فقه

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الفقه لغة:

مصدر قولنا: فقه فلان: أي فهم، وهو مأخوذ من مادّة (ف ق هـ) الّتي تدلّ على إدراك الشّيء والعلم به، تقول: فقهت الحديث أفقهه، وكلّ علم بشيء فهو فقه ثمّ اختصّ بذلك علم الشّريعة [مقاييس اللغة لابن فارس (4/ 442) ] . وقال الرّاغب: الفقه هو التّوصّل إلى علم غائب بعلم شاهد، ومن ثمّ فهو أخصّ من العلم. قال تعالى: (فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) [النساء: 78]، يقال: فقه الرّجل فقاهة إذا صار فقيها وفقه الرّجل فقها وفقها وفقهه أي فهمه، وتفقّه إذا طلب (علم) الفقه فتخصّص به، قال تعالى (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) [التوبة: 122] [مفردات الراغب (384) ] .

وقال الجوهريّ: الفقه: الفهم، قال أعرابيّ لعيسى بن عمر: شهدت عليك بالفقه. أي بالفهم، ثمّ خصّ به علم الشّريعة. والعالم به فقيه، يقال: فاقهته إذا باحثته في العلم  [الصحاح (6/ 2243) ] . وقال غيرهم: الفقه العلم بالشّيء والفهم له، وغلب على علم الدّين لشرفه وفضله على سائر أنواع العلم، يقال: أوتي فلان فقها في الدّين أي فهما فيه، ودعا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لابن عبّاس فقال: «اللّهمّ فقّهه في الدّين وعلّمه التّأويل»، أي فهّمه تأويله ومعناه، ويقال فقه فقها أي علم علما، قال ابن سيده: ويقال فقه فقاهة وهو فقيه من قوم فقهاء، والأنثى فقيهة من نسوة فقائه وحكى اللّحيانيّ: نسوة فقهاء، وحكى بعضهم: فقه الرّجل فقها وفقها، وفقه الشّيء علمه، وأفقهه وفقّهه: علّمه. وفي التّهذيب: أفقهته علّمته الفقه، وفقه عنه بالكسر: فهم، ورجل فقه أي فقيه. وأمّا فقه (بضمّ القاف) فإنّما يستعمل في النّعوت، يقال فقه يفقه فقاهة أي صار فقيها، وقال ابن شميل: أعجبني فقاهته أي فقهه، ورجل فقيه أي عالم، وكلّ عالم بشيء فهو فقيه، وفقيه العرب عالم العرب، وتفقّه: تعاطى الفقه، ومن معاني الفقه أيضا الفطنة. ويقال: فقه بالضّمّ إذا صار الفقه سجيّة له وفاقهه ففقهه أي باحثه في العلم فغلبه فيه [انظر: لسان العرب (13/ 522)، والمصباح المنير (2/ 134)، والقاموس المحيط (4/ 291) ] .

الفقه اصطلاحا:

قال الرّاغب: هو العلم بأحكام الشّريعة.

وقال الجرجانيّ: هو العلم بالأحكام الشّرعيّة العمليّة من أدلّتها التّفصيليّة، وقيل: هو الإصابة والوقوف على المعنى الخفيّ الّذي يتعلّق به الحكم، وهو علم مستنبط بالرّأي والاجتهاد ويحتاج فيه إلى النّظر والتّأمّل، ولهذا لا يجوز أن يسمّى اللّه تعالى فقيها لأنّه لا يخفى عليه شيء.

وقال المناويّ: الفقه شرعا: هو العلم بالأحكام الشّرعيّة الّتي طريقها الاجتهاد [المفردات للراغب (384)، والتعريفات للجرجاني (175)، والتوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (263) ] .

وقال أبو الخطّاب: هو العلم بأحكام أفعال المكلّفين الشّرعيّة دون العقليّة، مثل الحرام والحلال والحظر والإباحة ... وما أشبه ذلك [انظر التمهيد للخطابي (1/ 4)، وكتاب الأصول من علم الأصول للعثيمين (6) ] .

العناصر

1- مصادر الفقه الإسلامي .

 

 

2- الرّحلة والاستنفار للتّفقّه في الدّين سنّة السّلف .

 

 

3- العبادة من غير فقه خطر عظيم .

 

 

4- أهمية تعلم فقه الإنصات وحسن الاستماع .

 

 

5- التعاون في التفقه في الدين .

 

 

6- الموقف السليم من اختلاف العلماء .

 

 

7- مفاسد تتبع الرخص والانتقاء من كلام العلماء .

 

 

8- الحق ليس محصورا في مذهب معين .

 

الايات

1- قوله تعالى: (وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) [التوبة: 122] .

 

 

2- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا * أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمالِ هؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) [النساء: 77- 78] .

 

 

3- قوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ * وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ) [الأنعام: 25- 26] .

 

 

4- قوله تعالى: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ * قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 63- 65 ].

 

 

5- قوله تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) [الأعراف: 179 ] .

 

 

6- قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها وَنَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً ) [الكهف: 57] .

 

 

7- قوله تعالى: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً * حَتَّى إِذا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِما قَوْماً لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قالُوا يا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً) [الكهف: 92- 95] .

 

 

8- قوله تعالى: (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى * قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى * قالَ أَلْقِها يا مُوسى * فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى * قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى * وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى * لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى * اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى * قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً * قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) [طه: 17- 36 ] .

 

 

9- قوله تعالى: (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنا بَلْ كانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا * قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً) [الفتح: 15- 16] .

 

 

10- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ * لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ) [الحشر: 11- 13] .

 

الاحاديث

1- عن معاوية- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: من يرد اللّه به خيرا يفقّهه في الدّين، وإنّما أنا قاسم، واللّه يعطي، ولن تزال هذه الأمّة قائمة على أمر اللّه لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه»[البخاري- الفتح 1 (71) ] .

 

 

2- عن أبي موسى- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «إنّ مثل ما بعثني اللّه- عزّ وجلّ- به من الهدى والعلم كمثل غيث  أصاب أرضا. فكانت منها طائفة طيّبة. قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب  الكثير وكان منها أجادب  أمسكت الماء. فنفع اللّه بها النّاس. فشربوا منها وسقوا ورعوا. وأصاب طائفة منها أخرى. إنّما هي قيعان  لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ. فذلك مثل من فقه  في دين اللّه، ونفعه بما بعثني اللّه به، فعلم وعلّم. ومثل من لم يرفع بذلك رأسا. ولم يقبل هدى اللّه الّذي أرسلت به» [البخاري- الفتح 1 (79). ومسلم 4 (2282) واللفظ له ] .

 

 

3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم دخل الخلاء فوضعت له وضوءا. قال: «من وضع هذا؟». فأخبر، فقال: «اللّهمّ فقّهه في الدّين» [البخاري- الفتح 1 (143) واللفظ له. ومسلم (2477) ] .

 

 

4- عن زيد بن ثابت- رضي اللّه عنه- أنّه خرج من عند مروان نصف النّهار قلنا (والقول هذا لا أبان بن عثمان): ما بعث إليه في هذه السّاعة إلّا لشيء سأله عنه، فقمنا فسألناه؟ فقال: نعم، سألنا عن أشياء سمعناها من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «نضّر اللّه امرأ سمع منّا حديثا فحفظه حتّى يبلّغه غيره، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه ليس بفقيه»[الترمذي: 2656) وقال: حديث حسن. وأبو داود: (3660) وقال الألباني (2/ 697): صحيح وهو في سنن ابن ماجة (230) ] .

 

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «تجدون النّاس معادن  فخيارهم في الجاهليّة خيارهم في الإسلام إذا فقهوا. وتجدون من خير النّاس في هذا الأمر ، أكرههم له. قبل أن يقع فيه. وتجدون من شرار النّاس  ذا الوجهين. الّذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه»[البخاري- الفتح 6 (3496). مسلم (2526) واللفظ له ] .

 

 

6- عن أبي وائل قال: خطبنا عمّار.فأوجز وأبلغ. فلمّا نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت. فلو كنت تنفّست  فقال: إنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّ طول صلاة الرّجل، وقصر خطبته مئنّة من فقهه. فأطيلوا الصّلاة وأقصروا الخطبة. وإنّ من البيان لسحرا» [مسلم (869) ] .

 

 

7- عن عبد اللّه بن عمرو- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «لا يفقه من قرأ القرآن في أقلّ من ثلاث» [أخرجه أبو داود (1394) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود: ( صحيح على شرط  الشيخين) ] .

 

 

8- عن حميد بن عبد الرّحمن قال: سمعت معاوية خطيبا، يقول: سمعت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «من يرد اللّه به خيرا يفقّهه في الدّين. وإنّما أنا قاسم، واللّه يعطي. ولن تزال هذه الأمّة قائمة على أمر اللّه لا يضرّهم من خالفهم حتّى يأتي أمر اللّه» [البخاري- الفتح 1 (71) واللفظ له. ومسلم (1037) ] .

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: تفقّهوا قبل أن تسودوا، قال أبو عبد اللّه يعني البخاريّ: وبعد أن تسودوا، وقد تعلّم أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في كبر سنّهم.[ الفتح (1/ 199) ] .

 

 

2- عن عليّ بن أبي طالب- رضي اللّه عنه- قال: إنّ الفقيه حقّ الفقيه من لم يقنّط النّاس من رحمة اللّه، ولم يرخّص لهم في معاصي اللّه، ولم يؤمّنهم من عذاب اللّه، ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره إنّه لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا علم لا فهم فيه، ولا قراءة لا تدبّر فيها.[الدارمي في المقدمة (1/ 101) برقم (297) ] .

 

 

3- عن ابن أبي مليكة: قيل لابن عبّاس: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلّا بواحدة، قال: إنّه فقيه.[البخاري- الفتح 7 (3765) ] .

 

 

4- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: كونوا ربّانيّين حكماء فقهاء. [الفتح (1/ 192) مقدمة باب العلم قبل القول ] .

 

 

5- عن مسروق- رحمه اللّه- قال: جاء إلى عبد اللّه رجل فقال: تركت في المسجد رجلا يفسّر القرآن برأيه. يفسّر هذه الآية: (يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ) قال: يأتي النّاس يوم القيامة دخان فيأخذ بأنفاسهم. حتّى يأخذهم منه كهيئة الزّكام. فقال عبد اللّه: من علم علما فليقل به. ومن لم يعلم فليقل: اللّه أعلم. فإنّ من فقه الرّجل أن يقول، لما لا علم له به: اللّه أعلم. إنّما كان هذا، أنّ قريشا لمّا استعصت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، دعا عليهم بسنين كسني يوسف. فأصابهم قحط وجهد. حتّى جعل الرّجل ينظر إلى السّماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدّخان من الجهد. وحتّى أكلوا العظام. فأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجل فقال: يا رسول اللّه استغفر اللّه لمضر  فإنّهم قد هلكوا. فقال: «لمضر؟، إنّك لجريء ». قال فدعا اللّه لهم. فأنزل اللّه- عزّ وجلّ-: (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عائِدُونَ) [الدخان: 15] قال فمطروا فلمّا أصابتهم الرّفاهية، قال، عادوا إلى ما كانوا عليه. قال فأنزل اللّه- عزّ وجلّ-: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ* يَغْشَى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ) [الدخان: 10- ] (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ) [الدخان: 16] قال: يعني يوم بدر» [مسلم (2798) ] .

 

 

6- قالت عائشة- رضي اللّه عنها-: نعم النّساء نساء الأنصار، لم يمنعهنّ الحياء أن يتفقّهنّ في الدّين. [البخاري تعليقا. انظر: الفتح (1/ 276) باب الحياء في العلم] .

 

 

7- قال أبو هريرة- رضي اللّه عنه- لأن  أفقه ساعة أحبّ إليّ من أن أحيي ليلة أصلّيها حتّى أصبح، وفقيه أشّدّ على الشّيطان من ألف عابد، ولكلّ شيء دعامة ودعامة الدّين الفقه. [مفتاح دار السعادة (69) ] .

 

 

8- قال أبو الدّرداء رضي اللّه عنه-: من فقه المرء، إقباله على حاجته حتّى يقبل على صلاته، وقلبه فارغ. [الفتح (2/ 186) ] .

 

 

9- قال الحسن البصريّ: الفقيه الورع الزّاهد الّذي لا يسخر ممّن أسفل منه، ولا يهمز من فوقه، ولا يأخذ على علم علّمه اللّه، حطاما. [الآجري في أخلاق العلماء (74) ] .

 

 

10- وقال أيضا: إنّما الفقيه الزّاهد في الدّنيا الرّاغب في الآخرة، البصير في أمر دينه، المداوم على عبادة اللّه- عزّ وجلّ-.[الآجري في أخلاق العلماء (74) ] .

 

 

11- قال عبد اللّه بن عون البصريّ- من صغار التّابعين-: ثلاث أحبّهنّ لنفسي ولإخواني: هذه السّنّة. أن يتعلّموها ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفهّموه ويسألوا النّاس عنه، ويدعوا النّاس إلّا من خير. [فتح الباري (13/ 263) ] .

 

القصص

الاشعار

1- أنشد الرّبيع عن الشّافعيّ- رحمه اللّه-

 

ومنزلة السّفيه من الفقيه ***  كمنزلة الفقيه من السّفيه

 

 

فهذا زاهد في قرب هذا *** وهذا فيه أزهد منه فيه

 

 

إذا غلب الشّقاء على سفيه *** تنطّع في مخالفة الفقيه

 

[أدب الدنيا والدين (28) ] .

 

2- أنشد المبرّد عن أبي سليمان الغنويّ:

 

فسل الفقيه تكن فقيها مثله *** لا خير في علم بغير تدبّر

 

[أدب الدنيا والدين (57) ] .

 

الدراسات

متفرقات

1- قال الإمام الشّافعيّ- رحمه اللّه تعالى-: من تعلّم القرآن عظمت قيمته، ومن تعلّم الفقه نبل مقداره، ومن كتب الحديث قويت حجّته، ومن تعلّم الحساب جزل رأيه، ومن تعلّم اللّغة رقّ طبعه، ومن لم يصن نفسه، لم ينفعه علمه. [أدب الدنيا والدين للماوردي (28) ] .

 

 

2- قال ابن الجوزيّ: فإن اتّسع الزّمان للتّزيّد من العلم، فليكن من الفقه فإنّه الأنفع. [صيد الخاطر (202) ] .

 

 

3- قال الإمام الغزاليّ- رحمه اللّه-:الفقيه هو العالم بقانون السّياسة وطريق التّوسّط بين الخلق إذا تنازعوا بحكم الشّهوات، والملك والدّين توأمان، فالدّين أصل، والسّلطان حارس، ومالا أصل له فمهدوم، ومالا حارس له فضائع، ولا يتمّ الملك والضّبط إلّا بالسّلطان، وطريق الضّبط في فصل الحكومات بالفقه. [الإحياء (1/ 17) ] .

 

 

4- قال أحد الحكماء: آية العقل سرعة الفهم. [أدب الدنيا والدين (11) ] .

 

التحليلات

الإحالات

1- المفصل في الرد على شبهات أعداء الإسلام جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود (13/280) .

2- التحبير شرح التحرير في أصول الفقه المؤلف : علاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان المرداوي الحنبلي سنة الولادة 817 هـ/ سنة الوفاة 885 هـ تحقيق : د. عبد الرحمن الجبرين، د. عوض القرني، د. أحمد السراح الناشر : مكتبة الرشد سنة النشر : 1421هـ - 2000م مكان النشر : السعودية / الرياض (8/3887) .

3- لسان المحدثين المؤلف: محمد خلف سلامة مُعجم يُعنى بـ: رح مصطلحات المحدثين القديمة والحديثة ورموزهم وإشاراتهم وجملة من مشكل عباراتهم وغريب تراكيبهم ونادر أساليبهم (4/147) .

4- الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت الطبعة : ( من 1404 - 1427 هـ) (1/11) .

5- الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : مجموعة من المؤلفين الناشر : مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف سنة الطبع : 1424هـ .

6- فقه قراءة القرآن الكريم المؤلف: أبو خالد سعيد عبد الجليل يوسف صخر المصري الناشر: مكتبة القدسى – القاهرة الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1997 م (1/11) .

7- الشرح الممتع على زاد المستقنع المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ) دار النشر: دار ابن الجوزي الطبعة: الأولى، 1422 - 1428 هـ (1/15) .

8- كيفية دراسة الفقة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ .

9- الأضْوَاء الأثَرِيَّة فِي بَيَانِ إنْكَارِ السَّلَفِ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ فِي المسَائِلِ الخِلاَفِيَّةِ الفِقْهِيَّةِ دراسة أثرية علمية منهجية في أصول وقواعد وضوابط وآداب الخلاف في الفقه الإسلامي تأليف: أبي عبد الرحمن فوزي بن عبد الله بن محمد الأثري جميع الحقوق محفوظة الطبعة الثانية .

10- أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء المؤلف : قاسم بن عبد الله بن أمير علي القونوي الناشر : دار الوفاء – جدة الطبعة الأولى ، 1406 تحقيق : د. أحمد بن عبد الرزاق الكبيسي .

11- إتحاف النبهاء بضوابط الفقهاء تأليف: وليد بن راشد السعيدان اعتنى به: سالم بن ناصر القريني .

12- الكوكب الدري فيما يتخرج على الأصول النحوية من الفروع الفقهية عبد الرحيم بن الحسن الأسنوي أبو محمد سنة الولادة 704/ سنة الوفاة 772 تحقيق: د. محمد حسن عواد الناشر دار عمار سنة النشر 1405 مكان النشر عمان – الأردن .

13- معالم تجديد المنهج الفقهي نموذج الشوكاني موقع الشبكة الاسلامية أعد الملف كنسخة للشاملة ونسخة html ... دارة أهل الظاهر http://www.aldahereyah.net/forums . 14- ضوابط للدراسات الفقهية تأليف: فضيلة الشيخ د.سلمان بن فهد العودة المشرف العام على موقع الإسلام اليوم .