قيام

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

مفهوم القيام:

التعريف: 

قِيَامُ لُغَةً: مِنْ قَامَ يَقُومُ قَوْمًا وَقِيَامًا: انْتَصَبَ، وَهُوَ نَقِيضُ الْجُلُوسِ.

 

 

مفهوم الليل

أولًا: المعنى اللغوي:

 

يطلق الليل اسمًا على الزمن، وهو أشهرها، ولذلك يقولون: هو ضد النهار وخلافه(انظر: تهذيب اللغة، الأزهري). وهو الظلام الذي يحل فيه(انظر: تهذيب اللغة، الأزهري:١٥-٣١٨). والليل: واحدٌ بمعنى جمع، وواحده ليلةٌ كـ تـمرةٌ وتـمرٌ(لسان لعرب، ابن منظور:٨-١٧٨)، والجمع: ليالٍ وليائل وليالي(المفردات، الراغب الأصفهاني:٢-٥٨٩)، والليل اسمٌ لكل ليلة(تهذيب اللغة، الأزهري:٦-١٤٩)، وعليه: يكون القصد منه الزمن.

 

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

 

حد الليل عند المفسرين والفقهاء يختلف عنه عند أهل اللغة، وبناءً على ما سبق من تعريف الليل عند أهل اللغة، يتضح ارتباط المعنى اللغوي والاصطلاحي في كونه مدة زمنية، لها وقت ابتداء وانتهاء؛ فاتفقوا في وقت الابتداء وهو غروب الشمس، ووقع الاختلاف في تحديد مدة انتهاء الليل، فأهل اللغة حدوه إلى طلوع الشمس، والفقهاء حدوه إلى طلوع الفجر الصادق الثاني، وهو الموافق لنص القرآن الكريم كما جاء في آية الصيام.

ومن هنا فإن الليل هو عبارة عن: ظلام يـحل كل يومٍ عقب النهار، مبدؤه من غروب الشمس، إلى طلوع الفجر الثاني الصادق.

ومن هنا فإن الليل هو عبارة عن: ظلام يـحل كل يومٍ عقب النهار، مبدؤه من غروب الشمس، إلى طلوع الفجر الثاني الصادق(انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي:٢-١٩٣، لسان العرب، ابن منظور:١١-٦٠٧).

 

وعليه؛ ففي التعريف قيدان:

 

الأول: حلول الظلام وذهاب الضياء، وهذا يتم تدريجيًّا بدخول أحدهما وذهاب الثاني، كما قال الإمام ابن جرير الطبري (رحمه الله ٣١٠هـ) في قوله تعالى: (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ)[يونس: ٦]. "إذا ذهب هذا جاء هذا، وإذا جاء هذا ذهب هذا"(انظر: جامع البيان، الطبري:١٥-٢٤).

 

معنى التهجُّد .. يُعرَّف التهجد بعدة تعريفات في اللغة والاصطلاح، وفيما يأتي بيان معنى التهجُّد لغةً واصطلاحاً: التهجُّد في اللغة: هو فعلٌ خماسيّ للمصدر هَجَدَ، فيُقال: فلان تهجَّدَ تهجُّداً، واسم الفاعل منه مُتهجِّد، وهو بمعنى السَّهر، فيقال: هَجَدَ السَّاِهُر؛ أي سهِر اللَّيل، ويصدق ذلك على صلاة الليل، فيُقال: تهجَّد في ليله، إذا صلّى بالليل، وفقا لموقع موضوع.

 

التهجُّد في الاصطلاح: هو الاستيقاظ في الليل لأداء الصلاة، قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ...).

 

 أمّا صلاة التهجُّد فهي: صلاة التطوُّع نافلة أثناء الليل.

 

الفرق بين التهجُّد وقيام الليل: الفرق بينهما، هو أنّ التهجُّد يكون بعد النوم ليلاً ولو لفترة، ثمّ الاستيقاظ للصّلاة فقط دون غيرها من العبادات، أمّا قيام الليل فيكون بالصّلاة، والذِّكر، والدُّعاء، وقراءة القرآن، وغير ذلك من العبادات في أيّ ساعة من ساعات الليل، وعليه فإنّ التهجُّد نوع من قيام الليل، يكون بالنّوم ثمّ الاستيقاظ لأداء الصّلاة، وقد ورد عن الصحابي الجليل الحجاج بن غزية رضي الله عنه ما يدل على هذا الفرق، حيث قال: (يحسَبُ أحَدُكم إذا قام من الليل يصلي حتى يصبِحَ أنَّه قد تهجَّدَ، إنَّما التهجُّدُ المرءُ يصلِّي الصلاةَ بعد رقدةٍ، ثمّ الصّلاة بعد رقدةٍ، وتلك كانت صلاةَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم له).

 

 

الثاني: مدة زمن ابتداء الليلة وانتهائها، وهو من طلوع الشمس إلى طلوع الفجر الثاني.

 

أجزاء الليل:

ورد في القرآن الكريم ألفاظ تدل على أجزاء من الليل، ولكنها ترجع إلى ثلاثة أجزاء موزعة بين أوله وأوسطه وآخره، سأذكرها في المطالب الآتية:

 

أولًا: الغروب.

 

وهو أول الليل، والغروب: غياب الشمس، ولذلك يقال: غربت الشمس، أي: غابت في الغرب (لسان العرب، ابن منظور:١-٦٣٨).

 

وقد ورد ذكر الغروب في القرآن في قوله تعالى: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى)[طه:١٣٠].

 

وقوله عز وجل: (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)[ق:٣٩].

 

والتسبيح هنا المقصود به الصلاة عند الجمهور (انظر: جامع البيان، الطبري:٢٢-٣٧٦)، والصلاة التي قبل الغروب اختلف في تحديدها على قولين:

 

القول الأول: أنها صلاة الظهر والعصر، قاله ابن عباس رضي الله عنه.

 

القول الثاني: أنها صلاة العصر، قاله قتادة (انظر: زاد المسير، ابن الجوزي:٤-١٦٥).

 

وعلى كلٍّ؛ فإن في الآية لفت الانتباه إلى فضيلة هذين الوقتين المذكورين، والتقوي بالصلاة والذكر فيهما على مواجهة أمور الدنيا نهارًا، وشكر نعمة الله ليلًا.

 

وأول أجزاء الليل يشمل الشفق، والزلفة، وكلاهما ذكرا في القرآن الكريم.

 

قال الله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هود:١١٤].

 

وقال الله عز وجل: (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ) [الانشقاق: ١٦].

 

والشفق: هو الحمرة في الأفق من ناحية الغرب ،وهي ضياءٌ من شعاع الشمس، وتكون من بعد غروب الشمس إلى صلاة العتمة (العشاء) (التفسير القرآني للقرآن، الخطيب:١٦-١٥٠٧)، هذا على أرجح الأقوال. وهو إيذانٌ بدخول الليل؛ ولهذا جاء الليل معطوفًا على الشفق (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ)[الانشقاق: ١٦-١٧] (انظر: التحرير والتنوير:١٢/١٧٧-١٧٩).

 

والقسم بالشفق يدل على أهمية هذا الوقت، وأن له منزلة في اليوم والليلة؛ لكي يؤدي المسلم فيه صلاته، ويلتفت إلى ذكر الله بقلبه ولسانه، فيكون دائم الصلة به جل جلاله.

 

والشفق هو الوقت الخاشع - الساكن - المرهوب بعد الغروب، يحس القلب بمعنى الوداع وما فيه من أسىً صامت وشجىً عميق، كما يحس برهبة الليل القادم، ووحشة الظلام الزاحف. ويلفه في النهاية خشوعٌ وخوفٌ خفي وسكون! (في ظلال القرآن، سيد قطب:٦-٣٨٦٨).

 

والزلفة: هي بضع ساعاتٍ من الليل، وقيل: المنزلة، ومنه سميت مزدلفة؛ لأنها منزلة بعد عرفة، وقيل: القربة (انظر: جامع البيان، الطبري:١٥-٥٠٥، مقاييس اللغة:٣-٢١).

 

وقد أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم، الخطاب يتناول أمته؛ لأن المأمور به من الواجبات- في هذه الآية بإقامة الصلاة في طرفي النهار وطائفة من الليل، والأمر يقتضي الوجوب، ولا يكون ذلك إلا للصلوات المفروضة (انظر: التحرير والتنوير:١٢/١٧٧-١٧٩).

 

والمقصود بها في الآية الكريمة: صلاة العتمة (العشاء)؛ لأنها تصلى بعد مضي زلفٍ من الليل (جامع البيان، الطبري:١٥-٥٠٦).

 

وعلى أي تفسيرٍ فسرت به الآية الكريمة، فإن المعنى المستفاد منها: أن أداء الصلاة المفروضة وإقامتها على الوجه الأكمل سببٌ في تحصيل الحسنات وتكفير السيئات؛ سواءٌ أكان المقصود منها الصلوات الخمس أم بعضها.

 

ويظهر ذلك من خلال التعبير عن الصلاة بالحسنات -على وجه الخصوص لا العموم-.

 

ثانيًا: الغسق.

 

والغسق أنه أول ظلمة الليل، وقد غسق الليل يغسق، أي: أظلم. والمقصود بالظلمة هنا اشتدادها؛ ولذلك عرف الغاسق بأنه: الليل المظلم إذا غاب الشفق، ومنه قوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ)[الفلق: ٣] (انظر: تأويلات أهل السنة:١٠-٦٥٦، الصحاح، الجوهري:٤-١٥٣٧)، أي: من شر ظلام الليل إذا دخل وهجم على الخليقة (جامع البيان، الطبري:٢٤-٧٠٢).

 

واشتملت سورة الفلق على ثلاثة أصول: الاستعاذة، والمستعاذ به، والمستعاذ منه.

 

فالاستعاذة تدل على التحرز والتحصن والنجاة، وحقيقة معناها: الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه.

 

والمستعاذ به وهو الله وحده رب الفلق الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به، ولا يستعاذ بأحدٍ من خلقه، بل هو الذي يعيذ المستعيذين، ويعصمهم ويمنعهم من شر ما استعاذوا من شره (بدائع الفوائد، ابن القيم:٢/٢٠٠-٢٠٣ مختصرًا).

 

والمستعاذ منه الظلام أو الليل إذا دخل.

 

والظلمة ليست شرًّا ليستعاذ منها -وكذلك الليل-؛ وإنما للشرور والأضرار المتوقع حصولها فيها، "فأمر بالتعوذ مما يكون فيها، لا أن يكون منها"(تأويلات أهل السنة، الماتريدي:١٠-٦٥٦).

 

وذكر التعوذ من الغاسق بعد الاستعاذة من شر المخلوقات هو من ذكر الخاص بعد العام.

 

ومن آيات الغسق في القرآن، قوله تعالى (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)[الإسراء:٧٨].

 

ثالثًا: السحر.

 

السحر: هو الوقت الذي قبل طلوع الفجر، وهو ثلث الليل الآخر، ومنه السحور، وهو الطعام المأكول في وقت السحر (انظر: مفاتيح الغيب:الرازي ٧-١٦٧).

 

وقال الزجاج: "السحر أول إدبار الليل إلى أن يطلع الفجر الظاهر البين"(معاني القرآن، الزجاج:١-٣٨٥).

 

وقد وردت أقوال كثيرة في تقسيم وقت الليل، وأظهرها ما جاء في السنة المطهرة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له) (أخرجه البخاري). فدل على أن الليل ثلاثة أقسام من حيث المدة الزمنية.

 

وهذا الوقت من الأوقات الفاضلة التي خصها الله بالصلاة والذكر والدعاء، لبيان فضل العبادة فيها.

 

قال تعالى: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)[آلعمران:١٧].

 

وقال عز وجل: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات: ١٨].

 

والمقصود من هاتين الآيتين مدح المتعبدين بالليل، والحث على قضاء الليل بالعبادة سواءٌ أكانت ذكرًا واستغفارًا، أم صلاةً، وقراءة للقرآن، وتفكرًا وتدبرًا، والأفضل: الجمع بين العبادات قدر المستطاع، فصلاة الليل فيها قراءةٌ للقرآن ودعاء، ومن ثم تفكرٌ واستغفار ومناجاة.

 

فينبغي للمؤمن أن يجعل لنفسه وقتًا في اليوم والليلة لكي يراجع نفسه، وأن يخصص ليله ببعض العبادات القلبية والعملية؛ لكي يزداد قلبه إيمانًا ويقينًا، وجسده قوة واستعدادًا لمواجهة الأشغال صباحًا.

 

 

العناصر

1- عظم قيام الليل وفضله

 

2- وقت قيام الليل

 

3- فوائد قيام الليل

 

4- بعض آداب قيام الليل

 

5- أصناف المحرومين في الليل الطويل

 

6- من قصص الموفقين لقيام الليل

 

7- الاستغفار في السحر

 

8- من الوسائل المعينة على قيام الليل

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)[البقرة:43].

 

2- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[البقرة:153].

 

3- قال تعالى: (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ)[آل عمران:39].

 

4- قال تعالى: (لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ)[آلعمران:113].

 

5- قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[آلِ عِمْرَانَ:190-191].

 

6- قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)[الإسراء:79].

 

7- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا * وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)[الفرقان:63-64].

 

8- قال تعالى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)[السجدة:16-17].

 

9- قال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[الزمر: 9].

 

10- قال تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ)[ق:40].

 

11- قال تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذاريات:15-17].

 

12- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)[الْمُزَّمِّلِ:1-6].

 

13- قال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[المزمل:20].

 

14- قال تعالى: (وَمِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً)[الإنسان:26].

 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصَّلاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ"(رواه مسلم:1163).

 

2- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً منها الوِتْرُ، ورَكْعَتا الفَجْرِ. (رواه البخاري:١١٤٠، ومسلم:736).

 

3- عن أبي وائل عن عبدالله قال: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه" أو قال: "في أذنه"(أخرجه البخاري:٣٢٧٠، ومسلم:٧٧٤).

 

4- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل"(أخرجه البخاري:١١٥٢، ومسلم:١١٥٩).

 

5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين"(رواه مسلم:٧٦٨).

 

6- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: "من أتى فراشه وهو ينوي أن يقوم فيصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى، وكان نومه صدقة عليه من ربه"(أخرجه النسائي:١٧٨٧، وصححه الألباني).

 

7- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"(رواه مسلم:١١٦٣).

 

8- عن أبي أمامة الباهلي رضى الله عنه قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنه دَأْبُ الصالحين قَبْلَكم، وهو قُرْبَةٌ لكم إلى ربِّكم، ومَكْفَرَةٌ للسيئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ"(أخرجه ابن خزيمة:١١٣٥، والطبراني:٧٤٦٦، وحسنه الألباني تخريج مشكاة المصابيح:١١٨٤).

 

9- عن سهل بن سعد رضى الله عنهما قال: جاء جبريلُ إلى النبيِّ ﷺ فقال يا محمدُ عِشْ ما شئتَ فإنك ميتٌ واعمل ما شئتَ فإنك مجزيٌّ به وأحبِبْ من شئتَ فإنك مُفارِقَه واعلم أنَّ شرفَ المؤمنِ قيامُ الليلِ وعِزُّهُ استغناؤُه عن الناسِ"(أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط:٤٢٧٨، وقال الألباني في صحيح الترغيب (٦٢٧): حسن لغيره).

 

10- عن أبي الدر داء -رضى الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " ثلاثَةٌ يحبُّهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، ويَضْحَكُ إليهِمْ، ويَسْتَبْشِرُ بِهمْ " وذَكَرَ منهم: "والذي لهُ امرأةٌ حَسْناءُ، وفِراشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ مِنَ الليلِ، فيَذَرُ شَهْوَتَهُ، فَيَذْكُرُنِي ويُناجِينِي، ولَوْ شاءَ رَقَدَ"(أخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات":٩٨٣، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة:٣٤٧٨).

 

11- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: أنه رأى في النوم كأن ملكين أخذاه فذهبا به إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، قال: وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملكٌ آخر فقال: لم تُرَعْ، قال: فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "نِعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" فكان بعدُ لا ينام من الليل إلا قليلاً(أخرجه البخاري:1121، ومسلم:2479).

 

12- عن عبدالله بن سلام -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أيُّها النّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ"(رواه ابن ماجه:١١٠٥، وصححه الألباني).

 

13- عن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها مِن باطنِها وباطنُها مِن ظاهرِها أعدَّها اللهُ لِمَن أطعَم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلّى باللَّيلِ والنّاسُ نيامٌ"(رواه ابن حبان ٥٠٩، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي).

 

14- عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- قال: قامَ النبيُّ -صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حتّى تَوَرَّمَتْ قَدَماهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: "أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا"(أخرجه البخاري:٤٨٣٦، ومسلم:٢٨١٩).

 

15- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ في الجُمُعةِ ساعةً لا يوافِقُها رجلٌ مسلِمٌ قائمٌ يصلِّي يَسألُ اللَّهَ فيها خَيرًا إلّا أعطاهُ وقلَّلَها بيدِهِ"(رواه ابن ماجه ٩٤٠، وصححه الألباني).

 

16- عَنْ أبي هُرَيرَةَ -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ الله  - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: "يَنزِل ربُّنا -تبارك وتعالى- كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدُّنيا حين يبقَى ثُلُث اللَّيْل الآخر، يقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يَسألُني فأُعطيَه؟ مَن يستغفرُني فأغْفِرَ له"(رواه البخاري:1145، ومسلم:758).

 

17- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه، فيَشْفَعانِ

أخرجه أحمد (٦٦٢٦، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٣٨٨٢).

 

18- عن عمرو بن عبسة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ؛ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ"(رواه الترمذي، وصححه الألباني).

 

19- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ, يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ, فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ, فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ, فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ؛ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ"(أخرجه البخاري١١٤٢، ومسلم:٧٧٦).

 

20- عن أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَتِ: اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةً فَزِعًا, يَقُولُ: "سُبْحَانَ اللَّهِ! مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْخَزَائِنِ؟ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنَ الْفِتَنِ؟ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ -يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ-؛ لِكَيْ يُصَلِّينَ؟ رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا, عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ"(رواه البخاري ٧٠٦٩).

 

21- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "عَجِبَ رَبُّنَا -عَزَّ وَجَلَّ- مِنْ رَجُلَيْنِ؛ رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ, مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَبِّهِ إِلَى صَلاَتِهِ, فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلاَئِكَتِي! انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي, ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ, وَمِنْ بَيْنِ حَبِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلاَتِهِ؛ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي, وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي..."(رواه أحمد:٣٩٤٩، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

22- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ, وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ, وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِينَ"(رواه أبو داود:١٣٩٨، وصححه الألباني).

 

23- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّما مَثَلُ صاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ الإبِلِ المُعَقَّلَةِ، إنْ عاهَدَ عليها أمْسَكَها، وإنْ أطْلَقَها ذَهَبَتْ. وفي رواية: وإِذَا قَامَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ, فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ذَكَرَهُ, وَإِذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ نَسِيَهُ"(رواه مسلم:٧٨٩).

 

24- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "رَحِمَ اللهُ رَجُلًا قامَ من الليْلِ فصَلّى وأيْقظَ امْرَأَتَهُ فصَلَّتْ فإِنْ أبَتْ نضحَ في وجْهِها الماءَ. رَحِمَ اللهُ امْرأةً قامَتْ من الليلِ فصلَّتْ وأيقظَتْ زَوْجَها فصلّى، فإنْ أبى نَضَحَتْ في وجهِهِ الماءَ"(رواه أبو داود:١٤٥٠).

 

25- عن كعب بن عجرة -رضي الله عنه- قال: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ, وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ؛ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ, وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ"(رواه الترمذي:٦١٤، وصححه الألباني).

 

26- عن صهيب بن سنان الرومي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صَلَاةُ الرَّجُلِ تَطَوُّعًا حَيْثُ لَا يَرَاهُ النَّاسُ, تَعْدِلُ صَلَاتَهُ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ"(رواه أبو يعلى وصححه صحيح الجامع ٣٨٢١).

 

ق27- قالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: "لاَ تَدَعْ قِيَامَ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ لاَ يَدَعُهُ, وَكَانَ إِذَا مَرِضَ أَوْ كَسِلَ صَلَّى قَاعِدًا"(أخرجه أبو داود:١٣٠٧، وصححه الألباني).

 

28- عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا اجْتَهَدَ لأَحَدٍ فِي الدُّعَاءِ قَالَ: "جَعَلَ اللهُ عَلَيْكُمْ صَلاَةَ قَوْمٍ أَبْرَارٍ، يَقُومُونَ اللَّيْلَ، وَيَصُومُونَ النَّهَارَ، لَيْسُوا بِأَثَمَةٍ، وَلاَ فُجَّارٍ"(أخرجه عبد بن حميد في مسنده:١٣٥٨، والضياء في الأحاديث المختارة:١٧٠٠، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٣٠٩٧).

 

29- عن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قَالَ: علَّمَني رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَلِماتٍ أقولُهنَّ في الوترِ: اللهمَّ اهدِني فيمن هدَيْتَ، وعافِنِي فيمن عافيْتَ، وتولَّنِي فيمن توليْتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيْتَ، وقني شرَّ ما قضيْتَ، فإِنَّكَ تقضي ولا يُقْضى عليْكَ، وإِنَّه لا يَذِلُّ من واليْتَ، تباركْتَ ربَّنا ! وتعاليْتَ"(أخرجه الترمذي:٤٦٤، وصححه الألباني).

 

30- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: قال النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "من قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ"(أخرجه النسائي:٢١٩٣، وقال الألباني: إسناده صحيح).

 

31- عن أبي بصرة الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللهَ زادَكم صلاةً، وهي الوترُ، فصلوها بين صلاةِ العشاءِ إلى صلاةِ الفجرِ"(قال الألباني في السلسلة الصحيحة (١٠٨): إسناده صحيح).

 

32- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قالَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَن خافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ؛ فإنَّ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ"(رواه مسلم:٧٥٥).

 

33- عن عبدالله بن أبي قيس قال: سألتُ عائشةَ كيفَ كانت قراءةُ رسولِ اللَّهِ باللَّيلِ يجهرُ أم يُسِرُّ؟ قالَت: "كلُّ ذلِكَ قد كانَ يفعلُ ربَّما جَهرَ وربَّما أسرَّ"(رواه النسائي:١٦٦١، وصححه الألباني).

 

34- عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجَ ليلةً فإذا هوَ بأبي بَكرٍ -رضي اللَّه عنه- يصلِّي يخفضُ من صوتِهِ قالَ: ومرَّ بعمرَ بنِ الخطّابِ وَهوَ يصلِّي رافعًا صوتَهُ قالَ: فلمّا اجتمعا عندَ النبي -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "يا أبا بَكرٍ مررتُ بِكَ وأنتَ تصلَّي تخفِضُ صوتَكَ". قالَ: قد أسمعتُ من ناجيتُ يا رسولَ اللَّهِ. قالَ وقالَ لعمرَ: "مررتُ بِكَ وأنتَ تصلَّي رافعًا صوتَكَ". قالَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ أوقظُ الوسنانَ وأطردُ الشَّيطانَ. زادَ الحسنُ في حديثِهِ فقالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: يا أبا بَكرٍ ارفع من صوتِكَ شيئًا. وقالَ لعمرَ: اخفِض من صوتِكَ شيئًا"( رواه أبو داود:١٣٢٩، وصححه الألباني).

 

35- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَفْضَلُ الصَّلاةِ طُولُ القُنُوتِ"(رواه مسلم:٧٥٦).

 

36- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: كانَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا قامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قالَ: "اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنّارُ حَقٌّ، والسّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلّا أنْتَ، أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ"(أخرجه البخاري:٦٣١٧ واللفظ له، ومسلم:٧٦٩).

 

37- عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف قال سألتُ عائشةَ بمَ كانَ يستفتحُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- صلاتَهُ إذا قامَ منَ اللَّيلِ قالت: كانَ يقولُ: "اللَّهمَّ ربَّ جبرئيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ عالمَ الغيبِ والشَّهادةِ أنتَ تحْكمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلفونَ اهدني لما اختُلِفَ فيهِ منَ الحقِّ بإذنِكَ إنَّكَ لتَهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ"(رواه ابن ماجه:١١٢٤، وحسنه الألباني).

 

38- عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا استفتحَ الصَّلاةَ، كبَّرَ ثمَّ قالَ: "وجَّهتُ وجهيَ للَّذي فطرَ السَّماواتِ والأرضَ حنيفًا وما أنا منَ المشرِكينَ إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي للَّهِ ربِّ العالمينَ لا شريكَ لَه وبذلِك أمرتُ وأنا منَ المسلمينَ اللَّهمَّ أنتَ الملِك لا إلَه إلّا أنتَ أنا عبدُك ظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعًا لا يغفرُ الذُّنوبَ إلّا أنتَ واهدِني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدي لأحسنِها إلّا أنتَ واصرف عنِّي سيِّئَها لا يصرفُ عنِّي سيِّئَها إلّا أنتَ لبَّيكَ وسعديكَ والخيرُ كلُّهُ في يديكَ والشَّرُّ ليسَ إليكَ أنا بِك وإليكَ تبارَكتَ وتعاليتَ أستغفرُك وأتوبُ إليكَ"(رواه النسائي:٨٩٦، وصححه الألباني).

 

39- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "إذا نَعَسَ أحَدُكُمْ وهو يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ، حتّى يَذْهَبَ عنْه النَّوْمُ، فإنَّ أحَدَكُمْ إذا صَلّى وهو ناعِسٌ، لا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ"(رواه البخاري:٢١٢).

 

40- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فاسْتَعْجَمَ القُرْآنُ على لِسانِهِ، فَلَمْ يَدْرِ ما يقولُ، فَلْيَضْطَجِعْ"(رواه مسلم:٧٨٧).

 

41- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا"(أخرجه البخاري:٩٩٨، ومسلم:٧٥١).

 

42- عن عائشة أم المؤمنين-رضي الله عنها- قالت: كان النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إذا لم يُصلِّ من اللَّيلِ منعه من ذلك النَّومُ، أو غلبته عيناه، صلّى من النَّهارِ ثنتَيْ عشرةَ ركعةً"(رواه الترمذي:٤٤٥، وصححه الألباني)

 

 

 

الاثار

1- قال ابن عمر رضي الله عنهما: أول ما ينقص من العبادة: التهجد بالليل، ورفع الصوت فيها بالقراءة"(خلق أفعال العباد؛ للبخاري:77).

 

 2- قال عمر بنُ عبد العزيز: ليست التقوى قيامَ الليل، وصِيام النهار، والتخليطَ فيما بَيْنَ ذلك، ولكن التقوى أداءُ ما افترض الله، وترك ما حرَّم الله، فإنْ كان مع ذلك عملٌ، فهو خير إلى خير، أو كما قال (ابن عساكر في تاريخ دمشق:48-153).

 

3- قال الثوري: حرمت قيام الليل خمسة أشهر بذنب أذنبته (مختصر منهاج القاصدين:1-67).

 

4- قال الحسن البصري -رحمه الله-: "لم أجد من العبادة شيئاً أشد من الصلاة في جوف الليل، فقيل له: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ فقال: لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم من نوره"(مختصر منهاج القاصدين:1-67).

 

5- قال بعض السلف: "إنّ أهلَ الليل في ليلهم وتهجُّدهم ألذّ من أهل اللهو في لهوهم"(تنبيه المغترين).

 

6- قال الحسن، وقتادة: (آناءَ الليل): "أوله وأوسطه وآخره"(تفسير ابن كثير: 7-88).

 

7- قال طاووس بن كيسان -رحمه الله-: "ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل، فيصبح وقد كتبت له مائة حسنة أو أكثر من ذلك"(البداية والنهاية:5-254).

 

8- قال الفضيل بن عياض -رحمه الله تعالى-: "إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك"(حلية الأولياء:8-91).

 

9- قال أبو عبد الله البراثى: "بمعرفة الله -سبحانه- هانت على العابدين العبادة، وبالرضا عنه -عز وجل- في تدبيره وما قسم من رزقه زهدوا في الدنيا"(الصلاة والتهجد؛ لابن الخراط:348).

 

10- قال أبو محمد الحريري: "إن الله عزّ وجلّ ريحاً يقال لها الصبحة مخزونة تحت العرش تهب عند الأسحار تحمل الأنين والاستغفار من المذنبين إلى العزيز الجبار"(التهجد؛ لعبد الحق الإشبيلي:217).

 

11- قال أبو سليمان الداراني: "من قام إلى الصلاة فاستفتح القراءة فوجد لها لذة فليقرأ ولا يركع ولا يسجد، وإذا وجد للركوع لذة فليركع ولا يقرأ ولا يسجد، وكذلك إذا وجد للسجود لذة فليسجد ولا يقرأ ولا يركع، الوجه الذي فتح له من العمل. قيل له: فالحزب الذي قد جعل على نفسه من القراءة والركوع والسجود يصليه؟ قال: "بالنهار" قال : ثم إذا تركه كيف له بأن يفتح له فيه مرة أخرى، هل رأيت أحداً يطلب شيئاً فإذا وجده تركه ثم يعود يطلبه مرة أخرى"(الصلاة والتهجد؛ لابن الخراط:350).

 

 

القصص

1- قال سعيد بن المسيب -رحمه الله-: "إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجه نورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إن لأحبُ هذا الرجل"( التهجد؛ للإشبيلي:210).

 

2- قال عطاء الخراساني: كان يقال : "قيام الليل محياة للبدن ، ونور في القلب ، وضياء في البصر ، وقوة في الجوارح ، وإن الرجل إذا قام من الليل متهجدا أصبح فرحا يجد لذلك فرحا في قلبه . وإذا غلبته عيناه فنام عن حزبه أصبح حزينا منكسر القلب كأنه قد فقد شيئا وقد فقد أعظم الأمور له نفعا"(مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي).

                        

3- قال سليمان بن طرخان -رحمه الله-: "إن العين إذا عودتها النوم اعتادت، وإذا عودتها السهر اعتادت"(مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي).

 

4- قال يزيد بن أبان الرقاشي -رحمه الله-: "إذا نمت فاستيقظت ثم عدت في النوم فلا أنام الله عيني"(مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي:50).

 

5-  كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد -رحمه الله- يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول: ما ألينك!! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته (تنبيه المغترين؛ للشعراني).

 

6- قال معمر: صلى إلى جنبي سليمان التميمي -رحمه الله- بعد العشاء الآخرة فسمعته يقرأ في صلاته: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) حتى أتى على هذه الآية (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا، ثم خرجت إلى بيتي، فما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر فإذا سليمان التميمي في مكانه كما تركته البارحة!! وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) (حلية الأولياء:3-24).

 

7- قالت امرأة مسروق بن الأجدع: "والله ما كان مسروق يصبح من ليلة من الليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام!!، وكان رحمه الله إذا طال عليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف -أي إلى فراشه- كما يزحف البعير (تنبيه المغترين:310).

 

8- قال مخلد بن الحسين: "ما انتبه من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهم رحمه الله يذكر الله ويصلي إلا أغتم لذلك، ثم أتعزى بهذه الآية (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء) (حلية الأولياء:8-17).

 

9- قال أبو حازم -رحمه الله-: "لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة على حد لا يقبل الزيادة"(حلية الأولياء:3-214).

 

10- قال أبو سليمان الدارني -رحمه الله-: "ربما أقوم خمس ليال متوالية بآية واحدة، أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها!! ولولا أن الله تعالى يمن علي بالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري؛ لأن لي في كل تدبر علماً جديدا، والقرآن لا تنقضي عجائبه"(تنبيه المغترين:120).

 

11- قال رجل لإبراهيم بن أدهم -رحمه الله-: "إني لا أقدر على قيام الليل فصف لي دواء؟!! فقال: لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف"(تنبيه المغترين:34).

 

12- قال رجل للحسن البصري -رحمه الله-: يا أبا سعيد: إني أبيت معافى وأحب قيام الليل، وأعد طهوري فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن: ذنوبــك قيــدتك"(إحياء علوم الدين:1-466).

 

13- رأى معقل بن حبيب -رحمه الله-: "قوماً يأكلون كثيراً فقال: ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة"(مختصر قيام الليل؛ للمقريزي).

 

14-  كان العبد الصالح علي بن بكار -رحمه الله- تفرش له جاريته فراشه فيلمسه بيده ويقول: والله إنك لطيب! والله إنك لبارد! والله لا علوتك ليلتي. ثم يقوم يصلي إلى الفجر"(حلية الأولياء:9-318).

 

15- قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "أدركت أقواماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب، فإذا تحرك -أي أفاق من نومه- قال: ليس هذا لك. قومي خذي حظك من الآخرة"(التهجد وقيام الليل:167).

 

16- قال هشام الدستوائي -رحمه الله-: "إن لله عبادا يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم"(مختصر قيام الليل:29).

 

17- عن جعفر بن زيد رحمه الله قال: خرجنا غزاة إلى كأبول وفي الجيش صلة بين أيشم العدوي، قال: فترك الناس بعد العتمة -أي بعد العشاء- ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهي الشجر الكثيف الملتف على بعضه، فدخلت في أثره، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتح الصلاة، وبينما هو يصلي إذْ جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي! ففزعت من زئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد! ولا خاف من زئيره ولا بالى به! ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه فقلت: الآن يفترسه! فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء، ثم لما فرغ صلة من صلاته وسلم، التفت إلى الأسد وقال: أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر! فولى الأسد وله زئير تتصدع منه الجبال! فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر! جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألك أن تجيرني من النار، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة ثم رجع رحمه الله إلى فراشه -ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً- فأصبح وكأنه بات على الحشايا -وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاط والحيوية- ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم"(الزهد؛ للإمام أحمد).

 

18- كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد -رحمه الله- يخرج للغزو في سبيل الله، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه، كان أهل الجيش الذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة؛ لأن عمرو قد كفاهم ذلك بصلاته طوال الليل، وذات ليلة وبينما عمرو بن عتبة -رحمه الله- يصلي من الليل والجيش نائم، إذ سمعوا زئير أسد مفزع، فهربوا وبقي عمرو في مكانه يصلي وما قطع صلاته ولا التفت فيها! فلما انصرف الأسد ذاهبا عنهم رجعوا لعمرو فقالوا له: أما خفت الأسد وأنت تصلي ؟!! فقال: إني لأستحي من الله أن أخاف شيئاً سواه (تنبيه المغترين).

 

19- قال أبو جعفر البقال: "دخلت على أحمد بن يحيى رحمه الله، فرأيته يبكي بكاء كثيرا ما يكاد يتمالك نفسه! فقلت له: أخبرني ما حالك؟!! فأراد أن يكتمني فلم أدعه، فقال لي: فاتني حزبي البارحة! ولا أحسب ذلك إلا لأمر أحدثته، فعوقبت بمنع حزبي! ثم أخذ يبكي! فأشفقت عليه وأحببت أن أسهل عليه، فقلت له: ما أعجب أمرك! لم ترض عن الله تعالى في نومة نومك إياها، حتى قعدت تبكي! فقال لي: دع عنك هذا يا أبا جعفر! فما احسب ذلك إلا من أمر أحدثته! ثم غلب عليه البكاء! فلما رأيته لا يقبل مني انصرفت وتركته"(الصلاة والتهجد:322-323).

 

20- عن أي غالب قال: كان ابن عمر -رضي الله عنهما- ينزل علينا بمكة، وكان يتهجد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: يا أبا غالب: ألا تقوم تصلي ولو تقرأ بثلث القرآن، فقلت: يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأ بثلث القرآن ؟!! فقال إن سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن (حلية الأولياء:1-304).

 

21- كان أبو إسحاق السبيعي -رحمه الله- يقول: "يا معشر الشباب جدوا واجتهدوا، وبادروا قوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا،ـ فإنه قلّ ما مرّت عليّ ليلة إلا قرأت فيها بألف آية"(تنبيه المغترين).

 

22- كان العبد الصالح سليمان التميمي -رحمه الله- هو وابنه يدوران في الليل في المساجد، فيصليان في هذا المسجد مرة، وفي هذا المسجد مرة، حتى يصبحا (تذهيب تهذيب الكمال:4-22).

 

23- ذَكَرَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ بِسَنَدِهِ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدَّلَوِيَّ قَالَ لَمَّا رَجَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ بَطَّةَ مِنْ الرِّحْلَةِ لَازِمَ بَيْتَهُ أَرْبَعِينَ سَنَةً فَلَمْ يُرَ خَارِجًا فِي سُوقٍ وَلَا رُئِيَ مُفْطِرًا إِلَّا فِي يَوْمَي الْأَضْحَى وَالْفِطْرِ "وَكَانَ قِيَامُ اللَّيْلِ أَمْرًا عَادِيًّا بِالنِّسْبَةِ لِلشَّيْخِ فَكَأَنَّهُ جُبِلَ عَلَى ذَلِكَ, فَقَدْ ذَكَرَ ابْنُ الْعِمَادِ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ فَكَانَ يَجْعَلُ عَشَاءَهُ قَبْلَ الْفَجْرِ بِيَسِيرٍ وَلَا يَنَامُ حَتَّى يُصْبِحَ (متن كتاب الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة لابن بطة العكبري:1-42).

 

24- كانت حبيبة العدوية من العابدات المجتهدات ، وكانت إذا صلت العتمة قامت على سطح لها وشدت عليها درعها وخمارها، وقالت: "إلهي نامت العيون وغلقت الملوك أبوابها، وأرسلت عليها حجابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك" ثم تقبل على صلاتها فإذا طلع الفجر قالت: "إلهي هذا الليل قد أدبر وهذا النهار قد أسفر فليت شعري أقبلت مني ليلتي فأهنأ أم رددتها علي فأعزى؟ وعزتك لهذا دأبي ودأبك ما أبقيتني، وعزتك لو انتهرتني عن بابك ما برحت لما وقع في نفسي من جودك وكرمك"(إحياء علوم الدين:4-429).

 

الاشعار

1- قال مسعر بن كدام رحمه الله حاثاً على عدم الإكثار من الأكل:

وجدت الجوع يطرده رغيف *** وملء الكف من ماء الفرات

وقل الطعم عـون للمصلــــي *** وكثر الطعم عــــون للسبات

 

2- أنشدوا:

ما على الليل لو أقام علينا *** ساعة محسناً بذاك إلينا

فجلونا به صدى من قلوب *** أكسبتها الذنوب طبعاً وَرَينا

ودنونا من ربنا وعلـونـا *** وسمونا بفضله وارتقينا

فسمعنا عجائباً ورأينا *** وشفينا جـراحـة واشتفينا

فاز عبد أقام بالليل سوقا أغفلته *** أغفلتـه التجار عيناً وعينا

قام فيه وستره قد تدلَّى *** والكرى مالئ فؤاداً وعينا

فطوى في الضلوع نارا وأجرى *** في الثرى من دموع عينيه عينا

وشکی ما شکی بذل *** صيَّر الصعب من أمانيه هينا

فتغشَّاه من سرور وطيب *** ما ثنى خفَّة وأذهب إينا

وإذا ما الأنام لله قاموا *** بان في جنسه هنالك بونا

(الصلاة والتهجد؛ لابن الخراط:346-347)

 

3- أشدوا:

يا راقد الليل على طوله *** كم من أهيم لا يرقد

قد شرد النوم عن أجفانه *** خوف به يوم الفتى يشْرد

هيَّجه من ربه موعد *** منتظر ما مثله موعد

فبات في أضلعه جمرة *** يوقدها من ذكره توقُّد

ودمعه ينزل ممزوجُهُ *** والدمع قد يمزجه المكمد

يا موقد النار بذات الغَضى *** دونك نارا أين تكن توقَّد

دونك نارا في حشا واله *** إن خمدت نار لا تخمد

وأنت يا غافل في نومة *** ما نامها ذو نهْية أبد

ويك تيقظ فسهام الردى *** تقصد من نفسك ما تقصد

ولْتقطع الليل إذا ما دجا *** تقرأْ أو تركعْ أو تسجدُ

وإن نفتْ من جفنه نومةٌ *** فربما فاتك ما تجهد

واصبر مع الله على فقدها *** أهون شيء نومةٌ تفقد

(الصلاة والتهجد؛ لابن الخراط:347-348)

متفرقات

1- قال أبو ذر القلموني، عبد المنعم بن حسين بن حنفي بن حسن بن الشاهد: ومن أعظم ما يعين على قيام الليل: النوم على طهارة والمواظبة على أذكار النوم خاصة التسبيح وقراءة آية الكرسي فمن كان آخر كلامه قبل النوم ذكر اللَّه تعالى سهل عليه القيام، وإن انتبهت من النوم وكسلت عن القيام فأذن أذانًا يسمع اليقظان ولا يوقظ النائم، فالأذان يطرد الشيطان (ففروا إلى الله:1-96).

 

2-  قال ابن قدامة -رحمه الله-: "اعلم أن قيام الليل صعب إلا من وفق للقيام بشروطه الميسرة له؛ فمن الأسباب ظاهر، ومنها باطن.

 

فأما الظاهر: فأن لا يكثر الأكل، كان بعضهم يقول: يا معشر المريدين لا تأكلوا كثيراً فتشربوا كثيراً فتناموا كثيراً، فتخسروا كثيراً.

 

ومنها: أن لا يتعب نفسه بالنهار بالأعمال الشاقة.

 

ومنها: أن لا يترك القيلولة بالنهار، فإنها تعين على قيام الليل.

 

ومنها: أن يتجنب الأوزار.

 

وأما الميسرات الباطنة: فمنها سلامة القلب للمسلمين، وخلوه من البدع، وإعراضه عن فضول الدنيا.

 

ومنها: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.

 

ومنها: أن يعرف فضل قيام الليل. ومن أشرف البواعث على ذلك الحب لله تعالى، وقوة الإيمان بأنه إذا قام ناجى ربه، وأنه حاضره ومشاهده، فتحمله المناجاة على طول القيام"(مختصر منهاج القاصدين:1-67).

 

3- قال ابن باز رحمه الله: "الأفضل للمسلم أن يصلي ما يستطيع حتى لا يمل، فإن ارتاحت نفسه للتطويل أطال، وإن ارتاحت نفسه للتخفيف خفف، يفعل ما فيه الأخشع له، والأصلح لقلبه، وما يجد فيه لذة العبادة، وكلما أكثر من السجود كان أفضل"().

 

 

الإحالات

1- التهجد لقيام الليل؛ لابن أبي الدنيا

 

2- قيام الليل؛ لابن الجوزي

 

3- فضل قيام الليل والتهجد؛ للآجري

 

4- حرص السلف على قيام الليل و تفريط الخلف؛ للسيد مراد سلامة.

 

5- رهبان الليل؛ سيد العفاني