عنف

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

العنف لغة:

العنف مصدر عنف يعنف عنفا فهو عنيف إذا لم يترفّق في أمره، يقول ابن فارس: (العين والنّون والفاء) أصل صحيح يدلّ على خلاف الرّفق، قال الخليل: العنف ضدّ الرّفق، يقال اعتنفت الشّيء إذا كرهته ووجدت له عنفا عليك، ومشقّة المقاييس: (4-58). والعنيف: الّذي ليس له رفق بركوب الخيل، والجمع عنف، واعتنفت الأرض: أي كرهتها. الصحاح (4-407).

 

وقال ابن منظور: الخرق بالأمر وقلّة الرّفق به، وهو ضدّ الرّفق: عنف به وعليه يعنف عنفا وعنافة، وأعنفه وعنّفه تعنيفا، وهو عنيف إذا لم يكن رفيقا في أمره. واعتنف الأمر: أخذه بعنف.

 

وفي الحديث: “إنّ اللّه تعالى يعطي على الرّفق ما لا يعطي على العنف”، هو بالضّمّ، الشّدّة والمشقّة، وكلّ ما في الرّفق من الخير ففي العنف من الشّرّ مثله.

 

والتّعنيف: التّعيير واللّوم. وأعنف الشّيء أخذه بشدّة، والعنف والعنيف المعتنف، وهو الّذي لا يترفقّ. لسان العرب لابن منظور: (4-3132).

 

يوصف من ابتلي بالقسوة بعدة أوصاف وهي من المرادفات "قاسي القلب، غليظ الكبد، جافي الطبع، خشن الجانب، فظ الأخلاق، وفيه قسوة، وقساوة، وغلظة، وجفاء، وخشونة، وفظاظة". نجعة الرائد؛ لليازجي: (١-٢٣٤).

 

العنف اصطلاحا:

قال المناويّ: العنف هو عدم الرّفق. التوقيف: (248)، وإذا كان قد عرّف الرّفق بأنّه حسن الانقياد لما يؤدّي إلى الجميل التوقيف: (179)، فإنّ العنف يمكن تعريفه بأنّه: سوء الانقياد الّذي يؤدّي إلى القبيح.

 

وإذا أخذنا بتعريف الكفويّ للرّفق بأنّه التّوسّط والتّلطّف في الأمر. الكليات للكفوي: (482). فإنّ العنف يكون عبارة عن انعدام ذلك التّوسّط وفقدان هذا التّلطّف عند تناول أمر من الأمور، أو هو بعبارة أخرى التّطرّف والغلوّ المصحوبان بالفظاظة في معاملة الآخرين حتّى ولو أساءوا الأدب.

 

العناصر

1- حقيقة العنف 

 

2- أنواع العنف

 

3- دوافع العنف

 

5- آثار العنف 

 

6- العنف المحمود في الشرع

 

الايات

1- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)[التوبة: 73].

 

2- قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 123].

 

3- قال -تعالى-: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)[آل عمران: 159].

 

4- قال -تعالى-: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)[المائدة: 54].

 

5- قال -تعالى-: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)[الْفَتْحِ: 29].

 

6- قَالَ -تَعَالَى-: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)[الفرقان: 63].

 

7- قال تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) [النور: ٢].

 

8- قال تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [العنكبوت: ٤٦].

 

الاحاديث

1- عن عائشة -رضي اللّه عنها- أنّ يهود أتوا النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فقالوا: السّام عليكم. فقالت عائشة: عليكم ولعنكم اللّه وغضب اللّه عليكم، قال: “مهلا يا عائشة، عليك بالرّفق وإيّاك والعنف والفحش”. قالت: أو لم تسمع ما قالوا. قال: “أو لم تسمعي ما قلت؟. رددت عليهم فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ” رواه البخاري: (6030) واللفظ له، ومسلم (2593).

 

2- عن سعد بن أبي وقّاص -رضي اللّه عنه- قال: استأذن عمر على رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- وعنده نساء من قريش يكلّمنه ويستكثرنه عالية أصواتهنّ، فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب. فأذن له رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-، ورسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يضحك. فقال عمر: أضحك اللّه سنّك يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “عجبت من هؤلاء اللّاتي كنّ عندي، فلمّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب” قال عمر: فأنت يا رسول اللّه أحقّ أن يهبن. ثمّ قال عمر: أي عدوّات أنفسهنّ أتهبنني ولا تهبن رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-. قلن: نعم. أنت أغلظ وأفظّ من رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-. قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “والّذي نفسي بيده ما لقيك الشّيطان قطّ سالكا فجّا إلّا سلك فجّا غير فجّك” رواه البخاري: (3683)، ومسلم: (2396) واللفظ له.

 

3- عن أبي مسعود -رضي اللّه عنه- قال: أشار النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- بيده نحو اليمن. فقال: ألا إنّ الإيمان هاهنا. وإنّ القسوة وغلظ القلوب في الفدّادين . عند أصول أذناب الإبل، حيث يطلع قرنا الشّيطان في ربيعة ومضر” رواه البخاري: (3302)، ومسلم: (51) واللفظ له.

 

4- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ أعرابيّا بال في المسجد فثار إليه النّاس ليقعوا به. فقال لهم رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “دعوه وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء فإنّما بعثتم ميسّرين ولم تبعثوا معسّرين” رواه البخاري: (6128) واللفظ له، ومسلم (234).

 

5- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- أنّ رجلا أتى النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- يتقاضاه فأغلظ، فهمّ به أصحابه فقال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “دعوه، فإنّ لصاحب الحقّ مقالا”. ثمّ قال: “أعطوه سنّا مثل سنّه”. قالوا: يا رسول اللّه إلّا أمثل من سنّه. فقال: “أعطوه، فإنّ من خيركم أحسنكم قضاء” رواه البخاري: (2306) واللفظ له، ومسلم (1601).

 

6- عن عائشة -رضي اللّه عنها- قالت: سمع رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول: واللّه لا أفعل. فخرج رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- عليهما، فقال: “أين المتألّي على اللّه لا يفعل المعروف”. قال: أنا يا رسول اللّه. فله أيّ ذلك أحبّ رواه البخاري 5 (2705)، ومسلم (1557) واللفظ له.

 

7- عن عائشة -رضي اللّه عنها- قالت: سمعت من رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول في بيتي هذا: “اللّهمّ من ولي من أمر أمّتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمّتي شيئا فرفق بهم فارفق به” رواه مسلم: (1828).

 

8- عن سهل بن الحنظليّة -رضي اللّه عنه- قال: مرّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- ببعير قد لحق ظهره ببطنه، فقال: “اتّقوا اللّه في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة” رواه أبو داود: (2548)، وصححه الألباني صحيح.

 

9- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَ-عَنِ النَّبِيِّ  -صلّى اللّه عليه وسلّم-قَالَ: “لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ إِلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ؛ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ، فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ” رواه البخاري: (٧٠٧٢)، ومسلم: (٢٦١٧). وَفِي رِوَايَةٍ لمسلم (٢٦١٦): قَالَ أَبُو القَاسِمِ  -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ؛ فَإِنَّ المَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ”.

 

10- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: أَنَّهُمْ كَانُوا يَسِيرُونَ مَعَ النَّبِيِّ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فَنَامَ رَجُلٌ مِنهُمْ؛ فَانْطَلَقَ بَعْضُهُمْ إِلَى حَبْلٍ مَعَهُ -مَعَ النَّائِمِ- فَأَخَذَهُ فَفَزِعَ؛ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا” رواه أبو داود: (٥٠٠٤)، وصححه الألباني.

 

11- عن عبادةَ بنِ الصامتِ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وعلى آلِهِ وسلَّمَ، أنه قال: “مَن قتَل مؤمنًا؛ فاغتبَطَ بقتلِهِ، لم يقبَلِ اللهُ منه صرْفًا ولا عدلًا” رواه أبو داود: (٤٢٧٠)، وصححه الألباني.

 

12- عن عائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بيْنَ أمْرَيْنِ إلّا أخَذَ أيْسَرَهُما، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النّاسِ منه، وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِنَفْسِهِ إلّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بها . أخرجه البخاري: (٣٥٦٠)، ومسلم: (٢٣٢٧).

 

13- عن عبدالله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عنه، قال: نادى فِينا رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَومَ انْصَرَفَ عَنِ الأحْزابِ أَنْ لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الظُّهْرَ إلّا في بَنِي قُرَيْظَةَ، فَتَخَوَّفَ ناسٌ فَوْتَ الوَقْتِ، فَصَلَّوْا دُونَ بَنِي قُرَيْظَةَ، وَقالَ آخَرُونَ: لا نُصَلِّي إلّا حَيْثُ أَمَرَنا رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وإنْ فاتَنا الوَقْتُ، قالَ: فَما عَنَّفَ واحِدًا مِنَ الفَرِيقَيْنِ. أخرجه البخاري: (٩٤٦)، ومسلم: (١٧٧٠).

 

14- عن عائشة أم المؤمنين رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شَيءٍ إلّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شَيءٍ إلّا شانَهُ". [وفي رواية]: رَكِبَتْ عائِشَةُ بَعِيرًا، فَكانَتْ فيه صُعُوبَةٌ، فَجَعَلَتْ تُرَدِّدُهُ، فقالَ لها رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَيْكِ بالرِّفْقِ... ثُمَّ ذَكَرَ بمِثْلِهِ. رواه مسلم: (٢٥٩٤).

 

15- عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم- :المؤمنون هيِّنونِ ليِّنونَ؛ كالجملِ الأنِفِ: إن قيدَ انقادَ، وإنْ أُنيخَ على صخرةٍ استناخَ. أخرجه ابن المبارك في الزهد: (٣٨٧)، وأبو نعيم في حلية الأولياء: (٥-١٨٠)، والبيهقي في شعب الإيمان: (٨١٢٨) باختلاف يسير، وقال الألباني في هداية الرواة: (٥٠١٥) حسن لغيره.

 

16- المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم جاء في قصة الحديبية حينما قال عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه قال للرسول صلى الله عليه وسلم: واللَّهِ لَأَرى وُجُوهًا، وإنِّي لَأَرى أوْشابًا مِنَ النّاسِ خَلِيقًا أنْ يَفِرُّوا ويَدَعُوكَ، فَقالَ له أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: امْصُصْ ببَظْرِ اللّاتِ، أنَحْنُ نَفِرُّ عنْه ونَدَعُهُ؟! فَقالَ: مَن ذا؟ قالوا: أبو بَكْرٍ، قالَ: أما والذي نَفْسِي بيَدِهِ، لَوْلا يَدٌ كانَتْ لكَ عِندِي لَمْ أجْزِكَ بها لَأَجَبْتُكَ. رواه البخاري: (٢٧٣١).

 

17- تناول عروة بن مسعودٍ الثقفي لحية رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمغيرة بن شعبة واقفٌ على رأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديد – أي لابس سلاح المقاتل من درع ونحوه - قال: فقرع يده ثم قال أمسك يدك عن لحية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل والله لا تصل إليك. قال ويحك ما أفظك وأغلظك. رواه أحمد: (١٨٩٣٠). من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهما. والحديث أصله في البخاري: (٢٧٣١).

 

18- عن عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها- قالت: "والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله". 

 

19- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ قُرَيْشًا أهَمَّتْهُمُ المَرْأَةُ المَخْزُومِيَّةُ الَّتي سَرَقَتْ، فَقالوا: مَن يُكَلِّمُ رَسولَ اللَّهِ -صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، ومَن يَجْتَرِئُ عليه إلّا أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَكَلَّمَ رَسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أتَشْفَعُ في حَدٍّ مِن حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قامَ فَخَطَبَ، قالَ: "يا أيُّها النّاسُ، إنَّما ضَلَّ مَن قَبْلَكُمْ، أنَّهُمْ كانُوا إذا سَرَقَ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذا سَرَقَ الضَّعِيفُ فيهم أقامُوا عليه الحَدَّ، وايْمُ اللَّهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، سَرَقَتْ لَقَطَعَ مُحَمَّدٌ يَدَها" رواه البخاري: (٦٧٨٨).

 

20- عن حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا أدُلُّكُمْ على أهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعَّفٍ، لو أقْسَمَ على اللَّهِ لَأَبَرَّهُ، وأَهْلِ النّارِ: كُلُّ جَوّاظٍ عُتُلٍّ مُسْتَكْبِرٍ". رواه البخاري: (٦٦٥٧).

 

21- عنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ". رواه البخاري: (٥٩٩٨).

 

الاثار

1- عن قتادة في قوله تعالى: (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ)... الآية: قال: "إي واللّه طهّره من الفظاظة والغلظة، وجعله قريبا رحيما رؤوفا بالمؤمنين". الدر المنثور للسيوطي (2-169).

 

2- قال الضحاك: "جاهد الكفار بالسيف، واغلظ على المنافقين بالكلام، وهو مجاهدتهم". (تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: (جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التوبة:٧٣])

 

3- عن قتادة في قوله: (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)، قال: "أمر الله نبيّه -صلى الله عليه وسلم- أن يجاهد الكفار بالسيف، ويغلظ على المنافقين في الحدود" تفسير ابن كثير.

 

4- قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "من أنّ الله أمر نبيَه -صلى الله عليه وسلم- من جهاد المنافقين، بنحو الذي أمرَه به من جهاد المشركين" تفسير ابن كثير. 

 

5- قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "الفظاظة في القول والغلظة في الفعل". زاد المسير؛ لابن الجوزي: (ص٣٤٠).

 

متفرقات

1- قال أبو جعفر: "وأولى الأقوال في تأويل ذلك عندي بالصواب، ما قال ابن مسعود: من أنّ الله أمر نبيَه -صلى الله عليه وسلم- من جهاد المنافقين، بنحو الذي أمرَه به من جهاد المشركين.

 

فإن قال قائل: فكيف تركهم -صلى الله عليه وسلم- مقيمين بين أظُهرِ أصحابه، مع علمه بهم؟ قيل: إن الله تعالى ذكره إنما أمر بقتال من أظهرَ منهم كلمةَ الكفر، ثم أقام على إظهاره ما أظهر من ذلك. وأمّا مَنْ إذا اطُّلع عليه منهم أنه تكلم بكلمة الكفر وأُخِذ بها، أنكرها ورجع عنها وقال: "إني مسلم"، فإن حكم الله في كلّ من أظهر الإسلام بلسانه، أن يحقِنَ بذلك له دمه وماله، وإن كان معتقدًا غير ذلك، وتوكَّل هو جلّ ثناؤه بسرائرهم، ولم يجعل للخلق البحثَ عن السرائر. فلذلك كان النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، مع علمه بهم وإطْلاع الله إياه على ضمائرهم واعتقاد صُدورهم، كان يُقِرّهم بين أظهر الصحابة، ولا يسلك بجهادهم مسلك جهاد من قد ناصبَه الحرب على الشرك بالله، لأن أحدهم كان إذا اطُّلِع عليه أنه قد قال قولا كفر فيه بالله، ثم أخذ به أنكره وأظهر الإسلام بلسانه. فلم يكن -صلى الله عليه وسلم- يأخذه إلا بما أظهر له من قوله، عند حضوره إياه وعزمه على إمضاء الحكم فيه، دون ما سلف من قولٍ كان نطقَ به قبل ذلك، ودون اعتقاد ضميرِه الذي لم يبح الله لأحَدٍ الأخذ به في الحكم، وتولَّى الأخذَ به هو دون خلقه. وقوله: (واغلظ عليهم)، يقول تعالى ذكره: واشدد عليهم بالجهاد والقتال والإرْهاب" (تفسير ابن كثير: عند قوله تعالى: (جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التوبة:٧٣]).

 

2- قال ابن سعدي: يقول تعالى لنبيه -صلى الله عليه وسلم- (‏يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ‏)[التوبة:٧٣]؛‏ "أي‏:‏ بالغ في جهادهم والغلظة عليهم حيث اقتضت الحال الغلظة عليهم‏.‏ وهذا الجهاد يدخل فيه الجهاد باليد، والجهاد بالحجة واللسان، فمن بارز منهم بالمحاربة فيجاهد باليد، واللسان والسيف والبيان‏.‏ ومن كان مذعنا للإسلام بذمة أو عهد، فإنه يجاهد بالحجة والبرهان ويبين له محاسن الإسلام، ومساوئ الشرك والكفر، فهذا ما لهم في الدنيا‏).‏ (تفسير السعدي).

 

3- قال أبو حيان: "الغلظ ضد الرقة، والمراد خشونة الكلام وتعجيل الانتقام على خلاف ما أمر به في حق المؤمنين (واخفض جناحك للمؤمنين) [الحجر: ٨٨]، وكل من وقف منه على فساد في العقائد فهذا حكمه يجاهد بالحجة، ويستعمل معه الغلظ ما أمكن" (البحر المحيط: عند قوله تعالى: (جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التوبة:٧٣]).

 

4- قال ابن سعدي: "(ولو كنت فظا) [آل عمران ١٥٩] أي: سيئ الخلق (غليظ القلب) أي: قاسيه، (لانفضوا من حولك) لأن هذا ينفرهم ويبغضهم لمن قام به هذا الخلق السيئ. فالأخلاق الحسنة من الرئيس في الدين، تجذب الناس إلى دين الله، وترغبهم فيه، مع ما لصاحبه من المدح والثواب الخاص، والأخلاق السيئة من الرئيس في الدين تنفر الناس عن الدين، وتبغضهم إليه، مع ما لصاحبها من الذم والعقاب الخاص، فهذا الرسول المعصوم يقول الله له ما يقول، فكيف بغيره؟! أليس من أوجب الواجبات، وأهم المهمات، الاقتداء بأخلاقه الكريمة، ومعاملة الناس بما يعاملهم به -صلى الله عليه وسلم-، من اللين وحسن الخلق والتأليف، امتثالا لأمر الله، وجذبا لعباد الله لدين الله. ثم أمره الله تعالى بأن يعفو عنهم ما صدر منهم من التقصير في حقه -صلى الله عليه وسلم-، ويستغفر لهم في التقصير في حق الله، فيجمع بين العفو والإحسان" (تفسير السعدي).

 

5- قال السعدي: "فهم للمؤمنين أذلة من محبتهم لهم، ونصحهم لهم، ولينهم ورفقهم ورأفتهم، ورحمتهم بهم وسهولة جانبهم، وقرب الشيء الذي يطلب منهم وعلى الكافرين بالله، المعاندين لآياته، المكذبين لرسله - أعزة، قد اجتمعت هممهم وعزائمهم على معاداتهم، وبذلوا جهدهم في كل سبب يحصل به الانتصار عليهم، قال تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ وَمِن رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) وقال تعالى: (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ) فالغلظة والشدة على أعداء الله مما يقرب العبد إلى الله، ويوافق العبد ربه في سخطه عليهم، ولا تمنع الغلظة عليهم والشدة دعوتهم إلى الدين الإسلامي بالتي هي أحسن. فتجتمع الغلظة عليهم، واللين في دعوتهم، وكلا الأمرين من مصلحتهم ونفعه عائد إليهم". تفسير السعدي عند قوله تعالى: (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ)[المائدة: 54].

 

6- قال الآلوسي: "قوله: (وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ)؛ أي السفهاء، وقليلو الأدب كما في قوله:

ألا لا يجهلن أحد علينا *** فنجهل فوق جهل الجاهلينا

 

(قالُوا سَلامًا) بيان لحالهم في المعاملة مع غيرهم إثر بيان حالهم في أنفسهم، أو بيان لحسن معاملتهم، وتحقيق للينهم عند تحقق ما يقتضي خلاف ذلك إذا خلي الإنسان وطبعه، أي: إذا خاطبوهم بالسوء قالوا تسلما منكم ومتاركة لا خير بيننا وبينكم ولا شر". تفسير الآلوسي عند قوله تعالى: (وإذا خاطَبَهُمُ الجاهِلُونَ قالُوا سَلامًا) [الفرقان: ٦٣].

 

7- قال د. محمد بن إبراهيم الحمد: "اللين ورقة القلب هي الأصل في الكلام والتعامل حتى مع المخالفين كما قال تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [العنكبوت: ٤٦]. ولكن قد يعدل عنه إلى غيره حسب ما تقتضيه الحكمة ومقامات الأحوال". أخطاء في أدب المحادثة والمجالسة؛ لمحمد بن إبراهيم الحمد: (٥٥).

 

8- قال فضل إلهي: "ولا يظنن أحد أنه إذا وجدت تلك الأحوال أو بعضه شرع في استخدام الشدة والقسوة في الدعوة من غير النظر إلى العواقب والنتائج .. بل يجب مراعاة ما يتوقع حدوثه عند استخدام الشدة والقسوة فإن تأكد لديه أن لجوءه إلى الشدة سيكون سبب حدوث منكر أعظم من المنكر الذي أراد إزالته أو ترك معروف أهم منه فليس له أن يلجأ إليها آنذاك". من صفات الداعية مراعاة أحوال المخاطبين؛ لفضل إلهي: (١٨٠).

 

9- قال النووي: "إذا احتاجت المرأة إلى كلام غير المحارم في بيع أو شراء، أو غير ذلك من المواضع التي يجوز لها كلامه فيها، فينبغي أن تفخم عبارتها وتغلظها ولا تلينها مخافة من طمعه فيها، قال الإمام أبو الحسن الواحدي من أصحابنا في كتابه (البسيط): قال أصحابنا: المرأة مندوبة إذا خاطبت الأجانب إلى الغلظة في المقالة، لان ذلك أبعد من الطمع في الريبة، وكذلك إذا خاطبت محرما عليها بالمصاهرة، ألا ترى أن الله تعالى أوصى أمهات المؤمنين وهن محرمات على التأبيد بهذه الوصية، فقال تعالى: (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [الأحزاب: ٣٢]. قلت: هذا الذي ذكره الواحدي من تغليظ صوتها كذا قاله أصحابنا. قال الشيخ إبراهيم المروزي من أصحابنا: طريقها في تغليظه أن تأخذ ظهر كفها بفيها وتجيب". الأذكار: (١-٢٨٠).

 

10- قال الطرطوشي: "إن الفظاظة تنفر الأصحاب والجلساء وتفرق الجموع والحشم". سراج الملوك؛ لأبي بكر الطرطوشي: (ص٥٠).

 

11- قال أبو سعيد الخادمي: "من كان فيه الرحمة في هذه الدار فسيرحمه الله تعالى في تلك الدار على قدر رحمته فمن سلب منه ذلك بالقسوة والغلظة، وعدم اللطف بضعيفٍ وشفقةٍ بمبتلى فقد شقي حالًا وكان ذلك علامةً على شقوته مآلًا نعوذ بالله تعالى".

 

12- قال المناوي: "لأن الرحمة تتخطى إلى الإحسان إلى الغير وكل من رحمته رق قلبك له فأحسنت إليه ومن لم يعط حظه من الرحمة غلظ قلبه وصار فظا لا يرق لأحد ولا لنفسه فالشديد يشد على نفسه ويعسر ويضيق فهو من نفسه في تعب والخلق منه في نصب مكدوح الروح مظلم الصدر عابس الوجه منكر الطلعة ذاهبا بنفسه تيها وعظمة سمين الكلام عظيم النفاق قليل الذكر لله وللدار الآخرة فهو أهل لأن يسخط عليه ويغاضبه ليعاقبه". فيض القدير: (١-٦٨٩).

 

الإحالات

1- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة الإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد (69/24) الغلو في الدين .

2- مجلة المقتبس أصدرها: محمد بن عبد الرزاق بن محمَّد، كُرْد عَلي (المتوفى: 1372هـ) (31/35) .

3- تعرف على الإسلام المؤلف: منقذ بن محمود السقار الناشر: رابطة العالم الإسلامي - مكة المكرمة (1/107) .

4- العتاب بين الأصدقاء المؤلف: علي بن محمد أبو نصية آل حسين التميمي الناشر: غير معروف (فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية - الرياض) الطبعة: الأولى، 1432 هـ - 2011 م (1/44) .

5- موسوعة فقه القلوب المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية (1/353) .

6- بلوغ الغاية من تهذيب بداية الهداية للإمام أبي حامد الغزالي (رحمه الله) بقلم: أبي عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف قدم له: لفيف من المشايخ الناشر: دار البشير للثقافة والعلوم (1/1232) .

7- مُخْتَصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ المؤلف: نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (المتوفى: 689هـ) قدم له: الأستاذ محمد أحمد دهمان الناشر: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، دمشق عام النشر: 1398 هـ - 1978 م (1/104) .

8- صحيح الترغيب والترهيب المؤلف: محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى: 1420هـ) الناشر: مكتبة المعارف – الرياض الطبعة: الخامسة (1/232) .

9- الحسبة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله المؤلف: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى: 728 هـ) حققه وعلق عليه: علي بن نايف الشحود الطبعة: الثانية، في 17جمادى الأولى 1425 هـ - الموافق 5/ 7/2004 م، وعدل تعديلا جذريا بتاريخ 19 جمادى الآخرة /1428هـ -الموافق لـ 4/ 7 /2007 م (1/107) .

10- الأربعون النووية اختيار الحافظ: يحيى بن شرف النووي مع زيادات الحافظ: ابن رجب الحنبلي إعداد: عبد العزيز الداخل (1/123) .

11- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (4/207) .

12- شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال المؤلف : أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي دار النشر : مكتبة الرشد - السعودية / الرياض - 1423هـ - 2003م الطبعة : الثانية تحقيق : أبو تميم ياسر بن إبراهيم (8/293) .

13- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (12/317) .

الحكم

قال أبو حامد الغزالي: "قال سفيان لأصحابه: تدرون ما الرفق؟ قالوا: قل يا أبا محمد، قال: أن تضع الأمور في مواضعها: الشدة في مواضعها واللين في موضعه والسيف في موضعه والسوط في موضعه؛ وهذه إشارة إلى أنه لا بد من مزج الغلظة باللين والفظاظة بالرفق". إحياء علوم الدين؛ لأبي حامد الغزالي: (٣-١٨٦).

 

قال الجاحظ: "القساوة مكروهة من كل أحد إلا من الجند وأصحاب السلاح والمتولين للحروب؛ فإن ذلك غير مكروه منهم إذا كان في موضعه". تهذيب الأخلاق؛ للجاحظ (٣٠).