إيذاء

2022-10-07 - 1444/03/11

التعريف

آذاه : ألحق به الأذى [المعجم: الرائد] .

آذى يُؤذي ، آذِ ، إيذاءً ، فهو مُؤذٍ ، والمفعول مُؤذًى: آذى الرَّجلَ أضرَّه ، أصابه بضرر أو مكروه إنَّه لا يؤذي إلاّ نفسه ، - «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ» [ جزء من حديث رواه البخاري في صحيحه (6018) ]، - (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ ءَاذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ) . آذى اللهَ ورسولَه :

1 - عصاهما وأساء الأدب معهما (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ) .

2 - عاقبه (وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنْكُمْ فَآذُوهُمَا): عاقبوهما بالشتم والضرب ، أو التعزير [المعجم: اللغة العربية المعاصر] .

إيذاء : مصدر آذى إيذاء الذَّات: معاقبة الإنسان نفسَه .

الإيذاء: إلحاق الضَّرر بأملاك الآخرين أو بأموالهم [المعجم: اللغة العربية المعاصر] .

العناصر

1- حرص الشريعة الإسلامية على حفظ النفس وصيانتها .

 

 

2- التحذير من إيذاء المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، والنهي عن إرضاء الناس بسخط الله .

 

 

3- نهي الإسلام عن إيذاء الناشز إذا رجعت إلى طاعة زوجها، والجار، وترويع المسلم .

 

 

4- من مظاهر إيذاء الجار .

 

 

5- صبر المسلم على إيذاء امرأته له أو تقصيرها في حقه كفارة عظيمة لذنوبه ورفعة لمكانته عند الله .

 

 

6- أمر النبي بأخذ الحيطة والحرص على البعد عن الأسباب المؤدية إلى إيذاء المسلمين .

 

 

7- الإيذاء ليس من صفات المؤمنين .

 

 

8- الشريعة تدعو إلى إزالة الأذى بل جعلته صدقة .

 

 

9- دعوة لرد المظالم إلى أهلها.

 

الايات

1- قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً * إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [الأحزاب : 56 - 58].

 

2- قوله تعالى: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى كَالَّذِي يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوانٍ عَلَيْهِ تُرابٌ فَأَصابَهُ وابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْداً لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ * وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصابَها وابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَها ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة البقرة: 262- 265].

 

3- قوله تعالى: (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً) [النساء: 15- 16].

 

4- قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً) [الأحزاب: 53].

 

5- قوله تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [آل عمران: 186].

 

6- قوله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتابِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ * لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ) [آل عمران: 110- 111].

 

7- قوله تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ * رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ * رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ * رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ * فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ) [آل عمران: 190- 195].

 

8- قوله تعالى: (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ * قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ * وَإِنْ كانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْراضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّماءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) [الأنعام: 32- 35].

 

9- قوله تعالى: (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ * يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كانُوا مُؤْمِنِينَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِداً فِيها ذلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 61- 63].

 

10- قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) [العنكبوت: 10].

الاحاديث

1- عن عبد اللّه- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما". وقال سفيان في حديثه: "لا يتناجى اثنان دون الثّالث، فإنّ ذلك يحزنه" [الترمذي (2825) وقال: هذا حديث صحيح. وذكره الألباني في "السلسلة الصحيحة" (3/ 392)].

 

2- عن أبي سهلة السّائب بن خلّاد- قال أحمد: من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم- أنّ رجلا أمّ قوما فبصق في القبلة ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ينظر، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين فرغ: "لا يصلّي لكم" فأراد بعد ذلك أن يصلّي لهم، فمنعوه وأخبروه بقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر ذلك لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "نعم" وحسبت أنّه قال: "إنّك آذيت اللّه ورسوله" [أبو داود (481) وقال الألباني (1/ 95): حديث حسن].

 

3- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "اللّهمّ إنّي أتّخذ عندك عهدا لن تخلفنيه. فإنّما أنا بشر. فأيّ المؤمنين آذيته، شتمته، لعنته، جلدته. فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة، تقرّبه بها إليك يوم القيامة" [البخاري- الفتح 11 (6361). ومسلم (2601) واللفظ له].

 

4- عن عبد اللّه بن عبّاس- رضي اللّه عنهما-: أنّ رجلا وقع في أب كان له في الجاهليّة، فلطمه العبّاس، فجاء قومه، فقالوا: ليلطمنّه، كما لطمه، فلبسوا السّلاح، فبلغ ذلك النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فصعد المنبر، فقال: "أيّها النّاس، أيّ أهل الأرض تعلمون أكرم على اللّه- عزّ وجلّ-؟" فقالوا: أنت، فقال: "إنّ العبّاس منّي وأنا منه، لا تسبّوا موتانا فتؤذوا أحياءنا"، فجاء القوم فقالوا: يا رسول اللّه، نعوذ باللّه من غضبك، استغفر لنا [أخرجه النسائي (8/ 33). وقال محقق جامع الأصول (10/ 272): إسناده حسن].

 

5- عن أبي سعيد الخدريّ- رضي اللّه عنه- أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إيّاكم والجلوس في الطّرقات" فقالوا: يا رسول اللّه، ما لنا بدّ من مجالسنا، نتحدّث فيها. فقال: "فإذا أبيتم إلّا المجلس فأعطوا الطّريق حقّه". قالوا: وما حقّ الطّريق يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم؟ قال: "غضّ البصر، وكفّ الأذى، وردّ السّلام، والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر" [البخاري- الفتح 11 (6229). ومسلم (2121) واللفظ له].

 

6- عن عبد اللّه بن بسر- رضي اللّه عنه- جاء رجل يتخطّى رقاب النّاس يوم الجمعة، والنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "اجلس، فقد آذيت" [أبو داود (1118) وقال الألباني (1/ 208): صحيح. والنسائي (3/ 103) وابن حبان في صحيحه رقم 572 موارد وقال محقق "جامع الأصول" (5/ 692): إسناده حسن. وعند ابن ماجه (1/ 354) من حديث جابر بزيادة "وآنيت"].

 

7- عن عبد اللّه بن عمر- رضي اللّه عنهما- قال: صعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: "يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيّروهم، ولا تتبّعوا عوراتهم، فإنّه من تتبّع عورة أخيه المسلم تتبّع اللّه عورته، ومن تتبّع اللّه عورته يفضحه ولو في جوف رحله"، قال: ونظر ابن عمر يوما إلى البيت أو إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، والمؤمن أعظم حرمة عند اللّه منك [أخرجه الترمذي (2032) واللفظ له وقال: حسن غريب، وقال محقق جامع الأصول (6/ 653): إسناده حسن. ورواه ابن حبان في صحيحه وأبو يعلى بإسناد حسن من حديث البراء (الترغيب والترهيب (3/ 177) وشرح السنة (13/ 104 برقم 3526) وقال محققه: سنده حسن].

 

8- عن أبي ذرّ- رضي اللّه عنه- عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "عرضت عليّ أعمال أمّتي. حسنها وسيّئها. فوجدت في محاسن أعمالها الأذى يماط عن الطّريق. ووجدت في مساوىء أعمالها النّخاعة تكون في المسجد لا تدفن" [البخاري- الفتح 1 (477)].

 

9- عن أنس بن مالك- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "لقد أوذيت في اللّه وما يؤذى أحد. ولقد أخفت في اللّه وما يخاف أحد. ولقد أتت عليّ ثالثة وما لي ولبلال طعام يأكله ذو كبد، إلّا ما وارى إبط بلال" [أخرجه الترمذي (2472) وقال: هذا حديث حسن غريب. وابن ماجة (151) في المقدمة واللفظ له. وقال محقق جامع الأصول 4/ 687: الحديث حسن].

 

10- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "مرّ رجل بغصن شجرة على ظهر طريق. فقال: واللّه لأنحّينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم. فأدخل الجنّة" [مسلم (1914) باب فضل إزالة الأذى وكتاب البر والصلة، ورواه بلفظ آخر في كتاب الإمارة باب بيان الشهداء تحت الرقم نفسه].

 

11- عن أبي قتادة بن ربعيّ الأنصاريّ رضي اللّه عنه- أنّه كان يحدّث أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مرّ عليه بجنازة فقال: "مستريح، ومستراح منه". قالوا: يا رسول اللّه، ما المستريح والمستراح منه، قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدّنيا وأذاها إلى رحمة اللّه عزّ وجلّ- والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشّجر والدّوابّ" [البخاري- الفتح 11 (6512) واللفظ له. ومسلم (950)].

 

12- عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه" [البخاري- الفتح 11 (6475) واللفظ له. ومسلم (47)].

الاثار

1- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر - أي أصبحنا نستطيع أن نظهر ولا نخاف إيذاء المشركين [أخرجه البخاري].

 

2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: أصيب رجل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - في ثمار ابتاعها، فكثر دينه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تصدقوا عليه، فتصدق الناس عليه، فلم يبلغ ذلك وفاء دينه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لغرمائه: خذوا ما وجدتم، وليس لكم إلا ذلك" [أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1191].

 

3- قال الرّبيع بن خثيم- رحمه اللّه-: النّاس رجلان: مؤمن فلا تؤذه، وجاهل فلا تجاهله [آداب العشرة (15)].

 

4- ومن كلام يحيى بن معاذ الرّازيّ: ليكن حظّ المؤمن منك ثلاثة: إن لم تنفعه فلا تضرّه، وإن لم تفرحه فلا تغمّه، وإن لم تمدحه فلا تذمّه [جامع العلوم والحكم (294)].\ 

5- قال رجل لعمر بن عبد العزيز: اجعل كبير المسلمين عندك أبا، وصغيرهم ابنا، وأوسطهم أخا فأيّ أولئك تحبّ أن تسيء إليه؟ [جامع العلوم والحكم (294)].

القصص

1- لما قدم حاتم الأصم إلى أحمد بن حنبل قال له: أحمد بعد بشاشته به: أخبرني كيف التخلص إلى السلامة؟ فقال له حاتم: بثلاثة أشياء. فقال أحمد: ما هي؟ قال: تعطيهم مالك، ولا تأخذ مالهم، وتقضي حقوقهم، ولا تطالبهم بقضاء حقوقك، وتصبر على أذاهم ولا تؤذهم. فقال أحمد: إنها لصعبة قال حاتم: وليتك تسلم [سوء الخلق محمد بن إبراهيم الحمد (1/13)].

الاشعار

1- ملكنا فكان العدل منا سجية *** ولما ملكتم سال بالدم ابطح

فحسبكم هذا التفاوت بيننا *** وكل إناء بالذي فيه ينضح

 

2- وقال آخر:

وإذا أذيت ببلدة فارقتها، *** ولا أقيم بغير دار مقام

[لسان العرب المؤلف: محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (المتوفى: 711هـ) الناشر: دار صادر – بيروت الطبعة: الثالثة - 1414 هـ (14/27) ] .

 

3- قال طلحة بن عبيد الله:

فلا تعجل على أحد بظلم *** فإن الظلم مرتعه وخيم

ولا تفحش وإن ملئت غيظا *** على أحد فإن الفحش لوم

[الحلم لابن أبي الدنيا (ص 73) ] .

الدراسات

متفرقات

1- قال الشافعي: الخير في خمسة: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله [سير أعلام النبلاء (10/97) ومناقب البيهقي (2 / 170)، و تهذيب الاسماء واللغات (1 / 55)].

 

2- قال ابن القيم: من العجب : أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام والظلم والزنا والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى إن الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد مما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول [الجواب الكافي (1/111)].

 

3- قال مالك: العريّة أن يعري الرّجل الرّجل النّخلة، ثمّ يتأذّى بدخوله عليه، فرخّص له أن يشتريها منه بتمر. أي أنّه كره أذى المؤمن بكثرة الدّخول عليه [البخاري- الفتح (4/ 84) باب تفسير القرآن (ص 456)].

 

4- قال ابن كثير- رحمه اللّه- في تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً) [البقرة: 262] قوله (ولا أذى) أي لا يفعلون مع من أحسنوا إليه مكروها يحبطون به ما سلف من الإحسان [تفسير القرآن العظيم (1/ 325)].

 

5- وقال ابن رجب- رحمه اللّه-: تضمّنت النّصوص أنّ المسلم لا يحلّ إيصال الأذى إليه بوجه من الوجوه من قول أو فعل بغير حقّ [جامع العلوم والحكم (294)].

التحليلات

الإحالات

1- الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية المؤلف : محماس بن عبد الله بن محمد الجلعود (1/407) .

2- تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد تأليف:سليمان بن عبد الله آل الشيخ دراسة وتحقيق:زهير الشاويش الناشر:المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق الأولى، 1423ه-/2002م (1/433، 1/638 2/153، 2/441) .

3- مجلة البحوث الإسلامية - مجلة دورية تصدر عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد المؤلف: الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد عدد الأجزاء: 95 جزءا .

4- مواقف النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدعوة إلى اللَّه تعالى المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض عدد الأجزاء: 1.

5- مقومات الداعية الناجح في ضوء الكتاب والسنة - مفهوم، ونظر، وتطبيق المؤلف: د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني الناشر: مطبعة سفير، الرياض توزيع: مؤسسة الجريسي للتوزيع والإعلان، الرياض عدد الأجزاء: 1.

6- موسوعة الأخلاق الإسلامية إعداد: مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف الناشر: موقع الدرر السنية على الإنترنت dorar.net عدد الأجزاء: 3(2/446) .

7- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف: محمد نصر الدين محمد عويضة عدد الأجزاء: 10 .

8- سلسلة الآداب المؤلف: محمد صالح المنجد - حرمة إيذاء الجار والأمر بالإحسان إليه (4/9، أذية الجار من أسباب دخول النار (4/14) .

9- رياض الصالحين المؤلف: أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي (المتوفى: 676هـ) تعليق وتحقيق: الدكتور ماهر ياسين الفحل رئيس قسم الحديث - كلية العلوم الإسلامية - جامعة الأنبار (وقد جعل تحقيقه للكتاب مجانا فجزاه الله خيرا) الناشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق – بيروت الطبعة: الأولى، 1428 هـ - 2007 م عدد الأجزاء: 1 – باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين . 

10- المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤلف: مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (المتوفى: 261هـ) المحقق: محمد فؤاد عبد الباقي الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت عدد الأجزاء: - باب بيان تحريم إيذاء الجار

11- صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان المؤلف: محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ) المحقق: شعيب الأرنؤوط الناشر: مؤسسة الرسالة – بيروت الطبعة: الثانية، 1414 – 1993- ذكر إيذاء الله جل وعلا بمن بصق في قبلة المسجد .

12- شرح فتح المجيد المؤلف: عبد الله بن محمد الغنيمان - علاقة إيذاء الله بسب الدهر.

13- المهذب في الآداب الإسلامية جمعه وأعده الباحث في القرآن والسنَّةِ علي بن نايف الشحود الطبعة الأولى 1430 هـ - 2009 م ماليزيا بهانج -دار المعمور .

14- المنهاج النبوي في تربية الأطفال جمع وإعداد الباحث في القرآن والسنة علي بن نايف الشحود الطبعة الأولى 2009 م-1430 هـ ماليزيا بهانج- دار المعمور .