نفاق

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

النفاق لغة:

 

النّفاق اسم مأخوذ من مادّة (ن ف ق) الّتي تدلّ على الخروج، فالنّفق سرب في الأرض له مخلص إلى مكان، والنّفق: المسلك النّافذ الّذي يمكن الخروج منه. المقاييس (5/454-455). وعلى ذلك نبّه (القرآن الكريم) بقوله إِنَّ (الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) [التوبة: 67] أي الخارجون من الشّرع. وقد جعلهم اللّه شرّا من الكافرين فقال (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) [النساء: 145]. المفردات: (524).

 

قال أبو عبيد: سمّي المنافق منافقا للنّفق وهو السّرب في الأرض، وقيل: إنّما سمّي منافقا لأنّه نافق كاليربوع وهو دخوله نافقاءه وله جحر آخر يقال له القاصعاء فإذا طلب من النّافقاء قصّع أي خرج من القاصعاء، فهو يدخل في النّافقاء ويخرج من القاصعاء، أو يدخل في القاصعاء ويخرج من النّافقاء، يقال: نفق به ونافق، وهكذا يفعل المنافق، يدخل في الإسلام ثمّ يخرج منه من غير الوجه الّذي دخل فيه. ومنه اشتقاق المنافق في الدّين. والنّفاق، بالكسر فعل المنافق. والنّفاق: الدّخول في الإسلام من وجه والخروج عنه من آخر، مشتقّ من نافقاء اليربوع، وقد نافق منافقة ونفاقا، وهو اسم إسلاميّ لم تعرفه العرب بالمعنى المخصوص به. لسان العرب (10-359)، مختار الصحاح: (673)، وجمهرة اللغة: (9-150).

 

وخلاصة القول: ما قاله ابن رجب: والّذي فسّره به أهل العلم المعتبرون أنّ النّفاق في اللّغة هو من جنس الخداع والمكر، وإظهار الخير وإبطان خلافه. جامع العلوم والحكم: (375).

 

واصطلاحا:

 

قال الجرجانيّ: النّفاق: إظهار الإيمان باللّسان وكتمان الكفر بالقلب. التعريفات: (245).

 

العناصر

1- أقسام النفاق .

 

 2- حكم النفاق .

 

 3- مظاهر النفاق .

 

 4- صفات المنافين وأخلاقهم .

 

 5- دعوى المنافقين الإصلاح وهم أبعد الناس عنه .

 

 6- ظهور النفاق في العهد النبوي .

 

7- مواقف المنافقين في عصر الرسول وصحابته .

 

 8- خطر المنافقين على الإسلام وأهله.

 

9- خوف السلف من النفاق.

 

10- العلمانية صورة جديدة للنفاق .

 

الايات

1- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً * وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) [النساء: 60- 61] .

 

 

2- قوله تعالى: (فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِما كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِياءَ حَتَّى يُهاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً ) [النساء: 88- 89] .

 

 

3- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ) [الحشر: 11- 12] .

 

 

4- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا * بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً * وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جامِعُ الْمُنافِقِينَ وَالْكافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً * الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا * إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خادِعُهُمْ وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا * مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ) [النساء: 137- 143] .

 

 

5- وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بَطَراً وَرِئاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَراءَتِ الْفِئَتانِ نَكَصَ عَلى عَقِبَيْهِ وَقالَ إِنِّي بَرِي ءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرى ما لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ * إِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ غَرَّ هؤُلاءِ دِينُهُمْ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 47- 49] .

 

 

6- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً * وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً * وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا) [الأحزاب: 1- 3] .

 

 

7- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا وَما نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْناهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) [التوبة: 73- 74] .

 

 

8- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [التحريم: 9 ] .

 

الاحاديث

1- عن أنس- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم قال: «آية الإيمان حبّ الأنصار، وآية النّفاق بغض الأنصار» [البخاري- الفتح 1 (17) واللفظ له، ومسلم (74) ] .

 

 

2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه-: أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» [البخاري- الفتح 5 (2682)، ومسلم 1 (59) واللفظ له] .

 

 

3- عن أسماء- رضي اللّه عنها- قالت: أتيت عائشة وهي تصلّي، فقلت: ما شأن النّاس؟ فأشارت إلى السّماء، فإذا النّاس قيام. فقالت: سبحان اللّه! قلت: آية، فأشارت برأسها- أي نعم- فقمت حتّى تجلّاني الغشي»، فجعلت أصبّ على رأسي الماء. فحمد اللّه- عزّ وجلّ- النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم وأثنى عليه ثمّ قال: «ما من شيء لم أكن أريته إلّا رأيته في مقامي، حتّى الجنّة والنّار. فأوحي إليّ أنّكم تفتنون في قبوركم مثل، أو قريب- لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء- من فتنة المسيح الدّجّال، يقال: ما علمك بهذا الرّجل؟ فأمّا المؤمن، أو الموقن- لا أدري بأيّهما قالت أسماء- فيقول هو محمّد رسول اللّه جاءنا بالبيّنات والهدى، فأجبنا واتّبعنا، هو محمّد (ثلاثا). فيقال: نم صالحا، قد علمنا إن كنت لموقنا به. وأمّا المنافق، أو المرتاب- لا أدري أيّ ذلك قالت أسماء- فيقول: لا أدري، سمعت النّاس يقولون شيئا فقلته. [البخاري- الفتح 1 (86) واللفظ له، ومسلم (905) ] .

 

 

4- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «أربع من كنّ فيه كان منافقا خالصا. ومن كانت فيه خلّة منهنّ كانت فيه خلّة من نفاق. حتّى يدعها: إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف. وإذا خاصم فجر» غير أنّ في حديث سفيان «وإن كانت فيه خصلة منهنّ كانت فيه خصلة من النّفاق» [البخاري- الفتح 1 (34)، ومسلم 1 (58) واللفظ له] .

 

 

5- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه-: أنّ رجالا من المنافقين، في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم كانوا إذا خرج النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم إلى الغزو تخلّفوا عنه. وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم. فإذا قدم النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم اعتذروا إليه. وحلفوا وأحبّوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا. فنزلت: (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ) [آل عمران: 188] [البخاري- الفتح 8 (4567)، ومسلم 4 (2777) واللفظ له] .

 

 

6- عن العلاء بن عبد الرّحمن، أنّه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة. حين انصرف من الظّهر. وداره بجنب المسجد. فلمّا دخلنا عليه قال: أصلّيتم العصر؟ فقلنا له: إنّما انصرفنا السّاعة من الظّهر. قال: فصلّوا العصر. فقمنا فصلّينا. فلمّا انصرفنا قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يقول: «تلك صلاة المنافق. يجلس يرقب الشّمس. حتّى إذا كانت بين قرني الشّيطان. قام فنقرها  أربعا. لا يذكر اللّه فيها إلّا قليلا» [مسلم (622) ] .

 

 

7- عن عليّ- رضي اللّه عنه- قال: بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أنا والزّبير والمقداد. فقال: «انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ، فإنّ بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها. قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتّى أتينا الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة. قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لنلقينّ الثّياب. قال فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة- إلى ناس بمكّة من المشركين- يخبرهم ببعض أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: يا حاطب، ما هذا؟ قال يا رسول اللّه، لا تعجل عليّ، إنّي كنت امرأ ملصقا في قريش- يقول: كنت حليفا، ولم أكن من أنفسها- وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النّسب فيهم أن أتّخذ عندهم يدا يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: أما إنّه قد صدقكم. فقال عمر: يا رسول اللّه، دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: إنّه قد شهد بدرا. وما يدريك لعلّ اللّه اطّلع على من شهد بدرا. قال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. فأنزل اللّه السّورة  (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ) ... إلى قوله (فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ) [الممتحنة: 1] [البخاري- الفتح 7 (4274)، ومسلم (2494) ] .

 

 

8- عن أنس- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم قال: «العبد إذا وضع فى قبره وتولّي وذهب أصحابه- حتّى إنّه ليسمع قرع نعالهم- أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرّجل محمّد صلى اللّه عليه وسلّم؟ فيقول: أشهد أنّه عبد اللّه ورسوله. فيقال: انظر إلى مقعدك من النّار، أبدلك اللّه به مقعدا من الجنّة. قال النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم فيراهما جميعا. وأمّا الكافر- أو المنافق- فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول النّاس. فيقال: لا دريت، ولا تليت. ثمّ يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلّا الثّقلين» [البخاري- الفتح 3 (1338) واللفظ له، ومسلم (2870) ] .

 

 

9- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- قال: كان معاذ يصلّى مع النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم ثمّ يأتي فيؤمّ قومه. فصلّى ليلة مع النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم العشاء، ثمّ أتى قومه فأمّهم، فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجل فسلّم، ثمّ صلّى وحده وانصرف، فقالوا له: أنافقت يا فلان؟ قال: لا. واللّه لآتينّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فلأخبرنّه، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فقال: يا رسول اللّه، إنّا أصحاب نواضح. نعمل بالنّهار، وإنّ معاذا صلّى معك العشاء، ثمّ أتى فافتتح بسورة البقرة. فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم على معاذ فقال: «يا معاذ، أفتّان أنت؟ اقرأ بكذا، واقرأ بكذا» [البخاري- الفتح 2 (705)، ومسلم (465) واللفظ له] .

 

 

10- عن حنظلة الأسيديّ  قال- وكان من كتّاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم- قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان اللّه! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، يذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين ، فإذا خرجنا من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات  فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فو اللّه إنّا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبوبكر حتّى دخلنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم. قلت: نافق حنظلة، يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «وما ذاك؟» قلت: يا رسول اللّه، نكون عندك تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، يا حنظلة، ولكن ساعة وساعة (ثلاث مرّات)» [مسلم (2750) ] .

 

 

11- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم: «ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء. ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا. لقد هممت أن آمر المؤذّن فيقيم، ثمّ آمر رجلا يؤمّ النّاس، ثمّ آخذ شعلا من نار فأحرّق على من لا يخرج إلى الصّلاة بعد. [البخاري. الفتح 2 (657) واللفظ له، ومسلم (651) ] .

 

 

12- عن عليّ- رضي اللّه عنه- قال: والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، إنّه لعهد النّبيّ الأمّيّ صلى اللّه عليه وسلّم إليّ: «أن لا يحبّني إلّا مؤمن، ولا يبغضني إلّا منافق» [مسلم (78) ] .

 

الاثار

1- روي فيما معناه عن عمر- رضي اللّه عنه-: خشوع النّفاق أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع. [جامع العلوم والحكم (3770) ] .

 

 

2- وروي عنه أنّه قال على المنبر: إنّ أخوف ما أخاف عليكم. المنافق العليم، قالوا: كيف يكون المنافق عليما؟ قال: يتكلّم بالحكمة، ويعمل بالجور، أو قال: المنكر. [جامع العلوم والحكم (3770) ] .

 

 

3- عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت: شخص بصر النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم ثمّ قال: في الرّفيق الأعلى (ثلاثا) وقصّ الحديث. قالت: فما كان من خطبتهما من خطبة إلّا نفع اللّه بها، لقد خوّف عمر النّاس وإنّ فيهم لنفاقا فردّهم اللّه بذلك. [البخاري- الفتح 8 (4658) ] .

 

 

4- عن حذيفة- رضي اللّه عنه- قال: إنّما كان النّفاق على عهد النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم، فأمّا اليوم فإنّما هو الكفر بعد الإيمان.[البخاري- الفتح 13 (7114) ] .

 

 

5- عن حذيفة بن اليمان- رضي اللّه عنهما- قال: إنّ المنافقين اليوم شرّ منهم على عهد النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم، كانوا يومئذ يسرّون، واليوم يجهرون.[البخاري- الفتح 13 (7113) ] .

 

 

6- عن عبد اللّه بن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: من سرّه أن يلقى اللّه غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصّلوات حيث ينادى بهنّ، فإنّ اللّه شرع لنبيّكم صلى اللّه عليه وسلّم سنن الهدى، وإنّهنّ من سنن الهدى، ولو أنّكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنّة نبيّكم، ولو تركتم سنّة نبيّكم لضللتم، وما من رجل يتطهّر فيحسن الطّهور ثمّ يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلّا كتب اللّه له بكلّ خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحطّ عنه بها سيّئة، ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلّا منافق، معلوم النّفاق، ولقد كان الرّجل يؤتى به يهادى بين الرّجلين حتّى يقام في الصّفّ.[مسلم 1 (654) ] .

 

 

7- قال أناس لابن عمر- رضي اللّه عنهما-: إنّا ندخل على سلطاننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلّم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنّا نعدّها نفاقا.[البخاري- الفتح 13 (7178) ] .

 

 

8- سمع رجل أبا الدّرداء يتعوّذ من النّفاق في صلاته، فلمّا سلّم قال له: ما شأنك وشأن النّفاق؟ فقال: اللّهمّ اغفر لي ثلاثا، لا تأمن البلاء، واللّه إنّ الرّجل ليفتن في ساعة واحدة فينقلب عن دينه.[جامع العلوم والحكم (378) ] .

 

متفرقات

1- سئل الإمام أحمد: ما تقول فيمن لا يخاف على نفسه النّفاق، قال: ومن يأمن على نفسه النّفاق؟.[جامع العلوم والحكم (378) ] .

 

 

2- قال ابن رجب: الخيانة في الأمانة من خصال النّفاق.[جامع العلوم والحكم (377) ] .

 

الإحالات

1- الأداب الشرعية - ابن مفلح الحنبلي 1/5 مؤسسة قرطبة .

2- آفات اللسان - إبراهيم المشوخى ص 124 مكتبة المنار . 3- الإبانة عن شريعة الفرق الناجية - ابن بطة 2/111 دار الراية الطبعة الأولى 1409 .

4- الأخلاق الإسلامية - عبد الرحمن الميدانى 1/512 دار القلم الطبعة الأولى 1399 .

5- أصول الدعوة - عبد الكريم زيدان ص 382 مكتبة المنار الإسلامية 1401 .

6- أعلام السنة المنشورة - حافظ الحكمى تحقيق مصطفى الشلبي ص 127 مكتبة السوادي – جدة الطبعة الأولى 1408 .

7- اقتضاء الصراط المستقيم - ابن تيمية ص17 الطبعة الأولى 1404 .

8- أهل السنة والجماعة معالم الانطلاقة الكبرى - محمد المصرى ص 103 دار طيبة الرياض الطبعة الأولى 1408 .

9- تحفة المقتصدين - سبيل النجاة , المحفوظات - عبد الرحمن بن سحمان ص 64 .

10- ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته عوني الشريف، على حسن عبد الحميد 3/25 مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1406 .

11- تفسير وبيان مفردات القرآن محمد حسن الحمصي ص 258 دار الرشيد مؤسسة الإيمان .

12- التقريب - بكر أبو زيد ص31 مطابع دار الهلال الطبعة الأولى 1401 .

13- التقريب لعلوم ابن القيم - بكر أبو زيد ص 31 دار الراية الرياض الطبعة الأولى 1411 .

14- جامع الأصول - ابن الأثير 11/569 الرئاسة العامة 1389 .

15- الجامع لأحكام القرآن - القرطبي دار إحياء التراث العربي الطبعة الثانية 1372 .

16- الصارم المسلول على شاتم الرسول - ابن تيمية تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد ص 30 عالم الكتب 1402 .

17- طريق الدعوة فى ظلال القرآن - أحمد فايز 1/257 مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1379 .

18- طريق الهجرتين - ابن القيم تحقيق عمر ص 404 دار ابن القيم الطبعة الأولى 1409 .

19- عقيدة المسلمين والرد على الملحدين والمبتدعين - صالح بن إبراهيم البليهي ص 278 (1401 ) .

20- كتاب الزهد - وكيع بن الجراح تحقيق عبد الرحمن الفريوائى ص 786 مكتبة الدار الطبعة الأولى 1404 .

21- مجموع الفتاوى - ابن تيمية 36/316 , 37/392 الطبعة الأولى 1398 .

22- مجموعة الرسائل والمسائل النجدية 5/100 مكتبة الإمام الشافعى الرياض الطبعة الثانية 1408 .

23- المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ عبد الرحمن السعدى 3/63 مركز صالح بن صالح الثقافى 1411 .

24- مدارج السالكين - ابن القيم تحقيق محمد حامد الفقى 1/347 دار الكتاب العربى 1392 .

25- معارج القبول - الحكمى 1/368 جماعة إحياء التراث .

26- المنافقون فى القرآن - عبد العزيز الحميدي دار المجتمع الطبعة الأولى 1409 .

27- المنافقون وشعب النفاق - حسن عبد الغني دار البحوث العلمية الطبعة الأولى 1401 .

28- منهاج الفرقة الناجية - محمد زينو ص 96 الطبعة الرابعة .

29- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء - محمد حسن موسى ص 1769 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411 .

30- الولاء والبراء - محمد بن سعيد القحطاني ص 203 دار طيبة الطبعة الأولى .