سؤال

2022-10-04 - 1444/03/08

التعريف

سؤال

 

العناصر

1- بيان معنى السؤال.

 

2- أنواع السؤال في القرآن

 

3- ذم سؤال المال من غير حاجة وأن المسألة تجيء في وجهه يوم القيامة.

 

4- الأمر بسؤال الله تعالى وحده والترغيب في ذلك.

 

5- أهمية سؤال العلماء  

 

6- الأمر بالاستغناء عن سؤال الناس.

 

7- حالات جواز سؤال الناس.

 

8- السؤال بوجه الله وحكم ردها

 

9- الزهد في الدنيا جماع أسباب محبة الله تعالى للعبد.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) [البقرة: 177] .

 

2- قوله تعالى: (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) [البقرة: 273] .

 

3- قوله تعالى: (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُوم) [الذاريات: 19] .

 

4- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [المعارج: 24- 25] .

 

5- قوله تعالى: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [الضحى: 10] .

 

6- قال تعالى: (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاّفٍ مَهِينٍ) [القلم: 10] .

 

7- قوله تعالى: (وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة البقرة:224] .

 

8- قال تعالى: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) [الملك:٨].

 

9- قال تعالى: (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ) [القيامة:٦].

 

10- قال تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء:٣٦].

 

11- قال تعالى: (قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ) [ص:٢٤].

 

12- قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الحجر:92-93].

 

13- قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة:١٨٦].

 

14- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ) [المائدة:١٠١]

 

الاحاديث

1- عن قبيصة بن مخارق الهلاليّ رضي اللّه عنه قال: تحمّلت حمالة فأتيت رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أسأله فيها. فقال: “أقم حتّى تأتينا الصّدقة فنأمر لك بها” قال: ثمّ قال: “يا قبيصة! إنّ المسألة لا تحلّ إلّا لأحد ثلاثة: رجل تحمّل حمالة فحلّت له المسألة حتّى يصيبها ثمّ يمسك. ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلّت له المسألة حتّى يصيب قواما من عيش (أو قال: سدادا من عيش). ورجل أصابته فاقة حتّى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصابت فلانا فاقة. فحلّت له المسألة حتّى يصيب قواما من عيش (أو قال سدادا من عيش) فما سواهنّ من المسألة، يا قبيصة سحتا يأكلها صاحبها سحتا”(رواه مسلم: 1044).

 

2- عن أبي كبشة الأنماريّ رضي اللّه عنه قال: إنّه سمع رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يقول: “ثلاث أقسم عليهنّ وأحدّثكم حديثا فاحفظوه” قال: “ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلّا زاده اللّه عزّا، ولا فتح عبد باب مسألة إلّا فتح اللّه عليه باب فقر” أو كلمة نحوها “وأحدّثكم حديثا فاحفظوه” قال: “إنّما الدّنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللّه مالا وعلما فهو يتّقي فيه ربّه، ويصل فيه رحمه ويعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه اللّه علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النّيّة يقول: لو أنّ لي مالا لعملت بعمل فلان فهو نيّته فأجرهما سواء.

 

وعبد رزقه اللّه مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم: لا يتّقي فيه ربّه ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم للّه فيه حقّا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه اللّه مالا ولا علما فهو يقول: لو أنّ لي مالا لعملت فيه بعمل فلان. فهو نيّته فوزرهما سواء”(رواه الترمذي: (2325) وقال: حديث حسن صحيح).

 

3- عن حكيم بن حزام رضي اللّه عنه قال: سألت النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ سألته فأعطاني، ثمّ قال: “إنّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك فيه وكان كالّذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السّفلى”(رواه مسلم (1035).

 

4- عن سعد بن أبي وقّاص رضي اللّه عنه قال: كان رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- يعودني عام حجّة الوداع من وجع اشتدّ بي، فقلت: إنّي قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلّا ابنة لي، أفأتصدّق بثلثي مالي؟ قال: “لا”. فقلت: بالشّطر؟ فقال: “لا”. ثمّ قال: “الثّلث، والثّلث كبير- أو كثير-. إنّك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكفّفون النّاس، وإنّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه اللّه إلّا أجرت بها حتّى ما تجعل في في امرأتك”. فقلت: يا رسول اللّه أخلّف بعد أصحابي؟ قال: “إنّك لن تخلّف، فتعمل عملا صالحا إلّا ازددت به درجة ورفعة، ثمّ لعلّك أن تخلّف حتّى ينتفع بك أقوام ويضرّ بك آخرون. اللّهمّ أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردّهم على أعقابهم” لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- أن مات بمكّة (رواه البخاري: 1295 واللفظ له. ومسلم: 1628).

 

5- عن عوف بن مالك الأشجعيّ رضي اللّه عنه قال: كنّا عند رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم- تسعة أو ثمانية أو سبعة. فقال: “ألا تبايعون رسول اللّه؟” وكنّا حديث عهد ببيعة. فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه ثمّ قال: “ألا تبايعون رسول اللّه؟” فقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه. ثمّ قال: “ألا تبايعون رسول اللّه؟” قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك يا رسول اللّه! فعلام نبايعك؟ قال: “على أن تعبدوا اللّه ولا تشركوا به شيئا، الصّلوات الخمس، وتطيعوا (وأسرّ كلمة خفيّة)، ولا تسألوا النّاس شيئا، فلقد رأيت بعض أولئك النّفر يسقط سوط أحدهم، فما يسأل أحدا يناوله إيّاه”(رواه مسلم: 1043).

 

6- عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، قال: “لا تزال المسألة بأحدكم حتّى يلقى اللّه، وليس في وجهه مزعة لحم”(رواه البخاري: 1474، ومسلم: 1040).

 

7- عن أبي هريرة رضي اللّه عنه أنّ رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-، قال: “ليس المسكين بهذا الطّوّاف الّذي يطوف على النّاس، فتردّه اللّقمة واللّقمتان، والتّمرة والتّمرتان”. قالوا: فما المسكين يا رسول اللّه؟ قال: “الّذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدّق عليه، ولا يسأل النّاس شيئا”(أخرجه البخاري: ١٤٧٩، ومسلم (1039).

 

8- عن ثوبان رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: “من يكفل لي أن لا يسأل النّاس شيئا وأتكفّل له بالجنّة؟” فقال ثوبان: أنا. فكان لا يسأل أحدا شيئا (رواه أبو داود: 1643 وصححه الألباني).

 

9- عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ مَنْ سَألَ النَّاسَ تَكَثُّراً فإنَّمَا يَسْألُ جَمْراً ؛ فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ”(رواه مسلم: ١٠٤١).

 

10- عن سَمُرَةَ بنِ جُنْدبٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ المَسْأَلَةَ كَدٌّ يَكُدُّ بِهَا الرَّجُلُ وَجْهَهُ، إلا أنْ يَسْأَلَ الرَّجُلُ سُلْطاناً أَوْ في أمْرٍ لا بُدَّ مِنْهُ”(رواه الترمذي وصححه الألباني).

 

11- عن جابر رضي الله عنه قالَ : قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللهِ الا الجَنَّةُ”(رواه أبو داود: 1673، وقال ابن باز: إسناده فيه لين وضعف لكنه ينجبر بما جاء في الروايات الأخرى).

 

12- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال : قال رسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: “مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللهِ، فَأعِيذُوهُ، وَمَنْ سَأَلَ بِاللهِ، فأَعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ، فَأَجِيبُوهُ، وَمَنْ صَنَعَ إلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ، فَإنْ لَمْ تَجِدُوا ما تُكَافِئُونَهُ بِهِ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَد كَافَأْتُمُوهُ”(رواه أبو داود: 1674، وصححه الألباني).

 

13- عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليسألنّكم النّاس عن كلّ شيءٍ حتّى يقولوا: الله خلق كلّ شيءٍ فمن خلقه؟"(رواه مسلم ١٣٥).

 

الاثار

1- سمع عمر رضي اللّه عنه سائلا يسأل بعد المغرب، فقال لواحد من قومه: عشّ الرّجل، فعشّاه، ثمّ سمعه ثانيا يسأل، فقال: ألم أقل لك عشّ الرّجل؟ قال: قد عشّيته. فنظر عمر، فإذا تحت يده مخلاة مملوءة خبزا فقال: لست سائلا ولكنّك تاجر. ثمّ أخذ المخلاة ونثرها بين يدي إبل الصّدقة، وضربه بالدّرّة وقال: لا تعد (إحياء علوم الدين، للإمام أبي حامد الغزالي: 4-224).

 

2- قال سفيان رحمه الله: "جوائز السلطان أحب الي من صلات الاخوان لأنهم يمنون"(التمهيد لابن عبد البر: 4-106).

 

3- قال أبو الدَّرداء: إنّ أحدكم يقول: اللهم ارزقني،و قد علم أنَّ الله لا يخلق له ديناراً ولا درهماً،وإنما يرزق بعضكم من بعض، فإذا أعطي أحدكم شيئاً فليقبله، فإن كان غنياً فليضعه في أهل الحاجة من إخوانه، وإن كان إليه فقيراً فليستعن به على حاجته ولا يردّ على الله رزقه الذي رزقه (بهجة المجالس وأنس المجالس المؤلف : ابن عبد البر: 1-31).

 

4- قال شقيق البلخي لإبراهيم بن أدهم حين قدم عليه من خراسان: كيف تركت الفقراء من أصحابك قال تركتهم إن أعطوا شكروا وإن منعوا صبروا وظن أنه لما وصفهم بترك السؤال قد أثنى عليهم غاية الثناء فقال شقيق هكذا تركت كلاب بلخ عندنا فقال له إبراهيم فكيف الفقراء عندك يا أبا إسحاق فقال الفقراء عندنا إن منعوا شكروا وإن أعطوا آثروا فقبل رأسه وقال صدقت يا أستاذ (إحياء علوم الدين: 4-512).

 

5- قال القاسم رحمه الله: "إنَّكم تسألون عن أشياء ما كنَّا نَسأل عنها، وتُنَقِّرون عن أشياء ما كنا ننقِّر عنها، وتسألون عن أشياء ما أدري مَا هي، ولو علِمناها ما حلَّ أن نَكتُمكموها"(أخرجه الدارمي).

 

 

القصص

1- قال عطاء: جاءني طاووس -رحمه الله- فقال لي: "يا عطاء إياك أن ترفع حوائجك إلى من أغلق دونك بابه، وجعل دونك حجابًا. وعليك بطلب حوائجك إلى من بابه مفتوح لك إلى يوم القيامة، طلب منك أن تدعوه ووعدك الإجابة"(تهذيب حلية الأولياء: 2-30).

 

2- عن عكرمة أنَّ ابن عباس رضي الله عنهما قال: "انطلِق فأَفْتِ الناس، وأنا لك عون، قلت: لو أنَّ هذا الناسَ مثلهم مرَّتين لأفتيتُهم، قال: انطلِق فأفتِهم، فمَن جاء يسألك عمَّا يعنِيه فأفتِه، ومَن سألك عمَّا لا يعنيه فلا تُفتِه؛ فإنَّك تَطرح عنك ثلثَي مُؤْنة الناس"؛ (سير أعلام النبلاء: 5- 14).

 

3- كان رجل يسأل أبا الدَّرداء رضي الله عنه، فقال له: "كل ما تسأل عنه تَعمَل به؟" قال: لا، قال: "فما تصنع بازدياد حجَّه الله علَيك؟!"؛ (الموافقات للشاطبي: 1- 65).

 

4- سأل رجلٌ مالكًا رحمه الله عن مسألة، فلم يجبه، فقال له: لِمَ لا تجيبني؟ فقال: "لو سألتَ عمَّا تنتفع به لأجبتُك"؛ (ترتيب المدارك: 1- 164).

 

5- قال إسحاق بن إبراهيم الطَّبري رحمه الله: "ربما قال لي - أي: الفضيل بن عياض -: لو أنَّك طلبتَ منِّي الدَّنانير كان أيسر عليَّ من أن تطلب منِّي الحديث، فقلتُ: لو حدَّثتني بأحاديث فوائد ليست عندي، كان أحبَّ إليَّ من أن تهَب لي عددها دنانِير، قال: إنَّك مَفتون، أما والله لو عملتَ بما سمِعتَ لكان لك في ذلك شُغْل عمَّا لم تسمع، سمعتُ سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يدَيك طعام تأكله، فتأخذ اللُّقمةَ فترمي بها خلفَ ظهرك، متى تَشبع؟"؛ (سير أعلام النبلاء: 1- 428).

 

6- عن زيد المنقري رحمه الله قال: "جاء رجلٌ يومًا إلى ابن عمر رضي الله عنهما فسأله عن شيء لا أدري ما هو، فقال له ابن عمر رضي الله عنهما: لا تسأل عمَّا لم يكن؛ فإنِّي سمعتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه يلعن مَن سأل عمَّا لم يكن"؛ (المصدر السابق: 1/ 50).

 

الاشعار

1- قال الشّاعر: 

لا تحسبنّ الموت موت البلى *** فإنّما الموت سؤال الرّجال

كلاهما موت ولكنّ ذا *** أشدّ من ذاك لذلّ السؤال

 

2- قال الشّاعر:

من يسأل النّاس يحرموه *** وسائل اللّه لا يخيب

 

3- وقال آخر:

ومتى تصبك خصاصة فارج الغنى *** وإلى الّذي يهب الرّغائب فارغب

 

4- قال مؤنس:

إنّ الوقوف على الأبواب حرمان *** والعجز أن يرجو الإنسان إنسان

متى تؤمّل مخلوقا وتقصده *** إن كان عندك بالرّحمن إيمان

ثق بالّذي هو يعطي ذا ويمنع ذا *** في كلّ يوم له في خلقه شان

(الأشعار من كتاب الآداب الشرعية، لابن مفلح: ج 3، ص 280).

 

5- قال الشافعي رحمه الله تعالى:

قنعت بالقوت من زماني *** وصنت نفسي عن الهوان

خوفا من الناس أن يقولوا *** فضل فلان على فلان

من كنت عن ماله غنيا *** فلا أبالي إذا جفاني

ومن رآني بعين نقص *** رأيته بالتي رآني

ومن رآني بعين تم *** رأيته كامل المعاني

(المستطرف في كل فن مستظرف: 2-218).

 

متفرقات

1- قال أبو حامد الغزاليّ رحمه اللّه: السّؤال حرام في الأصل، وإنّما يباح بضرورة أو حاجة مهمّة قريبة من الضّرورة، وإنّما قلنا: إنّ الأصل فيه التّحريم لأنّه لا ينفكّ عن ثلاثة أمور محرّمة:

الأوّل: إظهار الشّكوى من اللّه تعالى، إذ السّؤال إظهار للفقر، وذكر لقصور نعمة اللّه تعالى عنه وهو عين الشّكوى.

 

الثّاني: أنّ فيه إذلال السّائل نفسه لغير اللّه تعالى وليس للمؤمن أن يذلّ نفسه لغير اللّه بل عليه أن يذلّ نفسه لمولاه، فإنّ فيه عزّه. فأمّا سائر الخلق فإنّهم عباد أمثاله، فلا ينبغي أن يذلّ لهم إلّا لضرورة، وفي السّؤال ذلّ للسّائل بالإضافة إلى إيذاء المسئول.

 

الثّالث: أنّه لا ينفكّ عن إيذاء المسئول غالبا، لأنّه ربّما لا تسمح نفسه بالبذل عن طيب قلب منه فإن بذل حياء من السّائل، أو رياء فهو حرام على الآخذ، وإن منع ربّما استحيا وتأذّى في نفسه بالمنع، إذ يرى نفسه في صورة البخلاء، ففي البذل نقصان ماله، وفي المنع نقصان جاهه، وكلاهما مؤذيان، والسّائل هو السّبب في الإيذاء، والإيذاء حرام إلّا بضرورة (إحياء علوم الدين للامام أبي حامد الغزالي (4-223).

 

2- قال أبو عمر ليس عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن أصحابه في هذا الباب شيء يرفع الاشكال ولا ذكر أحد عنه ولا عنهم في ذلك نصا غير ما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم من كراهية السؤال وتحريمه لمن ملك مقدارا ما في آثار كثيرة مختلفة الالفاظ والمعاني فجعلها قوم من أهل العلم حدا بين الغني والفقير وأبى ذلك آخرون وقالوا إنما فيها تحريم السؤال أو كراهيته فاما من جاءه شيء من الصدقات من غير مسألة فجائز له أخذه وأكله ما لم يكن غنيا الغنى المعروف عند الناس فتحرم عليه حينئذ الزكاة دون التطوع ولا خلاف بين علماء المسلمين أن الصدقة المفروضة لا تحل لغني الا ما ذكر في حديث ابي سعيد الخدري على ما يأتي ذكره إن شاء الله في موضعه من كتابنا هذا واختلفوا في الصدقة التطوع هل تحل للغنى فمنهم من يرى التنزه عنها ومنهم من لم ير بها بأسا إذا جاءت من غير مسألة لقوله -صلى الله عليه وسلم- لعمر: ما جاءك من غير مسألة فكله وتموله فإنما هو رزق ساقه الله إليك" مع اجماعهم على أن السؤال لا يحل لغني معروف الغنى وأكثر من كره صدقة التطوع إنما كرهها من أجل الامتنان ورأوا التنزه عن التطوع من الصدقات لما يلحق قابضها من ذل النفس والخضوع لمعطيها ونزعوا أو بعضهم بالحديث أن الصدقة أوساخ الناس يغسلونها عنهم فرأوا التنزه عنها ولم يجيزوا أخذها لمن استغنى عنها بالكفاف ما لم يضطروا اليها (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر: 4-105).

 

3- ولا يَلزم محلوفاً عليه إبرارُ قسم كإجابة سؤالٍ بالله تعالى (غاية المنتهى: 3-370، هداية الراغب: 547)، ويسن الإبرار (الشرح الكبير: 6-95، شرح المنتهى، 3-423) لما ثبت أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أمر بإبرار المقسِم، أو القَسَم. (رواه البخاري 152).

 

وإنما حمل أمره صلى الله عليه وسلم على النّدب لا على الإيجاب (المغني (13/503)، لأنَّ أبا بكر رضي الله عنه قال: أقسمتُ عليك يا رسول الله لتُخْبِرَنّي بما أصبتُ مما أخطأتُ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقسم يا أبا بكر، ولم يخبره (رواه البخاري: 219، ومسلم: 2269) (مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (37/352).

 

4- وأمَّا الإِقسام بوجه الله تعالى، فقيل: حرام، وقيل: مكروه، وهو الصحيح لما روى أبو داود: لا يُسأل بوجه الله إلاَّ الجنَّة (رواه أبو داود: 1671).

 

وتُسَنُّ إجابة السّائل بذلك (الشرح الكبير: 6-96، كشاف القناع: 26-227، شرح المنتهى: 3-423)، وقيل: تجب، لما روى أبو داود (الفروع: 6-342، الإنصاف: 11-33، الاختيارات الفقهية: 562) وقال رحمه الله: إنما تجب على معين، فلا تجب إجابة سائل يقسِم على الناس بإسناد جيد: "من سألكم بوجه الله فأعطوه". وقيل: يحرم، بناءً على أن ابتداء السؤال بذلك حرام، فمن أجابه فقد أعانه على فعل المحرّم، وفيه شيء. من حَلَّفَ غيرَه ومن قال له غيره: "بالله لتفعلنَّ" فيمين (الشرح الكبير: 6/80) وفي (المغني (13/502): إلاّ أن ينوي والكفارة على الحالف، وقيل في (الفروع (6/342): على المحنّثِ"(مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (37/352).

 

5- قال النووي: "إذا قال له غيره: أسألك بالله، أو أقسم عليك بالله، أو أقسمتُ عليك بالله لتفعلنّ كذا، فإن قصد به الشفاعة، أو عقد اليمين للمخاطب، فليس يميناً في حق واحدٍ منهما، وإن قصد عقدَ اليمين لنفسِه كان يميناً على الصحيح كأنّه قال: أسألك، ثم حلف"(روضة الطالبين: 11-4).

 

6- قال الحافظ العراقي في قوله صلى الله عليه وسلم: "لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللهِ الا الجَنَّةُ": "وذكر الجنة إنما هو للتنبيه به على الأمور العظام لا للتخصيص؛ فلا يسأل الله بوجهه في الأمور الدنيئة، بخلاف الأمور العظام تحصيلاً أو دفعاً كما يشير إليه استعاذة النبي صلى الله عليه وسلم به"(تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد).

 

7- قال ابن عثيمين -رحمه الله- عن الاستغناء في الحديث: "أي: من يستغنِ بما عند الله عما في أيدي الناس يغنه الله -عز وجل-، وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم فإنه سيبقي قلبه فقيراً -والعياذ بالله- ولا يستغني، والغنى غنى القلب، فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس أغناه الله عن الناس، وجعله عزيز النفس بعيداً عن السؤال"().

 

8- قال الإمام الشاطبي رحمه الله: كل مسألة لا ينبني عليها عمل؛ فالخوض فيها خوض فيما لم يدل على استحسانه دليل شرعي، وأعني بالعمل: عمل القلب وعمل الجوارح، من حيث هو مطلوب شرعا. والدليل على ذلك استقراء الشريعة؛ فإنا رأينا الشارع يُعرض عما لا يفيد عملا مكلفا به؛ ففي القرآن الكريم: (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) [البقرة: 189].

 

فوقع الجواب بما يتعلق به العمل؛ إعراضا عما قصده السائل من السؤال عن الهلال: لِمَ يبدو في أول الشهر دقيقا كالخيط، ثم يمتلئ حتى يصير بدرا، ثم يعود إلى حالته الأولى؟.

 

ثم قال: (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا) [البقرة: 189]، بناء على تأويل من تأول أن الآية كلها نزلت في هذا المعنى؛ فكان من جملة الجواب أن هذا السؤال في التمثيل إتيان للبيوت من ظهورها، والبر إنما هو التقوى، لا العلم بهذه الأمور التي لا تفيد نفعا في التكليف، ولا تجرُّ إليه.

 

وقال تعالى بعد سؤالهم عن الساعة أيَّان مُرْساها: (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا) [النازعات: 43]؛ أي: إن السؤال عن هذا سؤال عما لا يعني؛ إذ يكفي من علمها أنه لا بد منها، ولذلك لما سُئل عليه الصلاة والسلام عن الساعة؛ قال للسائل: "ما أَعْدَدْتَ لها؟؛ إعراضا عن صريح سؤاله إلى ما يتعلق بها مما فيه فائدة، ولم يُجبه عما سأل. وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) [المائدة: 101].

 

نزلت في رجل سأل: من أبي؟ رُوي أنه -عليه السلام- قام يوما يُعرف الغضب في وجهه؛ فقال: لا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم. فقام رجل، فقال: يا رسول الله! من أبي؟ قال: "أبوك حُذافة". فنزلت ...[(الموافقات للشاطبي المقدمة الخامسة (2/64-67 وما بعدها).

 

9- قال الشاطبي وبيان عدم الاستحسان – أي في السؤال عما لا يعني- فيه من أوجه متعددة: - منها: أنه شغل عما يعني من أمر التكليف الذي طُوِّقَه المكلَّف بما لا يعني، إذ لا ينبني على ذلك فائدة؛ لا في الدنيا، ولا في الآخرة، أما في الآخرة؛ فإنه2 يُسأل عما أُمر به أو نُهي عنه، وأما في الدنيا؛ فإن علمه بما علم من ذلك لا يزيده في تدبير رزقه ولا ينقصه، وأما اللذة الحاصلة منه في الحال؛ فلا تفي مشقة اكتسابها وتعبُ طلبها بلذة حصولها، وإن فُرض أن فيه فائدة في الدنيا؛ فمن شرط كونها فائدة شهادة الشرع لها بذلك، وكم من لذة وفائدة يعدها الإنسان كذلك وليست في أحكام الشرع إلا على الضد؛ كالزنى، وشرب الخمر، وسائر وجوه الفسق، والمعاصي التي يتعلق بها غرض عاجل، فإذًا قطع الزمان فيما لا يجني ثمرة في الدارين، مع تعطيل ما يجني الثمرة من فعل ما لا ينبغي.

 

- ومنها: أن الشرع قد جاء ببيان ما تصلح به أحوال العبد في الدنيا والآخرة على أتم الوجوه وأكملها، فما خرج عن ذلك قد يُظن أنه على خلاف ذلك، وهو مشاهد في التجربة العادية؛ فإن عامة المشتغلين بالعلوم التي لا تتعلق بها ثمرة تكليفية تدخل عليهم فيها الفتنة والخروج عن الصراط المستقيم، ويثور بينهم الخلاف والنزاع المؤدي إلى التقاطع والتدابر والتعصُّب، حتى تفرقوا شيعا ، وإذا فعلوا ذلك خرجوا عن السنة، ولم يكن أصل التفرق إلا بهذا وبيان عدم الاستحسان فيه من أوجه متعددة:

 

- منها: أنه شغل عما يعني من أمر التكليف الذي طُوِّقَه المكلَّف بما لا يعني، إذ لا ينبني على ذلك فائدة؛ لا في الدنيا، ولا في الآخرة، أما في الآخرة؛ فإنه يُسأل عما أُمر به أو نُهي عنه، وأما في الدنيا؛ فإن علمه بما علم من ذلك لا يزيده في تدبير رزقه ولا ينقصه، وأما اللذة الحاصلة منه في الحال؛ فلا تفي مشقة اكتسابها وتعبُ طلبها بلذة حصولها، وإن فُرض أن فيه فائدة في الدنيا؛ فمن شرط كونها فائدة شهادة الشرع لها بذلك، وكم من لذة وفائدة يعدها الإنسان كذلك وليست في أحكام الشرع إلا على الضد؛ كالزنى، وشرب الخمر، وسائر وجوه الفسق، والمعاصي التي يتعلق بها غرض عاجل، فإذًا قطع الزمان فيما لا يجني ثمرة في الدارين، مع تعطيل ما يجني الثمرة من فعل ما لا ينبغي.

 

- ومنها: أن الشرع قد جاء ببيان ما تصلح به أحوال العبد في الدنيا والآخرة على أتم الوجوه وأكملها، فما خرج عن ذلك قد يُظن أنه على خلاف ذلك، وهو مشاهد في التجربة العادية؛ فإن عامة المشتغلين بالعلوم التي لا تتعلق بها ثمرة تكليفية تدخل عليهم فيها الفتنة والخروج عن الصراط المستقيم، ويثور بينهم الخلاف والنزاع المؤدي إلى التقاطع والتدابر والتعصُّب، حتى تفرقوا شيعا، وإذا فعلوا ذلك خرجوا عن السنة، ولم يكن أصل التفرق إلا بهذا (الموافقات (2/83).

 

10- قال الشاطبي: ولما كان السؤال في محافل الناس عن معنى: (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفًا) [المرسلات: 1]، (وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا) [النازعات: 3] مما يُشوش على العامة من غير بناء عمل عليه، أدَّب عمر صبيغا بما هو مشهور (الموافقات (2/91).

 

11- قال ابن القيم : قد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة ، فقال : (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) ، فهذا يعم الترك لما لا يعني من : الكلام ، والنظر ، والاستماع، والبطش، والمشي ، والفكر ، وسائر الحركات الظاهرة والباطنة ، فهذه الكلمة كافية شافية في الورع (مدارج السالكين ، 2/23 -24).

 

12- يقول عبد اللطيف بن محمد الحسن: إذا نظرت في اهتمامات الناس وأعمالهم تعرف مدى انشغالهم بما لا يعنيهم من أنواع اللهو والألعاب المسلية ، وهوايات جمع الطوابع ، والتحف ، والنوادر ، والعملات ، والمسابقات التافهة ، وكتب الطبخ والأزياء ، وأسفار السياحة ، وتتبع الأخبار العالمية الدقيقة التي لا تعني إلا أصحابها ، وقراءة الصحف والمجلات ... الهابطة ، وجلسات السمر ، والدراسات المفرغة من النفع عديمة الجدوى .. ... وغيرها كثير مما قد ينهى عنه لكونه يلهي أو يطغي ، ناهيك عن المحرمات الواضحة كمسابقات عارضات الأزياء ، وملكات الجمال ، وسماع المحرمات والنظر إليها من خلال الشاشات المتنوعة . حقيقة مرّة .. وتزداد مرارة ؛ حيث تنظر في كثير من اهتمامات بعض من أنعم الله عليه بالهداية ، فتراه ما بين اهتمام بدنيا ، أو انشغال بما لا يعني ! ولهؤلاء يتوجه الخطاب أولاً بأن يراجعوا أنفسهم قبل نفاد العمر (مقال بمجلة البيان بعنوان خير الهدي من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).

 

الإحالات

1- التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد المؤلف : أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الناشر : وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية - المغرب ، 1387 تحقيق : مصطفى بن أحمد العلوي ,‏محمد عبد الكبير البكري (4/105) .

2- شرح السنة ـ للإمام البغوى المؤلف : الحسين بن مسعود البغوي دار النشر : المكتب الإسلامي - دمشق ـ بيروت ـ 1403هـ - 1983م الطبعة : الثانية تحقيق : شعيب الأرناؤوط - محمد زهير الشاويش - باب تحريم السؤال إلا من ضرورة ووعيد السائل 06/119) .

3- عون المعبود شرح سنن أبي داود المؤلف : محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1415.

4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (4/309) .

5- شرح صحيح البخارى ـ لابن بطال المؤلف : أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك بن بطال البكري القرطبي دار النشر : مكتبة الرشد - السعودية / الرياض - 1423هـ - 2003م الطبعة : الثانية تحقيق : أبو تميم ياسر بن إبراهيم (3/512) .

6- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (3/343) .

7- مشكاة المصابيح للعلامة الشيخ ولي الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الله الخطيب العمري التبريزي مع شرحه مرعاة المفاتيح للشيخ أبي الحسن عبيدالله بن العلامة محمد عبدالسلام المباركفوري حفظه الله (8/835) .

8- المستطرف في كل فن مستظرف المؤلف : شهاب الدين محمد بن أحمد أبي الفتح الأبشيهي الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1986 تحقيق : د.مفيد محمد قميحة (2/115) .

9- الأربعون النووية اختيار الحافظ: يحيى بن شرف النووي مع زيادات الحافظ: ابن رجب الحنبلي إعداد: عبد العزيز الداخل .

10- إحياء علوم الدين محمد بن محمد الغزالي أبو حامد سنة الولادة 450/ سنة الوفاة 505 تحقيق الناشر دار االمعرفة مكان النشر بيروت (4/215) .

 

التعريف

السؤال في اللغة:

 

السؤال في اللغة: مأخوذ من مادة سأل يسأل سؤالاً، يقال: سألته عن الشيء أي: استخبرته، قالوا: ومن معانيه في اللغة: الطلب. والسّؤال ما يسأله الإنسان. وقرىء (أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) [طه: 36] بالهمز، وبغير الهمز. وسألته الشّيء، وسألته عن الشّيء سؤالا ومسألة (الصحاح (5/ 1723).

 

يقول الرّاغب: السّؤل: الحاجة الّتي تحرص النّفس عليها، والتّسويل تزيين النّفس لما تحرص عليه، وتصوير القبيح منه بصورة الحسن، قال تعالى: (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) [يوسف: 18]، وقال أيضا: السّؤال: استدعاء معرفة أو ما يؤدّي إلى المعرفة واستدعاء مال، أو ما يؤدّي إلى المال، فاستدعاء المعرفة، جوابه على اللّسان، واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللّسان خليفة لها إمّا بوعد أو بردّ (المفردات (249، 250).

 

ويقول الأزهريّ: وأصل السّؤال مهموز، غير أنّ العرب استثقلوا ضغطة الهمزة فيه فخفّفوا الهمزة، وسؤلة كهمزة: الكثير السّؤال من النّاس، بالهمز وبغير الهمز (التاج (4/ 324).

 

المعنى الاصطلاحي:

 

عرف العلماء السؤال بأنه استدعاء معرفة، أو ما يؤدي إلى المعرفة5، أو ما يؤدّي إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللّسان، واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللّسان خليفة لها، إمّا بوعد أو برد6.

 

يقول الراغب الأصفهاني: والسؤال على ضربين:

الأول: طلب مقال، وجوابه المقال: وهذا مثاله : قوله تعالى: (أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ) [الأحقاف:٣١]. وقال: (وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ) [الأحقاف:٣٢].

 

والثاني: طلب نوال: وجوابه النوال: وعلى الثاني قوله: (قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا) [يونس:٨٩]. أي: أعطيتما ما سألتما (المفردات، الراغب الأصفهاني، ص٢١٠)