عورة

2022-10-07 - 1444/03/11

التعريف

العورة لغةً: العين، والواو، والراء أصلان: أحدهما يدل على تداول الشيء، والآخر يدل على مرض في إحدى عيني الإنسان، ومعناه الخلو من النظر، وجمعُ العورة عوْرات (يُنْظَر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة «عور»).

 

والعُوار: خرق أو شق يكون في الثوب، والعورة: سوءة الإنسان، وكلُّ أمر يُستحيا منه فهو عورة (يُنْظَر: الخليل بن أحمد، العين، مادة «عور»).

 

وقيل: هي كل مَكْمَن للستر، وعورة الرجل والمرأة: سوأتهما (يُنْظَر: ابن منظور، لسان العرب، «عور»).

 

وفي التنزيل: (يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ) [الأحزاب: 13]؛ أي ليست بمحصَّنة، كأن العورة شيء ينبغي مراقبته لخُلُوِّه (يُنْظَر: الخليل بن أحمد، العين، مادة «عور»، والأزهري، تهذيب اللغة، مادة «عور»، وابن فارس، معجم مقاييس اللغة، مادة «عور»، والراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرآن، صـ: 595).

 

والمرأة عورة؛ لأنها إذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت (يُنْظَر: ابن منظور، لسان العرب، «عور»).

 

العورة شرعا: لا يخرج المعنى الشرعي للعورة عن المعنى اللغوي، فقد قيل: هي كل ما يستره الإنسان استنكافا، أو حياء (يُنْظَر: د. سعدي أبو حبيب، القاموس الفقهي لغة واصطلاحا، صـ: 267).

 

وقيل: هي ما أوجب الشارع ستره من الذكر والأنثى (يُنْظَر: أ.د محمد رواس قلعجي، معجم لغة الفقهاء، صـ: 324).

 

وقيل: هي ما يحرم كشفه من الجسم، سواء من الرجل أو من المرأة، أو هي ما يجب ستره، وعدم إظهاره من الجسم (يُنْظَر: وزارة الأوقاف الكويتية، الموسوعة الفقهية الكويتية: 41-134).

 

العناصر

1- العري فطرة حيوانية والستر فطرة إنسانية

 

2- بداية التعري في البشرية كان عقوبة واستمرار العري

 

3- تعريف العورة 

 

4- الأمر بستر العورة، وما يترتب على ترك سترها

 

5- حدود عورة الرجل والمرأة

 

6- أوصاف الثوب الساتر للعورة 

 

7- من مخالفات الناس في ستر العورة

 

8- أثر ستر الباطن على ستر الظاهر

 

9- فضل ستر عورات المسلمين

 

الايات

1- قَولُه تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ * يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 26-28]. 

 

2- (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) [النّحل: 99-100].

 

3- قَولُه تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف: 31].

 

4- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) [الأحزاب: 59].

 

5- قَولُه تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) [النور: 31].

 

6- قَولُه تعالى: (وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً) [الأحزاب: 58].

 

7- قَولُه تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [النور:58]. 

 

8- قَولُه تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [النُّورِ: 31].

 

9- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة) [النور:19].

 

 

 

الاحاديث

1- عن جَرْهَدٍ الأسلميِّ رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مَرَّ به، وهو كاشِفٌ عن فَخِذِه، فقال: "أمَا علِمْتَ أنَّ الفَخِذَ عَورةٌ؟!" أخرَجَه البُخاريُّ مُعلَّقًا بصيغة التمريض مختصرًا قبل حديث: (371)، وأخرجه موصولًا أبو داود: (4014)، وصححه الألباني).

 

2- عنِ المِسْوَرِ بنِ مَخرمةَ رضي الله عنه، قال: أقبلتُ بحَجَرٍ أحمِلُه ثقيلٍ، وعليَّ إزارٌ خَفيفٌ، قال: فانحلَّ إزاري ومعي الحجَرُ لم أستَطِعْ أن أضَعَه حتى بلغتُ به إلى مَوضِعِه، فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "ارجِعْ إلى ثوبِكَ فخُذْه، ولا تَمشُوا عُراةً". أخرجه مُسلم: (341).

 

3- عن أبي مُوسى الأشعريِّ رَضِيَ اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دخَلَ حائِطًا وأمَرني بحِفظِ بابِ الحائِطِ، فجاءَ رجلٌ يستأذِنُ، فقال: "ائذنْ له وبَشِّرْه بالجَنَّةِ"، فإذا أبو بكرٍ، ثم جاءَ آخَرُ يستأذِنُ، فقال: "ائذَنْ له وبشِّرْه بالجَنِّةِ"، فإذا عُمَرُ، ثمَّ جاءَ آخَرُ يستأذنُ، فسكَتَ هُنيهةً، ثم قال: "ائذنْ له وبشِّرْه بالجَنَّةِ على بَلوَى ستُصيبُه"، فإذا عُثمانُ بنُ عفَّانَ. وفي رواية زاد: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان قاعدًا في مكانٍ فيه ماءٌ، قد انكشَفَ عن رُكبتيه- أو رُكبته- فلمَّا دخل عثمانُ غطَّاها". أخرَجَه البُخاريُّ: (3695) واللَّفظُ له، ومُسلِمٌ: (2403).

 

4- عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: كنتُ جالِسًا عندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، إذ أقبَلَ أبو بكرٍ آخذًا بطَرَفِ ثَوبِه حتى أبدَى عن رُكبتِه، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أمَّا صاحبُكم فقد غامَرَ". أخرَجَه البُخاريُّ: (3661).

 

5- عن عُمير بن إسْحاق، قال: "كنْتُ مع الحسَن بن علي فلقِيَنا أبو هريرة فقال: أرِني أقبِّل منْك حيثُ رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقبِّل، قال: فقالَ بقمِيصِه، قال: فقبَّل سُرَّته". أخرجه أحمدُ: (10398) واللفظُ له، والطحاويُّ في مشكل الآثار: (1712)، وابنُ حبان في صحيحه: (5593)، والطبرانيُّ في المعجم الكبير: (3/31) (2580)، والبيهقي في السنن الكبرى: (3248). وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيق مسند أحمد: (13/195)، وحسنه الوادعي في الصحيح المسند: (1395) وقال: رجاله رجال الصحيح.

 

6- عن بَهزِ بنِ حكيمٍ، عن أبيه، عن جَدِّه رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، عَوْراتُنا ما نأتي منها وما نذَرُ؟ قال: "احفَظْ عَورَتَك إلَّا مِن زَوجتِك أو ما ملَكَت يمينُك". قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان القَومُ بعضُهم في بعضٍ؟ قال: "إنِ استطَعْتَ أن لا يريَنَّها أحدٌ فلا يريَنَّها". قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إذا كان أحدُنا خاليًا؟ قال: اللهُ أحَقُّ أن يُستَحيا منه مِن النَّاسِ". أخرج البخاري آخِرَه مُعلَّقًا مُختَصَرًا بصيغة الجزمِ قبل حديث: (278)، وأخرجه موصولًا أبو داود: (4017) واللَّفظُ له، والتِّرمذي (2769)، وحسنه، وحسَّنه الألبانيُّ.

 

7- عن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "صِنفانِ مِن أهلِ النَّارِ لم أرَهما: قَومٌ معهم سِياطٌ كأذنابِ البَقَرِ يَضرِبونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارياتٌ، مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤوسُهنَّ كأسنِمةِ البُختِ المائِلةِ، لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ، ولا يَجِدْنَ ريحَها، وإنَّ ريحَها لَيُوجَدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا".

 

8- عن أمِّ سَلَمةَ، قالت: استيقظَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ، فقال: "سُبحانَ اللهِ، ماذا أُنزِلَ اللَّيلةَ مِن الفِتَنِ، وماذا فُتِحَ مِن الخزائِنِ، أيقِظوا صواحِباتِ الحُجَر، فرُبَّ كاسيةٍ في الدُّنيا عاريةٌ في الآخرةِ" رواه البخاري: (١١٥).

 

9- عن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه، قال: "لقد رأيتُ سبعينَ مِن أصحابِ الصُّفَّةِ ما منهم رجلٌ عليه رِداءٌ، إمَّا إزارٌ، وإمَّا كِساءٌ، قد رَبَطوا في أعناقِهم، فمنها ما يبلُغُ نِصفَ السَّاقَينِ، ومنها ما يبلُغُ الكَعبَينِ، فيَجمَعُه بيَدِه؛ كراهيةَ أن تُرى عَورتُه". رواه البُخاريُّ (442).

 

10- عن أبي هُريرةَ رَضِيَ الله عنه، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أسمَعُ منك حديثًا كثيرًا أنساه؟ قال: "ابسُطْ رِداءَك"، فبَسَطْتُه، قال: فغَرَف بيَدَيه، ثم قال: "ضُمَّه" فضَمَمْتُه، فما نسيتُ شَيئًا بعده. رواه البُخاريُّ: (119) واللَّفظُ له، ومُسْلِم: (2492).

 

11- عن أمِّ عطيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: أُمِرْنا أن نُخرِجَ الحُيَّضَ يومَ العيدَينِ، وذواتِ الخُدورِ، فيَشهَدْنَ جماعةَ المُسلِمينَ ودَعْوتَهم، ويَعتَزِلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهنَّ. قالت امرأةٌ: يا رسولَ اللهِ، إحدانا ليس لها جِلبابٌ! قال: "لِتُلبِسْها صاحِبتُها مِن جِلبابِها".

 

12- عن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "المرأةُ عَورةٌ". أخرجه التِّرمذي: (1173)، وصحَّحه الألبانيُّ.

 

13- عن عائشةَ -رضِيَ اللهُ عنها- في قِصَّة الإفكِ- "وكان صَفوانُ ابنُ المُعَطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ مِن وَراءِ الجَيشِ، فأصبحَ عند مَنزلي، فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ، فأتاني، وكان يراني قبل الحِجابِ" أخرَجَه البُخاريُّ: (2661) مطَوَّلًا. وفي روايةٍ: "فخَمَّرْتُ وجهي بجِلبابي". أخرجه البخاريُّ: (1414)، ومسلمٌ: (2770). وفي لفظ عند الطبرانيِّ: (23/111) (151): "فسَتَرْتُ وجهي عنه بجِلبابي".

 

14- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "المرأةُ عورةٌ فإذا خرجتِ استشرفَها الشَّيطانُ". أخرجه الترمذي: (١١٧٣)، وصححه الألباني.

 

15- قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما: "كانَتِ المَرْأَةُ تَطُوفُ بالبَيْتِ وَهي عُرْيانَةٌ، فَتَقُولُ: مَن يُعِيرُنِي تِطْوافًا؟ تَجْعَلُهُ على فَرْجِها، وَتَقُولُ: الْيَومَ يَبْدُو بَعْضُهُ، أَوْ كُلُّهُ... فَما بَدا منه فلا أُحِلُّهُ فَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ (خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف: ٣١]". رواه مسلم: (٣٠٢٨).

 

16- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "كانَ النّاسُ يَطُوفُونَ في الجاهِلِيَّةِ عُراةً إلّا الحُمْسَ، والحُمْسُ قُرَيْشٌ وما ولَدَتْ، وكانَتِ الحُمْسُ يَحْتَسِبُونَ على النّاسِ؛ يُعْطِي الرَّجُلُ الرَّجُلَ الثِّيابَ يَطُوفُ فِيها، وتُعْطِي المَرْأَةُ المَرْأَةَ الثِّيابَ تَطُوفُ فِيها، فمَن لَمْ يُعْطِهِ الحُمْسُ طافَ بالبَيْتِ عُرْيانًا، وكانَ يُفِيضُ جَماعَةُ النّاسِ مِن عَرَفاتٍ، ويُفِيضُ الحُمْسُ مِن جَمْعٍ"، قالَ: وأَخْبَرَنِي أبِي، عن عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أنَّ هذِه الآيَةَ نَزَلَتْ في الحُمْسِ: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ) [البقرة: ١٩٩]، قالَ: كانُوا يُفِيضُونَ مِن جَمْعٍ، فَدُفِعُوا إلى عَرَفاتٍ. رواه البخاري: (١٦٦٥).

 

17- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "أنَّ أبا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، بَعَثَهُ في الحَجَّةِ الَّتي أمَّرَهُ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عَلَيْها قَبْلَ حَجَّةِ الوَداعِ، في رَهْطٍ يُؤَذِّنُونَ في النّاسِ: أنْ لا يَحُجَّنَّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ ولا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيانٌ". رواه البخاري: (٤٦٥٧).

 

18- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ في تِلكَ الحَجَّةِ في مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَومَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بمِنًى: ألّا يَحُجَّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ، ولا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيانٌ. ثُمَّ أرْدَفَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بعَلِيِّ بنِ أبِي طالِبٍ، وأَمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ ببَراءَةَ، قالَ أبو هُرَيْرَةَ: فأذَّنَ معنا عَلِيٌّ يَومَ النَّحْرِ في أهْلِ مِنًى ببَراءَةَ، وأَلّا يَحُجَّ بَعْدَ العامِ مُشْرِكٌ، ولا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيانٌ. أخرجه البخاري: (٤٦٥٥)، ومسلم: (١٣٤٧).

 

19- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "بيْنا أيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيانًا، فَخَرَّ عليه جَرادٌ مِن ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أيُّوبُ يَحْتَثِي في ثَوْبِهِ، فَناداهُ رَبُّهُ: يا أيُّوبُ، ألَمْ أكُنْ أغْنَيْتُكَ عَمّا تَرى؟ قالَ: بَلى وعِزَّتِكَ، ولَكِنْ لا غِنى بي عن بَرَكَتِكَ". رواه البخاري: (٢٧٩).

 

20- عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كانَ يَنْقُلُ معهُمُ الحِجارَةَ لِلْكَعْبَةِ وعليه إزارُهُ، فَقالَ له العَبّاسُ عَمُّهُ: يا ابْنَ أخِي، لو حَلَلْتَ إزارَكَ فَجَعَلْتَ على مَنْكِبَيْكَ دُونَ الحِجارَةِ، قالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ على مَنْكِبَيْهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عليه، فَما رُئِيَ بَعْدَ ذلكَ عُرْيانًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. رواه البخاري: (٣٦٤).

 

21- وعن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: لَمّا بُنِيَتِ الكَعْبَةُ، ذَهَبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وعَبّاسٌ يَنْقُلانِ الحِجارَةَ، فَقالَ عَبّاسٌ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اجْعَلْ إزارَكَ على رَقَبَتِكَ يَقِيكَ مِنَ الحِجارَةِ، فَخَرَّ إلى الأرْضِ وطَمَحَتْ عَيْناهُ إلى السَّماءِ، ثُمَّ أفاقَ، فَقالَ: إزارِي إزارِي فَشَدَّ عليه إزارَهُ. أخرجه البخاري: (٣٨٢٩)، ومسلم: (٣٤٠).

 

22- عن أبي الطفيل عامر بن واثلة رضي الله عنه وذَكَرَ بِناءَ الكَعْبةِ في الجاهِليَّةِ، قال: فهَدَمَتْها قُرَيشٌ وجَعَلوا يَبْنونَها بحِجارةِ الوادي تَحمِلُها قُرَيشٌ على رِقابِها، فرَفَعوها في السماءِ عِشرينَ ذِراعًا، فبَيْنا النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يَحمِلُ حِجارةً مِن أجْيادٍ وعليه نَمِرةٌ، فضاقَتْ عليه النَّمِرةُ، فذَهَبَ يَضعُ النَّمِرةَ على عاتِقِه فتُرى عَورَتُه مِن صِغَرِ النَّمِرةِ، فنُوديَ: يا مُحمَّدُ، خَمِّرْ عَورتَكَ، فلم يُرَ عُريانًا بَعدَ ذلك" أخرجه أحمد (٢٣٨٠٠)، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي.

 

23- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "كانَتْ بَنُو إسْرائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُراةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى سَوْأَةِ بَعْضٍ. وكانَ مُوسى عليه السَّلامُ يَغْتَسِلُ وحْدَهُ، فقالوا: واللَّهِ ما يَمْنَعُ مُوسى أنْ يَغْتَسِلَ معنا إلّا أنَّه آدَرُ قالَ: فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ على حَجَرٍ، فَفَرَّ الحَجَرُ بثَوْبِهِ. قالَ: فَجَمَحَ مُوسى بإثْرِهِ يقولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ، حتّى نَظَرَتْ بَنُو إسْرائِيلَ إلى سَوْأَةِ مُوسى قالوا: واللَّهِ، ما بمُوسى مِن بَأْسٍ، فَقامَ الحَجَرُ حتّى نُظِرَ إلَيْهِ، قالَ: فأخَذَ ثَوْبَهُ فَطَفِقَ بالحَجَرِ ضَرْبًا". قالَ أبو هُرَيْرَةَ: واللَّهِ إنَّه بالحَجَرِ نَدَبٌ سِتَّةٌ، أوْ سَبْعَةٌ، ضَرْبُ مُوسى بالحَجَرِ. أخرجه البخاري: (٢٧٨)، ومسلم: (٣٣٩).

 

24- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "إنَّ مُوسى كانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لا يُرى مِن جِلْدِهِ شَيءٌ اسْتِحْياءً منه، فَآذاهُ مَن آذاهُ مِن بَنِي إِسْرائِيلَ، فَقالوا: ما يَسْتَتِرُ هذا التَّسَتُّرَ إِلّا مِن عَيْبٍ بجِلْدِهِ: إِمّا بَرَصٌ، وإمّا أُدْرَةٌ، وإمّا آفَةٌ. وإنَّ اللَّهَ أَرادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ ممّا قالوا لِمُوسى، فَخَلا يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيابَهُ على الحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمّا فَرَغَ أَقْبَلَ إلى ثِيابِهِ لِيَأْخُذَها، وإنَّ الحَجَرَ عَدا بثَوْبِهِ، فأخَذَ مُوسى عَصاهُ وَطَلَبَ الحَجَرَ، فَجَعَلَ يقولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ، حتّى انْتَهى إلى مَلَأٍ مِن بَنِي إِسْرائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيانًا أَحْسَنَ ما خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ ممّا يقولونَ، وَقامَ الحَجَرُ، فأخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بالحَجَرِ ضَرْبًا بعَصاهُ، فَواللَّهِ إنَّ بالحَجَرِ لَنَدَبًا مِن أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلاثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذلكَ قَوْلُهُ: (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا) [الأحزاب: ٦٩]. رواه البخاري: (٣٤٠٤).

 

25- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "لا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إلى عَوْرَةِ الرَّجُلِ، ولا المَرْأَةُ إلى عَوْرَةِ المَرْأَةِ، ولا يُفْضِي الرَّجُلُ إلى الرَّجُلِ في ثَوْبٍ واحِدٍ، ولا تُفْضِي المَرْأَةُ إلى المَرْأَةِ في الثَّوْبِ الواحِدِ". رواه مسلم: (٣٣٨).

 

26- عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: اسْتَيْقَظَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ لَيْلَةٍ فَقالَ: "سُبْحانَ اللَّهِ، ماذا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، وماذا فُتِحَ مِنَ الخَزائِنِ، أيْقِظُوا صَواحِباتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كاسِيَةٍ في الدُّنْيا عارِيَةٍ في الآخِرَةِ". رواه البخاري: (١١٥).

 

27- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "صِنْفانِ مِن أهْلِ النّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا" رواه مسلم: (٢١٢٨).

 

28- عَنِ أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فِيما رَوى عَنِ اللهِ تَبارَكَ وَتَعالى، وكان مما قال: "كُلُّكُمْ عارٍ إلّا مَن كَسَوْتُهُ، فاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ" رواه مسلم: (٢٥٧٧).

 

29- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفاةً عُراةً غُرْلًا، ثُمَّ قَرَأَ: (كما بَدَأْنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وعْدًا عليْنا إنّا كُنّا فاعِلِينَ) [الأنبياء: ١٠٤]، وأَوَّلُ مَن يُكْسى يَومَ القِيامَةِ إبْراهِيمُ، وإنَّ أُناسًا مِن أصْحابِي يُؤْخَذُ بهِمْ ذاتَ الشِّمالِ، فأقُولُ أصْحابِي أصْحابِي، فيَقولُ: إنَّهُمْ لَمْ يَزالُوا مُرْتَدِّينَ على أعْقابِهِمْ مُنْذُ فارَقْتَهُمْ، فأقُولُ كما قالَ العَبْدُ الصّالِحُ: (وَكُنْتُ عليهم شَهِيدًا ما دُمْتُ فيهم فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي) [المائدة: ١١٧]- إلى قَوْلِهِ - (العَزِيزُ الحَكِيمُ) [البقرة: ١٢٩]". أخرجه مسلم: (٢٨٦٠). وفي رواية: "إنَّكُمْ مُلاقُو اللهِ مُشاةً حُفاةً، عُراةً غُرْلًا". 

 

30- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُحْشَرُ النّاسُ يَومَ القِيامَةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا"، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، النِّساءُ والرِّجالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ؟! قالَ صلى الله عليه وسلم: "يا عائِشَةُ، الأمْرُ أشَدُّ مِن أنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ". أخرجه البخاري: (٦٥٢٧)، ومسلم: (٢٨٥٩).

 

31- عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا صَلّى صَلاةً أقْبَلَ عَلَيْنا بوَجْهِهِ فَقالَ: مَن رَأى مِنْكُمُ اللَّيْلَةَ رُؤْيا؟ قالَ: فإنْ رَأى أحَدٌ قَصَّها، فيَقولُ: ما شاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنا يَوْمًا فَقالَ: هلْ رَأى أحَدٌ مِنكُم رُؤْيا؟ قُلْنا: لا، قالَ: لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أتَيانِي" إلى أن ذكر"قالا: انْطَلِقْ فانْطَلَقْنا إلى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ، أعْلاهُ ضَيِّقٌ وأَسْفَلُهُ واسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نارًا، فَإِذا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حتّى كادَ أنْ يَخْرُجُوا، فَإِذا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيها، وفيها رِجالٌ ونِساءٌ عُراةٌ، فَقُلتُ: مَن هذا؟" إلى أن ذكر "والذي رَأَيْتَهُ في الثَّقْبِ فَهُمُ الزُّناةُ" الحديث... رواه البخاري: (١٣٨٦).

 

32- عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال: كُنّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في صَدْرِ النَّهارِ، قالَ: فَجاءَهُ قَوْمٌ حُفاةٌ عُراةٌ، مُجْتابِي النِّمارِ أَوِ العَباءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عامَّتُهُمْ مِن مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِن مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِما رَأى بهِمْ مِنَ الفاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بلالًا فأذَّنَ وَأَقامَ، فَصَلّى ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: "(يا أَيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) إلى آخِرِ الآيَةِ (إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: ١]، والآيَةَ الَّتي في الحَشْرِ: (اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ واتَّقُوا اللَّهَ) [الحشر: ١٨]، تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينارِهِ، مِن دِرْهَمِهِ، مِن ثَوْبِهِ، مِن صاعِ بُرِّهِ، مِن صاعِ تَمْرِهِ"، حتّى قالَ: "ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ"، قالَ: فَجاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ بصُرَّةٍ كادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْها، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قالَ: ثُمَّ تَتابَعَ النّاسُ، حتّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعامٍ وَثِيابٍ، حتّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَتَهَلَّلُ كَأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُها وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بها بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُها وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بها مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزارِهِمْ شَيءٌ" رواه مسلم: (١٠١٧).

 

33- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لاَ يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْداً في الدُّنْيَا إلاَّ سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ القِيَامَةِ" رواه مسلم: (٢٥٩٠).

 

34- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سمعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافى إلاَّ المُجَاهِرِينَ، وَإنّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ باللَّيلِ عَمَلاً، ثُمَّ يُصْبحُ وَقَدْ سَتَرَهُ اللهُ عَلَيهِ، فَيقُولُ: يَا فُلانُ، عَمِلت البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصبحُ يَكْشِفُ ستْرَ اللهِ عَنْه" أخرجه البخاري: (٦٠٦٩)، ومسلم: (٢٩٩٠).

 

35- عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إنك إن اتبعتَ عوراتِ الناسِ أفسدتَهم أو كدتَ أن تفسدَهم" أخرجه أبو داود (٤٨٨٨)، وقال الألباني: إسناده صحيح.

 

36- عن عطاء بن يسار قال: سألتُ ابنَ عبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، فقلتُ: أَستأذِنُ على أُختي؟ فقال: نعم، فأَعَدْتُ، فقلتُ: أُخْتانِ في حِجْري، وأنا أَمُونُهما، وأُنْفِقُ عليهما، أَستأذِنُ عليهما؟ قال: نعم، أَتُحِبُّ أنْ تَراهُما عُريانتَيْنِ؟! ثمَّ قرَأَ: (يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ والَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشاءِ ثَلاثُ عَوْراتٍ لَكُمْ) [النور: ٥٨]، قال: فلَمْ يُؤْمَرْ هؤلاءِ بالإذنِ إلّا في هذهِ العَوْراتِ الثَّلاثِ، قال: (وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَما اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) [النور: ٥٩]، قال ابنُ عبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما: فالإذنُ واجِبٌ "على النّاسِ كلِّهِم". رواه البخاري في الأدب المفرد (٨١١) وقال الألباني: إسناده صحيح.

 

37- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "سَترُ ما بين أعينِ الجنِّ، وعوْراتِ بني آدمَ، إذا دخل أحدُهم الخلاءَ أن يقولَ: بسمِ اللهِ" أخرجه الترمذي: (٦٠٦)، وصححه الألباني.

 

38- عن جابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا رآه مشتمِلًا بثوبه: "فإنْ كان واسعًا فالْتَحِفْ به، وإنْ كان ضيِّقًا فاتَّزِرْ به" رواه البخاري: (361)، ومسلم: (3010).

 

39- عن أبي برزة الأسلمي نضلة بن عبيد رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتَّبعوا عوراتِهم، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه" أخرجه أبو داود (٤٨٨٠)، وقال الألباني: حسن صحيح.

 

40- عن عبدالله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ"، فقالَت أمُّ سَلمةَ: فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟ قالَ: "يُرخينَ شبرًا"، فقالت: إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ، قالَ: "فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ" أخرجه الترمذي (١٧٣١)، صححه الألباني.

 

الاثار

1- قال عمر رضي الله عنه: "من أقام نفسه مقام التهم فلا يلومنَّ من أساء به الظن" كتاب إحياء علوم الدين: (ج 2 / ص 201-202).

 

2- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما أنه قال: "إني لأغتسل في البيت المظلم فأحني ظهري إذا أخذت ثوبي حياء من ربي" رواه ابن أبي شيبة في المصنف: (129-130).

 

3- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما أنه قال: " ما أقمت صلبي في غسلي منذ أسلمت" رواه ابن أبي شيبة في المصنف: (129-130).

 

القصص

عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: خرجت مع عمر رضي الله عنه ليلة في المدينة، فبينما نحن نمشي إذ ظهر لنا سراج فانطلقنا نؤمه - أي: نقصده - فلما دنونا منه إذا باب مغلق على قوم لهم أصوات ولغطٌ، فأخذ عمر بيدي وقال: أتدري من هذا؟ قلت: لا، فقال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شرب فما ترى؟ قلت: أرى أنا قد أتينا ما نهانا الله عنه قال الله تعالى: (وَلَا تَجَسَّسُوا) [الحجرات: 12]، فرجع عمر رضي الله عنه وتركهم. رواه الحاكم في المستدرك: (8136) (ج 4/ 419) والبيهقي: (17403) (ج 8/ ص 333).

متفرقات

1- قال صديق خان: "(وإذا فعلوا) أي العرب (فاحشة) هي ما يبالغ في فحشه وقبحه من الذنوب، قال أكثر المفسرين هو طواف المشركين بالبيت عراة وبه قال ابن عباس والسدي ومحمد بن كعب، وقيل هي الشرك قاله عطاء، والظاهر أنها تصدق على ما هو أعم من الأمرين جميعاً، والمعنى أنهم إذا فعلوا ذنباً قبيحاً مبالغاً في القبح اعتذروا عن ذلك بعذرين:

الأول: (قالوا وجدنا عليها آباءنا)؛ أي: أنهم فعلوا ذلك اقتداء بآبائهم وتقليداً لما وجدوهم مستمرين على فعل تلك الفاحشة.

 

والثاني: (والله أمرنا بها)؛ أي إنهم مأمورون بذلك من جهة الله سبحانه، وكلا العذرين في غاية البطلان والفساد لأن وجود آبائهم على القبيح لا يسوغ لهم فعله بل ذلك محض تقليد باطل لا أصل له والأمر من الله سبحانه لهم لم يكن بالفحشاء بل أمرهم باتباع الأنبياء والعمل بالكتب المنزلة، ونهاهم عن مخالفتهما ومما نهاهم عنه فعل الفواحش.

 

ولهذا رد الله سبحانه عليهم بأن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم فقال (قل إن الله لا يأمر بالفحشاء) فكيف تدعون ذلك عليه قال قتادة: والله ما أكرم الله عبداً قط على معصيته ولا رضيها له ولا أمره بها، ولكن رضي لكم طاعته ونهاكم عن معصيته". (فتح البيان).

 

2 – قال عبد الرحمن المباركفوري في شرح حديث: " قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله عريانا يجر ثوبه، والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فأعتنقه وقبله" قال: "فقام إليه أي متوجهاً إليه عرياناً يجر ثوبه، أي رداءه من كمال فرحه بقدومه ومأتاه، قال في المفاتيح: تريد أنه -صلى الله عليه وسلم- كان ساتراً ما بين سرته وركبته، ولكن سقط رداؤه عن عاتقه فكان ما فوق سرته عرياناً". تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي.

 

3- قال محمد المختار الشنقيطي: "فستر العورة على حالتين: إما أن يكون ساتراً مانعاً من رؤية لون البشرة، فهذا لا إشكال في إجزائه واعتباره، كالثوب الثخين، وإما أن يكون الساتر رقيقاً يشف ما تحته، فهذا يقول العلماء: وجوده وعدمه على حدٍ سواء، كالقماش الرقيق الذي ترى معه لون البشرة، فإن وجوده وعدمه على حدٍ سواء.

 

بل قال بعض العلماء: إن ما شفّ أعظم فتنةً مما كشف؛ لأنه يُغرِي، وتكون الفتنة بدعوته إلى النظر أكثر، بخلاف المتعري فإنه ربما اشمأزت النفوس من نظره، لكن لبس الشفاف أبلغ فتنةً وأعظم جُرأةً كما يقول بعض أهل العلم رحمة الله عليهم، فالشفاف وجوده وعدمه على حدٍ سواء". كتاب شرح زاد المستقنع: (33-5).

 

4- قال محمد المختار الشنقيطي: "وأما بالنسبة لصفة تغطية الساتر، فإنه يكون على حالتين: الحالة الأولى: أن يكون فضفاضاً، بحيث لا يكون ضيقاً يُحدد تفاصيل الجسم، فهذا بالإجماع يُعتبر ساتراً، لكن كره بعض العلماء المبالغة في الفضفاض إلى درجةٍ قد يكشف العورة في بعض الحالات، كما ذكروه في السراويل، فإنها إذا كانت واسعةً، وكانت أكمامها التي تخرج منها الرجلين مبالغاً في سعتها، وكانت قريبةً من الركبتين فإنها طريقٌ للكشف، ولذلك يُعتبر لبسها سبيلاً أو سبباً لسهولة النظر إلى العورة، ومظنة أن يرفع ركبته فينكشف ما قارب السوءة أو السوءة نفسها.

 

ولذلك قالوا: يُشدَّد فيما كان فضفاضاً واسعاً بحيث يبالَغ فيه إلى درجةٍ لا يُؤمَن معها انكشاف العورة.

 

الحالة الثانية: أن يكون ضيقاً، وهو الذي يحدد جرم العضو، فإن كان من المرأة فإنه بالإجماع يَحرُم عليها لبسه، ولذلك شدَّد بعض العلماء في تفصيل المرأة للعباءة التي تكون فيها اليد منفصلة عن الجسم؛ لأنها إذا كانت على هذه الصفة استطاع الناظر أن يدرك تفاصيل جسمها، وهل هي طويلةٌ أو قصيرةٌ أو رقيقةٌ أو غير ذلك.

 

ولذلك قالوا: تكون عباءتها، ويكون تفصيل يدها على حالٍ لو أنها حركت يدها لا يستطيع الإنسان أن يدرك طبيعة جسمها، أما لو كانت بهذه التفاصيل التي تستخدم عند بعض النساء اليوم بحيث إذا رأيت المرأة تستطيع أن تدرك تفاصيل جسمها، خاصةً في اليدين، وأعالي البدن فقالوا: مثل هذا يحرم عليها لبسه؛ لأنه يحدد تفاصيل جسمها.

 

وبعض المحدد -كما يقول العلماء- أشد إغراء بالفتنة لأنها إذا حددت تفاصيل الجسم كانت مغرية بالنظر إليها، فتكون الفتنة فيها أشد، ولذلك ينبغي على المرأة أن تكون عباءتها مغطيةً لها، ولا يكون هناك تفصيل لأعضاء الجسم، حتى لا تشابه الرجال، ولا يستطيع الرجل أن يدرك جِرم جسمها.

 

وكذلك الحال إذا كان سترها في أسفل البدن، كلبسها للسراويل، أو ما يسمى في عُرف اليوم (البنطال)، فهذا اللبس لا يجوز للمرأة مع وجود الرجل الأجنبي، وأما مع محارمها فأقل درجاته الكراهة؛ فإنه يُفصِّل تفاصيل الجسم، ومن أهل العلم من جزم بالتحريم حتى ولو مع وجود محرمها، وقال: لأنه لا يُعرَف في نساء المؤمنين، وإنما هو من باب التشبه، (ومن تشبه بقومٍ فهو منهم)؛ إذ لا يعرف بين النساء المؤمنات أن المرأة تأتي بلباسٍ بهذه الصفة، وإنما هو شيءٌ واردٌ على المسلمين من غيرهم، ولذلك أنا أميل إلى هذا القول، وأرى أنه تشبُّه، وأرى أن المرأة لا يجوز لها أن تلبس البنطلون ولو كان أمام محارمها، إلا إذا اضطرت إلى ذلك فهذا أمرٌ آخر.

 

فلا تلبس مثل هذا اللباس الضيق الذي يفصِّل تقاطيع الجسم في مواضع الفتنة، حتى ولو كان أمام محارمها.

 

فإن الإمام أحمد رحمة الله عليه لما سُئِل عن كشف المرأة عن صدرها وساقيها لمحرمها كأخيها ونحوه قال: (أخشى عليه الفتنة)، وهو إمام في زمانٍ الخير فيه شائع، وفي قرنٍ شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالفضل، فكيف بنا اليوم؟! فلذلك ينبغي التحذير من هذا والنهي عنه، ويعتبر من التشبه الذي لا يجوز للمرأة أن تتعاطاه.

 

وأما بالنسبة لحكمه في الصلاة لو صلَّت به، فإن المفصِّل لتقاطيع الجسم مع ستر العورة يُوجِب الحكم بالصحة، ولكنها آثمةٌ من جهة الإخلال بما ذكرناه" كتاب شرح زاد المستقنع: (33-5).

 

5- قال محمد المختار الشنقيطي: "جاء في الحديث قوله عليه الصلاة والسلام: (ما بين السرة إلى الركبة عورة)، وقوله: (العورة ما بين السرة والركبة) بهذه الألفاظ، لكنه يأتي على وجهين: الوجه الأول: يأتي مقيداً بالصلاة، وهذا حسَّنه بعض أهل العلم.

 

والوجه الثاني: أن يأتي مطلقاً، وقد تكلم العلماء رحمهم الله على سنده وضعفوه.

 

وقال العلماء: أما بالنسبة للرجل فما بين السرة والركبة.

 

وأما السرة نفسها فقول الجماهير: إنها ليست بعورة.

 

والركبة نفسها عورةٌ في قول بعض العلماء، وليست بعورة في قول طائفة، وإن كان الأقوى أنها ليست بعورة؛ لأن التعبير بالبينية يُشعِر بأن الغاية خارجةٌ عن المغيا، كما هو معلوم في القواعد" كتاب شرح زاد المستقنع: (33-6).

 

6- قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: "وأجمع العلماء على أن ستر العورة فرض بالجملة على الآدميين" الاستذكار: (5-437).

 

7- قال النووي رحمه الله: " قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا يَنْظُر الرَّجُل إِلَى عَوْرَة الرَّجُل , وَلَا الْمَرْأَة إِلَى عَوْرَة الْمَرْأَة , وَلَا يُفْضِي الرَّجُل إِلَى الرَّجُل فِي ثَوْب وَاحِد , وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَة إِلَى الْمَرْأَة فِي الثَّوْب الْوَاحِد": فيه تَحْرِيم نَظَر الرَّجُل إِلَى عَوْرَة الرَّجُل , وَالْمَرْأَة إِلَى عَوْرَة الْمَرْأَة , وَهَذَا لَا خِلَاف فِيهِ. وَكَذَلِكَ نَظَر الرَّجُل إِلَى عَوْرَة الْمَرْأَة وَالْمَرْأَة إِلَى عَوْرَة الرَّجُل حَرَام بِالْإِجْمَاعِ.

 

وَنَبَّهَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَظَرِ الرَّجُل إِلَى عَوْرَة الرَّجُل، عَلَى نَظَرِهِ إِلَى عَوْرَة الْمَرْأَة، وَذَلِكَ بِالتَّحْرِيمِ أَوْلَى. وَهَذَا التَّحْرِيم فِي حَقّ غَيْر الْأَزْوَاج وَالسَّادَة، أَمَّا الزَّوْجَانِ: فَلِكُلِّ وَاحِد مِنْهُمَا النَّظَر إِلَى عَوْرَة صَاحِبه جَمِيعهَا" شرح مسلم للنووي.

 

8- قال الباجي رحمه الله: "في بيان معنى "الكاسيات العاريات": " وفي العتبية عن ابن القاسم: عاريات: تلبسن الرقيق. ويحتمل عندي، والله أعلم: أن يكون ذلك لمعنيين:

أحدهما: الخفة، فيشف عما تحته، فيدرك البصر ما تحته من المحاسن.

 

ويحتمل: أن يريد به الثوب الرقيق الصفيق، الذي لا يستر الأعضاء، بل يبدو حجمها.

 

(فرع) قال مالك -رحمه الله- بلغني أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - نهى النساء أن يلبسن القباطي، قال: وإن كانت لا تشف؛ فإنها تصف. قال مالك: معنى تصف أي تلصق بالجلد. وسئل مالك عن الوصائف يلبسن الأقبية؟ فقال: ما يعجبني ذلك، وإذا شدتها عليها ظهر عجُزها.

 

ومعنى ذلك: أنه لضيقه يصف أعضاءها، عجُزها وغيرها مما شرع ستره والله أعلم وأحكم" المنتقى شرح الموطأ" (7-224).

 

9- قال الحطاب المالكي رحمه الله: "هل يجوز نظر الإنسان إلى فرج نفسه من غير حاجة إلى ذلك ، كرهه بعض الفقهاء ، ولا معنى له ، ولعله أراد أنه ليس من المروءة ، وإلا فلا مانع من جهة الشرع" مواهب الجليل: (1-507).

 

10- قال الإمام النووي رحمه الله: "قال صاحب البيان وغيره : يستحب لمن هو على قضاء الحاجة أن لا ينظر إلى فرجه ، ولا إلى ما خرج منه ، ولا يعبث بيده" المجموع: (2-110)

 

11- قال البهوتي الحنبلي رحمه الله: "يجوز كشفها لحاجة ، كتخل ، واستنجاء ، وغسل ، ولا يحرم عليه نظر عورته حيث جاز كشفها لتداو ونحوه مما تقدم ، لكن يكره" كشاف القناع: (1-265).

 

12- قال ابن القطان الفاسي – مالكي - رحمه الله تعالى: "مسألة: قد قدمنا القول في الوجه والكفين، وأنهما يُعفى عن بدوِّهما. ويظهر بالنظر الأول أن القدمين أحرى، لما يُظَنّ من كونهما يظهران في العادة، وليس كل امرأة تجد لهما ساترا. والأظهر عندي: منع إبدائهما، على أشد ما في الوجه والكفين، لأن الضرورة في إبدائهما ليست كالضرورة في إبداء اليدين، وقد كادت تنصُّ على ذلك أحاديث الذيل. ثم ذكر حديث ابن عمر، ثم قال: فهذا أمر بهذا القدر من التستر، وهو مبالغة في المنع من إبدائهما...

 

اختلف الفقهاء في هذه المسألة: فأبو حنيفة يقول: جائز لها إبداؤهما في الصلاة، ولا يجب عليها ستر ظهورهما فيها؛ فدل على أنّهما ليستا عنده بعورة. وأما مالك -رحمه الله- فإنه لا يجيز لها إبداء ظهور قدميها، في الصلاة ولا في غيرها..." أحكام النظر: (ص 221–224).

 

 

الإحالات

1- أحكام العورات للنساء؛ المؤلف: عمرو عبد المنعم سليم.

 

2- كتاب أحكام انفرد بها النساء عن الرجال.

 

الحكم

- قال عبد الله بن المبارك لرجل: " اترك النظر في عيوب الناس توفق للاطلاع على عيب نفسك " (أدب الطلب ومنتهى الارب).