حاجة

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

الحاجة في اللغة:

الافتقار إلى الشيء، وتطلق - كذلك - على ما يفتقر إليه (لسان العرب: 2-242)، وفي معجم مقاييس اللغة: هي الاضطرار إلى الشيء (معجم مقاييس اللغة: 2-114)، وفي التنزيل: (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) [غافر: 80]؛ أي: مأربة - يعني الأسفار.

 

وفي الاصطلاح:

قال الإمام العز رحمه الله: “ الحاجة: ما توسط بين الضروري والتكميلات” قواعد الأحكام: (ص: 39).

 

وقال الشاطبي رحمه الله فيقول: “الحاجيات ومعناها أنها مفتقر إليها من حيث التوسعة ورفع الضيق المؤدي في الغالب إلى الحرج والمشقة اللاحقةلفوت المطلوب، فإذا لم تراع دخل على المكلفين -على الجملة- الحرج والمشقة، ولكنه لا يبلغ مبلغ الفساد المتوقع في المصالح العامة”. الموافقات: (2/ 10-11).

 

العناصر

1- تفضيل الله لعباده بعضهم على بعض 

 

2- سعي الأنبياء والصحابة والسلف في قضاء حوائج الناس 

 

3- فضل قضاء حوائج المسلمين ومناصحتهم.

 

فضل إنظار المعسر.

 

3- فضل نصرة المظلوم حتى يثبت له حقه.

 

4- ضوابط في نفع المسلم لأخيه المسلم.

 

5- مثالب قضاء الحوائج ومحاذيرها 

 

6- دعوة للتعاون مع الجمعيات الخيرية وتفقد أحوال المحتاجين.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة : 2].

 

2 - قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا * وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا * إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا) [طه: 25-35].

 

3 - قوله تعالى: (وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ * قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) [القصص: 35].

 

4- قوله تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 23 – 24].

 

5- قوله تعالى: (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [النساء: 114].

 

6- قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77].

 

7- قال تعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً) [الزخرف: 32].

 

الاحاديث

1- عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنَّ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يُسْلِمُهُ. مَنْ كَانَ في حَاجَة أخِيه، كَانَ اللهُ في حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ” مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

 

2- عن أَبي هريرة، عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: “مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنيَا، نَفَّسَ الله عَنْهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّر عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عَلَيهِ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ الله في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، والله في عَونِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَونِ أخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَريقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ طَريقاً إِلَى الجَنَّةِ. وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيت مِنْ بُيُوتِ اللهِ تَعَالَى، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وَغَشِيتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ الله فِيمَنْ عِندَهُ. وَمَنْ بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِع بِهِ نَسَبُهُ” رواه مسلم.

 

3- عن عائشة -رضي الله عنها- قال أول ما بدئ به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني، فقال: (اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ * خَلَقَ الإنْسانَ مِن عَلَقٍ * اقْرَأْ ورَبُّكَ الأكْرَمُ) [العلق: ١-٣] فرجع بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، فقال: زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة: “كلا والله ما يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” أخرجه البخاري: (4)، ومسلم: (160).

 

4- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما- قال: “ما سُئِلَ رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- شيئًا قَطُّ، فَقالَ: لا. أخرجه البخاري: (٦٠٣٤)، ومسلم: (٢٣١١).

 

5- عن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “صَنائعُ المعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، وصدَقةُ السِّرِّ تُطفئُ غضبَ الرَّبِّ، وصِلةُ الرَّحِمِ تَزيدُ في العُمُرِ”. أخرجه الطبراني (٨/٣١٢) (٨٠١٤)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع: (٣٧٩٧).

 

6- عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أَلا أدُلُّكُمْ على أهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لو أقْسَمَ على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ”. رواه البخاري: (٦٦٥٧). يؤخذ منه الحث على قضاء حواجهم.

 

7- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن مَشى بحَقِّه إلى أخيه ليَقْضيَه فله به صَدَقةٌ، ومَن أَرْشَدَ ابنَ السَّبيلِ فله به صَدَقةٌ، ومَن أماطَ الأَذى عن الطَّريقِ فله به صَدَقةٌ، ومَن أعانَ على حَمْلِ دابَّةٍ فله به صَدَقةٌ، وكلُّ مَعْروفٍ صَدَقةٌ”. أورده الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة: (١٠-١٤٨).

 

8- عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أنَّ زوجَ بَريرةَ كان عبدًا يُقالُ له: مُغيثٌ، كأنِّي أنظُرُ إليه يطوفُ خلْفَها يبكي ودموعُه تسيلُ على لحيتِه فقال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- للعبّاسِ: “يا عبّاسُ ألا تعجَبُ مِن شدَّةِ حُبِّ مُغيثٍ بَريرةَ ومِن شدَّةِ بُغضِ بَريرةَ مُغيثًا؟” فقال لها -صلى الله عليه وسلم-: “لو راجَعْتِيه فإنَّه أبو ولَدِك” قالت: يا رسولَ اللهِ أتأمُرُني به؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما أنا شافعٌ” قالت: فلا حاجةَ لي فيه. أخرجه ابن حبان في صحيحه: (٤٢٧٣). وأخرجه النسائي: (٥٤١٧) باختلاف يسير، وأخرجه البخاري: (٥٢٨٣) مختصراً.

 

9- عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنِ استعاذَ باللَّهِ فأعيذوهُ ومن سألَ باللَّهِ فأعطوهُ ومَن دَعاكم فأجيبوهُ ومن صنعَ إليكُم معروفًا فَكافئوهُ فإن لم تجِدوا ما تُكافئونَه فادعوا لَه حتّى تَروا أنَّكُم قد كافأتُموهُ”. أخرجه أبو داود: (١٦٧٢)، وصححه الألباني.

 

10- عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّما يَرْحَمُ اللَّهُ مِن عِبادِهِ الرُّحَماءَ”. أخرجه البخاري: (٧٤٤٨)، ومسلم: (٩٢٣).

 

11- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من نزَلَت بهِ فاقَةٌ فأَنزَلَها بالناسِ لم تُسَدَّ فاقَتُهُ. ومَن نزَلتْ به فاقَةٌ فأنزَلَها باللهِ فيوشِكُ اللهُ لهُ برزْقٍ عاجِلٍ أو آجِلٍ”. أخرجه الترمذي: (٢٣٢٦)، وصححه الألباني.

 

12- عن أبي موسى الأشعري كانَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إذا جاءَهُ السّائِلُ أوْ طُلِبَتْ إلَيْهِ حاجَةٌ قالَ: “اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، ويَقْضِي اللَّهُ على لِسانِ نَبِيِّهِ -صلى الله عليه وسلم- ما شاءَ”. رواه البخاري: (١٤٣٢).

 

13- عن حارثة بن وهب الخزاعي سَمِعْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: “تَصَدَّقُوا، فَسَيَأْتي علَيْكُم زَمانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بصَدَقَتِهِ، فيَقولُ الرَّجُلُ: لو جِئْتَ بها بالأمْسِ لقَبِلْتُها مِنْكَ، فأمّا اليومَ فلا حاجَةَ لي فِيها”. رواه البخاري: (١٤٢٤).

 

14- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ”، فقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، فمَن لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: “يَعْمَلُ بيَدِهِ، فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ ويَتَصَدَّقُ” قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: “يُعِينُ ذا الحاجَةِ المَلْهُوفَ” قالوا: فإنْ لَمْ يَجِدْ؟ قالَ: “فَلْيَعْمَلْ بالمَعروفِ، ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له صَدَقَةٌ”. أخرجه البخاري: (١٤٤٥)، ومسلم: (١٠٠٨).

 

15- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أُقِيمَتْ صَلاةُ العِشاءِ فَقالَ رَجُلٌ: لي حاجَةٌ فَقامَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُناجِيهِ حتّى نامَ القَوْمُ، أوْ بَعْضُ القَوْمِ، ثُمَّ صَلَّوْا. أخرجه البخاري: (٦٢٩٢) بنحوه، ومسلم: (٣٧٦).

 

16- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أنَّ امْرَأَةً كانَ في عَقْلِها شيءٌ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ لي إلَيْكَ حاجَةً، فَقالَ: “يا أُمَّ فُلانٍ انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حتّى أَقْضِيَ لَكِ حاجَتَكِ”، فَخَلا معها في بَعْضِ الطُّرُقِ، حتّى فَرَغَتْ مِن حاجَتِها. رواه مسلم: (٢٣٢٦).

 

17- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قالَ: فأتَيْنا العَسْكَرَ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “يا جابِرُ نادِ بوَضُوءٍ” فَقُلتُ: أَلا وَضُوءَ؟ أَلا وَضُوءَ؟ أَلا وَضُوءَ؟ قالَ: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ما وَجَدْتُ في الرَّكْبِ مِن قَطْرَةٍ، وَكانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الماءَ في أَشْجابٍ له، على حِمارَةٍ مِن جَرِيدٍ، قالَ: فَقالَ لِيَ: “انْطَلِقْ إلى فُلانِ ابْنِ فُلانٍ الأنْصارِيِّ، فانْظُرْ هلْ في أَشْجابِهِ مِن شيءٍ؟” قالَ: فانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِيها فَلَمْ أَجِدْ فِيها إِلّا قَطْرَةً في عَزْلاءِ شَجْبٍ منها، لو أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يابِسُهُ، فأتَيْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي لَمْ أَجِدْ فِيها إِلّا قَطْرَةً في عَزْلاءِ شَجْبٍ منها، لو أَنِّي أُفْرِغُهُ لَشَرِبَهُ يابِسُهُ، قالَ: “اذْهَبْ فَأْتِنِي به” فأتَيْتُهُ به، فأخَذَهُ بيَدِهِ فَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بشيءٍ لا أَدْرِي ما هُوَ، وَيَغْمِزُهُ بيَدَيْهِ، ثُمَّ أَعْطانِيهِ، فَقالَ: “يا جابِرُ نادِ بجَفْنَةٍ” فَقُلتُ: يا جَفْنَةَ الرَّكْبِ فَأُتِيتُ بها تُحْمَلُ، فَوَضَعْتُها بيْنَ يَدَيْهِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: بيَدِهِ في الجَفْنَةِ هَكَذا، فَبَسَطَها وَفَرَّقَ بيْنَ أَصابِعِهِ، ثُمَّ وَضَعَها في قَعْرِ الجَفْنَةِ، وَقالَ: “خُذْ يا جابِرُ فَصُبَّ عَلَيَّ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ” فَصَبَبْتُ عليه وَقُلتُ: باسْمِ اللهِ، فَرَأَيْتُ الماءَ يَتَفُوَّرُ مِن بَيْنِ أَصابِعِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ فارَتِ الجَفْنَةُ وَدارَتْ حتّى امْتَلأَتْ، فَقالَ: “يا جابِرُ نادِ مَن كانَ له حاجَةٌ بماءٍ” قالَ: فأتى النّاسُ فاسْتَقَوْا حتّى رَوُوا، قالَ: فَقُلتُ: هلْ بَقِيَ أَحَدٌ له حاجَةٌ؟ فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَدَهُ مِنَ الجَفْنَةِ وَهي مَلأى. أخرجه مسلم: (٣٠١٣).

 

18- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا مَضى شَطْرُ اللَّيْلِ، أوْ ثُلُثاهُ، يَنْزِلُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالى إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَقولُ: هلْ مِن سائِلٍ يُعْطى؟ هلْ مِن داعٍ يُسْتَجابُ له؟ هلْ مِن مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ له؟ حتّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ”. رواه مسلم: (٧٥٨).

 

19- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا يَشْكُرُ اللهَ مَن لا يَشْكُرُ الناسَ”. أخرجه أبو داود (٤٨١١)، وأحمد (٧٩٣٩)، وصححه الألباني.

 

الاثار

1- قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: “ثلاثة لا أكافئهم: رجل بدأني بالسلام، ورجل وسَّع لي في المجلس، ورجل اغبرت قدماه في المشي إليَّ إرادة التسليم عليَّ، فأما الرابع فلا يكافئه عني إلا الله” قيل: ومن هو؟ قال: “رجل نزل به أمرٌ فبات ليلته يفكر بمن ينزله، ثم رآني أهلاً لحاجته فأنزلها بي” أخرجه البيهقي في الشعب: (7-436) بنحوه.

 

2- قال إبراهيم بن أدهم: “من لم يواسِ الناس بماله وطعامه، وشرابه فليواسهم ببسط الوجه، والخلق الحسن” مواعظ الإمام إبراهيم بن أدهم للشيخ محمد الحمد.

 

القصص

1- “إن عمرَ عسَّ المدينةَ ذاتَ ليلةٍ عامَ الرمادةِ فلم يجدْ أحدًا يضحكُ ولا يتحدثُ الناسُ في منازلِهم على العادةِ ولم يرَ سائلًا يسألُ فسألَ عن سببِ ذلك فقيلَ له يا أميرَ المؤمنين إن السؤَّالَ سألوا فلم يعطوْا فقطعوا السؤالَ والناسُ في همٍّ وضيقٍ فهم لا يتحدثون ولا يضحكون فكتبَ عمرُ إلىَّ بأبي موسى بالبصرةِ أن يا غوثاه لأمةِ محمدٍ وكتبَ إلى عمروِ بنِ العاصِ بمصرَ أن يا غوثاه لأمةِ محمدٍ فبعثَ إليه كلُ واحدٍ منهما بقافلةٍ عظيمةٍ تحملُ البُرَّ وسائرَ الأطعماتِ ووصلتْ ميرةُ عمروٍ في البحرِ إلى جدةَ ومن جدةَ إلى مكةَ”. البداية والنهاية: (7-92).

 

2- كان أبو وائل -رحمه الله- يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم، فيشتري لهن حوائجهن وما يُصلحهن. جامع العلوم والحكم: (ص: 341).

 

3- عن حكيم بن حزام -رضي الله عنه- قال: “ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب” سير أعلام النبلاء (3-51).

 

4- قال حسان بن أبي سنان: “ لولا المساكين ما اتجرت”. حلية الأولياء: (3-137).

 

5- قال عبد الله بن عثمان (شيخ البخاري): "ما سألني أحدٌ حاجة إلا قمت له بنفسي فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان". الآداب الشرعية: (ج2-124).

 

6- كان عمر رضي الله عنه يتعاهد الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة ، فدخل إليها فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها ما يصنع هذا الرجل عندكِ . قالت : هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدنا يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى ، فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة عثرات عمر تتبع. جامع العلوم والحكم: (ص 385).

 

الاشعار

1- قال الشافعي:

الناس بالناس ما دام الحياة بهم *** والسعد لا شك تارات وهبات

وأفضل الناس ما بين الورى رجل *** تقضى على يده للناس حاجات

لا تمنعن يد المعروف من أحد *** ما دمت مقتدراً فالسعد تارات

واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت *** إليك لا لك عند الناس حاجات

ديوان الإمام الشافعي: (ص 50).

 

2- قال أبو العتاهية:

اقض الحوائج ما استطعت *** وكن لهمِ أخيك فارج

فلخير أيام الفتى *** يوم قضى فيه الحوائج

وفيات الاعيان وأنباء أبناء الزمان: (1-343).

 

3- قال أحدهم:

وَلَمْ أَرَ كَالْمَعْرُوفِ أَمَّا مَذَاقُهُ *** فَحُلْوٌ وَأَمَّا وَجْهُـهُ فَجَمِيلُ

زهر الأكم في الأمثال والحكم: (2-131).

 

4- قال أبو الأسود الدؤلي يمدح المعطي قبل المسألة:

وإنَّ أحق الناس إن كنت مادحاً *** بمدحك من أعطاك والوجه وافرُ

الأمثال؛ لأبي عبيد: (254).

 

5- قال الآخر:

أعطاك قبل سؤاله *** فكفاك مكروه السؤالِ

الأمثال؛ لأبي عبيد: (254).

 

6- قال أبو الأسود الدؤلي:

وإذا طلبت إلى كريمٍ حاجةً *** فلقاؤه يكفيك والتسليم

وإذا طلبت إلى لئيمٍ حاجةً *** فألح في رفقٍ وأنت مديم

مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي: (2-220).

 

7- قال أحدهم:

لا تطلن إلى لئيم حاجة *** واقعد فإنك قائم كالقاعد

مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي: (9-163).

 

8- قال أحدهم:

يا خادع البخلاء عن أموالهم *** هيهات تضرب في حديد بارد

مجمع الأمثال: (2-386).

 

 

متفرقات

1- قال ابن القيم -رحمه الله-: “وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها ومللها ونحلها على أن التقرب إلى رب العالمين والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استُجْلبِت نعمُ الله واستُدفعت نقمه بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه” الجواب الكافي: (ص: 9).

 

2- قال ابن القيم: “أعظم الناس خِذلانًا من تعلق بغير الله؛ فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرَّض للزوال والفوات، ومَثَلُ المتعلق بغير الله كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت وأوهن البيوت”. مدارج السالكين: (1-455).

 

3- قال ابن تيمية رحمه الله: “وكل ما جوز للحاجة لا للضرورة كتحلي النساء بالذهب والحرير، فإنما أبيح لكمال الانتفاع لا لأجل الضرورة التي تبيح الميتة ونحوها، وإنما الحاجة ي هذا إلى تكميل الانتفاع، فإن المنفعة الناقصة يحصل معها عوز يدعوها إلى كمالها، فهذه هي الحاجة في مثل هذا، وأما الضرورة التي يحصل بعدمها حصول موت أو مرض أو العجز عن الواجبات كالضرورة المعتبر في أكل الميتة لا تعتبر في مثل هذا والله أعلم”. المجموع: (31/ 225-226).

 

4- قال ابن عاشور عند قوله تعالى: (ما كانَ يُغْنِي عَنْهم مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إلّا حاجَةً) [يوسف: ٦٨] قال: “ الحاجة: الأمر المرغوب فيه. سمي حاجة لأنه محتاج إليه، فهي من التسمية باسم المصدر. والحاجة التي في نفس يعقوب عليه السلام هي حرصه على تنبيههم للأخطار التي تعرض لأمثالهم في مثل هذه الرحلة إذا دخلوا من باب واحد. وتعليمهم الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله”. (التحرير والتنوير).

 

5- قال ابن سعدي رحمه الله عن قوله تعالى: (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) قال: “أي: لا يحسدون المهاجرين على ما آتاهم الله من فضله وخصهم به من الفضائل والمناقب التي هم أهلها، وهذا يدل على سلامة صدورهم، وانتفاء الغل والحقد والحسد عنها.

 

ويدل ذلك على أن المهاجرين، أفضل من الأنصار، لأن الله قدمهم بالذكر، وأخبر أن الأنصار لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، فدل على أن الله تعالى آتاهم ما لم يؤت الأنصار ولا غيرهم، ولأنهم جمعوا بين النصرة والهجرة.

 

وقوله: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) أي: ومن أوصاف الأنصار التي فاقوا بها غيرهم، وتميزوا بها على من سواهم، الإيثار، وهو أكمل أنواع الجود، وهو الإيثار بمحاب النفس من الأموال وغيرها، وبذلها للغير مع الحاجة إليها، بل مع الضرورة والخصاصة، وهذا لا يكون إلا من خلق زكي، ومحبة لله تعالى مقدمة على محبة شهوات النفس ولذاتها”. (تفسير السعدي)

 

6- قال ابن عثيمين رحمه الله عند قوله تعالى: (وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ) [غافر:٨٠] قال: “يعني ما يكون في قَلْب الإنسان من محبَّة الفخر والخُيَلاء وغيرها، وإنْ كانت هذه الحاجات قد تكون ممنوعة كالفخر والخيلاء، لكن لا شكَّ أن هذه حاجةٌ لكلِّ إنسان أنَّه يجد فرحًا وسرورًا إذا غَنِم كثيرًا من المواشي من الإبل والبقر والغنم والظباء والأرانب وغيرها، يجد الإنسانُ لهذا طعمًا في نفسه. 

ويمكن أن يقال أيضًا: ومن الحاجات في النفس الاتِّجار بها؛ فإنَّ بعض الناس يتَّجر بهذه الأنعام، والله سبحانه وتعالى لم يذكر نوع الحاجة، فيشمل كلَّ ما يقع في القلب من مثل هذه الأمور. “. (تفسير ابن عثيمين)

 

7- قال ابن القيم رحمه الله تعالى: “إن في قضاء حوائج الناس لذَّة لا يعرفها إلا من جرَّبها، فافعل الخير مهما استصغرتَه؛ فإنك لا تدري أي حسنة تدخلك الجنة”. الجواب الكافي: (ص: 9).

 

8- قال الشيخ عبد الرحمن بن صالح العبد اللطيف: “فرق بعضهم بينهما من جهة أن حكم الضرورة مؤقت بزمان تلك الضرورة، وحكم الحاجة مستمر، ومع هذا فقد تطلق الضرورة ويراد بها الحاجة، على أن حكم هذه القاعدة ليس على إطلاقه فقد اشترط العلماء في الحاجة المبيحة للمحظور شروطاً أهمها ما يلي:

1) أن تكون الشدة الباعثة على مخالفة الحكم الشرعي الأصلي بالغة درجة الحرج غير المعتاد.

 

2) أن يكون الضابط في تقدير تلك الحاجة النظر إلى أواسط الناس ومجموعهم بالنسبة إلى الحاجة العامة، وإلى أواسط الفئة المعينة التي تتعلق بها الحاجة إذا كانت خاصة.

 

3) أن تكون الحاجة متعينة بألا يوجد سبيل آخر للتوصل إلى الغرض سوى مخالفة الحكم العام.

 

4) أن تقدر تلك الحاجة بقدرها كما هو الحال بالنسبة إلى الضرورات.

 

5) ألا يخالف الحكم المبني على الحاجة نصاً من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم على حكم ذلك الأمر بخصوصه، وألا يعارض قياساً صحيحاً أقوى منه، وأن يكون مندرجاً في مقاصد الشرع، وألا تفوت معه مصلحة أكبر”. (القواعد والضوابط الفقهية المتضمنة للتيسير).

 

8- قال منقذ بن محمود السقار: “صناعة المعروف خَصلة جليلة وخَلَّة كريمة، وهي خدمة الآخرين وقضاء حوائجهم المختلفة ونفعُهم بصور النفع المختلفة، كالإطعامِ وسقاية الماء وسدادِ الديون، أو الإصلاحِ بين المتهاجرين منهم، أو بذلِ الشفاعةِ والجاه، أو سائرِ المصالح التي يحتاجها الناس، وهو ما نسميه صناعة المعروف للآخرين. وقضاء حوائج الناس خَلّة كريمة صنعها الأنبياء من قبل، وقد دعا الله عز وجل حبيبه -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين من بعده إلى الاقتداء بهم (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) [الأنعام: 90].

 

وهم صلوات الله وسلامه عليهم كانوا أكثر الناس نفعاً للخلق، فهذا موسى عليه السلام يسقي للمرأتين المديانيتين (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص: 23 – 24].

 

وأما عيسى عليه السلام فيقول عن نفسه: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ) [مريم: 31] أي جعلني نفاعاً للناس أينما اتجهت وحللت. ونبينا -صلى الله عليه وسلم- كان أكثرَ الناس نفعاً للآخرين وأشدَهم حرصاً على قضاء الحوائج، فقد قيل لعائشة رضي الله عنها: هل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي وهو قاعد؟ قالت: (نعم، بعد ما حطمه الناس) أي أتعبوه بكثرة حوائجهم التي يقضيها لهم - -صلى الله عليه وسلم- –أخرجه مسلم: (732).

 

وتصفه أم المؤمنين خديجة في أول بعثته، فتقول: “والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتُكسِب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق” أخرجه البخاري: (4)، ومسلم: (160).

 

وهكذا كان -صلى الله عليه وسلم- نفاعاً للناس حتى حطمه الناس بقضاء حوائجهم، وكيف لا يكون كذلك، وهو -صلى الله عليه وسلم- القائل: “أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً -في مسجده بالمدينة المنورة- ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له ثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام” أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج، وحسّن الألباني إسناده في السلسلة الصحيحة ح (906)”. الدين المعاملة: (1-154).

 

الإحالات

قضاء الحوائج؛ لابن أبي الدنيا.

الحكم

1- قالوا: “أتبع الفرس لجامها”.

قال أبو عبيد: أرى معناه أنك قد حدثت بالفرس، واللجام أيسر خبطاً، فأتم الحاجة كلها. الأمثال؛ لأبي عبيد: (239).

 

2- قولهم: “اللقوح الربعية مال وطعام”.

قال أبو عبيد: وأصل هذا في الإبل، وذلك إنَّ اللقوح هي ذات الدر، والربعية هي التي تنتج في أوّل النتاج، فأرادوا أنها تكون طعاما لأهلها، يعيشون بلبنها لسرعة نتاجها، وهي مع هذا مال. الأمثال؛ لأبي عبيد: (239-240).

 

3- قولهم: “النفس مولعة بحب العاجل”. الأمثال؛ لأبي عبيد: (240).

 

4- قولهم: “السراح مع النجاح”.

ومعناها: سرح لي أمري فإن ذلك مما ينجح حاجتي. الأمثال؛ لأبي عبيد: (240).

 

5- قولهم: “أوردها سعد وسعد مشتمل”.

يعني إنّه اورد أبله شريعة الماء، ولم يوردها على بئر يحتاج إلى الاستقاء لها، فيعتني فيها ويتعب، ولكنه اشتمل بكسائه ونام وإبله في الورد. الأمثال؛ لأبي عبيد: (240).

 

6- قولهم: “أسائر اليوم وقد زال الظهر”!.

يقول: أتطمع فيما بعد وقد تبين لك اليأس. الأمثال؛ لأبي عبيد: (245).

 

7- قولهم: “لا تسأل الصارخ وانظر ماله”.

يقول: إنّه لم يأتك مستصرخاً إلاّ من ذعر أصابه فأغثته قبل أن يسألك الغياث. يضرب للرجل تعرف فاقته ومسكنته. يقول: فإذا أتاك فأعطه قبل المسألة، ولا تلجئه إلى ذلك. الأمثال؛ لأبي عبيد: (253).

 

8- قولهم: “عينه فراره”.

يقول: منظره يغنيك عن مسألته. والفرار: اختبار الشيء ومعرفة حاله، كما تفر الدابة. الأمثال؛ لأبي عبيد: (253-254).

 

9- قولهم: “كفى برغائها منادياً”. الأمثال؛ لأبي عبيد: (253-254).

 

10- قولهم: “تخبر عن مجهوله مرآته”. الأمثال؛ لأبي عبيد: (254).