عرش

2022-10-04 - 1444/03/08

التعريف

المعنى اللغوي لكلمة العرش قال ابن فارس: "عرش" العين والراء والشين أصل صحيح واحد، يدل على ارتفاع في شيء مبني، ثم يستعار في غير ذلك [معجم مقاييس اللغة (4/ 264) ] .

والعرش في كلام العرب يطلق على عدة معان منها:

ا- سرير الملك: قال الخليل: العرش: السرير للملك [كتاب العين (4/ 291) ] .

وقال الأزهري: "والعرش في كلام العرب: سرير الملك، يدلك على ذلك سرير ملكة سبا، سماه الله- جل وعز- عرشا فقال: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) [النمل، آية: 21]،[ تهذيب اللغة (4/ 413) ] .

وقال ابن منظور- بعد أن نقل كلام الأزهري-: وقد يستعار لغيره... والجمع أعراش، وعروش، وعرشة، وفي حديث بدء الوحي: "فرفعت رأسي فإذا هو قاعد على عرش في الهواء"، وفي رواية: "بين السماء والأرض" يعني: جبريل على سرير [لسان العرب (4/ 2880)] .

 

2- سقف البيت: قال الخليل: عرش البيت: سقفه [كتاب العين (4/ 291)، الصحاح ص 722.] .

وقال الزبيدي: والعرش من البيت سقفه ومنه الحديث: أو كالقنديل المعلق بالعرش، يعني: السقف، وفي حديث آخر: "كنت أسمع قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم على عرشي" أي: سقف بيتي، وبه فسر قوله تعالى: (وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) [سورة البقرة: 259]، أي: صارت على سقوفها، كما قال عز من قائل: (فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا)

أراد أن حيطانها قائمة وقد تهدمت سقوفها، فصارت في قرارها، وانقعرت الحيطان من قواعدها فتساقطت على السقوف المتهدمة قبلها، ومعنى الخاوية والمنقعرة واحد، وهي: المنقلعة من أصولها [تاج العروس (4/ 321)] .

 

3- ركن الشيء: قال الزبيدي: "والعرش: ركن الشيء، قاله الزجاج والكسائي، وبه فسر قوله تعالى: (وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا) أي: وخرت على أركانها[تاج ا لعروس (4/ 321)] .

 

4- الملك: قال الأزهري: والعرش: الملك، يقال: ثل عرشه، أي: زال ملكه وعزه. قال زهير:

تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها *** وذبيان إذ زلت باقدامها النعل [تهذيب اللغة (4/ 414)] .

قال الزبيدي: قال ابن الأعرابي: العرش: الملك بضم الميم، وهو كناية....[تاج العروس (4/ 321)] .

 

5- قوام أمر الرجل: قال ابن فارس: "استعيرت كلمة عرش هنا، فقيل لأمر الرجل وقوامه: عرش، وإذا زال ذلك عنه قيل: ثل عرشه، قال زهير: تداركتما الأحلاف قد ثل عرشها وذبيان إذ زلت بأقدامها النعل [معجم مقاييس اللغة (4/ 264) بتصرف] .

قال الزبيدي: "قولهم: ثل عرشه أي: عدم ما هو عليه من قوام أمره، وقيل: وهى أمره، وقيل: ذهب عزه، ومنه حديث عمر- رضي الله عنه - أنه رؤي في المنام فقيل له: ما فعل بك ربك، قال: لولا أن تداركني لثل عرشي [تاج العروس (4/ 321)] .

 

6- عرش السماك: قال ابن فارس: ويقال: إن عرش السماك: أربعة كواكب أسفل من العواء على صورة النعش، ويقال: هي عجز الأسد، قال ابن أحمر:

باتت عليه ليلة عرشية *** شربت وبات إلى نقا متهدم"1

 

7- عرش البئر: قال الأزهري: "وقال أبو عبيد: قال أبو زيد: بئر معروشة: وهي التي تطوى قدر قامة من أسفلها بالحجارة، ثم يطوى سائرها بالخشب، فذلك الخشب هو العرش، يقال: منه عرشت البئر أعرشها، فإذا كانت كلها بالحجارة فهي مطوية وليست بمعروشة.

وقال غيره: المثاب: مقام الساقي فوق العروش، ومنه قول الشاعر:

وما لمثابات العروش بقية *** إذا استل من تحت العروش الدعائم

وقال ابن الأعرابي: العرش: بناء، فوق البئر يقوم عليه الساقي، وأنشد: أكل يوم عرشها مقيلي [كتاب العين (1/ 293)] .

 

8- عرش القدم: قال الخليل: "العرش في القدم كل ما بين الحمار والأصابع من ظهر القدم، والحمار: المرتفع من ظهر القدم، وجمعه: عرشة وأعراش [لسان العرب (4/ 2882) ] .

وقال بن الأعرابي: ظهر القدم: العرش، وباطنه: الأخمص [تهذيب اللغة (1/ 416) ] .

 

قلت: من المعلوم أن معرفة كل معنى من تلك المعاني إنما يتحدد بحسب ما أضيف إلى الكلمة، والمعنى المقصود في عرش الرحمن من تلك المعاني السابقة، هو سرير الملك، ذلك لأن النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة قد جاءت معينة لهذا المعنى وحده دون غيره من المعاني، وهذا ما سياتي بيانه.

 

أما زعم الجهمي بان معنى العرش في قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) ، يحتمل عدة معاني، فلا يعرف أي هذه المعاني هو ا لمراد، فقد أجاب عنه ابن القيم بقوله: هذا تلبيس منك على الجهال، وكذب ظاهر، فإنه ليس لعرش الرحمن الذي استوى عليه إلا معنى واحد، وإن كان للعرش من حيث الجملة عدة معاني، فاللام: للعهد، وقد صار بها العرش معينا، وهو عرش الرب- تعالى- الذي هو سرير ملكه الذي اتفقت عليه الرسل، وأقرت به الأمم، إلا من نابذ الرسل...[مختصر الصواعق المرسلة (1/ 17، 18)] .

 

التعريف الاصطلاحي:

قال الطبري- عند تفسير قوله تعالى: (وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ) يعني بالعرش: السرير. ثم ذكر بسنده عن السدي في تفسير هذه الآية قوله: محدقين حول العرش، قال العرش: السرير[تفسير الطبري (24/ 37، 38)] . 

 

وقال الطبري في موضع آخر: (ذُو الْعَرْش) [غافر: 15] يقول: ذو السرير المحيط بما دونه [تفسير الطبري (24/ 49)] .

وقال البيهقي: وأقاويل أهل التفسير على أن العرش: هو السرير، وأنه جسم مجسم خلقه الله، وأمر ملائكته بحمله، وتعبدهم بتعظيمه والطواف به، كما خلق في الأرض بيتا، وأمر بني آدم بالطواف به واستقباله في الصلاة،.

وفي الآيات والأحاديث والآثار دلالة واضحة على ما ذهبوا إليه [الأسماء والصفات: ص 497] .

وقال- أيضا-: العرش: هو السرير المشهور فيها بين العقلاء [الاعتقاد: ص 112] .

وقال ابن كثير: هو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات [البداية (1/ 12)] .

وقال الذهبي- بعد أن ذكر سرر أهل الجنة-: فما الظن بالعرش العظيم الذي اتخذه العلي العظيم لنفسه في ارتفاعه وسعته، وقوائمه وماهيته وحملته، والكروبيين الحافين من حوله وحسنه ورونقه وقيمته: فقد ورد أنه من ياقوته حمراء [العلو: ص 57] .

قلت: وهذا الذي ذكره الطبري والبيهقي وابن كثير والذهبي في تعريف العرش، هو الذي جاءت به الآيات والأحا ديث والآثار، وهو ما ذهب إليه سلف الأمة وأئمتها في عرش الله، فهم يعتقون أن عرش الرحمن هو: سرير: قال ابن قتيبة: وطلبوا للعرش معنى غير السرير، والعلماء في اللغة لا يعرفون للعرش معنى إلا السرير، وما عرش من السقوف وأشباهها قال أمية بن أبي الصلت:

مجدوا الله وهو للمجد أهل *** ربنا في السماء أمسى كبيرا

بالبناء الأعلى الذي سبق النـاس *** وسوى فوق السماء سريرا

شرجعا لا يناله بصر العيـن *** ترى دونه الملائك صورا

[الاختلاف في اللفظ: ص. 24] .

وقال ابن كثير: العرش في اللغة: عبارة عن السرير الذي للملك، كما قال تعالى: (وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ) [النمل: 23] وليس هو فلكا، ولا تفهم منه العرب ذلك، والقرآن إنما نزل بلغة العرب، فهو سرير ذو قوائم...[البداية (1/ 11، 12)] .

وأنه ذو قوائم: قال شارح الطحاوية: قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، كما قال صلى الله عليه وسلم: « فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور» [شرح العقيدة الطحاوية ص 310، 311] .

وأنه مخلوق: قال الحافظ ابن حجر: قوله: (وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 129] إشارة إلى أن العرش مربوب،وكل مربوب مخلوق...، وفي إثبات القوائم للعرش دلالة على أنه جسم مركب له أبعاض وأجزاء، والجسم المؤلف محدث مخلوق [فتح الباري (13/ 455) ] .

وقد جاء ذكر خلق العرش في حديث أبي رزين العقيلي قال: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه، قال: «كان في عماء، ما فوقه هواء، وما تحته هواء، ثم خلق عرشه على الماء» . وأن الله سبحانه قد أمر ملائكته بحمله، وتعبدهم بتعظيمه: تال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) [غافر: 7]، وقال تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ) [الحاقة: 17] .

وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» [أخرجه أبو داود في 9 سننه، كتاب السنة، باب في الجهمية: (96/5، حديث 4727) وأورده ابن كثير في تفسيره: (4/ 414)، وعزاه إلى ابن أبي حاتم وقال: إسناده جيد، ورجاله كلهم ثقات] .

وهو أعلى المخلوقات وأعظمها، وسقفها، وهو كالقبة على العالم، وما تحته بالنسبة إليه كحلقة في فلاة .

قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في كتاب أصول السنة: ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش، واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق [أصول السنة: ص 282، تحقيق: احمد إبراهيم بن محمد بن هارون، رسالة ماجستير من قسم الدراسات العليا، الجامعة الإسلامية] .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما العرش فإنه مقبب، لما روي في السنن لأبي داود عن جبير بن مطعم قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وجاع العيال،- وذكر الحديث- إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله على عرشه، وإن عرشه على سمواته وأرضه، كهكذا" وقال بأصابعه مثل القبة... » وفي علوه قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعالاها، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة» [أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ). انظر: فتح الباري (13/ 404) ] .

فقد تبين بهذه الأحاديث أنه أعلى المخلوقات وسقفها، وأنه مقبب...[ الفتاوى (5/ 151)] .

وفي حديث أبي ذر المشهور قال: قلت يا رسول الله، أي ما أنزل عليك أعظم، قال: «آية الكرسي»- ثم قال: « يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة» وهذا القول للسلف في عرش الله هو ما جاءت به الآيات والأحاديث الصحيحة، وقد كان سلف الأمة وأئمتها- دائما- يصرحون بذلك في كتبهم عند الحديث عن هذه المسألة [العرش وما رُوِي فيه المؤلف : أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي (المتوفى : 297هـ) المحقق : محمد بن خليفة بن علي التميمي الناشر : مكتبة الرشد، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة : الأولى، 1418هـ/1998م (1/25-36) ] .

 

 

العناصر

1- الله سبحانه و تعالى مستوي على العرش كما يليق بجلاله وعظمته و هي صفة ثابتة ثبوتا قطعيا .

 

 

2- الله سبحانه مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه .

 

 

3- ذكر عرش الله تبارك وتعالى وكرسيه وعظمة خلقهما .

 

 

4- عرش الرحمن فوق الجنة؛ يعني سقف الجنة .

 

 

5- العرش أعظم مخلوقات الله تعالى .

 

 

6- سجود الشمس تحت عرش الله عز وجل .

 

 

7- أثر الإيمان بالعرش والكرسي على المسلم .

 

 

8- ظل العرش .

 

 

9- حملة العرش .

 

 

10- العرش فوق الماء .

 

الايات

1- قال الله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5].
2- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء) [هود:7].
3- قال تعالى: (وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) [الزمر:75].
4- قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا) [غافر:7].
5- قال تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) [الحاقة:17].

الاحاديث

1- عن جابر رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ) رواه البخاري ومسلم.
2- عن أبي ذر رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس فقال: (يا أبا ذر أتدرى أين تغرب الشمس). قلت: الله ورسوله أعلم. قال: (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى "والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم") رواه البخاري ومسلم.
3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، أراه فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة) رواه البخاري.

الاثار

1- عن سليمان التيمي أنه قال: لو سألت أين الله، لقلت: في السماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء، لقلت: على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء، لقلت: لا أعلم، قال أبو عبد الله وذلك لقوله تعالى: (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِما شَاءَ) [سورة البقرة: 255]، [خلق أفعال العباد: ص 127] .

 

2- عن ابن مسعود رضي الله عنه: بين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه [أخرجه ابن خزيمة في التوحيد: ص 105، والدارمي في الرد على الجهمية : ص 26، 27، وأبو الشيخ في العظمة: (ت 34/أ )، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة: (3/396)، وأورده ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية: ص 100، وقال: رواه سنيد بن داود بإسناد صحيح] .

 

3- قال عبد الله بن عباس- رضي، الله عنهما-: "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدره إلا الله- تعالى- .

القصص

الاشعار

شَـهِـدْتُ بِـأَنَّ وَعْـدَ اللهِ حَقٌّ *** وَأَنَّ النَّـارَ مَثْـوَى الْكَافِرِيْنَـا
وَأَنَّ الْعَـرْشَ فَـوْقَ الْمَاءِ طَافٍ *** وَفَـوْقَ الْعَـرْشِ رَبُّ الْعَالَمِينَـا
وَتَحْـمِـلُـهُ مَـلائِكَةٌ شِـدَادٌ *** مَلائِـكَـةُ الإِلَـهِ مُسَـوِّمِينَـا
[عبد الله بن رواحة]

مَجِّـدُوا اللهَ فَهْـوَ لِلْمَجْـدِ أَهْلٌ *** رَبُّنَـا فِي السَّمَاءِ أَمْسَى كَبِيرًا
بِالْبِنَـاءِ الْعَالِي الَّذِي بَهَـر النَّـا *** سَ وَسوَّى فَوْقَ السَّمَـاءِ سَريرًا
شَرْجَعًـا لا يَنَالُـه بَصَـرُ الْعَيْـ *** نِ تُـرَى حَوْلَهُ الْمَلائِكُ صُورًا
[أمية بن أبي الصلت]

قَالُوا أَتَزْعُمُ أَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *** قُلْتُ الصَّوَابُ كَذَاكَ خَبَّرَ سَيِّدِي
قَالُوا فَمَا مَعْنَى اْسْتِـواهً أَبِنْ لَنَـا *** فَأَجَبْتُهُمْ هَذَا سُؤَالُ الْمُعْتَـدي
[أبو الخطاب الكَلْوذاني]

الدراسات

متفرقات

1- يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما العرش فلم يكن داخلا فيما خلقه في الأيام الستة، ولا فيما يشقه ويفطره، بل الأحاديث المشهورة دلت على ما دل عليه القرآن من بقاء العرش، فقد ثبت في الصحيح أن جنة عدن سقفها عرش الرحمن، قال صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة، وأوسط الجنة، وفوقه عرش الرحمن [نقض التأسيس (1/ 151) ] .

 

2- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: العرش موجود بالكتاب والسنة، وإجماع سلف الأمة وأئمتها (مجموع الفتاوى 6/ 584) .

 

3- قال الطبري: كان عرشه على الماء قبل أن يخلق السماوات والأرض ومن فيهن، ثم أخرج عن مجاهد أنه قال: كان عرشه على الماء قبل أن يخلق شيئا، ويبين هذا حديث عمران بن الحصين الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض»

 

4- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: العرش فوق المخلوقات، والخالق سبحانه وتعالى فوقه [مجموع الفتاوى 6/ 564] .

 

5- قال الأوزاعي: كنا - والتابعون متوافرون - نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا [أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص 515، وصحح إسناده ابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص43] .

 

6- قال الشيخ السعدي: وهؤلاء الملائكة قد وكلهم الله تعالى بحمل عرشه العظيم، فلا شك أنهم من أكبر الملائكة وأعظمهم وأقواهم. واختيار الله لهم لحمل عرشه، وتقديمهم في الذكر، وقربهم منه يدل على أنهم أفضل أجناس الملائكة عليهم السلام [تفسير السعدي ص 732] .

التحليلات

الإحالات

1- العرش وما رُوِي فيه المؤلف : أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي (المتوفى : 297هـ) المحقق : محمد بن خليفة بن علي التميمي الناشر : مكتبة الرشد، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة : الأولى، 1418هـ/1998م

2- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء الدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد - عرش الرحمن في القرآن للدكتور: عبد العزيز بن صالح العبيد (82/139) . 

3- شرح العقيدة الطحاوية المؤلف: صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (المتوفى: 792هـ) تحقيق: جماعة من العلماء، تخريج: ناصر الدين الألباني الناشر: دار السلام للطباعة والنشر التوزيع والترجمة (عن مطبوعة المكتب الإسلامي) الطبعة: الطبعة المصرية الأولى، 1426هـ - 2005م (1/279) .

4- تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ) المحقق : محمود حسن الناشر : دار الفكر الطبعة : الطبعة الجديدة 1414هـ/1994م (1/382) .

5- جامع البيان في تأويل القرآن المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري، [ 224 - 310 هـ ] المحقق : أحمد محمد شاكر الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م (24/346) .

6- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (13/408) .

7- مجموع الفتاوى المؤلف : أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني . المحقق : أنور الباز - عامر الجزار الناشر : دار الوفاء الطبعة : الثالثة ، 1426 هـ / 2005 م (6/551) .

8- جلاء العينين في محاكمة الأحمدين المؤلف : نعمان بن محمود بن عبد الله، أبو البركات خير الدين، الآلوسي (المتوفى : 1317هـ) قدم له : علي السيد صبح المدني - رحمه الله - الناشر : مطبعة المدني عام النشر : 1401 هـ - 1981 م (1/417) .

9- البداية والنهاية تأليف: عماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (774 هـ) تحقيق: عبدالله عبدالمحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات بدار هجر الناشر: هجر للطباعة والنشر – الجيزة الطبعة: الاولى 1417هـ - 1997 م (1/19) .

10- ظلال الجنة في تخريج السنة لابن أبي عاصم المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة : الثالثة - 1413-1993 (1/309) .