إنابة

2022-10-09 - 1444/03/13

التعريف

الإنابة لغة:

تدور مادّة (ن وب) حول الرّجوع. يقول ابن فارس «النّون والواو والباء كلمة واحدة تدلّ على اعتياد مكان ورجوع إليه» [مقاييس اللغة (5/ 367) ]. تقول «أناب فلان إلى الشّيء، رجع إليه مرّة بعد أخرى، وإلى اللّه تاب ورجع»[ المعجم الوسيط (2/ 961) ]. وقال الرّاغب «الإنابة إلى اللّه تعالى: الرّجوع إليه بالتّوبة وإخلاص العمل» [المفردات (نوب) (508) ] . وفي التّنزيل العزيز: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) [الروم: 31] أي راجعين إلى ما أمر به، غير خارجين عن شيء من أمره. وقوله عزّ وجلّ: (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ) [الزمر: 54] أي توبوا إليه وارجعوا.

وقال الجوهريّ: «أناب إلى اللّه أي أقبل وتاب».

وقال ابن الأثير: يقال أناب ينيب إنابة، فهو منيب، إذا أقبل ورجع، وفي حديث الدّعاء: «وإليك أنيب» [انظر: الصحاح، للجوهري (1/ 229)، والنهاية، لابن الأثير (5/ 123)، ولسان العرب، لابن منظور (1/ 775) ] .

واصطلاحا:

الإنابة: إخراج القلب من ظلمات الشّبهات. وقيل: الإنابة: الرّجوع من الكلّ إلى من له الكلّ.

وقيل: الإنابة: الرّجوع من الغفلة إلى الذّكر، ومن الوحشة إلى الأنس.

وقال الكفويّ: الإنابة: الرّجوع عن كلّ شيء إلى اللّه تعالى [التعريفات (39)، والكليات للكفوي (308) ] .

وقال ابن القيّم: الإنابة: الإسراع إلى مرضاة اللّه مع الرّجوع إليه في كلّ وقت، وإخلاص العمل له [مدارج السالكين، لابن القيم (1/ 467) بتصرف ] .

العناصر

1- معنى الإنابة وأنواعها .

 

 

2- الإنابة صفة النبيين والمؤمنين الصادقين .

 

 

3- الإنابة إلي الله في الضر وتركه في الرخاء ليس من أدب المؤمنين .

 

 

4- التوكل على الله نصف الدين ونصفه الآخر في الإنابة .

 

 

5- من أهم الأسباب التي يكتسب بها العبد عون ربه وتسديده ومحبته أن يكون منيبا إليه .

 

 

6- الإنابة والرجوع إلي الله هو الطريق عندما تزل الأقدام وتنحرف العقول عن الإسلام .

 

 

7- إن من سعادة العبد أن يطول عمره ويرزقه الله الإنابة .

 

 

8- من علامة انشراح الصدور الإنابة إلي دار الخلود والتجافي عن دار الغرور .

 

 

9- من أهم الأسباب التي تورث الإنابة في قلب العبد كثرة ذكره لله .

 

 

10- فضل الإنابة وخشية الله .

 

الايات

1- قوله تعالى: (إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) [ هود: 75] .

 

 

2- قوله تعالى: (قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوالِنا ما نَشؤُا إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ * قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [ هود: 87- 88] .

 

 

3 - قوله تعالى: ( قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ * فَغَفَرْنا لَهُ ذلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنا لَزُلْفى وَحُسْنَ مَآبٍ) [ ص: 24- 25] .

 

 

4- قوله تعالى: (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) [ الزمر: 53- 54] . 

 

 

5- قوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ رِزْقاً وَما يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) [ غافر: 13] .

 

 

6- قوله تعالى: ( اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ * وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ) [ الرعد: 26- 27] .

 

 

7- قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرى فَبَشِّرْ عِبادِ) [ الزمر: 17] .

 

 

8- قوله تعالى: ( وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) [ ق: 31- 33] .

 

 

 9- قوله تعالى: ( وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) [ الروم: 33] .

 

 

10- قوله تعالى: (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ ضُرٌّ دَعا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ ما كانَ يَدْعُوا إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْداداً لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحابِ النَّارِ) [ الزمر: 8] .

 

الاحاديث

 

1- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول إذا قام إلى الصّلاة من جوف اللّيل: " اللّهمّ لك الحمد أنت نور السّموات والأرض، ولك الحمد أنت قيّام السّموات والأرض، ولك الحمد أنت ربّ السّموات والأرض ومن فيهنّ. أنت الحقّ، ووعدك الحقّ، وقولك الحقّ، ولقاؤك حقّ، والجنّة حقّ، والنّار حقّ، والسّاعة حقّ. اللّهمّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكّلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت وأخّرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلّا أنت" [رواه ومسلم (769) ] .

 

 

 2- عن جابر بن عبد اللّه- رضي اللّه عنهما- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "لا تمنّوا الموت فإنّ هول المطّلع شديد، وإنّ من السّعادة أن يطول عمر العبد ويرزقه اللّه الإنابة" [رواه أحمد (3/ 332) وقال شعيب الأرنؤوط : حسن لغيره وهذا إسناد محتمل للتحسين ] .

 

 

 3- عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان يقول في دعائه: " ربّ أعنّي ولا تعن عليّ، وانصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر عليّ، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، ربّ! اجعلني لك شكّارا. لك ذكّارا، لك رهّابا، لك مطيعا، إليك مخبتا ، إليك أوّاها منيبا، ربّ تقبّل توبتي واغسل حوبتي ، وأجب دعوتي، واهد قلبي، وسدّد لساني، وثبّت حجّتي، واسلل سخيمة  قلبي" [رواه أبو داود (1353)، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود  إسناده صحيح ] .

 

الاثار

 

1- أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة- رحمه اللّه- في قوله تعالى: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ) [الروم: 31] قال: تائبين .

 

 

2- وقال- رحمه اللّه- في قوله تعالى: (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ)[سبأ: 9] قال: تائب مقبل على اللّه- عزّ وجلّ-.[الدر المنثور (6/ 494، 552، 675) .

 

 

3- أخرج ابن المنذر عن ابن جريج- رحمه اللّه- في قوله تعالى: (وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَّ)[لقمان: 15] قال: محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم.[ انظر الدر المنثور (6/ 494، 552، 675) ] .

 

 

4- عن مجاهد فى قوله تعالى: (أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) [هود: 75] حدّثنا بشر قال: الأوّاب: القانت الرّجّاع.[ تفسير الطبرى (7/ 79) ] .

 

 

5- عن قتادة، قوله (وَأَنابُوا إِلَى اللَّهِ) [الزمر: 17]: وأقبلوا إلى اللّه. [تفسير الطبرى (7/ 79) ] .

 

 

6- قال ابن زيد، في قوله: (وَأَنِيبُوا إِلى رَبِّكُمْ) [الزمر: 54] قال: الإنابة: الرّجوع إلى الطّاعة، والنّزوع عمّا كانوا عليه، ألا تراه يقول: مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ.[ تفسير الطبرى (11/ 17) ] .

 

القصص

الاشعار

1- قال محمود الوراق:

قدم لنفسك توبةً مرجوةً *** قبل الممات وقبل حبس الألسن

بادر بها علق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن

[التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - ابن عبد البر (15/12) ] .

الدراسات

متفرقات

1- قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: الإنابة هي عكوف القلب على اللّه- عزّ وجلّ- كاعتكاف البدن في المسجد لا يفارقه، وحقيقة ذلك عكوف القلب على محبّته، وذكره بالإجلال والتّعظيم، وعكوف الجوارح على طاعته بالإخلاص له والمتابعة لرسوله، ومن لم يعكف قلبه على اللّه وحده، عكف على التّماثيل المتنوّعة، كما قال إمام الحنفاء لقومه (ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) [الأنبياء/ 52]،[ الفوائد، لابن القيم (196) ] .

التحليلات

الإحالات

1- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود - تعريف الإنابة .

2- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب أبو رحمة / محمد نصر الدين محمد عويضة المدرس بالجامعة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بجدة فرع مدركة ورهاط وهدى الشام 22/10/1418 هجرية (1/1) .

3- أثر الإيمان في تحصين الأمة الإسلامية ضد الأفكار الهدامة المؤلف : عبد الله بن عبد الرحمن الجربوعالناشر : عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية الطبعة : الأولى، 1423هـ/2003م عدد الأجزاء : 2 (1/343) .

4- الوجازة في شرح الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله شرح وتوضيح الشيخ علي بن خضير الخضير (1/69) .

5- تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد تأليف:سليمان بن عبد الله آل الشيخ دراسة وتحقيق:زهير الشاويش الناشر:المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق الأولى، 1423ه-/2002م (2/176) .

6- الجيل الموعود بالنصر والتمكين المؤلف: مجدي الهلالي الناشر: دار الأندلس الجديدة للنشر والتوزيع، مصر الطبعة: الأولى، 1429 هـ - 2008 م (1/17) .

7- دروس للشيخ سعيد بن مسفر المؤلف : سعيد بن مسفر بن مفرح القحطاني - الدعوة إلى الإنابة والرجوع إلى الله تعالى،http://www.islamweb.net. -

8-دروس للشيخ محمد المنجد المؤلف: محمد صالح المنجد- وجوب الإنابة إلى الله وقت الشدة http://www.islamweb.net . 

9- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة - فصل في منزلة الإنابة (5/1- 6) .

10- موسوعة فقه القلوب المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري الناشر: بيت الأفكار الدولية - فقه الإنابة (2/1812- 1816) .

11- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد المؤلف: أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: 807هـ) المحقق: حسام الدين القدسي الناشر: مكتبة القدسي، القاهرة عام النشر: 1414 هـ، 1994 م (10/203) .

12- الإيمان بالقدرالمؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي الناشر: - المكتبة العصرية للطباعة والنشر (271 صفحة) - دار المعرفة للطباعة والنشر (408 صفحة) الطبعة: الأولى (1/124) .

13- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (3/540) .

14- منازل السائرين المؤلف : عبد الله الأنصاري الهروي الناشر : دار الكتب العلمية - بيروت ، 1408 – 1988 باب الإنابة (1/16) .

15- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الثانية ، 1393 – 1973 تحقيق : محمد حامد الفقي (1/434) .

16- الوابل الصيب من الكلم الطيب المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله الناشر : دار الكتاب العربي – بيروت الطبعة الأولى ، ذ1405 – 1985 تحقيق : محمد عبد الرحمن عوض (1/62) .