اعتصام

2022-10-08 - 1444/03/12

التعريف

الاعتصام لغة:

يقول ابن فارس: العين والصّاد والميم أصل واحد صحيح يدلّ على إمساك ومنع وملازمة، والمعنى في ذلك كلّه معنى واحد، من ذلك العصمة: أن يعصم اللّه تعالى عبده من سوء يقع فيه، واعتصم العبد باللّه تعالى: إذا امتنع، واستعصم: التجأ ... إلخ [مقاييس اللغة (4/ 331)].

والاعتصام: الاستمساك بالشّيء، ومنه قول أبي طالب: ثمال اليتامى عصمة للأرامل. أي يمنعهم من الضّياع والحاجة، والعصمة: المنع، واعتصم فلان باللّه، إذا امتنع به،

والعصمة: الحفظ، وعصم إليه: اعتصم به، وأعصمه: هيّأ له شيئا يعتصم به، وأعصم بالفرس: امتسك بعرفه.

قال الزّجّاج: أصل العصمة الحبل، وكلّ ما أمسك شيئا فقد عصمه، وأعصم الرّجل بصاحبه إعصاما إذا لزمه [لسان العرب لابن منظور (12/ 404- 405)].

وعصم: العِصْمَةُ المنع يقال عَصَمَهُ الطعام أي منعه من الجوع و العِصْمَةُ أيضا الحفظ وقد عَصَمَهُ يَعْصِمه بالكسر عِصْمةً فانْعَصَمَ و اعْتَصَمَ بالله أي امتنع بلطفه من المعصية وقوله تعالى { لا عاصم اليوم من أمر الله } يجوز أن يُراد لا معصوم أي لا ذا عصمة فيكون فاعل بمعنى مفعول و المِعْصَمُ موضع السوار من الساعد و اعْتَصَمَ بكذا و اسْتَعْصَمَ به غذا تقوَّى وامتنع وفي المثل كن عِصَامِيَّا ولا تكن عِظامِيَّا يُريدون به قوله نفس عصام سوَّدت عِصاما وعلَّمته الكرَّ والإقداما [مختار الصحاح المؤلف : محمد بن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي الناشر : مكتبة لبنان ناشرون - بيروت الطبعة طبعة جديدة ، 1415 – 1995 تحقيق : محمود خاطر باب العين] .

 

الاعتصام بالكتاب والسنة اصطلاحا:

اجتماع المسلمين على الاستعانة باللّه، والوثوق به وعدم التّفرّق عنه، والاجتماع على التّمسّك بعهده على عباده، وهو الإيمان والطّاعة أو الكتاب (والسّنّة) لأنّ من أطاع الرّسول فبفرض اللّه ذلك فى كتابه كما قال اللّه- عزّ وجلّ-: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ) [النساء: 80]، [نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (2/410) ] .

قال ابن قيم الجوزية: وأما الاعتصام به: فهو التوكل عليه والامتناع به والاحتماء به، وسؤاله أن يحمي العبد، ويمنعه، ويعصمه، ويدفع عنه، فإن ثمرة الاعتصام به: هو الدفع عن العبد، والله يدافع عن الذين آمنوا، فيدفع عن عبده المؤمن إذا اعتصم به كل سبب يفضي به إلى العطب، ويحميه منه فيدفع عنه الشبهات، والشهوات، وكيد عدوه الظاهر والباطن، وشر نفسه، ويدفع عنه موجب أسباب الشر بعد انعقادها بحسب قوة الاعتصام به، وتمكنه فتفقد في حقه أسباب العطب فيدفع عنه موجباتها ومسبباتها، ويدفع عنه قدره بقدره، وإرادته بإرادته ويعيذه به منه. وقال: الاعتصام بالله الترقي عن كل موهوم الموهوم عنده ما سوى الله تعالى، والترقي عنه الصعود من شهود نفعه، وضره، وعطائه، ومنعه، وتأثيره إلى الله تعالى [مدارج السالكين (1/461) ] .

العناصر

 

1- القوة في الاعتصام والاجتماع،  والضعف في القوة والانشقاق .

 

 

2- الاعتصام بحبل الله يحمي من البدعة وآفات العمل .

 

 

3- الاعتصام بالكتاب والسنة سبيل الوقاية من الشيطان .

 

 

4- الاعتصام به سبحانه يحمي العبد ويمنعه ويعصمه ويدفع عنه .

 

 

5- لا خروج من الأزمات والمعضلات إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة .

 

 

6- الاعتصام بالكتاب والسنة سبب من أسباب الثبات على الدين .

 

 

7- الاعتصام بالكتاب والسنة يقتضي التمسك بهما وقراءتهما والعمل بهما والتحاكم إليهما وتقديمهما على كل قراءة وكل كتاب .

 

 

8- من صفات الفرقة الناجية الاعتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ورد التنازع والاختلاف إلي الله ورسوله .

 

 

9- الأمر بلزوم ما كان عليه السلف .

 

 

10- الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين .

 

الايات

 

1- قول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ كافِرِينَ * وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلى عَلَيْكُمْ آياتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [ آل عمران: 100- 103] .

 

 

2- قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً * إِلَّا الَّذِينَ تابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً) [النساء: 145- 146] .

 

 

3- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطاً مُسْتَقِيماً) [ النساء: 174- 175] .

 

 

4- قوله تعالى: (وَقالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُراوِدُ فَتاها عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَها حُبًّا إِنَّا لَنَراها فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ واحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّيناً وَقالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً إِنْ هذا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ * قالَتْ فَذلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ) [يوسف: 30- 32] .

 

الاحاديث

 

1- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا، فيرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرّقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السّؤال، وإضاعة المال" [رواه مسلم (1715) ] .

 

 

2- عن سفيان بن عبد اللّه الثّقفيّ- رضي اللّه عنه- قال: قلت: يا رسول اللّه: حدّثني بأمر أعتصم به، قال: " قل ربّي اللّه ثمّ استقم". قلت: يا رسول اللّه ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ بلسان نفسه ثمّ قال: "هذا" [رواه الترمذي (2522) وقال: حديث حسن صحيح، وابن ماجه (3972)، وصححه الألباني، صحيح سنن ابن ماجه (3208) ] .

 

 

3- عن مالك بن أنس- رحمه اللّه- بلغه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما: كتاب اللّه وسنّة رسوله"[رواه مالك في الموطأ وقال الألباني (حسن) المشكاة (47) ] .

 

 

4- عن زيد بن أرقم- رضي اللّه عنه- قال: قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوما فينا خطيبا، بماء يدعى خمّا بين مكّة والمدينة، فحمد اللّه وأثنى عليه، ووعظ وذكّر، ثمّ قال: " أمّا بعد، ألا أيّها النّاس فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب اللّه فيه الهدى والنّور، فخذوا بكتاب اللّه، واستمسكوا به" فحثّ على كتاب اللّه، ورغّب فيه ثمّ قال: "وأهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي، أذكّركم اللّه في أهل بيتي"[رواه مسلم (2408) ] .

 

الاثار

1- عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال فى قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ) قال: حبل اللّه الجماعة. [الدر المنثور للسيوطي (2/ 285) ] .

 

 

2- عن ابن مسعود- رضي اللّه عنه- قال: إنّ هذا الصّراط محتضر، تحضره الشّياطين ينادون يا عبد اللّه هلمّ هذا هو الطّريق، ليصدّوا عن سبيل اللّه، فاعتصموا بحبل اللّه، فإنّ حبل اللّه القرآن. [الدر المنثور للسيوطي (2/ 284) ] .

 

 

3- عن أبي العالية في قوله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ )قال: بالإخلاص للّهّ وحده (وَلا تَفَرَّقُوا) يقول: لا تعادوا عليه- يقول على الإخلاص- وكونوا عليه إخوانا. [الدر المنثور للسيوطي (2/ 286) ] .

 

 

4- عن ابن زيد في (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ)، قال: الإسلام . [الدر المنثور للسيوطي (2/ 287) ] .

 

القصص

1- الاعتصام بالله عند إبراهيم -عليه السلام-: اعتصم بالله خليل الله ونبيه إبراهيم -عليه السلام- لما ألقي في النار وذلك لما دحضت حجة قومه وبان عجزهم وظهر الحق واندفع الباطل فقالوا (حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) [الأنبياء : 68] فأضرموا له نارا عظيمة فكان لها شرر عظيم ولهب مرتفع لم توقد قط نار مثلها ولكن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- كانت ثقته بربه: حسبي الله ونعم الوكيل. فعن ابن عباس: (حسبنا الله ونعم الوكيل). قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم) (فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل). وفي رواية لَهُ عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: كَانَ آخر قَول إبْرَاهِيمَ - عليه الصلاة والسلام- حِينَ ألْقِيَ في النَّار: حَسْبِي الله ونِعْمَ الوَكِيلُ [رواه البخاري وانظر رياض الصالحين (40)]. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما ألقي إبراهيم في النار قال: اللهم إنك في السماء واحد، وأنا في الأرض واحد أعبدك " [أخرجه أبو يعلى وأبو نعيم ، وَابن مردويه والخطيب وانظر الدر المنثور (10/5292) وصعغه الألباني في السلسلة الضعيفة رقم (1216)]، [تفسير ابن كثير (5/ 2324 )].

 

2- عن زيد بن أسلم قال: لما أبطأ على عمر بن الخطاب فتح مصر كتب إلى عمرو بن العاص، أما بعد فقد عجبت لإبطائكم عن فتح مصر تقاتلونهم منذ سنين، وما ذاك إلا لما أحدثتم وأحببتم من الدنيا ما أحب عدوكم، وإن الله لا ينصر قوما إلا بصدق نياتهم، وقد كنت وجهت إليك أربعة نفر، وأعلمتك أن الرجل منهم مقام ألف رجل على ما أعرف، إلا أن يكون غيرهم ما غيرهم، فإذا أتاك كتابي هذا فاخطب الناس وحضهم على قتال عدوهم، ورغبهم في الصبر والنية، وقدم أولئك الأربعة في صدور الناس، وأمُر الناس أن يكون لهم صدمة كصدمة رجل واحد وليكن ذلك عند الزوال يوم الجمعة، فإنها ساعة تنزل فيها الرحمة، ووقت الإجابة وليعج الناس إلى الله وليسألوه النصر على عدوهم، فلما أتى عمروًا الكتابُ جمع الناس وقرأه عليهم، ثم دعا أولئك النفر، فقدمهم أمام الناس، وأمر الناس أن يتطهروا ويصلوا ركعتين، ثم يرغبون إلى الله ويسألونه النصر ففتح الله عليهم [جامع الأحاديث - رقم الحديث (31236) حياة الصحابة للشيخ يوسف الكاندهلوي (3/ 432)].

 

3- عن عياض الأشعري قال شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبى سفيان وشرحبيل بن حسنة وخالد بن الوليد وعياض -رضي الله عنهم- فقال عمر إذا كان قتال فعليكم أبو عبيدة. قال فكتبنا إليه إنه قد جاش إلينا الموت واستمددناه، فكتب إلينا إنه قد جاءني كتابكم تستمدوني، وإني أدلكم على من هو أعز نصرًا وأحضر جندًا الله عز وجل، فاستنصروه فإن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- قد نُصِر يوم بدر في أقل من عِدتكم فإذا أتاكم كتابي هذا فقاتلوهم ولا تراجعوني [مسند أحمد (1/ 355)].

 

4- عن ثُمامة بن عبد الله قال: جاء أنساً رضي الله عنه أكّارُ بستانِه في الصيف، فشكى العطش، فدعا بماء فتوضأ وصلى، ثم قال: هل ترى شيئاً؟ فقال: ما أرى شيئاً، قال: فدخل فصلى ثم قال في الثالثة -أو في الرابعة-: انظر، قال: أرى مثل جناح الطير من السحاب، قال: فجعل يصلي ويدعو فقال له أكاره: قد استوت السماء ومطرت، فقال: اركب الفرس الذي بعث به بشر بن شَفاف فانظر أين بلغ المطر؟ قال: فركبه فنظر، قال: فإذا المطر لم يجاوز بستانه [حياة الصحابة (3/297)]. وهنا كيف اعتصم أنس -رضي الله عنه- بربه فظل يصلي يطلب من ربه وينادي مولاه حتي جاءه الغيث وهطل عليه المطر وارتوت أرضه بالماء [الاعتصام بالله سبيل النجاة جمع وإعداد: أنور بن أهل الله بن أنوار الله (1/20)].

 

5- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكنى أبا معلق، وكان تاجرًا يتَّجر بمال له ولغيره، وكان له نُسُك وورع، فخرج مرة فعقبه لصٌّ مقنع في السلاح، فقال: ضَعْ متاعك فإني فاتلك، قال: شأنك بالمال، قال: لست أريد إلا دمك، قال: فذرْني أصلِّ، قال: صلِّ ما بدا لك. فتوضأ ثم صلّى فكان من دعائه: يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بعزَّتك التي لا تُرام، وملكك الذي لا يُضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص، يا مغيث أغثني. قالها ثلاثاً؛ فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذني رأسه، فطعن اللصَّ فقتله، ثم أقبل على التاجر، فقال: من أنت؟ فقد أغاثني الله بك، قال: إني مَلك من أهل السماء الرابعة؛ لما دعوتَ سمعتُ لأبواب السماء قعقعة، ثم دعوت ثانياً فسمعتُ لأهل السماء ضجّة، ثم دعوتَ ثالثاً فقيل: دعاء مكروب، فسألتُ الله أن يوليني قتله، ثم قال: أبشر واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروباً كان أو غير مكروب [الإصابة (4/ 182). حياة الصحابة (3/ 98)]. فهذا الصحابي الجليل لما اعتصم بالله ودعاه من شر هذا اللص أنقذه الله من الهلاك بملك أيَّدَه من السماء[وانظر الاعتصام بالله سبيل النجاة جمع وإعداد: أنور بن أهل الله بن أنوار الله (1/20)].

الاشعار

1- قال الشيخ أحمد سحنون:

سجنت وهل يسجنون الكلام؟ *** وإن كان سجني يسر اللئام!!

فقد سجن الأنبياء الكرام!!! *** وهل يبغض النور إلا الظلام؟

سجنت ولكنني ما جزعت!!! *** لسجني ولكنني قد صبرت!!

وبالله فيما أصبت اعتصمت! *** فليس بغير الإله اعتصام!

سيمضي نهار ويأتي نهار *** وينتصر الحق أي انتصار

ويندحر الظلم أي اندحار *** ويمضي البلاء ويأتي السلام

فلا يطمئن دعاة الظلام *** ولا يقنطن هداة الأنام

سيعقب هذا العبوس ابتسام *** فما لانحراف الطريق دوام

[ديوان الشيخ أحمد سحنون المؤلف: أحمد سحنون الناشر: منشورات الحبر (الجزائر) الطبعة: الطبعة الثانية، 2007 (2/29)].

 

2- رحم الله من قال:

كَيفَ تَلْتَذُ جُفُوني بالمنام *** بَعْد شُرْبِ المُصْطَفَى كَأْسَ الحِمَامْ

أمْ لِقَلْبِي رَاحَةٌ مِن بَعْدِهِ *** وجُفْوَيِن بالبكَاء سَحَّتْ دَوَامْ

إنْ يَكُنْ غَابَ عن الدُنيا ففي *** جَنَّةِ المأْوَى لَهُ أعْلَى مَقَامْ

لَكِنِ المَقْدُورُ حَتْمٌ لاَزِمٌ *** مَا لَنَا مِن بأسِهِ مِن اعْتِصَامْ

لَيسَ في الدنيا بُكَاءٌ لامْرِئٍ *** بَعْدَ مَوتِ المُصْطَفَىَ خَيرِ الأنَامْ

[مجموعة القصائد الزهديات المؤلف: أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان (المتوفى: 1422هـ) الناشر: مطابع الخالد للأوفسيت – الرياض الطبعة: الأولى، 1409 هـ (2/433)].

الدراسات

متفرقات

1- قال ابن بطّال: لا عصمة لأحد إلّا في كتاب اللّه، أو في سنّة رسوله، أو في إجماع العلماء على معنى في أحدهما. [فتح الباري (13/ 246)] .

التحليلات

الإحالات

1- إقامة الحجة والدليل وإيضاح المحجة والسبيل تأليف:سليمان بن سحمان دراسة وتحقيق:عبد السلام بن برجس بن ناصر العبد الكريم الناشر:دار العاصمة 1409 هـ / 1989 م .

2- تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد تأليف: عبد الهادي بن محمد بن عبد الهادي البكري دراسة وتحقيق: حسن بن علي العواجي الناشر: أضواء السلف، الرياض، المملكة العربية السعودية الطبعة : الأولى، 1419هـ/ 1999م (1/124) .

3- تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد تأليف:سليمان بن عبد الله آل الشيخ دراسة وتحقيق:زهير الشاويش الناشر:المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق الأولى، 1423ه-/2002م .

4- شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : خالد بن عبد الله بن محمد المصلح مصدر الكتاب : دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية http://www.islamweb.net (5/11)

5- معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول المؤلف : حافظ بن أحمد حكمي الناشر : دار ابن القيم – الدمام الطبعة الأولى ، 1410 – 1990 تحقيق : عمر بن محمود أبو عمر عدد الأجزاء : 3 (1/51) .

6- المفصل في شرح آية لا إكراه في الدين جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود.

7- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآنالمؤلف : محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان عام النشر : 1415 هـ - 1995 مـ .

8- التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) الناشر : مؤسسة التاريخ العربي، بيروت – لبنان الطبعة : الأولى، 1420هـ/2000م (11/305، 12/46) .

9- التفسير المنير فى العقيدة والشريعة والمنهج المؤلف : وهبة بن مصطفى الزحيلى الموضوع : فقهى و تحليلى القرن : الخامس عشر الناشر : دار الفكر المعاصر مكان الطبع : بيروت دمشق سنة الطبع : 1418 ق (12/266، 18/97، 24/103) .

10- تفسير القرآن العظيم المؤلف : أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى : 774هـ) المحقق : محمود حسن الناشر : دار الفكر الطبعة : الطبعة الجديدة 1414هـ/1994م (4/120) .

11- الجامع الصحيح المختصر المؤلف : محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي الناشر : دار ابن كثير ، اليمامة – بيروت الطبعة الثالثة ، 1407 – 1987 تحقيق : د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة - جامعة دمشق عدد الأجزاء : 6 - باب قول الله تعالى (لقد كان في يوسف وأخوته آيات للسائلين) [يوسف: 7] .

12- مسند الإمام أحمد بن حنبل المؤلف : أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني (المتوفى : 241هـ) المحقق : شعيب الأرنؤوط - عادل مرشد ، وآخرون إشراف : د عبد الله بن عبد المحسن التركي الناشر : مؤسسة الرسالة الطبعة : الأولى ، 1421 هـ - 2001 م (2/111) .

13- شعب الإيمان المؤلف : أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى ، 1410 تحقيق : محمد السعيد بسيوني زغلول (4/235) .

14- أَخْلاقُ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ لِلآجُرِّيِّ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الآجُرِّيِّ الْبَغْدَادِيِّ الْمُتَوَفَّي سنة 360 هـ . تَحْقِيقُ وَتَعْلِيقُ : أبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ شِحَاتَه الألْفِيُّ السَّكَنْدَرِيُّ . الطَّبْعَةُ الأُولَى : 1426 هـ /2005 م . رَقَمُ الإيدَاعٍ : 9364/2005 دَارُ النَّشْرِ : دُارُ الصَّفَا والْمَرْوَةِ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ .

15- الترغيب والترهيب المؤلف : أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني قوام السنة 457 - 535 هـ المحقق : أيمن بن صالح بن شعبان الناشر : دار الحديث – القاهرة الطبعة : الأولى 1414 هـ - 1993 م عدد الأجزاء : 3 (1/268) .

16- تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي المؤلف : محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت (7/77) .

17- جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم تأليف الإمام الحافظ الفقيه زين الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي الشهير بابن رجب المتوفى سنة ( 795 ) ه‍ حقق نصوصه وخرّج أحاديثه وعلّق عليه الدكتور ماهر ياسين الفحل – الحديث الحادي والعشرون .

18- عون المعبود شرح سنن أبي داود المؤلف : محمد شمس الحق العظيم آبادي أبو الطيب الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الثانية ، 1415- باب كيف الرقى .

19- نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم المؤلف : عدد من المختصين بإشراف الشيخ/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الناشر : دار الوسيلة للنشر والتوزيع، جدة الطبعة : الرابعة (2/410) .