اجتماع

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

تعريف الاجتماع لغة:

 

قال الفيروزآبادي: الجمع كالمنع: تأليف المتفرق .... وجماعة الناس ج: جموع كالجميع .... والمجموع: ما جمع من هاهنا وهاهنا .... والجميع: ضد المتفرق والجيش والحي المجتمع .... وجماع الناس كرمان: أخلاطهم من قبائل شتى، ومن كل شيء: مجتمع أصله وكل ما تجمع وانضم بعضه إلى بعض .... والإجماع: الاتفاق ... واجتمع: ضد تفرق ... وتجمع .. واستجمع السيل: اجتمع من كل موضع .... وتجمعوا: اجتمعوا من هاهنا وهاهنا .... وجامعه على أمر كذا: اجتمع معه (القاموس المحيط). وجاء في المعجم الوسيط (جمع) المتفرق جمعا ضم بعضه إلى بعض ... ، و الله القلوب: ألفها .... (أجمع) القوم اتفقوا ..... (استجمع) تجمع ويقال استجمع القوم تجمعوا من كل صوب .... والمسجد الجامع الذي تصلى فيه الجمعة .... جوامع (الجماعة) العدد الكثير من الناس والشجر والنبات وطائفة من الناس يجمعها غرض واحد ..... (الجمع) الجماعة والمجتمعون والجيش .... (الجمعية) طائفة تتألف من أعضاء لغرض خاص وفكرة مشتركة .... (المجتمع) موضع الاجتماع والجماعة من الناس (المجمع) موضع الاجتماع والمجتمعون والملتقى ومنه مجمع البحرين .... مجامع (المعجم الوسيط، مادة جمع:، ص 134-136).

 

خلاصة التعريف اللغوي:

 

أن معنى الاجتماع لغة: دائر في استعماله حول تأليف المتفرق، واتفاق المختلفين، سواء في الرأي، أو في العرق، أو الجنس، أو اللون، وانضمام بعضهم لبعض، مع الألفة، والاتفاق على غرض واحد، وفكرة مشتركة.

 

العناصر

1- حث الإسلام على الاجتماع ونبذ الفرقة.

 

2- وحدة الصف واجتماع المسلمين من أهم أسباب النصر والتمكين.

 

3- بيان المعنى الحقيقي لكلمة (التوحيد أولاً قبل توحيد الكلمة) واستخدامتها الخاطئة.

 

4-من أهم وسائل الاجتماع

 

5- من أهم أسباب الفرقة بين المسلمين عامة والدعاة إلى الله خصوصا

 

الايات

1- قول الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 103-104].

 

2- قوله تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال: 46].

 

3- قوله تعالى: (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) [النساء: 115].

 

4- قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ *وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [الأنفال: 62-63].

 

5- قوله تعالى: (مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) [الروم: 31-32].

 

6- قوله تعالى: (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)[الشُّورى:13].

 

7- قال الله تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى) [المائدة :2] .

 

8- قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [النساء: 110].

 

9- قوله تعالى: ( وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) [العصر: 1- 3] .

 

10- قوله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرصُوصٌ ) [الصف: 4] .

 

11- قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 71].

 

12- قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 83].

 

الاحاديث

1- عن وحشيّ بن حرب، أنّهم قالوا: يا رسول اللّه! إنّا نأكل ولا نشبع. قال: "فلعلّكم تأكلون متفرّقين؟"، قالوا: نعم، قال: "فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم اللّه عليه يبارك لكم فيه" (رواه ابن ماجه: (3286) واللفظ له، أبو داود: (3764)، وحسنه الألباني).

 

2- عن أبي الدّرداء -رضي اللّه عنه- قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "ما من ثلاثة في قرية، ولا بدو لا تقام فيهم الصّلاة إلّا قد استحوذ عليهم الشّيطان، فعليك بالجماعة؛ فإنّما يأكل الذّئب القاصية من الغنم" رواه أبو داود (556)، وحسنه الألباني).

 

3- عن أبي هريرة -رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ اللّه يرضى لكم ثلاثا، ويكره لكم ثلاثا. فيرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرّقوا. ويكره لكم: قيل وقال ، وكثرة السّؤال ، وإضاعة المال" رواه مسلم: (1715).

 

4- عن ابن عمر -رضي اللّه عنهما- قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: يا أيّها النّاس، إنّي قمت فيكم كمقام رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فينا، فقال: "أوصيكم بأصحابي، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم، ثمّ يفشو الكذب، حتّى يحلف الرّجل ولا يستحلف، ويشهد الشّاهد ولا يستشهد، ألا لا يخلونّ رجل بامرأة إلّا وكان ثالثهما الشّيطان، عليكم بالجماعة، وإيّاكم والفرقة، فإنّ الشّيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنّة فليلزم الجماعة، من سرّته حسنته، وساءته سيّئته فذلك المؤمن" رواه الترمذي: (2165)، وصححه الألباني.

 

5- عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ-: "افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الْجَمَاعَةُ" رواه ابن ماجه: (٣٢٤١)، وصححه الألباني. 

 

6- عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان النّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ، مَخافَةَ أنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنّا كُنّا في جاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجاءَنا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: "نَعَمْ" قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: "نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ" قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: "قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ" قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: "نَعَمْ، دُعاةٌ على أبْوابِ جَهَنَّمَ، مَن أجابَهُمْ إلَيْها قَذَفُوهُ فِيها" قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنا، قالَ: "هُمْ مِن جِلْدَتِنا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنا" قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: "تَلْزَمُ جَماعَةَ المُسْلِمِينَ وإمامَهُمْ" قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَماعَةٌ ولا إمامٌ؟ قالَ: "فاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّها، ولو أنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ على ذلكَ". رواه البخاري: (٧٠٨٤).

 

7- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ ولزومُ جماعتِهم فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم". أخرجه الترمذي: (٢٦٥٨)، وصححه الألباني.

 

8- عن العِرباض بن سارِيَة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صلّى بنا رسولُ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ذاتَ يومٍ ثمَّ أقبلَ علينا فوعظنا موعِظةً بليغةً ذرِفت منا العيونُ ووجلت منها القلوبُ فقال قائلٌ: يا رسولَ اللَّهِ كأنَّ هذِه موعظةُ مودِّعٍ فماذا تعهدُ إلينا، فقال: "أوصيكم بتقوى اللَّهِ والسَّمعِ والطّاعةِ وإن كان عبدًا حبشيًّا فإنَّهُ من يعِش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرّاشدينَ المَهديِّينَ تمسَّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنَّواجذِ وإيّاكم ومحدَثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وَكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ ". رواه الترمذي: (٤٦٠٧)، وقال: "حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

 

9- عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا“أخرجه البخاري: (6).

 

10- عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: “يد الله مع الجماعة” رواه الترمذي: (2166) وصححه الألباني.

 

11- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه” رواه البخاري: (481) ومسلم: (2585).

 

 

الاثار

1- عن عليّ -رضي اللّه عنه- قال: "اقضوا كما كنتم تقضون، فإنّي أكره الاختلاف، حتّى يكون النّاس جماعة، أو أموت كما مات أصحابي رواه البخاري: ( 7 /3707).

 

2- قال ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: "تبيَضُّ وجوهُ أهل السنَّة والجماعة، وتسوَدُّ وجوهُ أهل الفُرقةِ والخِلافِ"(تفسير الدر المنثور).

 

الاشعار

1- يقول معن بن زائدة أبو الوليد الشيباني:

كونوا جميعًا يا بني إذا اعترى *** خطب ولا تتفرقوا أفرادا

تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرًا *** وإذا افترقن تكسرت أفرادا

(مجمع الحكم والأمثال المؤلف: أحمد قبش: (1-1).

 

2- يقول الشاعر: 

حرموا هداية دينهم وعقولهم *** هذا وربك غاية الخسران

تركوا هداية ربهم، فإذا بهم *** غرقى من الآراء في طوفان

وتفرقوا شيعاً بها نهجهم *** من أجلها صاروا إلى شنآن

(مجموعة القصائد الزهديات المؤلف: أبو محمد عبد العزيز السلمان).

 

3- قال ابن المبارك:

إن الجماعة حبل الله فاعتصموا *** منه بعروته الوثقى لمن دانا

(تفسير القرطبي).

 

4- قال الشاعر:

كل يرى رأيا وينصر قوله *** وله يعادي سائر الإخوان

ولو أنهم عند التنازع وفقوا *** لتحاكموا لله دون توان

ولأصبحوا بعد الخصام أحبة *** غيظ العدا ومذلة الشيطان

(موسوعة الشعر الإسلامي جمعها وأعدها: علي بن نايف الشحود: (1-162).

 

 

متفرقات

1- قال ابن حجر -رحمه اللّه- في المحافظة على الجماعة (في الفجر والعشاء خاصّة): "انتظام الألفة بين المتجاورين في طرفي النّهار، وليختموا النّهار بالاجتماع على الطّاعة ويفتتحوه كذلك" فتح الباري: 2-107).

 

2- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الرسل كلهم- عليهم الصلاة والسلام- متفقون في الدين الجامع، في الأمور الاعتقادية والأمور العلمية كالإيمان بالله تعالى والملائكة والكتاب والنبيين... إلى غير ذلك، وكذلك الأصول العملية كالأعمال المذكورة في سورة الأنعام؛ فهذا من الدين الجامع الذي اتفق عليه الرسل جميعًا عليهم الصلاة والسلام". مجموع الفتاوى لابن تيمية: (9-75).

 

3- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "والاجتماع والائتلاف من أعظم الأمور التي أوجبها الله -تعالى- ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.. وهذا الأصل العظيم وهو الاعتصام بحبل الله جميعا وأن لا يتفرق هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله -تعالى- به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- في مواطن عامة وخاصة".

 

4- قال السعدي في تفسير الآية الكريمة: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا): "وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين؛ فإن في اجتماع المسلمين على دينهم، وائتلاف قلوبهم يصلح دينهم وتصلح دنياهم وبالاجتماع يتمكنون من كل أمر من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أن بالافتراق والتعادي يختل نظامهم وتنقطع روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام"(تفسير السعدي).

 

5- قال السعدي عند قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) قال: "يتوعد تعالى الذين فرقوا دينهم، أي: شتتوه وتفرقوا فيه، وكلٌّ أخذ لنفسه نصيبا من الأسماء التي لا تفيد الإنسان في دينه شيئا، كاليهودية والنصرانية والمجوسية. أو لا يكمل بها إيمانه، بأن يأخذ من الشريعة شيئا ويجعله دينه، ويدع مثله، أو ما هو أولى منه، كما هو حال أهل الفرقة من أهل البدع والضلال والمفرقين للأمة. ودلت الآية الكريمة أن الدين يأمر بالاجتماع والائتلاف، وينهى عن التفرق والاختلاف في أهل الدين، وفي سائر مسائله الأصولية والفروعية. وأمره أن يتبرأ ممن فرقوا دينهم فقال: (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) أي لست منهم وليسوا منك، لأنهم خالفوك وعاندوك"(تفسير السعدي).

 

6- قال ابنُ جريرٍ الطبريُّ - رحمه الله – عند قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 103] قال: "أي: تمسَّكُوا بدينِ الله الذي أمرَكم به وعهدِه الذي عهِدَه إليكم في كتابِه، من الأُلفة والاجتِماع على كلمة الحقِّ، والتسليمِ لأمر الله".

 

7- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " إن سبب الاجتماع والألفة جمعُ الدين والعمل به كله ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، كما أمر به باطناً وظاهراً، ... ونتيجة الجماعة : رحمة الله ورضوانه، وسعادة الدنيا والآخرة ، وبياض الوجوه". مجموع الفتاوى: (1-17).

 

8- قال: "فإنهم إذا اجتمعوا كانوا مطيعين لله بذلك مرحومين، فلا تكون طاعة الله ، بفعل لم يأمر الله به ، من اعتقاد أو قول أو عمل ، فلو كان القول أو العمل الذي اجتمعوا عليه لم يأمر الله به ، لم يكن ذلك طاعة لله ولا سبباً لرحمته" مجموع الفتاوى: (3-421)..

 

9- قال أيضا: "فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به ، وقعت بينهم العداوة والبغضاء ، وإذا تَفَرَّقَ القوم فَسَدوا وهَلَكوا، وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا؛ فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب". مجموع الفتاوى: (3-421).

 

10- قال شيخ الإسلام: "والبدعة مقرونة بالفُرقة ، كما أن السُنَّة مقرونة بالجماعة ، فيُقال : أهل السُنَّة والجماعة ، كما يُقال : أهل البدعة والفُرقة". الاستقامة: (1-42).

 

11- قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله في قوله: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا) النساء: (59)، وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة، وربما اختلف قولهم في المسألة العِلمية والعَملية ، مع بقاء الألفة والعِصمة وأخوة الدين ". مجموع الفتاوى: (24-132).

 

12- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "تعلمون أن من القواعد العظيمة التي هي من جِماع الدين: تأليف القلوب، واجتماع الكلمة ، وصلاح ذات البَيْن، فإن الله تعالى يقول: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) الأنفال: (1) ". مجموع الفتاوى: (28-50).

 

13- يقول وزير المستعمرات البريطانية في وقته أوريسي جو: "إن سياستنا تهدف دائمًا وأبدًا إلى منع الوحدة الإسلامية أو التضامن الإسلامي ، ويجب أن تبقى هذه السياسة كذلك وقال: إننا في دول إسلامية شجعنا -وكنا على صواب- نمو القوميات المحلية, فهي أقل خطرًا من الوحدة الإسلامية.. وقال المؤرخ أرنولد توينبي: إن الوحدة الإسلامية نائمة, لكن يجب أن نضع في حسباننا أن النائم قد يستيقظ". توحيد الكلمة على كلمة التوحيد بقلم الشيخ المحدث: عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي: (1-1).

 

 

 

الإحالات

1- صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي المؤلف: عاطف إبراهيم المتولي رفاعي إشراف فضيلة الدكتور: حاتم محمد منصور مزروعة الناشر: رسالة ماجستير، قسم التفسير وعلوم القرآن،كلية العلوم الإسلامية، جامعة المدينة العالمية (ماليزيا) عام النشر: 1432 هـ - 2011 م .

2- الوجيز في عقيدة السلف الصالح ( أهل السنة والجماعة ) المؤلف : عبد الله بن عبد الحميد الأثري & مراجعة وتقديم صالح بن عبد العزيز آل الشيخ الطبعة : الأولى الناشر : وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية تاريخ النشر : 1422هـ (1/179) .

3- أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها : التبشير - الاستِشراق - الاستعمار ، دراسة وتحليل وتوجيه (ودراسة منهجية شاملة للغزو الفكري) المؤلف : عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني الدمشقي (المتوفى : 1425هـ) الناشر : دار القلم – دمشق الطبعة : الثامنة ، 1420 هـ - 2000 م (1/307) .

4- موسوعة الرد على المذاهب الفكرية المعاصرة 1-29 جمع وإعداد : علي بن نايف الشحود الباحث في القرآن والسنة – وحدة الصف لا وحدة الرأي، لا للتعصب العرقي .

5- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عدد الأجزاء: 95 جزءا (11/171) - منهج السلف في العقيدة وأثره في وحدة المسلمين إعداد: الدكتور صالح بن سعد السحيمي .

6- مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة المؤلف : الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (21/314) وحدة المسلمين في مواجهة الأخطار سبيلها وغايتها فضيلة الشيخ محمد عبد الرحمن الراوي رئيس قسم التفسير بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .

7- مجلة البيان (238 عددا) المؤلف : تصدر عن المنتدى الإسلامي - وحدة الصف .. طريق النصر خالد المسبحي .

8- كتب ومقالات أنور الجندي (72/11) وحدة الفكر الإسلامي مقدمة للوحدة .

9- فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم المؤلف : علي محمد محمد الصلابي (2/11) .

10- موسوعة البحوث والمقالات العلمية جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة حوالي خمسة آلاف وتسعمائة مقال وبحث علي بن نايف الشحود – وحدة المسلمين السياسية .

11- مجلة مجمع الفقه الإسلامي وهي مجلة معروفة تصدر عن مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي (2/8305) .