محافظة على السنة

2022-10-12 - 1444/03/16

التعريف

حافظَ على يحافظ، مُحافظةً وحِفاظًا، فهو محافِظ، والمفعول محافَظ عليه حافَظ على الشَّيء:

1 - رعاه وصانه "حافظ على صحّته/ كرامته- حافظ على القانون/ المبادئ/ المظاهر- حافِظْ على الصّديق ولو في الحريق [مثل]: يُضرب في الحفاظ على الصَّداقة" ° حافظ على العهد: تمسَّك به- حافظ على هدوئه: اتّسم بالهدوء ولم يثر- يحافظ على المحارم: يحمي الحُرُمات. 2 - واظب عليه وراقبه حافظ على النَّظافة: اعتنى بها- (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) .

حفَّظَ يحفِّظ، تحفيظًا، فهو محفِّظ، والمفعول محفَّظ حفَّظه الكتابَ ونحوَه: جعله يستظهره عن ظهر قلب، حمله على حِفْظِه حفَّظ الصبيَّ القرآنَ [معجم اللغة العربية المعاصرة (1/524) ] .

حفظ: حَفِظَ: بمعنى صان وحرس. ويقال حفِظ عليه الشيء. ففي حيان (ص30 و): قال السلطان لحفيدة الذي هربت بغلته: لماذا لم يكن لنا خصياً يخدمك ويحفظ عليك مثل هذه الصورة من زوال دابَّتك.

وحفظ: حافظ على، راعي، تمَّم. حفظ أيام الأعياد: راعى أيام الأعياد. حفظ الناموس: راعى الآداب: راعى ما يليق ويناسب ويقال أيضا: حفظ الظاهر بمعنى رعى الآداب وراعى ما يليق ويناسب. غير أن التعبير الأول يعني أيضاً: صان سمعته وحافظ عليها (بوشر). وحفظ: درس (همبرت ص112) وحفظ: تعلم لغة (ابن جبير ص32).

وحفظ فلانا: احترمه وكرمه (معجم الادريسي) وفي رياض النفوس (ص84 ق) ونصحوه أن يطلق امرأته وكانت شرسة مشاكسة، فقال: حفظتها في والدها أي أني أراعي حرمتها وأكرمها إكراما لأبيها. ثم راح يعدد كل ما تفضَّل به أبوها عليه [تكملة المعاجم العربية (3/243) ] .

 

السنة لغة:

السّنّة لغةً : المنهج والطّريقة سواء أكانت محمودةً أم مذمومةً . ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : « من سنّ في الإسلام سنّةً حسنةً فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سنّ في الإسلام سنّةً سيّئةً كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء » . ثمّ غلب استعمال السّنّة في الطّريقة المحمودة المستقيمة .

 

السنة اصطلاحا :

يختلف معنى السنة اصطلاحا حسب اختلاف الأعراض والمقاصد التي لأجلها توجه العلماء في البحث عنها. فالسنة بالنسبة إلى القرآن هي ما كانت منقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم مما لم ينص عليها في الكتاب العزيز. وهي إما أن تكون بيانا لكتاب الله عز وجل أو تخصيصا له ولهذا السبب أطلق عليها الحديث بمقابلة القديم وهو كلام الله [إلى هذا أشار الدكتور الحسيني نقلا من الفتح أصول الحديث النبوي ص23] .

وعند المحدثين: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية سواء قبل البعثة أو بعدها. وعند الأصوليين: السنة هي ما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير . وجه التفريق في معنى السنة عند الأصوليين والمحدثين هو راجع إلى الأغراض والمقاصد. فمثلا الأصولي جل همه أن يدور حول الأحكام الشرعية ليستنبطها من الأمر والنهي. فأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه وسيرته خارجة عن دائرة بحثه. والسنة بهذا المعنى المذكور مطلوبة شرعا والأمة مأمورة باتباعها .

العناصر

1- حث الرسول صلى الله عليه وسلم على المحافظة على السنة والاقتداء به واتباعه .

 

 

2- المحافظة على السنة أفضل من كثرة العمل .

 

 

3- المحافظة على السنة من أهم الصفات التي يتسم بها الداعية إلى الله تعالى والخطيب .

 

 

4- صور ونماذج من الصحابة والسلف الصالحين في المحافظة على السنة .

 

 

5- من المحافظة على السنة فعل العبادات الواردة على وجوه متنوعة ولو مرة واحدة .

 

 

6- صور من السنن المهجورة التي غفل عنها الناس .

 

 

7- جهود الصحابة ومن جاء بعدهم على حفظ السنة وحمايتها إلى أن قعدت القواعد ووضعت الضوابط التي يعرف بها قوة الحديث أو وهنه .

 

 

8- المحافظة على السنة تعطي نضرة للوجه في الدنيا والآخرة .

 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)[الحشر:7].
وَقالَ تَعَالَى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم:3-4].
2- قالَ تَعَالَى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ([آل عمران:31].
3- قالَ تَعَالَى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِر) [الأحزاب:21].
4- قالَ تَعَالَى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [النساء: 65].
5- قالَ تَعَالَى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) [النساء:59] قَالَ العلماء: معناه إِلَى الكتاب والسُنّة.
6- قالَ تَعَالَى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الله) [النساء:80].
7- قالَ تَعَالَى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ صِراطِ اللهِ) [الشورى:52-53].
8- قالَ تَعَالَى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور:63].
9- قالَ تَعَالَى: (وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ) [الأحزاب:34].

الاحاديث

1- عن أبي هريرةَ رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَثْرَةُ سُؤالِهِمْ واخْتِلافُهُمْ عَلَى أنْبيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْء فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أمَرْتُكُمْ بأمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
2- عن أَبي نَجيحٍ العِرباضِ بنِ سَارية رضي الله عنه، قَالَ: وَعَظَنَا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَوعظةً بَليغَةً وَجِلَتْ مِنْهَا القُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا العُيُونُ، فَقُلْنَا: يَا رسولَ اللهِ، كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأوْصِنَا، قَالَ: (أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإنْ تَأمَّر عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، وَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اختِلافاً كَثيراً، فَعَليْكُمْ بسُنَّتِي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِيِّنَ عَضُّوا عَلَيْهَا بالنَّواجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ؛ فإنَّ كلَّ بدعة ضلالة) رواه أَبُو داود والترمذي، وَقالَ: حديث حسن صحيح.
(النَّواجذُ) بالذال المعجمةِ: الأنيَابُ، وَقِيلَ: الأضْراسُ.
3- عَنْ أَبي هريرةَ رضي الله عنه: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (كُلُّ أُمَّتِي يَدخُلُونَ الجَنَّةَ إلاَّ مَنْ أبَى. قيلَ: وَمَنْ يَأبَى يَا رَسُول الله؟ قَالَ: (مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أبَى) رواه البخاري.
4- عن أَبي مسلم، وقيل: أَبي إياس سَلمة بنِ عمرو بنِ الأكوع رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً أَكَلَ عِنْدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِشِمَالِهِ، فَقَالَ: (كُلْ بِيَمِينكَ) قَالَ: لا أسْتَطيعُ. قَالَ: (لا استَطَعْتَ) مَا مَنَعَهُ إلاَّ الكِبْرُ فمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ. رواه مسلم.
5- عن أَبي عبدِ الله النعمان بن بشير رَضيَ الله عنهما، قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم: كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يُسَوِّي صُفُوفَنَا حتى كأنَّما يُسَوِّي بِهَا القِدَاحَ حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ. ثُمَّ خَرَجَ يَوماً فقامَ حَتَّى كَادَ أنْ يُكَبِّرَ فرأَى رَجلاً بَادياً صَدْرُهُ، فَقَالَ: (عِبَادَ الله، لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ).
6- عن أَبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: احْتَرقَ بَيْتٌ بالمَدِينَةِ عَلَى أهْلِهِ مِنَ اللَّيلِ، فَلَمَّا حُدِّثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بشَأنِهِمْ، قَالَ: (إنَّ هذِهِ النَّارَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ، فَأطْفِئُوهَا عَنْكُمْ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
7- عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مَثَلَ مَا بَعَثَنِي الله بِهِ مِنَ الهُدَى والعِلْم كَمَثَلِ غَيثٍ أَصَابَ أرْضاً فَكَانَتْ مِنْهَا طَائِفةٌ طَيِّبَةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ فَأَنْبَتَتِ الكَلأَ والعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أمسَكَتِ المَاء فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ فَشَربُوا مِنْهَا وَسَقُوا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَ طَائفةً مِنْهَا أخْرَى إنَّمَا هِيَ قيعَانٌ لا تُمْسِكُ مَاءً وَلاَ تُنْبِتُ كَلأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ في دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ بمَا بَعَثَنِي الله بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأساً وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(فَقُهَ) بضم القافِ عَلَى المشهور وقيل بكسرِها: أي صار فقيهاً.
8- عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ أوْقَدَ نَاراً فَجَعَلَ الجَنَادِبُ والفَرَاشُ يَقَعْنَ فِيهَا وَهُوَ يَذُبُّهُنَّ عَنْهَا، وَأَنَا آخذٌ بحُجَزكُمْ عَنِ النَّارِ، وَأنْتُمْ تَفَلَّتونَ مِنْ يَدَيَّ رواه مسلم.
(الجَنَادِبُ): نَحوُ الجرادِ وَالفَرَاشِ، هَذَا هُوَ المَعْرُوف الَّذِي يَقَعُ في النَّارِ. وَ(الحُجَزُ): جَمْعُ حُجْزَة وَهِيَ مَعْقدُ الإزَار وَالسَّراويل.
9- عَنْهُ: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ وَالصَّحْفَةِ، وَقَالَ: (إنَّكُمْ لا تَدْرونَ في أَيِّها البَرَكَةُ) رواه مسلم.
وفي رواية لَهُ: (إِذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَأخُذْهَا، فَليُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أذىً، وَلْيَأكُلْهَا وَلاَ يَدَعْهَا لِلشَّيطَانِ، وَلا يَمْسَحْ يَدَهُ بالمنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أصَابعَهُ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي في أيِّ طَعَامِهِ البَرَكَةُ).
وفي رواية لَهُ: (إنَّ الشَّيطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيءٍ مِنْ شَأنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإذَ سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمْ اللُّقْمَةُ فَليُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أذَىً، فَلْيَأكُلْهَا وَلاَ يَدَعْهَا لِلشَّيطَانِ).
10- عن ابن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِمَوعِظَةٍ، فَقَالَ: (يَا أيُّهَا النَّاسُ، إنَّكُمْ مَحْشُورونَ إِلَى الله تَعَالَى حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) [الأنبياء: 103] ألا وَإنَّ أَوَّلَ الخَلائِقِ يُكْسى يَومَ القِيَامَةِ إبراهيمُ صلى الله عليه وسلم، ألا وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرجالٍ مِنْ أُمَّتي فَيُؤخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشَّمالِ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أصْحَابِي. فَيُقَالُ: إنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأقُولُ كَما قَالَ العَبدُ الصَّالِحُ: (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ) إِلَى قولِهِ: (العَزِيزُ الحَكِيمُ) [المائدة:117-118] فَيُقَالُ لِي: إنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(غُرْلاً): أي غَيرَ مَخْتُونِينَ.
11- عن أَبي سعيد عبد الله بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه، قَالَ: نَهَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَذْفِ، وقالَ: (إنَّهُ لاَ يَقْتُلُ الصَّيْدَ، وَلاَ يَنْكَأُ العَدُوَّ، وإنَّهُ يَفْقَأُ العَيْنَ، وَيَكْسِرُ السِّنَّ) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية: أنَّ قَريباً لابْنِ مُغَفَّل خَذَفَ فَنَهَاهُ، وَقالَ: إنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَن الخَذْفِ، وَقَالَ: (إنَّهَا لاَ تَصِيدُ صَيداً) ثُمَّ عادَ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْهُ، ثُمَّ عُدْتَ تَخذفُ؟! لا أُكَلِّمُكَ أَبَداً.
12- وعَن عابس بن رَبيعة، قَالَ: رَأيْتُ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه يُقَبِّلُ الحَجَرَ - يَعْنِي: الأسْوَدَ - وَيَقُولُ: إني أَعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ مَا تَنْفَعُ وَلاَ تَضُرُّ، وَلَولا أنِّي رَأيْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ، مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

الاثار

1- قال شيخ الإسلام: " كان شجاع بن شاه الكرماني لا تخطئ له فراسة، وكان يقول: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات .. وذكر خصلة سادسة أظنه هو أكل الحلال - لم تخطئ له فراسة " مجموع الفتاوى.
2- قال أبو إسحاق الرقي: " علامة محبة الله - إيثار طاعته، ومتابعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- " مدارج السالكين.
3- قال أبو حفص: " من لم يزن أفعاله وأحواله في كل وقت بالكتاب والسنة، ولم يتهم خواطره – فلا يعد في ديوان الرجل " مدارج السالكين.
4- قال ابن عطاء: " من ألزم نفسه آداب السنة – نوّر الله قلبه بنور المعرفة، ولا مقام أشرف من مقام متابعة الحبيب في أوامره وأفعاله وأخلاقه " مدارج السالكين.
5- قال الأعمش رحمه الله: " لا أعلم قوما أفضل من قوم يطلبون هذا الحديث ويحيون هذه السنة، وكم أنتم في الأرض؟ والله لأنتم أقل من الذهب " الإلماع للقاضي عياض.
6- قال عبدالله بن عون البصري رحمه الله: " ثلاث أرضاها لنفسي ولإخواني: أن ينظر هذا الرجل المسلم القرآن فيتعلمه ويقرأه ويتدبره وينظر فيه، والثانية: أن ينظر ذاك الأثر والسنة فيسأل عنه ويتبعه جهده، والثالثة: أن يدع هؤلاء الناس إلا من خير " السنة للمروزي.
7- قال الزهري رحمه الله: " كان من مضى من علمائنا يقول: الاعتصام بالسنة نجاة " أخرجه الدارمي في سننه.
8- قال عون بن عبدالله رحمه الله: " من مات على الإسلام والسنة فله بشير بكل خير " شرح أصول الاعتقاد للالكائي.
9- قال عبدالله بن الديلمي رحمه الله: " بلغني أن أول ذهاب الدين ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة، كما يذهب الحبل قوة قوة " أخرجه الدارمي في سننه.
9- عن يونس بن عبيد قال: " ليس شيء أعز من شيئين: درهم طيبٌ ورجلٌ يعمل على سُنَّةٍ " سير أعلام النبلاء.
10- قال الداراني: " ربما يقع في قلبي النكتة من نكت القوم أياماً فلا أقبل منه إلا بشاهدين عدلين: الكتاب والسنة " سير أعلام النبلاء.
11- قال أحمد الرفاعي: " كونوا مع الشرع في آدابكم كلها ظاهرًا وباطناً؛ فإن من كان مع الشرع ظاهرًا وباطناً - كان الله حظه ونصيبه، ومن كان الله حظه ونصيبه - كان من أهل مقعد صدق عند مليك مقتدر " البرهان المؤيد للرفاعي.
12- يقول ابن رجب: " والسنة: هي الطريق والسلوك، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو – يعني الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين – من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديما لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله، روى معنى ذلك عن الحسن والأوزاعي والفضيل بن عياض " جامع العلوم والحكم.
13- قال أبو الخلال رحمه الله: " إنه سيأتي على الناس زمان يقوم الرجل يسأل عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجد أحداً يخبره بها " السنة للمروزي.
14- قال السيوطي عن الصحابة والتابعين: " إنهم إذا أطلقوا (السنة) لا يريدون بذلك إلا سنة النبي صلى الله عليه وسلم " تدريب الراوي للسيوطى.
15- قال د. موسى لاشين: " السنة النبوية مصدر أساسي في ديننا الإسلامي؛ إذ هي مع القرآن أساس الإسلام ومنبعه، وما عداها من إجماع أو اجتهاد راجع إليهما ".
16- قال شيخ الإسلام: " مراعاة السنة الشرعية في الأقوال والأعمال في جميع العبادات والعادات ؛ هو كمال الصراط المستقيم " مجموع الفتاوى.

القصص

- قيل لبكران الدينوري خادم الشيخ أبي بكر الشبلي: والذي رأيت منه؟ -يعني عند وفاته- قال: عليَّ درهم مظلمة، قد تصدقت عن صاحبه بألوف فما على قلبي شغل أعظم منه، ثم قال: وضئني للصلاة، ففعلت، فنسيت تخليل لحيته، وقد أمسك على لسانه، فقبض على يدي، وأدخلها في لحيته، ثم مات.

متفرقات

1- قال شيخ الإسلام: كان شجاع بن شاه الكرماني لا تخطئ له فراسة، وكان يقول: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات .. وذكر خصلة سادسة أظنه هو أكل الحلال - لم تخطئ له فراسة [مجموع الفتاوى] .

 

2- يقول ابن رجب: والسنة: هي الطريق والسلوك، فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه هو – يعني الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين – من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديما لا يطلقون اسم السنة إلا على ما يشمل ذلك كله، روى معنى ذلك عن الحسن والأوزاعي والفضيل بن عياض " [جامع العلوم والحكم] .

 

3- قال أبو الخلال رحمه الله: إنه سيأتي على الناس زمان يقوم الرجل يسأل عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجد أحداً يخبره بها [السنة للمروزي] .

 

4- قال السيوطي عن الصحابة والتابعين: إنهم إذا أطلقوا (السنة) لا يريدون بذلك إلا سنة النبي صلى الله عليه وسلم [ تدريب الراوي للسيوطى] .

 

5- قال د. موسى لاشين: السنة النبوية مصدر أساسي في ديننا الإسلامي؛ إذ هي مع القرآن أساس الإسلام ومنبعه، وما عداها من إجماع أو اجتهاد راجع إليهما .

 

6- قال شيخ الإسلام: مراعاة السنة الشرعية في الأقوال والأعمال في جميع العبادات والعادات ؛ هو كمال الصراط المستقيم [مجموع الفتاوى] .

الإحالات

1- تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي تأليف: الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الناشر: غراس للنشر والتوزيع الطبعة: الأولى، 1424هـ/2003م (1/171) .

2- صحيح أذكار الصلاة إعداد وترتيب : محمد حسن يوسف توزيع: مكتبة سلسبيل للنشر والتوزيع (1/3) .

3- تطريز رياض الصالحين المؤلف: فيصل بن عبد العزيز بن فيصل ابن حمد المبارك الحريملي النجدي (المتوفى: 1376هـ) المحقق: د. عبد العزيز بن عبد الله بن إبراهيم الزير آل حمدالناشر: دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2002 م (1/126) .

4- فتح المنان شرح وتحقيق كتاب الدارمي أبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن المسمّى بـ: المسند الجامع المؤلف: أبو عاصم، نبيل بن هاشم بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد الغمري الناشر: دار البشائر الإسلامية - المكتبة المكية الطبعة: الأولى، 1419 هـ - 1999 م (6/355) .

5- شرح رياض الصالحين المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى : 1421هـ) (1/178) .

6- مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المؤلف : محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى : 421هـ) جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان الناشر : دار الوطن - دار الثريا الطبعة : الأخيرة - 1413 هـ (14/190) .

7- مقاصد الشريعة الإسلامية المؤلف: محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى: 1393هـ) المحقق: محمد الحبيب ابن الخوجة الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قطر عام النشر: 1425 هـ - 2004 م (1/370) .

8- إتْحافُ ذوي الألباب بِّما في الأقوالِ والأفعالِ مِنَ الثَّوَابِ تأليف مَاجد إسلام البنكاني أبي أنس العراقي قرأهُ وقدَّم لَهُ فضيلةُ الشيخ محمد إبراهيم شقرة أبو مالك طبعَة جَديدة منقحَة وَمزيدَة (1/20) .

9- السنة قبل التدوين المؤلف: محمد عجاج بن محمد تميم بن صالح بن عبد الله الخطيب أصل هذا الكتاب: رسالة ماجستير من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان الطبعة: الثالثة، 1400 هـ - 1980 م (1/96) .

10- هكذا كان الصالحون المؤلف: أبو عبد الملك خالد بن عبد الرحمن الحسينان الناشر: مركز الفجر للإعلام عام النشر: 1430 هـ - 2009 م 01/18) .

11- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (67/284) .

12- تكملة المعاجم العربية المؤلف: رينهارت بيتر آن دُوزِي (المتوفى: 1300هـ) نقله إلى العربية وعلق عليه: جـ 1 - 8: محمَّد سَليم النعَيمي جـ 9، 10: جمال الخياط الناشر: وزارة الثقافة والإعلام، الجمهورية العراقية الطبعة: الأولى، من 1979 - 2000 م (3/243) .