مراقبة

2022-10-04 - 1444/03/08

التعريف

العناصر

المراقبة لغة:

مصدر قولهم: راقب مراقبة وهو مأخوذ من مادّة رقب الّتي تدلّ على «انتصاب» لمراعاة شيء ومن ذلك: الرّقيب وهو الحافظ، يقال منه: رقبت أرقب رقبة ورقبانا، والمرقب: المكان العالي يقف عليه النّاظر ومن ذلك اشتقاق الرّقبة لأنّها منتصبة، ولأنّ النّاظر لا بدّ ينتصب عند نظره، ويقال أرقبت فلانا هذه الدّار، وذلك أن تعطيه إيّاها يسكنها، ثمّ يقول له إن متّ قبلي رجعت إليّ، وإن متّ قبلك فهي لك، وهذا من المراقبة كأنّ كلّ واحد منهما يرقب موت صاحبه، والرّقوب: المرأة الّتي لا يعيش لها ولد كأنّها ترقبه لعلّه يبقى لها، وجاء في الصّحاح: والرّقيب: المنتظر، والرّقيب الموكّل بالضّريب، والرّقيب: الثّالث من سهام الميسر، والتّرقّب: الانتظار، وكذلك: الارتقاب . قال تعالى: (وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ) [هود: 93] .

وقال ابن منظور: راقب اللّه تعالى في أمره أي خافه، ورقبه يرقبه رقبة ورقبانا، بالكسر فيهما، ورقوبا، وترقّبه، وارتقبه: انتظره ورصده، وارتقب: أشرف وعلا، والمرقب والمرقبة: الموضع المشرف، يرتفع عليه الرّقيب . (5/ 19) ورقب الشّيء يرقبه: حرسه، وفي أسماء اللّه تعالى: (الرّقيب): وهو الحافظ الّذي لا يغيب عنه شيء، فعيل بمعنى فاعل [مقاييس اللغة (2/ 427) ولسان العرب (1/ 424/ 426) ] .

 

المراقبة اصطلاحا:

 

قال ابن القيّم: المراقبة دوام علم العبد وتيقّنه باطّلاع الحقّ سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه [مدارج السالكين (2/ 68) ] . وقال المحاسبيّ: المراقبة: دوام علم القلب بعلم اللّه- عزّ وجلّ- في السّكون والحركة علما لازما مقترنا بصفاء اليقين . أمّا أوّل المراقبة فهو علم القلب بقرب الرّبّ عزّ وجلّ [الوصايا للمحاسبى (313) بتصرف واختصار] .

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)[الشعراء:219- 220].
2- قالَ تَعَالَى: (وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُم)[الحديد:4].
3- قالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) [آل عمران:6].
4- قالَ تَعَالَى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) [الفجر:14].
5- قالَ تَعَالَى: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر:19].

الاحاديث

1- عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قَالَ: بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَومٍ، إذْ طَلَعَ عَلَينا رَجُلٌ شَديدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَديدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيهِ أثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أحَدٌ، حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيهِ إِلَى رُكْبتَيهِ، وَوَضعَ كَفَّيهِ عَلَى فَخِذَيهِ، وَقالَ: يَا مُحَمَّدُ، أخْبرني عَنِ الإسلامِ، فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (الإسلامُ: أنْ تَشْهدَ أنْ لا إلهَ إلاَّ الله وأنَّ مُحمَّداً رسولُ الله، وتُقيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البَيتَ إن اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبيلاً). قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقهُ ! قَالَ: فَأَخْبرنِي عَنِ الإِيمَانِ. قَالَ: (أنْ تُؤمِنَ باللهِ، وَمَلائِكَتِهِ، وَكُتُبهِ، وَرُسُلِهِ، وَاليَوْمِ الآخِر، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيرِهِ وَشَرِّهِ). قَالَ: صَدقت. قَالَ: فأَخْبرني عَنِ الإحْسَانِ. قَالَ: (أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّهُ يَرَاكَ). قَالَ: فَأَخْبِرني عَنِ السَّاعَةِ. قَالَ: (مَا المَسْؤُولُ عَنْهَا بأعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ). قَالَ: فأخبِرني عَنْ أمَاراتِهَا. قَالَ: (أنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وأنْ تَرَى الحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ في البُنْيَانِ). ثُمَّ انْطَلقَ فَلَبِثْتُ مَلِيّاً، ثُمَّ قَالَ: (يَا عُمَرُ، أَتَدْري مَنِ السَّائِلُ؟) قُلْتُ: اللهُ ورسُولُهُ أعْلَمُ. قَالَ: (فإنَّهُ جِبْريلُ أَتَاكُمْ يعْلِّمُكُمْ أمْرَ دِينكُمْ). رواه مسلم.
ومعنى (تَلِدُ الأَمَةُ رَبَّتَهَا) أيْ سَيِّدَتَهَا؛ ومعناهُ: أنْ تَكْثُرَ السَّراري حَتَّى تَلِدَ الأَمَةُ السُّرِّيَّةُ بِنْتاً لِسَيِّدِهَا وبنْتُ السَّيِّدِ في مَعنَى السَّيِّدِ وَقيلَ غَيْرُ ذلِكَ. وَ(العَالَةُ): الفُقَراءُ. وقولُهُ: (مَلِيّاً) أَيْ زَمَناً طَويلاً وَكانَ ذلِكَ ثَلاثاً.
2- عن أبي ذر جُنْدُب بنِ جُنادَةَ وأبي عبدِ الرحمانِ معاذِ بنِ جبلٍ رضي الله عنهما، عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (اتَّقِ الله حَيْثُمَا كُنْتَ وَأتْبعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ) رواه الترمذي، وَقالَ: (حديث حسن).
3- عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كنت خلف النَّبيّ صلى الله عليه وسلم يوماً، فَقَالَ: (يَا غُلامُ، إنِّي أعلّمُكَ كَلِمَاتٍ: احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَألْتَ فَاسأَلِ الله، وإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ، وَاعْلَمْ: أنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبهُ اللهُ لَكَ، وَإِن اجتَمَعُوا عَلَى أنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحفُ رواه الترمذي، وَقالَ: (حديث حسن صحيح).
وفي رواية غيرِ الترمذي: (احْفَظِ الله تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعرَّفْ إِلَى اللهِ في الرَّخَاءِ يَعْرِفكَ في الشِّدَّةِ، وَاعْلَمْ: أنَّ مَا أَخْطَأكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبكَ، وَمَا أصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَاعْلَمْ: أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً).
4- عن أنسٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّكُمْ لَتعمَلُونَ أعْمَالاً هي أدَقُّ في أعيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مِنَ المُوبِقاتِ. رواه البخاري.
وَقالَ: (المُوبقاتُ): المُهلِكَاتُ.
5- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّ الله تَعَالَى يَغَارُ، وَغَيرَةُ الله تَعَالَى، أنْ يَأتِيَ المَرْءُ مَا حَرَّمَ الله عَلَيهِ متفق عَلَيهِ.
و(الغَيْرةُ): بفتحِ الغين، وَأَصْلُهَا الأَنَفَةُ.
6- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، يقُولُ: (إنَّ ثَلاثَةً مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ: أبْرَصَ، وَأَقْرَعَ، وَأَعْمَى، أَرَادَ اللهُ أنْ يَبْتَليَهُمْ فَبَعَثَ إِليْهمْ مَلَكاً، فَأَتَى الأَبْرَصَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: لَوْنٌ حَسنٌ، وَجِلدٌ حَسَنٌ، وَيَذْهبُ عَنِّي الَّذِي قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ؛ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ قَذَرُهُ وَأُعْطِيَ لَوناً حَسنَاً. فَقَالَ: فَأيُّ المَالِ أَحَبُّ إِليكَ؟ قَالَ: الإِبلُ - أَوْ قالَ: البَقَرُ شكَّ الرَّاوي - فَأُعطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ، فَقَالَ: بَاركَ الله لَكَ فِيهَا.
فَأَتَى الأَقْرَعَ، فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إلَيْكَ؟ قَالَ: شَعْرٌ حَسَنٌ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا الَّذِي قَذِرَني النَّاسُ؛ فَمَسَحَهُ فَذَهبَ عَنْهُ وأُعْطِيَ شَعراً حَسَناً. قالَ: فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِليْكَ؟ قَالَ: البَقَرُ، فَأُعْطِيَ بَقَرَةً حَامِلاً، وَقالَ: بَارَكَ الله لَكَ فِيهَا.
فَأَتَى الأَعْمَى، فَقَالَ: أَيُّ شَيءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: أَنْ يَرُدَّ الله إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ النَّاسَ؛ فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللهُ إِلَيْهِ بَصَرهُ. قَالَ: فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِليْكَ؟ قَالَ: الغَنَمُ، فَأُعْطِيَ شَاةً والداً، فَأَنْتَجَ هذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا، فَكانَ لِهذَا وَادٍ مِنَ الإِبلِ، وَلِهذَا وَادٍ مِنَ البَقَرِ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنَ الغَنَمِ.
ثُمَّ إنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ في صُورَتِهِ وَهَيئَتِهِ، فَقَالَ: رَجلٌ مِسْكينٌ قَدِ انقَطَعَتْ بِيَ الحِبَالُ في سَفَري فَلا بَلاغَ لِيَ اليَومَ إلاَّ باللهِ ثُمَّ بِكَ، أَسْأَلُكَ بِالَّذي أعْطَاكَ اللَّونَ الحَسَنَ، والجِلْدَ الحَسَنَ، وَالمَالَ، بَعِيراً أَتَبَلَّغُ بِهِ في سَفَري، فَقَالَ: الحُقُوقُ كثِيرةٌ. فَقَالَ: كأنِّي اعْرِفُكَ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فقيراً فأعْطَاكَ اللهُ !؟ فَقَالَ: إِنَّمَا وَرِثْتُ هَذَا المالَ كَابِراً عَنْ كَابِرٍ، فَقَالَ: إنْ كُنْتَ كَاذِباً فَصَيَّرَكَ الله إِلَى مَا كُنْتَ.
وَأَتَى الأَقْرَعَ في صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذا، وَرَدَّ عَلَيهِ مِثْلَ مَا رَدَّ هَذَا، فَقَالَ: إنْ كُنْتَ كَاذِباً فَصَيَّرَكَ اللهُ إِلَى مَا كُنْتَ.
وَأَتَى الأَعْمَى في صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِسْكينٌ وابنُ سَبيلٍ انْقَطَعتْ بِيَ الحِبَالُ في سَفَرِي، فَلا بَلاَغَ لِيَ اليَومَ إلاَّ بِاللهِ ثُمَّ بِكَ، أَسأَلُكَ بالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَركَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا في سَفري؟ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أعمَى فَرَدَّ اللهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَخُذْ مَا شِئْتَ وَدَعْ مَا شِئْتَ فَوَاللهِ ما أجْهَدُكَ اليَومَ بِشَيءٍ أخَذْتَهُ للهِ عز وجل. فَقَالَ: أمْسِكْ مالَكَ فِإنَّمَا ابْتُلِيتُمْ. فَقَدْ رضي الله عنك، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيكَ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
و(النَّاقةُ العُشَرَاءُ) بضم العين وفتح الشين وبالمد: هي الحامِل. قوله: (أنْتَجَ) وفي رواية: (فَنتَجَ) معناه: تولَّى نِتاجها، والناتج لِلناقةِ كالقابِلةِ للمرأةِ. وقوله: (وَلَّدَ هَذَا) هُوَ بتشديد اللام: أي تولى ولادتها، وَهُوَ بمعنى أنتج في الناقة، فالمولّد، والناتج، والقابلة بمعنى؛ لكن هَذَا لِلحيوان وذاك لِغيرهِ. وقوله: (انْقَطَعَتْ بي الحِبَالُ) هُوَ بالحاءِ المهملةِ والباءِ الموحدة: أي الأسباب. وقوله: (لا أجْهَدُكَ) معناه: لا أشق عليك في رد شيء تأخذه أَوْ تطلبه من مالي. وفي رواية البخاري: (لا أحمَدُكَ) بالحاءِ المهملة والميمِ ومعناه: لا أحمدك بترك شيء تحتاج إِلَيْه، كما قالوا: لَيْسَ عَلَى طولِ الحياة ندم: أي عَلَى فواتِ طولِها.
7- عن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ، وَعَمِلَ لِمَا بعدَ المَوتِ، والعَاجِزُ مَنْ أتْبَعَ نَفْسَهُ هَواهَا وَتَمنَّى عَلَى اللهِ) رواه الترمذي، وَقالَ: (حديث حسن).
قَالَ الترمذي وغيره من العلماء: معنى (دَانَ نَفْسَهُ): حاسبها.
8- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (مِنْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لا يَعْنِيهِ) حديث حسن رواه الترمذي وغيرُه.
9- عن عُمَرَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لاَ يُسْأَلُ الرَّجُلُ فِيمَ ضَرَبَ امْرَأَتَهُ) رواه أبو داود وغيره.

الاثار

1- قال الجنيد: " من تحقق في المراقبة خاف على فوات لحظة من ربه لا غير " مدارج السالكين.
2- قال ذو النون المصري: " علامة المراقبة: إيثار ما أنزل الله، وتعظيم ما عظَّم الله، وتصغير ما صغَّر الله " مدارج السالكين.
3- قال شيخ الإسلام: " كان شجاع بن شاه الكرماني لا تخطئ له فراسة، وكان يقول: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات .. وذكر خصلة سادسة أظنه هو أكل الحلال - لم تخطئ له فراسة " مجموع الفتاوى.
4- قال إبراهيم الخواص: " المراقبة خلوص السر والعلانية لله عز وجل " مدارج السالكين.
5- قال سفيان الثوري: " عليك بالمراقبة ممن لا تخفى عليه خافية، وعليك بالرجاء ممن يملك الوفاء، وعليك بالحذر ممن يملك العقوبة " إحياء علوم الدين.
6- قال الإمام ابن القيم عن اسم الله سبحانه (الرقيب) قال: " وهو نور يقع في القلب، يريه ذلك النور أنه واقف بين يدي ربه عزَّ وجلَّ، فيستحي منه في خلواته وجلواته.
ويرزقه الله عند ذلك دوام المراقبة للرقيب، ودوام التطلع إلى ربه، حتى كأنه يراه ويشاهده فوق سماواته ، ناظراً إلى خلقه، سامعاً لأصواتهم، مطلعاً على حركاتهم.
فإذا استولى هذا على العبد، غطى عليه كثيراً من الهموم بالدنيا وما فيها، فهو في وجود بين يدي ربه ووليه، والناس في وجود آخر .. " مدارج السالكين.
7- قال رحمه الله: " المراقبة: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه؛ فاستدامته لهذا العلم واليقين – هي المراقبة، وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه ناظر إليه سامع لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين والغافل عن هذا بمعزل عن حال أهل البدايات فكيف بحال المريدين فكيف بحال العارفين .. والمراقبة هي التعبد باسمه الرقيب، الحفيظ، العليم، السميع، البصير؛ فمن عقل هذه الأشياء وتعبد بمقتضاها، حصلت له المراقبة " مدارج السالكين.
8- قال الغزالي: " المراقبة: حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة، وتثمر تلك الحالة أعمالاً في الجوارح والقلب " إحياء علوم الدين.

القصص

1- رأى عمر رضي الله عنه غلاما يرعى غنما فيقول له: يا غلام بعني واحدة، فيقول الغلام: هي ليست ملكي إنما هي لسيدي، فيقول عمر رضي الله عنه - مختبراً-: يا غلام بعني واحدة، وخذ ثمنها، وقل لسيدك: الذئب أكلها فقال الغلام: فأين الله؟ أي أين أكون من الله إن قلت هذا؟ فاهتز عمر لهذه الكلمة واشتري الغلام، وأعتقه، وقال له: هذه كلمة أعتقتك في الدنيا أسأل الله أن يعتق بها رقبتك يوم القيامة".
2- كان المبارك رقيقا فأعتقه سيده، وعمل أجيراً عند صاحب بستان.
وفي يوم من الأيام خرج صاحب البستان ومعه نفر من أصحابه إلى البستان، وأمر المبارك أن يحضر لهم رماناً حلواً، فجمع لهم، فلما ذاقه قال للمبارك: أما تعرف الحلو من الحامض؟ فقال المبارك: إنك يا سيدي طلبت مني أن أحرس البستان، لا أن أتذوق، فظن صاحب البستان أن المبارك يخدعه، وقال له: أنت منذ كذا وكذا سنة تحرس البستان وتقول هذا؟ فقال له: أنت لم تأذن لي بالأكل منه.
ثم سأل بعض الجيران عنه فشهدوا له بالخير والصلاح، وأنهم ما عرفوا أنه أكل رمانة واحدة، فجاءه صاحب البستان، وقال له: إذا أردت أن أزوج ابنتي فممن أزوجها؟ فقال المبارك: إن اليهود يزوجون للمال، والنصارى يزوجون للجمال، والمؤمنين يزوجون للتقوى والدين؛ فانظر من أي الناس أنت؟ فقال: وهل أجد لابنتي من هو خير منك؟ وعرضها عليه، فقبل المبارك، وبنى بها، ورزق منها أولاداً كان منهم عبد الله بن المبارك رحمه الله، فكان من مؤسسي علم الحديث.
3- روي في هذا أن رجلاً كان يرابي في السر لا يعلم به أحد فمر ذات يوم بصبيان يلعبون فقال بعضهم لبعض: جاء آكل الربا. فنكس رأسه، وقال في نفسه: رَبِّ أفشيت سري إلى الصبيان. فتاب من ذنبه، وجمع ماله وقال: رَبِّ إني أسير، وإني قد اشتريت نفسي منك بهذا المال فأعتقني. وتصدق بماله كله واستقام سره وإعلانه فمر ذات يوم بأولئك الصبية فلما رأوه قال بعضهم لبعض: اسكتوا فقد جاء فلان العابد، فبكى ذلك الرجل.

الاشعار

وَإِذَا خَلَـوْتَ بِرِيْبَـةٍ فِـي ظُلْمَـةٍ *** وَالنَّفْـسُ دَاعِيَـةٌ إِلَى الطُّغْيَـانِ
فَاسْتَحِـي مِـنْ نَظَرِ الإِلَهِ وَقُلْ لَهَا *** إِنَّ الَّذِي خَلَـقَ الظَّـلامَ يَرَانِـي
[عبد الله الأندلسي]

إِذَا مَا خَلَوْتَ الدَّهْرَ يَومًا فَلا تَقُـلْ *** خَلَـوْتُ وَلَكِـنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيْبُ
وَلا تَحْسَبَـنَّ اللهَ يَغْفُـلُ سَاعَـةُ *** وَلا أَنَّ مَـا تُخْفِيـهِ عَنْـهُ يَغِيبُ
[أبو نواس]

إِنَّ مَنْ يَرْكَـبُ الْفَوَاحِـشَ سِـرًّا *** حِيـنَ يَخْلُـو بِسرِّهِ غَيْرُ خَـالِ
كَيْـفَ يَخْلُـو وَعِنْـدَهُ كَاتِبَـاهُ *** شَـاهِـدَاهُ وَرَبُّـهُ ذُو الْجَـلالِ
[نابغة بن شيبان]

وَأَخْرُجُ مِنْ بَيْـنِ الْجُلُـوسِ لَعَلَّنِي *** أُحَدِّثُ عَنْكَ النَّفْسَ بِالسِّـرِّ خَالِيَا
[المجنون]

كُـنْ حَيِيًّـا إِذَا خَلَـوْتَ بِذَنْـبٍ *** وَاحْـذَرِ السُّخْطَ مِنْ عَلِيٍّ مَجِيْدِ
[...........]

إِذَا كُنْتَ فَرْدًا لا بِمَـرْأَى وَمَسْمَعٍ *** مِنَ النَّاسِ فَاحْذَرْ مُنْشِئَ السَّمْعِ والْبَصَرْ
وَلا تَرْتَكِبْ مَـا لَـوْ دَرَاهُ ابنُ آدَمٍ *** لَبَرْقعَ خَدَّيْكَ التَشَـوُّرُ والْخَفـَرْ
مَسَاوِيكَ تُخْفِيهَـا حِذَارًا مِنَ الْوَرَى *** أَلَيْسَ إِلَهُ الْخَلْقِ أَخْلَـقَ بِالْحَـذَرْ
بَلَى فَتَصَـوَّنْ فِي خَـلائِكَ فَوْقَ مَا *** تَصَوَّنْتَ قِدْمًا بَيْنَ ظَهْرَانِي الْبَشَـرْ
وَكُنْ رَجُلاً مَـا سِرَّ مَـا هُوَ مُعْلَنٌ *** مِنَ الْخَيْرِ إِلا دُونَ مَا سِرِّ مَا أَسَـرْ
[...........]

الدراسات

متفرقات

1- اعلم أنّ حقيقة المراقبة هي ملاحظة الرّقيب وانصراف الهمم إليه، فمن احترز من أمر من الأمور بسبب غيره، يقال إنّه يراقب فلانا، ويراعي جانبه، ويعني بهذه المراقبة حالة للقلب يثمرها نوع من المعرفة، وتثمر تلك الحالة أعمالا في الجوارح وفي القلب. أمّا الحالة فهي مراعاة القلب للرّقيب واشتغاله به والتفاته إليه وملاحظته إيّاه وانصرافه إليه. وأمّا المعرفة الّتي تثمر هذه الحالة فهي العلم بأنّ اللّه مطّلع على الضّمائر، عالم بالسّرائر، رقيب على أعمال العباد، قائم على كلّ نفس بما كسبت، وأنّ سرّ القلب في حقّه مكشوف كما أنّ ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشدّ من ذلك. فهذه المعرفة إذا صارت يقينا- أعني أنّها خلت عن الشّكّ- ثمّ استولت بعد ذلك على القلب قهرته؛ فربّ علم لا شكّ فيه لا يغلب على القلب كالعلم بالموت، فإذا استولت على القلب استجرّت القلب إلى مراعاة جانب الرّقيب وصرفت همّه إليه؛ والموقنون بهذه المعرفة هم المقرّبون، وهم ينقسمون إلى الصّدّيقين وإلى أصحاب اليمين [انظر إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 398) ] .

 

2- قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه-: الحقّ عزّ وجلّ- أقرب إلى عبده من حبل الوريد. لكنّه عامل العبد معاملة الغائب عنه البعيد منه، فأمر بقصد نيّته، ورفع اليدين إليه، والسّؤال له. فقلوب الجهّال تستشعر البعد، ولذلك تقع منهم المعاصي، إذ لو تحقّقت مراقبتهم للحاضر النّاظر لكفّوا الأكفّ عن الخطايا. والمتيقّظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط [صيد الخاطر (236) ] .

 

3- قال ابن منظور- رحمه اللّه-: فسّر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الإحسان حين سأله جبريل، صلوات اللّه عليهما وسلامه، فقال: «هو أن تعبد اللّه كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» . أراد بالإحسان الإشارة إلى المراقبة وحسن الطّاعة فإنّ من راقب اللّه أحسن عمله [لسان العرب (13/ 115- 117) ] .

 

4- يقول محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري: المراقبة من أجلِّ أعمال القلوب، فمتى علم العبد أنه مكشوف أمام الله، وأن حركاته الظاهرة والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنه عن كل فكر وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل فعل أو قول يسخطه الله، وعبد الله بمقام الإحسان. ومن راقب الله في سره وجهره، واتقاه في أمره ونهيه، أوصله ذلك بإذن الله إلى مرضاة ربه، والفوز بالجنة. وصاحب المراقبة يدع المعاصي استحياءً من ربه وهيبةً له أكثر مما يدعها خوفاً من عقوبته. ألا ما أجهل الإنسان بربه حين يكفر به ويعصيه، ولا يكفيه ذلك حتى يزجر من يؤمن به ويطيعه: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى * أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [العلق: 9 - 14] . وإن الإنسان ليرجف ويضطرب فؤاده حين يشعر أن سلطان الأرض يراقبه بجواسيسه وعيونه، مع أن سلطان الأرض مهما تكن عيونه لا يراقب إلا حركة الإنسان الظاهرة، وهو يحتمي منه إذا آوى إلى داره، أو إذا أغلق فمه. أما قبضة الجبار فهي مسلطة عليه ترقبه أينما حل وأينما سار في كل وقت . وأما رقابة الله فهي مسلطة على الأقوال والأعمال، والضمائر والأسرار . وخالق الإنسان أدرى بتركيبه وسره، فالعبد مكشوف الكنه والوصف والسر لخالقه العظيم، العليم بمنشئه وحاله ومصيره، وهو سبحانه أقرب إلى أحدنا من حبل الوريد الذي يجري فيه الدم كما قال سبحانه: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) [ق: 16] . فسبحان الله .. ما أعظم هذه القبضة المالكة، والرقابة الشديدة المباشرة لجميع ما في هذا الكون من خالقه . وإذا علم الإنسان ذلك، فهو كاف له أن يعيش في حذر دائم، وخشية دائمة، ويقظة لا تغفل عن المحاسبة، تدفعه إلى حسن العمل ودوامه [موسوعة فقه القلوب (1/219) ] .

 

5- ويقول أيضاً: المراقبة: هي دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه على ظاهره وباطنه. وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه، ناظر إليه، سامع لقوله، مطلع على عمله كل وقت، وكل لحظة، وكل نفس، وكل طرفة عين. ومن راقب الله عزَّ وجلّ َفي خواطره عصمه في حركات جوارحه. وعلامة المراقبة : إيثار ما أنزل الله، وتعظيم ما عظم الله، وتصغير ما صغر الله، والرجاء يحرك إلى الطاعة، والخوف يبعد عن المعاصي، والمراقبة تهديك إلى الطريق الحق [نفس المصدر (2/1997) ] .

 

6- ويقول أيضاً: والمراقبة على ثلاث درجات : الأولى: مراقبة الحق تعالى في السير إليه على الدوام، بين تعظيم لربه يذهله عن تعظيم غيره، وعن الالتفات إليه، وامتلاء قلبه بذلك. فالحضور مع الله يوجب له أنساً ومحبة، إن لم يقارنهما تعظيم أورثاه خروجاً عن حدود العبودية ورعونة، ودنواً وقرباً من ربه يحمله على التعظيم الذي يذهله عن نفسه وعن غيره. وسرور باعث على الفرحة والتعظيم واللذة في ذلك القرب، فإن سرور القلب بالله، وفرحه به، وقرة العين به، لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا البتة. وهذا السرور يبعث على دوام السير إلى الله عزَّ وجلَّ، وبذل الجهد في طلبه، وابتغاء مرضاته. ومن لم يجد هذا السرور والطعم والحلاوة ولا شيئاً منه، فليتهم إيمانه وأعماله، فإن للإيمان حلاوة من لم يذقها فليرجع وليقتبس نوراً يجد به حلاوة الإيمان ولذته. الدرجة الثانية: مراقبة العبد لمراقبة الله له، وهي توجب صيانة الباطن والظاهر، فصيانة الظاهر بحفظ الحركات الظاهرة، وصيانة الباطن بحفظ الخواطر والإرادات الباطنة، التي منها رفض معارضة أمره وخبره ورفض كل محبة تزاحم محبته .. وهذه حقيقة القلب السليم الذي لا ينجو إلا من أتى الله به، وتوجب الإعراض عن الاعتراض على أسمائه وصفاته بالشبه الباطلة .. والاعتراض على شرعه وأمره بالآراء والأقيسة المتضمنة تحليل ما حرم الله، وتحريم ما أحل الله، والاعتراض على حقائق الشرع والإيمان بالأذواق والكشوفات الباطلة، المتضمنة شرع دين لم يأذن به الله، وإبطال دينه الذي شرعه، فاغتالوا القلوب واقتطعوها عن طريق الله، فتولد من ذلك خراب العالم، وهدم كثير من قواعد الدين، والاعتراض على الدين بالسياسات الجائرة التي قدموها على حكم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وحكموا بها بين عباده، وعطلوا بها ولها شرعه وعدله وحدوده. والعاصم من كل ذلك التسليم المحض للوحي، وكذلك الإعراض عن الاعتراض على أفعاله وقضائه وقدره، وهذا اعتراض الجهال، وهو سار في النفوس سريان الحمى في بدن المحموم. وكل نفس معترضة على قدر الله وقسمه وأفعاله، إلا نفساً قد اطمأنت إليه، وعرفته حق المعرفة، فتلك حظها التسليم والانقياد، والرضا كل الرضا. الثالثة: شهود سبق الحق تعالى لكل ما سواه، وأنه كان ولم يكن شيء غيره البتة. وكل ما سواه كائن بتكوينه له، وكل ما يظهر في الأبد هو عين ما كان معلوماً في الأزل، وإنما تجددت أوقات ظهوره [نفس المصدر نفس الصفحة] .

 

7- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة المراقبة قال الله تعالى: (واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه) [البقرة: 235] وقال تعالى (وكان الله على كل شيء رقيبا) [الأحزاب: 52] وقال تعالى: (وهو معكم أين ما كنتم) [الحديد: 4] وقال تعالى: (ألم يعلم بأن الله يرى) [العلق: 14] وقال تعالى: (فإنك بأعيننا) [الطور: 48] وقال تعالى: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) [غافر: 19] إلى غير ذلك من الآيات وفي حديث جبريل عليه السلام: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان فقال له: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، «المراقبة دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه» فاستدامته لهذا العلم واليقين: هي المراقبة وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه ناظر إليه سامع لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين، والغافل عن هذا بمعزل عن حال أهل البدايات فكيف بحال المريدين فكيف بحال العارفين [مدارج السالكين] .

التحليلات

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (2/3367) .

2- تزكية النفوس المؤلف: أحمد فريد الناشر: دار العقيدة للتراث – الإسكندرية سنة النشر: 1413 هـ - 1993 م (1/30) .

3- ففروا إلى الله المؤلف: أبو ذر القلموني، عبد المنعم بن حسين بن حنفي بن حسن بن الشاهد الناشر: مكتبة الصفا، القاهرة الطبعة: الخامسة، 1424 هـ (1/322) .

4- رياض الصالحين المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ) تعليق وتحقيق: الدكتور ماهر ياسين الفحل رئيس قسم الحديث - كلية العلوم الإسلامية - جامعة الأنبار (وقد جعل تحقيقه للكتاب مجانا فجزاه الله خيرا) الناشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق – بيروت الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م – باب المراقبة (1/38) .

5- موسوعة فقه القلوب المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية (1/219) .

6- شرح الدعاء من الكتاب والسنة المؤلف: أبو عبد الرحمن ماهر بن عبد الحميد بن مقدم شرحه: ماهر بن عبد الحميد بن مقدم صححه وخرّج أحاديثه وقدم له مؤلف الأصل الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض (1/441) .

7- موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق (قصص تربوية من حياة الأنبياء والصحابة والتابعين والصالحين) المؤلف: ياسر عبد الرحمن الناشر: مؤسسة اقرأ للنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م (1/50) .

8- مُخْتَصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ المؤلف: نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (المتوفى: 689هـ) قدم له: الأستاذ محمد أحمد دهمان الناشر: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، دمشق عام النشر: 1398 هـ - 1978 م (1/372) .

9- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة – منزلة المراقبة 06/70) .

10- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) حققه: مُحَمَّد أجمل الإصْلاَحي خرج أحاديثه: زائد بن أحمد النشيري الناشر: مجمع الفقه الإسلامي بجدة، ط دار عالم الفوائد بجدة الطبعة: الأولى، 1429 (1/417) .

11- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (22/292) .