خلق

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

الخالِقُ والخَلاَّقُ: الله عز وجل، وفي التنزيل: (هُوَ اللهُ الخالِقُ البارئُ المُصَوِّرُ) وفيه: (بَلَى وهُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ) وإنما قدمناه أول وهلة لأنه من أسمائه جل وعز. وخَلَقَ الله الشيء يَخلُقه خَلْقاً: أحدثه بعد أن لم يكن. والخَلْقُ يكون المصدر، ويكون المفعول، وقوله عز وجل: (يَخْلُقُكُمْ في بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) أي يخلقكم نطفا، ثم علقا، ثم مضغا، ثم عظاما، ثم يكسو العظام لحما، ثم يصور وينفخ فيه الروح، فذلك معنى خلق من بعد خلق، في ظلمات ثلاث: في البطن والرحم والمشيمة، وقد قيل: في الأصلاب والرحم والبطن، وقوله تعالى: (الذي أعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ) قي قراءة من قرأ به، قال ثعلب: فيه ثلاثة أوجه، فقال: خلقا منه، وقال: خلق كل شيء، وقال: علم كل شيء خَلْقَه. وقوله عز وجل: (فلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ)

 

قيل: معناه دين الله، لأن الله فطر الخلق على الإسلام، وخلقهم من ظهر آدم عليه السلام كالذر، وأشهدهم أنه ربهم، وأمنوا فمن كفر فقد غير خلق الله، وقيل: هو الخصاء، لأن الذي يخصى الفحل قد غير خلق الله. وأما قوله: (لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ) فإن معناه أن ما خلقه الله هو الصحيح، لا يقدر واحد أن يبدل معنى صحة الدين، وحكى اللحياني عن بعضهم: لا والذي خَلَقَ الخُلُوقَ ما فعلت ذاك، يريد جمع الخَلْقِ. ورجل خَلِيقٌ بيِّن الخَلْقِ: نام معتدل حسن، والأنثى خَلِيقٌ وخَليقةٌ، وقد خَلُقَتْ خَلاقَةً. والخَلِيَقة: الخَلْق. والخَلِيَقُة: الطبيعة التي يُخْلَق بها الإنسان، وحكى اللحياني: هذه خليقته التي خلق عليها، وخُلِقَها، والتي خُلِقَ، أراد التي خلق صاحبها. والخَلِيقُ كالخَليقَةِ عن اللحياني، وقال القناني في الكسائي:

 

ومالِي صَديقٌ ناصِحٌ أغْتَدِي لَهُ *** بِبَغْدادَ إلاَّ أنتَ بَرٌّ مُوافِقُ

 

يَزِينُ الكِسائيَّ الأغرَّ خَلِيَقٌة *** إذا فنَصَحَتْ بَعْضَ الرِّجالِ الخَلائِقُ

 

وقد يجوز أن يكون الخليق جمع خليقة، كشعير وشعيرة، وهو السابق إلي. والخُلْقُ والخُلُقُ: الخَلِيقَةُ اعني الطبيعة، وفي التنزيل: (و إنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظِيمٍ). الجمع أخلاق لا يكسر على غير ذلك. وتَخَلَّقَ بِخُلُق كذا: استعمله من غير أن يكون موضوعا في فطرته، قال:

 

يا أيُّها المُتَحَلِّي غَيْرَ شِيمَتِهِ *** إنَّ التَّخَلُّقَ يَأتيِ دونَهُ الخُلُقُ

 

أراد بغير شيمته، فحذف وأوصل. وخالِقِ الناس: عاشرهم على أخلاقهم. قال:

 

خالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حَسَنٍ *** لا تَكُنْ كَلْباً عَلى النَّاسِ يَهِرّ

 

ورجل خَلِيقٌ ومُخْتَلَقٌ: حسن الخُلُق، والأنثى خَلِيقة وخَلِيقٌ ومُخْتَلَقَةٌ، هذه كلها عن اللحياني. وخَلَق الأديم يَخْلُقُه خَلْقاً: قدره لما يريد، قال زهير:

 

ولأنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وبَعْضُ *** القَوْمِ يَخْلُقُ ثمَّ لا يَفْرِي

 

والخَلِيَقةُ: الحفيرة المخلوقة في الأرض، وقيل: هي البئر التي لا ماء فيها، وقيل: هي النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء. والخَلْقُ: الكذب، وخَلَق الكذب يَخْلُقُه وتَخَلَّقَه واخْتَلَقَه: ابتدعه، وقوله تعالى: (إنْ هَذا إلاَّ خُلُقُ الأَوَّلينَ) وقريء خُلُقُ الأولين، وخَلْقُ الأولين، فمن قال: خَلْقُ الأولين، فمعناه كذب الأولين، وخُلُق الأولين قيل: شيمة الأولين، وقيل: عادة الأولين، ومن قرأ: خَلْقُ الأولين: فمعناه افتراء الأولين. وخَلَق الشيء خُلوقاً وخُلوقةً، وخَلُقَ خَلاَقةً،و خَلِقَ، وأخْلقَ، واخْلَوْلق: بلى قال:

 

هاجَ الهَوَى رَسْمٌ بِذاتِ الغَضا *** مُخْلَوْلِقُ مُسْتَعْجِمٌ مُحْوِلُ

 

وشيء خَلَقٌ: بال، الذكر والأنثى فيه سواء، يقال:ثوب خلق، وملحفة خلق، ودار خلق، قال اللحياني: قال الكسائي: لم نسمعهم قالوا: خلقة في شيء من الكلام، وجسم خلق، ورمة خلق، قال لبيد: والنِّيبُ إنْ تَعْرُ مِنِّي رِمَّةً خَلقاً *** بَعدَ المَماتِ فإني كُنْتُ أتَّئِرُ والجمع خُلْقانٌ وأخْلاقٌ، وقد يقال: ثوب أخلاق، يصفون به الواحد، وكذلك ملاءة أخلاق، وبرمة أخلاق. وأخْلَق الدهر الشيء: أبلاه، وكذلك أخلق السائل وجهه، وهو على المثل. وأخْلَقَه خَلَقاً: أعطاه إياه.

 

والأخْلَقُ: اللين الأملس. وهضبة خَلْقاءُ: مصمتة ملساء لا نبات بها. وقول عمر رحمه الله: ليس الفقير الذي لا مال له، إنما الفقير الأخْلَقُ، يعني الأملس من الحسنات، الذي لم يقدم لآخرته شيئا يثاب عليه.وجبل أخْلَقُ: لين أملس. وامرأة خُلَّقٌ وخَلْقاءُ: مثل الرتقاء، وهو مثل بالهضبة الخَلْقاءِ، لأنها مصمتة مثلها. والخَلائِقُ: حمائر الماء، وهي صخور أربع عظام ملس تكون في رأس الركية يقوم عليها النازع والماتح، قال الراعي:

 

فَغَادَرْنَ مَرْكُوًّا أكَسَّ عَشِيَّةً *** لَدَى نَزَحٍ رَيَّانَ بادٍ خَلائِقُهْ و

 

خَلِق الشيء خَلَقاً، واخْلَوْلَقَ: املاس ولان واستوى، وخلقه هو. واخْلَوْلَق السحاب: استوى وارتتقت جوبه. واخْلَوْلَقتِ السماء أن تمطر، أي قاربت وشابهت، واخْلَوْلَق أن تمطر، على أن الفعل لأن، حكاه سيبويه. والخَلاقُ: الحظ والنصيب من الخير والصلاح. ورجل لا خَلاقَ له، أي لا رغبة له في الخير (المحكم والمحيط الأعظم المؤلف : ابن سيده (2/274) باختصار).

 

العناصر

1- معنى الخلق.

 

2- أول خلق الله.

 

3- قدرة الله تعالى في خلقه.

 

4- حكمة الله تعالى في خلق الخلق.

 

5- خلق الله من كل شيء زوجين.

 

6- أكرم خلق الله تعالى.

 

7- خلق الله الأعظم.

 

8- وجوب التفكر في خلق الله.

 

9- خلق الله الإنسان على صورة الرحمن.

 

10- أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) [الحجر:26-27].

 

2- قال تعالى: (خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ) [النحل:4].

 

3- قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء:33].

 

4- قال تعالى: (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) [الحج:5].

 

5- قال تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) [النور:45].

 

6- قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) [الفرقان:2].

 

7- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 30].

 

8- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1].

 

9- قال تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ…)[الإسراء:85].

 

10- قَالَ -تَعَالَى-: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى)[الأنعام: 95].

 

11- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)[الحج: 73].

 

12- قَالَ -تَعَالَى-: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ)[فاطر:3].

 

13- قَالَ -تَعَالَى-: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)[لقمان: 11].

 

14- قال تعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)[النمل: 88].

 

15- قال تعالى: (خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 14].

 

16- قال تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ * وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) [ق: 6- 8].

 

17- قال تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران: 190، 191].

 

الاحاديث

1- عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خُلِقَتِ المَلاَئِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الجَانُّ مِنْ مَارِجٍ من نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ"(رواه مسلم).

 

2- وعنه، قال: أخَذَ رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَقَالَ: "خَلَقَ اللهُ التُّرْبَةَ يَومَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فيها الجِبَالَ يَومَ الأحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَومَ الإثْنَينِ، وَخَلَقَ المَكْرُوهَ يَومَ الثُّلاَثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأربِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوابَّ يَومَ الخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ صلى الله عليه وسلم، بَعْدَ العَصْرِ مِنْ يَومِ الجُمُعَةِ في آخِرِ الخَلْقِ فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنَ النَّهَارِ فِيمَا بَيْنَ العَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ"(رواه مسلم).

 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خلق الله آدم على صورته: طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك: فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: " ورحمة الله " فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن"(رواه البخاري ومسلم).

 

4- عن أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ، يَنْظُرُ مَا هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكُ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم -فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ-: "وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي"(أخرجه البخاري (٥٩٥٣، ومسلم (٢١١١).

 

الاثار

1- قال عبد الله بن سلام رضي الله عنه: "إن الله تعالى بدأ الخلق؛ فخلق الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين، وخلق السموات يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وخلق الأقوات وما في الأرض من شيء يوم الخميس، ويوم الجمعة فرغ من ذلك عند صلاة العصر فتلك الساعة ما بين العصر إلى غروب الشمس"(سنن البيهقى).

 

2- عن مجاهد في قوله: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) قال: "خلق الله الأرض قبل السماء، فلما خلق الأرض ثار منها دخان فذلك حين يقول: ( ثم استوى إلى السماء وهي دخان)، قال: " بعضهن فوق بعض، وسبع أرضين بعضهن تحت بعض " التوحيد لابن خزيمة.

 

3- عن قتادة في قوله: (فسواهن سبع سماوات) قال: "بعضهن فوق بعض، بين كل سمائين مسيرة خمسمائة عام"(الدر المنثور).

 

4- قال ابن عباس رضي الله عنهما: "المارج لسان النار الذي يكون في طرفها إذا التهبت"(كشف المشكل لابن الجوزي).

 

الاشعار

1- قال أحمد رفيق المهدوي:

حبـاك الله يـا رأس الهـلالِ *** يداً جعلتك عيناً للجمالِ

مناظـر للطبيعـة قد تجلـت *** بآثار المصور ذي الجـلالِ

تحس بروعة وخشوع قلـب *** إذا قلبت طرفك في الجبالِ

تذكر في الجنان الحوض وانظر *** إلى صاف من العذب الزلالِ

 

2- قال القحطاني:

إن النجوم على ثلاثة أوجه *** فاسمع مقال الناقد الدهقان

بعض النجوم خلقن زينة للسما *** كالدر فوق ترائب النسوان

وكواكب تهدي المسافر في السرى *** ورجوم كل مثابر شيطان

 

3- قال أحدهم:

لله في الآفاق آيات لعلّ *** أقلها هو ما إليه هداكا

ولعل ما في النفس من آياته *** عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا

والكون مشـحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيراً لها أعياكا

قل للطبيب تخطفته يد الردى *** من يا طبيب بطبه أرداكا

قل للمريض نجا وعوفي بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاكا

قل للصحيح يموت لا من علة *** من بالمنايا يا صحيح دهاكا

قل للبصير وكان يحذر حفـرة ً *** فهوى بها من ذا الذي أهواكا

بل سائل الأعمى خطا بين الزحام *** بلا اصطدام من يقود خطاكا

قل للجنين يعيش معزولاً بلا *** راعٍ ومرعى ما الذي يرعاكا

قل للوليد بكى وأجهش بالبكا ِْ *** لدى الولادة ما الذي أبكاكا

وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله من ذا با لسموم حشاكا

واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيا وهذا السم يملأُ فاكا

واسأل بطون النحل كيف تقاطرت *** شهداً وقل للشهد من حلاّكا

بل سائل اللبن المصفى كان *** بين دمٍ وفرثٍ من الذي صفّاكا

وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا ***ميت فاسـأله من يا حي قد أحياكا

قل للنبات يجف بعد تعهدٍ *** ورعايةٍ من بالجفافِ رماكا

وإذا رأيت النبت في الصحراء*** يربو وحده فـاسأله من أرباكا

وإذا رأيت البدر يسري ناشراً *** أنواره فاسأله من أسراكا

واسأل شعاع الشمس يدنو وهي *** أبعد كل شيء ما الذي أدناكا

قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمارغذاكا

وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسله من يا نخل شق نواكا

وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار من أوراكا

وإذا ترى الجبل الأشم مناطحاً قمم *** السحاب فسله من أرساكا

وإذا ترى صخراً تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شق صفاكا

وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** سرى فسله من الذي أجراكا

وإذا رأيت البحر بالماء الأجاج *** طغى فسله من الذي أطغاكا

وإذا رأيت الليل يغشي داجياً *** فاسأله من يا ليل حاك دجاكا

وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحكاً *** فاسأله من يا صبح صاغ ضحاكا

ستجيب ما في الكون من آياته *** عجبٌ عجابٌ لو ترى عيناكا

ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمداً وليس لواحدٍ إلاّ كا

يا مدرك الأبصار والأبصـــار *** لا تدري له ولكنهه إدراكا

إن لم تكن عيني تراك فإننـي *** في كل شيء أستبين علاكا

يا منبت الأزهار عاطرة الشذى *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا

يا مجري الأنهار عاذبة الندى *** ما خاب يوماً من دعا ورجاكا

يا أيها الإنسان مهلاً مالذي *** با لله جل جلاله أغراكا

(..........)

 

الإحالات

1- هذا خلق الله لعبدالعليم كامل.

 

2- هذا خلق الله لعبدالمحسن الأحمد.

 

3- من عجائب الخلق في جسم الإنسان لمحمد إسماعيل الجاويش.