تكاثر

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

التكاثر لغة: مصدر قولهم: تكاثر فلان وفلان أي قال كلّ منهما أنا أكثر منك في كذا أو طلب أن يكون كذلك، وهو مأخوذ من مادّة (ك ث ر) الّتي تدلّ على خلاف القلّة، يقال من ذلك: كاثر بنو فلان بني فلان فكثروهم، أي كانوا أكثر منهم، وعدد كاثر أي كثير، قال الأعشى:

ولست بالأكثر منهم حصى *** وإنّما العزّة للكاثر

[مقاييس اللغة (5/ 161)].

وقال الرّاغب: الكثرة والقلّة يستعملان في الكمّيّات المنفصلة كالأعداد، ويستعمل العظم والصّغر في الأجسام، ثمّ يستعمل كلّ واحد من الكثرة والعظم ومن القلّة والصّغر للآخر [المفردات للراغب (410) ]، وعلى ذلك فقول اللّه تعالى: (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) جعلها كثيرة اعتبارا بمطاعم الدّنيا، وليست الإشارة للعدد فقط بل إلى الفضل كذلك، وعدد كثير وكثار وكاثر أي زائد، ورجل كاثر إذا كان كثير المال، وقول اللّه تعالى: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر: 1]

قيل هو: نهر في الجنّة، وقيل بل هو: الخير العظيم الّذي أعطيه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم [المفردات للراغب (246)، معاني القرآن للفراء (3/ 295) ].

وعن مجاهد: هو خير الدّنيا والآخرة، وقال عكرمة: هو ما أعطاه اللّه إيّاه من النّبوّة والخير والقرآن [الدر المنثور للسيوطي (6/ 688)] .

وقيل: الكوثر هاهنا: الخير الكثير الّذي يعطيه اللّه أمّته يوم القيامة، قال ابن منظور: وكلّ ذلك راجع إلى معنى الكثرة، إذ جميع ذلك قد أعطيه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، أعطي النّبوّة، وإظهار الدّين الّذي بعث به على كلّ دين، والنّصر على أعدائه، والشّفاعة لأمّته، وما لا يحصى من الخير، وقد أعطي من الجنّة على قدر فضله على أهل الجنّة [لسان العرب «كثر» (8293) ط. دار المعارف]، والكوثر على ذلك (فوعل) من الكثرة أي المفرط فيها، قيل لأعرابيّة رجع ابنها من السّفر: بم آب ابنك؟ قالت: بالكوثر، وقال الكميت:

وأنت كثير يا بن مروان طيّب *** وكان أبوك ابن العقائل كوثرا

[المفردات للراغب (326)، لسان العرب (3828)]

الكوثر هنا: قيل: الرّجل السّخيّ، وقيل: السّيّد الكثير الخير، ويقال: تكوثر الشّيء: كثر كثرة متناهية، واستكثرت من الشّيء أكثرت منه، والكثر من المال: الكثير، يقال: الحمد للّه على الكثر والقلّ أي على الكثير والقليل، والتّكاثر: المكاثرة، وفلان يتكثّر بمال غيره، وإذا نفد ماله وكثرت عليه الحقوق قيل: فلان مكثور عليه [الصحاح (2/ 803)].

وفي حديث قزعة: أتيت أبا سعيد وهو مكثور عليه، أراد أنّه كان عنده جمع من النّاس يسألونه عن أشياء فكأنّهم كان لهم عليه حقوق فهم يطلبونها، ويقال: كاثرناهم فكثرناهم أي غلبناهم بالكثرة، وكثّر الشّيء: جعله كثيرا وأكثر: أتى بكثير، وقيل: هما بمعنى، وأكثر اللّه فينا مثلك، أي جعل، وأكثر الرّجل: كثر ماله، وكثّر في الأمر أي أكثر القول والعيب، وفي حديث الإفك «ولها ضرائر إلّا كثّرن فيها» قال ابن الأثير: أي كثّرن القول فيها والعيب لها [النهاية (4/ 153)]، وقول اللّه تعالى (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) [التكاثر: 1- 2]

قيل نزلت في حيّين تفاخروا أيّهم أكثر عددا وهم بنو عبد مناف وبنو سهم فكثرت بنو عبد مناف بني سهم، فقالت بنو سهم: إنّ البغي أهلكنا في الجاهليّة فعادّونا بالأحياء والأموات. فكثرتهم بنو سهم، فأنزل اللّه تعالى (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) أي حتّى زرتم الأموات، وقيل: بل المعنى: ألهاكم التّفاخر بكثرة العدد والمال حتّى زرتم المقابر أي حتّى متّم، قال جرير للأخطل:

زار القبور أبو مالك *** فأصبح ألأم زوّارها

فجعل زيارة القبور بالموت، وقولهم: أكثر النّخل: أطلع، من قولهم، الكثر: جمّار النّخل وهو شحمه الّذي في وسط النّخلة [لسان العرب «كثر» (3828) باختصار وتصرف. ط. دار المعارف].

 

التكاثر اصطلاحا:

قال الرّاغب: التّكاثر: التّباري في كثرة المال والعزّ [المفردات للراغب (426) ] .

وقال ابن القيّم: التّكاثر أن يطلب الرّجل أن يكون أكثر من غيره، قال: وهو مذموم إلّا فيما يقرّب إلى اللّه عزّ وجلّ [الفوائد لابن القيم (41)]، [انظر نضرة النعيم (9/4237) ] .

العناصر

1- قال الله -تعالى-: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ) [الأنعام:128].

 

2- قوله -تعالى-: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) [الحديد:20].

 

3- قوله -تعالى-: (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر:1-8].

 

4- قوله -تعالى-: (وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ ) [يونس:88].

 

5- قوله -تعالى-: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) [الرعد: 26].

 

6- قوله -تعالى-: (يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ) [غافر:39].

 

7- قوله -تعالى-: (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً) [الكهف:45].

 

8- قوله -تعالى-: (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ) [هود:15].

 

9- قوله -تعالى-: (فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا) [النجم: 29].

 

10- قوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [النساء: 94].

الايات

1- قوله تعالى: ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النَّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )  [ الأنعام: 128] .

 

 

2- قوله تعالى: ( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ ) [ الحديد : 20] .

 

 

3- قوله تعالى: ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) [ التكاثر: 1- 8 ] .

 

 

4- قوله تعالى: ( وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ  ) [ يونس: 88] .

 

 

5- قوله تعالى: ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ )  [الرعد: 26 ] .

 

 

6- قوله تعالى: ( يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ ) [غافر: 39 ] .

 

 

7- قوله تعالى: ( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً ) [الكهف: 45 ] .

 

 

8- قوله تعالى: (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ ) [هود: 15 ] .

 

 

9- قوله تعالى: ( فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ) [النجم: 29 ] .

 

 

10- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغانِمُ كَثِيرَةٌ كَذلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) [النساء: 94 ] .

 

الاحاديث

1- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- قال: خرجت ليلة من اللّيالي، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يمشي وحده وليس معه إنسان، قال: فظننت أنّه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظلّ القمر، فالتفت فرآني فقال: «من هذا؟» قلت: أبو ذرّ، جعلني اللّه فداءك، قال: «يا أبا ذرّ تعال» فمشيت معه ساعة، فقال لي: إنّ المكثرين هم المقلّون. يوم القيامة، إلّا من أعطاه اللّه خيرا فنفح فيه يمينه وشماله، وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيرا ... الحديث» [ البخاري- الفتح 11 (6443)، مسلم 2 (94) ] .

 

 

2- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سأل النّاس أموالهم تكثّرا، فإنّما يسأل جمرا، فليستقلّ أو ليستكثر» [مسلم 2 (1041) ] .

 

 

3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: كنت أمشي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في نخل لبعض أهل المدينة فقال: «يا أبا هريرة هلك المكثرون إلّا من قال هكذا وهكذا وهكذا ثلاث مرّات، حثى بكفّه عن يمينه وعن يساره وبين يديه، وقليل ماهم»، ثمّ مشى ساعة فقال: «يا أبا هريرة ألا أدلّك على كنز من كنوز الجنّة؟» فقلت بلى يا رسول اللّه. قال: «قل لا حول ولا قوّة إلّا باللّه ولا ملجأ من اللّه إلّا إليه» ثمّ مشى ساعة فقال: «يا أبا هريرة، هل تدري ما حقّ النّاس على اللّه، وما حقّ اللّه على النّاس؟» قلت: اللّه ورسوله أعلم. قال: «فإنّ حقّ اللّه على النّاس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فإذا فعلوا ذلك فحقّ عليه أن لا يعذّبهم» [المسند 18/ 182 برقم (9622) طبعة أحمد شاكر واللفظ له، 2/ 358، 2/ 391، 5/ 181، وابن ماجة 2/ 4129، وفي الزوائد اسناده صحيح ورجاله ثقات، والترمذي 3/ 617، والنسائي 5/ 9 برقم (2440) ] .

 

 

4- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قلب الشّيخ شاب على حبّ اثنتين: طول الحياة وكثرة المال»  [الترمذي 4 (2338)، وقال: حديث حسن صحيح، وقال الألباني حسن صحيح ] .

 

 

5- عن مطرّف عن أبيه أنّه انتهى إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وهو يقول: (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) قال: «يقول ابن آدم مالي مالي، وهل لك يا ابن آدم إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ؟») [ سنن النسائي (3613)، وقال: حديث حسن صحيح  قال الألباني : صحيح  انظر حديث رقم : 8132 في صحيح الجامع ] .

 

 

6- عن سهل ابن الحنظليّة قال: قدم على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عيينة بن حصن والأقرع بن حابس فسألاه، فأمر لهما بما سألا، فأمّا الأقرع فأخذ كتابه فلفّه في عمامته، وانطلق، وأمّا عيينة فأخذ كتابه وأتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مكانه فقال: يا محمّد، أتراني حاملا إلى قومي كتابا لا أدري ما فيه كصحيفة المتلمّس ، فأخبره معاوية بقولة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من سأل وعنده ما يغنيه فإنّما يستكثر من النّار» أو قال: «من جمر جهنّم» فقالوا: يا رسول اللّه وما يغنيه؟ أو قيل: وما الغنى الّذي لا تنبغي معه المسألة؟ قال: «قدر ما يغدّيه ويعشّيه» أو قال: «أن يكون له شبع يوم وليلة أو ليلة ويوم») [ سنن أبي داود 2 (1629) واللفظ له، والمسند 4 (181)، وقال محقق جامع الأصول (10/ 152): حديث صحيح، وقال الألباني سنده صحيح على شرط مسلم انظر صحيح سنن أبي داود 1441] .

 

 

7- عن عبد الرّحمن بن شبل قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «اقرأوا القرآن ولا تغلوا فيه ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به») [ المسند 2/ 428 برقم (15535)  وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3057] .

 

 

8- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّه سيصيب أمّتي داء الأمم» قالوا: وما داء الأمم؟ قال: «الأشر و البطر  والتّكاثر والتّنافس في الدّنيا، والتّباعد والتّحاسد حتّى يكون البغي ثمّ الهرج ) [إحياء علوم الدين 3/ 199، وقال الحافظ العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الحسد والطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة بإسناد جيّد] .

 

 

9- عن أنس- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: قال: «لو أنّ لابن آدم واديا من ذهب أحبّ أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلّا التّراب، ويتوب اللّه على من تاب» قال أبيّ: كنّا نرى هذا (الحديث) من القرآن، حتّى نزلت أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ») [البخاري- الفتح 11 (6439) و(6440) ] .

 

 

10- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- قال: جلس رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم على المنبر وجلسنا حوله فقال: «إنّ ممّا أخاف عليكم ما يفتح اللّه عليكم من زهرة الدّنيا وزينتها»). [البخاري- الفتح 11 (6427)، ومسلم (1052) واللفظ له ] .

 

 

11- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تعس  عبد  الدّينار والدّرهم والقطيفة  والخميصة ، إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض») [البخاري- الفتح 11 (6435) ] .

 

 

12- عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «إنّما أهلك من كان قبلكم الدّينار والدّرهم وهما مهلكاكم») [ الترغيب والترهيب، وقال المنذري: رواه البزار بإسناد جيّد وقال الألباني صحيح لغيره انظر صحيح الترغيب والترهيب رقم( 3258) ] .

 

الاثار

1- عن عليّ- رضي اللّه عنه وكرّم اللّه وجهه- قال: ما زلنا نشكّ في عذاب القبر حتّى نزلت (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ* حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ) [تفسير الطبري 12/ 184 ] .

 

 

2- عن ابن عبّاس والحسن في قوله تعالى:( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ) قالا: التّكاثر من الأموال والأولاد . [تفسير القرطبي 20/ 115 ] .

 

 

3- عن مقاتل وقتادة وغيرهما في قوله تعالى:( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) أنّها نزلت في اليهود حين قالوا: نحن أكثر من بني فلان، وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتّى ماتوا ضلّالا .[    تفسير القرطبي  20/ 115، والدر المنثور ج 6 ص 659 ] .

 

 

4- عن ابن بريدة قال:( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) نزلت في قبيلتين من قبائل الأنصار في بني حارثة وبني الحارث، تفاخروا وتكاثروا فقالت إحداهما: فيكم مثل فلان ابن فلان، وقال الآخرون مثل ذلك، تفاخروا بالأحياء، ثمّ قالوا انطلقوا بنا إلى قبور، فجعلت إحدى الطّائفتين تقول فيكم مثل فلان يشيرون إلى القبور ومثل فلان، وفعل الآخرون مثل ذلك فأنزل اللّه  (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) . [تفسير ابن كثير 4/ 544 ] .

 

 

5- قال ابن قتيبة- رحمه اللّه تعالى-:التّكاثر يكون بالعدد والقرابات . [ تفسير غريب القرآن ص 537 ] .

 

 

6- قال الضّحّاك:( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ)  أي:ألهاكم التّشاغل بالمعاش والتّجارة . [تفسير القرطبي 20/ 115 ] .

 

 

7- عن ميمون بن مهران قال: كنت جالسا عند عمر بن عبد العزيز فقرأ ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ )  حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ فلبث هنيهة ثمّ قال: يا ميمون، ما أرى المقابر إلّا زيارة وما للزّائر بدّ من أن يرجع إلى منزله. قال أبو محمّد: يعني يرجع إلى منزله أي جنّته أو ناره . [ تفسير ابن كثير 4/ 545 ] .

 

القصص

الاشعار

الدراسات

يمكن الرجوع والاستفادة من لقاء بعنوان: (تحديد النسل بين المؤامرة والدين) بين الدكتور ماهر مهران وزير السكان المصري سابقاً ونائب رئيس المؤتمر العالمي للسكان والتنمية في القاهرة، والدكتور عبد المجيد القطمة المكافح من أجل الحفاظ على الأجنة والأولاد والعائلة والمشارك في العديد من المؤامرات الدولية للسكان والتغذية. وقد أدار اللقاء الإعلامي الدكتور فيصل القاسم. http://www.aljazeera.net/programs/opposite-direction/2004/6/3/%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B3%D9%84-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86

متفرقات

1- قال الطّبريّ في قوله تعالى ( أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ)  يقول تعالى ذكره: ألهاكم أيّها النّاس المباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة ربّكم وعمّا ينجيكم من سخطه عليكم . [الطبري مجلد 12 ج 30 ص 183 ط. دار الريان، القاهرة ] .

 

 

2- قال ابن كثير في الآية نفسها:أشغلكم حبّ الدّنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة وابتغائها وتمادى بكم ذلك حتّى جاءكم الموت وزرتم المقابر وصرتم من أهلها . [تفسير ابن كثير 4/ 544 ] .

 

 

3- قال ابن القيّم- رحمه اللّه تعالى-:والتّكاثر تفاعل من الكثرة، أي تكاثر بعضكم لبعض، وأعرض عن ذكر المتكاثر به إرادة لإطلاقه وعمومه، وأنّ كلّ ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة اللّه ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التّكاثر . [الفوائد ص 41 ] .

 

 

4-  قال ابن القيّم: التّكاثر يكون في كلّ شيء من مال، أو جاه، أو رياسة، أو نسوة، أو حديث، أو علم، ولا سيّما إذا لم يحتج إليه ويكون التّكاثر (أيضا) في الكتب والتّصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها . [الفوائد ص 41 ] .

 

التحليلات

الإحالات

1- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م 30/457) .

2- الكشف والبيان ـ موافق للمطبوع المؤلف: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري دار النشر: دار إحياء التراث العربي- بيروت - لبنان - 1422 هـ الطبعة : الأولى (10/281) .

3- في ظلال القرآن المؤلف : سيد قطب (8/88) .

4- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (9/4237) .

5- الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري المؤلف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي المحقق: محمد زهير بن ناصر الناصر الناشر: دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) الطبعة: الأولى، 1422هـ - باب مثل الدنيا في الآخرة .

6- الكشف والبيان المؤلف: أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري دار النشر: دار إحياء التراث العربي- بيروت - لبنان - 1422 هـ الطبعة : الأولى (10/281) .

7- تفسير القرطبي المؤلف : محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح القرطبي أبو عبد الله أعاد طبعه: دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان 1405 هـ (20/169) .

8- الترغيب والترهيب المؤلف : أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني قوام السنة 457 - 535 هـ المحقق : أيمن بن صالح بن شعبان الناشر : دار الحديث – القاهرة الطبعة : الأولى 1414 هـ - 1993 م (3/203) .

9- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر (11/264) .

10- شخصية المسلم كما يصوغها الإسلام في الكتاب والسنة المؤلف: الدكتور محمد علي الهاشمي الناشر: دار البشائر الإسلامية الطبعة: العاشرة، 1423هـ - 2002م (1/91) .