طمع

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

الطمع لغة:

مصدر قولهم: طمع فلان يطمع، وهو مأخوذ من مادّة (ط م ع) الّتي تدلّ على رجاء قويّ في القلب للشّيء، ولمّا كان أكثر الطّمع من الهوى قيل: الطّمع طبع [انظر البصائر (3/ 395) والمفردات (307) ] . والطّمع يدنّس الإهاب، يقال: طمع فلان في كذا وبكذا يطمع طمعا وطماعة وطماعية أي حرص عليه ورجاه فهو طمع وطامع من قوم طمعين وطماعى وأطماع وطمعاء. وأطمعه فيه غيره، ويقال في التّعجّب: طمع الرّجل (بضمّ الميم) أي صار كثير الطّمع، والطمع أيضا رزق الجند. قال ابن برّي: يقال: طمع وأطماع ومطمع ومطامع، وقول اللّه تعالى: (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) [الأعراف: 44] معناه كما يقول أبو حيّان: يتيقّنون ما أعدّ اللّه لهم من الزّلفى  [تفسير البحر المحيط (4/ 304) ] .

وقوله سبحانه: (وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ) [الشعراء: 82] قال القرطبيّ: معناه: أرجو، وقيل هو بمعنى اليقين في حقّه، وبمعنى الرّجاء في حقّ المؤمنين سواه [تفسير القرطبي (13/ 76) ] . قال الأزهريّ: الطّمع ضدّ اليأس. وفي حديث عمر- رضي اللّه عنه-: «تعلّمنّ أنّ الطّمع فقر، وأنّ اليأس غنى.ويقال: ما أطمع فلانا على التّعجّب من طمعه، ويتعدّى الفعل بالهمزة لا بالتّضعيف. قال ابن منظور: وأنكر بعضهم التّشديد (أي أن يقال طمّع)، وإنّما يقال: أطمعه غيره (أي إنّ التعدّي يكون بالهمزة)، والمطمع: ما طمع فيه، والمطمعة: ما طمع من أجله، وامرأة مطماع: تطمع ولا تمكّن من نفسها، والمطمع: ما طمعت فيه. [مقاييس اللغة (3/ 425)، المفردات للراغب (307)، تهذيب اللغة للأزهري (2/ 192)، الصحاح (3/ 1255)، اللسان (طمع) (2704) (ط. دار المعارف) وبصائر ذوي التمييز (3/ 516) ] .

الطمع اصطلاحا:

قال الرّاغب: نزوع النّفس إلى الشّيء شهوة له [المفردات (207) ] .

وقال المناويّ: الطّمع تعلّق البال بالشّيء من غير تقدّم سبب له، وأكثر ما يستعمل فيما يقرب حصوله، وقد يستعمل بمعنى الأمل. وقال بعضهم: الطّمع ذلّ ينشأ من الحرص والبطالة والجهل بحكمة الباري [التوقيف (307) ] . 

 

العناصر

1- تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الدنيا والحرص عليها و ذم الجشع والطمع .

 

 

2- العاقل يجتنب الطمع إلى الأصدقاء ، فإنه مذلة .

 

 

3- آفة الدين الطمع والورعُ ملاكُ الدين . 

 

 

4- من أراد الإخلاص فليقبل على الطمع فيذبحه بسكين اليأس وليقبل 5- على حب المدح ويجهز عليه بسيف الزهد والطمع في الآخرة فحينئذ يكون الإخلاص .

 

 

5- مما يعين على النصر على الأعداء هو الطمع في فضل الله وسعادة الدنيا والآخرة .

 

 

6- السبب الرئيسي في التغالي في المهور، هو الطمع والهلع . والجشع .

 

 

7- أثر الطمع والوظيفة على علماء الخلف .

 

 

8- فضل القناعة والرضا بقسم الله تعالى.

 

 

9- فضل الإنفاق في سبيل الله .

 

الايات

1- قوله تعالى: ( وَإِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ * فَأَثابَهُمُ اللَّهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ ) [المائدة: 83- 85] .

 

 

2- قوله تعالى: ( وَنادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَها عِوَجاً وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كافِرُونَ * وَبَيْنَهُما حِجابٌ وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ * وَإِذا صُرِفَتْ أَبْصارُهُمْ تِلْقاءَ أَصْحابِ النَّارِ قالُوا رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنادى أَصْحابُ الْأَعْرافِ رِجالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيماهُمْ قالُوا ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ * أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُما عَلَى الْكافِرِينَ * الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ كَما نَسُوا لِقاءَ يَوْمِهِمْ هذا وَما كانُوا بِآياتِنا يَجْحَدُونَ ) [الأعراف: 44- 51] .

 

 

3- قوله تعالى: ( فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدِينَ * قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ * رَبِّ مُوسى وَهارُونَ * قالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ * إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ ) [الشعراء: 46- 51] .

 

 

4- قوله تعالى: ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ * إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ * قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ * قالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ * قالَ أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنْتُمْ وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ * الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ * رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ * وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) [الشعراء: 69- 89] .

 

 

5- قوله تعالى: ( أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [البقرة: 75] . 

 

 

6- قوله تعالى: ( فَمالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ * عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ * أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ) [المعارج: 36- 38] .

 

 

7- قوله تعالى: ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مالًا مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً ) [المدثر: 11- 17] .

 

 

8- قوله تعالى: ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) [الأعراف: 55- 56] .

 

 

9- قوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ ) [الرعد: 12] .

 

 

10- قوله تعالى: ( وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [الروم: 24] .

 

 

11- قوله تعالى: ( إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ) [السجدة: 15- 17] .

 

الاحاديث

1- عن عياض بن حمار المجاشعيّ- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال ذات يوم في خطبته: «ألا إنّ ربّي أمرني أن أعلّمكم ما جهلتم ممّا علّمني، يومي هذا ... الحديث، وفيه: «قال: وأهل النّار خمسة: الضّعيف الّذي لا زبر له ، الّذين هم فيكم تبعا لا يتبعون  أهلا ولا مالا. والخائن الّذي لا يخفى له طمع ، وإن دقّ إلّا خانه. ورجل لا يصبح ولا يمسي إلّا وهو يخادعك عن أهلك ومالك». وذكر البخل أو الكذب  والشّنظير  الفحّاش» [مسلم (2865) ] .

 

 

2- عن زيد بن أرقم- رضي اللّه عنه- قال: لا أقول لكم إلّا كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول. كان يقول: «اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللّهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها. أنت وليّها ومولاها، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها» [مسلم (2722) ] .

 

 

3- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: سمعت عمر بن الخطّاب يقول: قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعطيني العطاء فأقول: أعطه أفقر إليه منّي. حتّى أعطاني مرّة مالا فقلت: أعطه أفقر إليه منّي. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «خذه، وما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف  ولا سائل، فخذه، وما لا، فلا تتبعه نفسك» [البخاري- الفتح 3 (1473). ومسلم (1045) واللفظ له] . 

 

 

4- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لو أنّ لابن آدم ملء واد مالا لأحبّ أنّ له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلّا التّراب، ويتوب اللّه على من تاب» [البخاري- الفتح 11 (6437) واللفظ له. ومسلم (1049) ] .

 

 

5- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «لا يزال قلب الكبير شابّا في اثنتين: في حبّ الدّنيا وطول الأمل» [البخاري- الفتح 11 (6420) واللفظ له. ومسلم (1046) في باب كراهة الحرص على الدنيا] .

 

 

6- عن ابن كعب بن مالك الأنصاريّ عن أبيه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشّرف لدينه» [الترمذي (2376) واللفظ له وقال: حسن صحيح. وأحمد (3/ 456، 460). وذكره ابن الأثير في جامع الأصول (3/ 628). وقال محققه: وهو كما قال الترمذي. وكذا المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 540). وهو في المشكاة (3/ 1431). وأفرده الحافظ ابن رجب في رسالة لطيفة] .

 

 

7- عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «منهومان لا يشبعان: منهوم في علم لا يشبع، ومنهوم في دنيا لا يشبع» [الحاكم في المستدرك (1/ 92) واللفظ له. وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم أجد له علة ووافقه الذهبي. والحديث في المشكاة (1/ 86) وفيه قال الألباني: هو عند ابن عدي وابن عساكر (وهو صحيح)، وانظر «مجمع الزوائد» (1/ 135) ] .

 

 

8- قال معاوية- رضي اللّه عنه-: إيّاكم وأحاديث. إلّا حديثا كان في عهد عمر، فإنّ عمر كان يخيف النّاس في اللّه عزّ وجلّ. وقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يقول: «من يرد اللّه به خيرا يفقّهه في الدّين» وسمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّما أنا خازن. فمن أعطيته عن طيب نفس فيبارك له فيه، ومن أعطيته عن مسألة وشره كان كالّذي يأكل ولا يشبع» [مسلم (1037) ] .

 

 

9- عن عبد الرّحمن بن عوف- رضي اللّه عنه- أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ثلاث- والّذي نفس محمّد بيده إن كنت لحالفا عليهنّ- لا ينقص مال من صدقة فتصدّقوا، ولا يعفو عبد عن مظلمة يبتغي بها وجه اللّه إلّا رفعه بها- وقال أبو سعيد مولى بني هاشم: إلّا زاده اللّه بها عزّا يوم القيامة- ولا يفتح عبد باب مسألة إلّا فتح اللّه عليه باب فقر» [أحمد (1/ 193). وذكره الألباني في صحيح الجامع (2/ 63) برقم (3022) وقال: صحيح. وعزاه للبزار وابن عساكر وابن أبي الدنيا في ذم الغضب] . 

 

 

10- عن حكيم بن حزام- رضي اللّه عنه- قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني. ثمّ قال: «يا حكيم إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، كالّذي يأكل ولا يشبع. اليد العليا خير من اليد السّفلى». قال حكيم: فقلت: يا رسول اللّه والّذي بعثك بالحقّ لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتّى أفارق الدّنيا. فكان أبو بكر رضي اللّه عنه يدعو حكيما إلى العطاء فيأبى أن يقبله منه. ثمّ إنّ عمر رضي اللّه عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبل منه شيئا، فقال عمر: إنّي أشهدكم يا معشر المسلمين على حكيم أنّي أعرض عليه حقّه من هذا الفيء فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحدا من النّاس بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حتّى توفّي» [البخاري- الفتح 3 (1472) واللفظ له. ومسلم (1035) ] .

 

 

11- عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يهرم ابن آدم وتشبّ اثنتان: الحرص على المال والحرص على العمر» [البخاري- الفتح 11 (6421). ومسلم (1047) واللفظ له ] .

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه-: تعلّمنّ أنّ الطّمع فقر، وأنّ اليأس غنى. [لسان العرب (5/ 2074) ] .

 

 

2- قال عليّ- رضي اللّه عنه- أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع .[ المستطرف (98) ] .

 

 

3- وقال أيضا- رضي اللّه عنه- ما الخمر صرفا بأذهب لعقول الرّجال من الطّمع. [المستطرف (98) ] . 

 

 

4- اجتمع كعب وعبد اللّه بن سلام، فقال له كعب: يا بن سلام: من أرباب العلم؟ قال: الّذين يعملون به. قال: فما أذهب العلم عن قلوب العلماء بعد أن علموه؟ قال: الطّمع، وشره النّفس، وطلب الحوائج إلى النّاس. [المستطرف (98) ] .

 

 

5- قال ابن الأعرابيّ- رحمه اللّه تعالى-: كان يقال: لا يوجد العجل محمودا، ولا الغضوب مسرورا، ولا الملول ذا إخوان، ولا الحرّ حريصا، ولا الشّره غنيّا.[ مجمع الأمثال للميداني النيسابوري (2/ 243) ] .

 

 

6- قال سهل بن عبدالله: استجلبْ حلاوةَ الزُهد بقصر الأمل، واقطع أسباب الطمع بصحَّة اليأسِ، وتعرَّضْ لرقة القلب بمجالسة أهل الذكر. واستفتحْ باب الحُزن بُطول الفكر، وتزيَّنْ لله بالصدق في كل الأحوال. وإيَّاك والتَّسويف، فإنه يُغرقُ الهلكى، وإياك والغفلة فإن فيها سواد القلب، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر.[ إيقاظ أولي الهمم العالية لعبدالعزيز آل محمد السلمان ص42] .

 

 

7- قال عمر بن عبد العزيز: إذا كان في القاضي خمس خصال فقد كمل، علم ما كان قبله، ونزاهة عن الطمع، وحلم عن الخصم، واقتداء بالأئمة، ومشاورة أهل الرأي. [البيان والتبيين 2/150] .

 

 

8- سأل الحسن غلاماً فقال له: ما ملاك الدين؟ قال: الورع؛ قال: فما آفته؟ قال: الطمع، فعجب الحسن منه؛ وقال الحسن: مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة. [مدارج السالكين ( 2/22) ] .

 

الاشعار

1- قال متمّم بن نويرة في مرثيّته المشهورة يرثي أخاه مالكا:

 

لبيبا أعان اللّبّ منه سماحة *** خصيبا إذا ما راكب الجدب أوضعا

 

 

تراه كصدر السّيف يهتزّ للنّدى *** إذا لم تجد عند امرئ السّوء مطمعا 

 

[المفضليات (265) ] .

 

2- قال أبو العبّاس أحمد بن مروان:

 

وذي حرص تراه يلمّ وفرا *** لوارثه ويدفع عن حماه

 

 

ككلب الصّيد يمسك وهو طاو *** فريسته ليأكلها سواه

 

[المستطرف (97) ] .

 

3- وقال آخر:

 

إذا ما نازعتك النّفس حرصا *** فأمسكها عن الشّهوات أمسك

 

 

ولا تحرص ليوم أنت فيه *** وعدّ فرزق يومك رزق أمسك

 

[المستطرف (97) ] .

 

4- قال إسماعيل بن قطريّ القراطيسيّ:

 

حسبي بعلمي إن نفع *** ما الذّلّ إلّا في الطّمع

 

 

من راقب اللّه نزع *** عن سوء ما كان صنع

 

[المستطرف (97) ] .

 

5- قال سابق البربريّ:

 

يخادع ريب الدّهر عن نفسه الفتى *** سفاها وريب الدّهر عنها يخادعه

 

 

ويطمع في سوف ويعلم دونها *** وكم من حريص أهلكته مطامعه

 

[المستطرف (98).

 

6- أنشد الحلّاج عند قتله عليه من اللّه ما يستحقّ:

 

طلبت المستقرّ بكلّ أرض*** فلم أر لي بأرض مستقرّا

 

 

أطعت مطامعي فاستعبدتني *** ولو أنّي قنعت لكنت حرّا

 

[سير أعلام النبلاء (14/ 346) ] .

 

7- قال أبو العتاهية:

 

لقد لعبت وجدّ الموت في طلبي *** وإنّ في الموت لي شغلا عن اللّعب

 

 

لو شمّرت فكرتي فيما خلقت له *** ما اشتدّ حرصي على الدّنيا ولا طلبي

 

[المستطرف (98) ] .

 

8- وقال أيضا- رحمه اللّه تعالى-:

 

تعالى اللّه يا سلم بن عمرو *** أذلّ الحرص أعناق الرّجال

 

 

هب الدّنيا تقاد إليك عفوا *** أليس مصير ذلك للزّوال

 

[المستطرف (98) ] .

 

 [بصائر ذوي التمييز (3/ 516) ] .

 

9- قال عليّ بن عبد العزيز القاضي الجرجانيّ- رحمه اللّه تعالى-:

 

يقولون لي فيك انقباض وإنّما *** رأوا رجلا عن موقف الذّلّ أحجما

 

<p style="text-justify: inter-ideograph; text-align: justify; line-height: norm

متفرقات

1- قال ابن الجوزيّ- رحمه اللّه تعالى-: ليس في الدّنيا أبله ممّن يطلب النّهاية في لذّات الدّنيا، وليس فى الحقيقة لذّة، إنّما هي راحة من مؤلم. فالسّعيد من إذا حصلت له امرأة أو جارية فمال إليها، ومالت إليه، وعلم سترها ودينها أن يعقد الخنصر على صحبتها. وأكثر أسباب دوام محبّتها أن لا يطلق بصره، فمتى أطلق بصره أو أطمع نفسه في غيرها، فإنّ الطّمع في الجديد ينغّص الخلق وينقص المخالطة، ولا يستر عيوب الخارج فتميل النّفس إلى المشاهد الغريب، ويتكدّر العيش مع الحاضر القريب كما قال الشّاعر:

والمرء ما دام ذا عين يقلّبها *** في أعين الحور موقوف على الخطر

يسرّ مقلته ما ضرّ مهجته *** لا مرحبا بسرور عاد بالضّرر

ثمّ تصير الثّانية كالأولى وتطلب النّفس ثالثة وليس لهذا آخر، بل الغضّ عن المشتهيات، ويأس النّفوس من طلب المتحسّنات يطيّب العيش مع المعاشر. [صيد الخاطر (321) ] .

 

 

2- قال الرّاغب الأصفهانيّ: الطّمع طبع، وهو يدنّس الإهاب، وذلك لأنّ أكثر الطّمع من أجل الهوى. [المفردات (307) مادة (ط م ع) ] .

 

 

3- قال ابن القيم: لصّ الحرص لا يمشي إلّا في ظلام الهوى. [الفوائد (68) ] . 

 

الإحالات

1- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (10/4846) .

2- السنة المؤلف : محمد بن نصر بن الحجاج المروزي أبو عبد الله الناشر : مؤسسة الكتب الثقافية – بيروت الطبعة الأولى ، 1408 تحقيق : سالم أحمد السلفي (1/31) .

3- تفسير أسماء الله الحسنى تأليف: الشيخ عبد الرحمن السعدي دراسة وتحقيق: عبيد بن علي العبيد الناشر: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 -1421هـ (1/66) .

4- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة (1/20) .

5- موسوعة الرقائق والأدب المؤلف: ياسر بن أحمد بن محمود بن أحمد بن أبي الحمد الكويس الحمداني (1/2874) .

6- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net - ذم الطمع في القرآن والسنة (2/308) .

7- ظاهرة ضعف الإيمان الأعراض - الأسباب – العلاج المؤلف: محمد صالح المنجد الناشر: مطبعة سفير، الرياض الطبعة: الأولى، 1413 هـ (1/27) .

8- الخُلق الحسن في ضوء الكتاب والسنة المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض (1/39) .

9- مُخْتَصَرُ مِنْهَاجِ القَاصِدِينْ المؤلف: نجم الدين، أبو العباس، أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي (المتوفى: 689هـ) قدم له: الأستاذ محمد أحمد دهمان الناشر: مكتَبَةُ دَارِ البَيَانْ، دمشق عام النشر: 1398 هـ - 1978 م (1/85) .

10- مَوْسُوعَةُ الأَخْلَاقِ المؤلف: خالد بن جمعة بن عثمان الخراز الناشر: مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع، الكويت الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 م (1/382) .