ضعف

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

الضعف لغة:

مصدر قولهم: ضعف يضعف، وهو مأخوذ من مادّة (ض ع ف) الّتي تدلّ على خلاف القوّة، يقال منه: ضعف فهو ضعيف، والضّعف بفتح الضّاد لغة تميم، وبضمّها لغة قريش، ولذلك قال بعضهم: الضّعف والضّعف والضّعف خلاف القوّة، وقيل: الضّعف- بالضمّ- في الجسد، والضّعف- بالفتح- في الرّأي والعقل، وقيل: هما معا جائزان في كلّ وجه، عن ابن الأعرابيّ وأنشد:

ومن يلق خيرا يغمز الدّهر عظمه *** على ضعف من حاله وفتور

 

فهذا في الجسم، وأنشد في الرّأي والعقل:

ولا أشارك في رأي أخا ضعف *** ولا ألين لمن لا يبتغي ليني

 

وقد ضعف يضعف ضعفا وضعفا. وضعف، فهو ضعيف، والجمع ضعفاء وضعفى وضعاف.

 

ونسوة ضعيفات وضعائف وضعاف، قال:

لقد زاد الحياة إليّ حبّا *** بناتي؛ إنّهنّ من الضّعاف

 

والضّعفة: ضعف الفؤاد وقلّة الفطنة. ورجل مضعوف ومبهوت إذا كان في عقله ضعف لسان العرب (9/ 203، 204)، مقاييس اللغة (3-362)، والصحاح (4-1390)، والمصباح المنير (1-137).

 

وأضعف الرّجل: ضعفت دابّته. يقال هو ضعيف مضعف: فالضّعيف في بدنه والمضعف في دابّته، وضعّفه السّير، أي أضعفه، والتّضعيف أيضا أن تنسبه إلى الضّعف، وأضعفه، وضعّفه صيّره ضعيفا، واستضعفه وتضعّفه وجده ضعيفا فركبه بسوء. وفي إسلام أبي ذرّ: “فتضعّفت رجلا” أي استضعفته، وفي الحديث: “أهل الجنّة كلّ ضعيف متضعّف”: يقال: تضعّفته، واستضعفته بمعنى للّذي يتضعّفه النّاس، ويتجبّرون عليه في الدّنيا للفقر ورثاثة الحال. ورجل مضعوف ومبهوت، إذا كان في عقله ضعف، وشعر ضعيف: عليل. انظر المقاييس (3-362).

 

الضعف اصطلاحا:

الضّعف وهن القوّة حسّا أو معنى، وقيل: خلاف القوّة ويكون في النّفس وفي البدن وفي الحال (التوقيف على مهمات التعاريف (223)، وانظر كشاف اصطلاحات الفنون (2/ 887).

 

وقيل: الضّعف ضدّ القوّة في العقل والرّأي، وبالضّمّ في الجسم وبالكسر بمعنى المثل. الكليات للكفوي: (575).

 

العناصر

1- الضعف سمة المخلوقين.

 

2- الضعف والاستكانة لله ممدحة.

 

3- الضعف الإيماني مذمة.

 

4- الضعف عند المصائب مذمة.

 

5- الضعف (بمعنى اللين) للناس ممدحة.

 

6- القوة أمام الأعداء والمتكبرين ممدحة.

 

7- علاج ظاهرة الضعف الإيماني.

 

8- آثار الضعف على المسلمين.

 

9- فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين

 

10- مراعاة الضعفة في أمور الدين والدنيا

 

الايات

1- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلى أَجَلِهِ ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهادَةِ وَأَدْنى أَلَّا تَرْتابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّا تَكْتُبُوها وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 282].

 

2- قوله تعالى: (وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيداً) [النساء: 9].

 

3- قوله تعالى: (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 75].

 

4- قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ * وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقالَ الضُّعَفاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قالُوا لَوْ هَدانَا اللَّهُ لَهَدَيْناكُمْ سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) [إبراهيم: 19-21].

 

5- قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآواكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [الأنفال: 26].

 

6- قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها فَأُولئِكَ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَساءَتْ مَصِيراً * إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا) [النساء: 97- 98].

 

7- قوله تعالى: (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً) [مريم: 75].

 

8- قوله تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقاتِلُوا أَوْلِياءَ الشَّيْطانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) [النساء: 76].

 

9- قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران: 146].

 

10- قوله تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتِي بارَكْنا فِيها وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ بِما صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137].

 

11- قَالَ الله تَعَالَى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ) [الكهف: 28].

 

12- قال تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) [البقرة: 212].

 

13- قال تعالى: (وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ) [البقرة:221].

 

14- قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139].

 

15- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ * يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ * قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [المائدة: 20-23].

 

16- قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 246-249].

 

الاحاديث

1- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “التمسوها في العشر الأواخر (يعني ليلة القدر) فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبنّ على السّبع البواقي”. رواه مسلم: (1165).

 

2- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال النّبيّ -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “غزا نبيّ من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولمّا يبن بها، ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها، ولا آخر اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها. فغزا. فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك، فقال للشّمس: إنّك مأمورة وأنا مأمور، اللّهمّ احبسها علينا فحبست حتّى فتح اللّه عليهم، فجمع الغنائم، فجاءت- يعني النّار- لتأكلها فلم تطعمها، فقال: إنّ فيكم غلولا، فليبايعني من كلّ قبيلة رجل، فلزقت يد رجل بيده، فقال: فيكم الغلول، فليبايعني قبيلتك، فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده، فقال: فيكم الغلول، فجاءوا برأس بقرة من الذّهب فوضعوها، فجاءت النّار فأكلتها. ثمّ أحلّ اللّه لنا الغنائم. رأى ضعفنا وعجزنا فأحلّها لنا”. رواه البخاري: (3124) واللفظ له، ومسلم: (1747).

 

3- عن أبي ذرّ -رضي اللّه عنه- قال: قلت يا رسول اللّه، أيّ الأعمال أفضل؟ قال: “الإيمان باللّه، والجهاد في سبيله” قال: قلت: أيّ الرّقاب أفضل؟ قال: “أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا” قال: قلت: فإن لم أفعل؟ قال: “تعين صانعا، أو تصنع لأخرق” قال: قلت: يا رسول اللّه أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟ قال: “تكفّ شرّك عن النّاس، فإنّها صدقة منك على نفسك”. رواه مسلم: (84).

 

4- عن أبي سعيد -رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقول: “من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه. فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان”. رواه مسلم: (49).

 

5- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال : قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى اللّه من المؤمن الضّعيف وفي كلّ خير. احرص على ما ينفعك، واستعن باللّه ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أنّي فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر اللّه. وما شاء فعل. فإنّ لو تفتح عمل الشّيطان”. رواه مسلم: (2664).

 

6- عن طاوس أنّه قال: أدركت ناسا من أصحاب رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- يقولون: كلّ شيء بقدر، قال: وسمعت عبد اللّه بن عمر يقول: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “كلّ شيء بقدر. حتّى العجز والكيس. أو الكيس والعجز”. رواه مسلم: (2655).

 

7- عن زيد بن أرقم -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم-: “اللّهمّ إنّي أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللّهمّ آت نفسي تقواها. وزكّها أنت خير من زكّاها. أنت وليّها ومولاها. اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها”. رواه مسلم: (2722).

 

8- عن حارثة بن وهْبٍ -رضي الله عنه-، قَالَ: سمعت رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، يقولُ: "ألاَ أُخْبِرُكُمْ بِأهْلِ الجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيف مُتَضَعَّف، لَوْ أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ". رواه البخاري: (٤٩١٨)، ومسلم: (٢٨٥٣).

 

9- عن أَبي عباس سهل بن سعد الساعِدِيِّ -رضي الله عنه-، قَالَ: مَرَّ رَجُلٌ عَلَى النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٌ: "مَا رَأيُكَ في هَذَا؟"، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا واللهِ حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ يُنْكَحَ، وَإنْ شَفَعَ أنْ يُشَفَّعَ. فَسَكَتَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا رَأيُكَ في هَذَا؟" فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَراءِ المُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إنْ خَطَبَ أنْ لا يُنْكَحَ، وَإنْ شَفَعَ أنْ لا يُشَفَّعَ، وَإنْ قَالَ أنْ لاَ يُسْمَعَ لِقَولِهِ. فَقَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلءِ الأرْضِ مِثْلَ هَذَا". رواه البخاري (٦٤٤٧).

 

10- عن أَبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "احْتَجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ، فقالتِ النَّارُ: فِيَّ الجَبَّارُونَ وَالمُتَكَبِّرُونَ. وَقَالتِ الجَنَّةُ: فِيَّ ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَمَسَاكِينُهُمْ، فَقَضَى اللهُ بَيْنَهُمَا: إنَّكِ الجَنَّةُ رَحْمَتِي أرْحَمُ بِكِ مَنْ أشَاءُ، وَإنَّكِ النَّارُ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أشَاءُ، وَلِكلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا". أخرجه البخاري: (٤٨٥٠)، ومسلم: (٢٨٤٦).

 

11- عن أَبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "إنَّهُ لَيَأتِي الرَّجُلُ السَّمِينُ العَظِيمُ يَوْمَ القِيَامَةِ لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ". أخرجه البخاري: (٤٧٢٩)، ومسلم: (٢٧٨٥).

 

12- وعنه: أنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ المَسْجِدَ، أَوْ شَابّاً، فَفَقَدَهَا، أَوْ فَقَدَهُ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فَسَأَلَ عَنْهَا، أو عنه، فقالوا: مَاتَ. قَالَ: (أَفَلا كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي) فَكَأنَّهُمْ صَغَّرُوا أمْرَهَا، أَوْ أمْرهُ، فَقَالَ: (دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ) فَدَلُّوهُ فَصَلَّى عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: (إنَّ هذِهِ القُبُورَ مَمْلُوءةٌ ظُلْمَةً عَلَى أهْلِهَا، وَإنَّ اللهَ تعالى. يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ) رواه البخاري: (٤٥٨)، ومسلم: (٩٥٦).

 

13- وعنه، قَالَ: قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رُبَّ أشْعَثَ أغبرَ مَدْفُوعٍ بالأبْوابِ لَوْ أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ". أخرجه الطحاوي في شرح مشكل الآثار: (٦٧٤) باختلاف يسير، وأخرجه مسلم (٢٦٢٢) بلفظ مقارب، وصححه الألباني في تخريج مشكلة الفقر: (١٢٥).

 

14- عن أسامة -رضي الله عنه-، عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الجَنَّةِ، فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا المَسَاكِينُ، وَأصْحَابُ الجَدِّ مَحْبُوسُونَ، غَيْرَ أنَّ أصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ. وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ". أخرجه البخاري: (٥١٩٦)، ومسلم: (٢٧٣٦).

 

15- عن أَبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "لَمْ يَتَكَلَّمْ في المَهْدِ إلاَّ ثَلاثَةٌ: عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلاً عَابِداً، فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً فَكَانَ فِيهَا، فَأَتَتْهُ أُمُّهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلاتِي فَأَقْبَلَ عَلَى صَلاتِهِ فَانْصَرَفَتْ. فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ أتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: أيْ رَبِّ أمِّي وَصَلاتِي، فَأقْبَلَ عَلَى صَلاتِهِ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ الغَدِ أتَتْهُ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقَالَتْ: يَا جُرَيْجُ، فَقَالَ: أيْ رَبِّ أمِّي وَصَلاتِي، فَأقْبَلَ عَلَى صَلاَتِهِ، فَقَالَتْ: اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ إِلَى وُجُوهِ المُومِسَاتِ. فَتَذَاكَرَ بَنُو إسْرائِيل جُرَيْجاً وَعِبَادَتَهُ، وَكَانَتِ امْرَأةٌ بَغِيٌّ يُتَمَثَّلُ بحُسْنِهَا، فَقَالَتْ: إنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا، فَأتَتْ رَاعِياً كَانَ يَأوِي إِلَى صَوْمَعَتِهِ، فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوقَعَ عَلَيْهَا، فَحَمَلَتْ، فَلَمَّا وَلَدَتْ، قَالَتْ: هُوَ مِنْ جُريج، فَأتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ، وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ، فَقَالَ: مَا شَأنُكُمْ؟ قَالُوا: زَنَيْتَ بهذِهِ البَغِيِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ. قَالَ: أيْنَ الصَّبيُّ؟ فَجَاؤُوا بِهِ فَقَالَ: دَعُوني حَتَّى أصَلِّي، فَصَلَّى فَلَمَّا انْصَرفَ أتَى الصَّبيَّ فَطَعنَ في بَطْنِهِ، وَقالَ: يَا غُلامُ مَنْ أبُوكَ؟ قَالَ: فُلانٌ الرَّاعِي، فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ، وَقَالُوا: نَبْنِي لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَب. قَالَ: لاَ، أعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ، فَفَعلُوا. وبَينَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ منْ أُمِّهِ فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: اللَّهُمَّ اجْعَل ابْنِي مِثْلَ هَذَا، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَى ثَدْيه فَجَعَلَ يَرتَضِعُ"، فَكَأنِّي أنْظُرُ إِلَى رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَحْكِي ارْتضَاعَهُ بِأصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ في فِيه، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا، قَالَ: "وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُم يَضْرِبُونَهَا، ويَقُولُونَ: زَنَيْتِ سَرَقْتِ، وَهِيَ تَقُولُ: حَسْبِيَ اللهُ ونِعْمَ الوَكِيلُ. فَقَالَتْ أمُّهُ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَل ابْنِي مِثْلَهَا، فَتَركَ الرَّضَاعَ ونَظَرَ إِلَيْهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مثْلَهَا، فَهُنَالِكَ تَرَاجَعَا الحَديثَ، فَقَالَتْ: مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الهَيْئَةِ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ ابْنِي مِثْلَهُ، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَمَرُّوا بهذِهِ الأمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ: زَنَيْتِ سَرَقْتِ، فقلتُ: اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا، فَقُلْتَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا؟! قَالَ: إنَّ ذلك الرَّجُل كَانَ جَبَّاراً، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ، وَإنَّ هذِهِ يَقُولُونَ: زَنَيْتِ، وَلَمْ تَزْنِ وَسَرقْتِ، وَلَمْ تَسْرِقْ، فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا". أخرجه البخاري: (٣٤٣٦)، ومسلم: (٢٥٥٠).

 

16- عن ثَوبانَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يوشِكُ الأُمَمُ أن تَداعى عَليكم كما تَداعى الأكَلةُ إلى قَصعَتِها". فقال قائِلٌ: ومِن قِلَّةٍ نَحنُ يومَئِذٍ؟ قال: "بل أنتم يومَئِذٍ كثيرٌ، ولكِنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ! وليَنزِعَنَّ اللهُ مِن صُدورِ عَدوِّكم المَهابةَ مِنكم، وليقذِفَنَّ اللهُ في قُلوبِكم الوَهَنَ". فقال قائِلٌ: يا رَسولَ اللهِ، وما الوَهَنُ؟ قال: "حُبُّ الدُّنيا، وكراهيةُ المَوتِ". أخرجه أبو داود: (4297) واللفظ له، وأحمد (22397)، وصحَّحه الألباني.

 

17- عن عبدالله بن عباس رَضِيَ اللهُ عنهما قال: أَنا مِمَّنْ قَدَّمَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لَيْلَةَ المُزْدَلِفَةِ في ضَعَفَةِ أهْلِهِ. رواه البخاري: (١٦٧٨)، ومسلم: (١٢٩٣).

 

الاثار

1- عن عَليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: “جَزاءُ المَعصيةِ الوَهَنُ في العِبادةِ، والضِّيقُ في المَعيشةِ، والتَّعَسُّرُ في اللَّذَّةِ” التوبة؛ لابن أبي الدنيا (ص: 116).

 

2- كتَبَ أبو عُبَيدةَ بنُ الجَرَّاحِ إلى عَمرِو بنِ العاصِ: “أمَّا بَعدُ، فقد قدِمَ عليَّ عَبدُ اللهِ بنُ عَمرٍو بكِتابِك، تَذكُرُ فيه إرجافَ المُرجِفينَ، واستِعدادَهم لك، وجُرأتَهم عَليك، للذي بَلغَهم مِن انصِرافِنا عن الرُّومِ، وما خَلَّينا لهم مِن الأرضِ، وإنَّ ذلك -والحَمدُ للهِ- لم يكُنْ مِن المُسلمينَ عن ضَعفٍ مِن بَصائِرِهم، ولا وَهَنٍ مِن عَدوِّهم، ولكِنَّه كان رَأيًا مِن جَماعَتِهم كادوا به عَدوَّهم مِن المُشرِكينَ؛ ليُخرِجوهم مِن مَدائِنِهم وحُصونِهم وقِلاعِهم، وليجتَمِعَ بَعضٌ مِن المُسلمينَ إلى بَعضٍ، ويجتَمِعوا مِن أطرافِهم، وينضَمَّ إليهم مَن كان قُربَهم، وينتَظِرونَ قُدومَ أمدادِهم عليهم، ثُمَّ يُناهِضونَهم إن شاءَ اللهُ، وقد اجتَمَعَت خَيلُهم وتَتامَّت فُرسانُهم، ووثِقْنا بنَصرِ اللهِ أولياءَه، وإنجازِ مَوعِدِه، وإعزازِ دينِه، وإذلالِ المُشرِكينَ، حتَّى لا يمنَعَ أحَدُهم أُمَّه ولا حَليلتَه ولا نَفسَه، حتَّى يتوقَّلوا في رُؤوسِ الجِبالِ، ويَعجِزوا عن مَنعِ الحُصونِ، ويجنَحوا للسَّلمِ، ويلتَمِسوا الصُّلحَ، سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الفتح: 23] ، ثُمَّ أعلِمْ مَن قِبَلَك مِن المُسلمينَ أنِّي قادِمٌ عَليهم بجَماعةِ أهلِ الإسلامِ إن شاءَ اللهُ، فليُحسِنوا باللهِ الظَّنَّ، ولا يجِدَنَّ أهلُ حَربِكم وعَدوُّكم فيكم ضَعفًا ولا وَهَنًا ولا فشَلًا، فيغتَمِزوا فيكم، ويتَجَرَّؤوا عَليكم، أعَزَّنا اللهُ وإيَّاكم بنَصرِه، وألبَسَنا وإيَّاكم عافيتَه وعَفوَه، والسَّلامُ عَليك”. جمهرة رسائل العرب في عصور العربية؛ لأحمد زكي صفوت (1-164).

 

3- عن عَبدِ اللهِ بنِ جَعفرِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ مِسوَرِ بنِ مَخرَمةَ قال: “اجتَمَعَ رِجالٌ مِن بَني هاشِمٍ في مَنزِلي... فابتَدَأ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ الحَسَنِ، فحَمِدَ اللهَ وأثنى عليه، ثُمَّ قال: أمَّا بَعدُ، يا بَني هاشِمٍ، فإنَّكم خيرةُ اللهِ، وعِترةُ رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبَنو عَمِّه وذُرِّيَّتُه، فضَّلكم اللهُ بالوحيِ، وخَصَّكم بالنُّبوَّةِ، وإنَّ أولى النَّاسِ بحِفظِ دينِ اللهِ والذَّبِّ عن حَرَمِه مَن وضَعَه اللهُ بمَوضِعِكم مِن نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... فمَن رَأى منكم نَفسَه أهلًا لهذا الأمرِ فإنَّا نَراه له أهلًا، وهذي يدي له بالسَّمعِ والطَّاعةِ، ومَن أحَسَّ مِن نَفسِه ضَعفًا، أو خاف مِنها وَهَنًا وعَجزًا، فلا يحِلُّ له التَّولِّي على المُسلمينَ، وليسَ بأفقَهِهم في الدِّينِ، ولا أعلَمِهم بالتَّأويلِ”. نثر الدر في المحاضرات؛ للآبي: (1-258).

 

الاشعار

1- قال الشَّاعِرُ:

إنَّ الأذِلَّةَ واللِّئامَ مَعاشِرٌ *** مَولاهمُ مُتَهَضِّمٌ مَظلومُ

 فإذا أهَنتَ أخاك أو أفرَدْتَه *** عَمدًا فأنتَ الواهنُ المَذمومُ 

يُنظَر: مجمع الحكم والأمثال؛ لأحمد قبش: (ص 166).

 

2- قال أبو المُظَفَّرِ الأبيورديُّ:

مَزَجْنا دِمانا بالدُّموعِ السَّواجِمِ *** فلم يبقَ مِنَّا عُرضةٌ للمَراحِمِ

وشَرُّ سِلاحِ المَرءِ دَمعٌ يُريقُه *** إذا الحَربُ شَبَّتْ نارُها بالصَّوارِمِ

فإيهًا بني الإسلامِ إنَّ وراءَكم *** وقائِعُ يلحَقنَ الذُّرى بالمَناسِمِ 

وكيف تَنامُ العَينُ مِلءَ جُفونِها *** على هَفَواتٍ أيقَظَت كُلَّ نائِمِ

وإخوانُكم بالشَّامِ يُضحي مَقيلُهم *** ظهورَ المذاكي أو بُطونَ القَشاعِمِ 

تَسومُهم الرُّومُ الهَوانَ وأنتمُ تَجُرُّونَ *** ذَيلَ الخَفضِ فِعلَ المُسالمِ 

يُنظَر: ديوان الأبيوردي: (ص: 644).

 

3- ويقولُ أيضًا:

وبَينَ اختِلاسِ الطَّعنِ والضَّربِ وَقفةٌ *** تَظَلُّ لها الوِلْدانُ شِيبَ القوادِمِ

 وتلك حُروبٌ مَن يغِبْ عن غِمارِها *** ليَسلَمَ يَقرَعْ بَعدَها سِنَّ نادِمِ

 سَلَلْنَ بأيدي المُشرِكينَ قَواضِبًا *** ستُغمَدُ مِنهم في الكُلى والجَماجِمِ

 يكادُ لهنَّ المُستَجيرُ بطَيبةٍ *** يُنادي بأعلى الصَّوتِ يا آلَ هاشِمِ

 أرى أُمَّتي لا يَشرَعونَ إلى العِدا *** رِماحَهم والدِّينُ واهي الدَّعائِمِ

 ويجتَنِبونَ النَّارَ خَوفًا مِن الرَّدى *** ولا يحسَبونَ العارَ ضَربةَ لازِمِ

أيرضى صَناديدُ الأعاريبِ بالأذى *** ويُغضِي على ذُلٍّ كُماةُ الأعاجِمِ

فلَيْتَهُمو إذ لم يذودوا حَمِيَّةً *** عن الدِّينِ ضَنُّوا غَيرةً بالمَحارِمِ

وإن زَهِدوا في الأجرِ إن حَمِيَ الوغى *** فهَلا أتَوه رَغبةً في المَغانِمِ 

يُنظَر: ديوان الأبيوردي: (ص: 644، 645).

 

4- قال شَمسُ الدِّينِ الطِّيبيُّ:

قاموا لقوَّةِ دينِ اللهِ ما وهَنوا *** لِما أصابهم فيه ولا ضعُفوا

وجاهَدوا في سَبيلِ اللهِ فانتَصَروا *** مِن بَعدِ ظُلمٍ وممَّا ساءَهم أَنِفوا

أعيان العصر وأعوان النصر؛ للصفدي: (5-87).

 

5- قال الزهاوي:

لقد صحَّ أن ‌الضعفَ ذلٌ لآهلهِ *** وأن على الأرضِ القويُّ مسيطرُ

وأن اقتحامِ الهولِ أقربُ مسلكٍ *** إِلى المجدِ إِلا أنه متوعِّرُ

مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي: (4-42).

 

متفرقات

1- قال الألوسي في قوله تعالى: (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) [البقرة: 249] قال: "أي: لا قُدرةَ لنا بمُحارَبَتِهم ومُقاومَتِهم فضلًا عن الغَلَبةِ عَليهم، وجالوتُ كطالوتَ، والقائِلُ بَعضُ المُؤمِنينَ لبَعضٍ، وهو إظهارُ ضَعفٍ لا نُكوصٌ لِما شاهَدوا مِن الأعداءِ ما شاهَدوا مِن الكثرةِ والشِّدَّةِ". روح المعاني: (1-562).

 

2- قال الهرري في قوله تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ...) [المائدة: 22-23] قال: "موسى لمَّا قَرُبَ بقَومِه حُدودَ الأرضِ المُقدَّسةِ العامِرةِ الآهلةِ.. أمَرَهم بدُخولِها مَعَ الاستِعدادِ لقِتالِ من يُقاتِلُهم مِن أهلِها، وأنَّهم لمَّا غَلبَ عَليهم الضَّعفُ والذُّلُّ، واضطِهادُ المِصريِّينَ لهم، وظُلمُهم إيَّاهم.. أبَوا وتَمَرَّدوا واعتَذَروا بضَعفِهم وقوَّةِ أهلِ تلك البلادِ، وحاولوا الرُّجوعَ إلى مِصرَ، وقالوا لموسى: إنَّا لن نَدخُلَ هذه الأرضَ ما دامَ هؤلاء الجَبَّارونَ فيها، وقَولُهم: (فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ) تَأكيدٌ لِما فُهِم مِمَّا قَبلَه، مُشعِرٌ بأنَّه لا عِلَّةَ لامتِناعِهم إلَّا ما ذَكروه، وفي إجابَتِهم هذه دَليلٌ على مُنتَهى الضَّعفِ، وخَورِ العَزيمةِ، وعلى أنَّهم لا يُريدونَ أن يأخُذوا شَيئًا باستِعمالِ قُواهم البَدَنيَّةِ ولا العَقليَّةِ، ولا أن يدفَعوا الشَّرَّ عن أنفُسِهم، ولا أن يجلِبوا لها الخَيرَ". حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن؛ للهرري: (7-205).

 

3- قال البَيضاويُّ في قوله تعالى: (فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا) قال: "فما فتَروا ولم ينكَسِرْ جِدُّهم لِما أصابَهم مِن قَتلِ النَّبيِّ أو بَعضِهم. وما ضَعُفوا عن العَدوِّ أو في الدِّينِ. وما استَكانوا وما خَضَعوا للعَدوِّ". أنوار التنزيل وأسرار التأويل: (2-41).

 

4- قال ابنُ كثيرٍ في تَفسيرِ قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) [آل عمران: 139]: "قال اللهُ تعالى مُسَلِّيًا للمُؤمِنينَ: (وَلَا تَهِنُوا) أي: لا تَضعُفوا بسَبَبِ ما جَرى، (وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي: العاقِبةُ والنُّصرةُ لكم أيُّها المُؤمِنونَ". تفسير ابن كثير. 

 

5- قال الشوكاني في تفسير قوله تعالى: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 35] قال: "نَهى سُبحانَه المُؤمِنينَ عن الوَهَنِ والضَّعفِ، فقال: فَلَا تَهِنُوا أي: تَضعُفوا عن القِتالِ، والوَهَنُ: الضَّعفُ وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ أي: ولا تَدعوا الكُفَّارَ إلى الصُّلحِ ابتِداءً مِنكم؛ فإنَّ ذلك لا يكونُ إلَّا عِندَ الضَّعفِ". فتح القدير

 

6- قال الكيا الهرَّاسيُّ عند قوله تعالى: (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) [محمد: 35] قال: فيه دَليلٌ على مَنعِ مُهادَنةِ الكُفَّارِ إلَّا عِندَ الضَّرورةِ، وتَحريمِ تَركِ الجِهادِ إلَّا عِندَ العَجزِ عن مُقابَلتِهم، لضَعفٍ يكونُ بالمُسلمينَ. يُنظَر: ((أحكام القرآن)) (4-375).

 

7- قال الألوسي عند قَوله تعالى: (قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) [البقرة: 249] قال: "أي: لا قُدرةَ لنا بمُحارَبَتِهم ومُقاومَتِهم فضلًا عن الغَلَبةِ عَليهم، وجالوتُ كطالوتَ، والقائِلُ بَعضُ المُؤمِنينَ لبَعضٍ، وهو إظهارُ ضَعفٍ لا نُكوصٌ لِما شاهَدوا مِن الأعداءِ ما شاهَدوا مِن الكثرةِ والشِّدَّةِ". روح المعاني

 

8- قال محمد التبريزي قَولُه: "يوشِكُ الأُمَمُ"، أي: يقرُبُ فِرَقُ الكُفرِ وأُمَمُ الضَّلالةِ. “أن تَداعى عليكم”. أي: تَتَداعى، بأن يدعوَ بَعضُهم بَعضًا لمُقاتِلتِكم، وكسرِ شَوكتِكم، وسَلبِ ما مَلكتُموه مِن الدِّيارِ والأموالِ. "كما تَداعى الأكَلةُ"، أي: يقرُبُ أنَّ فِرَقَ الكُفرِ وأُمَمَ الضَّلالةِ... يدعو بَعضُهم بَعضًا إلى الاجتِماعِ لقِتالِكم وكسرِ شَوكتِكم؛ ليَغلِبوا على ما مَلكتُموها مِن الدِّيارِ، كما أنَّ الفِئةَ الآكِلةَ يتَداعى بَعضُهم بَعضًا إلى قَصعَتِهم التي يتَناولونَها مِن غَيرِ مانِعٍ، فيأكُلونَها صَفوًا مِن غَيرِ تَعَبٍ. “ومِن قِلَّةٍ”، أي: أنَّ ذلك التَّداعيَ لأجلِ قِلَّةٍ نَحنُ عَليها يومَئِذٍ؟ “كثيرٌ”، أي: عَدَدًا، وقَليلٌ مَدَدًا. “ولكِنَّكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيلِ” ما يحمِلُه السَّيلُ مِن زَبَدٍ ووسَخٍ، شَبَّههم به لقِلَّةِ شَجاعَتِهم ودَناءةِ قَدرِهم. “وليَنزِعَنَّ”، أي: ليُخرِجَنَّ. “المَهابةَ”، أي: الخَوفَ والرُّعبَ. “وليقِذَفَنَّ”، أي: وليرمِيَنَّ اللهُ. “الوَهَنَ”، أي: الضَّعفَ، وكأنَّه أرادَ بالوَهَنِ ما يوجِبُه؛ ولذلك فسَّره بَحُبِّ الدُّنيا وكراهةِ المَوتِ. “وما الوَهَنُ؟”، أي: ما يوجِبُه وما سَبَبُه؟ قال الطِّيبيُّ رَحِمَه اللهُ: سُؤالٌ عن نَوعِ الوَهَنِ، أو كأنَّه أرادَ: مِن أيِّ وجهٍ يكونُ ذلك الوَهَنُ؟ “قال: حُبُّ الدُّنيا وكراهيةُ المَوتِ”، وهما مُتَلازِمانِ، فكأنَّهما شَيءٌ واحِدٌ، يدعوهم إلى إعطاءِ الدَّنيَّةِ في الدِّينِ مِن العَدوِّ المُبينِ، ونَسألُ اللهَ العافيةَ 

 

قيل: المُرادُ بالمُؤمِنِ القَويِّ: الصَّابرُ على مُخالطةِ النَّاسِ وتَحمُّلِ أذيَّتِهم، وتَعليمِهم الخَيرَ وإرشادِهم إلى الهدى...، وقيل: أرادَ بالمُؤمِنِ القَويِّ الذي قَويَ في إيمانِه وصَلُبَ في إيقانِه بحَيثُ لا يرى الأسبابَ، ووثِقَ بمُسَبِّبِ الأسبابِ، والمُؤمِنُ الضَّعيفُ بخِلافِه، وهو أدنى مَراتِبِ الإيمانِ. وقال النَّوويُّ رَحِمَه اللهُ: القوَّةُ هنا يُرادُ بها عَزيمةُ النَّفسِ في أُمورِ الآخِرةِ، فيكونُ صاحِبُ هذا أكثَرَ إقدامًا على الغَزوِ والجِهادِ، وأسرَعَ خُروجًا وذَهابًا في طَلبِه وأشَدَّ عَزيمةً في الأمرِ بالمَعروفِ والنَّهيِ عن المُنكَرِ والصَّبرِ على الأذى في كُلِّ ذلك، وقَولُه: في كُلٍّ خَيرٌ، مَعناه: في كُلٍّ مِن القَويِّ والضَّعيفِ خَيرٌ لاشتِراكِهما في الإيمانِ، مَعَ ما يأتي به الضَّعيفُ مِن العِباداتِ". مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح: (9/481-482).

 

9- قال ابنُ قَيِّمِ الجَوزيَّةِ: فالذَّنبُ يحجُبُ الواصِلَ، ويقطَعُ السَّائِرَ، ويُنَكِّسُ الطَّالِبَ، والقَلبُ إنَّما يسيرُ إلى اللهِ بقوَّتِه، فإذا مَرِضَ بالذُّنوبِ ضَعُفت تلك القُوَّةُ التي ستُسَيِّرُه، فإذا زالت بالكُلِّيَّةِ انقَطَعَ عن اللهِ انقِطاعًا يبعُدُ تَدارُكُه، فاللهُ المُستَعانُ. يُنظَر: الجواب الكافي: (73).

 

10- قال ابنُ حِبَّانَ: “مِن شِيَمِ الأحمَقِ: العَجَلةُ والخِفَّةُ والعَجزُ والفُجورُ والجَهلُ والمَقتُ والوَهَنُ”. روضة العقلاء: (ص: 121).

 

11- قال ابنُ القَيِّمِ: “أصلُ الشَّرِّ مِن ضَعفِ الإدراكِ، وضَعفِ النَّفسِ ودَناءَتِها. وأصلُ الخَيرِ مِن كمالِ الإدراكِ، وقوَّةِ النَّفسِ وشَرَفِها وشَجاعَتِها”. الجواب الكافي: (ص: 192).

 

12- قال مُحَمَّد الخضر حُسَين: "صَلاحُ حالِ الجَيشِ -ولا سيَّما مَن بيَدِهم قيادَتُه- يستَدعي تَأييدَ اللهِ تعالى لهم تَأييدًا مُؤَزَّرًا، وقد يأتيهم النَّصرُ بَعدَ استِعدادِهم مِن حَيثُ لا يَحتَسِبونَ، فإذا تَفشَّت فيهم المَعاصي لم يأمَنوا أن يكونَ مِن عُقوبةِ مَعاصيهم ابتِلاؤُهم بالوَهَنِ والفشَلِ أمامَ سَطوةِ عَدوِّهم". موسوعة الأعمال الكاملة؛ لمحمد الخضر حسين: (10/ 1/ 21).

 

13- وقال مُحَمَّد الخضر حُسَين: “المُؤمِنُ الذي يرجو الحَقَّ، ويعيشُ له، ويُعِدُّ نَفسَه لإعلانِه ونُصرَتِه، يجِبُ أن يكونَ مِن أبعَدِ النَّاسِ عن الوَهَنِ في سَبيلِه”. موسوعة الأعمال الكاملة: (5/ 2/ 159).

 

14- قال مازن الفريح: فمَجالسُ البَطَّالينَ والقاعِدينَ تُوهِنُ العَزائِمَ وتُضعِفُ الهِمَمَ بما يعلَقُ في القَلبِ مِن أقوالِهم مِن الشُّبَهِ، وما يحصُلُ بمُجالسَتِهم مِن ضَياعٍ للوقتِ، وإشغالٍ بتَوافِهِ الأُمورِ.. وكُلَّما أرَدتَ العَمَلَ ثَبَّطَك وقال: أمامَك ليلٌ طَويلٌ فارقُدْ. يُنظَر: الرائد.. دروس في التربية والدعوة: (4-274).

 

الإحالات

1- الوَهْن في القرآن الکريم دراسة موضوعية؛ للوليد بن محمد بن صالح الخُضيري.

الحكم

1- ما له بُذْمٌ، وما له صَيُّورٌ ، وما له أُكُلٌ، أي: ليس له رأيٌ ولا قُوَّةٌ. يُنظَر: الأمثال؛ لابن سلام: (1-21).

 

2- (رَأسُ اللَّئيمِ يحتَمِلُ الوَهْنَ، ولا يحتَمِلُ الدُّهْنَ). يُنظَر: التمثيل والمحاضرة؛ للثعالبي: (1-62).

 

3- ومِن أمثالِهم في وصفِ الرَّجُلِ بضَعفِ الرَّأيِ قَولُهم: هو إمَّعةٌ. الأمثال؛ لابن سلام: (1-27).

 

4- إذا كان الرَّجُلُ ضَعيفًا لا يصلُحُ لشَيءٍ، قيل: هذا مِن فراريجِ الذَّبحِ. يُنظَر: الأمثال المولدة؛ لمحمد بن العباس الخوارزمي: (ص: 222).

 

5- أوهَنُ مِن نَسجِ العنكبوتِ.

لأنَّ كُلَّ شَيءٍ يَخرِقُه حتَّى مُرورِ النَّفَسِ؛ قال اللهُ تعالى: (وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) [العنكبوت: 41]. يُنظَر: الأمثال؛ للهاشمي: (1-30).

 

6- ومِن أمثالِهم في التَّخليطِ والوَهَنِ: قد استَنوقَ الجَمَلُ.

وهو الرَّجُلُ يكونُ في حَديثٍ أو في صِفةِ شَيءٍ، ثُمَّ يخلِطُ ذلك بغَيرِه، وينتَقِلُ إليه، وقد يُقالُ ذلك لرَجُلٍ يُظَنُّ به أنَّه عِندَه غَناءٌ مِن الشَّجاعةِ وجَلَدٌ، ثُمَّ يكونُ الأمرُ على خِلافِ ذلك. الأمثال؛ لابن سلام: (1-129).

 

7- كان حِمارًا فاستَأْتَنَ.

أي: صارَ أتانًا بَعدَ أن كان حِمارًا.

يُضرَبُ للرَّجُلِ يَهونَ بَعدَ العِزِّ، ويَضعُفُ بَعدَ القُوَّةِ. الأمثال؛ لابن سلام: (1-118).

 

8- أودى العَيرُ إلَّا ضَرِطًا.

أي: لم يَبْقَ مِن قوَّتِه وجَلَدِه شَيءٌ غَيرُ هذا، وهذا دَليلٌ على الوَهَنِ والضَّعفِ. الأمثال؛ لابن سلام: (1-118).

 

9- لقد كُنتُ وما يُقادُ بي البَعيرُ.

أي: إن رَأيتَني اليومَ ضَعيفًا فلقد كُنتُ قَويًّا.

أوَّلُ من قال هذا المَثَلَ سَعدُ بنُ زَيدِ مَناةٍ مِن تَميمٍ، وهو الفِزرُ، وكان له بَنونَ: هُبَيرةُ وعَبشَمسٍ وصَعصَعةُ أبو عامِرِ بنِ صَعصَعةَ، وأُمُّه النَّاقِميَّةُ، فكبِرَ سَعدٌ حتَّى كان لا يُطيقُ رُكوبَ البَعيرِ، ولا يملِكُ رَأسَه إلَّا أن يُقادَ به، فقال يومًا وصَعصَعةُ يقودُه: (لقد كُنتُ وما يُقادُ بي البَعيرُ). يُنظَر: فصل المقال في شرح كتاب الأمثال؛ للبكري (ص: 133). ويُنظَر أيضًا: الأمثال لابن سلام (ص: 118)، أمثال العرب؛ للزمخشري: (ص: 75)، الأمثال؛ للهاشمي (1-178).

 

10- قال بَعضُ الحُكماءِ: لا تُشاوِرْ إلَّا الحازِمَ غَيرَ الحَسودِ، واللَّبيبَ غَيرَ الحَقودِ، وإيَّاك ومُشاورةَ النِّساءِ؛ فإنَّ رَأيَهنَّ إلى الأَفْنِ، وعَزْمَهنَّ إلى الوَهَنِ. يُنظَر: أدب الدنيا والدين؛ للماوردي (1-380).

 

11- يُقال: لا تَخلِطْ يقينَك بالشَّكِّ؛ فيَفسُدَ عَليك العَزمُ، ولا تُوقِفْ عَمَلَك على الشَّكِّ؛ فيَدخُلَ عَليك الوَهَنُط. يُنظَر: التذكرة الحمدونية؛ لابن حمدون: (1-380).

 

12- أَذَلُّ مِنْ يَدٍ في رَحِمٍ.

يريد ‌الضعفَ والهَوَان، وقيل: يعني يَدَ الْجَنِينِ. وقال أبو عبيد: معناه أن صاحبها يتوقَّي أن يصيب بيده شيئاً. مجمع الأمثال: (1-283).

 

13- يُقَال: أَضْعَف من حوار.

وَالْمعْنَى أَنه أَضْعَف وأجبن من الحوار الَّذِي أفرط بِهِ الرّيّ حَتَّى اتخم ووهن والحوار مَضْرُوب بِهِ الْمثل فِي ‌الضعْف. المستقصى في أمثال العرب: (1-290).

 

14- قال أكثم بن صيفي: "من ضعف عن كَسْبه، اتَّكل على زاد غيره". الأمثال؛ لأبي عبيد: (200).

 

15- "كان حمارا فاستأتن". 

أي ‌ضعف بعد قوته. الأمثال؛ لابن رفاعة: (1-198).

 

16- "مَنْ ‌ضَعُفَ رأيُه قَوِيَ ضِدُّه، ومَنْ ساءَ تدبيرُهُ هَلَكَ جُنْدُه". الأمثال والحكم؛ للماوردي: (63).