دعاء

2022-10-09 - 1444/03/13

التعريف

الدعاء لغة:

 

مأخوذ من مادّة (د ع و) الّتي تدلّ في الأصل على إمالة الشّيء إليك بصوت وكلام يكون منك، ومن هذا الأصل الدّعاء في معنى الرّغبة إلى اللّه عزّ وجلّ، وهو واحد الأدعية، والفعل من ذلك دعا يدعو، والمصدر الدّعاء والدّعوى، أمّا الدّعوة فهي المرّة الواحدة من الدّعاء، ويستعمل الدّعاء أيضا بمعنى النّداء، يقال من ذلك دعا الرّجل الرّجل دعوا ودعاء: ناداه، ودعوت فلانا أي صحت به واستدعيته كذلك، ويقال: دعاه الأمير أي ساقه، وداعيا في قول اللّه سبحانه: (وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً) [الأحزاب: 46] معناه: داعيا إلى توحيد اللّه وما يقرّب منه.

 

والدّعاة: قوم يدعون إلى بيعة هدى أو ضلالة، واحدهم داع، ورجل داعية إذا كان يدعو النّاس إلى بدعة أو دين، أدخلت الهاء فيه للمبالغة، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم داعي اللّه تعالى وكذلك المؤذّن (انظر مقاييس اللغة 2/ 280، ولسان العرب (دعا)، والصحاح للجوهري 6-2337).

 

وقال الرّاغب: وقد يستعمل الدّعاء في معنى التّسمية كقولك دعوت ابني زيدا أي سمّيته. ويقال: دعوت اللّه إذا سألته وإذا استغثته، ومنه قول اللّه عزّ وجلّ: (قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ) [البقرة: 68] أي سله، أمّا الدّعاء إلى الشّيء فهو الحثّ على قصده، ومنه قوله سبحانه: (وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) [يونس: 25] وتأتي الدّعوى في معنى الدّعاء كما في قوله عزّ من قائل: (وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) [يونس: 10] (المفردات للراغب ص 170) . أمّا الدّعوة فهي المسألة الواحدة وجمعها دعوات، وتطلق أيضا على نفاسة القدر كما في قوله تعالى: لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيا وَلا فِي الْآخِرَةِ (غافر/ 43)(فتح الباري 11/ 94) .

 

الدعاء اصطلاحا:

قال الطّيبيّ: هو إظهار غاية التّذلّل والافتقار إلى اللّه والاستكانة له  (فتح الباري 11/ 95 وهذا التعريف يتناول دعاء العبادة) . وقال المناويّ: هو لسان الافتقار بشرح الاضطرار، وقيل: هو شفيع الحاجة ونجحها باللّجاجة، وقيل: هو طلب كشف الغمّة بتطلّع موضع القسمة  (التوقيف على مهمات التعريف 166، وهذا التعريف يتناول دعاء المسألة المتضمن لدعاء الثناء والعبادة) .

 

العناصر

1- معنى الدعاء وفضله .

 

2- الدعاء من أكبر أسباب النجاح والتوفيق في كل شيء .

 

3- آداب الدعاء وشروطه .

 

4- النهي عن الدعاء بالموت أو تمنيه أو الدعاء على النفس والأولاد والخدم والأموال .

 

5- جواز الدعاء على من خالف الحكم الشرعي بلا عذر .

 

6- من صفات عباد الله المؤمنين أنهم يتوجهون إلي الله بالدعاء .

 

7- الدعاء عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله .

 

8- أوقات وأحوال وأماكن يستجاب فيها الدعاء .

 

9- أسباب موانع إجابة الدعاء .

 

10- صور للاعتداء في الدعاء .

 

11- من ثمرات وفوائد الدعاء .

 

الايات

1- قال الله -تعالى-:(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].

 

2- قال تَعَالَى: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إنَّهُ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ) [الأعراف:55].

 

3- قوله تعالى:(وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [يونس: 12].

 

4- قوله تعالى:(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [يونس: 22].

 

5- قوله تعالى:(وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ * قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) [يونس: 88 - 89].

 

6- قوله تعالى:(قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً) [الفرقان: 77].

 

7- قوله تعالى:(وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ) [الأنعام: 52].

 

8- قوله تعالى:(وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) [الروم: 33].

 

9- قوله تعالى:(فَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعانا ثُمَّ إِذا خَوَّلْناهُ نِعْمَةً مِنَّا قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ * قَدْ قالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَما أَغْنى عَنْهُمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [الزمر: 49 - 50] .

 

10- قوله تعالى:(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ ما يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ) [فاطر: 13 - 14].

 

11- قوله تعالى:(إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) [السجدة: 15 - 17].

 

12- قوله تعالى:(وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف: 180].

 

13- قَالَ تَعَالَى: (والَّذِينَ جَاءوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ولإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بالإيمَانِ) [الحشر:10].

 

14- قال تَعَالَى: (أَمَّنْ يُجِيبُ المُضْطرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) [النمل:62].

 

15- قَالَ الله تَعَالَى: (وقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر:60].

 

16- قال تَعَالَى: (واسْتَغْفِرْ لِذنْبِكَ وَلِلْمُؤمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ) [محمد:19].

 

17- قال تَعَالَى إخْبَاراً عَن إبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم: (رَبَّنا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤمِنِينَ يَومَ يَقُومُ الحِسَابُ) [إبراهيم:41].

 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ادعوا اللّه وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ اللّه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه”(رواه الترمذي (3479) وقال: حديث غريب.وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ( 2766).

 

2- عن عبد اللّه بن مغفّل -رضي اللّه عنه- أنّه سمع ابنه يقول: اللّهمّ إنّي أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها، فقال: أي بنيّ، سل اللّه الجنّة، وتعوّذ به من النّار فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “إنّه سيكون في هذه الأمّة قوم يعتدون في الطّهور والدّعاء»[رواه أبو داود (96) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي، وصححه ابن حبان (6745)، والحاكم والحافظ، وقال ابن كثير: إسناده حسن لا بأس به).

 

3- عن أنس -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “الدّعاء لا يردّ بين الأذان والإقامة”(رواه الترمذي (212) وقال: حسن صحيح. وأبو داود (521) وقال الحافظ: الحديث حسن. وهو في المسند (3/ 225) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي: 2843).

 

4- عن أمّ الدّرداء- رضي اللّه عنها- قالت لصفوان بن عبد اللّه بن صفوان، لمّا قدم عليها من الشّام وكان متزوّجا أمّ الدّرداء: أتريد الحجّ العام؟ قال: نعم. قالت: فادع اللّه لنا بخير. فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكّل. كلّما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكّل به: آمين ولك بمثل”(رواه مسلم (2733).

 

5- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إذا دعا أحدكم فليعزم  المسألة، ولا يقولنّ اللّهمّ إن شئت فأعطني فإنّه لا مستكره له”(رواه البخاري: 6338).

 

6- عن عمرو بن عبسة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “أقرب ما يكون الرّبّ من العبد في جوف اللّيل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممّن يذكر اللّه في تلك السّاعة فكن”(رواه الترمذي (3579) وقال: حسن صحيح غريب. والنسائي (1/ 279، 280) بسياق أطول من هذا وقال الألباني: صحيح (1/ 123) حديث (557)، والطبراني في الدعاء: وفيه قال: “أقرب ما يكون من الدعاء جوف الليل الآخر”(2/ 840) حديث (128) وقال: إسناده حسن).

 

7- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدّعاء”(رواه مسلم (482).

 

8- عن سلمان الفارسيّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ ربّكم حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه بدعوة أن يردّهما صفرا ليس فيهما شيء”(رواه الترمذي:3556)، وأبو داود (1488)، ابن ماجه 3865)، والحاكم (1/ 535) وصححه ووافقه الذهبي، والطبراني في الدعاء (2/ 877) حديث (202) وقال مخرجه: إسناده حسن. وقال الحافظ في الفتح: سنده جيد (11/ 143)، وقال الألباني في مختصر العلو للعلي الغفار: حديث صحيح (97).

 

9- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل اللّه فيها خيرا إلّا أعطاه إيّاه، قال: وهي ساعة خفيفة”(رواه البخاري- الفتح 2 (935)، ومسلم: 852) واللفظ له].وهو عند الطّبرانيّ وفيه: “في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد وهو يصلّي أو ينتظر الصّلاة يدعو اللّه عزّ وجلّ فيها إلّا استجاب له”(رواه الطبراني (2/ 849) حديث (149) وقال مخرجه: إسناده حسن).

 

10- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهنّ: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”(رواه أبو داود (1536) واللفظ له، وابن ماجه (3862)، والبخاري في الأدب المفرد (169) حديث (481) وقال الألباني: حسن) انظر حديث رقم( 303)في صحيح الجامع).

 

11- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ثلاثة لا يردّ دعاؤهم: الذّاكر اللّه كثيرا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط”(رواه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 399). وذكره الألباني في صحيح الجامع (2/ 72) وقال: حسن. وهو في الصحيحة له (3/ 211، 212) وقال إسناده حسن).

 

12- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: جاءت أمّ سليم إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت يا رسول اللّه علّمني كلمات أدعو بهنّ في صلاتي، قال: “سبّحي اللّه عشرا، واحمديه عشرا، وكبّريه عشرا، ثمّ سليه حاجتك يقل: نعم نعم”(رواه النسائي (3/ 51) واللفظ له، وقال الألباني: حسن الإسناد (1/ 279) حديث (1232). والترمذي (481) وقال: حسن غريب. والحاكم (1/ 317، 318) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. وذكر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (2/ 348) أن المنذري في الترغيب والترهيب نسبه كذلك لأحمد وابن خزيمة وابن حبان).

 

13- عن النّعمان بن بشير -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “الدّعاء هو العبادة”ثمّ قرأ (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) [غافر: 60]، (رواه أبو داود (1479)، والترمذي (3247) وقال: هذا حديث حسن صحيح واللفظ له، وابن ماجه (3828). وقال الحافظ في الفتح: أخرجه الأربعة وصححه الترمذي وصححه الألباني في أحكام الجنائز( 124).

 

14- عن فضالة بن عبيد الأوسيّ -رضي اللّه عنه- قال: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد اللّه ولم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “عجلت أيّها المصلّي»، ثمّ علّمهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يصلّي فمجّد اللّه وحمده وصلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ادع تجب وسل تعط”(رواه أبو داود: 1481)، والنسائي 3/ 44- 45) واللفظ له، وذكره الألباني في صحيح سنن النسائي (1/ 275) حديث (1217)، والترمذي (3476) وقال: حديث حسن).

 

15- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: كشف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم السّتارة والنّاس صفوف خلف أبي بكر، فقال: “أيّها النّاس إنّه لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلّا الرّؤيا الصّالحة، يراها المسلم أو ترى له، ألا وإنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرّبّ عزّ وجلّ، وأمّا السّجود فاجتهدوا فيه في الدّعاء فقمن  أن يستجاب لكم”(رواه مسلم: 479).

 

16- عن أبي موسى الأشعريّ -رضي اللّه عنه- قال: كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في سفر، فكنّا إذا علونا كبّرنا، فقال: “اربعوا  على أنفسكم، فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا،ثمّ أتى عليّ وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوّة إلّا باللّه». فقال: “يا عبد اللّه بن قيس، قل لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، فإنّها كنز من كنوز الجنّة»، أو قال: “ألا أدلّك به”(رواه البخاري: 7386 واللفظ له، ومسلم: 2704).

 

17- عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ). رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).

 

18- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ. (رواه أَبُو داود بإسناد جيدٍ).

 

19- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أكثرُ دعاءِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (متفق عَلَيْهِ).

زاد مسلم في روايتهِ قَالَ: وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا، وَإِذَا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهِ.

 

20- عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى، والتُّقَى، والعَفَافَ، والغِنَى”(رواه مسلم).

 

21- عن طارق بن أَشْيَمَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ثُمَّ أمَرَهُ أنْ يَدْعُوَ بِهؤلاَءِ الكَلِمَاتِ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِني، وَعَافِني، وَارْزُقْنِي”(رواه مسلم).

وفي روايةٍ له عن طارق: أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأتاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول اللهِ، كَيْفَ أقُولُ حِيْنَ أسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِني، وارْزُقْنِي، فإنَّ هؤلاَءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ”.

 

22- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبنَا عَلَى طَاعَتِكَ”(رواه مسلم).

 

23- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ” (متفق عَلَيْهِ). وفي روايةٍ قَالَ سفيان: أَشُكُّ أنِّي زِدْتُ واحدةً مِنْهَا.

24- وعنه، قَالَ: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِيني الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وأصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا مَعَاشِي، وأصْلِحْ لِي آخِرتِي الَّتي فِيهَا مَعَادي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ”(رواه مسلم).

 

25- عن علي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “قُلْ: اللَّهُمَّ اهْدِني، وسَدِّدْنِي”. وفي رواية: “اللَّهمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى والسَّدَادَ”(رواه مسلم).

 

26- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، والهَرَمِ، والبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ”. وفي رواية: “وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”(رواه مسلم).

 

27- عن أَبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنَّه قَالَ لرسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ في صَلاَتِي، قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ” (متفق عَلَيْهِ).

وفي روايةٍ: “وفي بيتي” وَرُوِيَ: “ظلماً كثيراً” ورُوِي: “كبيراً” بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة؛ فينبغي أنْ يجمع بينهما فيقال: كثيراً كبيراً.

 

28- عن أَبي موسى رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه كَانَ يدْعُو بِهذا الدُّعَاءِ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وإسرافِي في أمْرِي، وَمَا أنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي؛ وَخَطَئِي وَعَمْدِي؛ وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ، وَمَا أنتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ، وأنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (متفق عَلَيْهِ).

 

29- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول في دُعَائِهِ: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ ومنْ شَرِّ مَا لَمْ أعْمَلْ”(رواه مسلم).

 

30- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ مِن دعاءِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، وتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وفُجَاءةِ نِقْمَتِكَ، وَجَميعِ سَخَطِكَ(رواه مسلم).

 

31- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، والبُخْلِ والهَرَمِ، وَعَذابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ؛ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ؛ وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجابُ لَهَا”(رواه مسلم).

 

32- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْت، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ. فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أعْلَنْتُ، أنتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ”. زَادَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: “وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ” (متفق عَلَيْهِ).

 

33- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعو بِهؤُلاءِ الكَلِمَاتِ: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ الغِنَى وَالفَقْرِ”(رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: “حديث حسن صحيح”؛ وهذا لفظ أَبي داود).

 

34- عن زياد بن عِلاَقَةَ عن عمه، وَهُوَ قُطْبَةُ بنُ مالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاَقِ، وَالأعْمَالِ، والأهْواءِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

35- عن شَكَلِ بن حُمَيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ الله، علِّمْنِي دعاءً، قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي”(رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن).

 

36- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ، والجُنُونِ، والجُذَامِ، وَسَيِّيءِ الأسْقَامِ”(رواه أَبُو داود بإسناد صحيحٍ.

 

37- عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ، فَإنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وأعوذُ بِكَ منَ الخِيَانَةِ، فَإنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ”(رواه أَبُو داود بإسناد صحيح).

 

38- عن عليّ رضي الله عنه: أنَّ مُكَاتباً جاءهُ فَقَالَ: إنِّي عَجِزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأعِنِّي، قَالَ: ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ عَلَّمَنِيهنَّ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلٍ دَيْناً أدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قُلْ: “اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواكَ” رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

39- عن عِمْرَانَ بن الحُصَينِ رضي الله عنهما: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَ أبَاهُ حُصَيْناً كَلِمَتَيْنِ يَدْعُو بهما: “اللَّهُمَّ ألْهِمْني رُشْدِي، وأعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسي”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

40- عن أَبي الفضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله عَلِّمْني شَيْئاً أسْألُهُ الله تَعَالَى، قَالَ: “سَلوا الله العَافِيَةَ” فَمَكَثْتُ أَيَّاماً، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلتُ: يَا رسولَ الله عَلِّمْنِي شَيْئاً أسْألُهُ الله تَعَالَى، قَالَ لي: “يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رسول اللهِ، سَلُوا الله العَافِيَةَ في الدُّنيَا والآخِرَةِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

 

41- عن شَهْرِ بن حَوشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لأُمِّ سَلَمة رَضِيَ اللهُ عنها، يَا أمَّ المؤمِنينَ، مَا كَانَ أكثْرُ دعاءِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قالت: كَانَ أكْثَرُ دُعائِهِ: “يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

42- عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “كَانَ مِنْ دُعاءِ دَاوُدَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وأهْلِي، وَمِنَ الماءِ البارِدِ” رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

43- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “ألِظُّوا بـ (يَاذا الجَلاَلِ والإكْرامِ” رواه الترمذي، ورواه النسائي من رواية ربيعة بن عامِرٍ الصحابي، قَالَ الحاكم: “حديث صحيح الإسناد”. “ألِظُّوا”: بكسر اللام وتشديد الظاء المعجمة، معناه: الزَمُوا هذِهِ الدَّعْوَةَ وأكْثِرُوا مِنْهَا.

 

44- عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: دعا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، بدُعاءٍ كَثيرٍ، لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئاً؛ قُلْنَا: يَا رسول الله، دَعَوْتَ بِدُعاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئاً، فَقَالَ: “ألا أدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ؟ تقول: اللَّهُمَّ إنِّي أسَألُكَ مِنْ خَيْر مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم؛ وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا استَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وأنتَ المُسْتَعانُ، وَعَليْكَ البَلاَغُ، وَلاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

45- عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كَانَ من دعاءِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، والغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوْزَ بالجَنَّةِ، والنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ” رواه الحاكم أَبُو عبد الله، وقال: “حديث صحيح عَلَى شرط مسلمٍ”.

 

46- عن أَبي الدرداء رضي الله عنه: أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلمٍ يدعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ”(رواه مسلم).

 

47- وعنه: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ”(رواه مسلم).

 

48- عن أسَامة بن زيد رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفاعِلهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيراً، فَقَدْ أبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

 

49- عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ وَلاَ تَدعُوا عَلَى أوْلادِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أموَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسألُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ(رواه مسلم).

 

50- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “أقْرَبُ مَا يكونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأكْثِرُوا الدُّعَاءَ(رواه مسلم).

 

51- وعنه رضي الله عنه: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: “يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ: يقُولُ: قَدْ دَعْوتُ رَبِّي، فَلَمْ يسْتَجب لِي” (متفق عَلَيْهِ). وفي روايةٍ لمسلمٍ: “لا يَزالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطيعَةِ رحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ” قيل: يَا رسولَ اللهِ مَا الاستعجال؟ قَالَ: “يقول: قَدْ دَعوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أرَ يسْتَجِبُ لي، فَيَسْتحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ”.

 

51- عن أَبي أمامة رضي الله عنه قَالَ: قيل لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الدُّعاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: “جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ”(رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن).

 

52- عن عُبَادَةَ بنِ الصامت رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَا عَلَى الأرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو الله تَعَالَى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللهُ إيَّاها، أَوْ صَرفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ”، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إِذاً نُكْثِرُ قَالَ: “اللهُ أكْثَرُ”(رواه الترمذي، وقال: “حديث حسن صحيح”. ورواه الحاكم من روايةِ أَبي سعيدٍ وزاد فِيهِ: “أَوْ يَدخِرَ لَهُ مِن الأَجْرِ مثْلَها”.

 

53- عن ابنِ عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: “لا إلهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَليمُ، لا إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَاواتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ” (متفق عَلَيْهِ).

 

 

الاثار

1- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ادعوا اللّه وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أنّ اللّه لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه”(رواه الترمذي (3479) وقال: حديث غريب.وحسنه الألباني في صحيح الترمذي ( 2766).

 

2- عن عبد اللّه بن مغفّل -رضي اللّه عنه- أنّه سمع ابنه يقول: اللّهمّ إنّي أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنّة إذا دخلتها، فقال: أي بنيّ، سل اللّه الجنّة، وتعوّذ به من النّار فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: “إنّه سيكون في هذه الأمّة قوم يعتدون في الطّهور والدّعاء»[رواه أبو داود (96) وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود قلت: إسناده صحيح، وكذا قال النووي، وصححه ابن حبان (6745)، والحاكم والحافظ، وقال ابن كثير: إسناده حسن لا بأس به).

 

3- عن أنس -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “الدّعاء لا يردّ بين الأذان والإقامة”(رواه الترمذي (212) وقال: حسن صحيح. وأبو داود (521) وقال الحافظ: الحديث حسن. وهو في المسند (3/ 225) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي: 2843).

 

4- عن أمّ الدّرداء- رضي اللّه عنها- قالت لصفوان بن عبد اللّه بن صفوان، لمّا قدم عليها من الشّام وكان متزوّجا أمّ الدّرداء: أتريد الحجّ العام؟ قال: نعم. قالت: فادع اللّه لنا بخير. فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكّل. كلّما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكّل به: آمين ولك بمثل”(رواه مسلم (2733).

 

5- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إذا دعا أحدكم فليعزم  المسألة، ولا يقولنّ اللّهمّ إن شئت فأعطني فإنّه لا مستكره له”(رواه البخاري: 6338).

 

6- عن عمرو بن عبسة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “أقرب ما يكون الرّبّ من العبد في جوف اللّيل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممّن يذكر اللّه في تلك السّاعة فكن”(رواه الترمذي (3579) وقال: حسن صحيح غريب. والنسائي (1/ 279، 280) بسياق أطول من هذا وقال الألباني: صحيح (1/ 123) حديث (557)، والطبراني في الدعاء: وفيه قال: “أقرب ما يكون من الدعاء جوف الليل الآخر”(2/ 840) حديث (128) وقال: إسناده حسن).

 

7- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد فأكثروا الدّعاء”(رواه مسلم (482).

 

8- عن سلمان الفارسيّ -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ ربّكم حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه بدعوة أن يردّهما صفرا ليس فيهما شيء”(رواه الترمذي:3556)، وأبو داود (1488)، ابن ماجه 3865)، والحاكم (1/ 535) وصححه ووافقه الذهبي، والطبراني في الدعاء (2/ 877) حديث (202) وقال مخرجه: إسناده حسن. وقال الحافظ في الفتح: سنده جيد (11/ 143)، وقال الألباني في مختصر العلو للعلي الغفار: حديث صحيح (97).

 

9- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل اللّه فيها خيرا إلّا أعطاه إيّاه، قال: وهي ساعة خفيفة”(رواه البخاري- الفتح 2 (935)، ومسلم: 852) واللفظ له].وهو عند الطّبرانيّ وفيه: “في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد وهو يصلّي أو ينتظر الصّلاة يدعو اللّه عزّ وجلّ فيها إلّا استجاب له”(رواه الطبراني (2/ 849) حديث (149) وقال مخرجه: إسناده حسن).

 

10- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ثلاث دعوات مستجابات لا شكّ فيهنّ: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم”(رواه أبو داود (1536) واللفظ له، وابن ماجه (3862)، والبخاري في الأدب المفرد (169) حديث (481) وقال الألباني: حسن) انظر حديث رقم( 303)في صحيح الجامع).

 

11- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال:قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ثلاثة لا يردّ دعاؤهم: الذّاكر اللّه كثيرا، ودعوة المظلوم، والإمام المقسط”(رواه البيهقي في شعب الإيمان (2/ 399). وذكره الألباني في صحيح الجامع (2/ 72) وقال: حسن. وهو في الصحيحة له (3/ 211، 212) وقال إسناده حسن).

 

12- عن أنس بن مالك -رضي اللّه عنه- قال: جاءت أمّ سليم إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت يا رسول اللّه علّمني كلمات أدعو بهنّ في صلاتي، قال: “سبّحي اللّه عشرا، واحمديه عشرا، وكبّريه عشرا، ثمّ سليه حاجتك يقل: نعم نعم”(رواه النسائي (3/ 51) واللفظ له، وقال الألباني: حسن الإسناد (1/ 279) حديث (1232). والترمذي (481) وقال: حسن غريب. والحاكم (1/ 317، 318) وقال: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. وذكر الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (2/ 348) أن المنذري في الترغيب والترهيب نسبه كذلك لأحمد وابن خزيمة وابن حبان).

 

13- عن النّعمان بن بشير -رضي اللّه عنهما- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “الدّعاء هو العبادة”ثمّ قرأ (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) [غافر: 60]، (رواه أبو داود (1479)، والترمذي (3247) وقال: هذا حديث حسن صحيح واللفظ له، وابن ماجه (3828). وقال الحافظ في الفتح: أخرجه الأربعة وصححه الترمذي وصححه الألباني في أحكام الجنائز( 124).

 

14- عن فضالة بن عبيد الأوسيّ -رضي اللّه عنه- قال: سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يدعو في صلاته لم يمجّد اللّه ولم يصلّ على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “عجلت أيّها المصلّي»، ثمّ علّمهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وسمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رجلا يصلّي فمجّد اللّه وحمده وصلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: “ادع تجب وسل تعط”(رواه أبو داود: 1481)، والنسائي 3/ 44- 45) واللفظ له، وذكره الألباني في صحيح سنن النسائي (1/ 275) حديث (1217)، والترمذي (3476) وقال: حديث حسن).

 

15- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- قال: كشف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم السّتارة والنّاس صفوف خلف أبي بكر، فقال: “أيّها النّاس إنّه لم يبق من مبشّرات النّبوّة إلّا الرّؤيا الصّالحة، يراها المسلم أو ترى له، ألا وإنّي نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، فأمّا الرّكوع فعظّموا فيه الرّبّ عزّ وجلّ، وأمّا السّجود فاجتهدوا فيه في الدّعاء فقمن  أن يستجاب لكم”(رواه مسلم: 479).

 

16- عن أبي موسى الأشعريّ -رضي اللّه عنه- قال: كنّا مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في سفر، فكنّا إذا علونا كبّرنا، فقال: “اربعوا  على أنفسكم، فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا،ثمّ أتى عليّ وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوّة إلّا باللّه». فقال: “يا عبد اللّه بن قيس، قل لا حول ولا قوّة إلّا باللّه، فإنّها كنز من كنوز الجنّة»، أو قال: “ألا أدلّك به”(رواه البخاري: 7386 واللفظ له، ومسلم: 2704).

 

17- عن النعمان بن بشيرٍ رضي الله عنهما، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ). رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: (حديث حسن صحيح).

 

18- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ. (رواه أَبُو داود بإسناد جيدٍ).

 

19- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ أكثرُ دعاءِ النبيّ صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” (متفق عَلَيْهِ).

زاد مسلم في روايتهِ قَالَ: وَكَانَ أَنَسٌ إِذَا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدَعْوَةٍ دَعَا بِهَا، وَإِذَا أرادَ أنْ يَدْعُوَ بِدُعَاءٍ دَعَا بِهَا فِيهِ.

 

20- عن ابن مسعودٍ رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى، والتُّقَى، والعَفَافَ، والغِنَى”(رواه مسلم).

 

21- عن طارق بن أَشْيَمَ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ثُمَّ أمَرَهُ أنْ يَدْعُوَ بِهؤلاَءِ الكَلِمَاتِ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِني، وَعَافِني، وَارْزُقْنِي”(رواه مسلم).

وفي روايةٍ له عن طارق: أنَّه سمع النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وأتاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رسول اللهِ، كَيْفَ أقُولُ حِيْنَ أسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَارْحَمْنِي، وَعَافِني، وارْزُقْنِي، فإنَّ هؤلاَءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ”.

 

22- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبنَا عَلَى طَاعَتِكَ”(رواه مسلم).

 

23- عن أَبي هريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: “تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ” (متفق عَلَيْهِ). وفي روايةٍ قَالَ سفيان: أَشُكُّ أنِّي زِدْتُ واحدةً مِنْهَا.

24- وعنه، قَالَ: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِيني الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، وأصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا مَعَاشِي، وأصْلِحْ لِي آخِرتِي الَّتي فِيهَا مَعَادي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ”(رواه مسلم).

 

25- عن علي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: “قُلْ: اللَّهُمَّ اهْدِني، وسَدِّدْنِي”. وفي رواية: “اللَّهمَّ إنِّي أسْألُكَ الهُدَى والسَّدَادَ”(رواه مسلم).

 

26- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ، وَالكَسَلِ، وَالجُبْنِ، والهَرَمِ، والبُخْلِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ”. وفي رواية: “وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ”(رواه مسلم).

 

27- عن أَبي بكر الصديق رضي الله عنه: أنَّه قَالَ لرسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ في صَلاَتِي، قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثِيراً، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ” (متفق عَلَيْهِ).

وفي روايةٍ: “وفي بيتي” وَرُوِيَ: “ظلماً كثيراً” ورُوِي: “كبيراً” بالثاء المثلثة وبالباء الموحدة؛ فينبغي أنْ يجمع بينهما فيقال: كثيراً كبيراً.

 

28- عن أَبي موسى رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: أنَّه كَانَ يدْعُو بِهذا الدُّعَاءِ: “اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي، وإسرافِي في أمْرِي، وَمَا أنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي جِدِّي وَهَزْلِي؛ وَخَطَئِي وَعَمْدِي؛ وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا أعْلَنْتُ، وَمَا أنتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ، وأنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” (متفق عَلَيْهِ).

 

29- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول في دُعَائِهِ: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا عَمِلْتُ ومنْ شَرِّ مَا لَمْ أعْمَلْ”(رواه مسلم).

 

30- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ مِن دعاءِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، وتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وفُجَاءةِ نِقْمَتِكَ، وَجَميعِ سَخَطِكَ(رواه مسلم).

 

31- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ، والبُخْلِ والهَرَمِ، وَعَذابِ القَبْرِ، اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّها أنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ؛ وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ؛ وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجابُ لَهَا”(رواه مسلم).

 

32- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْت، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ. فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ، وَمَا أعْلَنْتُ، أنتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ”. زَادَ بَعْضُ الرُّوَاةِ: “وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ” (متفق عَلَيْهِ).

 

33- عن عائشة رَضِيَ اللهُ عنها: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يدعو بِهؤُلاءِ الكَلِمَاتِ: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ، وَعَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ شَرِّ الغِنَى وَالفَقْرِ”(رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: “حديث حسن صحيح”؛ وهذا لفظ أَبي داود).

 

34- عن زياد بن عِلاَقَةَ عن عمه، وَهُوَ قُطْبَةُ بنُ مالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: كَانَ النبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ مُنْكَرَاتِ الأخْلاَقِ، وَالأعْمَالِ، والأهْواءِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

35- عن شَكَلِ بن حُمَيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قلتُ: يَا رسولَ الله، علِّمْنِي دعاءً، قَالَ: “قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي”(رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: حديث حسن).

 

36- عن أنس رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ البَرَصِ، والجُنُونِ، والجُذَامِ، وَسَيِّيءِ الأسْقَامِ”(رواه أَبُو داود بإسناد صحيحٍ.

 

37- عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الجُوعِ، فَإنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وأعوذُ بِكَ منَ الخِيَانَةِ، فَإنَّهَا بِئْسَتِ البِطَانَةُ”(رواه أَبُو داود بإسناد صحيح).

 

38- عن عليّ رضي الله عنه: أنَّ مُكَاتباً جاءهُ فَقَالَ: إنِّي عَجِزْتُ عَنْ كِتَابَتِي فَأعِنِّي، قَالَ: ألا أُعَلِّمُكَ كَلِماتٍ عَلَّمَنِيهنَّ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، لَوْ كَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلٍ دَيْناً أدَّاهُ اللهُ عَنْكَ؟ قُلْ: “اللَّهُمَّ اكْفِني بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأغْنِنِي بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِواكَ” رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

39- عن عِمْرَانَ بن الحُصَينِ رضي الله عنهما: أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَ أبَاهُ حُصَيْناً كَلِمَتَيْنِ يَدْعُو بهما: “اللَّهُمَّ ألْهِمْني رُشْدِي، وأعِذْنِي مِنْ شَرِّ نَفْسي”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

40- عن أَبي الفضل العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رسول الله عَلِّمْني شَيْئاً أسْألُهُ الله تَعَالَى، قَالَ: “سَلوا الله العَافِيَةَ” فَمَكَثْتُ أَيَّاماً، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلتُ: يَا رسولَ الله عَلِّمْنِي شَيْئاً أسْألُهُ الله تَعَالَى، قَالَ لي: “يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رسول اللهِ، سَلُوا الله العَافِيَةَ في الدُّنيَا والآخِرَةِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

 

41- عن شَهْرِ بن حَوشَبٍ، قَالَ: قُلْتُ لأُمِّ سَلَمة رَضِيَ اللهُ عنها، يَا أمَّ المؤمِنينَ، مَا كَانَ أكثْرُ دعاءِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، إِذَا كَانَ عِنْدَكِ؟ قالت: كَانَ أكْثَرُ دُعائِهِ: “يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

42- عن أَبي الدرداءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “كَانَ مِنْ دُعاءِ دَاوُدَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ حُبَّكَ، وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ، وَالعَمَلَ الَّذِي يُبَلِّغُنِي حُبَّكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ حُبَّكَ أحَبَّ إلَيَّ مِنْ نَفْسِي، وأهْلِي، وَمِنَ الماءِ البارِدِ” رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

43- عن أنس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “ألِظُّوا بـ (يَاذا الجَلاَلِ والإكْرامِ” رواه الترمذي، ورواه النسائي من رواية ربيعة بن عامِرٍ الصحابي، قَالَ الحاكم: “حديث صحيح الإسناد”. “ألِظُّوا”: بكسر اللام وتشديد الظاء المعجمة، معناه: الزَمُوا هذِهِ الدَّعْوَةَ وأكْثِرُوا مِنْهَا.

 

44- عن أَبي أُمَامَةَ رضي الله عنه قَالَ: دعا رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، بدُعاءٍ كَثيرٍ، لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئاً؛ قُلْنَا: يَا رسول الله، دَعَوْتَ بِدُعاءٍ كَثِيرٍ لَمْ نَحْفَظْ مِنْهُ شَيْئاً، فَقَالَ: “ألا أدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَجْمَعُ ذَلِكَ كُلَّهُ؟ تقول: اللَّهُمَّ إنِّي أسَألُكَ مِنْ خَيْر مَا سَأَلَكَ مِنْهُ نَبِيُّكَ محمَّدٌ صلى الله عليه وسلم؛ وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا استَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، وأنتَ المُسْتَعانُ، وَعَليْكَ البَلاَغُ، وَلاَ حَولَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن).

 

45- عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كَانَ من دعاءِ رسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: “اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ، والغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوْزَ بالجَنَّةِ، والنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ” رواه الحاكم أَبُو عبد الله، وقال: “حديث صحيح عَلَى شرط مسلمٍ”.

 

46- عن أَبي الدرداء رضي الله عنه: أنَّه سَمِعَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: “مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلمٍ يدعُو لأَخِيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ إِلاَّ قَالَ المَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ”(رواه مسلم).

 

47- وعنه: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقول: “دَعْوَةُ المَرْءِ المُسْلِمِ لأَخيهِ بِظَهْرِ الغَيْبِ مُسْتَجَابَةٌ، عِنْدَ رَأسِهِ مَلَكٌ مُوَكَّلٌ كُلَّمَا دَعَا لأَخِيهِ بِخَيْرٍ قَالَ المَلَكُ المُوَكَّلُ بِهِ: آمِينَ، وَلَكَ بِمِثْلٍ”(رواه مسلم).

 

48- عن أسَامة بن زيد رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “مَنْ صُنِعَ إِلَيْهِ مَعْرُوفٌ، فَقَالَ لِفاعِلهِ: جَزَاكَ اللهُ خَيراً، فَقَدْ أبْلَغَ فِي الثَّنَاءِ”(رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح).

 

49- عن جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: “لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ؛ وَلاَ تَدعُوا عَلَى أوْلادِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أموَالِكُمْ، لا تُوافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسألُ فِيهَا عَطَاءً فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ(رواه مسلم).

 

50- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “أقْرَبُ مَا يكونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأكْثِرُوا الدُّعَاءَ(رواه مسلم).

 

51- وعنه رضي الله عنه: أنَّ رسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: “يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ: يقُولُ: قَدْ دَعْوتُ رَبِّي، فَلَمْ يسْتَجب لِي” (متفق عَلَيْهِ). وفي روايةٍ لمسلمٍ: “لا يَزالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطيعَةِ رحِمٍ، مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ” قيل: يَا رسولَ اللهِ مَا الاستعجال؟ قَالَ: “يقول: قَدْ دَعوْتُ، وَقَدْ دَعَوْتُ، فَلَمْ أرَ يسْتَجِبُ لي، فَيَسْتحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ”.

 

51- عن أَبي أمامة رضي الله عنه قَالَ: قيل لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الدُّعاءِ أَسْمَعُ؟ قَالَ: “جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَواتِ المَكْتُوباتِ”(رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن).

 

52- عن عُبَادَةَ بنِ الصامت رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “مَا عَلَى الأرْضِ مُسْلِمٌ يَدْعُو الله تَعَالَى بِدَعْوَةٍ إِلاَّ آتَاهُ اللهُ إيَّاها، أَوْ صَرفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا، مَا لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ”، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَومِ: إِذاً نُكْثِرُ قَالَ: “اللهُ أكْثَرُ”(رواه الترمذي، وقال: “حديث حسن صحيح”. ورواه الحاكم من روايةِ أَبي سعيدٍ وزاد فِيهِ: “أَوْ يَدخِرَ لَهُ مِن الأَجْرِ مثْلَها”.

 

53- عن ابنِ عباس رضي الله عنهما: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يقولُ عِنْدَ الكَرْبِ: “لا إلهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَليمُ، لا إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ، لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَاواتِ، وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ” (متفق عَلَيْهِ).

 

 

القصص

1- عن أبي مسلم الخولاني: أن امرأة خببت عليه امرأته، فدعا عليها، فعميت فأتته فاعترفت وتابت، فقال: اللهم إن كانت صادقة فاردد بصرها، فأبصرت(كرامات أولياء الله -عز وجل-، المؤلف: هبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي، (1/186).

 

2- عن بلال بن كعب: أن الصبيان قالوا لأبي مسلم الخولاني: ادع الله أن يحبس علينا هذا الظبي فنأخذه، فدعا الله، فحبسه فأخذوه(تاريخ مدينة دمشق).

 

3- عن مؤرق العجلي قال: لقد سألت الله حاجة منذ عشرين سنة، فما شفَّعني فيها، وما سئمت من الدعاء(أورده ابن سعد في الطبقات(7/214)، والذهبي في السير(4/355).

 

4- كان بين مطرف بن عبد الله العامري وبين رجل كلام، فكذب عليه، فقال: اللهم إن كان كاذباً فأمته، فخرّ ميتاً مكانه، قال: فرُفع ذلك إلى زياد، فقال: قتلت الرجل، قال: لا، ولكنها دعوة وافقت أجلاً(سير أعلام النبلاء (7/210).

 

5- قال الأوزاعي -رحمه الله-: خرج الناس يستسقون فقام فيهم بلال بن سعد، فحمد الله -تعالى- وأثنى عليه ثم قال: يا معشر من حضر: ألستم مقرين بالإساءة؟ قالوا: بلى، فقال: اللهم إنا سمعناك تقول:(مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ) [التوبة: 91]. وقد أقررنا بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا، اللهم اغفر لنا، وارحمنا واسقنا)، فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسُقوا (تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (4/199).

 

6- قال سفيان الثوري: بلغني أن بني إسرائيل قحطوا سبع سنين حتى أكلوا الميتة من المزابل وأكلوا الأطفال، وكانوا كذلك يخرجون إلى الجبال يبكون ويتضرعون فأوحى الله إلى أنبيائهم -عليهم السلام-: لو مشيتم إليَّ بأقدامكم حتى تَحْفَى ركبكم وتبلغ أيديكم عنان السماء وتكل ألسنتكم من الدعاء فإني لا أجيب لكم داعيًا، ولا أرحم لك باكيًا حتى تردوا المظالم إلى أهلها, ففعلوا فمطروا من يومهم(إحياء علوم الدين (1/307).

 

7- كان لسعيد بن جبير ديك، كان يقوم من الليل بصياحه، فلم يصح ليلة من الليالي حتى أصبح، فلم يصل سعيد تلك الليلة، فشق عليه، فقال: ما له قطع الله صوته؟ فما سمع له صوت بعد. فقالت له أمه: يا بني، لا تدع على شيء بعدها(كرامات أولياء الله -عز وجل-، (1/96).

 

8- عن داود بن أبي هند قال: لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير قال: ما أراني إلا مقتولا وسأخبركم: إني كنت أنا وصاحبان لي دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء، ثم سألنا الله الشهادة، فكلا صاحبي رزقها، وأنا أنتظرها، قال: فكأنه رأى أن الإجابة عند حلاوة الدعاء . قال الذهبي: ولما علم من فضل الشهادة ثبت للقتل ولم يكثرت، ولا عامل عدوه بالتقية المباحة له، رحمه الله -تعالى-(سير أعلام النبلاء (1/207).

 

9- عن سعيد بن جبير، قال: إن في النار لرجلا ينادي قدر ألف عام: يا حنان يا منان، فيقول: يا جبريل أخرج عبدي من النار، قال: فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول: يا رب(إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) [الهمزة: 8] فيقول: يا جبريل ارجع ففكها فأخرج عبدي من النار، فيفكها، فيخرج مثل الخيال، فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما(سير أعلام النبلاء (7/373).

 

10- عن طاووس: سمعت علي بن الحسين وهو ساجد في الحجر يقول: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك بفنائك، فقيرك بفنائك. قال: فوالله ما دعوت بها في كرب قط إلا كشف عني(تاريخ دمشق (41/380).

 

11- لما دخل موسى بن نصير إفريقية وجد غالب مدائنها خالية لاختلاف أيدي البربر، وكان القحط، فأمر الناس بالصلاة والصوم والصلاح، وبرز بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات ففرق بينها وبين أولادها، فوقع البكاء والضجيج، وبقي إلى الظهر، ثم صلى وخطب، فما ذكر الوليد، فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا مقام لا يدعى فيه إلا لله، فسقوا وأغيثوا(سير أعلام النبلاء (8/56).

 

12- قيل: أسر الروم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي، فقدم ليقتل بعد قتل طائفة، قال: فحركت شفتي وقلت: الله الله ربي، لا أشرك به شئيا ولا أتخذ من دونه وليا. فأبصر الطاغية فعلي، فقال: قدموا شماس العرب. لعلك قلت: الله الله ربي لا أشرك به شيئا؟ قلت: نعم. قال: ومن أين علمته؟ قلت: نبينا أمرنا به. فقال لي: وعيسى أمرنا به في الإنجيل. فأطلقني ومن معي(سير أعلام النبلاء (11/500).

 

13- عن بقية قال: كنا مع إبراهيم بن أدهم في البحر، فهاجت ريح، واضطربت السفينة، وبكوا، فقلنا: يا أبا إسحاق! ما ترى؟ فقال: يا حي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم، يا محسن، يا مجمل! قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك. فهدأت السفينة من ساعته(كرامات أولياء الله -عز وجل- (1/244).

 

14- وورد أن يحيى بن سعيد قال في سجوده مرة: اللهم اغفر لخالد بن الحارث، ومعاذ بن معاذ، ثم قال: حدثنا شعبة، عن معاوية بن قرة، قال أبو الدرداء: إني لاستغفر لسبعين من إخواني في سجودي أسميهم بأسماء آبائهم(تاريخ بغداد (13/132).

 

15- قال العباس بن مُصعب: حدّثني بعض أصحابنا قال: سمعت ابن وهيب يقول: مرَّ ابن المبارك برجل أعمى، فقال له: أسألك أن تدعو لي أن يرد الله عليَّ بصري، فدعا الله، فردّ الله عليه بصره وأنا أنظر تمشي(سير أعلام النبلاء (15/411).

 

16- قال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم سحراً، أحدهم الشافعي(كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي في كَشْفِ خَبَايا صَحِيحْ البُخَاري (12/456).

 

17- عن علي بن أبي فزارة، قال: كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة. فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي، فأتيت، فدققت عليه وهو في دهليزه، فقال: من هذا؟ قلت: رجل سألتني أمي وهي مقعدة أن أسألك الدعاء. فسمعت كلامه كلام رجل مغضب. فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا، فوليت منصرفا. فخرجت عجوز، فقالت: قد تركته يدعو لها. فجئت إلى بيتنا ودققت الباب فخرجت أمي على رجليها تمشي(سير أعلام النبلاء (21/252).

 

18- سمعت أحمد بن حنبل، يقول: تبينت الإجابة في دعوتين: دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل. فلم أر المأمون، مات بالبذندون(تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (18/98).

 

19- أن امرأة جاءت إلى بقي بن مخلد، فقالت: إن ابني في الأسر، ولا حيلة لي، فلو أشرت إلى من يفديه، فإنني والهة. قال: نعم، انصرفي حتى أنظر في أمره. ثم أطرق، وحرك شفتيه، ثم بعد مدة جاءت المرأة بابنها، فقال: كنت في يد ملك، فبينا أنا في العمل، سقط قيدي. قال: فذكر اليوم والساعة، فوافق وقت دعاء الشيخ. قال: فصاح على المرسم بنا، ثم نظر وتحير، ثم أحضر الحداد وقيدني، فلما فرغه ومشيت سقط القيد، فبهتوا، ودعوا رهبانهم، فقالوا: ألك والدة؟ قلت: نعم، قالوا: وافق دعاءها الإجابة (سير أعلام النبلاء (25/291).

 

20- قال الحاكم: كان أبو عمر المستملي مجاب الدعوة، راهب عصره، حدثنا محمد بن صالح، قال: كنا عند أبي عمرو المستملي، فسمع جلبة، فقال: ما هذا؟ قالوا: أحمد بن عبد الله(يعني الخجستاني في عسكره) فقال: اللهم مزق بطنه. فما تم الأسبوع حتى قتل(سير أعلام النبلاء (25/379).

 

21- قال الحسن بن أحمد الأوقيه: كانوا يأتون السلفي، ويطلبون منه دعاء لعسر الولادة، فيكتب لمن يقصده، قال: فلما كثر ذلك نظرت فيما يكتب، فوجدته يكتب: اللهم إنهم قد أحسنوا ظنهم بي، فلا تخيب ظنهم في(سير أعلام النبلاء (41/21).

 

22- قال الحاكم: سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، يقول: رأيت في منامي كأني في دار فيها عمر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل، فأشار إلي: أن أجيبهم، فما زلت أسأل وأجيب وهو يقول لي: أصبت، امض، أصبت امض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما النجاة من الدنيا أو المخرج منها؟ فقال لي بإصبعه: الدعاء، فأعدت عليه السؤال فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه. ثم قال: الدعاء(سير أعلام النبلاء، المؤلف: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذَهَبي، المحقق: مجموعة محققين بإشراف شعيب الأرناؤوط، الناشر : مؤسسة الرسالة(29/482).

 

23- عن أبي عون الفرائضي يقول: خرجت إلى مجلس أحمد بن منصور الزيادي سنة اثنتين وستين ومائتين، فلما صرت بطاق الحراني رأيت رجلاً قد أمر بالقبض على امرأة، وأمره بجرها فقالت له: اتق الله، فأمر أن تجر، فلم تزل تناشده الله وهو يأمر بجرها إلى باب القنطرة، فلما يئست من نفسها رفعت رأسها إلى السماء ثم قالت:(قُلْ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) [الزمر: 46] إن كان هذا الرجل يظلمني فخذه. قال أبو عون: فوقع الرجل على ظهره ميتاً وأنا أراه فحمل على جنازة وانصرفت المرأة(المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (5/34).

 

الاشعار

1- قال الشّافعيّ- رحمه اللّه-:

أتهزأ بالدّعاء وتزدريــه *** وما تدري بما صنع الدّعاء

سهام اللّيل لا تخطي ولكن *** لها أمد وللأمد انقــاء

(ديوان الشافعي (48)، تحقيق د. خفاجي).

 

2- وقال:

وربّ ظلوم قد كفيت بـحربه *** فأوقعه المقدور أيّ وقـوع

فما كان لي الإسلام إلّا تعبّـدا *** وأدعية لا تتّقى بــدروع

وحسبك أن ينجو الظّلوم وخلفه *** سهام دعاء من قسيّ ركوع

مريّشة بالهدب  من كلّ ساهر *** منهلّة أطرافها بدموع

(ديوان الشافعي (91).

 

3- قال البدر ابن جماعة:

قالوا شروط الدعاء المستجاب لنا *** عشر بها بشر الداعي بإفــلاح

طهارة وصلاة معهما نـــدم *** وقت خشوع وحسن الظن يا صاح

وحل قوت ولا يدعي بمعصــية ***واسم يناسب مقرون بإلحـــاح

(الفتوحات الربانية لابن علان (7/252).

 

4- قال امرؤ الْقَيْس:

اللهُ أَنْـجَـحُ مَـا طَلَـبْـتَ بِـهِ *** وَالبِـرُّ خَيْـرُ حَقِيبـةِ الرَّحْـلِ

 

5- قال أحدهم:

اللهُ يَغْضَـبُ إِنْ تَرَكْـتَ سُؤَالَـهُ *** وَبُنَـيُّ آدَمَ حِيْـنَ يُسْأَلُ يَغْضَبُ

 

6- قال أحدهم:

وَإِنِّي لأَدْعُـو اللهَ وَالأَمْـرُ ضَيِّـقٌ *** عَلَـيَّ فَمَـا يَنْفَـكُّ أَنْ يَتَفَرَّجَا

وَرُبَّ فَتَـى سُـدَّتْ عَلَيْهِ وُجُوهُهُ *** أَصَابَ لَهَا فِي دَعْـوَةِ اللهِ مَخْرَجَا

 

7- قال أحدهم:

يَا خَالِقَ الْخَلْقِ يَا رَبَّ الْعِبَـادِ وَمَنْ *** قَدْ قَالَ فِي مُحْكَمِ التَّنْزِيلِ أُدْعُونِي

إِنِّي دَعَوْتُكَ مُضَطَرًّا فَخُـذْ بِيَـدِي *** يَا جَاعِلَ الأَمْرِ بَيْنَ الكَافِ وَالنُّونِ

 

8- قال محمد بن حازم الباهلي:

وَسَارِيةٍ لَمْ تَسْرِ فِـي اللَّيْلِ تَبْتَغِـي *** مَحَلاًّ وَلَمْ يَقْطَعْ بِهَا الْبِيـدَ قَاطِعُ

سَرَتْ حَيْثُ لَمْ تَسْرِ الرِّكَابُ وَلَمْ تُنَخْ *** لِوَرْدٍ وَلَمْ يُقْصَرْ لَهَا الْقَيْـدُ مَانِعُ

تَحِـلُّ ورَاءَ اللَّيْلِ واللَّيْـلُ سَاقِـطٌ *** بِأَوْرَاقِـهِ فِيـهِ سَمِيـرٌ وَهَـاجِعُ

تَفَتَّـحُ أَبْـوَابُ السَّمَاوَاتِ دُوْنَـهَـا *** إِذَا قَرَعَ الأَبْـوَابَ مِنْهُنَّ قَـارِعُ

إِذَا أُوْفِدَتْ لَمْ يَـرْدُدِ اللهُ وَفْدَهَـا *** عَلَـى أَهْلِهَـا وَاللهُ رَاءٍ وَسَامِـعُ

وَإِنِّـي لأَرْجُـو الله حَتَّـى كَأَنَّمَا *** أَرَى بِجَمِيلِ الظَّـنِّ مَا اللهُ صَانِعُ

 

9- قال الشافعي:

وَحَسْبُكَ أَنْ يَنْجُو الظَّلُومُ وَخَلْفُـهُ *** سِهَـامُ دُعَاءٍ مِـنْ قِسِيِّ رُكُوعِ

مُرَيَّشَةً بِالْهُدْبِ مِـنْ كُـلِّ سَاهِـرٍ *** مُنْهَلَّـةً أَطْـرَافُهَـا بِـدُمُـوعِ

 

10- قال أحدهم:

يا من يرى ما في الضمير ويسمعُ *** أنت المُعِـدُّ لكلّ ما يتوقَّعُ

يا من يُرجَّي للشـدائد كلِّـها *** يا من إليه المشْتَكَي والمفْزعُ

يا من خزائن رزقه في قول كُنْ *** أَمْنُنْ فإن الخيرَ عندك أجمعُ

ما لي سِوَى فقرِي إليك وسيلةٌ *** فبالافتقارِ إليك فَقْرِي أدفع

ما لي سوى قَرْعِي لبابِك حِيلةٌ *** فلئنْ رَدَدْتَ فأيَّ بابٍ أقرع

ومَن الذي أدعُو وأهْتِف باسمه *** إن كان فَضْلُكَ عن فقيرٍ يُمنع

حاشا لمجِدك أن تُقنَّط عاصياً *** الفَضْلُ أجزلُ والمَواهبُ أوسع

 

متفرقات

1- قال الإمام مالك- رحمه اللّه تعالى-:أكره للرّجل أن يقول في دعائه: يا سيّدي يا سيّدي يا حنّان يا حنّان ولكن يدعو بما دعت به الأنبياء: ربّنا ربّنا"(مجموع الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية (10/ 285).

 

2- قال ابن بطّال- رحمه اللّه تعالى-:ينبغي للدّاعي أن يجتهد في الدّعاء ويكون على رجاء الإجابة، ولا يقنط من الرّحمة، فإنّه يدعو كريما”(الفتح (11/ 144).

 

3- وقال أيضا: وعد اللّه على لسان نبيّه أنّ من استيقظ من نومه لهجا لسانه بتوحيد ربّه والإذعان له بالملك والاعتراف بنعمه يحمده عليها وينزّهه عمّا لا يليق به بتسبيحه والخضوع له بالتّكبير والتّسليم له بالعجز عن القدرة إلّا بعونه أنّه إذا دعاه أجابه، وإذا صلّى قبلت صلاته”(الفتح (3/ 43).

 

4- قال ابن عقيل الحنبليّ- رحمه اللّه تعالى-: واللّه ما أعتمد على أنّي مؤمن بصلاتي وصومي بل أعتمد إذا رأيت قلبي في الشّدائد يفزع إليه (أي بالدّعاء) وشكري لما أنعم عليّ. قال: (أي اللّه تعالى): قد صنتك بكلّ معنى من أن تكون عبد العبد وأعلمتك أنّي أنا الخالق الرّازق فتركتني وأقبلت على العبيد، كلّكم تسألوني وقت جدب المطر، وبعد الإجابة يعبد بعضكم بعضا”(الآداب الشرعية، لابن مفلح (1/ 150).

 

5- قال ابن مفلح- رحمه اللّه تعالى-:فالعارف (يعني الّذي يعلم حقّ اللّه عليه مثلا) يجتهد في تحصيل أسباب الإجابة من الزّمان والمكان وغير ذلك ولا يملّ ولا يسأم ويجتهد في معاملته بينه وبين ربّه- عزّ وجلّ- في غير وقت الشّدّة، فإنّه أنجح، فالواجب النّظر في الأمور، فإن عدم الإجابة فليعلم أنّ ذلك إمّا لعدم بعض المقتضى أو لوجود مانع فيتّهم نفسه لا غيرها، وينظر في حال سيّد الخلائق وأكرمهم على اللّه عزّ وجلّ، كيف كان اجتهاده في وقعة بدر وغيرها، ويثق بوعد ربّه- عزّ وجلّ- في قوله: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)[غافر: 60]، وليعلم أيضا أنّ كلّ شيء عنده بأجل مسمّى”(الآداب الشرعية (1/ 149).

 

 

الإحالات

1- شأن الدعاء – الخطابي.

 

2- عمل المسلم في اليوم والليلة – محمد طارق محمد صالح.

 

3- كتاب الدعاء للطبراني.

 

4- كتاب الدعوات الكبير.

 

5- الدعاء لحسين العوايشة.