عدل

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

العدل لغة: مصدر عدل يعدل عدلا وهو مأخوذ من مادّة (ع د ل) الّتي تدلّ- كما يقول ابن فارس- على معنيين متقابلين: أحدهما يدلّ على الاستواء، والآخر على اعوجاج، ويرجع لفظ العدل هنا إلى المعنى الأوّل، وإذا كان العدل مصدرا فمعناه: خلاف الجور وهو ما قام في النّفوس أنّه مستقيم، وقد يستعمل هذا المصدر استعمال الصّفات، فيقال: رجل عدل، والعدل من النّاس المرضيّ المستقيم الطّريقة، ويستوي في هذا الوصف المفرد والمثنّى والجمع والمذكّر والمؤنّث.

 

يقال: رجل عدل، ورجلان عدل ورجال عدل، وامرأة عدل، كلّ ذلك على معنى: ذو عدل، أو ذوو عدل، أو ذوات عدل. فإن رأيته مثنّى أو مجموعا أو مؤنّثا فعلى أنّه قد أجري مجرى الوصف الّذي ليس بمصدر كما في قولهم: قوم عدل وعدول أيضا، وحكى ابن جنّي: امرأة عدلة: ومعنى قولهم رجل عدل، بيّن العدل والعدالة أي أنّه رضا ومقنع في الشّهادة.

 

ويرادف العدل (في معناه المصدريّ) العدالة والعدولة والمعدلة والمعدلة يقال: بسط الوالي عدله ومعدلته، وفلان من أهل المعدلة أي من أهل العدل، وتعديل الشّهود أن تقول إنّهم عدول، والعدل والعدل والعديل سواء أي النّظير والمثيل، وقيل هو المثل وليس بالنّظير عينه وفي التّنزيل (أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) [المائدة: 95]، والعدل بالفتح أصله مصدر قولك: عدلت بهذا عدلا تجعله اسما للمثل، لتفرّق بينه وبين عدل المتاع، وقال الرّاغب: العدل والعدل يتقاربان، لكنّ العدل يستعمل فيما يدرك بالبصيرة كالأحكام، والعدل والعديل فيما يدرك بالحاسّة كالموزونات والمعدودات والمكيلات، وقد فرّق سيبويه بين العدل والعديل فقال: العديل من عادلك من النّاس، والعدل لا يكون إلّا للمتاع خاصّد.

 

والعدل (أيضا) الحكم بالحقّ، وفي قول اللّه تعالى: (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) [الطلاق: 2] قال سعيد بن المسيّب: ذوي عقل، وقال إبراهيم (النّخعيّ): العدل الّذي لم تظهر منه ريبة (ومن معاني) العدل أن تعدل الشّيء عن وجهه أي تصرفه عنه (مقاييس اللغة لابن فارس:4-246، والصحاح:5-1760، ولسان العرب:5-2838، ومفردات الراغب:325).

 

وفيما يتعلّق بالفعل المشتقّ من هذه المادّة؛ فإنّ معناه يختلف باختلاف التّجرّد والزّيادة من ناحية وباعتبار التّعدّي واللّزوم من ناحية ثانية وباعتبار حرف الجرّ المتعلّق به من ناحية ثالثة، ومن أمثلة ما أوردته كتب اللّغة من ذلك قولهم: عدل في الحكم: لم يجر فيه، وعدل عليه في القضيّة: أنصفه، وعدل عن الحقّ: جار، ويقال: فلان يعدل فلانا: يساويه، وما يعدلك عندنا شيء: أي لا يقع شيء موقعك، وعدلت فلانا بفلان: سوّيت بينهما، وعدل فلان: صار ذا عدل، وعدل باللّه: أشرك، وعدل عن الشّيء: حاد عنه، وعدل إليه: رجع، وعدل الفحل عن الإبل: ترك الضّراب، ومن أمثلة الصّيغ المزيدة قولهم: عدّل الشّيء قوّمه والحكم أقامه، وعدّل الشّاهد: زكّاه، وعادل الشّيء، وازنه، وعادل الأمر ارتبك فيه، وتأتي عادل في معنى انعدل أي اعوجّ، أمّا اعتدل فيراد بها استقام، وقد يحتمل الفعل عدل أكثر من معنى كما في قوله (بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ)[النمل:60] يصحّ أن يكون على تقدير يعدلون به أي يشركون، ويصحّ أن يكون من قولهم: عدل عن الحقّ: جار (المفردات للراغب:324؛ بتصرف يسير).

 

العدل اصطلاحا:

 

هو فصل الحكومة على ما في كتاب اللّه- سبحانه وتعالى- وسنّة رسوله صلّى اللّه عليه وسلّم لا الحكم بالرّأي المجرّد (فتح القدير:1-480). وقيل: بذل الحقوق الواجبة وتسوية المستحقّين في حقوقهم (الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة للسعدي:253).

 

وقال ابن حزم: هو أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه (مداواة النفوس:81). وقال الجرجانيّ: العدل الأمر المتوسّط بين الإفراط والتّفريط. والعدالة في الشّريعة: عبارة عن الاستقامة على طريق الحقّ بالاجتناب ممّا هو محظور دينا (التعريفات للجرجاني:153)، (وانظر نضرة النعيم:7-2790).

 

العناصر

1- فضل العدل والعادلين.

 

2- العدل أقرب للتقوى.

 

3- العدل في الرضا و الغضب من المنجيات من عذاب الله يوم القيامة.

 

4- العدل ومكانته في الشرائع وأثره في عز الأمم وبقائها.

 

5- مكانة العدل في الإسلام والأمر به وسعته وشموله.

 

6- أقسام العدل.

 

7- مظاهر العدل في الإسلام.

 

8- العدل من صفات الله تعالى ويحبها من عباده.

 

9- الدعوة للعدل مع الأعداء والأقربين.

 

10- نصرة الله للمظلوم.

 

11- جزاء العادل يوم القيامة.

 

الايات

1- قال الله تَعَالَى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)[البقرة:48].

 

2- قَالَ تَعَالَى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)[البقرة:123].

 

3- قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ...) الآية [البقرة:282].

 

4- قَالَ تَعَالَى: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً... بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[آل عمران: 18].

 

5- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)[آل عمران:21].

 

6- قَالَ تَعَالَى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا)[النساء:3].

 

7- قَالَ تَعَالَى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا)[النساء:58].

 

8- قَالَ تَعَالَى: (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا)[النساء: 127].

 

9- قَالَ تَعَالَى: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ المَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالمُعَلَّقَةِ)[النساء:129].

 

10- قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[النساء:135].

 

11- قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[المائدة:8].

 

12- قَالَ تَعَالَى: (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)[المائدة:42].

 

13- قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا)[المائدة:95].

 

14- قَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ)[المائدة:106].

 

15- قَالَ تَعَالَى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)[الأنعام:1].

 

16- قَالَ تَعَالَى: (وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا)[الأنعام:70].

 

17- قَالَ تَعَالَى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الأنعام:115].

 

18- قَالَ تَعَالَى: (وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[الأنعام:152].

 

19- قَالَ تَعَالَى: (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ)[الأعراف: 29].

 

20- قَالَ تَعَالَى: (وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)[الأعراف:159].

 

21- قَالَ تَعَالَى: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)[الأعراف:181].

 

22- قَالَ تَعَالَى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[يونس:47].

 

23- قَالَ تَعَالَى: (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الْأَرْضِ لَافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[يونس:54].

 

24- قَالَ تَعَالَى: (وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)[الإسراء:35].

 

25- قَالَ تَعَالَى: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الأنبياء: 47].

 

26- قَالَ تَعَالَى: (إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ)[الْجَاثِيَةِ:15].

 

27- قَالَ تَعَالَى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[النحل:76].

 

28- قَالَ تَعَالَى: (إنَّ اللهَ يَأمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النحل:90].

 

29- قَالَ تَعَالَى: (فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ)[الشورى:15].

 

30- قَالَ تَعَالَى: (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ)[الْأَحْزَابِ: 5]

 

31- قَالَ تَعَالَى: (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُواْ الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيء إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الحجرات:9-10].

 

32- قال تعالى: (وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ)[الرحمن:7-9].

 

33- قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)[الحديد: 25].

 

34- قال تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ)[الممتحنة: 8].

 

35- قَالَ تَعَالَى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ)[الطلاق:2].

 

الاحاديث

1- عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في عسرنا ويسرنا، ومنشطنا ومكارهنا، وعلى أن لا ننازع الأمر أهله، وعلى أن نقول بالعدل أين كنَّا، لا نخاف في الله لومة لائم (رواه النسائي:4153، وأحمد:15691، وصححه الألباني). وهو عند البخاري:7056، ومسلم:1706 بلفظ: ونَقولُ بالحَقِّ حيثما كنَّا.

 

2- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلُّهم الله تعالى في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمام عدل..." الحديث (رواه البخاري:660، ومسلم:1031).

 

3- عن عياض بن حمار -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من وجدَ اللُّقَطَةَ فليُشهِد ذا عدلٍ أو ذوي عدلٍ ولا يكتم ولا يغيِّبْ فإن وجدَ صاحبَها فليردَّها عليهِ وإلَّا فهوَ مالُ اللَّهِ يؤتيهِ من يشاءُ"(أخرجه أبو داود:1709، وصححه الألباني).

 

4- عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يلبَثُ الجَورُ بعدي إلَّا قليلًا حتَّى يطلعَ، فَكُلَّما جاء منَ الجورِ شيءٌ ذَهَبَ منَ العدلِ مثلُهُ، حتَّى يولدَ في الجورِ من لا يعرفُ غيرَهُ، ثمَّ يأتي اللَّهُ -تبارَكَ وتعالى- بالعدلِ، فَكُلَّما جاءَ منَ العَدلِ شيءٌ ذَهَبَ منَ الجَورِ مثلُهُ، حتَّى يولَدَ في العدلِ من لا يَعرفُ غَيرَهُ"(رواه أحمد:٢٠٣٠٨، وحسنه العراقي في محجة القرب:١٧٧).

 

5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن طلَب قَضاءَ المُسلِمِينَ حتَّى يَنالَهُ ثمَّ غلَب عَدْلُهُ جَوْرَهُ فله الجَنَّةُ، ومَن غلَب جَوْرُهُ عَدْلَهُ فله النَّارُ"(رواه أبو داود وسكت عنه وقال الشوكاني في سبل السلام:٤‏-١٨٢: إسناده حسن).

 

6- عن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا يردُّ دعاؤهُم: الذاكِرُ اللهَ كثيرا، ودعوةُ المظلومِ، والإمامُ المقسطُ"(أخرجه البزار:٨٧٥١، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة: ١٢١١: إسناده حسن).

 

7- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ المُقْسِطِينَ عِنْدَ اللهِ علَى مَنابِرَ مِن نُورٍ، عن يَمِينِ الرَّحْمَنِ -عزَّ وجلَّ-، وكِلْتا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ في حُكْمِهِمْ وأَهْلِيهِمْ وما ولوا"(رواه مسلم:1827).

 

8- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: أنَّ امْرَأَةً مِن بَنِي مَخْزُومٍ سَرَقَتْ، فقالوا: مَن يُكَلِّمُ فيها النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَلَمْ يَجْتَرِئْ أحَدٌ أنْ يُكَلِّمَهُ، فَكَلَّمَهُ أُسامَةُ بنُ زَيْدٍ، فقالَ: "إنَّ بَنِي إسْرائِيلَ كانَ إذا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وإذا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ، لو كانَتْ فاطِمَةُ لَقَطَعْتُ يَدَها"(رواه البخاري:٣٧٣٣).

 

9- عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: أَعْطانِي أبِي عَطِيَّةً، فَقالَتْ عَمْرَةُ بنْتُ رَواحَةَ: لا أرْضى حتّى تُشْهِدَ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فأتى رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَقالَ: إنِّي أعْطَيْتُ ابْنِي مِن عَمْرَةَ بنْتِ رَواحَةَ عَطِيَّةً، فأمَرَتْنِي أنْ أُشْهِدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: "أعْطَيْتَ سائِرَ ولَدِكَ مِثْلَ هذا؟"، قالَ: لا، قالَ: "فاتَّقُوا اللَّهَ واعْدِلُوا بيْنَ أوْلادِكُمْ"، قالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ (رواه البخاري:٢٥٨٧، ومسلم:١٦٢٣)

 

10- عن أشياخ من قوم حبان بن واسع قالوا: أنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عدَّلَ صفوفَ أصحابِه يومَ بدرٍ وفي يدِه قدحٌ يعدِّلُ به القومَ فمرَّ بسوادِ بنِ غَزيَّةَ -حليفَ بني عدي بنِ النَّجارِ وهو مُسْتنتِلٌ من الصفِّ- فطعن في بطنِه بالقدحِ وقال: "استوِ يا سوادُ" فقال: يا رسولَ اللهِ أوجَعْتَني وقد بعثك اللهُ بالحقِّ والعدلِ فأقِدْني قال: فكشف رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عن بطنِه وقال: "استقِدْ" قال: فاعتنقَه فقبَّل بطنَه فقال: ما حملكَ على هذا يا سوادُ؟ قال: يا رسولَ حضَر ما ترى فأردتُ أن يكون آخرُ العهدِ بك أن يمَسَّ جلدي جلدَك فدعا له رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بخيرٍ وقال له: "استوِ يا سوادُ"(أخرجه ابن إسحاق في السيرة:2-266، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (٦‏-٨٠٨): إسناده حسن إن شاء الله تعالى).

 

عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما أصاب أحدًا قط همٌّ ولا حزنٌ، فقال: اللهمَّ إني عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أَمَتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤُك، ... الحديث (أخرجه أحمد:٣٧١٢، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة:١٩٩).

 

الاثار

1- كتب الحسن البصري إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز فقال: "اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر، وصلاح كل فاسد، وقوة كل ضعيف، ونصفه ونصفة كل مظلوم ومفزع كل ملهوف والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالراعي الشفيق على إبله الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المزعى ويذودُها عن مراتع المهلكة ويحميها من السباع ويكتفها من أذى الحرّ والقرّ، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأب الحاني على والده يسعى لهم صغاراً ويعلمهم كباراً، يكتسب لهم في حياته ويدخر لهم بعد مماته، والإمام العادل يا أمير المؤمنين كالأم الشفيقة البرّة الرّفيقة، بولدها حملته كرها ووضعته كرهاً وربته طفلا تسهر بسهره وتسكن بسكونه ترضعة تارة وتفطمه أخرى وتفرح بعافيته وتغتمّ بشكايته. والإمام العدل يا أمير المؤمنين وصي اليتامى وخازن المساكين يربي صغيرهم ويمون كبيرهم. والإمام العادل يا أمير المؤمنين؛ كالقلب بين الجوارح تصلح بصلاحه وتفسد بفساده. والإمام العادل يا أمير المؤمنين هو القائم بين الله وبين عباده يسمع كلام الله ويسمعهم وينظر إلى الله ويريهم وينقاد إلى الله ويقودهم؛ فلا تكن يا أمير المؤمنين فيما ملكك الله كعبد ائتمنه سيده واستحفظه ماله وعياله، فبدّد، وشرد العيال، فأفقر أهله وفرق ماله"(جواهر الأدب:165).

القصص

1- أخرج البيهقي عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- قام يوم جمعة فقال: إذا كان بالغداة فأحضروا صدقات الإبل نقسم، ولا يدخل علينا أحد إلا بإذن. فقالت امرأة لزوجها: خذ هذا الخطام لعل الله يرزقنا جملا. أتى الرجل فوجد أبا بكر، وعمر -رضي الله عنهما- قد دخلا إلى الإبل فدخل معهما. فالتفت أبو بكر فقال: ما أدخلك علينا؟ ثم أخذ منه الخطام فضربه. فلما فرغ أبو بكر من قسم الإبل دعا بالرجل فأعطاه الخطام، وقال: استقد. قال له عمر: والله لا يستقيد، لا تجعلها سنة. قال أبو بكر: فمن لي من الله يوم القيامة؟ فقال عمر: أرضه؛ فأمر أبو بكر غلامه أن يأتيه براحلة ورحلها وقطيفة، وخمسة دنانير فأرضاه بها (أخرجه البيهقي:8-49 ، رقم:15804).

 

2- ومن عدل أبي بكر رضي الله عنه عن عائشة قالت: "قسم أبي أول عام الفيء فأعطى الحر عشرة وأعطى المملوك عشرة والمرأة عشرة وأمتها عشرة، ثم قسم في العام الثاني فأعطاهم عشرين عشرين"(أخرجه ابن سعد في الطبقات:3-193).

 

3- عن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها قالت: "إن أبا بكر الصديق كان نحلها جاد عشرين وسقا من ماله بالغابة، فلما حضرته الوفاة، قال: والله يا بنية، ما من الناس أحد أحب إلى غنى بعدي منك، ولا أعز علي فقرأ بعدي منك، وإني كنت نحلتك جاد عشرين وسقا، فلو كنت جددتيه واحتزتيه كان لك، وإنما هو اليوم مال وارث، وإنما هما أخواك، وأختاك، فاقتسموه على كتاب الله، قالت عائشة: فقلت: يا أبت والله لو كان كذا وكذا لتركته إنما هي أسماء، فمن الأخرى؟ فقال أبو بكر: ذو بطن بنت خارجة أراها جارية"(أخرجه مالك:2-752، رقم 1438).

 

4- عن سليمان بن يسار أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يبعث ابن رواحة إلى خيبر فيخرص بينه وبين يهود فجمعوا حليا من نسائهم فقالوا هذا لك وخفف عنا قال يا معشر يهود والله إنكم لمن أبغض خلق الله إلي وما ذاك بحاملي على أن أحيف عليكم والرشوة سحت فقالوا بهذا قامت السماء والأرض (رواه أحمد:3-296، والطحاوي:1-317، وحسن إسناده الألباني في إرواء الغليل:3-281).

 

5- عن سعيد بن المسيب قال: أنَّ مسلِمًا ويهوديًّا اختصَما إلى عُمرَ، فرأى أنَّ الحقَّ لليَهوديِّ، فقضى لهُ عمرُ بهِ. فقال لهُ اليهوديُّ: واللهِ لقد قَضيتَ بالحقِّ، فضربَهُ عمرُ بالدِّرَّةِ وقال: وما يُدريكَ؟ فقالَ اليهوديُّ: واللهِ إنّا نَجدُ في التَّوراةِ: ليسَ قاضٍ يَقضي بالحقِّ، إلّا كانَ عن يمينِه مَلَكٌ، وعن شمالِه مَلَكٌ، يُسدِّدانِه ويُوفِّقانِه للحَقِّ ما دام معَ الحقِّ، فإذا تركَ الحقَّ عرَجا وتَركاهُ. (أخرجه مالك:2-719، رقم 1400) وقال الألباني في صحيح الترغيب(2197): صحيح موقوف).

 

6- خرج عبدالله وعبيد الله ابنا عمر بن الخطاب في جيش إلى العراق، فلما قفلا مرا على أبي موسى الأشعري، وهو أمير على البصرة، فرحب بهما وسهل، ثم قال: لو أقدر لكما على أمر أنفعكم به لفعلت، ثم قال: بلى ها هنا مال من مال الله تعالى أريد أن أبعث به إلى أمير المؤمنين، فأسلفكماه فتبتاعان به من متاع العراق، ثم تبيعانه بالمدينة فتوديان رأس المال إلى أمير المؤمنين، ويكون لكما الربح، فقالا: وددنا ففعل، وكتب إلى عمر بن الخطاب أن يأخذ منهما المال، فلما قدما على عمر قال: أكل الجيش أسلفه كما أسلفكما، فقالا: لا، فقال عمر ابني أمير المؤمنين: فأسلفكما أديا (تاريخ مدينة دمشق:1/37 ج21).

 

7- قال ميمون بن مهران: "إن الله كان يتعاهد الناس بنبي بعد نبي، وإن الله تعاهد الناس بعمر بن عبد العزيز"(تاريخ مدينة دمشق:45-193 ).

 

8- عن السائب بن محمد قال: كتب الجراح بن عبد الله إلى عمر بن عبد العزيز: إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم وإنه لا يصلحهم إلا السيف و السوط فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فكتب إليه عمر: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم و أنه لا يصلحهم إلا السيف و السوط فقد كذبت بل يصلحهم العدل ولحق فابسط ذلك فيهم و السلام"(تاريخ الخلفاء:149).

 

9- يقول حسن القصاب : "رأيت الذئاب ترعى مع الغنم بالبادية في خلافة عمر بن عبد العزيز، فقلت : سبحان الله !! ذئب في غنم لا يضرها، فقال الراعي : إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس"(تاريخ الخلفاء:149).

 

 

 

الاشعار

1- قال حافظ ابراهيم في ديوانه:

وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً *** بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها

وَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها *** سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها

رَآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى *** فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيها

فَوقَ الثَرى تَحتَ ظِلِّ الدَوحِ مُشتَمِلاً *** بِبُردَةٍ كادَ طولُ العَهدِ يُبليها

فَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يَكبُرُهُ *** مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديها

وَقالَ قَولَةَ حَقٍّ أَصبَحَت مَثَلاً *** وَأَصبَحَ الجيلُ بَعدَ الجيلِ يَرويها

أَمِنتَ لَمّا أَقَمتَ العَدلَ بَينَهُمُ *** فَنِمتُ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها

 

2- قال أبو الفتح البستي:

عليك بالعدل إن وليت مملكة *** واحذر من الجور فيها غاية الحذر

فالعدل يبقيه أنى احتل من بلد *** والجور يفنيه في بدو وفي حضر

(غرر الخصائص الواضحة؛ للوطواط:1-48).

 

3- قال علي بن محمد البسامي:

إذا سست قوما فاجعل العدل بينهم *** وبينك تأمن كل ما تتخوف

وإن خفت من أهواء قوم تشتتا *** فبالجود فاجمع بينهم يتألفوا

(روضة العقلاء ونزهة الفضلاء:269)

 

4- قال جميل الزهاوي:

العدل كالغيث يحيي الأرض وابله *** والظلم في الملك مثل النار في القصب

(معجم روائع الحكمة والاقوال الخالدة:155)

 

5- قال ابن الرومي:

العدل فرض وبذل الفضل نافلة *** يا ابن الكرام فعدلا ثم إفضالا

ملكت مالك جودا لا يقام له *** والعدل أفضل ما ملكته المالا

(ديوان ابن الرومي:1-85)

 

6- قال خليل جبران:

ليس في الغابات عدل *** لا ولا فيها العقاب

فإذا الصفصاف ألقى *** ظله فوق التراب

لا يقول السرو هذي *** بدعة ضد الكتاب

أن عدل الناس ثلج *** إن رأته الشمس ذاب

(تراثنا الأدبي المعاصر:284)

 

7- قال آخر:

عن العدلِ لا تعدلْ وكنْ متيقِّظًا *** وحكمُك بين النَّاس فليكُ بالقسطِ

وبالرِّفقِ عاملْهم وأحسنْ إليهمُ *** ولا تبدلنَّ وجه الرِّضا منك بالسَّخطِ

وحَلِّ بدُرِّ الحقِّ جِيد نظامِهم *** وراقبْ إله الخلق في الحلِّ والربطِ

(نسيم الصبا؛ للحسن بن عمر بن الحسن:110-111).

 

8- قال الزمخشري: قدم المنصور البصرة قبل الخلافة، فنزل بواصل بن عطاء، فقال: أبيات بلغتني عن سليمان بن يزيد العدوي في العدل، فمرَّ بنا إليه، فأشرف عليهم من غرفة، فقال لواصل: من هذا الذي معك؟ قال: عبد الله ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، فقال: رحب على رحب، وقرب إلى قرب، فقال: يحب أن يستمع إلى أبياتك في العدل، فأنشده:

حتَّى متى لا نرَى عدلًا نُسَرُّ به *** ولا نرَى لِوُلاةِ الحقِّ أعوانا

مستمسكين بحقٍّ قائمين به *** إذا تلَّون أهلُ الجوْرِ ألوانا

يا للرجالِ لدَاءٍ لا دواءَ له *** وقائدٍ ذي عمَى يقتادُ عُميانا

 

متفرقات

1- قال ابن كثير عند قوله تعالى: "يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوَّامين بالقسط، أي: بالعدل، فلا يعدلوا عنه يمينًا ولا شمالًا، ولا تأخذهم في الله لومة لائم، ولا يصرفهم عنه صارف، وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه.

وقوله: (شُهَدَاءَ لِلَّهِ) كما قال:  (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ)[الطلاق: 2]. أي: ليكن أداؤها ابتغاء وجه الله، فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقًّا، خالية من التحريف والتبديل والكتمان؛ ولهذا قال:  وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ. أي: اشهد الحقَّ، ولو عاد ضررها عليك، وإذا سُئِلتَ عن الأمر فقل الحقَّ فيه، وإن كان مضرة عليك، فإنَّ الله سيجعل لمن أطاعه فرجًا ومخرجًا من كلِّ أمر يضيق عليه"(تفسير ابن كثير).

 

2- قال ابن كثير: "يقول تعالى: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ)؛ أي: ومن الأمم أُمَّةٌ قائمة بالحق، قولًا وعملًا يَهْدُونَ بِالْحَقِّ يقولونه ويدعون إليه، وَبِهِ يَعْدِلُونَ يعملون ويقضون. وقد جاء في الآثار: أنَّ المراد بهذه الأمة المذكورة في الآية، هي هذه الأمة المحمدية.

قال سعيد، عن قتادة في تفسير هذه الآية: بلغنا أنَّ نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأ هذه الآية: هذه لكم، وقد أُعطي القوم بين أيديكم مثلها: (وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)[الأعراف:159]"(تفسير ابن كثير).

 

3- قال ابن كثير في قوله تعالى (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ): "وقل لهم يا محمد: وأمرني ربي أن أعدل بينكم معشر الأحزاب، فأسير فيكم جميعًا بالحق الذي أمرني به وبعثني بالدعاء إليه  وعن قتادة، قوله: (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ) قال: أمر نبي الله -صَلَّى الله عليه وسلَّم- أن يعدل، فعدل حتى مات صلوات الله وسلامه عليه"(تفسير ابن كثير).

 

4- قال الطبري في قول الله تعالى: (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ) "يعني: هل يستوي هذا الأبكم الكلُّ على مولاه، الذي لا يأتي بخير حيث توجَّه، ومن هو ناطق متكلم، يأمر بالحقِّ، ويدعو إليه، وهو الله الواحد القهار، الذي يدعو عباده إلى توحيده وطاعته، يقول: لا يستوي هو تعالى ذكره، والصنم الذي صفته ما وصف. وقوله (وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [النحل: 76]  يقول: وهو مع أمره بالعدل، على طريق من الحقِّ في دعائه إلى العدل، وأمره به مستقيم، لا يعوج عن الحقِّ، ولا يزول عنه"(جامع البيان).

 

5- قال ابن تيمية: "أمور الناس تستقيم في الدنيا مع العدل الذي فيه الاشتراك في أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق وإن لم تشترك في إثم، ولهذا قيل: إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، ويقال: الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام"(مجموع الفتاوى:28-146).

 

6- قال ابن كثير في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط): "يأمر تعالى عباده المؤمنين أن يكونوا قوامين بالقسط أي بالعدل فلا يعدلوا عنه يمينا ولا شمالا ولا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يصرفهم عنه صارف وأن يكونوا متعاونين متساعدين متعاضدين متناصرين فيه وقوله " شهداء لله " كما قال " وأقيموا الشهادة لله " أي أدوها ابتغاء وجه الله فحينئذ تكون صحيحة عادلة حقا خالية من التحريف والتبديل والكتمان"(تفسير ابن كثير).

 

7- قال ابن حجر: "وأحسن ما فسر به العادل أنه الذي يتبع أمر الله بوضع كل شيء في موضعه من غير إفراط ولا تفريط، وقدمه في الذكر لعموم النفع به"(فتح الباري شرح صحيح البخاري:3-126).

 

8- قال ابن رجب: "وأول هذه السبعة: الإمام العادل: وهو أقرب الناس من الله يوم القيامة، وهو على منبر من نور على يمين الرحمن، وذلك جزاء لمخالفته الهوى، وصبره عن تنفيذ ما تدعوه إليه شهواته وطمعه وغضبه، مع قدرته على بلوغ غرضه من ذلك؛ فإنَّ الإمام العادل دعته الدنيا كلها إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، وهذا أنفع الخلق لعباد الله، فإنه إذا صلح صلحت الرعية كلها، وقد رُوي أنَّه ظلُّ الله في الأرض؛ لأنَّ الخلق كلَّهم يستظلون بظلِّه، فإذا عدل فيهم أظلَّه الله في ظلِّه"(فتح الباري:4-59).

 

9- قال ابن القيم: "إن الله أرسل رسله وأنزل كتبه ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي به قامت السماوات والأرض، فإذا ظهرت أمارات العدل وتبين وجهة بأي طريقٍ كان فثمَّ شرع الله ودينه، والله تعالى لم يحصر طرق العدل وأدلته وعلاماته في شيء ونفى غيرها من الطرق التي هي مثلها أو أقوى منها، بل بين ما شرعه من الطرق أن مقصوده إقامة العدل وقيام الناس بالقسط، فأي طريق استُخرج بها العدل والقسط فهي من الدين، لا يقال: إنها مخالفة له، فلا تقول: إن السياسة العادلة مخالفة لما نطق به الشرع، بل موافقة لما جاء به، بل هي جزء من أجزائه، ونحن نسميها سياسةً تبعا لمصطلحكم، وإنما هي شرعٌ حق"(بدائع الفوائد:3-674).

 

10- قال ابن القيم: "فإن الشرك أظلم الظلم كما أن أعدل العدل التوحيد، فالعدل قرين التوحيد، والظلم قرين الشرك، ولهذا يجمع سبحانه بينهما، أما الأول ففي قوله: (شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ)، وأما الثاني فكقوله: تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[لقمان:13]"(الفوائد:81).

 

11- قال ابن القيم: "أئمة العدل وولاته الذين تؤمن بهم السبل ويستقيم بهم العالم ويستنصر بهم الضعيف ويذل بهم الظالم ويأْمن بهم الخائف وتقام بهم الحدود ويدفع بهم الفساد ويأْمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقام بهم حكم الكتاب والسنة وتطفأُ بهم نيران البدع والضلالة، وهؤلاء الذين تنصب لهم المنابر من النور عن يمين الرحمن عز وجل يوم القيامة فيكونون عليها- والولاة الظلمة قد صهرهم حر الشمس وقد بلغ منهم العرق مبلغه وهم يحملون أثقال مظالمهم العظيمة على ظهورهم الضعيفة في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، ثم يرى سبيل أحدهم إما إلى الجنة وإما إلى النار"(طريق الهجرتين وباب السعادتين:345).

 

12- قال السعدي عند قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ): "فالعدل الذي أمر الله به، يشمل العدل في حقِّه، وفي حق عباده، فالعدل في ذلك أداء الحقوق كاملة موفرة؛ بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية والمركبة منهما في حقِّه وحقِّ عباده، ويعامل الخلق بالعدل التام، فيؤدي كلُّ والٍ ما عليه تحت ولايته، سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى، وولاية القضاء ونواب الخليفة، ونواب القاضي.

والعدل هو ما فرضه الله عليهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وأمرهم بسلوكه، ومن العدل في المعاملات أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات، بإيفاء جميع ما عليك، فلا تبخس لهم حقًّا، ولا تغشهم ولا تخدعهم وتظلمهم. فالعدل واجب، والإحسان فضيلة مستحب"(تيسير الكريم الرحمن).

 

13- قال سيد قطب في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم...). قال: "إنه نداء للذين آمنوا. نداء لهم بصفتهم الجديدة. وهي صفتهم الفريدة. صفتهم التي بها أنشئوا نشأة أخرى؛ وولدوا ميلاداً آخر. ولدت أرواحهم، وولدت تصوراتهم، وولدت مبادئهم وأهدافهم، وولدت معهم المهمة الجديدة التي تناط بهم، والأمانة العظيمة التي وكلت إليهم.. أمانة القوامة على البشرية، والحكم بين الناس بالعدل.. ومن ثم كان للنداء بهذه الصفة قيمته وكان له معناه : (يا أيها الذين آمنوا...) فبسبب من اتصافهم بهذه الصفة كان التكليف بهذه الأمانة الكبرى. وبسبب من اتصافهم بهذه الصفة كان التهيؤ والاستعداد للنهوض بهذه الأمانة الكبرى..

وهي لمسة من لمسات المنهج التربوي الحكيم؛ تسبق التكليف الشاق الثقيل: (كونوا قوامين بالقسط، شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما).

 

إنها أمانة القيام بالقسط.. بالقسط على إطلاقه. في كل حال وفي كل مجال. القسط الذي يمنع البغي والظلم -في الأرض- والذي يكفل العدل -بين الناس- والذي يعطي كل ذي حق حقه من المسلمين وغير المسلمين؛ ففي هذا الحق يتساوى عند الله المؤمنون وغير المؤمنين -كما رأينا في قصة اليهودي- ويتساوى الأقارب والأباعد. ويتساوى الأصدقاء والأعداء. ويتساوى الأغنياء والفقراء.. 

 

(كونوا قوامين بالقسط، شهداء لله).

حسبة لله. وتعاملا مباشراً معه. لا لحساب أحد من المشهود لهم أو عليهم، ولا لمصلحة فرد أو جماعة أو أمة، ولا تعاملاً مع الملابسات المحيطة بأي عنصر من عناصر القضية، ولكن شهادة لله، وتعاملاً مع الله. وتجرداً من كل ميل، ومن كل هوى، ومن كل مصلحة، ومن كل اعتبار.

 

(ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين).

وهنا يحاول المنهج تجنيد النفس في وجه ذاتها، وفي وجه عواطفها، تجاه ذاتها أولاً، وتجاه الوالدين والأقربين ثانياً.. وهي محاولة شاقة.. أشق كثيراً من نطقها باللسان، ومن إدراك معناها ومدلولها بالعقل.. إن مزاولتها عملياً شيء آخر غير إدركها عقلياً. ولا يعرف هذا الذي نقوله إلا من يحاول أن يزاول هذه التجربة واقعياً

 

ولكن المنهج يجند النفس المؤمنة لهذه التجربة الشاقة . لأنها لا بد أن توجد، لا بد أن توجد في الأرض هذه القاعدة، ولا بد أن يقيمها ناس من البشر"(في ظلال القرآن).

 

14- قال سيد قطب في قوله تعالى: (والميزان ليقوم الناس بالقسط): "(والميزان) مع الكتاب؛ فكل الرسالات جاءت لتقر في الأرض وفي حياة الناس ميزاناً ثابتاً ترجع إليه البشرية؛ لتقويم الأعمال والأحداث والأشياء والرجال، وتقيم عليه حياتها في مأمن من اضطراب الأهواء واختلاف الأمزجة، وتصادم المصالح والمنافع؛ ميزاناً لا يحابي أحداً؛ لأنه يزن بالحق الإلهي للجميع، ولا يحيف على أحد لأن الله رب الجميع.

 

هذا الميزان الذي أنزله الله في الرسالة هو الضمان الوحيد للبشرية من العواصف الزلازل والاضطرابات والخلخلة التي تحيق بها في معترك الأهواء ومضطرب العواطف، ومصطخب المنافسة وحب الذات؛ فلا بد من ميزان ثابت يثوب إليه البشر، فيجدون عنده الحق والعدل والنصفة بلا محاباة؛ (ليقوم الناس بالقسط)؛ فبغير هذا الميزان الإلهي الثابت في منهج الله وشريعته، لا يهتدي الناس إلى العدل، وإن اهتدوا إليه لم يثبت في أيديهم ميزانه، وهي تضطرب في مهب الجهالات والأهواء!"(في ظلال القرآن).

 

15- قال ابن عثيمين: "فالعدل واجب في كلِّ شيء، لكنه في حق ولاة الأمور آكد وأولى وأعظم؛ لأنَّ الظلم إذا وقع من ولاة الأمور حصلت الفوضى والكراهة لهم، حيث لم يعدلوا"(شرح رياض الصالحين:3-641).

 

الإحالات

1- العدل دراسة معاصرة؛ لأبي القاسم الديباجي.

 

2- العدل في القرآن والسنة؛ لهلال محمد العيسى.

 

الحكم

1- قال جبران خليل جبران:

إن عدل الناس ثلج إن رأته الشمس ذاب

 

2- قال جمال البنا: "لو كان للأديان بصمة لكان العدل بصمة الإسلام"(هل يمكن تطبيق الشريعة؟:73).

 

3- قال أحدهم: "إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس"(تاريخ الخلفاء:149).