سحر

2022-10-10 - 1444/03/14

التعريف

السحر لغة: هو الأخذة، وكل ما لطف مأخذه ودق فهو سحر، والجمع أسحار، وسحور. وسحره يسحره سَحراً وسِحراً وسَحّره، ورجل ساحر من قوم سحرة وسُحّار، وسَحّار من قوم سحّارين، ولا يكسر .

والسحر أيضا: البيان في فطنة كما جاء في الحديث أنه صلىالله عليه وسلم قال: «إن من البيان لسحرا» [رواه البخاري في كتاب النكاح باب الخطبة، ومسلم في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة] .

قال ابن الأثير: يعني إن من البيان لسحرا: أي منه ما يصرف قلوب السامعين وإن كان غيرحق . وقيل معناه إن من البيان ما يكسب من الإثم ما يكتسبه الساحر بسحره فيكون في معرض الذم. ويجوز أن يكون في معرض المدح، لأنه تستمال به القلوب ويرضى به الساخط ويستنزل به الصعب .

قال الأزهري: وأصل السَّحر: صرف الشي عن حقيقته إلى غيره فكأن الساحر لما أرى الباطل في صورة الحق وخيّل الشيء على غير حقيقته قد سحر الشيء عن وجهه أي صرفه. قال الفراء: في قوله تعالى: (فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) [آية: 89 المؤمنين] . معناه فأنى تصرفون[ لسان العرب ج2 ص. 106] .

كما يأتي السحر ويراد به الخديعة. يقال سحره بالطعام والشراب: أي خدعه، والسحور المفسد من الطعام أو المكان . يقال: سحر المطر الطين والتراب: أفسد فلم يصلح للعمل .

السحر في الإصطلاح: عرف السحر اصطلاحا بتعاريف كثيرة مختلفة متباينة، ذلك لكثرة الأنواع الداخلة تحته ولا يتحقق قدر مشترك بينها يكون جامعاً لها مانعًا لغيرها [أضواء البيان ج4 ص444] . ولاختلاف المذاهب فيه بين الحقيقة والتخييل. فمثلا البعض يعرفه بتعاريف لا تصدق إلا على ما لا حقيقة له من أنواع السحر، أو ما هو سحر في اللغة. ومن هؤلاء أبو بكر الرازي حيث قال: "هو كل أمر خفي سببه وتخيل على غير حقيقته ويجري مجرى التمويه والخدع [ أحكام القرآن له ج1 ص50] . وعرفه البعض بماله حقيقة وأثر كابن قدامة حيث قال: "السحرعزائم ورقى وعقد يؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق بين امرء وزوجه ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه [الكافي ج4 ص164 وانظر تيسير العزيز الحميد ص 333] .

وعرفه أحد العلماء المعاصرين - تعريفاً جمع فيه القسمين. فقال: هو عبارة عن أمور دقيقة موغلة في الخفاء يمكن اكتسابها بالتعلم تشبه الخارق للعادة وليس فيها تحد، أو تجري مجرى التمويه والخداع تصدر من نفس شريرة تؤثر في عالم العناصر بغير مباشرة أو بمباشرة [السحر بين الحقيقة والوهم ص 38] .

ونستخلص من هذه التعاريف وغيرها تعريفاً لعله يكون جامعاً بلفظ موجز إن شاء الله.

فنقول: السحر: هو كل ما فيه مخادعة أوتأثير في عالم العناصر نتيجة الاستعانة بغير الله من شيطان أو نحوه، يشبه الخارق للعادة وليس فيه تحد يمكن اكتسابه بالتعلم [حقيقة السحر وحكمه في الكتاب والسنة اد عواد بن عبد الله المعتق] .

العناصر

1- تعريف السحر .

2- معنى السحر .

3- أنواع السحر .

4- حكم تعلم السحر وتعليمه .

5- حكم الساحر وهل تقبل توبته .

6- علاج السحر .

7- الأسباب التي تمنع الإصابة بالسحر .

8- من هم أكثر الناس المعرضون للسحر .

9- وسائل وطرق للوقاية من السحر .

10 – علاج السحر (النشرة) .

الايات

1- قال الله تعالى: (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) [البقرة:102].

2- قوله تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق] .

3- قوله تعالى (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) [طه: 69] .

4- قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً ... إلى قوله تعالى- إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آية 33-34 المائدة] .

5- قوله تعالى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ) [آية 38 الأنفال] .

6- قوله تعالى: (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [آية 86- 89 آل عمران]

.

7- قوله تعالى: (فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [آية 81 - 82 يونس] .

8- قوله تعالى: (فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقلِبُونَ) [آية 118-125 الأعراف] .

الاحاديث

1- عن أَبي هريرة - رضي الله عنه - عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ». قالوا: يَا رسولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: «الشِّرْكُ باللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ، وأكْلُ الرِّبَا، وأكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ؛ وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاَتِ» [البخاري 4/ 12 (2766) ، ومسلم 1/ 64 (89) (145) ] .

2- عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له، أو سحر أو سحر له » [أخرجه البزار (ص 169 - زوائده) والطبراني في " الكبير " (ق 73 / 1 – منتقى منه) وقال الألباني حسن انظر الصحيحة (2195) ] .

3- عن عائشة رضي الله عنها قالت: سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه فعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم، أو ذات ليلة – وهو عندي لكنه دعا ودعا، ثم قال «يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه. أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل؟ قالا: مطبوب قال: ومن طبه؟ قال لبيد بن الأعصم. قال في أي شيئ؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلع نخلة ذكر. قال: وأين هو؟ قال في بئر ذروان.فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فجاء فقال: يا عائشة كأن مائها نقاعة الحنا5 وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته؟ قال قد عافاني الله فكرهت أن أثير على الناس فيه شراً فأمر بها فدفنت» [رواه البخاري في كتاب الطب باب السحر 5763 ومسلم في كتاب السلام باب السحر. انظر مسلم المطبوع مع شرح النووي ج14 ص 174 - 178 وفي رواية لمسلم فقلت يا رسول الله أفلا أحرقته [رواه مسلم في كتاب السلام باب السحر. صحيح مسلم بشرح النووي ج14 ص177] .

4- عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت سعدا، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من تصبح بسبع تمرات عجوة، لم يضره ذلك اليوم سم، ولا سحر» [رواه البخاري في كتاب الطب باب الدواء بالعجوة للسحر برقم 5769، ومسلم في كتب الأشربة باب فضل تمر المدينة. انظر: صحيح مسلم المطبوع مع شرح النووي ج14ص2] .

5- عن صفوان بن سليم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلم شيئاً من السحر قليلاً كان أو كثيراً كان آخر عهده من الله» [مصنف عبد الرزاق ج10 ص 184 حديث 18753 وانظر كنز العمال ج6ح17653] .

6- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سأل رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنَاسٌ عَنِ الكُهَّانِ، فَقَالَ: «لَيْسُوا بِشَيءٍ» فَقَالُوا: يا رَسُولَ اللهِ إنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا أحْيَاناً بِشَيءٍ، فَيَكُونُ حَقّاً؟ فقالَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تِلْكَ الكَلِمَةُ مِنَ الحَقِّ يَخْطَفُهَا الجِنِّيُّ فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مئَةَ كَذْبَةٍ» [رواه البخاري (6213) ] .

7- عن صفية، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة» [رواه مسلم (2230) ] .

8- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتبس علما من النجوم، اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد» [رواه أبو داود (3905) وقال الألباني حسن] .

9- عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الكلب، ومهر البغي، وحلوان الكاهن» [رواه البخاري (2237) ] .

الاثار

1- عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة أنه بلغه أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قتلت جارية لها سحرتها وكانت قد دبّرتها فأمرت بها فقتلت [الموطأ: كتاب العقول باب ما جاء في الغيلة والسحرة ج2ص628] .

2- عن عائشة رضي الله عنها قالت: من زعم أن محمداً -صلى الله عليه وسلم- يخبر عما في غدٍ فقد أعظم على الله الفرية [رواه مسلم] .

3- قال ابن عباس في قوم يكتبون أباجاد وينظرون في النجوم: ما أرى من فعل ذلك له عند الله من خلاق [السنن الكبرى للبيهقي، ومصنف عبد الرزاق] .

4- قال عمر في قوله تعالى: (يؤمنون بالجبت والطاغوت) الجبت السحر، والطاغوت الشيطان [مصنف ابن أبي شيبة] .

5- قال جابر: الطواغيت كهان كان ينزل عليهم الشيطان في كل حي واحد [رواه ابن أبي حاتم] .

6- قال ابن مسعود: كنا نسمي السحر في الجاهلية العضه .

7- قال أبو عمرو: من زعم أن الساحر يقلب الحيوان من صورة إلى صورة، فيجعل الانسان حماراً أو نحوه، ويقدر على نقل الاجساد وهلاكها وتبديلها، فهذا يرى قتل الساحر لانه كافر بالانبياء، يدعي مثل آياتهم ومعجزاتهم، ولا يتهيأ مع هذا علم صحة النبوة إذ قد يحصل مثلها بالحيلة. وأما من زعم أن السحر خدع ومخاريق وتمويهات وتخييلات فلم يجب على أصله قتل الساحر، إلا أن يقتل بفعله أحداً فيقتل به [تفسير القرطبي] .

8- عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، قال: فقتلنا ثلاث سواحر[صحيح البخاري] .

9- عن حفصة - رضي الله عنها- أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها، فقتلت، وكذلك [صحيح البخاري] .

القصص

1- عن ربيعة بن عطاء أن رجلاً عبداً سحر جارية عربية فكانت تتبعه فرفع إلى عروة بن محمد وكان عامل عمر بن عبد العزيز فكتب إليه عمر بن عبد العزيز أن يبيعه بغير أرضها وأرضه ثم أمره أن يدفع ثمنه إليه. [المحلى لابن حزم ج1 ص 395] .

 

2- قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره أخبرنا الربيع بن سليمان أخبرنا ابن وهب أخبرنا ابن أبي الزناد حدثني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قدمت عليّ امرأة من أهل دومة الجندل جاءت تبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته حداثة ذلك. تسأله عن أشياء دخلت فيه من أمر السحر ولم تعمل به، وقالت عائشة رضي الله عنها لعروة: يا ابن أختي فرأيتها تبكي حين لم تجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشفيها فكانت تبكي حتى إني لأرحمها وتقول: إني أخاف أن أكون قد هلكت، كان لي زوج فغاب عني فدخلت على عجوز فشكوت ذلك إليها

فقالت: إن فعلت ما أمرك به فأجعله يأتيك، فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما وركبت الآخر، فلم يكن شيء حتى وقفنا ببابل وإذا برجلين معلقين بأرجلهما

فقالا: ما جاء بك؟ قلت: نتعلم السحر فقالا: إنما نحن فتنة فلا تكفري فارجعي فأبيت وقلت: لا، قالا: فاذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه، فذهبت ففزعت ولم أفعل فرجعت إليهما فقالا: أفعلتِ؟ فقلت: نعم، فقالا: هل رأيت شيئاً؟ فقلت: لم أر شيئاً فقالا: لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فأبيت فقالا: اذهبي إلى ذلك التنور فبولي فيه فذهبت فاقشعررت وخفت ثم رجعت إليهما وقلت: قد فعلت، فقالا: فما رأيت؟ قلت: لم أر شيئاً. فقالا: كذبت لم تفعلي ارجعي إلى بلادك ولا تكفري فإنك على رأس أمرك، فأبيت، فقالا: اذهبي إلى التنور فبولي فيه فذهبت إليه فبلت فيه فرأيت فارساً مقنعاً بحديد خرج مني فذهب في السماء وغاب حتى ما أراه، فجئتهما فقلت قد فعلت، فقالا: فما رأيت قلت: رأيت فارساً مقنعاً خرج مني، ذهب في السماء وغاب حتى ما أراه فقالا: صدقت، ذلك إيمانك خرج منك اذهبي، فقلت للمرأة والله ما أعلم شيئاً، وما قالا لي شيئاً فقالت: بلى لم تريدي شيئاً إلا كان، خذي هذا القمح فابذري فبذرت وقلت: أطلعي فأطلعت وقلت: أحقلي، فأحقلت، ثم قلت أفركي، فأفركت، ثم قلت: أيبسي، فأيبست ثم قلت: أطحني فأطحنت ثم قلت: اخبزي فأخبزت، فلما رأيت إني لا أريد شيئاً إلا كان سقط في يدي، وندمت، والله يا أم المؤمنين ما فعلت شيئاً ولا أفعله أبداً. رواه ابن أبي حاتم عن الربيع بن سليمان به مطولاً كما تقدم وزاد بعد قولها: ولا أفعله أبداً فسألت: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: حداثة وفاة رسول الله وهم يومئذ متوافرون فمادروا ما يقولون لها وكلهم هاب وخاف أن يفتيها بما لا يعلمه، قال هشام: إنهم كانوا من أهل الورع والخشية من الله. قال الحافظ ابن كثير: وهذا إسناد جيد إلى عائشة رضي الله عنها.

 

3- قال القرطبي رحمه الله: قال محمد بن إسحاق: لما ذكر رسول الله سليمان في المرسلين قال بعض أحبارهم: يزعم محمدٌ أن ابن داود كان نبياً! والله ما كان إلا ساحراً فأنزل الله عز وجل (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا) أي ألقت إلى بني آدم أن ما فعله سليمان من ركوب البحر واستئجار الطير والشياطين كان سحراً .

الاشعار

1- قال التاج الكندي:

دع المنجم يكبو في ضلالته *** إن ادعى علم ما يجري به الفلك

تفرد الله بالعلم القديم فلا الـ *** إنسان يشركه فيه ولا الملك

أعد للرزق من إشراكه شركا *** وبئست العدتان الشرك والشرك

 

2- قال الخليل بن أحمد

خَبِّـرا عَنِّي الْـمُنَجِّمَ أَنِّـي كَافِرٌ *** بِالَّـذي قَضَتْـهُ الْكَوَاكِـبُ

عَالِـمٌ أَنَّ مَا يَكُـونُ وَمَـا كـا *** نَ قَضَـاءٌ مِـنَ المُهَيْمِنِ وَاجِبُ

 

3- قال تاج الدين الكندي:

دَعِ الـمُنَجِّمَ يَكْبُو فِي ضَـلالَتِهِ *** إِنْ ادَّعَى عِلْمَ مَا يَجْرِي بِهِ الْفَلَكُ

تَفَرَّدَ اللهُ بِالْعِلْمِ الْقَدِيـمِ فَـلا الـ *** إِنْسَانُ يَشْرِكْـهُ فِيهِ وَلا المَلَـكُ

 

4- قال المعري:

يُنَجِّمُـونَ وَمَـا يَدْرُونَ لَوْ سُئِلُـوا *** عَـنِ الْبَعُوضَةِ أَنَّى مِنْهُمُ تَقِـفُ

 

5- قال الرِّقاشي:

يَا مُدَّعِي عِلْـمَ النُّجُـومِ وَغَيْبَهـا *** هَلْ أَنْتَ ذَا عِلْمٍ كَمَا قَـدْ تَزْعُمُ

فَانْظُرْ لِنَفْسِـكَ قَبْـل غَيْـرِكَ أَوَّلا *** هَلْ أَنْتَ مِنْ رَيْبِ الْمَنُون مُسَلَّمُ

إِنْ كُنْتَ تُبْصِـرُ عِلْمَ ذَاكَ فَمَـا لَنَا *** نَلْقَـاكَ ذَا بُؤسٍ وَغَيْـرُكَ يَنْعَـمُ

أَبْـرِمْ أُمُـورَكَ لا أَبَـا لَكَ إِنَّنَـا *** بِـاللهِ نُبْـرِمُ أَمْـرَنَـا وَنُقَـوِّمُ

 

6- قال القاسم بن محمد الأنباري:

إِنِّي بِأَحْكَـامِ النُّجُـومِ مُكَـذِّبُ *** ولِمُـدَّعِيهَـا لائِـمٌ وَمُؤَنِّـبُ

الْغَيْبُ يَعْلَمُـهُ الْمُهَيْمِـنُ وَحْـدَهُ *** وَعَـنْ الْخَـلائِقِ أَجْمَعِيْنَ مُغَيَّبُ

اللهُ يُعْطِـي وَهُـوَ يَمْنَـعُ قَـادِرًا *** فَمِنِ الْمُنَجِّـمُ وَيْحَهُ والْكَوْكَبُ

 

7- قال القحطاني:

لا تتبع علم النجوم فإنه *** متعلق بزخارف الكهان

علم النجوم وعلم شرع محمد *** في قلب عبد ليس يجتمعان

لو كان علم للكواكب أو قضا *** لم يهبط المريخ في السرطان

والشمس في الحمل المضيء سريعة *** وهبوطها في كوكب الميزان

والشمس محرقة لستة أنجـم *** لكنها والبدر ينخسفان

ولربما اسودا وغاب ضياهما *** وهما لخوف الله يرتعدان

أردد على من يطمئن إليهما *** ويظن أن كليهما ربان

يا من يحب المشتري وعطاردا *** ويظن أنهما له سعدان

لم يهبطان ويعلوان تشرفا *** وبوهج حر الشمس يحترقان

أتخاف من زحل وترجو المشتري *** وكلاهما عبدان مملوكان

والله لو ملكا حياة أو فنا *** لسجدت نحوهما ليصطنعان

وليفسحا في مدتي ويوسعا *** رزقي وبالإحسان يكتنفاني

بل كل ذلك في يد الله الذي *** ذلت لعزة وجهه الثقلان

فقد استوى زحل ونجم المشتري *** والرأس والذنب العظيم الشان

والزهرة الغراء مع مريخها *** وعطارد الوقاد مع كيوان

إن قابلت وتربعت وتثلثت *** وتسدست وتلاحقت بقران

ألها دليل سعادة أو شقوة *** لا والذي برأى الورى وبراني

من قال بالتأثير فهو معطل *** للشرع متبع لقول ثان

إن النجوم على ثلاثة أوجه *** فاسمع مقال الناقد الدهقان

بعض النجوم خلقن زينة للسما *** كالدر فوق ترائب النسوان

وكواكب تهدي المسافر في السرى *** ورجوم كل مثابر شيطان

لا يعلم الإنسان ما يقضى غدا *** إذ كل يوم ربنا في شأن

والله يمطرنا الغيوث بفضله *** لا نوء عواء ولا دبران

من قال إن الغيث جاء بهنعة *** أو صرفة أو كوكب الميزان

فقد افترا إثما وبهتانا ولم *** ينزل به الرحمن من سلطان

الدراسات

متفرقات

1- قال النووي رحمه الله وهو يتكلم عن السحر: ... وأما تعلمه وتعليمه فحرام فإن تضمن ما يقضي الكفر كفر وإلا فلا [شرح صحيح مسلم للنووي ج14 ص176] .

2- قال الإمام الشافعي: إذا تعلم السحر قيل له صف لنا سحرك؟ فإن وصف ما يستوجب الكفر مثل سحر أهل بابل من التقرب للكواكب وأنها تفعل ما يطلب منها فهو كافر وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته فهو كافر وإلا فلا [أضواء البيان ج4ص455] .

3- قال أبو حيان: وأما حكم السحر فما كان منه يعظم به غير الله من الكواكب والشياطين وإضافة ما يحدثه الله إليها فهوكفر إجماعاً لا يحل تعليمه ولا العمل به وكذا ما قصد بتعلمه سفك الدماء والتفريق بين الزوجين والأصدقاء، وأما إذا كان لا يعلم منه شيئا من ذلك بل يحتمل فالظاهر أنه لا يحل تعلمه والعمل به ... [روائع البيان ج1ص84] .

4- قال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب: وقد نص أحمد على أنه يكفر بتعلمه وتعليمه [تيسير العزيز الحميد ص 335] .

5- قال ابن حجر: وقد أجاز بعض العلماء تعلم السحر لأمرين، إما لتمييز ما فيه كفر من غيره، وإما لإزالته عمن وقع فيه [فتح الباري ج10ص224] . ثم قال ابن حجر: فأما الأول: فلا محذور فيه إلا من جهة الاعتقاد فإذا سلم الاعتقاد فمعرفة الشيء بمجرده لا يستلزم منعاً كمن يعرف كيفية عبادة أهل الأوثان للأوثان، لأن كيفية ما يعمله الساحر إنما هي حكاية قول أو فعل بخلاف تعاطيه والعمل به. وأما الثاني: فإن كان لا يتم كما زعم بعضهم إلا بنوع من أنواع الكفر أو الفسق فلا يحل أصلا وإلا جاز للمعنى المذكور"[ فتح الباري ج10ص 224 – 225] .

6- يقول الإمام أبو حنيفة: يقتل الساحر إذا علم أنه ساحر ولا يستتاب ولا يقبل قوله إني أترك السحر وأتوب منه."فإذا أقرّ أنه ساحر فقد حل دمه، وإن شهد عليه شاهدان أنه ساحر فوصفوا ذلك بصفة يعلم أنه ساحر قتل ولا يستتاب، وإن أقرّ فقال: كنت أسحر وتركت هذا منذ زمان قبل منه ولم يقتل. وكذا لو شهد عليه أنه كان مرة ساحر وأنه ترك منذ زمان لم يقتل إلا أن يشهدوا أنه الساعة ساحر وأقرّ بذلك فيقتل. [أحكام القرآن ج1ص60 وانظر: تفسير الرازي ج3ص215] .

7- قال ابن قدامة: ... وحد الساحر القتل روي ذلك عن عمر وعثمان ابن عفان وابن عمر وحفصة وجندب بن عبد الله وجندب بن كعب وقيس ابن سعد وعمر بن عبد العزيز وهو قول أبي حنيفة ومالك ... إلى أن قال: وهل يستتاب الساحر؟ فيه روايتان: أحدهما: لا يستتاب، وهو ظاهر ما نقل عن الصحابة فإنه لم ينقل عن أحد منهم أنه استتاب ساحر [ المغني لابن قدامة ج8ص153] .

8 - قال الإمام ابن القيم رحمه الله: النشرة حل السحرعن المسحور وهي: نوعان، حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، وعليه يحمل قول الحسن1 فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب فيبطل عمله عن المسحور. والثاني: النشرة بالرقية والتعويذات والأدوية والدعوات المباحة، فهذا جائز [تيسير العزيز الحميد ص 367] .

9- قال الشيخ حافظ حكمي: يحرم حل السحر عن المسحور بسحر مثله، فإنه معاونة للساحر وإقرار له على عمله وتقرب إلى الشياطين بأنواع القرب ليبطل عمله عن المسحور ... [معارج القبول ج1 ص530] .

10- قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: وقال بعض الحنابلة يجوز الحل بسحر ضرورة. والقول الآخر: أنه لا يحل، وهذا الثاني هو الصحيح [فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم ج1ص165] .

11- يقول الشيخ ابن باز: ومن الأدعية الثابتة عنه صلى الله عليه وسلم في علاج الأمراض من السحر وغيره وكان صلى الله عليه وسلم يرقى بها أصحابه "اللهم رب الناس اذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما ومن ذلك الرقية التي رقى بها جبريل عليه السلام - النبي صلى الله عليه وسلم وهي قوله "بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك" 1وليكرر ذلك ثلاثاً" [انظر رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ عبد العزيز بن باز ص14-15 وانظر جامع الأصول حديث 5715] .

12- قال ابن القيم: ومن أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هومن تأثيرات الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة، فالقلب إذاكان ممتلئا من الله معموراً بذكره وله وردمن الذكر والدعاء والتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له. ومنه أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه [فتح الباري ج10 ص235 وانظر: الطب النبوي ص 126-127] .

13- يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في علاج السحر نوعان: أحدها: وهو أبلغها استخراجه وإبطاله كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه سأل ربه سبحانه وتعالى في ذلك فدل عليه فاستخرجه من بئر، فكان في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال. فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب، وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وقلعها من الجسد بالاستفراغ النوع الثاني: الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر فإن للسحر تأثيراً في الطبيعة وهيجان أخلاطها وتشويش مزاجها، فإذا ظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جداً. وقد ذكر أبو عبيد: في كتاب غريب الحديث له بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى:"أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حين طب" قال أبو عبيد: معنى طب سحر. [الطب النبوي ص 124-125، وانظر غريب الحديث له ج2 ص43 وتهذيب الآثار للطبري ج2 ص124.3 زاد المعاد ج3ص104] .

14- يقول القرطبي: وروي عن ابن بطال قال: وفي كتاب وهب بن منبه أن يأخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين ثم يضربه بالماء ويقرأ عليه آية الكرسي ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ويغتسل به فإنه يذهب عنه كل ما به - إن شاء الله تعالى - وهو جيد للرجل إذا حبس عن أهله [الجامع لأحكام القرآن ج2 ص49-50 وانظر: تفسير ابن كثير ج1 ص148] .

15- قال الشيخ ابن باز: ومن علاج السحر - بعد وقوعه - أيضاً وهو علاج نافع للرجل إذا حبس عن جماع أهله، أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر ونحوه ويجعلها في إناء ويصب عليها من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها آية الكرسي، وقل يا أيها الكافرون، وقل هو الله احد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وآيات السحر التي في سورة الأعراف وهي قوله تعالى (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ) [آية 117-122 سورة الأعراف] . والآيات التي في سورة يونس: وهي قوله تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُوسَى أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَلَمَّا أَلْقَوْا قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ) [آية 79-82 يونس] والآيات التي في سورة طه: وهي قوله تعالى: (قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) [آية 65-69 سورة طه] . وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعض الشيء ويغتسل بالباقي وبذلك يزول الداء إن شاء الله.. [رسالة في حكم السحر والكهانة للشيخ عبد العزيز بن باز ص 15-17] .

16- قال البغوي: العراف: الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك [شرح السنة للبغوي] .

17- قال القرطبي: أجمع المسلمون على أنه ليس في السحر ما يفعل الله عنده إنزال الجراد والقمل والضفادع وفلق البحر وقلب العصا وإحياء الموتى وإنطاق العجماء، وأمثال ذلك من عظيم آيات الرسل عليهم السلام، فهذا ونحوه مما يجب القطع بأنه لا يكون ولا يفعله الله عند إرادة الساحر. وقال أيضاً: والمعجزة لا يمكن الله أحدا أن يأتي بمثلها وبمعارضتها، ثم الساحر لم يدع النبوة فالذي يصدر منه متميز عن المعجزة، فإن المعجزة شرطها اقتران دعوى النبوة والتحدي بها . [تفسير القرطبي] .

18- قال ابن تيمية: العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق [مجموع الفتاوى] .

19- يبين الشيخ السعدي وجه إدخال السحر فى الشرك والكفر فيقول: السحر يدخل فى الشرك من جهتين: من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم، وربما تقرب اليهم بما يحبون، ليقوموا بخدمته، ومطلوبه، ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب، ودعوى مشاركة الله فى علمه، وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك، من شعب الشرك والكفر [القول السديد شرح كتاب التوحيد للسعدي] .

20- يقول ابن تيمية رحمه الله: أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله، وقد ثبت قتل الساحر عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وحفصة بنت عمر، وعبد الله بن عمر، وجندب بن عبد الله... [مجموع الفتاوى] . 21- قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي مبيناً القدر للحد الذي يمكن أن يبلغه تأثير السحر في المسحور: اعلم أن لهذه المسألة واسطة وطرفين: طرف لا خلاف في أن تأثير السحر يبلغه، كالتفريق بين الرجل وامرأته، وكالمرض الذي يصيب المسحور، ونحو ذلك، ودليل ذلك القرآن، والسنة الصحيحة. وطرف لا خلاف في أن تأثير السحر لا يمكن أن يبلغه كإحياء الموتى، وفلق البحر، ونحو ذلك..

وأما الواسطة فهي محل خلاف بين العلماء، وهي هل يجوز أن ينقلب بالسحر الإنسان حماراً مثلاً، والحمار إنساناً؟ وهل يصح أن يطير الساحر في الهواء، وأن يستدق جسمه حتى يدخل من كوة ضيقة، وينتصب على رأس قصبة، ويجري على خيط مستدق، ويمشي على الماء، ويركب الكلب، ونحو ذلك. فبعض الناس يجيز هذا ثم قال: قال مقيده: أما بالنسبة إلى أن الله قادر على أن يفعل جميع ذلك، وأنه يسبب ما شاء من المسببات على ما شاء من الأسباب، وإن لم تكن هناك مناسبة عقلية بين السبب والمسبب - فلا مانع من ذلك، والله -عز وجل- يقول: [وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ] (البقرة:102).

وأما بالنسبة إلى ثبوت وقوع مثل ذلك بالفعل فلم يقم عليه دليل مقنع؛ لأن غالب ما يستدل به قائله حكايات لم تثبت عن عدول، ويجوز أن يكون ما وقع منها من جنس الشعوذة، والأخذ بالعيون، لا قلب الحقيقة مثلاً إلى حقيقة أخرى، وهذا هو الأظهر عندي، والله -تعالى- أعلم [أضواء البيان] .

التحليلات

الإحالات

1- الآداب الشرعية - ابن مفلح الحنبلي 3/95 مؤسسة قرطبة .

2- أعلام السنة المنشورة ة- حافظ الحكمي تحقيق مصطفي الشلبي ص 131 مكتبة السوداني جدة الطبعة الأولى 1407 .

3- بدائع الفوائد - ابن القيم 2/222 دار الفكر .

4- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف - المنذري تحقيق مصطفي عمارة 4/31 دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1406 .

5- التقريب لعلوم ابن القيم - بكر أبو زيد 30/93 دار الراية الطبعة الأولي 1411 .

6- تيسير العزيز الحميد - سليمان بن عبد الله آل الشيخ ص 394 المكتب الإسلامي الطبعة الخامسة 1402 .

7- الثمار اليانعة من الكلمات الجامعة - عبد الله الجار الله ص 42 1407 .

8- جامع الأصول - ابن الأثير 5/60 الرئاسة العامة 1389 .

9- حاشية كتاب التوحيد - ابن قاسم ص 186 الطبعة الثالثة 1408 .

10- دليل الفالحين - ابن علان 8/250 دار الكتاب العربي .

11- زاد المعاد في هدي خير العباد - ابن القيم تحقيق الارناؤوط 4/124 مؤسسة الرسالة الطبعة الأولى 1399 .

12- السحر بين الحقيقة والخيال - أحمد الحمد مكتبة التراث الطبعة الأولى 1408 .

13- السحر في ضوء الكتاب والسنة - محمود الجاسم ص 9 1409 .

14- شرح العقيدة الطحاوية - ابن أبي العز تحقيق الألباني ص 568 المكتب الإسلامي الطبعة السادسة 1400 .

15- الشرك ومظاهره - مبارك الميلي ص 155 مكتبة الإيمان الطبعة الأولى 1409 .

16- صحيح مسلم ترتيب : محمد فؤاد عبد الباقي 4/ 1719 دار إحياء التراث العربي .

17- صحيح مسلم بشرح النووي - النووي 14/174 دار الفكر .

18- عالم السحر والشعوذة - عمر الأشقر مكتبة الفلاح الطبعة الأولى 1410 .

19- عقيدة التوحيد في فتح الباري - أحمد عصمت الكاتب ص 273 دار الآفاق الجديدة – بيروت الطبعة الأولي 1403 .

20- العلاج الرباني للسحر والمس الشيطاني - مجدي محمد الشهاوي مكتبة القرآن .

21- غذاء الألباب لشرح منظومة الآداب السفاريني 1/247 مؤسسة قرطبة .

22- فتاوى اللجنة الدائمة جمع أحمد درويش 1/364 الرئاسة العامة الطبعة الأولى 1411 .

23- فتح الباري ابن حجر 10/221 دار الفكر .

24- فتح المجيد - عبد الرحمن آل الشيخ تحقيق الأرناؤوط ص 314 دار البيان الطبعة الأولى 1402 .

25- فتح المجيد - عبد الرحمن حسن آل الشيخ تحقيق ابن باز ص 285 دار الفكر الطبعة السابعة 1399 .

26- كشاف تحليلي - مشهور سلمان، جمال الدسوقي ص 251 مكتبة الصديق الطبعة الأولى 1408 .

27- كشف الستار عن أباطيل العرافين الأشرار - ياسين العجرمي دار الأنصار .

28- مجموع الفتاوى - ابن تيمية 36/31 , 37 / 396 الطبعة الأولي 1398 .

29- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة عبد العزيز بن باز 3/274 الرئاسة العامة الطبعة الأولي 1408 .

30- معارج القبول - الحكمي 1/411 جماعة إحياء التراث .

31- المغني - ابن قدامة المقدسي 10/117 دار الكتاب العربي 1392 .