نصيحة

2022-10-09 - 1444/03/13

التعريف

قال ابن فارس :

النون والصاد والحاء " أصل يدل علي ملائمة بين شيئين وإصلاح لهما .اهـ ، وعلي هذا فالنصيحة لها معنيان : المعني الأول : تخليص القول من الغش . قال الخطابي : قيل إنها مأخوذة من نصحت العسل إذا خلصته من الشمع . شبهوا تخليص القول من الغش بتخليص العسل من الخلط [شرح النووي لمسلم (ح 55) ] .

قال الفخر الرازي : النصيحة أن يرغبه في الطاعة ويحذره من المعصية ويسعى في تقرير ذلك الترغيب لأبلغ الوجوه .اهـ [مفاتيح الغيب ( 7/157) ]، وفي هذا التعريف إبراز جانب إيصال الخير إلي المنصوح والحرص علي ذلك حرصا يبلغ منتهاه .

وقال أبو عمرو ابن الصلاح : النصيحة كلمة جامعة تتضمن قيام الناصح للمنصوح له بوجوه الخير إرادة وفعلا [جامع العلوم والحكم ص 76]. اهـ وفي هذا التعريف بيان لصورتي النصح : الإرادة والفعل .

وقال القرطبي: النصح إخلاص النية من شوائب الفساد في المعاملة بخلاف الغش.اهـ [الجامع لأحكام القران 4/234]، والقرطبي بهذا التعريف كأنه يريد أن يصور عمل الناصح من جهة الإخلاص وصفاء القلب بأنه ينقي نصيحته من كل ما يكدر النصيحة ، حتى لكأنه يحب للمنصوح ما يحبه لنفسه وهذه حال لا يتصور معها غش ، ولا تدليس ولا تغرير ، وهذا هو إخلاص النصح وإرادة الخير كل الخير للمنصوح له. المعني الثاني : تحري صلاح المنصوح قال النووي : النصيحة مأخوذة من نصح الرجل ثوبه إذ خاطه . فشبهوا فعل الناصح فيما يتحراه من صلاح المنصوص له بما يسده من خلل الثوب .اهـ [النووي شرح مسلم (ح 55 )] .

الناصح : يعني الخياط [مقاييس بن فارس / مادة ن ص ح] ، والنصح : الخياطة ، والمنصحة : الإبرة . والمعني : أنه يلم شعث أخيه بالنصح كما تلم المنصحة [الفتح / بـ الدين نصيحة )] . ومنه الثوب النصوح : كأنه صحيحة ليس فيها خرق ، وكان الذنب يمزق الدين ، والتوبة تخيطه . ومن الممكن أن تقول في هذا المعني أيضا : هي إرادة بقاء نعمة الله تعالي علي أحد مما له فيها صلاح منفعة دينية أو دنيوية ، وإن شئت قلت : هي إرادة الخير للغير [البريقة المحمودية / 2/250 ) ] .

وعلي هذا المعني فالنصيحة تتضمن معني الصدق مع الإخلاص كما في قوله تعالي : (يا أيها الذين أمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحا ) [التحريم :8] أي : توبة صادقة ، لا عودة معها إلى سالف الذنب .

ونستخلص مما تقدم أن النصيحة مبناها الإخلاص للمنصوح وهو ما يحمل الناصح علي إرادة الخير له ، ودرء الضر عنه ، في أمور دنياه وأخراه ، وفي أمور معاشه ومعاده [النصيحة ( 9-10 ) للشيخ عبد الرب تواب الدين] .

العناصر

1- أهمية النصيحة ومنزلتها العظيمة في الدين .

 

 

2- مفهوم النصيحة .

 

 

3- آداب النصيحة .

 

 

4- متى نتوقف عن النصيحة .

 

 

5- زجر من استبدل النصيحة بالفضيحة .

 

 

6- إرشاد الناصح إلى أن يبدأ بنفسه .

 

 

7- النصيحة للمسلمين من حقوق الأخوة .

 

 

8- الأنبياء أنصح الخلق للخلق .

 

 

9- الفرق بين الناصح الصادق والمتتبع للعورات .

 

 

10- من أخلاق المؤمن حب الخير لإخوانه وبذل النصيحة لهم .

 

 

11- وجوب قبول النصح والنقد من أي شخص كان .

 

 

12- منهج الإسلام في مناصحة الولاة .

 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ) [الحجرات:10].
2- قالَ تَعَالَى: إخباراً عن نوحٍ صلى الله عليه وسلم: (وَأنْصَحُ لَكُمْ) [الأعراف:62].
3- قَالَ الله عن هود صلى الله عليه وسلم قوله لقومه: (وَأنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أمِينٌ) [الأعراف:68].

الاحاديث

1- عن أَبي رُقَيَّةَ تَمِيم بن أوس الداريِّ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الدِّينُ النَّصِيحةُ) قلنا: لِمَنْ ؟ قَالَ: (لِلهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ رواه مسلم.
2- عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه، قَالَ: بَايَعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى إقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
3- عن أنس رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحبُّ لِنَفْسِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
4- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (لاَ يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ). متفق عليه.

الاثار

1- قال عمر الفاروق - رضي الله عنه -: لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولا خير في قوم لا يحبون النُّصح الاستقامة [في مائة حديث نبوي] .

2- قال علي رضي الله عنه لأبي سفيان: المؤمنون قوم نصحة بعضهم لبعض متوادون وإن بعدت ديارهم، والمنافقون غششة بعضهم لبعض وإن قربت ديارهم [أخرجه ابن السمان في الموافقة] .

3- قال غيره: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير [جامع العلوم والحكم] .

4- قال الحسن البصري: المؤمن شعبة من المؤمن وهو مرآة أخيه؛ إن رأى منه ما لا يعجبه سدّده وقوّمه ونصحه بالسر والعلانية [الزهد لابن المبارك] .

5- وقال رحمه الله: إنك لن تبلغ حق نصيحتك لأخيك حتى تأمره بما يعجز عنه [جامع العلوم والحكم] .

6- قال فرقد السبخي: أحب الناس إلى الله من يحببون الخلق إلى الخالق، ويمشون بين عباده بالنصائح، ويخافون عليهم أعمالهم ويوم تبدو الفضائح، أولئك أولياء الله وأحباؤه وأهل صفوته، أولئك الذين لا راحة لهم دون لقائه " [جامع العلوم والحكم] .

7- سئل ابن المبارك: أي الأعمال أفضل؟ قال: النصح لله [جامع العلوم والحكم] .

8- قال عمر بن عبد العزيز: من وصل أخاه بنصيحة له في دينه ونظر له في صلاح دنياه فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه [تاريخ الطبري] .

9- قال الحارث المحاسبي: اعلم أن من نصحك فقد أحبك، ومن داهنك فقد غشّك، ومن لم يقبل نصيحتك فليس بأخ لك .

10- قيل لإبراهيم بن أدهم : الرجل يرى من الرجل الشيء أو يبلغه عنه ، أيقوله له ؟ قال : هذا تبكيت ، ولكن تعرض [مفهوم الحكمة في الدعوة المؤلف : صالح بن عبد الله بن حميد] .

11- يقول الفضيل : المؤمن يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويعير وكانوا يقولون : من أمر أخاه على رءوس الملأ فقد عيره [مفهوم الحكمة في الدعوة المؤلف : صالح بن عبد الله بن حميد (1/32) ] .

12- قالت أم الدرداء رضي الله عنها: من وعظ أخاه سرا فقد زانه ، ومن وعظه علانية فقد شانه [مفهوم الحكمة في الدعوة المؤلف : صالح بن عبد الله بن حميد (1/32) ] .

القصص

1- حدثت هذه القصة في أسواق العويس بالرياض.
يقول أحد الصالحين: كنت أمشي في سيارتي بجانب السوق فإذا شاب يعاكس فتاة, يقول فترددت هل أنصحه أم لا؟ ثم عزمت على أن أنصحه, فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة، والشاب خاف توقعوا أني من الهيئة, فسلمت على الشاب، وقلت: أنا لست من الهيئة، ولا من الشرطة، وإنما أخٌ أحببت لك الخير فأحببت أن أنصحك، ثم جلسنا، وبدأت أذكره بالله حتى ذرفت عيناه، ثم تفرقنا، وأخذت تلفونه وأخذ تلفوني، وبعد أسبوعين كنت أفتش في جيبي وجدت رقم الشاب فقلت: أتصل به، وكان وقت الصباح فاتصلت به، قلت: السلام عليكم فلان هل عرفتني؟, قال: وكيف لا أعرف الصوت الذي سمعت به كلمات الهداية، وأبصرت النور وطريق الحق. فاتفقنا على موعد بعد العصر, وقدّر الله أن يأتيني ضيوف, فتأخرت على صاحبي حوالي الساعة، ثم ترددت هل أذهب له أو لا؟ فقلت أفي بوعدي ولو متأخراً, وعندما طرقت الباب فتح لي والده، فقلت: السلام عليكم، قال: وعليكم السلام, قلت: فلان موجود.
فأخذ ينظر إلي, قلت: فلان موجـود، وهو ينظر إلي باستغراب، قال: يا ولدي هذا تراب قبره قد دفناه قبل قليل، قلت: يا والد قد كلمني الصباح, قال: صلى الظهر، ثم جلس في المسجد يقرأ القرآن، وعاد إلى البيت، ونام القيلولة، فلما أردنا إيقاظه للغداء فإذا روحه قد فاضت إلى الله، يقول الأب: ولقد كان ابني من الذين يجاهرون بالمعصية، لكنه قبل أسبوعين تغيرت حاله، وأصبح هو الذي يوقظنا لصلاة الفجر بعد أن كان يرفض القيام للصلاة، ويجاهرنا بالمعصية في عقر دارنا, ثم منّ الله عليه بالهداية.
ثم قال الرجل: متى عرفت ولدي يا بني؟
قلت: منذ أسبوعين، فقال: أنت الذي نصحته؟ قلت: نعم
قال: دعني أقبّل رأساً أنقذ ابني من النار. شريط نهاية الشباب منوع.
2- هذه قصة قالها الشيخ خالد الراشد في شريطه "من حالٍ إلى حال".
كان هناك ثلاثة من الشبان يتعاونون على الإثم والمعاصي، فكتب الله الهداية لأحد هؤلاء الثلاثة، فقرر أن يدعو زميليه ويعظهم؛ لعل هدايتهم تكون على يديه.
وفعلاً استطاع أن يؤثر عليهم والحمد لله أصبحوا شباباً صالحين، واتفقوا على أن يقوموا بدعوة الشباب الغارقين في بحر المعاصي؛ ليكفروا عن ماضيهم.
وفي مرة من المرات اتفقوا على أن يجتمعوا في المكان الفلاني قبل الفجر بساعة للذهاب إلى المسجد؛ بغية التهجد والعبادة، فتأخر واحد منهم، فانتظروه، فلما جاء إليهم كان لم يبق على أذان الفجر إلا نصف ساعة، وبينما هم في طريقهم إلى المسجد إذ بسيارة تكاد تنفجر من صوت الغناء والموسيقى الصاخبة، فاتفقوا على أن يقوموا بدعوة ذلك الشاب؛ لعل الله يجعل هدايته على أيديهم، فأخذوا يشيرون له بأيديهم؛ لكي يقف، فظن ذلك الشاب أنهم يريدون مسابقته، فأسرع بسيارته؛ لكي يسبقهم، فأشاروا إليه مرةً أخرى، فظن ذلك الشاب أنهم يريدون المقاتلة، فأوقف سيارته ونزل منها؛ فإذ بجثة ضخمة ومنكبين عريضين وفوة وضخامة في العضلات!.
قال لهم بصوت غضب: من يريد منكم المقاتلة؟ فقالوا: السلام عليك.
فقال الشاب في نفسه: الذي يريد المقاتلة لا يمكن أن يبدأ بالسلام،
فأعاد عليهم السؤال: من منكم يريد المقاتلة؟
فأعادوا: السلام عليك.
فقال: وعليكم السلام؛ ماذا تريدون؟
فقالوا له: ألا تعلم في أي ساعةٍ أنت؟ إنها ساعة النزول الإلهي نزولاً يليق به تعالى إلى السماء الدنيا، فيقول هل من تائب فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ يا أخانا اتق الله؛ ألا تخاف من الله؟! ألا تخاف من عقابه؟! ألا تخاف من سوء الخاتمة؟!
فقال لهم: ألا تدرون من أنا؟!
قالوا: من أنت؟
قال: أنا حسان الذي لم تخلق النار إلا له.
فقالوا: استغفر الله؛ كيف تيأس وتقنط من روح الله؟ ألا تعرف أنه يغفر الذنوب جميعاً؟! ألم يقل ربك: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)، وأخذوا يذكرونه بالله وبواسع رحمته، وبالجنة، والثواب العظيم، فبكى حسان بكاءً شديداً، وقال: ولكن أنا لم أترك معصية من المعاصي إلا وفعلتها، وأنا الآن سكران؛ فهل يقبل الله توبتي؟
فقالوا: نعم بل ويبدلك بها حسنات؛ فما رأيك أن نأخذك معنا إلى المسجد لنصلي الفجر؟
فوافق حسان وبالفعل أخذوه معهم.
وفي أثناء الصلاة شاء الله أن يتلوا الإمام قوله تعالى: (قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً)
فانفجر حسان بالبكاء، ولما انتهت الصلاة قال: لم أشعر بلذة الصلاة منذ سنين، وأخذ كل من في المسجد يهنئونه بتوبته، ولما خرج الأربعة من المسجد، قالوا له: أين أبوك؟
قال حسان: إن أبي يصلي في المسجد الفلاني، وهو عادةً يجلس في المسجد إلى شروق الشمس؛ لذكر الله وقراءة القرآن.
فلما ذهبوا إلى ذلك المسجد، وكانت الشمس قد أشرقت، أشار حسان إلى والده، وقد كان شيخاً كبيراً ضعيفاً محتاج إلى قوة حسان وشبابه،
فذهبوا هؤلاء الشباب اليه، وقالوا: ياشيخ إن معنا ابنك حسان
فقال الشيخ: حسان!. آآآه الله يحرق وجهك بالنار ياحسان.
فقالوا له: معاذ الله يا شيخ لماذا تقول هذا؟ إن ابنك قد تاب وأناب إلى ربه.
وارتمى حسان على قدم والده وأخذ يقبلها، فبكى والد حسان وضمه إلى صدره، وذهب حسان إلى أمه وقبل يدها وقدمها، وقال لها: سامحيني يا أمي.
فبكت العجوز فرحاً بعودة حسان.
وفي يوم من الأيام قال حسان في نفسه: لا يكفر ذنوبي إلا أن أجعل كل قطرة دم من دمي في سبيل الله، وقرر الذهاب إلى الجهاد مع زملائه الصالحين، فذهب إلى والده، وقال: يا أبي أريد أن أذهب إلى الجهاد، فقال أبوه: يا حسان نحن فرحنا بعودتك، وأنت تريد أن تحرمنا منك مرة أخرى؟
فقال حسان: أرجوك يا أبي لا تحرمني شرف الجهاد والشهادة، فوافق أبوه على ذلك، وذهب إلى أمه، وقبل قدمها، وقال: يا أماه؛ أريد أن أذهب إلى ساحات القتال، قالت: يا حسان فرحنا بعودتك، وأنت تريد أن تذهب إلى الجهاد؟ قال: يا أمي إن كنتم تحبونني فدعوني أجاهد في سبيل الله، فقالت: أنا موافقة، ولكن بشرط أن تشفع لنا يوم القيامة!
وبالفعل تدرب حسان على الجهاد، واستعمال السلاح، وأتقن في شهور معدودة أساليب القتال!
ولما جاءت اللحظة الحاسمة، ونزل حسان إلى ساحات القتال، ومعه زملاؤه الصالحين، وكان حسان في كهف من الكهوف؛ إذ بقذيفة من طائرات العدو تسقط على قمة الجبل، وتصيب حسان، فسقط حسان من أعلى الجبل، ووقع صريعاً على الأرض، وقد تكسرت عظامه وهو يسبح في بركة من الدماء، فاقترب منه أصحابه، وقالوا: حسان، ياحسان؛ فإذ بحسان يقول: اسكتوا؛ فوالله إني لأسمع صوت الحور العين ينادينني من وراء الجبل، ثم لفظ الشهادتين، ومات.
3- اشترى الشيخ عبد الرحمن بن سعدي حمولة حطب جاء بها صاحب (الجمل) إلى البيت، وعند خروجه -بعد إنزال الحمولة- وجد الشيخ علبة دخان في الأرض فنادى الجمَّال، وقال: أهذه لك؟ قال: نعم، قال الشيخ: خذها؟ فرد الجمَّال: أو تعرف ما فيها يا شيخ؟ قال: نعم دخان! قال: وتعطيني إياها؟ قال: نعم، لأنك إذا لم تجدها فسوف تشتري بقيمة الحطب بديلاً لها، وستكون على حساب قوت أولادك، والهادي هو الله سبحانه، فقال الجمَّال: بسم الله، ونثر ما في العلبة من التبغ والورق وأعلن أمام الشيخ تركه التدخين!.

الاشعار

وما كل ذي نصح بمعطيك نصحه *** ولا كل من ناصحته بلبيب
ولكن إذا ما استجمعا عند واحد *** فحق له من طاعة بنصيب
[..........]

إن النصيحة لو تباع وتشترى *** كانت تباع بأنفس الأثمان
لكنها مبذولـة موهـوبـة *** ولقلَّما قُبلت من الإخوان
[.........]

النصح أرخص ما باع الرجال فلا *** تردد على ناصح نصحاً ولا تلم
إن النصائح لا تخفى مناهلهــا *** على الرجال ذوي الألباب والفهم
[.........]

ولقلما تجدي نصيحة قائل *** أفعاله أفعال غير مصيب
[.........]

الدراسات

متفرقات

1- قال أبو داود - رحمه الله-: كتبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خمسمائة ألف حديث، انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب -يعني كتاب السنن- جمعت فيه أربعة آلاف وثمانمائة حديث، ذكرت الصحيح وما يشبهه ويقاربه، ويكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث.. وذكره منها قوله صلى الله عليه وسلم: « لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه » [سير أعلام النبلاء] .

 

2- قال الخطابي – رحمه الله -: النصيحة كلمة جامعة معناها: حيازة الحظ للمنصوح له [فتح الباري] .

 

3- قال النووي رحمه الله في شرحه لحديث (الدين النصيحة): وأما ما قاله جماعات من العلماء أن أحد أرباع الإسلام أي أحد الأحاديث الأربعة التى تجمع أمور الإسلام فليس كما قالوه بل المدار على هذا وحده [ شرح صحيح مسلم] .

 

4- قال أبو حاتم البستي رحمه الله: الواجب على العاقل لزوم النصيحة للمسلمين كافة، وترك الخيانة لهم بالإضمار والقول والفعل معاً؛ إذ إن المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كان يشترط على من بايعه من أصحابه [ روضة العقلاء للبستي] .

 

5- وقال أيضاً: النصيحة تجب على الناس كافة ولكن أبداءها لا يجب إلا سراً لأن من وعظ أخاه علانية فقد شانه ومن وعظه سراً فقد زانه وأخيراً طوبى لعبد نصح أخاه بحكمة ودعا إلى سبيل ربه بالموعظة الحسنة وتخلق بالأخلاق والآداب الجميلة الذي إذا رأى من أخيه خيراً نشره، وإن اطلع على عيبٍ كتمه وستره [روضة العقلاء للبستي] .

 

6- وقال أيضاً:" خير الإخوان أشدهم مبالغة في النصيحة، كما أن خير الأعمال أحمدها عاقبة وأحسنها إخلاصاً، وضرب الناصح خير من تحية الشانئ [ روضة العقلاء للبستي] .

 

7- قال الشيخ محمد ابن عبد الوهاب: ولا تصدق في أحد إلا بما سمعت منه، أو نقله من لا يكذب وانصحه إذا بلغك عنه شئ، قبل أن تنكر عليه، خصوصاً ممن تعرف منه حباً للدين، موافقاً عليه مجاهداً فيه [ الدرر السنية] .

 

8- قال حمزة محمد قاسم... أن من آداب النصيحة في المجالس العامة عدم التعيين أو توجيه الخطاب المباشر لما فيه من الاستفزاز المؤدي إلى عدم قبول النصيحة وإنما يتكلم عن الموضوع بصفة عامة كما فعل النبي[منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري (2/161) ] .

 

9- قال الشيخ عبد الرحمن السحيم: من آداب النصيحة أن تكون خالصة لله ، لأنها تكون حينئذ أنفع . وأن يكون الباعث عليها الشفقة على المنصوح . وأن تكون سِراً فيما يكون في ذات الشخص ، ولا يُجهر به ، لأنها يكون حينئذ فضيحة لا نصيحة . قال الإمام الشافعي :

تعمَّدني بنصحك في انفرادي *** وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع *** من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي *** فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

وأما ما كان عاماً فهو يحتاج إلى نُصح عام ، وهذا مما يغلط فيه كثير من الناس . من أنهم يظنون أن كل نُصح يكون سِراً . فإن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على الولاة في مجامِع الناس [الفتاوى العامة للشيخ عبد الرحمن السحيم (1/140) ] .

 

10- يقول الحافظ ابن القيم - رحمه الله - حين يقول : والنصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة والشفقة عليه والغيرة له ، وعليه فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه . . .

التحليلات

الإحالات

1- النَّصِيْحَةُ تأليف: إسلام منصور عبد الحميد كلية أصول الدين - جامعة الأزهر .

2- فقه النصيحة محمد أبو صعيليك قام بنشره: أبو مهند النجدي [email protected] [email protected] 

3- ادعوة الأقربين في القرآن الكريم إعداد: د. سليمان بن قاسم العيد جامعة الملك سعود - كلية التربية - قسم الثقافة الإسلامية (1/41) .

4- منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري المؤلف: حمزة محمد قاسم راجعه: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط عني بتصحيحه ونشره: بشير محمد عيون الناشر: مكتبة دار البيان، دمشق - الجمهورية العربية السورية، مكتبة المؤيد، الطائف - المملكة العربية السعودية عام النشر: 1410 هـ - 1990 م (2/160) .

5- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود .

6- المهذب في الآداب الإسلامية جمعه وأعده الباحث في القرآن والسنَّةِ علي بن نايف الشحود الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م ماليزيا بهانج -دار المعمور .

7- مسافر في قطار الدعوة د / عادل عبد الله الشويخ (1/148) .

8- مفهوم الحكمة في الدعوة المؤلف : صالح بن عبد الله بن حميد الطبعة : الأولى الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية تاريخ النشر : 1422هـ عدد الصفحات : 64 (1/31) .

9- الرسالة الفصيحة في فهم حديث الدين النصيحة إعداد: عبد العلي بلامين .

10- النقول الصريحة شرح حديث: الدين النصيحة أبو يوسف محمد زايد .

11- خمسون نصيحة في أسلوب النصيحة لولاة الأمر جمع: أبي عبد الله خالد بن محمد الغرباني .

12- الفرق بين النصيحة والتعيير تصنيف : الإمام الحافظ زين الدين ابن رجب الحنبلي المتوفى سنة (795هـ ) .

13- النصيحة الولدية/ وصية أبي الوليد الباجي لولديه أبي الوليد سليمان بن خلف الباجي سنة الولادة / سنة الوفاة 474هـ تحقيق إبراهيم باجس عبد المجيد الناشر دار الوطن سنة النشر 1417هـ مكان النشر الرياض .