غض

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الغض لغة:

 

مصدر قولهم: غضّ بصره يغضّه غضّا، وهو مأخوذ من مادّة (غ ض ض) الّتي تدلّ على معنيين: أحدهما: الكفّ والنّقص، والاخر: الطّراوة، وغضّ البصر من المعنى الأوّل، وكلّ شيء كففته فقد غضضته، ومنه قولهم تلحقه في ذلك غضاضة، أي أمر يغضّ له بصره، وقال بعضهم: الغضّ: الخفض، والكفّ والكسر، وأصل الكلمة: غضّ يغضّ غضّا (بالكسر) وغضّا وغضاضة وغضاضا (بالفتح). فقولك: غضّ طرفه أي خفضه، وكذا غضّ صوته، وكلّ شيء غضضته كففته، والأمر منه في لغة أهل الحجاز: اغضض وأهل نجد يقولون: غضّ طرفك. وانغضاض الطّرف: انغماضه.

 

والإغضاء: إدناء الجفون، وهذا مشتقّ من اللّيلة الغاضية: الشّديدة الظّلمة، ومثله الغضاضة فمعناها: الفتور في الطّرف، فيقال: غضّ وأغضّ وذلك إذا وانى بين جفنيه ولم يلاق (أي بينهما). مقاييس اللغة لابن فارس: (4-248) والصحاح: (3-1095) ولسان العرب: (5/3265، 3266).

 

البصر لغة:

اسم لالة الإبصار، وهو مأخوذ من مادّة (ب ص ر) الّتي تدلّ على العلم بالشّيء، ومنه أيضا: البصيرة، وقال الجوهريّ: البصر: حاسّة الرّؤية، وأبصرت الشّيء رأيته، والبصير خلاف الضّرير، وباصرته إذا أشرفت تنظر إليه من بعيد، والبصر: العلم، وبصرت بالشّيء: علمته، قال تعالى: (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) [طه: 96]، والبصير: العالم، وقد بصر بصارة، والتّبصّر: التّأمّل والتّعرّف، والبصيرة: الحجّة، والاستبصار في الشّيء، وقولهم: أريته لمحا باصرا، أي نظرا بتحديق شديد، ومعناه: ذو بصر وهو من أبصرت، والمعنى: أريته أمرا شديدا يبصره، وقال اللّيث: البصر: العين، وقال ابن سيده: البصر: حسّ العين، والجمع أبصار، والفعل من ذلك قال ابن منظور: بصر به بصرا وبصارة وأبصره وتبصّره: نظر إليه ببصره، وقال سيبويه: بصر: صار مبصرا، وأبصره: إذا أخبر بالّذي وقعت عينه عليه، وأبصرت الشّيء: رأيته، وباصره: نظر معه إلى شيء أيّهما يبصره قبل صاحبه، وباصره أيضا أبصره، ويقال: أبصر الرّجل إذا خرج من الكفر إلى بصيرة الإيمان. مقاييس اللغة لابن فارس: (1-253)، والصحاح: (2-925)، ولسان العرب: (1-290)، وتاج العروس: (5/61-62).

 

غض البصر اصطلاحا:

أن يغمض المسلم بصره عمّا حرّم عليه، ولا ينظر إلّا لما أبيح له النّظر إليه، ويدخل فيه أيضا إغماض الأبصار عن المحارم، فإن اتّفق أن وقع البصر على محرّم من غير قصد فليصرف بصره سريعا. تفسير ابن كثير 2/ 598 (بتصرف).

 

العناصر

1- خطورة إطلاق البصر.

 

2- حرص السلف على حفظ أبصارهم وصيانة قلوبهم عن النظر الحرام 

 

3- فوائد غض البصر.

 

4- آثار النظر إلى الحرام وعواقبه 

 

5- الأسباب المعينة على غض البصر.

 

6- واجبنا تجاه نعمة البصر

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24].

 

2- قال تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى). [طه: 131].

 

3- قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ). [المؤمنون: 5-7]

 

4- قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 30- 31].

 

5- قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ). [الأحزاب: 53].

 

الاحاديث

1- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24].

 

2- قال تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى). [طه: 131].

 

3- قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ). [المؤمنون: 5-7]

 

4- قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النور: 30- 31].

 

5- قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ). [الأحزاب: 53].

 

الاثار

1- قال عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه-: “حفظ البصر أشدّ من حفظ اللّسان”. الورع لابن أبي الدنيا (62).

 

2- قال ابن مسعود -رضي اللّه عنه-: “الإثم حوّاز  القلوب، وما من نظرة إلّا وللشّيطان فيها مطمع”. الترغيب والترهيب: (3/ 36، 37) وقال: الموقوف أصح وروي مرفوعا.

 

3- قالت أمّ سلمة -رضي اللّه عنها-: ح”ماديات النّساء غضّ الأطراف”. لسان العرب: (6/ 3266).

 

4- قال أنس بن مالك -رضي اللّه عنه-: “إذا مرّت بك امرأة فغمّض عينيك حتّى تجاوزك”. الورع لابن أبي الدنيا (66).

 

5- قال سعيد بن أبي الحسن: قلت للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ. قال: اصرف بصرك. يقول اللّه تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)[النور: 30] أضواء البيان: (6/189- 190) وعزاه للبخاري انظر الفتح 11 (9).

 

6- قال الزّهريّ -رحمه اللّه تعالى- في النّظر إلى الّتي لم تحض من النّساء: لا يصلح النّظر إلى شيء منهنّ ممّن يشتهى النّظر إليه وإن كانت صغيرة. الفتح: (11/ 9).

 

7- قال وكيع بن الجرّاح -رحمه اللّه تعالى-: خرجنا مع سفيان الثّوريّ في يوم عيد فقال: إنّ أوّل ما نبدأ به في يومنا غضّ أبصارنا. الورع لابن أبي الدنيا: (963).

 

8- قال العلاء بن زياد العدويّ -رحمه اللّه تعالى-: “لا تتبع بصرك حسن ردف المرأة، فإنّ النّظر يجعل الشّهوة في القلب”. الورع لابن أبي الدنيا: (68).

 

9- قال شجاع بن شاه -رحمه اللّه تعالى-: “من عمّر ظاهره باتّباع السّنّة، وباطنه بدوام المراقبة، وغضّ بصره عن المحارم، وكفّ نفسه عن الشّهوات”، (وذكر خصلة سادسة) هي أكل الحلال. قال: “لم تخطيء له فراسة”. مجموع الفتاوى: (15/ 425- 426).

 

10- قال بعض السّلف: “من حفظ بصره أورثه اللّه نورا في بصيرته”. تفسير ابن كثير: (3-283).

 

11- قال بعض أهل العلم: “اتّقوا النّظر إلى أولاد الملوك فإنّ فتنتهم كفتنة العذارى”. مجموع الفتاوى: (15-420).

 

12- سئل الجنيد: بما يستعان على غض ‌البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره”. صيد الأفكار في الأخلاق والحكم والأمثال: (2-99).

 

القصص

1- قال الشّاعر:

وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي *** حتّى يواري جارتي مأواها

أضواء البيان: (6-189).

 

2- قال الحافظ ابن حجر نظما في آداب الطّريق:

جمعت آداب من رام الجلوس على *** الطّريق من قول خير الخلق إنسانا

افش السّلام وأحسن في الكلام *** وشمّت عاطسا وسلاما ردّ إحسانا

في الحمل عاون ومظلوما أعن وأغث *** لهفان اهد سبيلا واهد حيرانا

بالعرف مر، وانه عن نكر وكفّ أذى *** وغضّ طرفا وأكثر ذكر مولانا

الفتح: (11-13).

 

3- ويقول الشاعر:

كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم من نظرة فتكت بقلب صاحبها *** فتك السهام بين القوس والوتر

والعبد ما دام ذا عين يقلبها وفي *** أعين الغيد موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجته لا *** مرحبا بسرور عاد بالضرر

الجامع في الرسائل الدعوية: (ص454).

 

4- قال أحدهم:

إذا لم يكن مني تصامم *** وفي بصري ‌غض وفي منطقي صمت

فحظي إذا من صومي الجوع والظما *** وإنَّ قلت إني صمت يوما فما صمت

زهر الأكم في الأمثال والحكم: (1-342).

 

5- كان الإمام أحمد ينشد:

وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يُغفِلُ ما مَضى *** وَلا أَنَّ ما يَخفى عَلَيهِ يَغيبُ

إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل *** خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ

 صيد الأفكار في الأخلاق والحكم والأمثال: (2-99).

 

6- كان ابن السماك ينشد:

يامدمن الذنب اما تستحي *** والله في الخلوة ثانيكا

غرك من ربك امهاله *** وستره طول مساويكا

صيد الأفكار في الأخلاق والحكم والأمثال: (2-99).

 

7- قال المتني:

‌غض الشباب بعيد فجر ليلته *** مجانب العين للفحشاء والوسن

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي: (1406).

 

8- قال أحدهم:

وكنتَ متى أرسلتَ طَرفَكَ رائِداً *** لقلبِكَ يوماً أتْعبَتكَ المناظِرُ

رأيتَ الذي لا كُلَّهُ أنتَ قادرٌ *** عليهِ ولا عن بعضِهِ أنتَ صابرُ

الداء والدواء: (177).

 

9- قال أحدهم:

يا رامياً بِسهامِ اللحْظِ مجتَهداً *** أنتَ القتيلُ بما ترمي فلا تُصَبِ

وباعثُ الطرفِ يرتادُ الشفاءَ لَهُ *** احبِس رسولَك لا يأتيكَ بالعَطَبِ

الداء والدواء: (178).

 

الاشعار

1- قال الشّاعر:

وأغضّ طرفي ما بدت لي جارتي *** حتّى يواري جارتي مأواها

أضواء البيان: (6-189).

 

2- قال الحافظ ابن حجر نظما في آداب الطّريق:

جمعت آداب من رام الجلوس على *** الطّريق من قول خير الخلق إنسانا

افش السّلام وأحسن في الكلام *** وشمّت عاطسا وسلاما ردّ إحسانا

في الحمل عاون ومظلوما أعن وأغث *** لهفان اهد سبيلا واهد حيرانا

بالعرف مر، وانه عن نكر وكفّ أذى *** وغضّ طرفا وأكثر ذكر مولانا

الفتح: (11-13).

 

3- ويقول الشاعر:

كل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم من نظرة فتكت بقلب صاحبها *** فتك السهام بين القوس والوتر

والعبد ما دام ذا عين يقلبها وفي *** أعين الغيد موقوف على الخطر

يسر مقلته ما ضر مهجته لا *** مرحبا بسرور عاد بالضرر

الجامع في الرسائل الدعوية: (ص454).

 

4- قال أحدهم:

إذا لم يكن مني تصامم *** وفي بصري ‌غض وفي منطقي صمت

فحظي إذا من صومي الجوع والظما *** وإنَّ قلت إني صمت يوما فما صمت

زهر الأكم في الأمثال والحكم: (1-342).

 

5- كان الإمام أحمد ينشد:

وَلا تَحسَبَنَّ اللَهَ يُغفِلُ ما مَضى *** وَلا أَنَّ ما يَخفى عَلَيهِ يَغيبُ

إِذا ما خَلَوتَ الدَهرَ يَوماً فَلا تَقُل *** خَلَوتُ وَلَكِن قُل عَلَيَّ رَقيبُ

 صيد الأفكار في الأخلاق والحكم والأمثال: (2-99).

 

6- كان ابن السماك ينشد:

يامدمن الذنب اما تستحي *** والله في الخلوة ثانيكا

غرك من ربك امهاله *** وستره طول مساويكا

صيد الأفكار في الأخلاق والحكم والأمثال: (2-99).

 

7- قال المتني:

‌غض الشباب بعيد فجر ليلته *** مجانب العين للفحشاء والوسن

اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي: (1406).

 

8- قال أحدهم:

وكنتَ متى أرسلتَ طَرفَكَ رائِداً *** لقلبِكَ يوماً أتْعبَتكَ المناظِرُ

رأيتَ الذي لا كُلَّهُ أنتَ قادرٌ *** عليهِ ولا عن بعضِهِ أنتَ صابرُ

الداء والدواء: (177).

 

9- قال أحدهم:

يا رامياً بِسهامِ اللحْظِ مجتَهداً *** أنتَ القتيلُ بما ترمي فلا تُصَبِ

وباعثُ الطرفِ يرتادُ الشفاءَ لَهُ *** احبِس رسولَك لا يأتيكَ بالعَطَبِ

الداء والدواء: (178).

 

متفرقات

1- قال ابن دقيق العيد -رحمه اللّه تعالى-: إنّ التّقوى سبب لغضّ البصر، وتحصين الفرج. الفتح: (9/ 109).

 

2- قال ابن كثير -رحمه اللّه تعالى-: عند تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ)[النور الاية: 30] هذا أمر من اللّه تعالى لعباده المؤمنين أن يغضّوا من أبصارهم عمّا حرّم عليهم فلا ينظروا إلّا إلى ما أباح لهم النّظر إليه، وأن يغضّوا أبصارهم عن المحارم، فإن اتّفق أن وقع البصر على محرّم من غير قصد فليصرف بصره عنه سريعا. بتصرف يسير من التفسير: (3/ 282).

 

3- قال ابن تيميّة -رحمه اللّه تعالى-: قد أمر اللّه في كتابه بغضّ البصر وهو نوعان: غضّ البصر عن العورة، وغضّه عن محلّ الشّهوة.

 

فالأوّل منهما: كغضّ الرّجل بصره عن عورة غيره، كما قال النّبيّ “لا ينظر الرّجل إلى عورة الرّجل ولا المرأة إلى عورة المرأة” ويجب على الإنسان أن يستر عورته. وأمّا النّوع الثّاني: فهو غضّ البصر عن الزّينة الباطنة من المرأة الأجنبيّة وهذا أشدّ من الأوّل. مجموع الفتاوى: (15/ 414- 436).

 

4- قال ابن تيمية: “ وكما يتناول غض البصر عن عورة الغير وما أشبهها من النظر إلى المحرمات، فإنه يتناول الغض عن بيوت الناس، فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره ثيابه، وقد ذكر سبحانه غض البصر وحفظ الفرج بعد آية الاستئذان، وذلك أن البيوت سترة كالثياب التى على البدن “ مجموع الفتاوى: (15-379).

 

5- قال ابن القيم رحمه الله: “ ومن النظر الحرام النظر إلى العورات، وهي قسمان: عورة وراء الثياب. وعورة وراء الأبواب “ مدارج السالكين: (1-117).

 

6- قال ابن سعدي عند قوله تعالى: (لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) [الحجر:88] قال: “أي: لا تمد عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والمُمَتَّعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون، ثم تذهب سريعا، وتمضي جميعا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عملا” تفسير السعدي.

 

7- قال ابن القيم رحمه الله: “وفي غض البصر عدة منافع:

أحدها: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره.

 

الثانية: أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذى لعل فيه هلاكه إلى قلبه.

 

الثالثة: أنه يورث القلب أنسا بالله، وجمعية على الله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده من الله، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر، فانه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه.

 

الرابعة: أنه يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه.

 

الخامسة: أنه يكسب القلب نورا، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) النور/30 ثم قال إثر ذلك: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ) النور/35 أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام.

 

السادسة: أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب،... والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته، عوضة عن حبسه بصره لله، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة، التي إنما تنال ببصيرة القلب، وضد هذا ما وصف الله به اللوطية من العمه الذي هو ضد البصيرة فقال تعالى: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) الحجر/72

 

السابعة: أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة، كما في الأثر: (الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله) ومثل هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها، ما جعله الله سبحانه فيمن عصاه، كما قال الحسن: (إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، فإن المعصية لا تفارق رقابهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه).

 

وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته، والذل قرين معصيته، فقال تعالى: (ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) المنافقون/8، وقال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [آل عمران:139]، والإيمان قول وعمل، ظاهر وباطن، وقال تعالى: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ) فاطر:10، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره، من الكلم الطيب والعمل الصالح، وفي دعاء القنوت: (إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت) ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه، وله من العز بحسب طاعته، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه، وله من الذل بحسب معصيته.

 

الثامن: أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب، فإنه يدخل مع النظرة، وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي، فيمثل له صورة المنظور إليه، ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب، ثم يَعِدُهُ ويُمَنِّيه، ويوقد على القلب نار الشهوة، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة، فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار، وتلك الزفرات والحرقات، فإن القلب قد أحاطت به النيران بكل جانب، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور، لهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جُعل لهم في البرزخ تنورٌ من نار.

 

التاسع: أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول عليه بينه وبينها، فتنفرط عليه أموره، ويقع في اتباع هواه، وفي الغفلة عن ذكر ربه، قال تعالى: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) الكهف/28

 

العاشر: أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح” الجواب الكافي: (125).

 

الإحالات

1- أحكام النساء – ابن الجوزي ص 268 المكتبة العصرية الطبعة الثانية 1405 .

2- الآداب البيهقي تحقيق عبد القدوس نذير ص 318 مكتبة الرياض الطبعة الأولى 1407 .

3- تفسير وبيان مفردات القرآن – محمد حسن الحمصي ص 279 دار الرشيد مؤسسة الإيمان .

4- الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي – ابن القيم ص 178 المطبعة السلفية الطبعة الثالثة 1400 .

5- الداء والدواء – ابن القيم تحقيق يوسف بدوي ص 306 مكتبة دار التراث الطبعة الثالثة 1410 .

6- ذم الهوى – ابن الجوزي تحقيق أحمد عبد السلام عطا ص 73 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1407 .

7- روضة المحبين ونزهة المشتاقين – ابن القيم ص 92 دار الكتب العلمية .

8- عمل المسلم في اليوم والليلة – محمد طارق محمد صالح ص 287 مكتبة الغزالي .

9- عيون الأخبار – ابن قتيبة تحقيق يوسف طويل 4/84 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 .

10- غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب – السفاريني 1/82 مؤسسة قرطبة .

11- كتاب الزهد – وكيع بن الجراح تحقيق عبد الرحمن الفريوائي ص 793 مكتبة الدار الطبعة الأولى 1404 .

12- كتاب الورع – أحمد بن حنبل تحقيق زينب القاروط ص 114 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1403 .

13- موارد الظمآن لدروس الزمان – عبد العزيز السلمان 1/363 الطبعة الثامنة عشرة 1408 .

الحكم

نِعْمَ حَاجِبُ الشَّهَوَاتِ غَضُّ ‌البصرِ. مجمع الأمثال: (2-358).