نجاسة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

النجاسة لغة:

النّجاسة القذارة، وهي مأخوذة من مادّة (ن ج س) الّتي تدلّ على خلاف الطّهارة، وشيء نجس ونجس: قذر، وليس ببعيد أن يكون منها النّاجس: الدّاء لا دواء له. كأنّه إذا طال بالإنسان نجسه (أو نجّسه) أي قذره أو قذّره [المقاييس (5/ 393، 394)] .

ويقال: نجّسه أي جعله نجسا، ونجّسه أيضا أزال نجسه [المفردات (483) ] ، وثوب نجس- بالكسر- اسم فاعل وبالفتح وصف بالمصدر، وقوم أنجاس، وتنجّس الشّيء ونجّسته، والنّجاسة في عرف الشّرع قذر مخصوص وهو ما يمنع جنسه الصّلاة كالبول والدّم [المصباح المنير (227) ].

وتنجّس: فعل فعلا يخرج به عن النّجاسة، كما قيل: تأثّم، وتحرّج وتحنّث إذا فعل فعلا يخرج به عن الإثم والحرج والحنث. والتّنجيس: اسم شيء كانت العرب تفعله وهو تعليق شيء من القذر أو عظام الموتى، أو خرقة الحائض، كان يعلّق على من يخاف عليه من ولوع الجنّ به، كالصّبيان وغيرهم [التاج (9/ 4) ] .

النجاسة اصطلاحا:

النّجاسة في الاصطلاح على ضربين:

الأوّل: النّجاسة الحسّيّة أو العينيّة، وهي الّتي تدرك بالبصر.

الآخر: النّجاسة المعنويّة: وهي الّتي تدرك بالبصيرة [  المفردات للراغب (483)، وبصائر ذوي التمييز (5/ 19) ] . وهي النّجاسة العقديّة.

وقد عرّف المناويّ النّوع الأوّل فقال: النّجاسة العينيّة: كلّ عين حرم تناولها على الإطلاق مع الإمكان حال الاختيار لحرمتها لا لاستقذارها ولا لضررها في بدن أو عقل[التوقيف (232) ] .

أمّا النّجاسة المعنويّة: فهي نجاسة النّفس الّتي لا تدرك إلّا بالبصيرة.

يقول الرّاغب: وإيّاها قصد المولى سبحانه وتعالى بقوله:( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) [التوبة: 28] .وبقوله جلّ من قائل : (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ) [المدثر: 5].

والنّفس النّجسة هي الّتي تتحرّى الخبيث؛ لأنّ من لم يكن طاهر النّفس لم يكن طاهر القول والفعل، فكلّ إناء بما فيه ينضح، ولهذا قيل من طابت نفسه طاب عمله، ومن خبثت نفسه خبث عمله [الذريعة (96، 67) باختصار وتصرف ] .

وجمع ابن القيّم بين نوعي النّجاسة فقال:

النّجاسة: هي المستقذر الّذي يطلب مباعدته والبعد منه بحيث لا يلمس ولا يشمّ ولا يرى [إغاثة اللهفان (1/ 59) ] .

 

العناصر

 

1- الفرق بين الرّجس والنّجس .

 

 

2- الشرك نجاسة لا يطهرها إلا الإيمان الصحيح .

 

 

3- أحكام النجاسة الحسية .

 

 

4- أحكام النجاسة المعنوية .

 

 

5- وصية للقائمين على المستشفيات والمستوصفات .

 

 

6- وصايا للمريض .

 

 

7- عدم الإستنزاه من البول سبب في عذاب القبر .

 

 

8- مضار النجاسة .

 

الايات

1- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 28] .

 

 

2- قوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) [الأنعام: 125] .

 

 

3- ثقوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) [الأحزاب: 33] .

 

 

4- قوله تعالى: (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) [المدثر: 5] .

 

الاحاديث

1- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّه قال: لمّا كان يوم خيبر جاء جاء. فقال: يا رسول اللّه أكلت الحمر. ثمّ جاء آخر. فقال: يا رسول اللّه أفنيت الحمر. فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم أبا طلحة فنادى: «إنّ اللّه ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر. فإنّها رجس أو نجس. قال: فأكفئت القدور بما فيها»[ البخاري- الفتح 9 (5528). ومسلم (1940) واللفظ له] .

 

 

2- عن عبد اللّه بن أبي أوفى- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم أنّه كان يقول: «اللّهمّ لك الحمد ملء السّماء وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد. اللّهمّ طهّرني بالثّلج والبرد والماء البارد. اللّهمّ طهّرني من الذّنوب ونقّني منها كما ينقّى الثّوب الأبيض من الوسخ» [مسلم 1 (476). وأحمد (4/ 354) وهذا لفظ أحمد] .

 

 

3- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فرأى رجلا شعثا قد تفرّق شعره. فقال: «أما كان يجد هذا ما يسكّن به شعره؟» ورأى رجلا آخر وعليه ثياب وسخة. فقال:

«أما كان هذا يجد ماء يغسل به ثوبه؟» [النسائي (8/ 183 184) وقال الألباني: صحيح (3/ 1064) رقم (4832). وأبو داود (4062) واللفظ له] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «أرأيتم لو أنّ نهرا بباب أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمسا ما تقول ذلك يبقي من درنه ؟» قالوا: لا يبقي من درنه شيئا. قال: «فذلك مثل الصّلوات الخمس يمحو اللّه به الخطايا» [البخاري- الفتح 2 (528) واللفظ له. ومسلم (667) ] .

 

 

5- عن أبي ثعلبة الخشنيّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه. إنّا بأرض قوم من أهل الكتاب. نأكل في آنيتهم. وأرض صيد أصيد بقوسي، وأصيد بكلبي المعلّم، أو بكلبي الّذي ليس بمعلّم. فأخبرني ما الّذي يحلّ لنا من ذلك؟ قال: «أمّا ما ذكرت أنّكم بأرض قوم من أهل الكتاب تأكلون في آنيتهم فإن وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها ثمّ كلوا فيها. وأمّا ما ذكرت أنّك بأرض صيد فما أصبت بقوسك فاذكر اسم اللّه ثمّ كل، وما أصبت بكلبك المعلّم فاذكر اسم اللّه ثمّ كل، وما أصبت بكلبك الّذي ليس بمعلّم فأدركت ذكاته فكل» [البخاري- الفتح 9 (5496). ومسلم (1930) واللفظ له] .

 

 

6- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال: مرّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم على قبرين فقال: «إنّهما يعذّبان وما يعذّبان في كبير: أمّا هذا فكان لا يستنزه من بوله، وأمّا هذا فإنّه كان يمشي بالنّميمة، ثمّ دعا بعسيب رطب فشقّه باثنين فغرس على هذا واحدا، وعلى هذا واحدا ثمّ قال: لعلّه يخفّف عنهما ما لم ييبسا» [البخاري- الفتح 1 (216). ومسلم (292) وهذا لفظ النسائي (1/ 3029) ] .

 

 

7- عن عائشة- رضي اللّه عنها- أنّها قالت: وقد سألوها عن الغسل يوم الجمعة: إنّما كان النّاس يسكنون العالية فيحضرون الجمعة وبهم وسخ، فإذا أصابهم الرّوح سقطت أرواحهم فيتأذّى بها النّاس. فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فقال: «أو لا يغتسلون؟» [النسائي (3/ 94) واللفظ له. وقال الألباني: صحيح (1/ 298) رقم (1306). وأبو داود (352) مختصر] .

 

 

8- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّه قال: بينما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يصلّي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره فخلعوا نعالهم. فلمّا قضى صلاته قال: «ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟» قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا. قال: «إنّ جبريل أتاني- أو أتى- فأخبرني أنّ فيهما أذى- أو قذرا- فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلّب نعليه فإن رأى فيهما أذى فليمط وليصلّ فيهما» [أبو داود (650). وقال الألباني: صحيح (صحيح أبي داود: 1/ 128 برقم 605). والدارمي (1/ 370) رقم (1378) واللفظ له] .

 

 

9- عن جبير بن مطعم بن عديّ- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم قال في أسارى بدر: «لو كان المطعم بن عديّ حيّا ثمّ كلّمني في هؤلاء النّتنى لتركتهم له» [البخاري- الفتح 6 (3139) ] .

 

 

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عن الدّواء الخبيث. [أبو داود (3870) واللفظ له. والترمذي (2045). وابن ماجة (3459). وأحمد (2/ 446، 478) وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح في الموضع الأول، وهو فيه برقم (8034) (15/ 193) ] .

 

 

11- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- أنّه قال: بينما نحن في المسجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم إذ جاء أعرابيّ فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: مه مه. فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «لا تزرموه.دعوه فتركوه حتّى بال. ثمّ إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم دعاه فقال له: «إنّ هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول، ولا القذر. إنّما هي لذكر اللّه- عزّ وجلّ- والصّلاة وقراءة القرآن- أو كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم-: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنّه عليه» [البخاري- الفتح 1 (219) واللفظ له. ومسلم (285) ] .

 

 

12- عن أمّ ولد لإبراهيم بن عبد الرّحمن ابن عوف أنّها سألت أمّ سلمة زوج النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم فقالت: إنّي امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر فقالت أمّ سلمة: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم: «يطهّره ما بعده» [أبو داود (383) واللفظ له. والترمذي (143) ونقل الشيخ أحمد شاكر كلام القاضي ابن العربي قال فيه: هذا الحديث مما رواه مالك فصح، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود(383) ] .

 

الاثار

1- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: إن وطئت على قذر رطب فاغسله، وإن كان يابسا فلا.[ البخاري- الفتح (1/ 509) ] .

 

 

2- قال ابن زيد- رحمه اللّه تعالى- في معنى قوله تعالى (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) كان المشركون لا يتطهّرون فأمره اللّه تعالى أن يتطهّر، وأن يطهّر ثيابه. [تفسير ابن كثير (4/ 441) ] .

 

القصص

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- أورد ابن حجر في الإصابة في تمييز الصّحابة (في ترجمة أمّ حبيبة زوج النّبيّ صلى اللّه عليه وسلّم) أنّ أبا سفيان قدم المدينة فأراد أن يزيد في الهدنة فدخل على ابنته أمّ حبيبة، فلمّا ذهب ليجلس على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم طوته دونه، فقال: يا بنيّة أرغبت بهذا الفراش عنّي أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، وأنت امرؤ نجس مشرك. فقال: لقد أصابك بعدي شرّ.[ البخاري- الفتح (4/ 306) ] .

 

 

2- قال ابن إسحاق- رحمه اللّه تعالى-: وكان إسلام عمر فيما بلغني أنّ أخته فاطمة بنت الخطّاب وكانت عند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل كانت قد أسلمت وأسلم زوجها سعيد بن زيد وهم مستخفون بإسلامهم من عمر، وكان نعيم بن عبد اللّه النّحّام- رجل من بني عديّ قد أسلم أيضا مستخفيا بإسلامه من قومه، وكان خبّاب بن الأرتّ يختلف إلى فاطمة بنت الخطّاب يقرئها القرآن، فخرج عمر يوما متوشّحا سيفه يريد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم ورهطا من أصحابه، فذكروا له أنّهم قد اجتمعوا في بيت عند الصّفا، وهم قريب من أربعين من بين رجال ونساء، ومع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم عمّه حمزة وأبو بكر بن أبي قحافة الصّدّيق وعليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنهم- في رجال من المسلمين ممّن كان أقام مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم بمكّة ولم يخرج فيمن خرج إلى أرض الحبشة. فلقيه نعيم بن عبد اللّه فقال: أين تريد يا عمر؟ قال: أريد محمّدا هذا الصّابيء الّذي فرّق أمر قريش؟ وسفّه أحلامها، وعاب دينها، وسبّ آلهتها فأقتله. فقال له نعيم: واللّه لقد غرّتك نفسك يا عمر. أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمّدا؟ أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ قال: وأيّ أهل بيتي؟ قال ختنك وابن عمّك سعيد بن زيد وأختك فاطمة فقد- واللّه- أسلما، وتابعا محمّدا صلى اللّه عليه وسلّم على دينه. فعليك بهما. فرجع عمر عائدا إلى أخته فاطمة وعندها خبّاب بن الأرتّ معه صحيفة فيها (طه) يقرئها إيّاها، فلمّا سمعوا حسّ عمر تغيّب خبّاب في مخدع لهم، أو في بعض البيت، وأخذت فاطمة بنت الخطّاب الصّحيفة فجعلتها تحت فخذها، وقد سمع حين دنا إلى الباب قراءة خبّاب عليها: فلمّا دخل قال ما هذه الهينمة  الّتي سمعت؟ قالا له: ما سمعت شيئا. قال: بلى واللّه لقد أخبرت أنّكما تابعتما محمّدا على دينه، وبطش بختنه سعيد بن زيد. فقامت إليه أخته فاطمة بنت الخطّاب لتكفّه عن زوجها فضربها فشجّها، فلمّا فعل ذلك قالت له أخته وختنه: نعم قد أسلمنا وآمنّا باللّه ورسوله فاصنع ما بدا لك. فلمّا رأى عمر ما بأخته من الدّم ندم على ما صنع، وارعوى ، وقال لأخته: أعطيني هذه الصّحيفة الّتي كنتم تقرأون آنفا أنظر ما هذا الّذي جاء به محمّد- وكان عمر كاتبا- فلمّا قال ذلك قالت له أخته: إنّا نخشاك عليها. قال لا تخافي وحلف لها بآلهته ليردّنّها إذا قرأها إليها. فلمّا قال ذلك طمعت في إسلامه فقالت: يا أخي إنّك نجس على شركك، وإنّه لا يمسّه إلّا المطهّرون. فقام عمر فاغتسل فأعطته الصّحيفة وفيها (طه)، فقرأها فلمّا قرأ منها صدرا قال: ما أحسن هذا الكلام وأكرمه! فلمّا سمع ذلك خبّاب ابن الأرتّ خرج إليه فقال له: واللّه يا عمر إنّي لأرجو أن يكون اللّه قد خصّك بدعوة نبيّه صلى اللّه عليه وسلّم؛ فإنّي سمعته أمس وهو يقول: «اللّهمّ أيّد الإسلام بأبي الحكم بن هشام أو بعمر بن الخطّاب». فاللّه اللّه يا عمر. فقال عند ذلك: فدلّني يا خبّاب على محمّد حتّى آتيه فأسلم. فقال له خبّاب: هو في بيت عند الصّفا معه نفر من الصّحابة. فأخذ عمر سيفه فتوشّحه ثمّ عمد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم وأصحابه فضرب عليهم الباب، فلمّا سمعوا صوته قام رجل من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم فنظر من خلل الباب فإذا هو بعمر متوشّحا بالسّيف فرجع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم وهو فزع. فقال: يا رسول اللّه: هذا عمر بن الخطّاب متوشّحا بالسّيف. فقال حمزة: له الرّجل ونهض إليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم حتّى لقيه في الحجرة فأخذ بحجزته أو بمجمع ردائه، ثمّ جذبه جذبة شديدة فقال: «ما جاء بك يا ابن الخطّاب؟ فو اللّه ما أرى أن تنتهي حتّى ينزل اللّه بك قارعة» فقال عمر: يا رسول اللّه جئتك لأومن باللّه ورسوله وبما جاء من عند اللّه. قال: فكبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم تكبيرة فعرف أهل البيت أنّ عمر قد أسلم، فتفرّق أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم من مكانهم وقد عزّوا في أنفسهم حين أسلم عمر مع إسلام حمزة، وعلموا أنّهما سيمنعان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، وينتصفون بهما من عدوّهم، قال ابن إسحاق: فهذا حديث الرّواة من أهل المدينة عن إسلام عمر حين أسلم رضي اللّه عنه. [البداية والنهاية (3/ 77- 78) ] .

 

 

3- قال ابن تيميّة- رحمه اللّه تعالى-: الخطايا توجب للقلب حرارة، ونجاسة وضعفا. [إغاثة اللهفان (1/ 57) ] .

 

 

4- قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-: من تطهّر في الدّنيا ولقي اللّه طاهرا من نجاساته دخل الجنّة بغير معوّق، ومن لم يتطهّر في الدّنيا- فإن كانت نجاسته عينيّة. كالكافر- لم يدخلها بحال، وإن كانت نجاسته كسبيّة عارضة دخلها بعد ما يتطهّر في النّار من تلك النّجاسة ثمّ لم يخرج منها.[ إغاثة اللهفان (1/ 57) ] .

 

 

5- قال ابن كثير- رحمه اللّه تعالى- في تفسير قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة: 28] أمر تعالى عباده المؤمنين الطّاهرين دينا وذاتا بنفي المشركين الّذين هم نجس دينا عن المسجد الحرام وأن لا يقربوه بعد نزول هذه الآية- وكان نزولها في سنة تسع- وقال: دلّت هذه الآية الكريمة على نجاسة المشرك كما ورد في الصّحيح «المؤمن لا ينجس» [تفسير القرآن العظيم (2/ 346) باختصار] .

 

التحليلات

الإحالات

1- أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس المؤلف : د. محمود عبدالرازق الرضواني أستاذ العقيدة والأديان بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الكتاب عبارة عن دراسة قام بها الدكتور لاستخراج أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب المقدس والتي تتوافق مع ما ثبت منها في القرآن والسنة الصحيحة . مكتبة سلسبيل ـ شارع العزيز بالله - حدائق الزيتون – القاهرة الطبعة : الأولى 1429 هـ / 2008 م (1/13) .

2- تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد تأليف:سليمان بن عبد الله آل الشيخ دراسة وتحقيق:زهير الشاويش الناشر:المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق الأولى، 1423ه-/2002م (1/433) .

3- ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه المؤلف : عبد الله عبد الغني الخياط الطبعة : الثالثة الناشر : الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تاريخ النشر : 1413هـ (1/18) .

4- الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام وإظهار محاسن الإسلام المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله الناشر : دار التراث العربي - القاهرة ، 1398 تحقيق : د. أحمد حجازي السقا (01/445) .

5- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (1/66) .

6- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (5/199) .

7- صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان المؤلف : محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة الثانية ، 1414 – 1993 تحقيق : شعيب الأرنؤوط (4/286) .

8- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (1/69) .

9- المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج المؤلف : أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي الناشر : دار إحياء التراث العربي – بيروت الطبعة الطبعة الثانية ، 1392 (3/213) .

10- النهر الفائق شرح كنز الدقائق المؤلف: سراج الدين عمر بن إبراهيم بن نجيم الحنفي (ت 1005هـ) المحقق: أحمد عزو عناية الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: الأولى، 1422هـ - 2002م (1/142) .

11- الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار المؤلف: محمد بن علي بن محمد الحِصْني المعروف بعلاء الدين الحصكفي الحنفي (المتوفى: 1088هـ) المحقق: عبد المنعم خليل إبراهيم الناشر: دار الكتب العلمية الطبعة: الأولى، 1423هـ- 2002م (1/47) .

12- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (66/95) .

13- التعريفات الفقهية المؤلف: محمد عميم الإحسان المجددي البركتي الناشر: دار الكتب العلمية (إعادة صف للطبعة القديمة في باكستان 1407هـ - 1986م) الطبعة: الأولى، 1424هـ - 2003م (1/13) .

14- مَقَاصِدُ المُكَلفينَ فيمَا يُتعَبَّدُ به لِرَبِّ العَالمين المؤلف: عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي أصل هذا الكتاب: رسالة دكتوراة من جامعة الأزهر الناشر: مكتبة الفلاح، الكويت الطبعة: الأولى، 1401 هـ - 1981 م (1/299) .