بصيرة وفراسة

2022-10-11 - 1444/03/15

التعريف

البصيرة لغة:

البصيرة على وزن فعيلة بمعنى مفعلة مأخوذة من مادّة (ب ص ر) الّتي تدلّ على العلم بالشّيء، يقال هو بصير به. قال الرّاغب: «البصر يقال للجارحة النّاظرة (أي العين) نحو قوله تعالى: (كَلَمْحِ الْبَصَرِ) [النحل: 77]، ويقال لقوّة القلب المدركة بصيرة وبصر نحو قوله تعالى: (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) [ق: 22] .. وجمع البصر أبصار وجمع البصيرة بصائر قال تعالى: (فَما أَغْنى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصارُهُمْ) [الأحقاف: 26] ولا يكاد يقال لجارحة بصيرة، ويقال من الأوّل (البصر) أبصرت، ومن الثّاني (البصيرة) أبصرته وبصرت به وقلّما يقال: بصرت في الحاسّة إذا لم تضمّنه رؤية القلب .. وقوله- عزّ وجلّ- (أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) [يوسف: 108] أي على معرفة وتحقّق، والضّرير يقال له بصير على سبيل العكس (كذا قالوا) والأولى أنّ ذلك يقال دعاء له من قوّة بصيرة القلب لا لما قالوه، ولهذا لا يقال له مبصر ولا باصر. ويقول صاحب اللّسان: يقال: بصر به بصرا وبصارة وأبصره وتبصّره: نظر إليه هل يبصره.

قال سيبويه: بصر صار مبصرا، وأبصره إذا أخبر بالّذي وقعت عينه عليه، وحكاه اللّحيانيّ: بصر به، بكسر الصّاد: أي أبصره. وأبصرت الشّيء: رأيته، وباصره: نظر معه إلى شيء أيّهما يبصره قبل صاحبه.

وبصر بصارة: صار ذا بصيرة، وبصّره الأمر تبصيرا وتبصرة: فهّمه إيّاه. وقال الأخفش في قوله: (قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ) [96: طه]، أي علمت ما لم يعلموا به من البصيرة، وقال اللّحيانيّ: والبصيرة: عقيدة القلب. قال اللّيث: البصيرة اسم لما اعتقد في القلب من الدّين وتحقيق الأمر، وقيل: البصيرة الفطنة، تقول العرب: أعمى اللّه بصائره أي فطنه، عن ابن الأعرابيّ، وفعل ذلك على بصيرة: أي على عمد، وعلى غير بصيرة: أي على غير يقين.

التّبصّر. التّامّل والتّعرّف، والتّبصير: التّعريف والإيضاح، ورجل بصير بالعلم: عالم به. ويقال للفراسة الصّادقة: فراسة ذات بصيرة  [لسان العرب (4/ 64- 66)، ومقاييس اللغة (1/ 253)، ومفردات الراغب (49) ] .

ومن أجل أنّ الفراسة بعض إطلاقات البصيرة وهما المقصودتان هنا فقد جئنا بتعريف الفراسة أيضا.

قال الأصمعيّ: يقال فارس بيّن الفروسة والفراسة والفروسيّة، وإذا كان فارسا بعينه ونظره فهو بيّن الفراسة، (بكسر الفاء)، ويقال: إنّ فلانا لفارس بذلك الأمر إذا كان عالما به. ويقال هو يتفرّس إذا كان يتثبّت وينظر. ويقال: رجل فارس بيّن الفروسة والفراسة في الخيل، وهو الثّبات عليها والحذق بأمرها، ورجل فارس بالأمر أي عالم به بصير.

والفراسة (بكسر الفاء): في النّظر والتّثبّت والتّأمّل للشّيء والبصر به، يقال: إنّه لفارس بهذا الأمر إذا كان عالما به. والفراسة، (بالكسر): الاسم من قولك: تفرّست فيه خيرا.

وتفرّس في الشّيء: توسّمه، والاسم الفراسة بالكسر.

واستعمل الزّجّاج منه أفعل فقال: أفرس النّاس أي أجودهم وأصدقهم فراسة ثلاثة: العزيز في يوسف- على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام- وابنة شعيب في موسى- على نبيّنا وعليهم الصّلاة والسّلام- وأبو بكر في تولية عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنهما-  [لسان العرب (6/ 159- 160)، المصباح المنير (1/ 56- 57)، محيط المحيط (42، 683)، نزهة الأعين النواظر (199- 200) ] .

واصطلاحا:

قال الجرجانيّ: البصيرة هي قوّة القلب المنوّر بنور اللّه يرى بها حقائق الأشياء وبواطنها. وهي بمثابة البصر للنّفس يرى به صور الأشياء وظواهرها. وقال الكفويّ: البصيرة قوّة في القلب تدرك بها المعقولات [التعريفات (46)، والكليات للكفوي (1/ 429) ] .

والبصير: اسم من أسماء اللّه الحسنى. والبصير هو المبصر لجميع المبصرات، وفي «النّهاية»: أنّ البصير هو الّذي يشاهد الأشياء كلّها، ظاهرها وخفيّها، والبصر في حقّه تعالى عبارة عن الصّفة الّتي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات.

وقيل: البصير المتّصف بالبصر لجميع الموجودات، فيعلم تعالى جميع المبصرات تمام العلم، وتنكشف له تمام الانكشاف والتّجلّي، فهو يبصر خائنة الأعين وما تخفي الصّدور. يشاهد ويرى، ولا يغيب عنه ما في السّموات العلى، وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثّرى، وهو الحاضر الّذي لا يغيب [موسوعة له الأسماء الحسنى (155)، وبعضه في المقصد الأسني (91) ] .

 

العناصر

1- معنى البصيرة والفراسة.


2- ينبغي للداعية أن يكون على بصيرة بحال الناس وواقع الأمة.


3- الأسباب التي تعين المسلم على اكتساب صفة البصيرة.


4- أهل الإيمان الكامل هم الذين عبدوا الله على بصيرة وسلمت قلوبهم من الشرك والريب وأمراض والشبهات والشهوات.


5- من دعا إلي الله على بصيرة فقد دعا إلي الله إلي الحق وهو عالم به.


6- يجب أن يكون المفتي وصاحب الفتوى على بصيرة بواقع الأمة وعلى معرفة بمخططات الأعداء.


7- البصيرة والفراسة من أهم الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الدعاة فضلاً عن القادة.


8- النتائج السلبية المترتبة على الدعوة إلي الله بدون بصيرة.


9- استغلال العلمانيين للأخطاء الدعوية والفتاوى المجردة عن فقه الواقع.


10- أهمية وعي الدعاة من أن يكونوا على بصيرة من الهاث وراء الاستفزاز العلماني.


11- العلماء الصادقون هم أطباء القلوب بما عندهم من فراسة.
 

الايات

1- فقول الله تعالى: (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحانَ اللَّهِ وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: 108].


2- قوله تعالى: (قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلْإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [يوسف: 5-6].


3- قوله تعالى: (وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ * وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ) [محمد: 30- 31].
 

الاحاديث

1- قال أشهب - وهو من كبار أصحاب مالك بن أنس رحم الله الجميع-: ينبغي للحاكم أن يتخذ من يستكشف له أحوال الناس في السر، وليكن ثقة مأمونا عاقلا [فتح الباري لابن حجر (13/190)].

 

2- قال عبد الرحمن بن حسن في رسالة له إلى الإمام فيصل بن تركي قال: حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم من طاعة الكافرين والمنافقين؛ فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) [الأحزاب: 1] عليمًا بما يُصلح عباده، حكيمًا في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره. ولما كان التحذير من أولئك من أهم مقامات الدين قال الله تعالى لنبيه: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) [المائدة : 49]. فعليك بقرب من إذا قربتهم قربك الله وأحبك، وإذا نصرتهم نصرك الله وأيدك. واحذر أهل الباطل الذين إذا قربتهم أبعدك الله، وأوجب لك سخطه.. فلو حصل ذلك لثبت الدين؛ وبثباته يثبت الملك، وباستعمال أهل النفاق والخيانة والظلم يزول الملك ويضعف الدين.. [المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد - عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي 1285م الناشر:دار الهداية للطباعة والنشر و الترجمة الطبعه: الأولى 1411هـ 1991م (1/198) باختصار يسير].

 

3- قال ابن حجر: البطانة: الدخلاء، جمع دخيل، وهو الذي يدخل على الرئيس في مكان خلوته، ويفضي إليه بسره، ويصدقه فيما يخبره به مما يخفى عليه من أمر رعيته، ويعمل بمقتضاه. [فتح الباري (1/468)].

الاثار

1- روي أنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- دخل عليه قوم من مذحج فيهم الأشتر، فصعّد فيه النّظر وصوّبه وقال: أيّهم هذا؟ قالوا: مالك بن الحارث، فقال: ما له قاتله اللّه، إنّي لأرى للمسلمين منه يوما عصيبا، فكان منه في الفتنة ما كان.[ تفسير القرطبي مج 5، ج 10، (ص 44)].

 

2- قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: ما سألني أحد عن شيء إلّا عرفت أفقيه هو أو غير فقيه.[ تفسير القرطبي (10 / 44)].

 

3- قال ابن مسعود- رضي اللّه عنه-: أفرس النّاس ثلاثة: العزيز في يوسف، حيث قال لامرأته (أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً) [يوسف: 21] وابنة شعيب حين قالت لأبيها في موسى: (اسْتَأْجِرْهُ) [ القصص: 26]، وأبو بكر في عمر- رضي اللّه عنهما- حيث استخلفه، وفي رواية أخرى: وامرأة فرعون حين قالت: (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا أَوْنَتَّخِذَهُ وَلَداً) [القصص: 9]، [ مدارج السالكين (2/ 506)].

 

4- قال عبد اللّه بن رواحة للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم:

إنّي توسّمت فيك الخير أعرفه *** واللّه يعلم أنّي ثابت البصر

القصص

1- عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال فبينا عمر يخطب قال فجعل يصيح وهو على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل قال فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فشددنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله فقيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك [الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث المؤلف : أحمد بن الحسين البيهقي الناشر : دار الآفاق الجديدة – بيروت الطبعة الأولى ، 1401 تحقيق : أحمد عصام الكاتب (1/314) ] .

 

2- يقول الشافعي رحمه الله : ذهبت إلى اليمن لطلب كتب الفراسة - وَوَلِيَ إِمْرَةً لأحد البلاد في اليمن فترة من الزمن -

ويقول : لما طلبت هذه الكتب فكان من الصفات في الكتب أن الرجل إذا كان من العرب وكان أشقر الشعر أزرق العينين فهي أخبث صفة .

قال : فبينا أنا سائر في تهامة وآواني الليل إلى مكان ، يقول : فإذا بنار فأتيتها فإذا برجل فلما رأيت صورته كرهته فكان أزرق العينين وكان شعره أشقر .

وقلت : هذه أخبث صفة في كتب الفراسة ، فقال : فرحب بي أعظم ترحيب ،وأنزلني

وقال : انزل عندنا وعشاءك عندنا وما تريد ؟

يقول : وأخذ دابتي بنفسه بيده فقال هيا اذهب ، ووضع لي مكانا وأتى لي بالعشاء وأخذ الدابة وأعلفها وسهر علي وعلى دابتي ذلك الليل كله .

فقلت : يا خسارة ما أنفقت على هذه الكتب طيلة مسيري ومكثي في اليمن .

قال : فلما أتى الصباح قلت له لقد أسديت لنا يا فلان معروفا وإذا أتيت مكة فسل عن محمد بن إدريس حتى نكافئك .

فقال ذلك الرجل : ما رأيت رجلا مثلك قط ، أُكْرِمُ دابتك وأكرمك وأسهر عليك الليل وتقول إذا أتيتُ مكة اطلب فلانا ؟ انقد لي خمسة دنانير

يقول : وليس معي إلا خمسة دنانير وكان هو في فعله لا يستحق إلا دينارا واحدا .

قال: فتمسكت بكتب الفراسة

[شرح عدة متون في العقيدة المؤلف : صالح بن عبد العزيز ل الشيخ (13/251) ] .

 

3- روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه دخل عليه قوم من مذحج فيهم الأشتر ، فصعد عمر فيه النظر وصوبه وقال : أيهم هذا ؟ فقالوا : مالك بن الحارث ، فقال : ما له قاتله الله أني لأرى للمسلمين منه يوما عصيبا ، فكان منه في الفتنة ما كان ، ودخل المدينة وفد من اليمن وكان عمر مع الصحابة في المسجد ، فأشاروا إلى رجل من الوفد وقالوا لعمر : هل تعرف هذا ؟ فقال : لعله سواد بن قارب ، فكان كذلك ، وكان عمر رضي الله عنه يطوف بالبيت فسمع امرأة تنشد في الطواف : فمنهن من تسقى بعذب مبرد نقاح فتلكم عند ذلك قرت ومنهن من تسقى بأخضر آجن أجاج ولولا خشية الله رنت فتفرس عمر رضي الله عنه ما تشكوه فبعث إلى زوجها فاستنكهه فإذا هو أبخر الفم فأعطاه خمسمائة درهم وجارية على أن يطلقها ففعل [تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام (4/253) ] .

الاشعار

1- قال عبد العزيز بن غرسان الشهري:

يا قوم قد بانَ الطريقُ فهل تُرى *** أزفَ الرحيل إلى ذُرى أمجادي

سيروا على سنن الأبَاة وشمّروا ***حذراً، فما في الدرب غيرُ قتادِ

أدوا الأمانة قبل ألا تملكُوا *** إلا البُكاءَ وحُرقَةَ الأكْبَادِ

إني أرى أيامكم قد أصْحَتْ *** حُبلى، وأرقُبُ ساعَة الميلادِ

وتوغلوا في كل درب نافع *** لا تتركوا الميدان للأوغادِ

كم منهل عذب، وكم من مورد *** للخير يشكوا قلةَ الوُرّادِ

ربوا النفوسَ على الثّبَات سجيةً *** عندَ الحَوادث فالخُطوبُ غوادي

وتريثوا فالنصر ليسَ بخُطبة *** تُلقى وليسَ بوفرة الأعدادِ

ما حاجة الأمجاد إلا وقفةٌ *** في الحادثات كوقفة المقْدادِ

كم راية بالأمس أوْقدَ نارُها *** لم يبقَ منها اليومَ غيرُ رمادِ

هي رايةٌ للحقّ إلا أنها *** رُفعت بغير بصيرة ورشادِ

ما قلة الأعداد نشكوا إنما *** تشكو الكتائبُ قلة الإعدادِ

محَنُ الزمان تَمَيزُ إنْ هي أقبلت *** بينَ الأسُود وصُورة الآسادِ

وتَسُفُ ريحُ الجدّ كلّ مُخلخلٍ *** في الدرب ليس بثابت الأوتادِ

حتى إذا زكت النفوسُ وهُيئت *** للنصر جاء النصرُ كالمُعتادِ

تأتي البشائرُ بعدَ طول مشقةٍ *** كالغيث بعدَ البرق والإرعادِ

[مجلة البيان العدد 79 / 43].

الدراسات

متفرقات

1- روي عن الشّافعيّ ومحمّد بن الحسن أنّهما كانا بفناء الكعبة ورجل على باب المسجد فقال أحدهما: أراه نجّارا، وقال الاخر: بل حدّادا، فتبادر من حضر إلى الرّجل فسأله فقال: كنت نجّارا وأنا اليوم حدّاد. [ تفسير القرطبي مج 5، ج 10، (ص 44)].


2- قال ابن القيّم: كان الصّدّيق- رضي اللّه عنه- أعظم الأمّة فراسة، وبعده عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، ووقائع فراسته مشهورة فإنّه ما قال لشيء أظنّه كذا إلّا كان كما قال، ويكفي في فراسته: موافقته ربّه في المواضع المعروفة.
ومرّ بعمر- رضي اللّه عنه- سواد بن قارب، ولم يكن يعرفه، فقال: لقد أخطأ ظنّي، وإنّ هذا كاهن، أو كان يعرف الكهانة في الجاهليّة. فلمّا جلس بين يديه قال له ذلك عمر، فقال: سبحان اللّه يا أمير المؤمنين ما استقبلت أحدا من جلسائك بمثل ما استقبلتني به، فقال له عمر رضي اللّه عنه: ما كنّا عليه في الجاهليّة أعظم من ذلك، ولكن أخبرني عمّا سألتك عنه، فقال:صدقت يا أمير المؤمنين كنت كاهنا في الجاهليّة ... وفراسة الصّحابة- رضي اللّه عنهم- أصدق الفراسة. [ مدارج السالكين (2/ 506)].


3- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: كان إياس ابن معاوية من أعظم النّاس فراسة، وله الوقائع المشهورة، وكذلك الشّافعيّ رحمه اللّه، وقيل: إنّ له فيها تاليف. [ مدارج السالكين (2/ 510)].


4- وقال ابن القيم أيضا: ولقد شاهدت من فراسة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه أمورا عجيبة، وما لم أشاهده منها أعظم وأعظم، ووقائع فراسته تستدعي سفرا ضخما. [ مدارج السالكين (2/ 510)].


5- قال عمرو بن نجيد: كان شاه الكرمانيّ حادّ الفراسة لا يخطىء، ويقول: من غضّ بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشّهوات، وعمّر باطنه بالمراقبة وظاهره باتّباع السّنّة، وتعوّد أكل الحلال لم تخطىء فراسته. [ مدارج السالكين (2/ 505)].
 

التحليلات

الإحالات

1- الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث المؤلف : أحمد بن الحسين البيهقي الناشر : دار الآفاق الجديدة – بيروت الطبعة الأولى ، 1401 تحقيق : أحمد عصام الكاتب (1/314) .

2- شرح العقيدة الطحاوية الناشر : المكتب الإسلامي – بيروت الطبعة الرابعة، 1391 عدد الأجزاء : (1/494) .

3- المقدمات العشر في نقض أصول صوفية العصر تقديم:فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان إعداد: عبدالعزيز بن ريس الريس (1/108) .

4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن المؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ (2/287) .

5- سنن الترمذي المؤلف : لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي (209 ، 279 هـ) المحقق : بشار عواد معروف الناشر : دار الغرب الإسلامي – بيروت سنة النشر : 1998 م عدد الأجزاء : 6 (5/149) .

6- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت عدد الأجزاء : 10 (8/441) .

7- فتح الباري المؤلف : أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى : 852هـ) المحقق : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ومحب الدين الخطيب رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه وذكر أطرافها : محمد فؤاد عبد الباقي الناشر : دار الفكر ( مصور عن الطبعة السلفية ) (12/388) .

8- شرح الفتوى الحموية المؤلف : خالد بن عبد الله بن محمد المصلح مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية

http://www.islamweb.net (21/6) . 9- مجموع الفتاوى المؤلف : أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني المحقق : أنور الباز - عامر الجزار الناشر : دار الوفاء الطبعة : الثالثة ، 1426 هـ / 2005 م (10/473) .

10- الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة والمؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، 1395 – 1975 عدد الأجزاء : 1 (1/238) .

11- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الثانية ، 1393 – 1973 تحقيق : محمد حامد الفقي عدد الأجزاء : 3 (1/129، 2/483، 485) .

12- الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت عدد الأجزاء : 45 جزءا (32/78) .

13- تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام مصدر الكتاب : موقع الإسلام

http://www.al-islam.com (4/253) . 14- أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم المؤلف : صديق بن حسن القنوجي الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، 1978 تحقيق : عبد الجبار زكار عدد الأجزاء : 3 (2/396) .

15- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة عدد الأجزاء: 10(8/155) .

16- دروس للشيخ سعيد بن مسفر المؤلف : سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني http://www.islamweb.net – البصر والبصيرة .

17- موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة المؤلف: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – مصر عدد الأجزاء: 1 01/495) .