صلاة

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

التعريف: الصلاة لغةً: الدعاء، قال الله تعالى: ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (التوبة: من الآية103)
وشرعاً: هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم مع النية بشرائط مخصوصة.
 

العناصر

1. أهمية الصلاة، ومكانتها في الإسلام.
2. وجوب المحافظة على الصلوات الخمس في أوقاتها.
3. الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
4. الصلوات الخمس كفارة لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر.
5. الصلاة نور في الدنيا والآخرة.
6. كثرة الخطى إلى المساجد من الرباط.
7. فضيلة الانتظار بين الصلاتين المكتوبتين.
8. فضل ومكانة الصلاة.
 

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (إنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ) [العنكبوت:45].
2- قال تَعَالَى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاَةِ الْوُسْطَى) [البقرة:238].
3- قال تعالى: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) [التوبة:5].
4- قَالَ تَعَالَى: (فَإذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأرْضِ، وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ، وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:10].
5- قَالَ تَعَالَى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً) [الإسراء:79].
6- قال تَعَالَى: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ) [السجدة:16] الآية.
7- قال تَعَالَى: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات:17].
8- قَالَ تَعَالَى: (إنَّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) [القدر:1] إِلَى آخرِ السورة.
9- قال تَعَالَى: (إنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [الدخان:3].

الاحاديث

1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (أرَأيْتُمْ لَوْ أنَّ نَهْرَاً بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرنهِ شَيْءٌ؟) قالوا: لا يَبْقَى مِنْ دَرنهِ شَيْءٌ، قَالَ: (فَذلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطَايَا) متفقٌ عَلَيْهِ.
2- عن جابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهْرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ) رواه مسلم.
(الغَمْرُ) بفتح الغين المعجمة: الكثير.
3- عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنَّ رَجُلاً أصَابَ مِن امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فَأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَأخْبَرَهُ فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ، إنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) [هود:114] فَقَالَ الرَّجُلُ أَلِيَ هَذَا؟ قَالَ: (لِجَمِيعِ أُمَّتِي كُلِّهِمْ) متفقٌ عَلَيْهِ.
4- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالجُمُعَةُ إِلَى الجُمُعَةِ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ، مَا لَمْ تُغشَ الكَبَائِرُ) رواه مسلم.
5- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءها؛ وَخُشُوعَهَا، وَرُكُوعَهَا، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوب مَا لَمْ تُؤتَ كَبِيرةٌ، وَذلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ) رواه مسلم.
6- عن أَبي موسى رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
(البَرْدَانِ): الصُّبْحُ والعَصْرُ.
7- عن أَبي زهير عُمارة بن رُؤَيْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) يعني: الفَجْرَ والعَصْرَ. رواه مسلم.
8- عن جُنْدُبِ بن سفيان رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فَهُوَ في ذِمَّةِ اللهِ، فَانْظُرْ يَا ابْنَ آدَمَ، لاَ يَطْلُبَنَّكَ اللهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَيءٍ) رواه مسلم.
9- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيجْتَمِعُونَ في صَلاَةِ الصُّبْحِ وَصَلاَةِ العَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمُ اللهُ - وَهُوَ أعْلَمُ بِهِمْ - كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادي؟ فَيقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
10- عن جرير بن عبد الله البَجَليِّ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، فَقَالَ: (إنَّكُمْ سَتَرَونَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا القَمَرَ، لاَ تُضَامُونَ في رُؤْيَتهِ، فَإنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا) متفقٌ عَلَيْهِ.
وفي رواية: (فَنَظَرَ إِلَى القَمَرِ لَيْلَةَ أرْبَعَ عَشْرَةَ).
11- عن بُرَيْدَة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ العَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) رواه البخاري.
12 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ غَدَا إلى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ، أعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أوْ رَاحَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
13- وعنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (مَنْ تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَضَى إلى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ، لِيَقْضِي فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ، كَانَتْ خُطُواتُهُ، إحْدَاهَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً) رواه مسلم.
14 - عن أُبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ لاَ أَعْلمُ أَحَداً أبْعَدَ مِنَ المَسْجِدِ مِنْهُ، وَكَانَتْ لا تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ، فَقيلَ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَاراً لِتَرْكَبَهُ في الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ، قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أنَّ مَنْزِلِي إلى جَنْبِ المَسْجِدِ، إنِّي أُرِيدُ أنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إلى المَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إذَا رَجَعْتُ إلى أهْلِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لكَ ذَلِكَ كُلَّه) رواه مُسلِم.
15 - عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: خَلَت البِقاعُ حولَ المَسْجِدِ، فَأَرَادَ بَنُو سَلمَةَ أنْ يَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُمْ: (بَلَغَنِي أنَّكُم تُريدُونَ أنْ تَنْتَقِلُوا قُرْبَ المَسْجِدِ؟) قالوا: نعم، يا رَسُول اللَّهِ، قَدْ أرَدْنَا ذَلِكَ. فَقَالَ: (بَنِي سَلِمَةَ دِيَارَكُم تُكْتَبْ آثارُكُمْ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ آثارُكُمْ) فقالوا: مَا يَسُرُّنَا أنَّا كُنَّا تَحَوَّلْنَا. رواه مسلم، وروى البخاري معناه من رواية أنس.
16 - عن أبي موسى رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ أجْراً في الصَّلاةِ أبْعَدُهُمْ إلَيْهَا مَمْشىً، فَأَبْعَدُهُمْ، وَالَّذِي يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الإمَامِ أعظَمُ أجْراً مِنَ الَّذِي يُصَلِّيهَا ثُمَّ يَنَامُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
17- عن بُريدَة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بَشِّرُوا المَشَّائِينَ في الظُّلَمِ إلى المَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ القِيَامَةِ) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ.
18 - عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (ألا أدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟) قَالُوا: بَلَى يا رَسُول اللهِ؟ قَالَ: (إسْبَاغُ الوُضُوءِ عَلَى المَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الخُطَا إلَى المَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ، فذَلِكُمُ الرِّبَاطُ) رواه مسلِم.
19 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إذا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَعْتَادُ المَسَاجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بالإيمَانِ، قال اللهُ عز وجل: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) الآية) رواه الترمذي، وقال: (حديث حسن).
20- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لا يَزَالُ أحَدُكُمْ في صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لا يَمنَعُهُ أنْ يَنقَلِبَ إلى أهلِهِ إلاَّ الصَّلاةُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
21– وعنه رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ) رواه البُخَارِيُّ.
22- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ لَيْلَةً صَلاَةَ العِشَاءِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ بَعْدَمَا صَلَّى، فَقَالَ: (صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَلَمْ تَزَالُوا في صَلاَةٍ مُنْذُ انْتَظَرْتُمُوهَا) رواه البُخَارِيُّ.
23- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلاَةُ الْجَمَاعَة أفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً) متفقٌ عَلَيْهِ.
24- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (صَلاةُ الرَّجُلِ في جَمَاعةٍ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتهِ وفي سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفَاً، وَذلِكَ أَنَّهُ إذَا تَوَضَّأ فَأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ خَرَجَ إلى المَسْجِدِ، لا يُخرِجُهُ إلاَّ الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلاَّ رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّتْ عَنهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإذَا صَلَّى لَمْ تَزَلِ المَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ في مُصَلاَّهُ، مَا لَمْ يُحْدِث، تقولُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيهِ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلاَ يَزَالُ في صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاَةَ) متفقٌ عَلَيهِ، وهذا لفظ البخاري.
25– وعنه، قَالَ: أَتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ أعْمَى، فقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ، لَيسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إلى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّي فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَّمَا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ: (هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ؟) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: (فَأجِبْ) رواه مُسلِم.
26- عن عبدِ الله – وقيل: عَمْرو بن قَيسٍ - المعروف بابن أُمّ مكتوم المؤذن رضي الله عنه أنَّه قَالَ: يا رَسُول اللهِ، إنَّ المَدينَةَ كَثيرةُ الهَوَامِّ وَالسِّبَاعِ. فَقَالَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تَسْمَعُ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الفَلاحِ، فَحَيَّهلاً) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
ومعنى (حَيَّهَلاً): تعال.
27- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَقَدْ هَمَمْتُ أنْ آمُرَ بحَطَبٍ فَيُحْتَطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَيُؤذَّنَ لهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيَؤُمَّ النَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفَ إلى رِجَالٍ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهمْ) متفقٌ عَلَيهِ.
28- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قَالَ: مَنْ سَرَّهُ أنْ يَلْقَى اللهَ تَعَالَى غداً مُسْلِماً، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ، فَإنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكم صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الهُدَى، وَإنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى، وَلَوْ أنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ في بُيُوتِكم كَمَا يُصَلِّي هذا المُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّة نَبِيِّكُم لَضَلَلْتُمْ، وَلَقَدْ رَأيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤتَى بهِ، يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ في الصَّفِّ. رَوَاهُ مُسلِم.
وفي رواية لَهُ قَالَ: إنّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَنَا سُنَنَ الهُدَى؛ وإنَّ مِنْ سُنَنِ الهُدَى الصَّلاَةَ في المَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ.
29- عن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَا مِنْ ثَلاثَةٍ فِي قَرْيةٍ، وَلاَ بَدْوٍ، لا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إلاَّ قَد اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِم الشَّيْطَانُ. فَعَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ، فَإنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ مِنَ الغَنَمِ القَاصِيَة) رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
30- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ، فَكَأنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) رواه مُسلِم.
وفي رواية الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ شَهِدَ العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ لَهُ قِيَامُ نِصْفَ لَيلَةٍ، وَمَنْ صَلَّى العِشَاءَ وَالفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ، كَانَ لَهُ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ) قَالَ الترمذي: (حديث حسن صحيح).
31- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا في العَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوَاً) متفقٌ عَلَيهِ. وقد سبق بِطولِهِ.
32– وعنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ صَلاَةٌ أثْقَلَ عَلَى المُنَافِقِينَ مِنْ صَلاَةِ الفَجْرِ وَالعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً) متفقٌ عَلَيهِ.
33- عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سألت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أيُّ الأعْمَالِ أفْضَلُ؟ قَالَ: (الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا) قلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: (بِرُّ الوَالِدَيْنِ) قلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قَالَ: (الجِهَادُ في سَبِيلِ اللهِ) متفقٌ عَلَيهِ.
34– عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) متفقٌ عَلَيهِ.
35- وعنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ، إلاَّ بِحَقِّ الإسْلاَمِ، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ) متفقٌ عَلَيهِ.
36- عن معاذٍ رضي الله عنه، قَالَ: بَعثنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى اليَمَنِ، فَقَالَ: (إنَّكَ تَأْتِي قَوْماً مِنْ أَهْل الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وأنِّي رَسُولُ اللهِ، فَإنْ هُمْ أطاعُوا لِذلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ تَعَالَى افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ تَعَالَى افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذلِكَ، فَإيَّاكَ وَكَرَائِمَ أمْوَالهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فَإنَّهُ لَيْسَ بَينَهَا وبَيْنَ اللهِ حِجَابٌ) متفقٌ عَلَيهِ.
37- وعن جابرٍ رضي الله عنه، قال: سمعت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (إنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ والكفر، تَرْكَ الصَّلاَةِ) رواه مُسلِم.
38- عن بُرَيْدَة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) رواه التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
39- عن شقِيق بن عبدِ الله التَّابِعيِّ المتفق عَلَى جَلاَلَتِهِ رَحِمهُ اللهُ، قَالَ: كَانَ أصْحَابُ محَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لا يَرَوْنَ شَيْئاً مِنَ الأعْمَالِ تَرْكُهُ كُفْرٌ غَيْرَ الصَّلاَةِ. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ في كِتابِ الإيمان بإسنادٍ صحيحٍ.
40- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاَتُهُ، فَإنْ صَلَحَتْ، فَقَدْ أفْلَحَ وأَنْجَحَ، وَإنْ فَسَدَتْ، فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ الرَّبُ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبدي من تطوّعٍ، فَيُكَمَّلُ مِنْهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الفَرِيضَةِ؟ ثُمَّ تَكُونُ سَائِرُ أعْمَالِهِ عَلَى هَذَا) رواه التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
41- عن جابر بن سَمُرَة رضي الله عنهما، قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: (ألاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلائِكَةُ عِندَ رَبِّهَا؟) فَقُلنَا: يَا رَسُول اللهِ، وَكَيفَ تُصَفُّ المَلائِكَةُ عِندَ رَبِّهَا؟ قَالَ: (يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ في الصَّفِّ) رواه مُسلِم.
42- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلاَّ أنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاسْتَهَمُوا) متفقٌ عَلَيهِ.
43- وعنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (خيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أوَّلُهَا، وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا، وَشَرُّهَا أوَّلُهَا) رواه مُسلِم.
44- عن أبي سعيد الخدرِيِّ رضي الله عنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم رأى في أصْحَابِهِ تَأَخُّراً، فَقَالَ لَهُمْ: (تَقَدَّمُوا فَأتَمُّوا بِي، وَلْيَأتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لاَ يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمُ الله) رواه مُسلِم.
45- عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا في الصَّلاَةِ، وَيَقُولُ: (اسْتَووا ولاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِيَنِي مِنْكُمْ أُولُو الأحْلاَمِ وَالنُّهَى، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) رَوَاهُ مُسلِم.
46- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (سَوُّوا صُفُوفَكُمْ؛ فَإنَّ تَسْوِيَةَ الصَّفِّ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ) متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية للبخاري: (فَإنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ إقَامَةِ الصَّلاَةِ).
47- وعنه، قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَأقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: (أقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا؛ فَإنِّي أرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي) رواه البُخَارِيُّ بلفظه، ومسلم بمعناه.
وفي رواية للبخاري: وَكَانَ أَحَدُنَا يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَقَدَمَهُ بِقَدَمِهِ.
48- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قَالَ: سمعت رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ) متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا، حَتَّى كَأنَّمَا يُسَوِّي بِهَا القِدَاحَ حَتَّى رَأى أنَّا قَدْ عَقَلْنَا عَنْهُ، ثُمَّ خَرَجَ يَوماً فَقَامَ حَتَّى كَادَ يُكَبِّرُ، فَرَأى رَجُلاً بَادِياً صَدْرُهُ مِنَ الصَّفِّ، فَقَالَ: (عِبَادَ اللهِ، لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ، أو لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ).
49- عن البراءِ بن عازِبٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَلَّلُ الصَّفَّ مِنْ نَاحِيَةٍ إلى نَاحِيَةٍ، يَمْسَحُ صُدُورَنَا وَمَنَاكِبَنَا، وَيَقُولُ: (لا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ) وكانَ يَقُولُ: (إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الصُّفُوفِ الأُوَلِ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
50- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (أقيمُوا الصُّفُوفَ، وَحَاذُوا بَيْنَ المَنَاكِبِ، وَسُدُّوا الخَلَلَ، وَلِينوا بِأيْدِي إخْوانِكُمْ، ولاَ تَذَرُوا فُرُجَاتٍ للشَّيْطَانِ، وَمَنْ وَصَلَ صَفّاً وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفّاً قَطَعَهُ اللهُ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
51- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (رُصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالأعْنَاقِ؛ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنِّي لأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ، كَأَنَّهَا الحَذَفُ) حديث صحيح رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسنادٍ عَلَى شرط مسلم.
(الحَذَفُ) بحاء مهملةٍ وذالٍ معجمة مفتوحتين ثُمَّ فاء وهي: غَنَمٌ سُودٌ صِغَارٌ تَكُونُ بِاليَمَنِ.
52- وعنه: أنَّ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (أتِمُّوا الصَّفَّ المُقَدَّمَ، ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ، فَمَا كَانَ مِنْ نَقْصٍ فَلْيَكُنْ في الصَّفِّ المُؤَخَّرِ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
53- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها، قالت: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ) رواه أبُو دَاوُدَ بإسنادٍ عَلَى شرط مسلم، وفيه رجل مُخْتَلَفٌ في تَوثِيقِهِ.
54- عن البراء رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم أحْبَبْنَا أنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: (رَبِّ قِني عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ - أو تَجْمَعُ - عِبَادَكَ) رواه مُسلِمٌ.
55- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (وَسِّطُوا الإمَامَ، وَسُدُّوا الخَلَلَ) رواه أبُو دَاوُد.
56- عن أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ حَبِيبَةَ رملة بِنْتِ أبي سُفْيَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهما، قالت: سمعت رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يقول: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي للهِ تَعَالى كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعاً غَيرَ الفَرِيضَةِ، إلاَّ بَنَى الله لَهُ بَيْتاً في الجَنَّةِ، أو إلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ) رواه مُسلِمٌ.
57- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتْينِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَينِ بَعدَ العِشَاءِ. متفقٌ عَلَيهِ.
58- عن عبد الله بن مُغَفَّلٍ رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: (بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاَةٌ، بَيْنَ كل أذانين صلاة) قال في الثَّالِثةِ: (لِمَنْ شَاءَ) متفقٌ عَلَيهِ.
المُرَادُ بِالأَذَانيْنِ: الأذَانُ وَالإقَامَةُ.
59- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
60- وعنها، قالت: لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ تَعَاهُدَاً مِنهُ عَلَى رَكْعَتَي الفَجْرِ. متفقٌ عَلَيهِ.
61- وعنها، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدنْيَا وَمَا فِيهَا) رواه مُسلِمٌ. وفي رواية: (لَهُمَا أحَبُّ إليَّ مِنَ الدنْيَا جَمِيعاً).
62- عن أبي عبد الله بلالِ بن رَبَاح رضي الله عنه، مُؤَذِّن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أنَّهُ أتَى رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، لِيُؤْذِنَه بِصَلاةِ الغَدَاةِ، فَشَغَلَتْ عَائِشَةُ بِلالاً بِأَمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ، حَتَّى أصْبَحَ جِدّاً، فَقَامَ بِلالٌ فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ، وَتَابَعَ أذَانَهُ، فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا خَرَجَ صَلَّى بِالنَّاسِ، فَأخْبَرَهُ أنَّ عَائِشَةَ شَغَلَتْهُ بِأمْرٍ سَأَلَتْهُ عَنْهُ حَتَّى أصْبَحَ جِدّاً، وَأنَّهُ أبْطَأَ عَلَيْهِ بِالخُرُوجِ، فَقَالَ - يَعْنِي النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم -: (إنِّي كُنْتُ رَكَعْتُ رَكْعْتَي الفَجْرِ) فقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّكَ أصْبَحْتَ جِدّاً؟ فقَالَ: (لَوْ أصْبَحْتُ أكْثَرَ مِمَّا أصْبَحْتُ، لَرَكَعْتُهُمَا، وَأحْسَنْتُهُمَا وَأجْمَلْتُهُمَا) رواه أبُو دَاوُدَ بإسناد حسن.
63- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإقَامَةِ مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ. متفقٌ عَلَيهِ.
وفي روايَةٍ لَهُمَا: يُصَلِّي رَكْعَتَي الفَجْرِ، فَيُخَفِّفُهُمَا حَتَّى أقُولَ: هَلْ قَرَأَ فِيهما بِأُمِّ القُرْآنِ.
وفي رواية لمسلم: كَانَ يُصلِّي رَكْعَتَي الفَجْرِ إذَا سَمِعَ الأذَانَ وَيُخَفِّفُهُمَا.
وفي رواية: إذَا طَلَعَ الفَجْرُ.
64- عن حفصة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِلْصُّبْحِ وَبَدَا الصُّبْحُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ. متفقٌ عَلَيهِ.
وفي رواية لمسلم: كَانَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم، إذَا طَلَعَ الفَجْرُ لا يُصَلِّي إلاَّ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.
65- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما، قَالَ: كَانَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صلاةِ الغَدَاةِ، وَكَأنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ. متفقٌ عَلَيهِ.
66- عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ في رَكْعَتَي الفَجْرِ في الأُولَى مِنْهُمَا: (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا) الآية الَّتي في البقرة، وفي الآخِرَةِ مِنْهُمَا: (آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأنَّا مُسْلِمُونَ).
وفي رواية: وفي الآخِرَةِ الَّتي في آل عِمْران: (تَعَالَوْا إلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ) رواه مسلم.
67- عن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قرأ في رَكْعَتَي الفَجْرِ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) وَ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
68- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: رَمَقْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، شَهْراً فَكَانَ يَقْرَأُ في الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ: (قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ) وَ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
69- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها، قالت: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذَا صَلَّى ركعتي الفجر، اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَن. رَوَاهُ البُخَارِي.
70- وعنها، قالت: كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلاَةِ العِشَاءِ إلَى الفَجْرِ إحْدَى عَشرَةَ رَكْعَةً، يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ، فَإذَا سَكَتَ المُؤَذِّنُ مِنْ صَلاَةِ الفَجْرِ، وَتَبَيَّنَ لَهُ الفَجْرُ، وَجَاءهُ المُؤَذِّنُ، قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَينِ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ، هكَذَا حَتَّى يأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ. رَوَاهُ مُسلِم.
قَوْلُهَا: (يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ) هكَذَا هو في مسلمٍ ومعناه: بَعْدَ كُلِّ رَكْعَتَيْن.
71- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قال رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (إذا صَلَّى أحَدُكُمْ رَكْعَتَي الفَجْرِ، فَلْيَضْطَجِعْ عَلَى يَمِينِهِ) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ بأسانيد صحيحة، قال الترمذي: (حديث حسن صحيح).
72- عن ابن عمر رَضِيَ اللهُ عَنهُما، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا. متفقٌ عَلَيهِ.
73- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لا يَدَعُ أرْبَعاً قَبْلَ الظُّهْرِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
74- وعنها، قالت: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي في بَيْتِي قَبْلَ الظُّهْرِ أرْبَعاً، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. وَكَانَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ المَغْرِبَ، ثُمَّ يَدْخُلُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، وَيُصَلِّي بِالنَّاسِ العِشَاءِ، وَيَدْخُلُ بَيتِي فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ. رَوَاهُ مُسلِم.
75- عن أُمّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنها، قالت: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (مَنْ حَافَظَ عَلَى أرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَأرْبَعٍ بَعْدَهَا، حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح).
76- عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه: أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي أرْبَعاً بَعْدَ أنْ تَزُولَ الشَّمْسُ قَبْلَ الظُّهْرِ، وقَالَ: (إنَّهَا سَاعَةٌ تُفْتَحُ فِيها أبْوَابُ السَّمَاءِ، فَأُحِبُّ أنْ يَصْعَدَ لِي فيهَا عَمَلٌ صَالِحٌ) رواه التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
77- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عَنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذا لَمْ يُصَلِّ أربَعاً قَبلَ الظُّهْرِ، صَلاَّهُنَّ بَعْدَهَا. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
78- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ، يَفْصلُ بَيْنَهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ. رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
79- عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (رَحِمَ اللَّهُ امْرءاً صَلَّى قَبْلَ العَصْرِ أرْبَعاً) رواه أبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ، وَقَالَ: (حَدِيثٌ حَسَنٌ).
80- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي قَبلَ العَصْرِ رَكْعَتَيْنِ. رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح.
81- عن عبد الله بن مُغَفَّل رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلُّوا قَبْلَ المَغْرِبِ) قال في الثَّالِثَةِ: (لِمَنْ شَاءَ) رواه البُخَارِيُّ.
82- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: لَقَدْ رَأيْتُ كِبَارَ أصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ عِندَ المَغْرِبِ. رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
83- وعنه، قَالَ: كُنَّا نصلِّي عَلَى عهدِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ قَبْلَ المَغْرِبِ، فَقِيلَ: أكَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم صَلاَّهما؟ قَالَ: كَانَ يَرَانَا نُصَلِّيهِمَا فَلَمْ يَأمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا. رواه مسلم.
84- وعنه، قَالَ: كُنَّا بِالمَدِينَةِ فَإذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلاَةِ المَغْرِبِ، ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ، فَرَكَعُوا رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى إنَّ الرَّجُلَ الغَريبَ لَيَدْخُلُ المَسْجِدَ فَيَحْسَبُ أنَّ الصَّلاَةَ قَدْ صُلِّيَتْ مِنْ كَثْرَةِ مَنْ يُصَلِّيهِمَا. رواه مسلم.
فِيهِ حديث ابن عمر السابق: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وحديث عبد الله بن مُغَفَّلٍ: (بَيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلاةٌ) متفق عَلَيْهِ. كما سبق.
فِيهِ حَديث ابن عمر السابق أنَّه صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الجُمعَةِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
85- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُم الجُمُعَةَ، فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أرْبعاً) رواه مسلم.
86- عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ في بَيْتِهِ. رواه مسلم.
87- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإنَّ أفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إِلاَّ المَكْتُوبَةَ) متفقٌ عَلَيْهِ.
88- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (اجْعَلُوا مِنْ صَلاَتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُوراً) متفقٌ عَلَيْهِ.
89- وعن جابر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قَضَى أحَدُكُمْ صَلاَتَهُ في مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيباً مِنْ صَلاَتِهِ؛ فَإنَّ اللهَ جَاعِلٌ في بَيْتِهِ مِنْ صَلاَتِهِ خَيْراً) رواه مسلم.
90- عن عمر بن عطاءٍ: أنَّ نَافِعَ بْنَ جُبَيْرٍ أرْسَلَهُ إِلَى السَّائِبِ ابن أُخْتِ نَمِرٍ يَسأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ رَآهُ مِنْهُ مُعَاوِيَةُ في الصَّلاَةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، صَلَّيْتُ مَعَهُ الجُمُعَةَ في المَقْصُورَةِ، فَلَمَّا سَلَّمَ الإمَامُ، قُمْتُ في مَقَامِي، فَصَلَّيْتُ، فَلَمَّا دَخَلَ أَرْسَلَ إلَيَّ، فَقَالَ: لاَ تَعُدْ لِمَا فَعَلْتَ. إِذَا صَلَّيْتَ الجُمُعَةَ فَلاَ تَصِلْهَا بِصَلاةٍ حَتَّى تَتَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ؛ فَإنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أمَرَنَا بِذلِكَ، أن لاَ نُوصِلَ صَلاَةً بِصَلاَةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ. رواه مسلم.
91- عن عليٍّ رضي الله عنه، قَالَ: الوِتْرُ لَيْسَ بِحَتْمٍ كَصَلاَةِ المَكْتُوبَةِ، وَلَكِنْ سَنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إنَّ اللهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أهْلَ القُرْآنِ) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن).
92- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَمِنْ أوْسَطِهِ، وَمِنْ آخِرِهِ، وَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
93- عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْراً) متفقٌ عَلَيْهِ.
94- عن أَبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (أوْتِرُوا قَبْلَ أنْ تُصْبِحُوا) رواه مسلم.
95- عن عائشة رضي الله عنها: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي صَلاَتَهُ باللَّيْلِ، وَهِيَ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإذَا بَقِيَ الوِتْرُ، أيْقَظَهَا فَأوْتَرتْ. رواه مسلم.
وفي روايةٍ لَهُ: فَإذَا بَقِيَ الوِتْرُ، قَالَ: (قُومِي فَأوتِري يَا عائِشَةُ).
96- عن ابن عمرَ رضي الله عنهما: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (بَادِرُوا الصُّبْحَ بِالوِتْرِ) رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).
97- عن جابر رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ خَافَ أنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ أوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيلِ، فَإنَّ صَلاَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وذَلِكَ أفْضَلُ) رواه مسلم.
98- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: أوْصَانِي خَلِيلي صلى الله عليه وسلم بِصِيَامِ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَي الضُّحَى، وَأنْ أُوتِرَ قَبْلَ أنْ أرْقُدَ. متفقٌ عَلَيْهِ.
وَالإيتَارُ قَبْلَ النَّوْمِ إنَّمَا يُسْتَحَبُّ لِمَنْ لاَ يَثِقُ بِالاسْتِيقَاظِ آخِرَ اللَّيْلِ فَإنْ وَثِقَ، فَآخِرُ اللَّيْلِ أفْضَلُ.
99- عن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدكُمْ صَدَقَةٌ: فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِىء مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِن الضُّحَى) رواه مسلم.
100- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كَانَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى أرْبَعاً، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ الله. رواه مسلم.
101- عن أُمِّ هَانِىءٍ فاختة بنت أَبي طالب رضي الله عنها، قالت: ذَهَبْتُ إِلَى رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَامَ الفَتْحِ فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ، صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، وَذَلِكَ ضُحىً. متفقٌ عَلَيْهِ. وهذا مختصرُ لفظِ إحدى روايات مسلم.
102- عن زيد بن أَرْقَم رضي الله عنه: أنَّهُ رَأَى قَوْماً يُصَلُّونَ مِنَ الضُّحَى، فَقَالَ: أمَا لَقَدْ عَلِمُوا أنَّ الصَّلاَةَ في غَيْرِ هذِهِ السَّاعَةِ أفْضَلُ، إنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (صَلاَةُ الأَوَّابِينَ حِيْنَ تَرْمَضُ الفِصَالُ) رواه مسلم.
(تَرْمَضُ) بفتح التاء والميم وبالضاد المعجمة، يعني: شدة الحر. وَ(الفِصَالُ) جَمْعُ فَصِيلٍ وَهُوَ: الصَّغيرُ مِنَ الإبِلِ.
103- عن أَبي قتادة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
104- عن جابرٍ رضي الله عنه، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ في المَسْجِدِ، فَقَالَ: (صَلِّ رَكْعَتَيْنِ) متفقٌ عَلَيْهِ.
105- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبِلاَلٍ: (يَا بِلاَلُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإسْلاَمِ، فَإنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ في الجَنَّةِ) قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً أرْجَى عِنْدي مِنْ أَنِّي لَمْ أتَطَهَّرْ طُهُوراً فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أنْ أُصَلِّي. متفقٌ عَلَيْهِ، وهذا لفظ البخاري.
(الدَّفُّ) بالفاءِ: صَوْتُ النَّعْلِ وَحَرَكَتُهُ عَلَى الأَرْضِ، واللهُ أعْلَم.
106- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا) رواه مسلم.
107- وعنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَوَضَّأ فَأَحْسَنَ الوُضُوءَ ثُمَّ أتَى الجُمُعَةَ، فَاسْتَمَعَ وأنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ وَزِيادَةُ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الحَصَى، فَقَدْ لَغَا) رواه مسلم.

الاثار

1- قال بعض العلماء: " من أراد فضل الحج وهو عاجز فيلزم الجمعة.كان أبو بكر رضي الله عنه إذا قام إلى الصلاة كأنه عود من خشية الله ".
2- قال إبراهيم بن أدهم: " إذا كنت بالليل نائماً، وبالنهار سائماً، وفي المعاصي دائماً؛ فكيف ترضي من هو بأمرك قائماً " مواعظ الإمام إبراهيم بن أدهم للشيخ محمد الحمد.
3- قال الحسن - رحمه الله - " تفقدوا الحلاوة في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر، فإن وجدتموها فابشروا وأملوا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق " حلية الأولياء.
4- قال عبدالله بن وهب: " كل ملذوذ إنما له لذة واحدة، إلا العبادة فإن لها ثلاث لذات، إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها .. أما الشهوات فكلما تذكرها العبد فغصص وآهات وندم وحسرات ".
5- كتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عماله: " اجتنبوا الأشغال عند حضرة الصلاة؛ فمن أضاعها فهو لما سواها من شعائر الإسلام أشد تضييعاً " البداية والنهاية.
6- قال ابن سيرين رحمه الله: " لابد من قيام الليل ولو بقدر حلب الشاة " الزهد للإمام أحمد.
7- عطاء بن رباح يصف قيام الليل فيقول: " قيام الليل محياة للبدن ونور في القلب وضياء في الوجه، وقوة في البصر والأعضاء، وإن الرجل إذا قام بالليل أصبح فرحاً مسرورا، وإذا نام عن حزبه أصبح حزيناً مكسورا كأنه فقد شيئاً وقد فقد أعظم الأمر نكعا " البداية والنهاية.
8- قال سفيان الثوري: " عليك بقلة الأكل تملك سهر الليل، وعليك بالصوم فإنه يسد عليك باب الفجور، ويفتح عليك باب العبادة، وعليك بقلة الكلام يلين قلبك، وعليك بالصمت تملك الورع ".
9- قال بعض أهل العلم: " دواء القلب بخمسة أشياء: قراءة القرآن بتدبر، خلاء البطن، قيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين ".
10- قال أبو سليمان الداراني: " لأهل الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم " صفة الصفوة.
11- قال الأوزاعي: " لا طاعة للوالد في ترك الجمعة والجماعات " الترغيب والترهيب.
12- قال ابن الجوزي: " يا هذا لو علمت ما يفوتك في السحر - ما حملك النوم تقدم؛ حينئذ قوافل السهر على قلوب الذاكرين، وتحط رواحل المغفرة على رباع المستغفرين.
من لم يذق حلاوة شراب السحر - لم يبلغ عِرفانه بالخبر.
من لم يتفكر في عمره كيف انقرض - لم يبلغ من الحزن الغرض ".
13- قال القاسمي في أن الزمخشري قال في أساس البلاغة: " إنما سُمي السحر استعارة لأنه وقت إدبار الليل وإقبال النهار فهو متنفس الصباح " محاسن التأويل.
14- قال شيخ الإسلام: " الصلاة فيها دفع مكروه وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب وهو ذكر الله، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه " مجموع الفتاوى.
15- يقول ابن القيم رحمه الله: " تأمل كيف قابل ما أخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس، وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاة الليل بقرة الأعين بالجنة " حادي الأرواح لابن القيم.
16- قال ابن القيم: " إن حياة النفس في السمو ونجاتها في العلو، ومثل القلب مثل الطائر كلما علا بَعُد عن الآفات وكلما نزل احتوشته الآفات ".
17- قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: (وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) ". زاد مسلم: " يعني العصر والفجر ".
* قال الحافظ ابن حجر: " وجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية أن الصلاة أفضل الطاعات، وقد ثبت لهاتين من الفضل على غيرهما، فهما أفضل الصلوات، فناسب أن يجازى المحافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى الله تعالى" فتح الباري بتصرف.
18- كان عطاء بن أبي رباح يقول: " ليس لأحد من خلق الله في الحضر وبالقرية رخصة إذا سمع النداء في أن يدع الصلاة " عون المعبود.

القصص

1- كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلوَّن وجهه، فقيل له: ما لك؟ فيقول: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملتُها.
2- عن محمد بن زيد: أن ابن عمر كان له مهراس فيه ماء, فيصلي فيه ماقدر له, ثم يصير إلى الفراش يغفي إغفاءة الطائر, ثم يقوم, فيتوضأ ويصلي, يفعل ذلك في الليل أربع مرات أو خمسة.
3- كان سعيد التنوخي إذا صلى لم تنقطع الدموع من خديه على لحيته.
4- قال ابن المنكدر: إني لأدخل في الليل فيهولني، فأصبح حين أصبح وما قضيت منه أربي.
5- هذا عباد بن بشر الصحابي الذي دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة انتدبه الرسول صلى الله عليه وسلم مع رجل من المهاجرين لحراستهم في ليل إحدى الغزوات، فاضطجع المهاجري وقام هو يصلي، فأتى رجل من المشركين، فلما رآه قائماً يصلي عرف أنه حارس القوم، فرماه بسهم، فوضعه فيه، فنزعه عباد، فرماه المشرك بسهم ثان، فنزعه، وهكذا حتى رماه بثلاثة أسهم، ثم ركع وسجد، ثم انتبه صاحبه، فلما عرف المشرك أنهم قد انتبهوا له، هرب، فلما رأى المهاجري ما بعباد من الجراحة قال: سبحان الله، ألا نبهتني أول ما رمى؟ قال: كنت في قراءة سورة الكهف فلم أحب أن أقطعها.
6- سئل الشعبي عن الأسود بن يزيد فقال: كان صواماً قواماً حجاجاً.
7- قال أهل السير: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يثبت لهم العدو فواق ناقة عند اللقاء، فقال هرقل عظيم الروم وهو في أنطاكية لما قدمت جيوشه تجر أذيال الهزيمة: ويلكم أخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم، أليسوا بشراً مثلكم؟ قالوا: بلى، قال: فأنتم أكثر أم هم؟ قالوا: بل نحن أكثر منهم أضعافاً في كل موطن، قال: فما بالكم تنهزمون؟ فقال شيخ من عظمائهم: من أجل أنهم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم، ومن أجل أنا نشرب الخمر ونزنى ونركب الحرام وننقض العهد ونغصب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضى الله ونفسد في الأرض.
8- قال ابن كثير في ترجمة السلطان الزاهد المجاهد، نور الدين زنكي: "إن جماعة من العباد ممن يعتمد على قولهم دخلوا بلاد القدس للزيارة أيام أخذ القدس الفرنج فسمعوهم يقولون أن القسيم ابن القسيم يعنون نور الدين له مع الله سر، فإنه لم يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعوه، فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا، قال: فهذا كلام الكفار في حقه.
9- قال بلال بن سعد: " أدركتهم يشتدون بين الأغراض يضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهباناً ".
10- كان تميم الداري إذا دخل وقت الصلاة قام اليها بالأشواق. قال رضي الله عنه ما دخل عليّ وقت صلاة من الصلوات إلا وأنا لها بالأشواق، يشتاق إلى الصلاة وينتظر دخول وقتها.
11- صلى أبو زرعة الرازي عشرين سنة وفي محرابه كتابة فسئل عن الكتابة في المحراب فقال: قد كرهه قوم ممن مضى. فقال السائلون له: هو ذا في محرابك – محرابك فيه كتابة ما علمت بها؟ قال: سبحان الله، رجل يدخل على الله ويدري ما بين يديه؟
12- أبو زرعة الرازي لم تفته صلاة الجماعة عشرين سنة.
13- عن محمد بن مصرف قال: " كان أبي يأمر نساءه وخدمه وبناته بقيام الليل، فيقول: صلوا ركعتين في جوف الليل فإن الصلاة في جوف الليل تحط الأوزار وهي من أشرف أعمال الصالحين ".
14- سأل رجل الحسن البصري، فقال: يا أبا سعيد أعياني قيام الليل، فما أطيقه، فقال: يا ابن أخي، استغفر الله استغفرالله وتب إليها فإنها علامة سوء، وقال: إذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار، فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب.
15- جاء رجل إلى محمد بن سيرين، فقال له: " علمني العبادة، فقال له ابن سيرين: أخبرني عن نفسك كيف تأكل؟، قال: آكل حتى أشبع، فقال: ذاك أكل البهائم، قال: كيف تشرب الماء؟ قال أشرب حتى أروى، قال: ذاك شرب الأنعام، اذهب فتعلم الأكل والشرب، ثم تعال أعلمك العبادة! ".
16- قال أبو عبد الرحمن الأسدي: قلت لسعيد بن عبد العزيز ما هذا البكاء الذي يعرض لك في الصلاة؟ فقال: يا ابن اخي وما سؤالك عن هذا؟ قلت: لعل الله أن ينفعني به. فقال: ما قمت إلى الصلاة إلا مثلت لي جهنم.
15- سعيد بن المسيب ما نظر إلى قفا رجل منذ أربعين سنة.
16- قال المعلى بن زياد: كان هرم يخرج في بعض الليل وينادي بأعلى صوته: عجبت من الجنة كيف نام طالبها؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها؟ ثم يقول: (أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً).
17- هناك عجوز بلغت الثمانين من عمرها, كانت تجلس مع النساء، فرأت أنهن لا ينتفعن بأوقاتهن, فجلساتهن في قيل وقال, في غيبة ونميمة, وفي كلام إن لم يبعدهن عن الله -عز وجل- فهو في ضياع أوقاتهن؛ فاعتزلت النساء، وجلست في بيتها تذكر الله -عز وجل- آناء الليل وأطراف النهار, وتقوم من الليل أكثره وفي ليلةٍ من الليالي وهي تقوم الليل, إذا بها تنادي في آخر الليل ابنها البار بها، فتقدم وذهب إليها, فإذا هي ساجدة, وتقول له: يا بني ما يتحرك فيَّ الآن سوى لساني، قال: إذاً أذهب بك إلى المستشفى، قالت: لا, وإنما أقعدني هنا، قال: لا والله لأذهبن بك إلى المستشفى. وقد كان حريصاً على برها جزاه الله خيراً, فأخذها وذهب بها إلى المستشفى، وتجمع الأطباء، وقام كل يدلي بما لديه من الأسباب, لكن لاينجي حذَر من قدَر.
فقالت لابنها: أسألك بالله إلا رددتني على سجادتي في بيتي، فأخذها، وذهب بها إلى البيت, فوضأها، ثم أعادها على سجادتها, فقامت تصلي حتى قبل الفجر بوقت ليس بطويل إذا بها تنادي ابنها، وتقول: يا بني أستودعك الله الذي لاتضيع ودائعه.
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لتلفظ نفسها إلى بارئها -سبحانه وتعالى-, فما كان من ولدها إلا أن قام فغسلها وهي ساجدة، وكفنها وهي ساجدة، وحملوها إلى الصلاة عليها, وهي ساجدة، وحملوها بنعشها إلى القبر وهي ساجدة, وجاؤوا بها إلى القبر فزادوا في عرض القبر؛ لتدفن وهي ساجدة, ومن مات على شيء بعث عليه, تبعث بإذن ربها ساجدة.
18- قال عطاء بن السائب: رأيت مصلى مرة الهمداني مثل مبرك البعير.
19- قال ربيعة بن يزيد: " ما أذن المؤذن لصلاة الظهر منذ أربعين سنة إلا وأنا في المسجد إلا أن أكون مريضاً أو مسافراً ".
20- عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: (افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب إلى بعض نسائه، قالت: فتحسست ثم رجعت فإذا هو راكع أو ساجد يقول: سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، قالت: فقلت بأبي أنت وأمي إني لفي شأن وإنك لفي آخر).
21- قال أبو الزناد: " كنت أخرج من السحر إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فلا أمر ببيت إلا وفيه قارئ ".
22- قيل: كانت عامة صلاة الأحنف بالليل.
23- ذكر الإمام أحمد في الزهد قال: " تمثل محمد ابن نافع في السحر ببيت من الشعر، فرفع هرم ابن حيان عليه هرم السوط وجلده على الظهر، قائلاً له: أفي هذه الساعة التي ينزل فيها الرحمن ويستجاب فيها الدعاء، تتمثل بالشعر؟! ".
24- كان سعيد بن المسيب إمام التابعين في عصره، كان يأتي في ظلام الليل إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقال له بعض إخوانه، خذ سراجا لينير لك الطريق في ظلام الليل، فقال يكفيني نور الله.
25- قول أبي بكر ابن عياش، قال: سمعت أبا اسحاق السبيعي يقول: " ذهبت الصلاة مني وضعفت ورق عظمي وإني اليوم أقوم في الصلاة فما أقرأ إلا بالبقرة وآل عمران ".
26- كان رحمه الله قد ضعف عن القيام فكان لايقدر أن يقوم إلى الصلاة حتى يقام، فإذا أقاموه فاستتم قائماً قرأ ألف آية وهو قائم.
27- حديث أم سعيد بنت علقمة الطائية قالت: " كان بيننا وبين داوود الطائي جدار قصير فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، ولربما ترنم في السحر بشيء من القرآن، فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنيمه تلك الساعة..وكان لا يسرج ".
28- عن مالك بن أنس: كان صفوان بن سليم يصلي في الشتاء في السطح، وفي الصيف في بطن البيت، يتيقظ بالحر والبرد، حتى يصبح، ثم يقول: هذا الجهد من صفوان وأنت أعلم، وإنه لترم رجلاه حتى يعود كالسقط من قيام الليل، ويظهر فيه عروق خضر.
29- قال عبد الملك بن قريب الآصمعي: بلغني أن سليمان التيمي قال لأهله: هلموا حتى نجزئ الليل؛ فإن شئتم كفيتكم أوله، وإن شئتم كفيتكم آخره.
30- روى مثنى بن معاذ عن أبيه قال: ما كنت أشبه عبادة سليمان التيمي إلا بعبادة الشاب أول ما يدخل في تلك الشدة والحِدة.
وقال: كنت إذا رأيت التيمي كأنه غلام حدث، قد أخذ في العبادة.
31- هذا سفيان الثوري إذا أصبح مد رجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض كي يرجع الدم إلى مكانه من طول قيام الليل..
وكان يقول: " إذا جاء الليل فرحت وإذا جاء النهار حزنت ".
32- أبو سليمان الداراني يقول: "بينما أنا ساجد إذ ذهب بي النوم فإذا أنا بالحوراء قد ركلتني برجلها، فقالت: ياحبيبي أترقد عيناك والملك يقضان ينظر إلى المتهجدين في تهجدهم، بؤس لعين آثرت لذة نوم على مناجاة العزيز، قم فقد دنا الفراق ولقي المحبون بعضهم بعضا فما هذا الرقاد؟! حبيبي وقرة عيني أترقد عيناك وأنا أربى لك في الخدور منذ كذا وكذا.
قال أبو سليمان: فوثبت فزعاً وقد عرقت استحياء من توبيخيها إياي وإن حلاوة منطقها لفي سمعي وقلبي.
33- قال الهيثم ابن جماز عن زوجته: " كان لي امرأة تقوم الليل، وكنت لا أصبر معها على السهر، فكنت إذا نعست ترش علي الماء في أثقل ما أكون من النوم، وتنبهني وتقول: أما تستحي من الله، أما تستحي من الله إلى كم هذا الغطيط؟! فوالله إن كنت لأستحي مما تصنع ".
34- قال الشيخ إبراهيم الدويش: هذه القصة لتائب ذكرها بعبارات جياشة ومشاعر صادقة ذكر أنه مدمن مخدرات، وصاحب أسفار وشهوات، وكل ما يخطر لك على بال هكذا قال، وقال: طلب مني في يوم من الأيام زميل لي في الدراسة أن أوصله إلى منزله، ونسي أو تناسى معي شريط في السيارة، قال: سمعت الشريط فتحدث عن الاعتماد على الله، وحسن الصلة بالله، وأنه لا حول ولا قوة للنفس الضعيفة إلا بالله، قال: فقلب كياني، وهز وجداني، فقد كنت أعتمد في كل ضيق وشدة على المخدرات، حتى أصبحتْ هي ملاذي وملجأي، فمازلت مع نفسي أصارحها وألومها كيف أترك الله القاهر القوي القادر وآوي إلى هذا البلاء؛ أي نفس أنت أيتها النفس المهينة الحقيرة الأسيرة لبضع حبيبات، أفٍّ ثم تفٍّ لك أيتها النفس، يقول: ثم أجهشت بالبكاء، والندم والحسرة يأكلان قلبي، قال: فعاهدت الله من حينها أن أتوب، وأن أكون صادقاً في توبتي واعتمادي على الله، كنت أنتظر الساعات على أحرَّ من الجمر متى تغيب الشمس، متى يأتي الليل لأخلو بربي وأرفع أكف الضراعة إليه، قال: وفي تلك الليلة خرجت إلى الصحراء وقفت وحيداً في ظلمة الليل، الجبال والأشجار من حولي كأنها أشباح، النجوم تزين السماء وكأنها تراقبني، استقبلت القبلة، كبَّرت، وأخذت أدعو ربي دعاء المستغيث، أتوسل إليه بأسمائه الحسنى تارة، وبرحمته تارة، يقول: أخذت أبكي، وأتضرع إليه، وأشكو إليه حالي، وما وصلت إليه، وألح عليه بأن يرفع عني هذا البلاء، وأن يشفيني ويعافيني، اعترفت له بذنبي، وضعفي، وذلي، وفقري، وحاجتي فلم أشعر بنفسي إلا والفجر قد اقترب، فرجعت إلى البيت، وجلست أنتظر الصلاة، فأخذتني إغفاءة فرأيت امرأة لم أرَ في جمالها امرأة قط، وهي تقول لي: قم يا فلان، قم صل الفجر فأنت على خير، يقول: فقمت فزعاً، وقد أحسست أني لبست جلداً غير جلدي الأول، وشعرت بانشراح في صدري وكأنني ولدت من جديد، يقول: فلم أعرف المخدرات بعد ذلك اليوم، وها أنا أدخل امتحانات الجامعة ولأول مرة في حياتي معتمداً على الله وحده، وكلي أمل ويقين بتوفيق الله لي، فقد ذقت حلاوة الدعاء، ولذة الاستجابة، ولن أرضى بها بديلا... إلى آخر كلامه.. يقسم على هذا بالله العظيم مرات عديدة، وقد ذكر في قصته أشياء عجيبة، تركتها يعلم الله من باب حدث الناس بما يعقلون، وأحسبه صادقاً ولا غرابة، فللأسحار أسرار.
35- قال علي عبد الخالق القرني: أحد الشباب قال لي: رأيت أخي الذي مات قبل فترة في المنام، وأحببت أن أذكِّرك بهذا لتذكِّر الناس بمثل هذه الرؤيا، قال: فقلت لأخي لما رأيته في المنام: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي ورحمني فله الحمد والمنَّة أولا وأخرًا، وظاهرًا وباطنًا، قال: فبم توصينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله، وألا تناموا ليلة من الليالي إلا وقد تعبت أقدامكم من الوقوف بين يدي الله، واحمرَّت أعينكم بكاءً من خشية الله؛ فو الله ما نفعنا هنا بعد رحمة الله إلا تلك الأعمال.
36- أُدخلت إلى قسم الإسعاف امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها وذلك إثر ذبحة صدرية شديدة أدت إلى توقف قلبها.
اتصل بي الزملاء، وطلبوا مني الإسراع لرؤيتها، وكان ذلك في السابعة صباحاً تقريباً.
هرعت إلى الإسعاف؛ لعل الله أن يكتب لها الشفاء على يدي، فلما وصلت وجدت أن الذبحة الشديدة أدت إلى فصل كهرباء القلب عن القلب، فطلبت نقلها بسرعة إلى قسم قسطرة القلب؛ لعمل القسطرة وتوصيل الكهرباء لها.
وفي أثناء تدليك قلبها ومحاولة إنعاشه ورغم أن الجهاز يشير إلى توقف قلبها إلا أنه حدث شيء غريب لم أره، ولم أعهده من قبل!
أتدرون ما هو؟! لقد انتبهت المرأة وفتحت عيناها، بل تكلمت! لكن ماذا قالت؟! هل صرخت؟! هل اشتكت؟! هل طلبت المساعدة؟! هل قالت أين زوجي وأولادي؟! هل نطقت بكلمة عن أمر من أمور الدنيا؟!
لا والله، بل كانت أول كلمة سمعتها منها كلمة التوحيد العظيمة.
أشهـد أن لا إله إلا الله، وأشهـد أن محمداً عبده ورسوله ثم توقف القلب مرة أخرى، وصاح الجهاز معلناً توقف قلبها، فحاولت مرة أخرى بالتدليك، وإنعاش القلب مرة ثانية، وسبحان الله! تكرر الأمر مرة أخرى، فُتحت العينان، ونطق اللسان بالشهادتين
وقد تكرر أمام ناظري ثلاث مرات يتوقف القلب، ثم ينطق اللسان بالشهـادتين ولا أسمع كلمة أخرى؛ لا أنين، ولا شكوى، ولا طلب دنيوي، إنما فقط ذكر لله ونطق بالشهادتين!
ثم بعد ذلك توفيت رحمها الله ورأيت أمراً عجباً، لقد استنار وجهها!
فخرجت إلى زوجها معزياً فوجدته رجلاً بسيـطاً، متواضع الملبس، يظهر أنه فقير الحال، فواسيته وعزيته وذكَّرته بالله، فلم أر منه إلا التسليم والاسترجاع والرضى بما قدّر الله تعالى، ورأيت في وجهه نور الإيمان والطاعة.
فقلت له: يا أخي الكريم لقد حصل من زوجتك أمراً عجباً، بل أموراً تبشر بالخير والحمد لله ولكني أحب أن أسألك سؤالاً: كيف كانت حياتها، وماذا كانت تصنع؟!
قال وبكل بساطة وبدون تعقيد: لقد تزوجتها منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاماً، ومنذ تلك الفترة وطيلة حياتها معي لم أرها تترك صلاة الوتر وقيام الليل في ليلة من الليالي إلا أن تكون مريضة أو معذورة!.
37- تقول أم أحمد الدعيجي في مقابلة لها مع مجلة اليمامة: توفيت فتاة في العشرين من عمرها بحادث سيارة، وقبل وفاتها بقليل يسألها أهلها كيف حالك يا فلانة فتقول: بخير ولله الحمد! ولكنها بعد قليل توفيت رحمها الله.
جاءوا بها إلى المغسلة وحين وضعناها على خشبة المغسلة وبدأنا بتغسيلها، فإذا بنا ننظر إلى وجه مشرق مبتسم وكأنها نائمة على سريرها، وليس فيها جروح أو كسور ولا نزيف.
والعجيب كما تقول أم أحمد أنهم عندما أرادوا رفعها لإكمال التغسيل خرج من أنفها مادة بيضاء ملأت الغرفة (المغسلة) بريح المسك!
إنها فعلاً رائحة مسك، فكبرنا وذكرنا الله تعالى، حتى إن ابنتي وهي صديقة للمتوفاة أخذت تبكي.
ثم سألت خالة الفتاة عن ابنة أختها وكيف كانت حياتها؟! فقالت: لم تكن تترك فرضاً منذ سن التمييز، ولم تكن تشاهد الأفلام والمسلسلات والتلفاز، ولا تسمع الأغاني.
ومنذ بلغت الثالثة عشرة من عمرها وهي تصوم الاثنين والخميس وكانت تنوي التطوع للعمل في تغسيل الموتى.
ولكنها غُسلت قبل أن تُغسل غيرها، والمعلمات والزميلات يذكرن تقواها، وحسن خُلقها، وتعاملها، وأثرت في معلماتها وزميلاتها في حياتها وبعد موتها.

الاشعار

أو ما سمعت بشأنهم يوم المزيـ *** ـد يوم عظيم الشان
هو يوم جمعتنا ويوم زيارة الرحـ *** ـمن وقـت صلاتنا وأذان
والسابقون إلى الصلاة هم الألى *** فازوا بذلك السبق بالإحسان
سبق بسبـق والمؤخـر هـهنا *** متأخـر في ذلك الميـدان
[ابن القيم]

والأقربون إلى الإمام فهمُ أولـو *** الزلفى هناك فهنا هنا قربان
قرب بقـرب والمبـاعد مثلـه *** بعد ببعـد حكمـة الديـان
ولهم منابـر لؤلؤ وزبـرجـد *** ومنابر اليـاقوت والقيعـان
هذا وأدناهم ومـا فيهـم دنِي *** من فوق ذاك المسك كالكثبان
[...........]
يا رجال الليل جِدوا *** رب صوت لا يُردُّ
ما يقــوم الليل إلا *** من له عزم وجـدُّ
[...........]

يحيــون ليلهم بطاعـة ربهـم *** بتلاوة وتضرع وسـؤال
وعيونهم تجرى بفيض دموعهـم *** مثل انهمال الوابل الهطال
في الليل رهبان وعند جهادهـم *** لعدوهم من أشجع الأبطال
وإذا بــدا علم الرهان رأيتهم *** يتسابقون بصالح الأعمال
بوجوههم أثر السجــود لربهم *** وبها أشعة نـوره المتلالي
[...........]

يا حبيب القلوب أنت حبيب *** أنت أنسي وأنت مني قريب
يا طبيبا بذكــره يتـداوى *** كل ذي علة فنعم الطبيب
طلعت شمس من أحبك ليـلاً *** واستنارت فما تلاها غروب
إن شمس النهار تغرب بالليل *** وشمس القلوب ليس تغيب
فإذا ما الظلام أسبل ستـراً *** فإلى ربهــا تحـن القلـوب
[...........]

قلت لليل هل بجوفك سـر *** عامر بالحديـث والأسـرار
قال لم ألقى في حياتي حديثاً *** كحديث الأحباب في الأسحار
[...........]

نحن الذين إذا أتانـــا سائـل *** نوليه احساناً وحسن تكرم
ونقول في الأسحار هل من تائب *** مستغفر لينال خير المغنـم
[...........]

وكلهم بات بالقرآن مندمجا *** كأنه الدم يسري في خلاياه
فالأذن سامعة والعين دامعة *** والروح خاشعة والقلب أواه
[...........]

تأله قلـبي لما سجـدت *** أهيم بمحراب خير الأنــام
وأرسل من شفتيه الدعاء *** وجيباً وفي السمع سجع الحمام
وفي أعيني من سنـا الله *** برق يحـس ولكنه لا يشــام
له في خلاياي دفع ورفع *** إلى شرفـات حمـاً لا يــرام
أغيب كمن نام في نشوة *** ونفسي عيـونها ولى تنــام
وأشعر أن كيـاني تمـدد *** حتى تخطـى الدنا والحطـام
أقول سموت وفوق السمو *** أقول ثملت وما من مُــدام
أقول ارتويت أجـل لا *** وكيف ارتويت وكلــي أوام
ألا إنها نعيمات التجلـي *** هياب سجود يفوق الهيـام
فسبحانك الله ملئ الوجود *** وملئ السجود وملئ القيام
[...........]

لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا *** وقمت أشكو إلى مولاي ما أجدوا
وقلـت: يا عدتـي في كل نائبـة *** ومن عليه لكشف الضر أعتمدوا
أشكـو إليـك أموراً أنت تعلمهـا *** مالي على حملها صبر ولا جلدوا
وقد مددت يدي بالـذل معترفـا *** إليك يا خير من مُدت إليـه يـدُ
فلا تردنـها يا ربـي خائبــة *** فبحر جودك يروي كل من يردوا
[...........]

اصبر على مرض الإجلاج في السحر *** وفي الرواح على الطاعات والبكر
لاتضجـرنا ولايعجـزك مطلبهـا *** فالهم يتلف بين اليأس والضجـر
إنـي رأيـت وفي الأيـام تجـربة *** للصـبر عاقبـة محمـودة الأثـر
وقـلّ من جـد في أمـر تطلبـه *** واستصحب الصبر إلا فاز بالضفر
[...........]

نهارك يامغرور سهو وغفلـة *** وليلك نوم، والردى لك لازم
وتَتعب فيما سوف تكره غبه *** كذلك في الدنيا تعيش البهائم
[...........]

يمشون نحو بيوت الله إذا سمعوا *** الله أكبر في شوق وفي جذل
أرواحهم خشعت لله في أدب *** قلوبهم من جلال الله في وجل
نجواهم ربنا جئنـاك طائعـة *** نفوسنا وعصينا خادع الأمل
إذا سجى الليل قاموه وأعينهم *** من خشية الله مثل الجائد الهطل
هم الرجال فلا يلهيهم لعب *** عن الصلاة ولا أكذوبة الكسل
[...........]

إِذَا مَا تَنَـادَوْا لِلصَّـلاةِ وَجَدْتُنِـي *** يُفَـزَّعُ مِـنْ خَوْفِ الإِلَهِ جَنَانِيَا
[الأجدع الهَمَدَانِيّ]

إِذَا مَـا اللَّيْـلُ أَظْـلَـمَ كَابَـدُوهُ *** فَيُسْفِـرُ عَنْهُمُ وَهُـمُ رُكُـوعُ
أَطَارَ الْخَـوْفُ نَوْمَهُـمُ فَقَـامُـوا *** وَأَهْلُ الأَمْنِ فِي الدُّنْيَـا هُجُـوعُ
لَهُمْ تَحْتَ الظَّـلامِ وَهُمْ سُجُـودُ *** أَنِيـنٌ مِنْـهُ تَنْفَـرِجُ الضُّلُـوعُ
وَخُـرْسٌ بِالنَّهَـارِ لِطُـولِ صَمْتٍ *** عَلَيْهِـمْ مِـنْ سَكِينَتِهِمْ خُشُوعُ
[عبد الله بن المبارك]

ارْكَعْ لِرَبِّكَ فِي نَهَـارِكَ وَاسْجُـدْ *** وَمَتَى أَطَقْـتَ تَهَجُّـدًا فَتَهَجَّـدْ
[المعري]

عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ حَافِظْ فَإِنَّهَا *** لآكَدُ مَفْرُوضٍ عَلَى كُـلِّ مُهْتَـدِ
فَلا رُخْصَةً فِي تَرْكِهَـا لِمُكَلَّـفٍ *** وَأَوَّلُ مَا عَنْـهُ يُحَاسَبُ فِـي غَدِ
بإِهْمَالِهَا يَسْتَوْجِـبُ الْمَـرْءُ قَرْنَهُ *** بِفِرْعَونَ مَعَ هَامَـانَ فِي شَرِّ مَوْرِدِ
وَمَا زَالَ يُوصِـي بِالصَّـلاةِ نَبِيُّنَـا *** لَدَى الْمَوْتِ حَتَّى كَلَّ عَنْ نُطْقِ مِذْوَدِ
[............]

وَإِذَا تَذَلَّلَـتِ الرِّقَـابُ تَـوَاضُعًـا *** مِنَّـا إِلَيْكَ فَعِـزُّهَا فـي ذُلِّهَـا
[............]

خَسِرَ الَّذِي تَرَكَ الصَّـلاةَ وَخَابَـا *** وَأَبَـى مَعَـادًا صَالِحًـا وَمَآبَـا
إِنْ كَانَ يَجْحَدُهَـا فَحَسْبُـكَ أَنَّهُ *** أَضْحَى بِرَبِّـكَ كَافِـرًا مُرْتَابَـا
أَوْ كَـأنَ يَتْرُكُهَـا لِنَـوْعِ تَكَاسُلٍ *** غَطَّى عَلَى وَجْهِ الصَّوابِ حِجَابَـا
فَالشـاَّفِـعِـيُّ وَمَالِكٌ رَأَيَـا لَـهُ *** إِنْ لَمْ يَتُبْ حَـدُّ الْحُسَـامِ عِقَابَا
وَالـرَّأْيُ عِنْـدِي للإِمَامِ عَـذَابُـهُ *** بِجَمِيـعِ تَأْدِيبٍ يَـرَاهُ صَوَابَـا
[.............]

اغْتَنِمْ في الْفَـرَاغِ فَضْـلَ رُكُـوعٍ *** فَعَسَى أَنْ يَكُـوْنَ مَوْتُكَ بَغْتَـهْ
كَمْ صَحِيـحٍ رَأَيْتَ مِـنْ غَيْرِ سُقْمٍ *** ذَهَبَتْ نَفْسهُـهُ الْعَزِيـزَةُ فَلْتَـهْ
[...............]

الدراسات

1- أثبت الأطباء تأثير حركات الصلاة من القيام والقعود والركوع والسجود على العظام والمفاصل والعضلات، مما يحميها من الأمراض ويساعدها على المرونة وخفة الحركة.
2- أثبت الأطباء أن الصلاة تساعد على تنشيط الدورة الدموية، وعدم احتقان الدماء في الأوردة.
3- الانزلاق الغضروفي مرض يصيب العمود الفقري، والعمود الفقري: هو عبارة عن حلقات من العظام، بين كل حلقة وحلقة مادة غضروفية، فيحصل أن ينزلق العظم من مكانه فيترتب على هذا ضغط على النخاع الشوكي الموجود في هذه الحلقات، فإذا ضغط عليه أحسست بألم شديد لا يعلمه إلى الله، يسمونه المشع، أو ألم الظهر، هذا إذا جاءك، حتى النفس إذا تنفست أحسست أنك تتنفس من ظهرك، وإذا عطست أو سعلت أو تحركت أو تكلمت تحس بهذا الألم الشديد جداً، هذا الانزلاق الغضروفي أجريت حوله دراسات كثيرة فوجد أنه لا يصاب به إلا الذين لا يصلون، أما الذين يصلون دائماً ويقومون ويقعدون ويركعون ويسجدون فإنهم من النادر أن يصابوا به.
4- أداء الصلاة في مواعيدها له أكبر الأثر على صحة القلب، وقوته، وحمايته من حدوث الأمراض الخطيرة؛ مثل انسداد الشرايين، أو الذبحة الصدرية التي يسمونها موت الفجأة.

الفوائد الطبية
أظهرت الدراسات والبحوث الطبية أن أداء الصلاة يفيد الجسم، وأفادت الآتي:
1- الصلاة هي رياضة للبدن كله، فحركات الصلاة لا تترك مفصلاً ولا عضلة ولا
عضواً في الجسم إلا حركته، وهذا ما يجعل الجسم في نشاط متجدد، وقد أجريت
دراسات عديدة حول فوائد الصلاة الصحية فيقول الدكتور فارس عازوري وهو
مختص بالأمراض العصبية في الجامعة الأمريكية وهو طبيب غير مسلم: " إن
الصلاة عند المسلمين وما فيها من ركوع وسجود تقوي عضلات الظهر وتلين
فقرات السلسلة الظهرية، وخصوصاً إذا بدأ الإنسان بالصلاة في سن مبكرة،
ويترتب على ذلك مناعة ضد الأمراض العصبية التي تسبب الآلام الشديدة
والتشنج في العضلات ".
3- أما السجود وحده فله فوائد عديدة لصحة الرئتين، فهو يساعد على خـروج المفرزات من الرئتين وبالأخص الفص السفلي، ويذكر أنه في حالة
وجـود خراجات بالفص السفلي بالرئتين ينصح المريض بعمل وضع السجود للاستفادة من هذه الخاصية في تسهيل خروج الصديد من الرئة.
4- والركوع والسجود معاً يساعدان على وصول كمية أوفر من الدم إلى الدماغ،
فيطرد السموم من المخ ويجدد الغذاء والأكسجين به، مما يجعله يقوم بوظائفه
بشكل متكامل عندما يبلغ سن الشيخوخة.
5- الصلاة أيضاً تساعد على تحقيق التوازن النفسي والعاطفي للمصلى، فهي تجعله
قريباً من الله عز وجل، حتى وجد المختصون أن نسبة الأمراض النفسية والاكتئاب
عند المؤمنين أقل كثيراً من وجودهما عند غير المؤمنين.
فوائد الصلاة للحامل :
1- إن المرأة الحامل تكون مثقلة بالجنين في الشهور الأخيرة، وعندما تؤدي الصلاة
فإن حركتها تنشط الدورة الدموية ولا تعرضها لمرض دوالي الساقين الذي يحدث
لبعض السيدات الحوامل، ووجد أن معظم شكوى المرأة الحامل تكون من عســر
الهضم والانتفاخ والتقيؤ، وفي الصلاة العلاج أيضاً، لأن الركوع والسجود يفيدان
في تقوية جدار البطن، ويساعدان المعدة على التقلص وأداء عملها على أكمل وجه.
2- ومن الطريف أن هناك تمرينات للحوامل يوصون بها في الغرب، وهي قريبة الشبه
تماماً بحركات الصلاة التي تجعل أربطة الحوض لينة، وخاصة في الأسابيع الأخيرة،
كما أنها تقوِّي عضلات البطن وتمنع الترهل.
3- والركوع والسجود وخاصة في الأسابيع الأخيرة من الحمل يساعدان على وضع
الجنين في مساره الطبيعي في الحوض كي تكون الولادة طبيعية، مع العلم أن الصلاة
تؤدى دون أي خطورة أو خوف، بل ودون استشارة الطبيبـة كما هو مطلوب عند
ممارسة التمارين الرياضية.