محاسبة النفس

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

المحاسبة لغة:

مصدر حاسب يحاسب، وهو مأخوذ من مادّة (ح س ب) الّتي تدلّ على العدّ، تقول: حسبت الشّيء أحسبه حسبا وحسبانا، وحسابا وحسابة إذا عددته، والمعدود: محسوب وحسب أيضا والأخير فعل بمعنى مفعول، ومنه قولهم: ليكن عملك بحسب ذلك أي على قدره وعدده، وحاسبته من المحاسبة.

وقال ابن منظور: الحساب والمحاسبة: عدّك الشّيء، وحسب الشّيء يحسبه، بالضّمّ، حسبا وحسابا وحسابة: عدّه. وحاسبه: من المحاسبة. ورجل حاسب من قوم حسّب وحسّاب. وقوله تعالى: (وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ)، أي حسابه واقع لا محالة، وكلّ واقع فهو سريع، وسرعة حساب اللّه، أنّه لا يشغله حساب واحد عن محاسبة الآخر، وقوله- عزّ وجلّ-: (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) [الإسراء: 14]، أي كفى بك لنفسك محاسبا  [أدب الدنيا والدين (342) ] .

النفس لغة:

النّفس في اللّغة: الرّوح، يقال فرحت نفسه، والنّفس (أيضا) الدّم، وذلك أنّه إذا فقد الدّم من الإنسان فقد نفسه. أو لأنّ النّفس تخرج بخروجه، والنّفس أيضا الجسد، والنّفس العين، يقال: أصابت فلانا نفس، أي عين، والنّافس العائن، ونفس الشّيء عينه يؤكّد به، يقال رأيت فلانا نفسه.

والنّفس بالتّحريك واحد الأنفاس، وقد تنفّس الرّجل وتنفّس الصّعداء، وتنفّس الصّبح، أي تبلّج، ويقال: أنت في نفس من أمرك: أي في سعة، وشيء نفيس. أي يتنافس فيه ويرغب، وهذا أنفس مالي أي أحبّه وأكرمه عندي، ويقال: نفس الشّيء نفاسة أي صار نفيسا، ونافست في الشّيء منافسة ونفاسا، إذا رغبت فيه على وجه المباراة في الكرم، وتنافسوا فيه: أي رغبوا.

وقال ابن منظور: النّفس في كلام العرب على ضربين:

أحدهما: قولك خرجت نفس فلان أي روحه، وفي نفس فلان أن يفعل كذا، أي في روعه.

والآخر: جملة الشّيء وحقيقته، تقول قتل فلان نفسه، وأهلك نفسه، أي أوقع الإهلاك بذاته كلّها، وجمع النّفس أنفس (في القلّة) ونفوس (في الكثرة)، قال ابن خالويه: النّفس: الرّوح، والنّفس: ما يكون به التّمييز، والنّفس الدّم، والنّفس: الأخ، والنّفس بمعنى عند، أمّا النّفس بمعنى الرّوح، والنّفس ما يكون به التّمييز فشاهده قول اللّه تعالى: (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) [الزمر: 42]، فالنّفس هي الّتي تزول بزوال الحياة، والنّفس الثّانية هي الّتي تزول بزوال العقل، وأمّا النّفس بمعنى الدّم فشاهده قول السّموأل:

تسيل على حدّ الظّبات نفوسنا *** وليست على غير الظّبات تسيل

وأمّا النّفس بمعنى الأخ فشاهده قول اللّه تعالى: (فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ) [النور: 61].

وقال ابن الأنباريّ: النّفس: الغيب، لأنّ النّفس لمّا كانت غائبة أوقعت على الغيب، كأنّه قال: تعلم غيبي يا علّام الغيوب.

والعرب قد تجعل النّفس الّتي يحصل بها التّمييز نفسين، وذلك أنّ النّفس قد تأمر بالشّيء وتنهى عنه، وذلك عند الإقدام على أمر مكروه، فجعلوا الّتي تأمره نفسا، وجعلوا الّتي تنهاه كأنّها نفس أخرى.

والنّفس يعبّر بها عن الإنسان جميعه، كقولهم عندي ثلاثة أنفس، وذلك كما في قوله تعالى: (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ) [الزمر: 56] وروي عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: لكلّ إنسان نفسان: إحداهما نفس العقل الّذي يكون به التّمييز، والأخرى: نفس الرّوح الّذي به الحياة، وقال بعض اللّغويّين: النّفس والرّوح واحد، وقال آخرون:

هما متغايران إذ النّفس هي الّتي بها العقل، والرّوح هي الّتي بها الحياة، وسمّيت النّفس نفسا لتولّد النّفس منها واتّصاله بها، كما سمّوا الرّوح روحا لأنّ الروح موجود بها.

ومن معاني النّفس أيضا: العظمة والكبر، والعزّة، والهمّة، وعين الشّيء وكنهه وجوهره، والأنفة، والعين (الّتي تصيب المعين أي من أصابته العين الحاسدة) [انظر الصحاح (3/ 984)، والمقاييس (5/ 460)، ولسان العرب (6/ 233- 237) ط. بيروت] .

المحاسبة اصطلاحا:

قال المناويّ: المحاسبة: هي استيفاء الأعداد فيما للمرء أو عليه [التوقيف على مهمات التعاريف (298) وفي الأصل «فيما للمراد وعليه» وهو تصحيف واضح ] .

النفس اصطلاحا:

النّفس: هي الجوهر البخاريّ اللّطيف الحامل لقوّة الحياة والحسّ والحركة الإراديّة [التعريفات للجرجاني (262) ] .

محاسبة النفس اصطلاحا:

قال الإمام الماورديّ: محاسبة النّفس: أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره فإن كان محمودا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذموما استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله فى المستقبل [أدب الدنيا والدين (342) ] .

 

العناصر

1- وجوب محاسبة النفس .

 

 

2- أهمية محاسبة النفس قبل العمل وبعده .

 

 

3- أنواع محاسبة النفس ومراجعتها وتقويمها .

 

 

4- خطورة التسويف في التوبة وعدم محاسبة النفس أولاً بأول واستحقار الذنوب .

 

 

5- محاسبة النفس من أعظم الوسائل التي تعين المسلم على اغتنام وقته في طاعة الله .

 

 

6- الأسباب المعينة على محاسبة النفس .

 

 

7- أمور تمنع أو تقلل من محاسبة النفس .

 

 

8- من ثمار وفوائد محاسبة النفس .

 

 

9- نماذج مضيئة من محاسبة السلف لأنفسهم .

 

الايات

1- قوله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ * لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) [الحشر: 18- 20] .

الاحاديث

1- عن ابن شماسة المهريّ قال: حضرنا عمرو بن العاص- رضي اللّه عنه- وهو في سياقة الموت فبكى طويلا، وحوّل وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: يا أبتاه، أما بشّرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكذا؟ أما بشّرك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بكذا؟ قال فأقبل بوجهه فقال: إنّ أفضل ما نعدّ شهادة أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمّدا رسول اللّه، إنّي كنت على أطباق ثلاث، لقد رأيتني وما أحد أشدّ بغضا لرسول اللّه منّي، ولا أحبّ إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته.فلو متّ على تلك الحال لكنت من أهل النّار. فلمّا جعل اللّه الإسلام في قلبي أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: ابسط يمينك فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، قال: «مالك يا عمرو؟». قال: قلت أردت أن أشترط، قال: «تشترط بماذا؟» قلت: أن يغفر لي، قال: «أما علمت أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله؟ وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأنّ الحجّ يهدم ما كان قبله؟» وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ولا أجلّ في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عينيّ منه إجلالا له. ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنّي لم أكن أملأ عينيّ منه. ولو متّ على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنّة. ثمّ ولينا أشياء ما أدري ما حالي فيها. فإذا أنا متّ فلا تصحبني نائحة ولا نار. فإذا دفنتموني فشنّوا عليّ التّراب شنّا ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور  ويقسم لحمها. حتّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي . [مسلم (121) ] .

 

 

2- عن حنظلة الأسيديّ- رضي اللّه عنه- وكان من كتّاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: لقينى أبوبكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان اللّه! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يذكّرنا بالنّار والجنّة. حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فو اللّه، إنّا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر، حتّى دخلنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: نافق حنظلة، يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «وما ذاك؟». قلت: يا رسول اللّه، نكون عندك. تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين. فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، (ساعة وساعة)» ثلاث مرّات.[ مسلم (2750) ] .

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا. فإنّه أهون عليكم في الحساب غدا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) [الحاقة: 18]، [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (22)، وإغاثة اللهفان لابن القيم (94) ] .

 

 

2- كتب عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- إلى بعض عمّاله، فكان في آخر كتابه: أن حاسب نفسك في الرّخاء، قبل حساب الشّدّة؛ فإنّه من حاسب نفسه في الرّخاء، قبل حساب الشّدّة، عاد مرجعه إلى الرّضى والغبطة. ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه، عاد أمره إلى النّدامة، والحسرة. فتذكّر ما توعظ به، لكيما تنتهي، عمّا ينهى عنه، وتكون عند التّذكرة والعظة من أولي النّهى. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (59)، إغاثة اللهفان (95) ] .

 

 

3- قال أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- سمعت عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- يوما، وقد خرجت معه، حتّى دخل حائطا فسمعته يقول، وبيني وبينه جدار، وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين بخ، واللّه لتتّقينّ اللّه ابن الخطّاب، أو ليعذّبنّك. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (23) ] .

 

 

4- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- لفضيل بن زيد الرّقاشيّ: لا يلهينّك النّاس عن ذات نفسك فإنّ الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع النّهار بكيت وكيت، فإنّه محفوظ عليك ما قلته، ولم تر شيئا أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم . [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (38) ] .

 

 

5- عن سلمة بن منصور عن مولى لهم كان يصحب الأحنف بن قيس، قال: كنت أصحبه، فكان عامّة صلاته الدّعاء، وكان يجيء المصباح، فيضع أصبعه فيه، ثمّ يقول: حسّ ، ثمّ يقول: يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا، ما حملك على ما صنعت يوم كذا. [إغاثة اللهفان لابن القيم (68) ] .

 

 

6- قال إبراهيم التّيميّ: مثّلت نفسي في الجنّة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثمّ مثّلت نفسي في النّار آكل من زقّومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها، وأغلالها، فقلت لنفسي: أي نفسي، أيّ شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أردّ إلى الدّنيا، فأعمل صالحا، قال: قلت: فأنت في الأمنيّة، فاعملي. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (34) ] .

 

 

7- قال الحسن- رحمه اللّه-: إنّ العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همّته. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (34) ] .

 

 

8- وقال- رحمه اللّه-: المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه للّه، وإنّما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدّنيا، وإنّما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. إنّ المؤمن يفاجئه الشّيء ويعجبه، فيقول: واللّه إنّي لأشتهيك. وإنّك لمن حاجتي، ولكن واللّه ما من صلة إليك، هيهات هيهات. حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشّيء فيرجع إلى نفسه، فيقول: ما أردت إلى هذا؟ مالي ولهذا؟ واللّه لا أعود إلى هذا أبدا، إنّ المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم، إنّ المؤمن أسير في الدّنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئا حتّى يلقى اللّه؛ يعلم أنّه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه، وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كلّه. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (32) ] .

 

 

9- قال مالك بن دينار- رحمه اللّه-: رحم اللّه عبدا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثمّ زمّها، ثمّ خطمها، ثمّ ألزمها كتاب اللّه- عزّ وجلّ- فكان لها قائدا.[محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (ص 26)، وإغاثة اللهفان لابن القيم (96) ] .

 

 

10- عن الحسن- رحمه اللّه-: (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة:2] قال: لا تلقى المؤمن إلّا يعاتب نفسه، ماذا أردت بكلمتي، ماذا أردت بأكلتي. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (24)، وإغاثة اللهفان لابن القيم (96) ] .

 

 

11- عن وهب بن منبّه، قال: مكتوب في حكمة آل داود: حقّ على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الّذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه، وبين لذّاتها، فيما يحلّ ويحمد، فإنّ في هذه السّاعة عونا على تلك السّاعات، وإجماما للقلوب. وحقّ على العاقل أن لا يرى ظاعنا إلّا في ثلاث: زاد لميعاد، أو مرمّة  لمعاش، أو لذّة في غير محرّم. وحقّ على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، حافظا للسانه، مقبلا على شأنه. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (30)، وإغاثة اللهفان لابن القيم (95) ] .

 

 

12- عن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرّجل تقيّا حتّى يكون لنفسه أشدّ محاسبة من الشّريك لشريكه. [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (25)، وإغاثة اللهفان: (95)، وإحياء علوم الدين (4/ 429) ] .

 

 

13- عن ابن أبي مليكة قال: دخلنا على ابن عبّاس- رضي اللّه عنه- فقال: ألا تعجبون لابن الزّبير قام فى أمره هذا، فقلت: لأحاسبنّ نفسي له، ما حاسبتها لأبي بكر ولا لعمر ... الأثر.[البخاري- الفتح (4666) ] .

 

القصص

الاشعار

الدراسات

متفرقات

1- قال الغزاليّ- رحمه اللّه-: عرف أرباب البصائر من جملة العباد أنّ اللّه تعالى لهم بالمرصاد، وأنّهم سيناقشون في الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذّرّ من الخطرات واللّحظات، وتحقّقوا أنّه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلّا لزوم المحاسبة، وصدق المراقبة، ومطالبة النّفس في الأنفاس والحركات ومحاسبتها في الخطرات واللّحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خفّ في القيامة حسابه وحضر عند السّؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيّئاته، فلمّا انكشف لهم ذلك علموا أنّه لا ينجيهم منه إلّا طاعة اللّه وقد أمرهم بالصّبر والمرابطة فقال عزّ من قائل: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) [آل عمران:200] فرابطوا أنفسهم أوّلا بالمشارطة، ثمّ بالمراقبة، ثمّ بالمحاسبة، ثمّ بالمعاقبة، ثمّ بالمجاهدة. ثمّ بالمعاتبة. فكانت لهم في المرابطة ستّة مقامات، ولا بدّ من شرحها وبيان حقيقتها وفضيلتها وتفصيل الأعمال فيها وأصل ذلك المحاسبة، ولكن كلّ حساب فبعد مشارطة ومراقبة، ويتبعه عند الخسران المعاتبة والمعاقبة. [إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 418) ] .

 

 

2- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: قد دلّ على وجوب محاسبة النّفس قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر: 18] يقول تعالى: لينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال: أمن الصّالحات الّتي تنجيه، أم من السّيّئات الّتي توبقه؟.قال قتادة: ما زال ربّكم يقرّب السّاعة حتّى جعلها كغد.والمقصود أنّ صلاح القلب بمحاسبة النّفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها.[ إغاثة اللهفان- ابن القيم (1/ 101) ] .

 

التحليلات

الإحالات

1- أدب الدنيا والدين – الماوردي تحقيق مصطفى السقا ص 342 دار الكتب العلمية .

2- إغاثة اللهفان – ابن القيم 1/79 دار المعرفة .

3- البيان في مداخل الشيطان – عبد الحميد البلالي ص 173 مؤسسة الرسالة الطبعة الخامسة 1404 .

4- تكاليف القلب السلمي – محمد العلي ص 93 مكتبة الصحابة الإسلامية الطبعة الأولى 1405 .

5- تهذيب مدارج السالكين – عبد المنعم العزي ص 115 وزارة العدل و الشئون الإسلامية بالإمارات .

6- الثمار اليانعة من الكلمات الجامعة – عبد الله الجار الله ص 290 1407 .

7- ذم الهوى – ابن الجوزي ص 36 دار الكتب الحديثة الطبعة الأولى 1381 .

8- الروح – ابن القيم تحقيق عبد الفتاح محمود عمر ص 304 دار الفكر عمان 1985 .

9- الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب والقبائح – الجزري تحقيق عبد القادر عطا 15، 90 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 .

10- سلاح اليقظان لطرد الشيطان – عبد العزيز السلمان ص 185 الطبعة الأولى 1408 .

11- صيد الخاطر – ابن الجوزي ص 462 .

12- كتاب الزهد – وكيع بن الجراح تحقيق عبد الرحمن الفريوائي ص 501 مكتبة الدار الطبعة الأولى 1404 .

13- محاسبة النفس – وحيد عبد السلام بالي مكتبة دار الضياء .

14- محاسبة النفس والإزراء عليها – ابن أبي الدنيا دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 .

15- مختصر منهاج القاصدين – ابن قدامة المقدسي تحقيق علي عبد الحميد ص 466 دار الفيحاء ، دار عمار الطبعة الأولى 1406 .

16- مدارج السالكين – ابن القيم تحقيق محمد حامد الفقي 1/169 دار الكتاب العربي 1392 .

17- المراقبة والإحسان – سليم السالم مكتبة الفلاح .

18- موارد الأمان المنتقى من إغاثة اللهفان – علي حسن عبد الحميد ص 147 دار ابن الجوزي الدمام الطبعة الأولى 1411 .

19- موارد الظمآن لدروس الزمان – عبد العزيز السلمان 1/165، 2/258 الطبعة الثامنة 1408 .

20- موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين – القاسمي ص 448 دار النفائس الطبعة الرابعة 1405 .

21- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء – محمد حسن موسى ص 1743 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411 .

22- الوصايا – المحاسبي ص 229 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 .