما اشتملت عليه، فهو يخالف ما تستلزمه الشهادتان. وأقتصر على هذا القدر مما يتعلق بالشهادتين وما يكون به تحقيقهما، وذلك على وجه الاختصار، ومن أراد التفصيل وجد ذلك في كتب أئمة الدعوة رحمهم الله، وكذا من سبقهم من علماء المسلمين. والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.[ الشهادتان معناهما ، وما تستلزمه كل منهما ص(16) ] .

 

6- قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى: لا يصح لأحد إسلام، إلاَّ بمعرفة مادلَّت عليه هذه الكلمة من : نفي الشرك في العبادة، والبراءة منه، وممن فعله، ومعاداته، وإخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، والموالاة في ذلك [مجموعة الرسائل والمسائل»: (5/547) ] .

 

7- قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن رحمهما الله تعالى: وأهل العلم والإيمان لا يختلفون في أن من صدر منه: قول، أو فعل يقتضي كفره، أو شركه، أو فسقه، أنه يحكم عليه بمقتضى ذلك، وإن كان ممن يقر بالشهادتين ويأتي ببعض الأركان.وإنما يكف عن الكافر الأصلي إذا أتى بهما، ولم يتبين منه خلافهما، ومناقضتهما [مجموعة الرسائل والمسائل»: (3/225) ] .

 

8- قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى: لو عرف العبد معنى: لا إله إلاَّ الله، لعرف أن من شك، أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره، أنه لم يكفر بالطاغوت [الدرر السنية»: (11/523)، بتصرف بسيط] .

 

9- قال الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى: من سبَّ الصحابة رضوان الله عليهم، أو واحدًا منهم، واقترن بسبه دعوى أن عليًا إله أو نبي، أو أن جبرائيل غلط، فلا شك في كفر هذا، بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره. قال: ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، إلاَّ نفرًا قليلاً لا يبلغون بضعة عشر، أو أنهم فسقوا، فلا ريب في كفر قائل ذلك، بل من شك في كفره فهو كافر [الدرر السنية»: (12/69، 70) ] .

 

10- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قال محمد بن سحنون أحد الأئمة من أصحاب مالك: أجمع العلماء على أن شاتم الرسول كافر، وحكمه عند الأئمة القتل، ومن شك في كفره، كفر [عقيدة الموحدين»، الكلمات النافعة: (ص238) ] .

 

11- قال سماحة العلامة إمام علماء عصره عبد العزيز بن عبد الله ابن باز رحمه الله ورفع درجاته: العقيدة الإسلامية لها قوادح وهذه القوادح قسمان: قسم ينقض هذه العقيدة ويبطلها ويكون صاحبه كافراً نعوذ بالله [من ذلك]، وقسم ينقص هذه العقيدة ويضعفها: فالقسم الأول: يُسمَّى ناقضاً ونواقض الإسلام هي الموجبة للردة، والناقض يكون: قولاً، ويكون عملاً، ويكون اعتقاداً، ويكون شكاً. قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من بدل دينه فاقتلوه» [أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب لا يعذب بعذاب الله، برقم 3017]، فدلّ ذلك على أن المرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل ويُعجَّل به إلى النار [وهذه النواقض على النحو الآتي]:

1 - الردة القولية: والقول من هذه النواقض مثل سبّ الله، وسبّ الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أو ينسب العيب إلى الله كأن يقول: إن الله فقير، أو إنّ الله ظالم، أو يقول: إنّ الله بخيل، أو يقول: إنّ الله لا يعلم بعض الأمور، أو يقول: إنّ الله لم يوجب علينا الصلاة فهذه ردة يستتاب صاحبها فإن تاب وإلا قتل.

2 - الردة الفعلية: مثل ترك الصلاة فمن ترك الصلاة ولم يصلِّ فقد كفر؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر» [أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء في ترك الصلاة، برقم 2621، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء فيمن ترك الصلاة، برقم 1079، وأحمد، 5/ 346، والحاكم، 1/ 6، وقال: ((صحيح))، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم 4143.). وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة» ]، [أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، برقم 82] . ومن ذلك لو استهان بالمصحف، أو داسه، ومن ذلك من طاف بالقبور، وعبادة أهلها، فهذه ردة فعلية إلا إذا قصد بذلك عبادة الله فهذه بدعة قادحة في الدين ولا تكون ردة عن الإسلام بل تكون من النوع الثاني (كفر دون كفر) وكذلك الذبح لغير الله من الردة الفعلية.

3 - الردة العقدية: من اعتقد بقلبه أن الله فقير، أو أنه بخيل، أو أنه ظالم فقد كفر ولو لم يتكلم ... أو اعتقد بقلبه أن محمداً كاذب، أو أحد الأنبياء، أو اعتقد بقلبه أنه لا بأس أن يعبد مع الله غيره، فهذه كلها ردة عن الإسلام؛ لأن الله يقول: (ذَلِكَ بِأَنَّ الله هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ) [الحج: 62]، ويقول سبحانه: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) [البقرة، الآية: 163]، ويقول سبحانه: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) [الفاتحة: 5]، فمن زعم أنه يجوز أن يعبد مع الله غيره، ونطق بذلك صار كافراً بالقول والعقيدة جميعاً، وإن فعل ذلك صار كافراً: بالقول، والعمل، والعقيدة جميعاً. ومن القوادح القولية، والفعلية، والعقدية، ما يفعله بعض الناس اليوم عند قبور الصالحين من دعائهم، والاستغاثة بهم ... فمن فعل شيئاً من ذلك يستتاب فإذا رجع إلى الحق خلي سبيله وإن لم يتب فإنه يُقتل ويكون مرتداً.

4 - الردة بالشك: مثل من يقول: أنا لا أدري هل الله حق أو ليس بحق، أو يقول: أنا لا أدري هل محمد صادق، أو كاذب؟ فهذا كافر أو قال: أنا لا أدري هل البعث حق؟ أو غير حق ... فهذا يكون كافراً يستتاب فإن تاب، وإلا قتل ... أما إذا كان بعيداً عن المسلمين بحيث كان في غابات بعيدة عن المسلمين؛ فإنه يبين له فإذا بُيِّن له وأصر فإنه يقتل. وكذلك من شك في شيء من أركان الإسلام ... فما تقدم من القسم الأول يسمى نواقض ويكون صاحبها مرتداً يستتاب فإن تاب وإلا قتل. أما الوسوسة العارضة والخطرات، فإنها لا تضر إذا دفعها المؤمن ولم يسكن إليها ولم تستقر في قلبه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله تجاوز لأمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا به» [أخرجه البخاري في كتاب الطلاق، باب الطلاق في الإغلاق والكره، برقم 5269، ومسلم في كتاب الإيمان، باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب إذا لم تستقر، برقم 127] . وعليه أن يعمل الآتي:

1 - يستعيذ بالله من الشيطان [أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده، برقم 3276، ومسلم في كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، برقم 214 - (134) ] .

2 - ينتهي عما يدور في نفسه [المصدر السابق].

3 - يقول آمنت بالله ورسله [صحيح مسلم، رقم 134)] ....[عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسُّنَّة - المفهوم، والفضائل، والمعنى، والمقتضى، والأركان، والشروط، والنواقص، والنواقض د. سعيد بن على بن وهف القحطاني ص (100) ] .

 

التحليلات

الإحالات

1- الإيمان - محمد نعيم ياسين ص 182 مكتبة الفلاح الكويت الطبعة الأولى 1403 .

 

2- التوضيح عن توحيد الخلاق - سليمان بن عبد الوهاب ص 97 دار طيبة الرياض الطبعة الأولى 1404 .

 

3- تيسير العزيز الحميد - سليمان آل الشيخ ص 152 المكتب الإسلامى .

 

4- تيسير العزيز الحميد - سليمان آل الشيخ ص 123 رئاسة إدارات البحوث العلمية .

 

5- حد الإسلام وحقيقة الإيمان - عبد المجيد الشاذلى جامعة أم القرى الطبعة الأولى 1404 .

 

6- الدر النضيد على كتاب التوحيد - سعيد الجندول ص 73 مكتبة الرياض الحديثة 1394.

 

7- الدين الخالص - صديق حسن خان تحقيق محمد النجار 4/18 مكتبة الفرقان .

 

8- شرح نواقض الإسلام - محمد الشيباني ص 148 مكتبة ابن تيمية الطبعة الأولى 1408 .

 

9- عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين - صالح بن إبراهيم البليهي 1/281 (1401 ) .

 

10- فتاوى اللجنة الدائمة - جمع أحمد درويش 2/4 الرئاسة العامة الطبعة الأولى 1411 .

 

11- فتح المجيد - عبد الرحمن آل الشيخ تحقيق عبد القادر الأرناؤوط ص 132 دار البيان الطبعة الأولى 1402 .

 

12- مجلة البحوث الفقهية المعاصرة 7/15 .

 

13- مجموع الفتاوى- ابن تيمية 1/135 الطبعة الأولى 1398 .

 

14- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة - عبد العزيز بن باز 1/135 الرئاسة العامة الطبعة الأولى 1408 .

 

15- مجموعة التوحيد - محمد بن عبد الوهاب ص 27 .

 

16- مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 43 , 289 , 509 , 856 مكتبة الإمام الشافعي الرياض الطبعة الثانية 1408 .

 

17- نواقض الإسلام - محمد بن عبد الوهاب .

 

18- الولاء والبراء - محمد بن سعيد القحطاني ص 56 دار طيبة الطبعة الأولى .