موت

2022-10-04 - 1444/03/08

التعريف

الموت مصدر مات يموت موتاً ومَوَتاناً، وهو ضدّ الحياة، يقال: المَوْت والمَوَتان والمُوات، ورجل ميّت ومَيْت. قال بعض أهل اللغة: المَيْت: الذي مات، والميّت والمائت: الذي لم يمت بعد، فيقولون لمن لم يمت: إنه مائتٌ عن قليل وميّت، ولا يقولون لمن مات: إنه مائِت. والحق أنّ هذا التفريق لا يصح؛ فلفظ (ميّت) يصلح لما قد مات ولما سيموت، قال تعالى: (إنك ميّت وإنهم ميّتون) [الزمر: 3] .

والموت: السكون، وكل ما سكن فقد مات، يقال: ماتت النار موتاً: إذا برد رمادها، فلم يبق في الجمر شيء، وماتت الريح: ركدت وسكنت [انظر لسان العرب 3/546، 547] .

والموت اصطلاحاً: قال القرطبي ت 671ه: قال العلماء: الموت ليس بعدم محض، ولا فناء صرف، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن، ومفارقته، وحيلولة بينهما، وتبدل حال، وانتقال من دار إلى دار [التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة 1/19] .

وأصل الكلمة في اللغة تدل على ذهاب القوة النامية. وقد تستعمل في ذهاب القوة الحسية، أو النفسية. وعلى هذا تنوعت دلالات الكلمة، من هذه الدلالات إطلاقها على،

1- السكون. فكل ما سكن فقد مات، يقال: ماتت النار إذا برد رمادها فلم يبق من الجمر شيء، وماتت الريح ركدت وسكنت.

2- النوم. يطلق على النوم أنه موت حيث يقال في الدعاء المعروف: الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور.

3- ذهاب القوة النامية. فيطلق على ذهاب القوة النامية الموجودة في الحيوان والنبات كقوله تعالى: ( فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا } [الروم: 50] { يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ) [الروم:19].

4- يطلق على زوال القوة الحسية كقوله تعالى: ( يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا ) . [مريم: 23].

5- الجهالة. فيطلق على الجهالة موت: كقوله تعالى ( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ ) [الأنعام: 122]. كقول القائل: ليس مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء إنما الميت من يعيش ذليلًا كاسفًا باله قليل الرحاء

6- مقدمات الموت الاحتضار كقوله تعالى ( أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ) [البقرة: 133].

7- باعتبار ما سيكون: يطلق الموت على الشيء باعتبار ما سيكون، كقوله تعالى: ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَاَنٍ ) .

8- فقدان الحياة: كما يطلق الموت على فقدان الحياة ومغادرة الروح للجسد الإنساني كقوله تعالى ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ) ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ) [النساء: 78]. [انظر في ذلك لسان العرب، ومقاييس اللغة، وبصائر ذوي التميز، والفروق في اللغة لأبي هلال العسكري في المادة] .

العناصر

1- تعريف الموت وأماراته . 2- الفرق بين الموت والاحتضار . 3- أنواع الموت بحسب أنواع الحياة . 4- حضور الموت ووقوعه حق لازم لكل مخلوق . 5-كل نفس ميتة، والسعيد الفائز من زحزح عن النار وأدخل الجنة . 6- أهمية الاستعداد للموت . 7- ذكر بعض ما قاله من عاينوا الموت في وصف النزع . 8- ذكر بعض أخبار السلف في يسر موتهم .

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الحَياةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185]. 2- قال تَعَالَى: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدَاً وَمَا تَدْري نَفْسٌ بأيِّ أرْضٍ تَمُوتُ) [لقمان:34]. 3- قال تَعَالَى: (فَإذَا جَاءَ أجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل:61]. 4- قال تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُلْهِكُمْ أمْوَالُكُمْ وَلاَ أوْلاَدُكُمْ عَنْ ذِكْرِ الله وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولئِكَ هم الْخَاسِرُونَ وَأنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أنْ يَأتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَريبٍ فَأصَّدَّقَ وأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللهُ خَبيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون:9-11]. 4- قال تَعَالَى: (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ المَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلّي أعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يبْعَثُونَ فَإذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلاَ أنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَومَئِذٍ وَلاَ يَتَسَاءلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأولئِكَ الَّذِينَ خَسرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وَجَوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ) إِلَى قَوْله تَعَالَى: (… كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْئَلِ العَادِّينَ قَالَ إنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُم تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ) [المؤمنون:99-115]. 5- قال تعالى: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِم الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد:16].

الاحاديث

1- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمِنْكَبي، فَقَالَ: (كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ). وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما، يقول: إِذَا أمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أصْبَحتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. رواه البخاري. 2- وعنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ، يَبيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلاَّ وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ) متفقٌ عَلَيْهِ، هَذَا لفظ البخاري. وفي روايةٍ لمسلمٍ: (يَبِيتُ ثَلاَثَ لَيَالٍ) قَالَ ابن عمر: مَا مَرَّتْ عَلَيَّ لَيْلَةٌ مُنْذُ سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَلِكَ إِلاَّ وَعِنْدِي وَصِيَّتِي. 3- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: خَطَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خُطُوطاً، فَقَالَ: (هَذَا الإنْسَانُ، وَهَذَا أجَلُهُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إذْ جَاءَ الخَطُّ الأَقْرَبُ) رواه البخاري. 4- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: خَطَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم خَطّاً مُرَبَّعاً، وَخَطَّ خَطّاً في الوَسَطِ خَارِجَاً مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطاً صِغَاراً إِلَى هَذَا الَّذِي في الْوَسَطِ مِنْ جَانِبهِ الَّذِي في الوَسَط، فَقَالَ: (هَذَا الإنْسَانُ، وَهذَا أجَلُهُ مُحيطاً بِهِ – أَوْ قَدْ أحَاطَ بِهِ – وَهذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أمَلُهُ، وَهذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ الأَعْرَاضُ، فَإنْ أخْطَأَهُ هَذَا، نَهَشَهُ هَذَا، وَإنْ أخْطَأَهُ هَذَا، نَهَشَهُ هَذَا) رواه البخاري. 5- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بَادِرُوا بِالأعْمَالِ سَبْعاً، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلاَّ فَقْراً مُنْسِياً، أَوْ غِنَىً مُطْغِياً، أَوْ مَرَضَاً مُفْسداً، أَوْ هَرَماً مُفَنِّداً، أَوْ مَوْتَاً مُجْهِزاً، أَوْ الدَّجّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ وَالسَّاعَةُ أدْهَى وَأمَرُّ ؟!) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. 6- وعنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ) يَعْنِي: المَوْتَ. رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن). 7- عن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ قَامَ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، اذْكُرُوا اللهَ، جَاءتِ الرَّاجِفَةُ، تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ) قُلْتُ: يَا رسول الله، إنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِي؟ فَقَالَ: (مَا شِئْتَ) قُلْتُ: الرُّبُع، قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ) قُلْتُ: فَالنِّصْف ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ) قُلْتُ: فالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: (مَا شِئْتَ، فَإنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ) قُلْتُ: أجعَلُ لَكَ صَلاَتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ: (إذاً تُكْفى هَمَّكَ، وَيُغْفَر لَكَ ذَنْبكَ) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن. 8- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لا يَتَمَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ، إمَّا مُحْسِناً فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ، وَإمَّا مُسِيئاً فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ) متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ البخاري. وفي رواية لمسلم عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ المَوْتَ، وَلاَ يَدْعُ بِهِ مِنْ قَبْلِ أنْ يَأتِيَهُ ؛ إنَّهُ إِذَا مَاتَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ، وَإنَّهُ لاَ يَزِيدُ المُؤْمِنَ عُمُرُهُ إِلاَّ خَيْراً). 9- عن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ أصَابَهُ، فَإنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أحْيِني مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْراً لي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَت الوَفَاةُ خَيراً لي) متفقٌ عَلَيْهِ. 10- عن قيسِ بن أَبي حازم، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّاب بن الأرَتِّ رضي الله عنه نَعُودُهُ وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، فَقَالَ: إنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا، وَلَمْ تَنْقُصْهُمُ الدُّنْيَا، وَإنَّا أصَبْنَا مَا لاَ نَجِدُ لَهُ مَوْضِعاً إِلاَّ التُّرَابَ وَلولا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم نَهَانَا أنْ نَدْعُوَ بالمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ. ثُمَّ أتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى وَهُوَ يَبْنِي حَائِطاً لَهُ، فَقَالَ: إنَّ المُسْلِمَ لَيُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ إِلاَّ فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ في هَذَا التُّرَابِ. متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ رواية البخاري. 11- وعنها، قالت: قال رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لِقَاءهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءهُ) فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أكَراهِيَةُ المَوتِ، فَكُلُّنَا نَكْرَهُ المَوتَ ؟ قال: (لَيْسَ كَذَلِكَ، ولكِنَّ المُؤْمِنَ إذَا بُشِّرَ بِرَحْمَةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ وَجَنَّتِهِ أحَبَّ لِقَاءَ اللهِ فَأَحَبَّ اللهُ لِقَاءهُ، وإنَّ الكَافِرَ إذَا بُشِّرَ بِعَذابِ اللهِ وَسَخَطهِ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ وكَرِهَ اللهُ لِقَاءهُ). رواه مسلم.

الاثار

1- ذكر ابن عبد البر أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال في كتابه إلى خالد بن الوليد رضي الله عنه: " احرص على الموت توهب لك الحياة " الفروع لابن مفلح. 2- قال عمر رضي الله عنه: " من أكثر من ذكر الموت - رضي من الدنيا باليسير ". 3- قال علي بن أبي طالب: " موت الصالح راحة لنفسه، وموت الطالح راحة للناس ". 4- قال أبو الدرداء : " من أكثر من ذكر الموت قل فرحه وقل حسده " أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه. 5- قال أبو علي الدقاق: " من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة. ومن نسي ذكر الموت عوقب بثلاثة أشياء: تسويف التوبة، ترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة " التذكرة للقرطبي. 6- قال الفضيل بن عياض: " كفى بالله محباً، وبالقرآن مؤنساً، وبالموت واعظاً، وكفى بخشية الله علماً، وبالاغترار به جهلاً " إحياء علوم الدين، والعزلة للخطابي. 7- وقال أيضاً: " رب ضاحك، وأكفانه قد خرجت من عند القصار " مواعظ الإمام الفضيل بن عياض للشيخ محمد الحمد. 8- كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض أهله: " أما بعد: فإنك إذا استشعرت ذكر الموت ليلك أو نهارك بغَّض إليك كل فانٍِ، وحبب إليك كل باقٍ ". 9- قال عمر بن عبد العزيز لعنبسة بن سعيد بن العاص: " أبا خالد! أكثر من ذكر الموت؛ فإن كنت في ضيق من العيش وسَّعه عليك، وإن في كنت في سعة من العيش ضيقه عليك ". 10- قال الحسن البصري: " إنما الدنيا حلم، والآخرة يقظة، والموت متوسط بينهما، ونحن أضغاث أحلام ". 11- وقال أيضاً: " إذا أراد قبْضَها اطمأنت إلى ربها، ورضيت عن الله فيرضى الله عنها " مدارج السالكين. 12- وقال في قوله تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة): " النفس المؤمنة اطمأنت إلى الله واطمأن إليها، وأحبت لقاء الله وأحب لقاءها، ورضيت عن الله ورضي عنها، فأمر بقبض روحها، فغفر لها، وأدخلها الجنة، وجعلها من عباده الصالحين " حلية الأولياء. 13- جاء رجل إلى وهب بن منبه فقال: علمني شيئاً ينفعني الله به؛ قال: " أكثرْ من ذكر الموت واقصر أملك، وخصلة ثالثة إن أنت أصبتها بلغتَ الغاية القصوى وظفرتَ بالعبادة "؛ قال: ما هي؟ قال: " التوكل " البداية والنهاية. 14- قال سفيان الثوري: " لو أن البهائم تعقل ما تعقلون من الموت - ما أكلتم منها سميناً " سير أعلام النبلاء. 15- قال ابن الجوزي: " يا صاحب الخطايا: أين الدموع الجارية؟ يا أسير المعاصي ابك على الذنوب الماضية. أسفاً لك إذا جاءك الموت وما أنبت، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت، ألست الذي بارزت بالكبائر وما راقبت؟! ". 16- وقال أيضاً: " من لك إذا ألم الألم، وسكن الصوت وتمكن الندم، ووقع الفوت، وأقبل لأخذ الروح ملك الموت، ونزلت منزلاً ليس بمسكون؛ فيا أسفاً لك كيف تكون، وأهوال القبر لا تطاق ".

القصص

1- هذا عمر الرجل الثاني بعد أبي بكر قال لابنه عبد الله وهو في الموت: " ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر لي ويل أمي إن لم يغفر لي ". بعث خالد بن الوليد إلى رستم يقول له: " لقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة ". 2- قال قتادة: لما احتضر عامر بن عبد قيس بكى، فقيل مايبكيك؟ قال: ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على الدنيا، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام الليل. 3- قال خالد بن عبد الله الحمودي: قبل وفاة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حضرنا مجلساً وكنت معه فتليت قصيدةً في هذا المجلس عن الموت، فبكى الشيخ بكاءً شديداً وهو يسأل الله قائلاً: اللهم أعنا على الموت، وكان ذلك قبل وفاته بأشهر قليلة. 4- قال ابن الجوزي: " كان بشر الحافي طويل السهر يقول: أخاف أن يأتي أمر الله، وأنا نائم ". 5- لما حضرت محمد بن سيرين الوفاة بكى، فقيل له: ما يبكيك فقال: " أبكي لتفريطي في الأيام الخالية، وقلة عملي للجنة العالية ".

الاشعار

لَيْسَ شَـيءٌ عَلَـى الْمَنُـونِ بِبَاقٍ *** غَيْـرُ وَجْـهِ الْمُسَبِّـحِ الْخَلاَّقِ [عدي بن زيد] وَكُلُّ حِصْـنٍ وَإِنْ طَالَتْ إِقَامَتُـهُ *** عَلَى دَعَائِمُـهُ لا بُـدَّ مَهْـدُومُ [عَلْقَمَةُ بن عَبَدَة] ألاَ كُـلُّ شَـيءٍ هَالِكٌ غَيْـرَ رَبِّنَا *** وَللهِ مِيـرَاثُ الَّـذِي كَـانَ فَانِيَا وَإِنْ يَـكُ شَيءٌ خَالِـدًا وَمُعَمِّـرًا *** تَأَمَّلْ تَجِدْ مِنْ فَوْقِـهِ اللهَ بَاقِيَـا [أمية بن أبي الصلت] أَلا كُلُّ شَيءٍ مَا خَـلا اللهَ بَاطِـلُ *** وَكُـلُّ نَعِيمٍ لا مَحَالَـةَ زَائِـلُ [لبيد بن ربيعة] لَعَمْرُكَ إِنَّ الْمَـرْءَ تَخْلُـدُ بَعْـدَهُ *** أَحَادِيُـهُ وَالْمَـرْءُ لَيْسَ بِخَالِـدِ [.............] يَوَدُّ الْمَـرْءُ فِـي الدُّنْيَـا خُلُـودًا *** وَهَـلْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا خُلُـودُ [محمد الفراتي] وَإِنِّي أُحِبُّ الْخُلْـدَ لَـوْ أَسْتَطِيعُـهُ *** وَكَالْخُلْدِ عِنْدِي أَنْ أَمُوتَ وَلَمْ أُذَمْ [عُبادة بن أنف الكلب] تَـرُوم الْخُلْـدَ فِـي دَارِ الْمَنَايَـا *** وَكَمْ قَـدْ رَامَ غَيْـرُكَ مَا تَـرُومُ سَـلِ الأَيَّامَ فِيْنَا سِهَـامٌ غَيْرُ خَاطِئَةٍ *** مَنْ فَاتَهُ الْيَومَ سَهْمٌ لَـمْ يَفُتْهُ غَدَا [علي بن أبي طالب] لا شَيءَ مِمَّا تَرَى تَبْقَـى بَشَاشَتُـهُ *** يَبْقَى الإِلَهُ وَيُودِي الْمَالُ وَالْوَلـدُ [................] ومـن نـزلت بساحته المنايا *** فـلا أرض تقيـه ولا سمـاء وأرض الله واسعـة ولكـن *** إذا نـزل القضا ضاق الفضاء [.............] وَكُلُّ أُنَاسٍ سَـوْفَ تَدْخُـلُ بَيْنَهُمْ *** دَوَيْهِيَّـةٌ تَصْفَـرُّ مِنْهَـا الأَنَامِلُ [لبيد بن ربيعة] إِنَّ فِي الْمَـوْتِ والْمَعَـادِ لَشُغْـلاً *** وَادِّكَـارًا لِـذِي النُّهَى وَبَلاغَـا فَاغْتَنِـمْ خُطَّتَينِ قَبْـلَ الْمَنَـايَـا *** صِحَّةَ الْجِسْمِ يَا أَخِي وَالْفَرَاغَـا [أبو محمد عبد الحق الأشْبِيلي] وَمَا الْمَوْتُ إِلاَّ رِحْلَـةٌ غَيْـرَ أَنَّهَـا *** مِنَ الْمَنْزِلِ الْفَانِي إِلَى الْمَنْزِلِ الْبَاقِي [أبو العتاهية] وَمُشَـيِّـدٍ دَارًا لِيَسْكُـنَ ظِلَّهَـا *** سَكَـنَ الْقُبُورَ وَدَارَهُ لَمْ يَسْكُـنِ [أبو العتاهية] وَإِذَا الْمَنِـيَّـةُ أَنْشَبَـتْ أَظْفَارَهَـا *** أَلْفَيتَ كُـلَّ تَمِيمَـةٍ لا تنْفَـعُ [أبو ذؤيب الهُذَلي] وَإِذَا الْمَنِيَّـةُ أَقْبَلَـتْ لَـمْ تُثْنِهَـا *** خَيْـلٌ مُطَهَّـمَـةٌ وَلا أَمْـوَالُ [............] كُلُّ امْـرِئٍ مُصَبِّـحٌ فِي أَهْـلِـهِ *** وَالْمَـوْتُ أَدْنَى مِنْ شِرَاكِ نَعْلِـهِ [أبو بكر الصديق] وَمَنْ لَمْ يَمُتْ بِالسَّيْفِ مَـاتَ بِغَيْرِهِ *** تَنَوَّعَتِ الأَسْبَابُ وَالـدَّاءُ وَاحِـدُ [ابن نباتة السعدي] لَعَمْرُكَ إِنَّ الْمَوْتَ مَا أَخْطَـأَ الْفَتَى *** لَكَ الطِّوَلِ الْمُرْخَى وَثِنْيَاهُ بِاليَـدِ [طرفة بن معبد] لا أَرَى الْمَوْتَ يَسْبِقُ الْمَوْتَ شَيءٌ *** نَغَّصَ الْمَـوْتُ ذَا الْغِنَى وَالْفَقِيرَا [عدي بن زيد] وَالْـمَـوتُ أَعْـظَـمُ حَــادِثٍ *** فِيمَـا يَمُـرُّ عَلَى الْجِـبِـلَّـهْ [............] وَلا تَـدْرِي وَإِنْ أَزْمَـعْـتَ أَمْـرًا *** بِأَيِّ الأرْضِ يُـدْرِكُ الْمَقِـيـلَ [أحيحة بن الجُلاح] وَمَا تَـدْرِي إِذَا يَمَّـمْـتَ أَرْضًـا *** بِـأَيِّ الأَرْضِ يُـدْرِكُ الْمَبيـتُ [امرؤ القيس] نُرَاعُ لِذِكْرِ الْمَوتِ سَاعَـةَ ذِكْـرِهِ *** وَتَعْتَـرِضُ الدُّنْيَا فَنَلْهُـو وَنَلْعَبُ [محمد الحميري] هَلْ لِلْفَتَى مِنْ بَنَاتِ الدَّهْـرِ مِنْ وَاقِ *** أَمْ هَلْ لَهُ مِنْ حِمَامِ الْمَوْتِ مِنْ رَاقِ [الممزق العبدي] وَمَنْ هَابَ أَسْبَـابَ الْمَنَايَـا يَنَلْنَهُ *** وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَـاءِ بِسُلَّمِ [زهير بن أَبِي سُلْمَى] وَيَمُوتُ رَاعِي الضَّأْنِ عِنْدَ ثُمَامِـهِ *** مَـوتَ الطَّبِيبِ الْفَيْلَسُوفِ الْعَالِمِ [بشَّار بن بُرْد] يَمُوتُ رَاعِي الضَّـأْنِ فِـي جَهْلِـهِ *** مِيْتَـةَ جَالِينُـوسَ فِـي طِـبِّـهِ [المتنبي] مَنْ لَـمْ يَمُتْ عَبْطَـةً يَمُتْ هَرَمًـا *** لِلْمَـوتِ كَـأْسٌ وَالْمَرْءُ ذَائِقُهَا [أمية بن أبي الصَّلْت] نُـرَاعُ إِذَا الْجَـنَـائِـزُ قَابَلَتْـنَـا *** وَنَسْكُـنُ حِيْـنَ تُخْفَى ذَاهِبَاتِ كَـرَوْعَـةِ ثَلَّـةٍ لِمُـغَـارِ سَبْـعٍ *** فَلَمَّـا غَـابَ عَـادَتْ رَاتِعَـاتِ [أبو بكر العرزمي] تَمُـوتُ النُّفُـوسُ بِـأَوْصَـابِهَـا *** وَلَـمْ يَـدْرِ عُـوَّادُهَا مَـا بِهَا وَمَـا أَنْصَفَـتْ مُهْجَـةٌ تَشْتَكِـي *** أَذَاهَـا إِلَـى غَيـرِ أَرْبَـابِهَـا [شيخ الإسلام ابن تيمية] كَفَى بِشَفَـاةِ الْقَبْـرِ بُعْـدًا لِهَالِكٍ *** وَبِالْمَـوتِ قَطَّاعًـا لِحَبْلِ الْقَرَائِنِ [...........] لا يَـغُـرَّنْـكَ عِشَـاءٌ سَاكِـنٌ *** قَـدْ يُوَافِـي بِالْمَنِيَّـاتِ السَّحَرْ [.............] يُعَمَّـرُ وَاحِـدٌ فَيَـغُـرُّ قَـوْمًـا *** وَيُنْسَى مَـنْ يَمُـوتُ مِنَ الشَّبَابِ [...........] إِذَا مَا مَـاتَ ذُو عِلْـمٍ وَتَقْـوَى *** فَقَـدْ ثُلِمَتْ مِـنَ الإِسْلامِ ثُلْمَهْ وَمَـوتُ الْعَـادِلِ الْمَلِكِ الْمُـوَلَّى *** لِحُكْمِ الْخَالِـقِ مَنْقَصَـةٌ وَقَصْمَهْ [الشافعي] كُتِبَ الْمَوتُ عَلَى الْخَلْـقِ فَكَـمْ *** فَـلَّ مِـنْ جَيْشٍ وَأَفْنَى مِنْ دُوَلْ أَيْـنَ نَمْـرُودُ وَكَنْـعَـانُ وَمَـنْ *** مَلَـكَ الأَمْـرَ وَوَلَّـى وَعَـزَلْ؟ أَيْنَ مَنْ سَـادُوا وَشَـادُوا وَبَنَـوْا؟ *** هَلَكَ الْكُـلُّ وَلَـمْ تُغْـنِ الْقُلَلْ أَيْـنَ أَرْبَـابُ الْحِجَى أَهْلُ النُّهَى؟ *** أَيْنَ أَهْـلُ الْعِلْـمِ وَالْقَـومِ الأُوَلْ سَيُـعِـيـدُ الله كُـلاًّ مِنْـهُـمُ *** وَسَيَجْـزِي فَـاعِلاً مَـا قَدْ فَعَلْ [ابن الوردي] كُلُّ ابْنِ أُنْثَـى وإِنْ طَالَتْ سَلامَتُـهُ *** يَوْمًـا عَلَى آلَـةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ [كعب بن زهير] فَبَـاتَ يُـرَوِّي أُصُـولَ الْفَسِيـلِ *** فَعَـاشَ الْفَسِيـلُ وَمَاتَ الرَّجُـلْ [............] أَيْنَ الْمُلُوكُ ذَوُو التِّيْجَانِ مِنْ يَمَـنٍ *** وَأَيْـنَ مِنْهُـمْ أَكَالِيـلٌ وَتِيْجَانُ؟ وَأَيْنَ مَـا شَـادَهُ شَـدَّادُ فِي إِرَمٍ؟ *** وَأَيْنَ مَا سَاسَهُ فِي الْفُرْسِ سَاسَانُ؟ وَأَيْنَ مَا حَـازَهُ قَـارُونُ مِنْ ذَهَبٍ *** وَأَيْـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَحْطَانُ؟ أَتَى عَلَى الْكُلِّ أَمْـرٌ لا مَـرَدَّ لَـهُ *** حَتَّى قَضَـوْا فَكَأَنَّ الْقَوْمَ مَا كَانُوا وَصَارَ مَا كَانَ مِـنْ مُلْكٍ وَمِنْ مَلِكٍ *** كَمَا حَكَى عَنْ خَيَالِ الطَّيْفِ وَسْنَانُ [أبو البقاء الرندي] كُلُّ شَيءٍ يَحْتَـالُ فِيـهِ الرِّجَـالُ *** غَيْـرَ لَيـسَ لِلْمَنَايَـا احْتِيَـالُ [أبو البقاء الرندي] فَـإِذَا سَمِعْـتَ بِهَـالِكٍ فَتَيَقَّنَـنْ *** أَنَّ السَّبِيـلَ سَبِيـلُـهُ فَـتَـزَوَّدِ [...........] وَلَسْتُ أُبَالِي حِيْـنَ أُقْتَـلُ مُسْلِمًا *** عَلَى أَيِّ جَنْبٍ كَانَ فِي اللهِ مَصْرَعِي وَذَلِكَ فِـي ذَاتِ الإِلَـهِ وَإِنْ يَشَـأْ *** يُبَارِكْ عَلَى أَعْضَاءِ شِلْوٍ مُمَـزَّعِ [خبيب بن عدي] وَمَنْ نَـزَلَـتْ بِسَاحَتِـهِ الْمَنَايَـا *** فَـلا أَرْضٌ تَقِـيـهِ وَلا سَمَـاءُ [الشافعي] بَيْنَمَـا الْمَـرْءُ شِهَـابٌ ثَـاقِـبٌ *** ضَـرَبَ الدَّهْرُ سَنَـاهُ فَخَمَـدْ [..........] وَمَنْ كَانَتْ مَـنِـيَّـتُـهُ بِـأَرْضٍ *** فَلَيْسَ يَمُـوتُ فِي أَرْضٍ سِوَاهَـا [............] الْمَوْتُ بَابٌ وَكُلُ النَّـاسِ دَاخِلُـهُ *** يَا لَيْتَ شِعْرِيَ بَعْدَ الْبَابِ مَا الدَّارُ؟ [أبو العتاهية] لَعَمْرُكَ مَـا أَدْرِي وَإِنِّـي لأَوْجَـلُ *** عَلَى أَيِّـنَـا تَعْـدُو الْمَنِيَّـةُ أَوَّلُ [............] وَمَا تُبْقِـي الْمَنِيَّـةُ حِيـنَ تَـأْتِي *** عَلَـى نَفْسِ ابـنِ آدَمَ مِنْ مَزِيدِ [أرْطأَة بن سُهَيَّة] فَطَعْمُ الْمَـوْتِ فِـي أَمْـرٍ حَقِيـرٍ *** كَطَعْـمِ الْمَـوْتِ فِي أَمْرٍ عَظِيمِ [المتنبي] قَضَـاءُ اللهِ يَغْلِـبُ كُـلَّ شَـيءٍ *** وَيَلْعَبُ بِالْجَـزُوعِ وَبِالصَّـبُـورِ فَإِنْ تَعْـبُـرْ فَـإِنَّ لَنَـا لُمَـاتٍ *** وَإِنْ تَغْـبُـرْ فَنَحْـنُ عَلَى نُذُورِ [............] المَوْتُ فِي كُلِّ حِينٍ يَنْشُـدُ الْكَفَنَـا *** وَنَحْـنُ فِـي غَفْلَةٍ عَمَّا يُـرَادُ بِنَا [.............] بَلِينَا وَمَا تَبْلَـى النُّجُـومُ الطَّوالِـعُ *** وَتَبْقَى الْجِبَالُ بَعْـدَنَا وَالْمَصَانِـعُ وَمَا الْمَـرْءُ إِلاَّ كَالشِّهَابِ وَضَوئِـهِ *** يَحُورُ رَمَادًا بَعْـدَ إِذْ هُـوَ سَاطِعُ [لبيد] لا بُدَّ مِـنْ تَلَـفٍ مُصِيبٍ فَانْتَظِـرْ *** أَبِأَرْضِ قَوْمِـكَ أَمْ بِأُخْرَى تُضْرَعُ [متمم بن نويرة] وَلَـوْ أَنَّـا إِذَا مِتْـنَـا تُـرِكْنَـا *** لَكَـانَ الْمَـوْتُ رَاحَةَ كُلِّ حَيِّ وَلَكِـنَّـا إِذَا مِتْـنَـا بُعِـثْـنَـا *** وَنُسْـأَلُ بَعْدَهَـا عَـنْ كُلِّ شَيِّ [علي بن أبي طالب] كَالعِيسِ بِالْبَيْـدَاءِ يَقْتُلُهَـا الظَّمَـا *** وَالْمَـاءُ فَـوقَ ظُهُورِهَا مَحْمُولُ [.............] فَصْلٌ: قَالَ ابنُ القَيِّم رَحِمَهُ الله: ( وَسَمِعَ بَعْضَ العَارِفِينَ مُنْشِدًا يُنْشِدُ عَنْ بَعْضِ الزَّنَادِقَةِ عِنْدَ مَوْتِه – وهو مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرازي المتطبب -: لَعَمْرِي مَـا أَدْرِي وَقَـدْ أَذِنَ الْبِلَى *** بِعَاجِلِ تِرْحَالِي إِلَى أَيْنَ تِرْحَالِي؟ وَأَيْنَ مَحَـلُّ الـرُّوحِ بَعْدَ خُرُوجِهِ *** عَنِ الْهَيْكَلِ الْمُنْحَلِّ وَالْجَسَدِ الْبالِي؟ [...............] فقال: وما علينا من جَهْلِه، إذا لم يدرِ أينَ تِرْحَالُهُ؟ ولَكِنَّنَا نَدْرِي أَيْنَ تِرْحَالُنَا وَتِرْحَالُهُ؛ أَمَّا تِرْحَالُهُ فإلى دار الأشْقِيَاءِ وَمَحَلِّ الْمُنْكِرِينَ لِقُدْرَةِ اللهِ وَحِكْمَتِهِ، والْمُكَذِّبِينَ بمَا اتَّفَقَتْ عليه كَلِمَةُ المُرْسَلِين..... وَأَمَّا تِرْحَالُنَا أَيها الْمُسْلِمُون الْمُصَدِّقون بِلِقَاءِ رَبِّهِم وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ فإِلَى نَعِيمٍ دَائِمٍ وَخُلُودٍ مُتَّصِل، وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السموات والأَرْضُ، في جِوَارِ رَبِّ الْعَالَمِينْ وَأَرْحَمِ الرَّاحِمِينْ وَأَحْكَمِ الْحَاكِمِين. فَصل: وَأَنْشَدُوا فِي مَيِّتِ الْقَلْبِ والذِّكْر: لَيْسَ مَـنْ مَـاتَ فَاسْتَـرَاحَ بِمَيِّتٍ *** إِنَّمَا الْمَيْـتُ مَيِّـتُ الأحْـيَـاءِ إِنَّمَا الْمَيْـتُ مَـنْ يَعِيـشُ كَئِيبًـا *** كَاسِفًا بَالُهُ قَلِـيـلُ الـرَّجَـاءِ [عدي بن العلاء] فصل: العزاء لَقَـدْ أَسْمَعْـتَ لَـوْ نَادَيْـتَ حَيًّا *** وَلَكِـنْ لا حَيَـاةَ لِمَـنْ تُنَادِي وَلَـوْ نَـارًا نَفَخْتَ بِهَـا أَضَاءَتْ *** وَلَكِنْ أَنْتَ تَنْفُـخُ فِـي رَمَـادِ [عمرو بن معد يكرب] إِنِّي أُعَزِّيـكَ لا أَنِّـي عَلَـى ثِقَـةٍ *** مِـنَ الْحَيَـاةِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدِّينِ فَمَا الْمُعَـزَّى بِبَـاقٍ بَعْـدَ مَيِّتِـهِ *** وَلا الْمُعَـزِّي وَإِنْ عَاشَا إِلى حِينِ [الشافعي] يُعَزَّى الْمُعَزِّي ثُمـَّ يَمْضِي لِشَأنِـهِ *** وَيَبْقَى الْمُعَزَّى فِي أَحَرَّ مِنَ الْجَمْرِ وَيُرْمَى الْمُعَزَّى بَعْـدَ ذَاكَ بِسَلْـوَةٍ *** وَيَثْوِى الْمُعَزَّى عَنْهُ فِي وَحْشَةِ الْقَبْرِ [علي بن أبي طالب] وَعُوِّضْتَ أَجْرًا مِنْ فَقِيدٍ فَلا يَكُـنْ *** فَقِيـدُكَ لا يَأْتِي وَأَجْـرُكَ يَذْهَبُ [............] وَمِمَّا يُؤدِّينِي إِلَى الصَّبْـرِ والعَـزَا *** تَرَدُّدُ فِكْـرِي فِي عُمُومِ الْمَصَائِبِ [...............] أَتَصْبِـرُ للْبَلْـوَى عَـزَاءً وَحِسْبَـةً *** فَتُؤْجَـرَ أَمْ تَسْلُـو سُلُوَّ الْبَهَـائِمِ خُلِقْنَـا رِجَـالاً لِلتَّجَلُّـدِ وَالأَسَى *** وَتِلْكَ الغَوَانِي للبُكَـى والمَآتِـمِ [علي بن أبي طالب] يُذَكِّرُنِي طُلُـوعُ الشَّمْسِ صَخْـرًا *** وَأَنْدُبُـهُ لِكُـلِّ غُـرُوبِ شَمْسِ أَلا يَـا نَفْـسُ لا تَنْسَيْـهِ حَـتَّى *** أُفَـارِقُ عِيشَتِـي وَأَزُورُ رَمْسِـي وَلَوْلا كَثْرَةُ الْبَـاكِيْـنَ حَـوْلِـي *** عَلَـى إِخْوَانِهِـمْ لَقَتَلْـتُ نَفْسِي وَمَـا يَبْكُـونَ مِثْـلَ أَخِي وَلَكِنْ *** أُسَلِّـي النَّفْـسَ عَنْـهُ بِالتَّأَسِّـي [الخنساء] لا بُـدَّ مِـنْ فَقْـدٍ وَمِـنْ فَاقِـدِ *** هَيْهَاتَ مَـا فِي النَّاسِ مِنْ خَالِـدِ [...........]

الدراسات

متفرقات

1- قال ابن الجوزي: يا صاحب الخطايا: أين الدموع الجارية؟ يا أسير المعاصي ابك على الذنوب الماضية. أسفاً لك إذا جاءك الموت وما أنبت، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل وما تأهبت، ألست الذي بارزت بالكبائر وما راقبت؟! .   2- وقال أيضاً: من لك إذا ألم الألم، وسكن الصوت وتمكن الندم، ووقع الفوت، وأقبل لأخذ الروح ملك الموت، ونزلت منزلاً ليس بمسكون؛ فيا أسفاً لك كيف تكون، وأهوال القبر لا تطاق .

التحليلات

الإحالات

1- أحكام الجنائز وبدعها – الأللاني ص 10 المكتب الإسلامي الطبعة الرابعة 1406 . 2 - إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد – عبد العزيز السلمان الطبعة السابعة 1410 . 3- إيقاظ أولي الهمم العالية إلى اغتنام الأيام الخالية – عبد العزيز السلمان الطبعة الأولى 1407 . 4- بهجة المجالس وأنس المجالس – ابن عبد البر – محمد الخولي 3/368 دار الكتب العلمية . 5- تذكرة الإخوان بخاتمة الإنسان – عادل السعيدان الطبعة الأولى 1410 . 6- التذكرة في أحوال الموتى وامور الآخرة – القرطبي أحمد السقا ص 10 المكتبة العلمية 1402 . 7- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف – المنذري تحقيق مصطفى عمارة 4/332 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 . 8- تفسير وبيان مفردات القرآن – محمد حسن الحمصي ص 262 دار الرشيد ، مؤسسة الإيمان . 9- الثبات عند الممات – ابن الجوزي تحقيق محمد عبد القادر عطا دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 . 10- جامع الأصول – ابن الأثير 11/59،83 الرئاسة العامة 1389 . 11- الخطب الطوالع والحكم الجوامع – إبراهيم الناصر 1/127، 2/178 الطبعة الثانية 1403 . 12- الرقائق – نحمد أحمد الراشد ص 113 مؤسسة الرسالة . 13- الروح – ابن القيم تحقيق عبد الفتاح محمود عمر ص 22 دار الفكر عمان 1985 . 14- زاد المريض والمبتلى – زهير الزميلي ص 47 دار الفرقان الطبعة الأولى 1409 . 15- صيد الخاطر – ابن الجوزي ص 192 . 16- عيون الأخبار – ابن قتيبة تحقيق يوسف طويل 2/326 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 . 17- فتح الباري – ابن حجر 11/361 دار الفكر . 18- القبر عذابه ونعيمه – حسين العوايشة ص 8،11،20،32 المكتبة الإسلامية الطبعة الخامسة 1406 . 19- كتاب الزهد – ابن المبارك تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ص 90 دار الكتب العلمية . 20- كتاب الزهد – وكيع بن الجراح تحقيق عبد الرحمن الفريوائي ص 269 مكتبة الدار الطبعة الأولى 1404 . 21- مجموع الفتاوى – ابن تيمية 37/97 . 22- مختصر منهاج القاصدين – ابن قدامة المقدسي تحقيق علي عبد الحميد ص 411، 481 دار الفيحاء، دار عمار الطبعة الأولى 1406 . 23- معارج القبول – الحكمي 2/99 جماعة إحياء التراث . 24- المغني – ابن قدامة المقدسي 2/302 دار الكتاب العربي 1392 . 25- موارد الظمآن لدروس الزمان – عبد العزيز السلمان 1/260، 2/386، 3/502 الطبعة الثامنة 1408 . 26- الموت عظات وعبر – علي حسن عبد الحميد المكتبة الإسلامية . 27- الموسوعة الفقهية 16/5 زظارة الأوقاف والشئون الإسلامية الكويت . 28- موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين – القاسمي 2/377 ، 471 دار النفائس الطبعة الرابعة 1405 . 29- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء – محمد حسن موسى ص 1777 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411 . 30- الوصايا – المحاسبي ص 389 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 . 31- اليوم الآخر في ظلال القرآن – أحمد فائز ص 53 مؤسسة الرسالة الطبعة الرابعة 1401 . 32- اليوم الآخر –القيامة الكصغرى – عمر الأشقر ص 14 مكتبة الفلاح الكويت الطبعة الأولى 1408 .