نفس

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

نفس

العناصر

1- مفهوم النفس.

 

2- النفس في حق الله تعالى.

 

3- خلق النفس وهدايتها.

 

4- حالات النفس.

 

5- مسؤولية النفس.

 

6- من أمراض النفس الإنسانية.

 

7- حفظ النفس وبذلها.

 

8- محاسبة النفس.

 

9- النفس يوم القيامة.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: ٩]

 

2- قال تعالى: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)[البقرة ٤٤]

 

3- قال تعالى: (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ)[البقرة: 124].

 

4- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ) 

 

5- قال تعالى: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)[البقرة: 187].

 

6- قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)[البقرة: 207]. 

 

7- قال تعالى: (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ)[البقرة:223].

 

8- قال تعالى: (وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ)[الْبَقَرَةِ: 235].

 

9- قال تعالى: (وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ...)[البقرة: 265]. 

 

10- قال تعالى: (وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ)[الْبَقَرَةِ: 284]

 

11- قال تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ)[البقرة: 286].

 

12- قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 25].

 

13- قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:135].

 

14- قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ)[آلِ عِمْرَانَ: 185].

 

15- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]

 

16- قال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا)[النساء:128].

 

17- قال تعالى: (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[المائدة:30].

 

18- قال تعالى: (قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)[الْأَنْعَامِ: 12].

 

19- قال تعالى: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)[يوسف:53].

 

20- قال تعالى: (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) [طه:41]

 

21- قال تعالى: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى)[طه: 67].

 

22- قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق: 16].

 

23- قال تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 20-21]

 

24- قال تعالى: (فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)[النجم: 32].

 

25- قال تعالى: (يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)[الْحَدِيدِ: 14]

 

26- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)[الحشر: 18-19].

 

27- قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)[المدثر:38].

 

28- قال تعالى: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)[القيامة: 1- 2].

 

29- قال تعالى: (بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ)[القيامة: 14-15].

 

30- قال تعالى: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ)[النازعات: 40–41].

 

31- قال تعالى: (إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ) [الطارق: 4].

 

32- قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي)[الفجر: 27 - 30].

 

33- قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)[الشَّمْسِ: 7-9].

 

34- قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)[التّوبَة: 111].

 

الاحاديث

1- عن أبي ذرٍ رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله عز وجل أنه قال: "يا عِبادِي، إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظالَمُوا"(رواه مسلم: ٢٥٧٧).

 

2- عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك"(أخرجه مسلم: ٤٨٦).

 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي"(أخرجه البخاري: ٧٤٠٥، ومسلم: ٢٦٧٥).

 

4- عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية: (وَإنْ تُبْدُوا ما في أنْفُسِكُمْ أوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ به اللَّهُ) [البقرة: ٢٨٤]، قالَ: دَخَلَ قُلُوبَهُمْ مِنْها شيءٌ لَمْ يَدْخُلْ قُلُوبَهُمْ مِن شيءٍ، فقالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: قُولوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا وسَلَّمْنا قالَ: فألْقى اللَّهُ الإيمانَ في قُلُوبِهِمْ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلّا وُسْعَها لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نَسِينا، أوْ أخْطَأْنا) قالَ: قدْ فَعَلْتُ (رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عليْنا إصْرًا كما حَمَلْتَهُ على الَّذِينَ مِن قَبْلِنا) قالَ: قدْ فَعَلْتُ (واغْفِرْ لنا وارْحَمْنا أنْتَ مَوْلانا) قالَ: قدْ فَعَلْتُ"(رواه مسلم: ١٢٦).

 

5- عن أنس بن مالكٍ رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت ليلة أسري بي رجالًا تقرض شفاههم بمقارض من نارٍ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟، فقال: الخطباء من أمتك، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون" (أخرجه أحمد: ١٣٥٣٩ باختلاف يسير، والطيالسي: ٢١٧٢ مختصراً، وابن حبان: ٥٣، واللفظ له، وصححه الألباني في صحيح الترغيب: ٢٣٢٧).

 

6- أنَّ الأنصارَ لما بايَعوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ العقَبةَ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ: اشترِطْ لرَبِّكَ واشتَرِطْ لنَفْسِكَ واشتَرِطْ لأصحابِكَ، فقال: "أشتَرطُ لربِّي أن تعبدوهُ ولا تُشركوا به شيئًا، وأشتَرِطُ لنفسي أن تمنَعوني مما تمنعونَ منهُ إِزرَكُم، وأشترِطُ لأصحابي أن تُواسوهُم"، فقالوا: إذا فعلنا ذلك فما لنا؟ قال: "الجنَّةُ"، قالوا: امدُدْ يدَكَ فواللَّهِ لا نُقيلُكَ ولا نستقيلُكَ، فبايَعوه (رواه ابن تيمية في بيان الدليل: ٥٢٨، وقال: مشهور).

 

7- عن حنظلة الأسيديّ -رضي اللّه عنه- وكان من كتّاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم- قال: لقيني أبوبكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان اللّه! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يذكّرنا بالنّار والجنّة. حتّى كأنّا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فو اللّه، إنّا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر، حتّى دخلنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قلت: نافق حنظلة، يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "وما ذاك؟". قلت: يا رسول اللّه، نكون عندك. تذكّرنا بالنّار والجنّة، حتّى كأنّا رأي عين. فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضّيعات، نسينا كثيرا. فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "والّذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذّكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، (ساعة وساعة)" ثلاث مرّات. (رواه مسلم: 2750).

 

8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَعْقِدُ الشَّيْطانُ على قافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذا هو نامَ ثَلاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلانَ"(أخرجه البخاري: ١١٤٢، ومسلم: ٧٧٦)

 

9- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليسَ الغِنى عن كَثْرَةِ العَرَضِ، ولَكِنَّ الغِنى غِنى النَّفْسِ"(أخرجه البخاري: ٦٤٤٦، ومسلم: ١٠٥١).

 

10- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الكَبائِرُ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، واليَمِينُ الغَمُوسُ"(رواه البخاري: ٦٦٧٥).

 

11- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّكَ لَتَصُومُ الدَّهْرَ، وتَقُومُ اللَّيْلَ؟"، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَ: "إنَّكَ إذا فَعَلْتَ ذلكَ هَجَمَتْ له العَيْنُ، ونَفِهَتْ له النَّفْسُ، لا صامَ مَن صامَ الدَّهْرَ، صَوْمُ ثَلاثَةِ أيّامٍ صَوْمُ الدَّهْرِ كُلِّهِ"، قُلتُ: فإنِّي أُطِيقُ أكْثَرَ مِن ذلكَ، قالَ: "فَصُمْ صَوْمَ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَصُومُ يَوْمًا ويُفْطِرُ يَوْمًا، ولا يَفِرُّ إذا لاقى"(رواه البخاري: ١٩٧٩، ومسلم: ١١٥٩).

 

12- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا اقْتَرَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ تَكْذِبُ رُؤْيا المُؤْمِنِ، ورُؤْيا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِن سِتَّةٍ وأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ، وما كانَ مِنَ النُّبُوَّةِ فإنَّه لا يَكْذِبُ. قالَ مُحَمَّدٌ: وأنا أقُولُ هذِه. قالَ: وكانَ يُقالُ: الرُّؤْيا ثَلاثٌ: حَديثُ النَّفْسِ، وتَخْوِيفُ الشَّيْطانِ، وبُشْرى مِنَ اللَّهِ، فمَن رَأى شيئًا يَكْرَهُهُ فلا يَقُصَّهُ على أحَدٍ ولْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ. قالَ: وكانَ يُكْرَهُ الغُلُّ في النَّوْمِ، وكانَ يُعْجِبُهُمُ القَيْدُ، ويُقالُ: القَيْدُ ثَباتٌ في الدِّينِ"(أخرجه البخاري: ٧٠١٧، ومسلم: ٢٢٦٣).

 

الاثار

1- قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : العاجز من عجز عن سياسة نفسه .

 

2- قال حذيفة رضي الله عنه: أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، ورب مصل لا خير فيه، ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعاً .

 

3- قال عمر رضي الله عنه: إن لهذه القلوب إقبالاً وإدباراً، فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل، وإذا أدبرت فألزموها بالفرائض .

 

عن ابن عباسٍ، قوله: (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ) قال: “السائق من الملائكة، والشهيد: شاهدٌ عليه من نفسه” 152.

 

4- قال عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه-: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا. فإنّه أهون عليكم في الحساب غدا، أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزيّنوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) [الحاقة: 18]، [محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 22).

 

5- كتب عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه- إلى بعض عمّاله، فكان في آخر كتابه: أن حاسب نفسك في الرّخاء، قبل حساب الشّدّة؛ فإنّه من حاسب نفسه في الرّخاء، قبل حساب الشّدّة، عاد مرجعه إلى الرّضى والغبطة. ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه، عاد أمره إلى النّدامة، والحسرة. فتذكّر ما توعظ به، لكيما تنتهي، عمّا ينهى عنه، وتكون عند التّذكرة والعظة من أولي النّهى. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 59).

 

6- قال الحسن -رحمه اللّه-: إنّ العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة من همّته. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 34).

 

7- وقال -رحمه اللّه-: المؤمن قوّام على نفسه، يحاسب نفسه للّه، وإنّما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدّنيا، وإنّما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. إنّ المؤمن يفاجئه الشّيء ويعجبه، فيقول: واللّه إنّي لأشتهيك. وإنّك لمن حاجتي، ولكن واللّه ما من صلة إليك، هيهات هيهات. حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشّيء فيرجع إلى نفسه، فيقول: ما أردت إلى هذا؟ مالي ولهذا؟ واللّه لا أعود إلى هذا أبدا، إنّ المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم، إنّ المؤمن أسير في الدّنيا يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئا حتّى يلقى اللّه؛ يعلم أنّه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره، وفي لسانه، وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كلّه. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 32).

 

8- قال مالك بن دينار- رحمه اللّه-: رحم اللّه عبدا قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثمّ زمّها، ثمّ خطمها، ثمّ ألزمها كتاب اللّه- عزّ وجلّ- فكان لها قائدا. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: ص 26).

 

9- عن الحسن- رحمه اللّه-: (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة:2] قال: لا تلقى المؤمن إلّا يعاتب نفسه، ماذا أردت بكلمتي، ماذا أردت بأكلتي. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 24).

 

10- عن وهب بن منبّه، قال: مكتوب في حكمة آل داود: حقّ على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربّه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الّذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه، وبين لذّاتها، فيما يحلّ ويحمد، فإنّ في هذه السّاعة عونا على تلك السّاعات، وإجماما للقلوب. وحقّ على العاقل أن لا يرى ظاعنا إلّا في ثلاث: زاد لميعاد، أو مرمّة  لمعاش، أو لذّة في غير محرّم. وحقّ على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، حافظا للسانه، مقبلا على شأنه. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 30).

 

11- عن ميمون بن مهران قال: لا يكون الرّجل تقيّا حتّى يكون لنفسه أشدّ محاسبة من الشّريك لشريكه. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 25).

 

 

القصص

1- قال أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- سمعت عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- يوما، وقد خرجت معه، حتّى دخل حائطا فسمعته يقول، وبيني وبينه جدار، وهو في جوف الحائط: عمر بن الخطّاب أمير المؤمنين بخ، واللّه لتتّقينّ اللّه ابن الخطّاب، أو ليعذّبنّك. (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا: 23).

 

2- عن سلمة بن منصور عن مولى لهم كان يصحب الأحنف بن قيس، قال: كنت أصحبه، فكان عامّة صلاته الدّعاء، وكان يجيء المصباح، فيضع أصبعه فيه، ثمّ يقول: حسّ، ثمّ يقول: يا حنيف ما حملك على ما صنعت يوم كذا، ما حملك على ما صنعت يوم كذا. (إغاثة اللهفان لابن القيم (68).

 

3- قال إبراهيم التّيميّ: مثّلت نفسي في الجنّة آكل من ثمارها، وأشرب من أنهارها، وأعانق أبكارها، ثمّ مثّلت نفسي في النّار آكل من زقّومها، وأشرب من صديدها، وأعالج سلاسلها، وأغلالها، فقلت لنفسي: أي نفسي، أيّ شيء تريدين؟ قالت: أريد أن أردّ إلى الدّنيا، فأعمل صالحا، قال: قلت: فأنت في الأمنيّة، فاعملي (محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (34).

 

الاشعار

1- رحم الله من قال:

والنفس كالطفل إن تهمله شب على *** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

 

2- قال أحدهم:

 إِذَا مــَا قـَالَ لِـي رَبّـي *** " أَمَا اسِتَحْيَيْتَ تَعْصِيني؟

وَتُخْفي الذَّنْبَ عَنْ خَلْقِي *** وبِـالعِصِيانِ تَأتيني ؟ ! "

فَكَيْـفَ اُجيبُ يـا وَيْحي! *** وَمَنْ ذَا سَوْفَ يحْمِيني؟

اُسَلِّي النَّفْسَ بالآمالِ *** مـِنْ حِيـنٍ إلَـى حـِينِ

وأَنْسَى ما وراءَ الموتِ *** مـاذا بَعْدُ تَكْـفِيني ؟!

كَأَنّي قَدْ ضَمِنْتُ العَيْشَ *** لَيْسَ الـمـَوْتُ يَأتِيني !

وَجَاءَتْ سـَكـْرَةُ الـمـَوْتِ *** الشَّدِيدةُ مَنْ سَيَحْمِيني؟!

نَـظـَرْتُ إلـَى الــوُجــوهِ *** أَلَيْسَ مِنْهُمْ مَنْ سَيُفْ دِيني؟

سَاُسْـأَلُ مَا الذي قَدَّمْتُ *** فـي دُنـْيـايَ يُنْـجـِيـنـي

فَكَيْفَ إِجَابَتِي مِنْ بَعْدُ *** مـَا فَرَّضْتُ فـي دِيني

وَيَا وَيْحِي! أَلَمْ أَسْمَعْ *** كـَلامَ اللهِ يَـدْعُـونـي

أَلَـمْ أَسْمَعْ لِمَا قَدْ جاءَ *** في (قٍ ) و ( ياسينِ)

أَلَمْ أَسْمَعْ بِيَوْمِ الحَشْرِ *** يَـوْمِ الجَـمْـعِ والـدِّينِ

أَلَمْ أَسْمَعْ مَنادي المَوْتِ *** يَدْعُونِـي، يـُنـَادِيني؟!

 

متفرقات

1- يقول أبوسليمان النجدي: إن من أنجع الأسباب، وأفضل الطرق، لسياسة النفس، وتربيتها على الخير الديني، والدنيوي سلوك سبيل التدرج فيما يراد جلبه، أو يراد دفعه . فمثلاً: أراد أن يكون ممن يقوم الليل، فإنه يسلك سبيل التدرج، بأن يقوم في البداية قبل الفجر بربع ساعة مثلاً، ويستمر على ذلك فترة، ثم يزيد شيئاً فشيئاً حتى يحصل له مقصوده بإذن الله تعالى، أما لو أثقل على نفسه بأن بدأ يقوم الليل لمدة ساعتين مثلاً فإنه وإن فعل ذلك عدة أيام فإنه في الغالب لن يستطيع الاستمرار .

 

وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشدد والإثقال، وحذر منه، وبين عاقبته السيئة، فقال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين لما ذكرت له عائشة رضي الله عنها حال المرأة التي ربطت حبلاً في الحائط، تتعلق به لتذهب النوم عنها ـ قال عليه الصلاة والسلام منكراً ذلك: (مه عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا) وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: (إن هذا الدين شديد فأوغلوا فيه برفق) وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة) .

 

ففي هذه الأحاديث بيان آفة الإثقال والتشديد على النفس، وأن ذلك من أقوى الأسباب للانقطاع وعدم الثبات .

 

2- يقول محمد أحمد الراشد: والمؤمن في هذا الزمان أشد حاجة للانتباه ومعالجة قلبه وتفتيشه مما كان عليه المسلمون في العصور الماضية .

 

3- يقول محمد نصر الدين محمد عويضة: الحكمة مع النفس وسياستها يكون ذلك من خلال أمرين متلازمين :

(1) علم معرفة النفس .

 

(2) علم كيفية السياسة لها وكيف تُراض؟ وكيف تؤدب؟ أما بالنسبة للأمر الأول: فيؤكده ما قاله ابن القيم في الفوائد بقوله: لا ينتفع بنعمة الإيمان والعلم إلا من عرف نفسه ووقف بها عند قدرها ولم يتجاوز ما ليس له والتعرف على النفس من خلال جهتين أساسيتين:

(أ) التعرف على حوائج النفس وطباعها .

 

(ب) الانكفاء على النفس لمعرفة معايبها ومثالبها، والمعايب منها ما هو مشترك في جنس الناس، ومنها ما هو مختلف . فأما المشترك فهما نوعان هما: الظلم والجهل فالإنسان يدافع هذين النوعين بأضدادهما، فضد الجهل: العلم، وأعلاه مرتقى العلم النافع المأخوذ من الوحي كتابا وسنة، والظلم يدافع بالعدل، والعدل لفظ جمع الخيرات كلها. والوقف على معايب النفس وخللها يكون بشرطين: ذكرها ابن القيم في : مدارج السالكين أولهما : العلم، وثانيهما : الصدق مع النفس فلا يجاملها ولا يحابيها .

 

أما بالنسبة للأمر الثاني: وهو المعرفة بقواعد الحكمة مع النفس عند تربيتها، فجماع ذلك أربع قواعد :

 

القاعدة الأولى: التدرج مع النفس : فالتدرج من المقاصد الشرعية إلا أن التدرج مع النفس محوط بضابط أصيل قام عليه الدليل وهو: أن التدرج لا يكون في باب الشرع إلا في أمور ثلاثة:

 

(أ) المستحبات . (ب) المكروهات . (ج) الزهد والورع المستحب .

 

وأما أن يريد الإنسان إعمال التدرج في مطلوب واجب كصلاة الجماعة مثلا فهذا حرام، ولا يجوز في الإسلام، ولا يجوز إدخال التدرج في ترك المحرمات ؛ بل يجب على الإنسان تركها حالا .

 

القاعدة الثانية: الأولويات، بأن يُراعي الأهم فالأهم: ولا يستطيع الإنسان إعمال هذه القاعدة حقا حتى يكون عالما بمراتب الشرع عارفا بمقاصد التشريع، وأما إن كان جاهلا فإنه لا يستطيع إعمال هذه القاعدة حق الإعمال، ولا ريب أن هذه القاعدة لها فقه وضوابط، ولها دقائق أيضا، من دقائقها ما ذكره شيخ الإسلام كما في مجموع الفتاوي بقوله : ليس كل ما كان أفضل يشرع لكل أحد بل كل واحد يشرع له أن يفعل مل هو أفضل له .

 

القاعدة الثالثة : أن يُجمّ الإنسان نفسه ويريح ذاته في سيرها إلى التزكية والتربية: فالنفس كالراحلة إذا لم ترحها انقطعت، فعلم أن للنفس حق عليك، وهو أن تريحها وتجمها، وقد كان السلف يعنون بهذا .

 

القاعدة الرابعة: إعمال اللين والرفق مع النفس: واللين والرفق أعم معنى من التدرج مع النفس، فينبغي أن تكون لينا مع نفسك رفيقا معها، واللين والرفق ينبغي إعماله مع النفس في موضعه، فالحزم وقت الحزم، والرفق في موضعه (فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب (33- 35).

 

4- يقول ابن مسكويه: وقد شبه الحكماء من أهمل سياسة نفسه العاقلة وترك سلطان الشهوة يستولي عليها برجل معه ياقوتة حمراء شريفة لا قيمة لها من الذهب والفضة جلالة ونفاسة. وكان بين يديه نار تضطرم فرماها في حباحبها حتى صارت كاسا لا منفعة فيها فخسرت فخسرت منافعها. فقد علمنا الآن أن النفس العاقلة إذا عرفت شرف نفسها وأحست بمرتبتها من الله عزوجل أحسنت خلافته في تربية هذه القوى وسياستها ونهضت بالقوة التي أعطاها الله تعالى إلى محلها من كرامة الله تعالى ومنزلتها من العلو والشرف ولم تخضع للسبعية ولا للبهيمية (تهذيب الأخلاق ص21).

 

5- يقول ابن الجوزي رحمه الله في فصل بعنوان (مداراة النفس والتلطف بها لازم): مر بي حمالان تحت جذع ثقيل، وهما يتجاوبان بإنشاء النغم، وكلمات الاستراحة، فأحدهما يصغي إلى ما يقوله الآخر، ثم يعيده، أو يجيبه بمثله، والآخر همته مثل ذلك، فرأيت أنهما لو لم يفعلا هذا، زادت المشقة عليهما، وثقل الأمر، وكلما فعلا هذا، هان الأمر. فتأملت السبب في ذلك، فإذا به تعليق فكر كل واحد منهما بما يقوله الآخر، وطربه به، وإجالة فكره في الجواب بمثل ذلك، فينقطع الطريق، وينسى ثقل المحمول. فأخذت من هذا إشارةً عجيبةً، ورأيت الإنسان قد حمل من التكليف أمورًا صعبة، ومن أثقل ما حمل مدارة نفسه، وتكليفها الصبر عما تحب، وعلى ما تكره، فرأيت الصواب قطع طريق الصبر بالتسلية والتلطف للنفس، كما قال الشاعر:

 

فإن تَشَكَّتْ فَعَلِّلْهَا المَجَرَّةَ مِنْ *** ضَوْءِ الصَّبَاحِ، وَعِدْها بِالرَّوَاحِ ضُحَى

 

ومن هذا ما يحكى عن بشرٍ الحافي رحمة الله عليه: سار ومعه رجل في طريق، فعطش صاحبه، فقال له: أنشرب من هذا البِئْرِ؟ فقال بشر: اصبر إلى البئر الأخرى! فلما وصلا إليها، قال له: البئر الأخرى؛ فما زال يعلله، ثم التفت إليه، فقال له: هكذا تنقطع الدنيا.

 

ومن فهم هذا الأصل، علل النفس، وتلطف بها، ووعدها الجميل، لتصبر على ما قد حملت، كما كان بعض السلف يقول لنفسه: والله، ما أريد بمنعك من هذا الذي تحبين إلا الإشفاق عليك.

 

وقال أبو يزيد رحمة الله عليه: ما زلت أسوق نفسي إلى الله تعالى وهي تبكي، حتى سقتها وهي تضحك. واعلم أن مدارارة النفس والتلطف بها لازم، وبذلك ينقطع الطريق، فهذا رمز إلى الإشارة، وشرحه يطول. (صيد الخاطر ص 113، 114).

 

6- قال الغزاليّ- رحمه اللّه-: عرف أرباب البصائر من جملة العباد أنّ اللّه تعالى لهم بالمرصاد، وأنّهم سيناقشون في الحساب، ويطالبون بمثاقيل الذّرّ من الخطرات واللّحظات، وتحقّقوا أنّه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلّا لزوم المحاسبة، وصدق المراقبة، ومطالبة النّفس في الأنفاس والحركات ومحاسبتها في الخطرات واللّحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسب خفّ في القيامة حسابه وحضر عند السّؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزي والمقت سيّئاته، فلمّا انكشف لهم ذلك علموا أنّه لا ينجيهم منه إلّا طاعة اللّه وقد أمرهم بالصّبر والمرابطة فقال عزّ من قائل: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا) [آل عمران:200] فرابطوا أنفسهم أوّلا بالمشارطة، ثمّ بالمراقبة، ثمّ بالمحاسبة، ثمّ بالمعاقبة، ثمّ بالمجاهدة. ثمّ بالمعاتبة. فكانت لهم في المرابطة ستّة مقامات، ولا بدّ من شرحها وبيان حقيقتها وفضيلتها وتفصيل الأعمال فيها وأصل ذلك المحاسبة، ولكن كلّ حساب فبعد مشارطة ومراقبة، ويتبعه عند الخسران المعاتبة والمعاقبة. [إحياء علوم الدين للغزالي (4/ 418).

 

7- قال ابن القيّم -رحمه اللّه-: قد دلّ على وجوب محاسبة النّفس قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر: 18] يقول تعالى: لينظر أحدكم ما قدّم ليوم القيامة من الأعمال: أمن الصّالحات الّتي تنجيه، أم من السّيّئات الّتي توبقه؟.قال قتادة: ما زال ربّكم يقرّب السّاعة حتّى جعلها كغد. والمقصود أنّ صلاح القلب بمحاسبة النّفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها. (إغاثة اللهفان لابن القيم: 1-101).

 

8- نقل ابن بطال الإجماع على أن نفس الله ذاته، حيث قال: "وما ذكر في الأحاديث من ذكر النفس فالمراد به إثبات نفس لله، والنفس لفظة تحتمل معانٍ، والمراد بنفسه تعالى ذاته، فنفسه ليس بأمر يزيد عليه، فوجب أن تكون نفسه هي هو، وهذا إجماع"().

 

9- قال القاسمي: "واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم من الميل إليهن قبل الأجل فاحذروه، واعلموا أن الله غفورٌ يغفر ذلك الميل إذ لم يتعد العزم عقدة النكاح، حليمٌ لا يعاجل بالعقوبة"(محاسن التأويل، القاسمي: ٢-٦٠).

 

10- قال ابن القيم: "فإن زكاتها وطهارتها موقوفٌ على محاسبتها، فلا تزكو ولا تطهر ولا تصلح ألبتة إلا بمحاسبتها، فبمحاسبتها يطلع على عيوبها ونقائصها، فيمكنه السعي في إصلاحها"(مدارج السالكين، ابن القيم: ٢-٤٧٧). إلى أن قال: "ثم عليه أن يتصفح في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن الليل أخطر للخاطر وأجمع للفكر، فإن كان محمودًا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذمومًا استدركه إن أمكن وانتهى عن مثله في المستقبل"(أدب الدنيا والدين، الماوردي: ص ٤٥٣).

 

11- قال القرطبي عند قوله تعالى: (مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا)[فصلت: 46] قال: “من عمل صالحا فلنفسه شرط وجوابه ومن أساء فعليها والله - جل وعز - مستغن عن طاعة العباد ، فمن أطاع فالثواب له ، ومن أساء فالعقاب عليه . وما ربك بظلام للعبيد نفى الظلم عن نفسه - جل وعز - قليله وكثيره ، وإذا انتفت المبالغة انتفى غيرها ، دليله قوله الحق : إن الله لا يظلم الناس شيئا”(تفسير القرطبي).

 

12- قال ابن عاشور: "أننا نرد لكم الكرة لأجل التوبة وتجدد الجيل وقد أصبحتم في حالة نعمةٍ، فإن أحسنتم كان جزاؤكم حسنًا وإن أسأتم أسأتم لأنفسكم، فكما أهلكنا من قبلكم بذنوبهم فقد أحسنا إليكم بتوبتكم، فاحذروا الإساءة كيلا تصيروا إلى مصير من قبلكم، وإعادة فعل أحسنتم تنويهٌ فلم يقل: إن أحسنتم فلأنفسكم، وأسلوب إعادة الفعل عند إرادة تعلق شيءٍ به أسلوبٌ عربيٌ فصيحٌ يقصد به الاهتمام بذلك الفعل"(التحرير والتنوير، ابن عاشور: ١٥-٣٣).

 

13- قال الرازي: "أن الشح من صفات النفس، حيث قال: “واعلم أن الفرق بين الشح والبخل هو أن البخل نفس المنع، والشح هو الحالة النفسانية التي تقتضي ذلك المنع، فلما كان الشح من صفات النفس لا جرم قال تعالى: ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون الظافرون بما أرادوا"(مفاتيح الغيب، الرازي: ٢٩-٥٠٨).

 

14- "ومعنى توسوس: تتكلم كلامًا خفيًا همسًا، ومصدره الوسواس، والوسوسة أطلقت هنا مجازًا على ما يجول في النفس من الخواطر والتقديرات والعزائم؛ لأن الوسوسة أقرب شيءٍ تشبه به تلك الخواطر وأحسن ما يستعار لها؛ لأنها تجمع مختلف أحوال ما يجول في العقل من التقادير وما عداها من نحو ألفاظ التوهم"(انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور: ٢٦/٢٩٩-٣٠٠).

 

15- قال العثيمين: "وإذا كان الله يعلم ما توسوس به النفس فهذا العلم يوجب لنا مراقبة الله سبحانه وتعالى، وأن لا نحدث أنفسنا بما يغضبه وبما يكره، فعلينا أن يكون حديث نفوسنا كله بما يرضيه؛ لأنه يعلم ذلك، أفلا يليق بنا أن نستحي من ربنا عز وجل أن توسوس نفوسنا بما لا يرضاه؟!"(تفسير القرآن الكريم، الحجرات، الحديد ، ابن عثيمين ص ٨٩).

 

16- قال أبو السعود: "والتعبير عنه بذلك؛ للإيذان بأن مدار الرد والقبول عندهم: هو المخالفة لأهواء أنفسهم والموافقة لها لا شيءٍ آخر"(إرشاد العقل السليم، أبو السعود: ١-١٢٧).

 

17- قال محمد رشيد رضا: "ماذا كان أولئك الرسل من بني إسرائيل ؟ كان حظهم منهم ما أفاده الاستفهام التوبيخي في قوله (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم) فاتبعتم الهوى وأطعتم الشهوات ، وعصيتم الرسل واحتميتم عليهم أن أنذروكم ودعوكم إلى أحكام كتابكم"(انظر: تفسير المنار، محمد رشيد رضا: ١-٣١٢).

 

18- قال ابن الجوزي عند قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ) قال: "فأما اشتراء النفس فبالجهاد، وفي اشتراء الأموال وجهان: أحدهما: بالإنفاق في الجهاد، والثاني: بالصدقات"( زاد المسير، ابن الجوزي: ٢-٣٠٢).

 

19- قال السعدي: " أي كأنهم بايعوا الله وصافحوه بتلك المبايعة وكل هذا لزيادة التأكيد والتقوية وحملهم على الوفاء بها ولهذا قال ( فمن نكث ) فلم يف بما عاهد عليه الله ( فإنما ينكث على نفسه ) لأن وبال ذلك راجع إليه وعقوبته واصلة له"(تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٧٩٢).

 

20- قال الطبري عند قوله تعالى: (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) تخاصم عن نفسها، وتحتجّ عنها بما أسلفت في الدنيا من خير أو شرّ أو إيمان أو كفر، (وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ) في الدنيا من طاعة ومعصية ( وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) : يقول: وهم لا يفعل بهم إلا ما يستحقونه ويستوجبونه بما قدّموه من خير أو شرّ، فلا يجزى المحسن إلا بالإحسان ولا المسيء إلا بالذي أسلف من الإساءة، لا يعاقب محسن ولا يبخس جزاء إحسانه، ولا يثاب مسيء إلا ثواب عمله (جامع البيان، الطبري: ١٤-٣٠٣).

 

 

الإحالات

1- تكاليف القلب السلمي – محمد العلي ص 93 مكتبة الصحابة الإسلامية الطبعة الأولى 1405 .

 

2- ذم الهوى لابن الجوزي.

 

3- محاسبة النفس والإزراء عليها – ابن أبي الدنيا.

 

4- محاسبة النفس لوحيد عبد السلام بالي.

 

التعريف

أولًا: المعنى اللغوي:

 

قال ابن فارس: “نفس، النون والفاء والسين أصل واحد يدل على خروج النسيم كيف كان، من ريح أو غيرها، وإليه يرجع فروعه”(مقاييس اللغة: ٥-٤٦٠).

 

ولفظ (النفس) في اللغة يطلق ويراد به معان عديدة، منها:

 

(النفس) الروح، يقال: خرجت نفسه.

 

والنفس الجسد، ويقولون: ثلاثة أنفسٍ فيذكرونه؛ لأنهم يريدون به الإنسان.

 

و(نفس) الشيء عينه يؤكد به، يقال: رأيت فلانًا نفسه وجاءني بنفسه (انظر: مختار الصحاح، الرازي: ص ٣١٦).

 

ومن معاني (النفس) أيضًا: العظمة والكبر. و(النفس): العزة. و(النفس): الهمة. و(النفس): الأنفة. و(النفس): عين الشيء وكنهه وجوهره (انظر: تهذيب اللغة، الأزهري: ١٣-٨).

 

والنفس: في كلام العرب يجري على ضربين: أحدهما: خرجت نفسه، أي: روحه. والثاني: معنى النفس فيه جملة الشيء وحقيقته (انظر: تاج العروس، الزبيدي: ١٦-٥٥٩).

 

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

 

النفس في اصطلاح العلماء لها عدة معانٍ، منها:

 

ما ذكره الجرجاني: “ هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية “(التعريفات، الجرجاني: ص ٢٤٢).

 

وعرفها الملا علي بأنها: “ لطيفةٌ في الجسد تولدت من ازدواج الروح بالبدن واتصالهما معًا”(مرقاة المفاتيح، الملا علي القاري: ٥-١٩٠١).

 

قال المناوي: “هي جوهر مشرق للبدن، فعند الموت ينقطع ضوؤه من ظاهر البدن وباطنه”(التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي: ص ٣٢٧).