حمد

2022-10-04 - 1444/03/08

التعريف

الحمد في اللغة، فهو نقيض الذم، قال ابن فارس: الحاء والميم والدال كلمةٌ واحدة وأصلٌ واحد يدل على خلاف الذمّ، يُقال: حمدتُ فلاناً أحمده، ورجلٌ محمودٌ ومحمدٌ إذا كثرت خصالُه المحمودة غير المذمومة.. ولهذا الذي ذكرناه سُمِّيَ نبيّنا محمداً صلى الله عليه وسلم [معجم مقاييس اللغة (2/100) ].

وقال الليث: أحمدت الرجل وجدته محموداً، وكذلك قال غيرُه: يُقال أتينا فلاناً فأحمدناه وأذممناه أي وجدناه محموداً أو مذموماً [انظر: تهذيب اللغة للأزهري (4/434) ]. وقوله تعالى: (وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ)[الصف: 6] فيه تنبيه على أنّه صلوات الله وسلامه عليه محمود في أخلاقه وأفعاله ليس فيه ما يُذمّ، وكذلك قوله: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) [الفتح: 29] فمحمّدٌ ههنا وإن كان اسماً له عَلَماً عليه ففيه إشارة إلى وصفه بذلك وتخصيصه بوافر معناه، وأما سواه فقد يُسمَّى بذلك ويكون له حظ من الوصف الذي دلّ عليه هذا الاسم وقد لا يكون، أما الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه فهو محمّدٌ اسماً ووصفاً. فالحمد هو الثناء بالفضيلة وهو أخصُّ من المدح وأعمُّ من الشكر، فإنَّ المدح يقال فيما يكون من الإنسان باختياره ومما يكون منه وفيه بالتسخير، فقد يُمدح الإنسان بطول قامته وصباحة وجهه، كما يُمدح ببذل ماله وشجاعته وعلمه، والحمد يكون في الثاني دون الأول، أي أنَّ الإنسان يُحمد على بذل المال والشجاعة والعلم ونحو ذلك مما يكون منه باختياره، ولا يُحمد على صباحة الوجه وطول القامة وحسن الخِلقة ونحو ذلك مما ليس له فيه اختيار. والشكر لا يُقال إلاَّ في مقابلة نعمة، فكلُّ شكر حمد، وليس كلُّ حمدٍ شكراً، وكلُّ حمد مدح، وليس كلُّ مدح حمداً [انظر: بصائر ذوي التمييز للفيروزابادي (2/499) ]. 

قال ابن القيّم رحمه الله: الفرق بين الحمد والمدح أن يُقال: الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخباراً مجرّداً من حبٍّ وإرادة أو مقروناً بحبّه وإرادته، فإن كان الأول فهو المدح، وإن كان الثاني فهو الحمد، فالحمد إخبارٌ عن محاسن الممدوح مع حبِّه وإجلاله وتعظيمه[بدائع الفوائد (2/93) ] .

وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الحمد والشكر ما حقيقتهما؟ هل هما معنى واحد أو معنيان؟ وعلى أيّ شيء يكون الحمد؟ وعلى أي شيء يكون الشكر؟ فأجاب رحمه الله بقوله: الحمد يتضمّن المدحَ والثناءَ على المحمود بذكر محاسنه سواء كان الإحسان إلى الحامد أو لم يكن، والشكر لا يكون إلاّ على إحسان المشكور إلى الشاكر، فمِن هذا الوجه الحمد أعمّ من الشكر؛ لأنّه يكون على المحاسن والإحسان، فإنّ الله يُحمد على ما له من الأسماء الحسنى والمثل الأعلى، وما خلقه في الآخرة والأولى؛ ولهذا قال تعالى: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) [الأنعام: 1]، وقال: (الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخِرَةِ) [سبأ: 1]، وقال: (الحَمْدُ للهِ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَآءُ ) [ فاطر:1]، وأما الشكر فإنّه لا يكون إلاّ على الإنعام، فهو أخصُّ من الحمد من هذا الوجه، لكنه يكون بالقلب واليد واللسان، كما قيل: أفادتكم النَّعماءُ مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجّبا ولهذا قال تعالى: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً) [سبأ: 13]، والحمد إنما يكون بالقلب واللسان، فمن هذا الوجه الشكر أعمّ من جهة أنواعه، والحمد أعمّ من جهة أسبابه، ومن هذا الحديثُ: «الحمد لله رأس الشكر، فمن لم يحمد الله لم يشكره» [رواه عبد الرزاق في المصنف (10/424)، والبيهقي في الآداب (ص:459) من طريق قتادة: أنَّ عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره.

قال البيهقي: هكذا جاء مرسلاً بين قتادة ومن فوقه]، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «إنَّ الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها» [صحيح مسلم (رقم:2734)، الفتاوى (11/133،134)]. اهـ كلامه رحمه الله.

وبه يتبيّن أن بين الحمد والشكر عموماً وخصوصاً من وجه، فيجتمعان فيما إذا كان باللسان في مقابلة نعمة، فهذا يُسمَّى حمداً ويُسمَّى شكراً، وينفرد الحمد فيما إذا أثنى العبد على ربّه بذكر أسمائه الحسنى ونعوته العظيمة فهذا يُسمَّى حمداً، ولا يُسمَّى شكراً، وينفرد الشكر فيما إذا استعمل العبد نعمة الله في طاعة الله فهذا يُسمى شكراً ولا يُسمَّى حمداً.

إنَّ حمدَ الله هو الثناءُ على الله بذكر صفاته العظيمة ونعمِه العميمة مع حبّه وتعظيمه وإجلاله، وهو مختصٌّ به سبحانه لا يكون إلاّ له، فالحمد كلّه لله رب العالمين؛ "ولذلك قال سبحانه: (الحَمْدُ للهِ) ب لام الجنس المفيدة للاستغراق، فالحمد كلُّه له إمّا ملكاً وإما استحقاقاً، فحمده لنفسه استحقاق، وحمد العباد له وحمدُ بعضهم لبعض ملكٌ له... فالقائل إذا قال: الحمد لله تضمّن كلامه الخبر عن كلِّ ما يحمد عليه تعالى باسم جامع محيطٍ متضمّنٍ لكلّ فرد من أفراد الحمد المحققة والمقدَّرة، وذلك يستلزم إثبات كلِّ كمال يُحمد عليه الربُّ تعالى؛ ولهذا لا تصلح هذه اللفظة على هذا الوجه ولا تنبغي إلا لمن هذا شأنه وهو الحميد المجيد[بدائع الفوائد لابن القيم (2/92،93)].

وإذا قيل: الحمد كلّه لله، فإنَّ هذا له معنيان: أحدهما: أنّه محمودٌ على كلِّ شيء، وهو ما يُحمد به رسله وأنبياؤه وأتباعهم، فذلك من حمده تبارك وتعالى، بل هو المحمود بالقصد الأول وبالذات، وما نالوه من الحمد فإنّما نالوه بحمده، فهو المحمود أوّلاً وآخراً وظاهراً وباطناً. والمعنى الثاني: أن يُقال: لك الحمد كلّه أي التامّ الكامل هذا مختصٌّ بالله ليس لغيره فيه شركه. قال ابن القيّم رحمه الله بعد أن ذكر هذين المعنيين: والتحقيق أنَّ له الحمد بالمعنيين جميعاً، فله عمومُ الحمد وكمالُه، وهذا من خصائصه سبحانه، فهو المحمود على كلِّ حال، وعلى كلِّ شيء أكمل حمد وأعظمه [طريق الهجرتين (ص:206)].

فالحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيِّباً مباركاً فيه كما يحب ربُّنا ويرضى، وكما ينبغي لكرم وجهه وعِزِّ جلاله بمجامع حمده كلِّها ما علمنا منها وما لم نعلم [انظر فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر (1/264-268) ] .

العناصر

1- تعريفُ الحمد، والفرقُ بينه وبين الشكر .

 

2- الفرق بين الحمد وبين الثناء والمدح .

 

3- فضل الحمد وبيان ثوابه .

 

4- ذكر الأوقات التي يُشرع فيها الحمد.

 

5- بعض صيغ الحمد .

الايات

1- قَالَ الله تَعَالَى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) [البقرة: 152].
2- قال تَعَالَى: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7].
3- قال تَعَالَى: (وَقُلِ الحَمْدُ للهِ) [الإسراء: 111].
4- قال تَعَالَى: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أنِ الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) [يونس:10].

الاحاديث

1- عن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، أُتِيَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ بِقَدَحَيْنِ مِنْ خَمْرٍ وَلَبَنٍ، فَنَظَرَ إِلَيْهمَا فَأَخَذَ اللَّبَنَ. فَقَالَ جِبريل: الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدَاكَ لِلفِطْرَةِ لَوْ أخَذْتَ الخَمْرَ غَوَتْ أُمَّتُكَ. رواه مسلم.
2- وعنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: (كُلُّ أمْرٍ ذِي بَالٍ لاَ يُبْدأُ فِيهِ بِالحَمْدُ للهِ فَهُوَ أقْطَعُ ) حديث حسن، رواه أَبُو داود وغيره.
3- عن أَبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ: (إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدي؟ فَيقولون: نَعَمْ، فيقول: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤادِهِ؟ فيقولون: نَعَمْ، فيقول: ماذا قَالَ عَبْدِي؟ فَيقولون: حَمدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فيقُولُ اللهُ تَعَالَى: ابْنُوا لِعَبْدي بَيتاً في الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ ). رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
4- عن أنس رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لَيرْضَى عَنِ العَبْدِ يَأكُلُ الأَكْلَةَ، فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا، وَيَشْرَبُ الشَّرْبَة، فَيَحْمَدُهُ عَلَيْهَا) رواه مسلم.

الاثار

1- قال ابن عباس رضي الله عنهما: " أول شيء كتبه الله في اللوح المحفوظ إني أنا الله لا إله إلا أنا محمد رسولي، من لم يستسلم لقضائي، ولم يصبر على بلائي، ولم يشكر نعمائي – فليتخذ له رباً سواي، ومن استسلم لقضائي، وصبر على بلائي، وشكر نعمائي – كتبته صديقاً، وبعثته مع الصديقين ".
2- قال مطرف بن عبد الله: " لأن أُعافى فأشكر أحبُّ إلي من أن أُبتلى فأصبر "صفوة الصفوة لابن الجوزي.
3- قال بعض السلف: " قد أصبح بنا من نعم الله - تعالى - ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه، فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر؟! " كتاب الشكر.
4- عن أبي العالية قال: " إني لأرجو أن لا يهلك عبدٌ بين نعمتين: نعمة يَحمد الله عليها، وذنبٌ يستغفر الله منه " تاريخ دمشق لابن عساكر.
5- عن محمد بن منصور، أنه سُئِل: إذا أكلت وشَبِعت، فما شُكْرُ تلك النعمة؟ قال: " أن تُصلي حتى لا يبقى في جوفك منه شيء " سير أعلام النبلاء.
6- سئل أبو محمد عبد الله بن محمد النيسابوري: أيُّ العمل أفضل؟ قال: " رؤيةُ فضل الله ".
7- قال ابن الجوزي: " احذر نفار النعم فما كل شارد بمردود، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة الشكر " التبصرة لابن الجوزي.
8- قال القرطبي: " الصحيح : أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان والشكر ثناء على المشكور بما أولى من الإحسان وعلى هذا الحد قال علماؤنا: الحمد أعم من الشكر " تفسير القرطبي.
9- قال شيخ الإسلام ابن تيمية " الحمد: يتضمن المدح والثناء على المحمود بذكر محاسنه سواء كان الإحسان إلى الحامد أم لم يكن. والشكر لا يكون إلا على إحسان المشكور إلى الشاكر فمن هذا الوجه الحمد أعم من الشكر لأنه يكون على المحاسن والإحسان فإن الله تعالى يحمد على ماله من الأسماء الحسنى والمثل العلى وما خلقه في الآخرة والأولى " مجموع الفتاوى.
10- قال ابن القيم: " ولما كان الإيمان نصفين: نصف صبر، ونصف شكر - كان حقيقاً على من نصح نفسه وأحب نجاتها وآثر سعادتها أن لا يهمل هذين الأصلين العظيمين، ولا يعدل عن هذين الطريقين القاصدين، وأن يجعل سيره إلى الله بين هذين الطريقين؛ ليجعله الله يوم لقائه مع خير الفريقين " عدة الصابرين لابن القيم.

القصص

1- قال شقيق بن إبراهيم البلخى قال لي إبراهيم بن أدهم: أخبرني عما أنت عليه؟ قلت: إن رُزقت أكلتُ، وإن مُنعتُ صبرتُ، قال: هكذا تعمل كلاب بلخ، فقلت: كيف تعمل أنت؟ قال: إن رزقت آثرتُ، وإن منعت شكرتُ.
2- صلى أبو هريرة بالناس يوما، فلما سلم، رفع صوته، فقال: الحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة إماما ; بعد أن كان أجيرا لابنة غزوان على شبع بطنه، وحمولة رجله.
3- عن مضارب بن حزن، قال: بينا أنا أسير تحت الليل، إذا رجل يكبر، فألحقه بعيري. فقلت: من هذا؟ قال: أبو هريرة. قلت: ما هذا التكبير؟ قال: شكر. قلت: علامه؟ قال: كنت أجيراً لبسرة بنت غزوان بعقبة رجلي، وطعام بطني، وكانوا إذا ركبوا، سقت بهم، وإذا نزلوا، خدمتهم، فزوجنيها الله! فهي امرأتي.
قال الذهبي: عن عبد الله بن عمر، وهو الذي افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابور شكراً لله، وعمل السقايات بعرفة، وكان سخيًّا كريماً.
4- عن محمد قلت لشريح: ممن أنت؟ قال: ممن أنعم الله عليهم بالإسلام وعدادي في كندة.
5- قال شريح: إني لاصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات، أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني.
6- قيل: جلس الوليد بن عبد الملك على منبره يوم الجمعة، فأتى موسى بن نصير وقد ألبس ثلاثين من الملوك التيجان، والثياب الفاخرة، ودخل بهم المسجد وأوقفهم تحت المنبر، فحمد الوليد الله وشكره.
7- عن حماد قال: بشرت إبراهيم النخعي بموت الحجاج، فسجد، ورأيته يبكي من شدة الفرح.
8- قال ابن الأشهب: سمعت بكر بن عبد الله المزني يقول: اللهم ارزقنا رزقاً يزيدنا لك شكراً، وإليك فاقة وفقراً، وبك عمن سواك غني.
9- روى عبد الرزاق بن همام، عن أبيه، قال: رأيت وهبا إذا قام في الوتر قال: لك الحمد السرمد، حمدا لا يحصيه العدد، ولا يقطعه الأبد، كما ينبغي لك أن تحمد، وكما أنت له أهل، وكما هو لك علينا حق.
10- عن محمد بن سيرين قال: عققت عن نفسي بختية.
11- سمعت السري يقول: حمدت الله مرة، فأنا أستغفر من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة. قيل: وكيف ذاك؟ قال: كان لي دكان فيه متاع، فاحترق السوق، فلقيني رجل، فقال: أبشر، دكانك سلمت فقلت: الحمد لله، ثم فكرت، فرأيتها خطيئة.
12- حدثنا عمرو بن عثمان المكي، قال: رأيت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم يصلي الضحى، فكان كلما صلى ركعتين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكراً لله على ما أنعم به عليّ من صلاة الركعتين.
13- كان أبو حمزة السكري إذا مرض الرجل من جيرانه تصدّق بمثل نفقة المريض لما صُرف عنه من العلة.
14- قال الأصمعي: دخل على المهدي شريف فوصله فقال: يا أمير المؤمنين، ما انتهى إلى غايةِ شُكرك إلا وجدت وراءها غاية معروفك، فما عجز الناس عن بلوغه فالله من وراء ذلك.
15- عن إسماعيل الخطبي، قال: وجه إلي الراضي بالله ليلة الفطر، فحملت إليه راكبا فدخلت [عليه] وهو جالس في الشموع، فقال لي: يا إسماعيل! [إني] قد عزمت في غد على الصلاة بالناس فما الذي أقول إذا انتهيت إلى الدعاء لنفسي؟ فأطرقت ساعة، ثم قلت: يا أمير المؤمنين قل: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ) [النمل:19] فقال لي: حسبك فقمت وتبعني خادم، فأعطاني أربع مئة دينار.
16- مرض الصاحب بن عباد بالإسهال، فكان إذا قام عن الطست ترك إلى جنبه عشرة دنانير للغلام، ولما عُوفي تصدق بخمسين ألف دينار.

الاشعار

الْحَـمْـدُ للهِ لا شَـرِيـكَ لَـهُ *** مَـنْ لَمْ يَقُلْهَـا فَنَفَسَـهُ ظَلَمَـا
[النَّابِغَة الجَعْدِي]

لَكَ الْحَمْدُ وَالنَّعْمَاءُ والْمُلكُ رَبُّنَـا *** فَلا شَيءَ أَعْلَى مِنْكَ مَجْدًا وَأَمْجَدُ
مَلِيْكٌ عَلَى عَرْشِ السَّمَـاءِ مُهَيْمِـنٌ *** لِعِزَّتِهِ تَعْنُـو الْوُجُـوهُ وَتَسْجُـدُ
[أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْت]

إِذَا اجْتَمَعَ الإِسْلاَمُ وَالْقُـوَّةُ لِلْفَتَـى *** وَكَانَ صَحِيحًا جِسْمُهُ وَهُوَ فِي أَمْنِ
فَقَدْ مَلَكَ الدُّنْيَا جَمِيْعُـا وَحَـازَهَا *** وَحَقَّ عَلَيْهِ الشُّكْرُ للهِ ذِي الْمَـنِّ
[............]

فَلَوْ كَانَ يَسْتَغْنِي عَـنْ الشُّكْرِ مَاجِدٌ *** لِعِـزَّةِ مُـلْكٍ أَوْ عُلُـوِّ مَكَـانِ
لَمَـا أَمَـرَ اللهُ الْعِبَـادَ بِشُكْـرِهِ *** فَقَـالَ: اشْكُـرُونِي أَيُّهَا الثَّقَلانِ
[كُلْثُوم بن عمرو العتابي]

أَفـادَتْكُمُ النَّعْمَـاءُ مِنِّـي ثَلاثَـةً *** يَدِي وَلِسَانِي وَالضَّمِيـرَ الْمُحَجَّبَا
[............]

الشُّكْرُ أَفْضَـلُ مَا حَاوَلْتَ مُلْتَمِسًا *** بِـهِ الزِّيَـادَةَ عِنْـدَ اللهِ والنَّـاسِ
[............]

شَكَرْتُكَ إِنَّ الشُّكْرَ حَـظٌّ مِنَ التُّقَى *** وَمَا كُـلُّ مَنْ أَوْلَيْتَهُ نِعْمَةُ يَقْضِي
[أبو نُخَيْلة]

إِذَا الشَّافِعُ اسْتَقْصَى لَكَ الْجَهْدَ كُلَّهُ *** وَإِنْ لَمْ تَنَلْ نُجْحًا فَقَدْ وَجبَ الشُّكْرُ
[..............]

لأَشْكُرَنَّ هُمَامًـا فَضْـلَ نِعْمَتِـهِ *** لا يَشْكُرُ اللهَ مَنْ لَمْ يَشْكُرِ النَّاسَا
[صالح بن عبد القُدُّوس]

لَهُ عَلَـيَّ أَيَـادٍ لَسْتُ أَكْفُـرُهَـا *** فَإِنَّمَا الْكُفْـرُ أَنْ لا تُشْكَـرَ النِّعَمُ
[ذو الرُّمَّة]

عُثْمَانُ يَعْلَمُ أَنَّ الْحَمْـدَ ذُو ثَمَـنٍ *** لَكِنَّـهُ يَشْتَهِي حَمْـدًا بِمَجَّـانِ
وَالنَّاسُ أَكْيَسُ مِنْ أَنْ يَحْمَدُوا أَحَدًا *** حَتَّى يَـرَوْا قَبْلَـهُ آثَارَ إِحْسَـانِ
[...........]

وَزَهَّدَنِي فِي كُـلِّ خَيْـرٍ صَنَعْتُـهُ *** إِلى النَّاسِ مَا جَرَّبْتُ مِنْ قِلَّةِ الشُّكْرِ
[..............]

إِذَا كَانَ شُكْـرِي نِعْمَةَ اللهِ نِعْمَـةً *** عَلَيَّ لَـهُ مِثْلِهَـا يَجِبُ الشُّكْـرُ
فَكَيْفَ بُلُـوغُ الشُّكْـرِ إِلاَّ بِفَضْلِهِ *** وَإِنْ طَالَتِ الأَيَّـامُ واتَّصَلَ الْعُمْرُ
إِذَا سَرَّ بِالسَّـرَاءِ عَـمَّ سُرُورُهَـا *** وَإِنْ مَسَّ بِالضَّرَّراءِ أَعْقَبَهَا الأَجْـرُ
وَمَا مِنْهُمَـا إلاَّ لَـهُ فِيـهِ نِعْمَـةٌ *** تَضِيقُ بِهَا الأَوْهَـامُ والبَرُّ والْبَحْرُ
[محمود الورّاق]

إذَا جَـدَّدَ اللهُ لِــي نِـعْـمَـةً *** شَكَـرْتُ وَلَـمْ يَرَنِـي جَاحِدًا
[عليُّ بن الجَهْم]

شَكَرْتُ لَكُمْ آلاءَكُمْ وَبَـلاءَكُـمْ *** وَمَا ضَاعَ مَعْـرُوفٌ يُكَافِئهُ شُكْر
[حُجَيَّة بن المضرب]

الدراسات

متفرقات

التحليلات

الإحالات

1- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (20/98) .

2- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير المؤلف : محمد بن علي الشوكاني (4/442) .

3- الجواهر السليمانية على المنظومة البيقونية كتبه: أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني - دار الحديث بمأرب (1/17) .

4- العقد الثمين في شرح منظومة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في أصول الفقه وقواعده لفضيلة الشيخ:أ . د / خالد بن علي المشيقح حفظه الله تعالى اعتنى به وخرّج أحاديثه:محمد بن مفتاح الفهمي ... إبراهيم بن أحمد الحميضي (1/279) .

5- الشرح الممتع على زاد المستقنع المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421هـ) دار النشر: دار ابن الجوزي الطبعة: الأولى، 1422 - 1428 هـ (7/107) .

6- دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون المؤلف : القاضي عبد رب النبي بن عبد رب الرسول الأحمد نكري دار النشر : دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت - 1421 هـ - 2000 م الطبعة : الأولى (1/259) .

7- فقه الأدعية والأذكار المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الناشر : الكويت الطبعة : الثانية, 1423هـ/2003م (1/246) .

8- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المؤلف : الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الناشر : موقع الجامعة على الإنترنت

http://www.iu.edu.sa/Magazine (43/269) . 9- شرح كتاب السنة للبربهاري المؤلف: عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن الراجحي

http://www.islamweb.net (1/4) . 10- شرح مقدمة صحيح مسلم مؤلف الأصل: الإمام مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) الشارح: عبد الكريم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن حمد الخضير (1/4) .

11- الأسماء والصفات المؤلف : البيهقي أحمد بن الحسين أبو بكر 458 هجرية المحقق : عبد الله بن محمد الحاشدي الناشر : مكتبة السوادي – جدة الطبعة : الأولى (1/45) .

12- صحيح البخاري المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق (5/2297) .

13- الدعاء للطبراني المؤلف : سليمان بن أحمد الطبراني أبو القاسم [260 - 360] المحقق : مصطفى عبد القادر عطا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة : الأولى ، 1413 (1/281) .

14- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (10/599) .

15- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : (17) رسالة علمية قدمت لجامعة الإمام محمد بن سعود تنسيق : د. سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري الناشر : دار العاصمة ، دار الغيث – السعودية الطبعة : الأولى ، 1419هـ (14/50) .

16- موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان المؤلف: أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: 807هـ) المحقق: حسين سليم أسد الدّاراني - عبده علي الكوشك الناشر: دار الثقافة العربية، دمشق الطبعة: الأولى، (1411 - 1412 هـ) ، (1990 م -1992 م) (7/343) .