خنوثة

2022-10-09 - 1444/03/13

التعريف

الخنوثة لغة:

 

التّخنّث مصدر تخنّث، أمّا الخنوثة فهي مصدر قولهم: خنث خنوثة، وكلاهما مأخوذ من مادّة (خ ن ث) الّتي يقول عنها صاحب المقاييس: “الخاء والنّون والثّاء أصل واحد يدلّ على تكسّر وتثنّ” فالخنث: 

المسترخي المتكسّر، وخنثت السّقاء، إذا كسرت فمه إلى خارج فشربت منه، وامرأة خنث: متثنّية، ويقول الجوهريّ: والاسم من ذلك: الخنث، ويقال خنّثت الشّيء فتخنّث أي: عطفته فتعطّف، ومنه سمّي المخنّث (مقاييس اللغة: 2/ 222)، وقال ابن منظور: الانخناث: التّثنّي والتّكسّر، فتقول: تخنّث الرّجل إذا فعل فعل المخنّث، وقيل: المخنّث الّذي يفعل فعل الخناثي، وخنث الرّجل خنثا فهو خنث والاسم الخنث. وأطلق على المخنّث للينه وتكسّره ويوصف به الإنسان ذكرا كان أو أنثى في المشي والكلام، فيقال: فلان تخنّث في كلامه، وتخنّث الرّجل وغيره إذا سقط من الضّعف ويقال في المثل: أخنث من دلال، والخنثى الّذي لا يخلص لذكر ولا أنثى، فيقال: رجل خنثى، له ما للذّكر والأنثى، والجمع الخناثى مثل الحبالى، ويجمع أيضا على خناث (بكسر المعجمة) (لسان العرب: 2/ 272، 273)، والصحاح للجوهري: 1-281).

 

الخنوثة اصطلاحا:

إذا كان الخنثى- كما يقول الجرجانيّ- شخصا له آلة الرّجال والنّساء أو ليس له شيء أصلا (التعريفات للجرجاني (107)  بل له ثقبة لا تشبههما من الخنث وهو اللّين (التوقيف (160) ، والمخنّث كما يقول الكفويّ: هو من يمكّن غيره من نفسه، أو الّذي في أعضائه لين وتكسّر في أصل الخلقة ولا يشتهي النّساء (الكفوي: 822)  أو هو كما يقول ابن حجر: المتكسّر المتعطّف المتخلّق بخلق النّساء (هدي الساري مقدمة فتح الباري: 114).

 

فالتّخنّث اصطلاحا: تكسّر الرّجل وتخلّقه بخلق النّساء تعطّفا وتدلّلا.

 

العناصر

1- معنى الخنوثة.

 

2- ذكر بعض الأحكام المتعلقة بالمخنث.

 

3- الأسباب المؤدية للخنوثة.

 

4- التخنث ضد الفطرة.

 

5- من العلل المستنبطة في تحريم الذهب واالفضة البعد عن التخنث.

 

6- حرمة تشبه الرجال بالنساء.

 

7- حلق اللحية مظهر من مظاهر الخنوثة.

 

8- أثر الغناء في نشر التخنّث والضعف.

 

9- بعض مظاهر الخنوثة في عصرنا الحالي.

 

الايات

قال الله تعالى: (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) [النساء:119].

الاحاديث

1- عن أمّ سلمة -رضي اللّه عنها- أنّها قالت: دخل عليّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وعندي مخنّث، فسمعته يقول لعبد اللّه بن أبي أميّة: يا عبد اللّه أرأيت إن فتح اللّه عليكم الطّائف غدا فعليك بابنة غيلان فإنّها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “لا يدخلنّ هؤلاء عليكنّ” (رواه البخاري: 4324 واللفظ له، ومسلم 2179).

 

2- عن ابن عبّاس -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: “لعن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم المخنّثين من الرّجال والمترجّلات من النّساء. وقال: أخرجوهم من بيوتكم. قال: فأخرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فلانا، وأخرج عمر فلانة”(رواه البخاري: 5886).

 

3- عن عبد اللّه بن مسعود -رضي اللّه عنه- أنّه قال: “كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يكره عشر خلال: تختّم الذّهب، وجرّ الإزار، والصّفرة (يعني الخلوق) وتغيير الشّيب- قال جرير: إنّما يعني بذلك نتفه- وعزل الماء عن محلّه، والرّقى إلّا بالمعوّذات، وفساد الصّبيّ غير محرّمه ، وعقد التّمائم، والتّبرّج بالزّينة لغير محلّها، والضّرب بالكعاب “ (رواه أبو داود 4222، وأحمد: 1/ 380، 397) واللفظ له، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح).

 

4- عن عمّار بن ياسر -رضي اللّه عنهما- أنّه قال: قدمت على أهلي ليلا وقد تشقّقت يداي، فخلّقوني بزعفران فغدوت على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فسلّمت عليه، فلم يردّ عليّ ولم يرحّب بي. فقال: “اذهب فاغسل هذا عنك” فذهبت فغسلته ثمّ جئت وقد بقي عليّ منه ردع. فسلّمت فلم يردّ عليّ ولم يرحّب بي. وقال: “اذهب فاغسل هذا عنك” فذهبت فغسلته ثمّ جئت فسلّمت عليه، فردّ عليّ، ورحّب بي وقال: “إنّ الملائكة لا تحضر جنازة الكافر بخير ولا المتضمّخ بالزّعفران، ولا الجنب” قال: ورخّص للجنب إذا نام أو أكل أو شرب أن يتوضّأ. (رواه أبو داود: 4176).

 

5- عن أنس -رضي اللّه عنه- أنّه قال: نهى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يتزعفر الرّجل.(رواه البخاري: 5846، ومسلم: 2101).

 

الاثار

1-كان ابن عمر وعبد اللّه بن عمرو عند الزّبير بن عبد المطّلب إذ أقبلت امرأة تسوق غنما متنكّبة قوسا، فقال عبد اللّه بن عمر: أرجل أنت أم امرأة؟ فقالت: امرأة. فالتفت إلى ابن عمرو فقال: “إنّ اللّه تعالى لعن على لسان نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم المتشبّهات من النّساء بالرّجال والمتشبّهين من الرّجال بالنّساء”(الكبائر للذهبي: 135).

 

2- نفى عمر بن الخطّاب -رضي اللّه عنه- نصر بن حجّاج، من المدينة ومن وطنه إلى البصرة لمّا سمع تشبّه النّساء به وتشبّهه بهنّ (فتاوى في الخمر والمخدرات لشيخ الإسلام ابن تيمية، جمع أحمد حرك: 87).

 

3- قال محمّد بن المنكدر وصفوان بن سليم وموسى بن عقبة؛ إنّ خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصّدّيق- رضي اللّه عنهما-: أنّه وجد في بعض ضواحي العرب رجلا ينكح كما تنكح المرأة، وقامت عليه بذلك البيّنة، فاستشار أبو بكر في ذلك أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فكان أشدّهم في ذلك قول عليّ بن أبي طالب- رضوان اللّه عليه- قال: “إنّ هذا ذنب لم تعص به أمّة من الأمم إلّا أمّة واحدة صنع اللّه تعالى بها ما علمتم، أرى أن نحرقه بالنّار، فكتب أبو بكر- رضي اللّه عنه- إلى خالد بن الوليد تحرقه بالنّار، ثمّ حرقهم ابن الزّبير في زمانه بالنّار، ثمّ حرقهم هشام بن عبد الملك، ثمّ حرقهم القسريّ بالعراق. (البيهقي: 8-405 في سننه، والخرائطي في مساوئ الأخلاق: 168).

 

4- خطب رجل من ابن عبّاس- رضي الله عنهما- يتيمة كانت عنده فقال له: لا أرضاها لك، قال: ولم وفي دارك نشأت؟ قال: إنّها تتشرّف. قال: لا أبالي، فقال له: الآن لا أرضاك لها"(أدب الدنيا والدين للماوردي: ١٥٧).

 

5- قال مجاهد في قوله تعالى: (وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) قال: كان يجامع بعضهم بعضا في المجالس (الطبري في تفسيره: 20-94).

 

 

6- قال الزّهريّ -رحمه اللّه تعالى-: “لا نرى أن يصلّى خلف المخنّث إلّا من ضرورة لا بدّ منها”(رواه البخاري: 221).

 

7- قال مالك- رحمه الله تعالى- "بلغني أنّ ناسا من أهل العلم كرهوا إخضاب اليدين والرّجلين للرّجال (يعني لما فيه من التّشبّه بالنّساء"(ذكره ابن الأثير في جامع الأصول: ٤-٧٤٥).

 

الاشعار

ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جدود خالدونا

 

 

وسطرنا صحائف من ضياء *** فما نسى الزمان ولا نسينا

 

 

حملناها سيوفا لامعات *** غداة الروع تأبى أن تلينا

 

 

إذا خرجت من الأغماد يوما *** رأيت الهول والفتح المبينا

 

 

وكنا حين يرمينا أناس *** نؤدبهم أباة قادرينا

 

 

وكنا حين يأخذنا ولي *** بطغيان ندوس له الجبينا

 

 

تفيض قلوبنا بالهدي بأسا *** فما نغضي عن الظلم الجفونا

 

 

وما فتئ الزمان يدور حتى *** مضى بالمجد قوم آخرونا

 

 

وأصبح لا يرى في الركب قومي *** وقد عاشوا أئمته سنينا

 

 

وآلمني وآلم كل حر *** سؤال الدهر أين المسلمون؟

 

 

ترى هل يرجع الماضي فإني *** أذوب لذلك الماضي حنينا

 

 

بنينا حقبة في الأرض ملكا *** يدعمه شباب طامحونا

 

 

شباب ذللوا سبل المعالي *** وما عرفوا سوى الإسلام دينا

 

 

تعهدهم فأنبتهم نباتا *** كريما طاب في الدنيا غصونا

 

 

هم وردوا الحياض مباركات ***فسالت عندهم ماء معينا

 

 

إذا شهدوا الوغى كانوا كماة *** يدكون المعاقل والحصونا

 

 

وإن جن المساء فلا تراهم *** من الإشفاق إلا ساجدينا

 

 

شباب لم تحطمه الليالى *** ولم يسلم الى الخصم العرينا

 

 

ولم تشهدهم الأقداح يوما *** وقد ملؤوا نواديهم مجونا

 

 

وما عرفوا الأغاني مائعات *** ولكن العلا صنعت لحونا

 

 

ولم يتشدقوا بقشورِ علْمٍ *** ولم يتقلّبوا في الملحدينا

 

 

وقد دانوا بأعظمهم نضالا *** وعلما، لا بأجرئهم عيونا

 

 

فيتحدون أخلاقا عذابا *** ويأتلفون مجتمعا رزينا

 

 

فما عرفوا الخلاعة في بنات *** ولا عرفوا التخنث في بنينا

 

 

ولم يتبجحوا في كل أمر *** خطير، كي يقال مثقفونا

 

 

كذلك أخرج الإسلام قومي *** شبابا مخلصا حرا أمينا

 

 

وعلمه الكرامة كيف تبنى *** فيأبى أن يقيّد أو يهونا

 

 

دعوني من أماني كاذبات *** فلم أجد المنى إلا ظنوناً

 

 

وهاتوا لي من الإيمان نور ***  وقووا بين جنبيّ اليقينا

<p style="text-align: right; line-height: normal; margin: auto auto 0pt; unicode-bid

الدراسات

1- يقول آلان ميدينجر: "الطريق إلى الرجولة طويل جدًّا، وهو مليء بالتعلم والمحاولة والفشل والمحاولة مرة أخرى، بعض الصبية لا يكملون الطريق، في مرحلة ما تصبح الضغوط كبيرة، فالهزائم والفشل مريرة جدًّا، ويقرر الصبي الانسحاب من مواصلة الرحلة، وينعطف في مسار جانبي، لقد كنت واحدًا من هؤلاء الصبية، وقادني هذا المسار الجانبي إلى عالم الشذوذ.."

 

2- يقول أحد الشاذين المتعافين حين يقول: "شعورنا بالنقص -نحن الرجال- يجعلنا نتوق ونتلهف لأن يقبل بنا الآخرون، وخاصة من يملكون ذكورة طاغية، نبدأ بالإعجاب بمعالم الفحولة التي تبدو على الذكور الآخرين، والتي نشعر أننا نفتقدها، وهذا الإعجاب يعمق الفجوة التي صنعناها بأوهامنا بيننا وبين الرجال الحقيقيين، وإعجابنا المفرط بهم يعمق من شعورنا بنقص الرجولة، ويدفعنا إلى تجريد هؤلاء الرجال من إنسانيتهم والتعامل معهم كرموز بعيدة المنال".

 

3- اعتراف كولن ويلسن في سيرته الذاتية - رحلة نحو البداية - أن سلوكه كان أنثويًّا وهو طفل، وأنه كان متعلقًا بأمه وعلاقته بوالده سيئة، وذكر شيئًا مما يقوده إلى الشذوذ يقول في ذلك:

"ولقد كانت هناك باعتراف الجميع مظاهر قليلة لأشياء تظهر لي الآن على أنها كانت أنواعًا من الانحراف الجنسي، لقد أحببت أن أرتدي ثياب أمي، بما في ذلك ثيابها الداخلية، وأعرف عن هذا من خلال ما قاله هافلوك إليس: إن هذا السلوك دائمًا ما يعبر عن ميل إلى الشذوذ الجنسي - مثلما يشير إليه ارتباطي العصبي بأمي ومقتي لأبي، وفي الحقيقة فإنه لم يحدث أبدًا أن لاحظت أي أثر للشذوذ الجنسي في تكويني في أي فترة من الفترات، رغم ما سمعته من حين إلى حين من بعض الأصدقاء المصابين بالشذوذ الجنسي من أن كل إنسان يتضمن في فترة مراهقته جانبًا يعبر عن الشذوذ الجنسي، فإذا كان لدي مثل هذا الجانب، إذًا فإنني قد فشلت في ملاحظته، ولقد ظهرت لدي أيضًا ميول واضحة نحو النزعة السادية، هذه الميول التي برزت في عدم التسامح بصورة عنيفة...".

 

4- شفت إحدى الدراسات التي أُجريت على 610 من هؤلاء الصبية، عن وجود مستوى عال من الخلافات الأسرية، ولاحظ الكثير من الأطباء وجودَ نسبة أعلى من حالات الطلاق والانفصال، والتعاسة الزوجية في عائلات مرضاهم الشاذين، وسبق أن لجأ الكثير من آباء هؤلاء الصبية وأمهاتهم لطلب الاستشارة الزوجية قبل أن تظهر حاجة أطفالهم إلى الرعاية الطبية بسبب اضطراب الهوية الجنسية لديهم.

 

كما وجد أن هنالك سمة مشتركة بين آباء الرجال الشواذ وهي: العجز عن استحضار القدرة على حل مشكلات علاقاتهم مع أبنائهم، وبدلًا من التواصل بقوة، فإن هؤلاء الآباء كانوا يميلون إلى الانسحاب والتجنب والشعور بالألم، وبالتالي انعكس هذا على علاقتهم بأطفالهم وحرمانهم من النشأة السوية.

 

وحين تتبع انحرافات الأبناء فغالبًا ستجد أنها ظهرت ضمن أسرة غير سوية، وتعدت آثارها لتصبغ سلوك أبنائها في بقية أعمارهم، كما تدل على ذلك الدراسات النفسية والتربوية والاجتماعية.

 

وظهر في بعض الحالات النادرة أن تريد أمهات الصبية الشواذ جنسيًّا أن يصبحن رجالًا، فيبدأنَ في التنافس مع أولادهن؛ مما يشوه مفهوم الذكورة لدى هؤلاء الصبية، وحين تصبح المرأة المسترجلة قدوة لطفلها، فإن ذلك سيجعل معالم الرجولة لديه مشوهة!

 

5- يقول ديل أوليري مؤلف كتاب أجندة الهوية الجنسية:

 

"إنه يجب على المجتمع أن يقاوم تضليل الذات والفتى في - مدينة بروكتون، بولاية ماساشوستس - لا تجب الإشارة إليه بالضمير "هي"، ولا يهم في ذلك عدد القضاة والاختصاصيين المعالجين الذين يد عون بأنه كذلك، بل هو في الحقيقة يعاني اضطرابًا حادًّا في الهوية الجنسية، ولذلك فهو في أمس الحاجة إلى المساعدة الجادة، وللأسف فإن الكثير من اختصاصيي الصحة العقلية والطبية يرون أن تقديم الدعم لهذه الصورة المضللة يعتبر أساسًا للعلاج بدلًا من العمل على إيجاد علاج لهذا النوع من المشكلات النفسية، والأدهى من ذلك، أنهم يتمادون في ضلالهم من خلال السماح بإجراء عملية جراحية تستهدف تغيير جنس الفرد.

 

إن المرضى الذين يعانون الاعتقاد بأنهم رجال محبوسون أجساد النساء، (أو أنهم نساء محبوسات في أجساد الرجال)، يحتاجون إلى مساعدة حقيقية، إن قطع الأجزاء الخاصة بجسم الرجل وتكبير حجم الثدي، وحقن الجسم بالهرمونات الأنثوية، وقص اللحية لن تجعل من هذا الرجل امرأة - بل ستجعل منه شيئا أقل من شخص خصي - إن إجراء العملية الجراحية لن يغير من حقيقة أن كل ذرة وكل خلية في جسد هذا الرجل تُظهر بوضوح الجينات الذكورية.

 

ويشير "أوليري" أيضًا إلى أن كل هذه الجهود هي جزء من حركة اجتماعية تهدف إلى إثارة البلبلة حول الهوية الجنسية للفرد، وزعزعة استقرار الحياة الجنسية السوية".

 

6- يتساءل "توم هيس" كبير المحررين سابقًا في "عين على العائلة"، وهي مؤسسة كنسية تهتم بشؤون الأسرة: "لماذا ينجذب الرجال الشواذ إلى عالم ديزني في شهر يونيو من كل عام؟

 

إن كل من يشكك في أن الاضطراب الجنسي هو أساس الشذوذ الجنسي لدى الرجال، سوف تزول شكوكه بعد أن يرى احتفال ديزني السنوي بما يسمى يوم الشاذين، يقول "هيس" ملاحظًا: "إن الإعجاب الشديد برموز عالم ديزني - مثل "أليس" - هو أحد الأمور المفضلة التي تجذب انتباه الشواذ الذين يتقاطرون على ديزني في يوم الشواذ في كل عام.

 

ويضيف "هيس" تنزل سنووايت ومعها الأقزام السبعة من عربة الغابة المسحورة، وابتسامة عريضة تعلو وجوههم، ويدعون الكثير من الأطفال تحت سن السادسة للانضمام إليهم والرقص معهم، ولكن في هذا اليوم يوم الشواذ هناك رجل يرقص بمرح مع سنووايت، بينما يرتدي تاجًا من الماس لفتاة صغيرة.

 

ويقول "هيس": وهناك أيضًا آلاف الشواذ الذين يشاهدون ذلك، والذين يظهرون الفرحة مثل الأولاد الصغار.. فهناك بحر من الرجال الذين يصفقون ويهتفون".

 

7- وقد كشفت دراسة صدرت في مجلة أرشيف السلوك الجنسي، واشتملت على ٩٤٢ شخصًا بالغًا لم يخضعوا للعلاج النفسي - أن 46% من الرجال الشواذ و٢٢٪ من النساء السحاقيات، قد تعرضوا للاستغلال الجنسي الشاذ في مقابل 7٪ من الرجال الأسوياء و1٪ من النساء السويات.

 

وبالنظر إلى كل هذه الأمور مجتمعة، نجد أن هذه الدراسات تشير إلى أنه من المحتمل وجود علاقة بين الصدمة الجنسية المبكرة والتوجه نحو الشذوذ الجنسي فيما بعد.

 

"لأن التعرض للاستغلال الجنسي على يد شخص بالغ يثير في الطفل مشاعر مختلطة: من الخوف، والإثارة، والمتعة الجنسية، والغضب، وترتبط هذه المشاعر معًا، وتدفع الصبي الذي يتم استغلاله إلى الانجذاب - في حالات متفاوتة - إلى إعادة تمثيل العلاقة الجنسية في وقت لاحق - حينما يصلون إلى سن البلوغ - مع طفل آخر أو مراهق صغير، وتؤدي هذه المشاعر المشوشة - مع ارتباط الجنس بمسائل التحكم والسيطرة - إلى إثارة الاهتمام بممارسة الجنس مع التلذذ بتعذيب الذات والآخرين، والسيطرة، والملابس الجلدية التي تدل على ذلك التي نراها شائعة في ثقافة الشذوذ الجنسي".

 

متفرقات

1- قال ابن حجر تعليقا على هذا الكلام: “المخنّث الذّي يتعمّد التّشبّه بالنّساء مبتدع بدعة قبيحة. (الفتح (2/ 223).

 

2- قال مالك- رحمه اللّه تعالى- بلغني أنّ ناسا من أهل العلم كرهوا إخضاب اليدين والرّجلين للرّجال (يعني لما فيه من التّشبّه بالنّساء.( ذكره ابن الأثير في جامع الأصول (4/ 745)، وانظر تعليق محققه عليه ).

 

3- قال ابن تيمية- رحمه اللّه تعالى- إنّ الرّجل المتشبّه بالنّساء يكتسب من أخلاقهنّ بحسب تشبّهه، حتّى يفضي به الأمر إلى التّخنّث المحض والتّمكين من نفسه كأنّه امرأة، ولمّا كان الغناء مقدّمة ذلك وكان بين عمل النّساء كانوا يسمّون الرّجال المغنّين مخانيث. (حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة للألباني (77).

 

4- وقال أيضا -رحمه اللّه تعالى- إنّ الرّجل إذا كان متزوّجا من الزّانية فهو زان ومذموم عند النّاس أعظم ممّا يذمّ الّذي يزني بنساء النّاس.

 

ولهذا يقال في الشّتم (سبّه بالزّاي والقاف) أي قال له:يا زوج القحبة، فهذا أعظم ما يتشاتم به النّاس، لما قد استقرّ عند المسلمين من قبح ذلك، والّذي يتزوّج البغيّ ديّوث وهو أمر فطر اللّه على ذمّه وعيبه جميع عباده المؤمنين بل وغير المسلمين من أهل الكتاب وغيرهم كلّهم يذمّ من تكون امرأته بغيّا، ويشتم بذلك، ويعيّر به. (مجموع الفتاوى (32/ 117- 118) بتصرف يسير ).

 

5- وقال أيضا -رحمه اللّه تعالى-: “إنّ الحشيشة المصنوعة من ورق القنّب حرام، ويجلد صاحبها كما يجلد شارب الخمر، وهي أخبث من الخمر من جهة أنّها تفسد العقل والمزاج حتّى يصير في الرّجل تخنّث ودياثة. (مجموع الفتاوى (28/ 339).

 

الإحالات

1- الشذوذ الجنسي، لمحيي الدين محمد عطية.

 

2- قراءة في كتاب: إمبريالية الشذوذ ... نموذج تفسيري لظاهرة الشذوذ الجنسي أ.د. عبدالله البريدي.

 

3- مسببات الشذوذ الجنسي؛ د. حكمت سفيان.

 

4- جرائم الشذوذ الجنسي وعقوبتها في الشريعة والقانون دراسة تطبيقية في محاكم منطقة الرياض؛ لعبدالحكيم آل الشيخ.