ضحك

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الضحك في اللغة: مصدر ضَحِكَ، وتعريفه: انبساط الوجه وبدوّ الأسنان، والفرق بينه وبين التبسم أن التبسم هو مبادئ الضحك، فأول الضحك التبسم، ويكون غالباً للسرور.

 

والضحك أعمُّ من التبسم، فكل تبسم ضحك وليس كل ضحك تبسم. ولذلك قال ابن حجر -رحمه الله-: "فإن كان بصوت وكان بحيث يسمع من بُعدٍ فهو القهقهة، وإلاّ فهو الضحك، وإن كان بلا صوت فهو التبسم".

 

وتسمى الأسنان في مقدم الفم الضواحك، وهي الثنايا والأنياب وما يليها، وتسمى النواجذ، وهي التي تظهر عند الضحك. وبذلك يكون لدينا ثلاث مراتب:

الأولى: وهي التبسم وهي ما كان بلا صوت، بل مجرد انفراج الفم.

 

الثانية: الضحك وهو التبسم المصحوب بصوت خفيف.

 

الثالثة: الضحك بصوت عالٍ بحيث يسمعه هو وجيرانه ومن بَعدُ فهو القهقهة. (النبي يضحك - بهجت بن فاضل ص1).

 

وقيل في تعريفه: "هي في اللغة معروفة، وهي أن يقول قه قه. واصطلاحا: ما يكون مسموعا له ولجيرانه بدت أسنانه أو لا.. وقيل: وحد القهقهة قال بعضهم: ما يظهر القاف والهاء ويكون مسموعا له ولجيرانه. وقال بعضهم: إذا بدت نواجذه ومنعه من القراءة.. وقال في الحلية: "لم أقف على التصريح باشتراط إظهار القاف والهاء لأحد، بل الذي توارد عليه كثير من المشايخ كصاحب المحيط والهداية والكافي وغيرهم ما يكون مسموعا له ولجيرانه. وظاهره التوسع في إطلاق القهقهة على ما له صوت وإن عري عن ظهور القاف والهاء أو أحدهما

 

واحترز به عن الضحك، وهو لغة أعم من القهقهة. واصطلاحا ما كان مسموعا له فقط فلا ينقض الوضوء بل يبطل الصلاة. قال: ومقتضى تعريف الضحك بما كان مسموعا له فقط أن القهقهة ما يسمعها غيره من أهل مجلسه فهم جيرانه لا خصوص من عن يمينه أو عن يساره؛ لأن كل ما كان مسموعا له يسمعه من عن يمينه أو يساره، تأمل"(حاشية رد المحتار؛ لابن عابدين:١-١٥٦).

العناصر

1- تعريف الضحك وأنواعه.

 

2- الضحك من صفات الله وهي تليق بجلاله وعظمته.

 

3- حكم الضحك.

 

4- آداب الضحك.

 

6- علاج كثرة الضحك.

 

7- مواقف ضَحِك فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الايات

1- قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].

 

2- قال الله تعالى: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[التوبة:82].

 

3- قال تعالى: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)[هود:71].

 

4- قال تعالى: (فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ)[المؤمنون:104-110].

 

5- قال تعالى عن نبي الله سليمان عليه السلام: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا)[النمل:19].

 

6- قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ)[الزخرف: 47].

 

7- قال تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى)[النجم:43].

 

8- قال تعالى عن المشركين: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ)[النجم:59-60].

 

9- قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[المطَّففين:29-36].

 

الاحاديث

1- عن جرير بن عبدالله -رَضيَ اللهُ عنه- قال: "ما حَجَبَنِي النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- مُنْذُ أسْلَمْتُ، ولا رَآنِي إلّا تَبَسَّمَ في وجْهِي. ولقَدْ شَكَوْتُ إلَيْهِ إنِّي لا أثْبُتُ على الخَيْلِ، فَضَرَبَ بيَدِهِ في صَدْرِي، وقالَ: اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ واجْعَلْهُ هادِيًا مَهْدِيًّا"(رواه البخاري:٣٠٣٥، ومسلم:٢٤٧٥).

 

2- عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: كُنّا نَجلِسُ إلى رَسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فكانوا يَتَناشَدونَ الأشعارَ، ويَتَذاكَرونَ أشياءَ مِن أمْرِ الجاهليَّةِ، ورَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ساكِتٌ، فرُبَّما تَبَسَّمَ أو قالَ: كُنّا نَتَناشَدُ الأشعارَ، ونَذكُرُ أشياءَ مِن أمْرِ الجاهليَّةِ، فرُبَّما تَبَسَّمَ -صلى الله عليه وسلم-(أخرجه الترمذي:٢٨٥٠، وأحمد:٢١٠١٠ واللفظ له، وحسنه شعيب الأرنؤوط).

 

3- عن حُمرانُ بنُ أبانَ -مَولى عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنه- قال: كنّا عِندَ عثمانَ بنِ عفّانَ، فدعا بماءٍ فتوضَّأَ، فلمّا فرَغ مِن وُضوئِه تبسَّمَ، فقال: هل تَدرونَ ممَّ ضَحِكتُ؟ قال: فقال: توضَّأَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كما توضَّأتُ، ثمَّ تبسَّمَ، ثمَّ قال: هل تدرونَ ممَّ ضَحِكتُ؟، قال: قلْنا: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: إنَّ العبدَ إذا توضَّأَ فأتَمَّ وُضوءَه، ثمَّ دخَلَ في صلاتِه فأتَمَّ صلاتَه، خرَجَ مِن صلاتِه كما خرَجَ مِن بطنِ أُمِّه مِن الذُّنوبِ"(أخرجه أحمد:٤٣٠، وصححه شعيب الأرنؤوط).

 

4- عن أبي ذر الغفاري -رَضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ لكَ صدقةٌ"(أخرجه الترمذي:١٩٥٦، وابن حبان: ٥٢٩، وصححه الألباني).

 

5- عن أبي ذر الغفاري -رَضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ"(أخرجه مسلم:٢٦٢٦).

 

6- عن أبي هريرة -رَضيَ اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تُكثروا الضَّحِكَ، فإنَّ كثرةَ الضَّحِكِ تميتُ القلبَ"(رواه ابن ماجه:٣٤٠٠، وصححه الألباني).

 

7- عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إني لأعلم أول رجل يدخل الجنة، وآخر رجل يخرج من النار، يُؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه، ويُخبأُ عنه كبارها، فيُقالُ له: عملت يوم كذا وكذا كذا، وهو مُقِرٌّ لا ينكر، وهو مشفق من كبارها، فيُقال: أعطوه مكان كُلَّ سيئةٍ عملها حسنة، فيقُول: إن لي ذُنُوبًا ما أراها ها هنا!" قال أبو ذرِّ: فلقد رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه (أخرجه مسلم).

 

8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا، ولبكيتُم كثيرًا"(أخرجه البخاري:٤٦٢١، ومسلم:٢٣٥٩).

 

9- عَنْ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَضْحَكُ إِلَّا تَبَسُّمًا، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَّا جَمِيعًا"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي:250، وقال الألباني في الصحيحة: إسناده مرسل صحيح).

 

10- عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان طويل الصمت، قليل الضحك"(أخرجه أحمد:٢٠٨١٠، وحسنه الألباني في صحيح الجامع:٤٨٢٢).

 

11- عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا حتى أرى منه لهواته إنما كان يتبسم"(رواه البخاري:4828، ومسلم:٨٩٩).

 

12- عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : "أقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب"( أخرجه الترمذي:٢٣٠٥، وابن ماجه:٤٢١٧، والبخاري في الأدب المفرد:١٩٠، وقال الألباني: حسن).

 

13- عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال: النبي صلى الله عليه وسلم: "إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها وآخر أهل الجنة دخولا رجل يخرج من النار كبوا (حبوا) فيقول الله اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول: اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى فيرجع فيقول يا رب وجدتها ملأى فيقول: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا فيقول: تسخر مني (تسخر بي) أو تضحك مني وأنت الملك فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه وكان يقول ذاك أدنى أهل الجنة منزلة"(رواه البخاري:6571).

 

14- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: هَلَكَ أبِي وتَرَكَ سَبْعَ بَناتٍ أوْ تِسْعَ بَناتٍ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً ثَيِّبًا، فَقالَ لي رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَزَوَّجْتَ يا جابِرُ؟" فَقُلتُ: نَعَمْ، فَقالَ: "بكْرًا أمْ ثَيِّبًا؟" قُلتُ: بَلْ ثَيِّبًا، قالَ: "فَهَلّا جارِيَةً تُلاعِبُها وتُلاعِبُكَ، وتُضاحِكُها وتُضاحِكُكَ" قالَ: فَقُلتُ له: إنَّ عَبْدَ اللَّهِ هَلَكَ، وتَرَكَ بَناتٍ، وإنِّي كَرِهْتُ أنْ أجِيئَهُنَّ بمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ امْرَأَةً تَقُومُ عليهنَّ وتُصْلِحُهُنَّ، فَقالَ: "بارَكَ اللَّهُ لكَ" أوْ قالَ: "خَيْرًا"(أخرجه البخاري:٥٣٦٧، ومسلم:٧١٥).

 

15- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالِكم، ولكن يَسَعهم منكم بَسْطُ الوجهِ، وحُسْنُ الخُلُقِ"(أخرجه أبو يعلى, وصححه الحاكم وقال الألباني في صحيح الترغيب:٢٦٦١: حسن لغيره).

 

16- عن معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنَّه رَكِبَ يومًا على حِمارٍ له يُقالُ له: يَعفورُ، رَسَنُه مِن ليفٍ، ثُمَّ قال النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: اركَبْ يا مُعاذُ، فقُلتُ: سِرْ يا رسولَ اللهِ، فقال: اركَبْ، فرَدِفتُه، فصُرِعَ الحِمارُ بنا، فقام النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَضحَكُ، وقُمتُ أذكُرُ مِن نَفْسي أسَفًا، ثُمَّ فَعَلَ ذلك الثّانيةَ، ثُمَّ الثّالثةَ، فرَكِبَ وسار بنا الحِمارُ، فأخلَفَ يدَه فضَرَبَ ظَهري بسَوطٍ معه أو عَصًا، ثُمَّ قال: "يا مُعاذُ، هل تدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟" فقُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: "فإنَّ حَقَّ اللهِ على العِبادِ أنْ يَعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا"، قال: ثُمَّ سار ما شاء اللهُ، ثُمَّ أخلَفَ يدَه فضَرَبَ ظَهري، فقال: "يا مُعاذُ، يا ابنَ أُمِّ مُعاذٍ، هل تَدري ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ إذا هم فَعَلوا ذلك؟" قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: "فإنَّ حَقَّ العِبادِ على اللهِ إذا فَعَلوا ذلك أنْ يُدخِلَهم الجنَّةَ"(رواه أحمد:٢٢٠٧٣، وقال شعيب الأرنؤوط: صحيح دون القصة في أوله).

 

17- عن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال: انْطَلَقْنا مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عامَ الحُدَيْبِيَةِ، فأحْرَمَ أصْحابُهُ ولَمْ أُحْرِمْ، فَأُنْبِئْنا بعَدُوٍّ بغَيْقَةَ، فَتَوَجَّهْنا نَحْوَهُمْ، فَبَصُرَ أصْحابِي بحِمارِ وحْشٍ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَضْحَكُ إلى بَعْضٍ، فَنَظَرْتُ فَرَأَيْتُهُ، فَحَمَلْتُ عليه الفَرَسَ فَطَعَنْتُهُ فأثْبَتُّهُ، فاسْتَعَنْتُهُمْ فأبَوْا أنْ يُعِينُونِي، فأكَلْنا منه، ثُمَّ لَحِقْتُ برَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، وخَشِينا أنْ نُقْتَطَعَ، أرْفَعُ فَرَسِي شَأْوًا وأَسِيرُ عليه شَأْوًا، فَلَقِيتُ رَجُلًا مِن بَنِي غِفارٍ في جَوْفِ اللَّيْلِ، فَقُلتُ: أيْنَ تَرَكْتَ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ فَقالَ: تَرَكْتُهُ بتَعْهَنَ، وهو قائِلٌ السُّقْيا، فَلَحِقْتُ برَسولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حتّى أتَيْتُهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ أصْحابَكَ أرْسَلُوا يَقْرَؤُونَ عَلَيْكَ السَّلامَ ورَحْمَةَ اللَّهِ وبَرَكاتِهِ، وإنَّهُمْ قدْ خَشُوا أنْ يَقْتَطِعَهُمُ العَدُوُّ دُونَكَ فانْظُرْهُمْ، فَفَعَلَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنّا اصَّدْنا حِمارَ وحْشٍ، وإنَّ عِنْدَنا فاضِلَةً؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لأصْحابِهِ: "كُلُوا وهُمْ مُحْرِمُونَ"(رواه البخاري:١٨٢٢).

 

18- عن صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه قال: قَدِمْتُ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وبينَ يديهِ خُبزٌ وتمرٌ، فقالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ادْنُ فَكُل" فأخَذتُ آكُلُ مِنَ التَّمرِ، فقالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- "تأكُلُ تمرًا وبِكَ رمَدٌ؟" قالَ: فقُلتُ: إنِّي أمضُغُ من ناحيةٍ أُخرى، فتبسَّمَ رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- (رواه ابن ماجه:٢٧٩٣، وحسنه الألباني).

 

19- عن معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه قال: قالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "ويلٌ للذي يحدِّثُ فيكذبُ لِيُضحكَ بهِ القومَ، ويلٌ لهُ، ويلٌ لهُ"(أخرجه أبو داود:٤٩٩٠، وحسنه الألباني).

 

20- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: جاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- مِن أهْلِ الكِتابِ فَقالَ: يا أبا القاسِمِ، إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَواتِ على إصْبَعٍ، والأرَضِينَ على إصْبَعٍ، والشَّجَرَ والثَّرى على إصْبَعٍ، والخَلائِقَ على إصْبَعٍ، ثُمَّ يقولُ: أنا المَلِكُ أنا المَلِكُ، فَرَأَيْتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ضَحِكَ حتّى بَدَتْ نَواجِذُهُ، ثُمَّ قَرَأَ: (وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)[الأنعام: ٩١] (أخرجه البخاري:٧٤١٥، ومسلم:٢٧٨٦).

 

21- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كُنْتُ أَمْشِي مع النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وعليه بُرْدٌ نَجْرانِيٌّ غَلِيظُ الحاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حتّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عاتِقِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قدْ أَثَّرَتْ به حاشِيَةُ الرِّداءِ مِن شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قالَ: مُرْ لي مِن مالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فالْتَفَتَ إلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطاءٍ (أخرجه البخاري:٣١٤٩، ومسلم:١٠٥٧).

 

22- قال كَعْبٌ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- بَعْدَ أَنْ ذَكَرَ اعْتِذارَ الْمُخَلَّفِينَ: فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ: "تَعَالَ" فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ (رواه البخاري ٤٤١٨، مسلم ٢٧٦٩).

 

23- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: بيْنَما المُسْلِمُونَ في صَلاةِ الفَجْرِ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إلّا رَسولُ اللَّهِ ﷺ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عائِشَةَ، فَنَظَرَ إليهِم وهُمْ صُفُوفٌ، فَتَبَسَّمَ يَضْحَكُ"(رواه البخاري:٧٥٤).

 

24- عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قالَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفعُهُمْ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ تُدخِلُهُ على مُسلِمٍ"(أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط:٦٠٢٦، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ١٧٦).

 

 

الاثار

1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عته: "من كثر ضحكه استخف به وكثر بهاؤه"(الآداب الشرعية:2-155).

 

قال ابن عباس رضي الله عنهما: "الدنيا قليل، فليضحكوا فيها ما شاؤوا، فإذا انقطعت الدنيا، وصاروا إلى الله عز وجل، استأنفوا بكاءً لا ينقطع أبدًا"(تفسير ابن كثير).

 

2- قال معاذ بن جبل: "ثلاث مَنْ فعلهن فقد تعرَّض للمَقْت: الضحكُ من غير عَجَب، والنومُ من غير سَهَر، والأكلُ من غير جوع"(الزهد للإمام أحمد:150).

 

3- عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ: "مَنْ ضَحِكَ ضَحِكَةً مَجَّ مَجَّةً مِنَ الْعِلْمِ"(الزهد لأحمد بن حنبل:935).

 

4- عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "ضَحِكُ الْمُؤْمِنِ إِنَّمَا هُوَ غَفْلَةٌ مِنْهُ"(الزهد لأحمد بن حنبل:1593).

 

5- قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى: "يَا عَجَبًا مِنْ ضَاحِكٍ وَمِنْ وَرَائِهِ النَّارُ، وَمِنْ مَسْرُورٍ وَمِنْ وَرَائِهِ الْمَوْتُ"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص197).

 

6- قال ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: "مَنْ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَهُوَ يَضْحَكُ، دَخَلَ النَّارَ وَهُوَ يَبْكِي"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص197).

 

7- عن قتادة: سئل ابن عمر هل كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحكون؟ قال: "نعم، والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل"(أخرجه البغوي في شرح السنن: 12/318، رقم:3351).

 

8- قال بلال بن سعد: "أدركتهم يشتدون بين الأغراض، ويضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانا"(أخرجه البغوي في شرح السنن: 12/318، رقم:3351).

 

9- قال الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ: "الْمُؤْمِنُ بِاللَّهِ تَعَالَى يُمْسِي حَزِينًا، وَيُصْبِحُ حَزِينًا"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص199).

 

10- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَابِدِ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ تَرَكَ الضَّحِكَ وُفِّق لِلْهَيْبَةِ"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص200).

 

11- قَالَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، كَانَ يُقَالُ: "ضَحِكُ الْمُؤْمِنِ مِنْ غَفْلَتِهِ"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص200).

 

12- قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ لِيُضْحِكَ بِهَا مَنْ حَوْلَهُ، فَيَسْخَطُ اللَّهُ بِهَا فَيُصِيبُهُ السَّخَطُ، فَيَعُمُّ مَنْ حَوْلَهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِكَلِمَةٍ يُرْضِي اللَّهَ بِهَا، فَتُصِيبُهُ الرَّحْمَةُ، فَتَعُمُّ مَنْ حَوْلَهُ"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص200).

 

13- قال سعيد بن العاص لابنه: "اقتصد في مزاحك؛ فالإفراط فيه يُذهب البهاء، ويجرِّئ عليكَ السفهاءَ، وتركه يقبض المؤانسين، ويُوحش المخالطينَ"(إحياء علوم الدين:3-65).

 

14- قال أبو جعفر قال: "إياكم وكثرةَ الضحك؛ فإنه يمج العلمَ مَجًّا"(الطبقات الكبرى:5-248).

 

15- قال الفضيل بن عياض: "خصلتانِ تقسيانِ القلبَ: كثرةُ الكلامِ، وكثرةُ الأكلِ"(شعب الإيمان:5-42).

 

16- قال مجاهد والكلبي: في قوله سبحانه (وأنه هو أضحك وأبكى) "أضحك أهل الجنة في الجنة، وأبكى أهل النار في النار". وقال الضحاك : "أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر". وقال ذو النون: "أضحك قلوب المؤمنين والعارفين بشمس معرفته، وأبكى قلوب الكافرين والعاصين بظلمة نكرته ومعصيته". وقال سهل بن عبدالله: "أضحك الله المطيعين بالرحمة وأبكى العاصين بالسخط". وقال محمد بن علي الترمذي : "أضحك المؤمن في الآخرة وأبكاه في الدنيا". وقال بسام بن عبدالله: "أضحك الله أسنانهم وأبكى قلوبهم"(ذكره القرطبي في تفسيره).

 

17- قال سعيد بن عبدالرحمن: "يعجبني من القراء كل سَهْل طَلْق؛ فأما أن تلقاه بِبِشْرٍ ويلقاك بعبوس فلا كثَّر الله في القراء ضرب هذا"(الثقات لابن حبان 8/260-261).

 

 

القصص

1- قال ابن هشام: وحدثني - يعني بعض أهل العلم - أن فضالة بن عمير بن الملوح - يعني الليثي - أراد قتل النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يطوف بالبيت عام الفتح، فلما دنا منه قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " أفضالة ؟ " قال: نعم فضالة يا رسول الله، قال " ماذا كنت تحدث به نفسك ؟ " قال: لا شئ كنت أذكر الله، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال " استغفر الله " ثم وضع يده على صدره، فسكن قلبه فكان فضالة يقول: والله ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شئ أحب إلي منه (البداية والنهاية:4-352).

 

2- عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: "ضَحِكْتُ مَرَّةً وَأَنَا مِنَ النَّادِمِينَ عَلَى ذَلِكَ. وَذَلِكَ أَنِّي نَاظَرْتُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدٍ الْقَدَرِيَّ، فَلَمَّا أَحْسَسْتُ بِالظَّفَرِ ضَحِكْتُ. فَقَالَ لِي: تَتَكَلَّمُ فِي الْعِلْمِ وَتَضْحَكُ، فَلَا أُكَلِّمُكَ أَبَدًا، وَأَنَا مِنَ النَّادِمِينَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ لَوْ لَمْ يَكُنْ ضِحْكِي لَرَدَدْتُهُ إِلَى قَوْلِي فَكَانَ فِي ذَلِكَ صَلَاحُ الْعِلْمِ"(تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص200).

 

3- قِيلَ: مَرَّ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ بِشَابٍّ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ هَلْ جُزْتَ عَلَى الصِّرَاطِ؟ قَالَ: لَا فَقَالَ: هَلْ تَبَيَّنَ لَكَ، إِلَى الْجَنَّةِ تَصِيرُ أَمْ إِلَى النَّارِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَفِيمَ هَذَا الضَّحِكُ؟ قَالَ: فَمَا رُؤِيَ الْفَتَى ضَاحِكًا بَعْدَهُ قَطُّ (تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي: ص197).

 

4- يُذْكَرُ فِي تَرْجَمَةِ الْإمَامِ مُوَفَّقِ الدِّينِ ابْنِ قُدَامَةَ، أَنَّه كَانَ فِي مُنَاظَرَاتِهِ مَعَ الآخَرينَ، وَالَّتِي قَدْ تَسْتَلْزِمُ أَوْ تَجْعَلُ الْإِنْسانَ غَاضِبًا مُكْفَهِرًّا غَضُوبًا إلّا أَنَّه لَمْ يَكُنْ يُنَاظِرُ أحَدًا إلّا وَهُوَ مُبْتَسِمٌ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: هَذَا الشَّيْخُ يَقْتُلُ خَصْمَهُ بِتَبَسُّمِهِ. يَقُولُ الْإمَامُ الذَّهَبِيُّ مُعلِّقاً: "فَهَذَا هُوَ خُلُقُ الْإِسْلامِ -يَعْنِي التَّبَسُّم-، فَأَعْلَى الْمَقَامَاتِ مَنْ كَانَ بَكَّاءً بِاللَّيْلِ، بَسَّامًا بِالنَّهَارِ"(سير أعلام النبلاء:١٠-١٤١).

الاشعار

1- قال أحدهم:

السن تضحك والأحشاء تحترق *** وإنما ضحكها زور ومختلق

يا رب باكٍ بعين لا دموع لها *** ورب ضاحك سن ما به رمق

(القرطبي في تفسيره).

 

2- قال بعض الشعراء:

الكبر ذل والتواضع رفعة *** والمزح والضحـك الكثير سقـوط

والحرص فقر والقناعة عزة *** واليأس من صنع الإله قنوط

(الآداب الشرعية:2-155).

 

3- قال أحدهم:

ولدتك أمك يا ابن آدم باكياً *** والناس حولك يضحكون سروراً

فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكاً مسروراً

 

متفرقات

1- قال الإمام الترمذي -رحمه الله-: "كان هديه صلى الله عليه وسلم في الضحك وسطًا كسائر أموره، جُلُّ ضحكه التَّبسُّم، وإذا ضحك بصوتٍ لا يكون قهقهةً، وإنما هو صوت يسمعه القريب دون البعيد"(شمائل النبي صلى الله عليه وسلم).

 

2- قال الإمام البغوي -رحمه الله-: "قال مقاتل: كان ضحك سليمان من قول النملة تعجبًا؛ لأن الإنسان إذا رأى ما لا عهد له به تعجَّب وضحك"(تفسير البغوي).

 

3- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله عند قوله -صلى الله عليه وسلم-: " لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلًا.." قال: "والمراد بالعلم هنا: ما يتعلق بعظمة الله وانتقامه ممن يعصيه، والأهوال التي تقع عند النزع والموت والقبر ويوم القيامة، ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة، والمراد به التخويف"(فتح الباري:14-102).

 

4- قال بهجت بن فاضل: "وهاتان الصفتان ينبغي أن يتخلق بهما المسلم الجاد: طول الصمت .. وقلة الضحك ...ولاشك أن هذا يعود إلى تقدير عاقبة الدنيا وتذكّر ما خُلق الإنسان من أجله :(أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون)[المؤمنون:115]"(النبي يضحك: ص 2).

 

5- قال ابن القيم رحمه الله في فصل يتعلق بهديه صلى الله عليه وسلم في كلامه وسكوته وضحكه قال : "وكان يَضحك مما يُضحك منه، وهو مما يُتعجب من مثله ويُستغرب، فقد كان يضحك مما يدعو للضحك ، لكن كان أغلب ضحكه صلى الله عليه وسلم كان تبسماً"(زاد المعاد صفحة1-131).

 

6- قال المناوي عند حديث: "وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ" قال: "تُصَيِّرُهُ مغمورًا في الظلمات بمنزلة الميت الذي لا ينفع نفسَه بنافعة، ولا يدفعُ عنها شيئًا من مكروه، وحياتُه وإشراقُه مادةُ كلِّ خير، وموتُه وظلمتُه مادةُ كلِّ شرٍّ، وبحياته تكون قوتُه وسمعُه وبصرُه وتصوُّر المعلومات وحقائقها على ما هي عليه"(فيض القدير:1-157).

 

7- قال الصنعاني: "وذلك لأن كثرة الضحك تنشأ عن الفرح بالدنيا والسرور بها، وحياة القلب في عدم الأُنْس بالدنيا بل في طاعة الله والابتهاج بذِكْره وإدامة الفِكْر فيما يرضيه".

 

8- قال الإمام الذهبي -رحمه الله-: "ينبغي لمن كان عبوسًا منقبضًا أن يتبسم، ويُحَسِّن خُلقه، ويمقت نفسه على رداءة خلقه، وكل انحراف عن الاعتدال فمذموم، ولا بد للنفس من مجاهدة وتأديب"(سير أعلام النبلاء:10-141).

 

9- قال العلامة العثيمين رحمه الله: "الضحك ثلاثة أنواع: ابتدائي، ووسط، ونهائي، الابتدائي: التبسم، والوسط: الضحك، والنهائي: القهقهة، والقهقهة لا تليق بالإنسان العاقل"().

 

 

الإحالات

1- الآداب – البيهقي تحقيق عبد القدوس نذير ص 173 مكتبة الرياض الطبعة الأولى 1407 .

2- أدب الدنيا والدين – الماوردي تحقيق مصطفى السقا ص 302 دار الكتب العلمية .

3- ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير وزيادته عوني الشريف، علي حسن عبد الحميد 3/175 مكتبة المعارف الطبعة الأولى 1406 .

4- تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين – ابن النحاس ص 235 الطبعة الثالثة 1407 .

5- زاد المعاد في خير هدي العباد – ابن القيم تحقيق الأرناؤوط 1/182 مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1399 .

6- فتح الباري – ابن حجر 10/502 دار الفكر . 7- فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد – فضل الله الجيلاني 1/351 مكتبة ابن تيمية الطبعة الثالثة 1407 .

8- كتاب الزهد – وكيع بن الجراح تحقيق عبد الرحمن الفريوائي ص 266 مكتبة الدار الطبعة الأولى 1404 .

9- مختصر الشمائل المحمدية – الترمذي تحقيق الألباني ص 120 المكتبة الإسلامية الطبعة الأولى 1405 .

10- المنهج المسلوك في سياسة الملوك – عبد الرحمن الشيرزي ص 450 مكتبة المنار الطبعة الأولى 1407 . 11- نزهة الفضلاء تهذيب سير أعلام النبلاء – محمد حسن موسى ص 1763 دار الأندلس جدة الطبعة الأولى 1411 .

النبي صلى الله عليه وسلم يضحك؛ للأستاذ بهجت بن فاضل.

الحكم

1- قيل: "إن الله تعالى خص الإنسان بالضحك والبكاء من بين سائر الحيوان، وليس في سائر الحيوان من يضحك ويبكي غير الإنسان. وقد قيل: إن القرد وحده يضحك ولا يبكي، وإن الإبل وحدها تبكي ولا تضحك"(ذكره القرطبي في تفسيره).

 

2- قال بَعْضُ الْحُكَمَاء: "إيَّاكَ وَالْمَشْيَ فِي غَيْرِ أَدَبٍ، وَالضَّحِكَ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ".

 

3- عن أحد الصالحين يوصي ابنَه: "وإياكَ وهذرَ الكلام، وكثرةَ الضَّحِك والمزاح، ومهازلةَ الإخوان؛ فإن ذلك يُذهب البهاءَ، ويُوقع الشحناءَ"(روضة العقلاء).