تزود

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

لغة:

 

زود: الزَّادُ طعام يتخذ للسفر وزَوَّدَهُ فَتَزَوَّدَ والمِزْوَدُ بالكسر ما يجعل فيه الزاد (مختار الصحاح)

 

"زَوَّدَهُ بِما يَكْفِي مِنَ الطَّعامِ" : أَعْطاهُ الزَّادَ. و"يُزَوِّدُ أَبْناءهُ بِما يَحْتاجونَ" : يَمُدُّهُمْ. "زَوَّدَهُ بِنَصائِحِهِ الغالِيَةِ". و"زَوَّدَتْهُ التَّجارِبُ بِحِنْكَةٍ وَبُعْدِ نَظَرِ" : أَكْسَبَتْهُ. و"زَوَّدَ الجَيْشَ بِأَحْدَثِ الآلاتِ الحَرْبِيَّةِ" : جَهَّزَهُمْ. (معجم الغني)

 

وكلُّ عَملٍ انقُلِبَ به من خير أو شَرٍّ عَمَلٍ أَو كَسْبٍ زادٌ (تاج العروس)

 

العناصر

1- الحث على إصلاح النيات 

 

2- التزود من الأعمال الصالحة

 

3- حرص السلف الصالح على التزود من الأعمال الصالحة

 

4- الحرص على الأعمال الصالحة المضاعفة

 

5- ذم الإعراض عن الأعمال الصالحة

 

6- الهم بالحسنة وأجرها

 

الايات

1- قال الله تعالى: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)[الْبَقَرَةِ: 197].

 

2- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الحج:77].

 

3- قال تعالى: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)[النصر:1-3].

 

الاحاديث

1- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ المَيِّتَ إذا وُضِعَ في قبرِه إنّه يسمعُ خفقَ نِعالِهم حين يُولونَ مُدبرينَ، فإنْ كان مؤمنًا كانتِ الصَّلاةُ عند رأسِهِ، وكان الصِّيامُ عن يمينِهِ، وكانتِ الزَّكاةُ عن شمالِهِ وكان فعلُ الخَيراتِ مِن الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمَعروفِ والإحسانِ إلى النّاسِ عندَ رجلَيْهِ فيُؤتى مِن قِبَلِ رأسِهِ فتقولُ الصَّلاةُ ما قِبَلي مَدخلٌ، ثمَّ يُؤتى عن يمينِهِ فيقولُ الصِّيامُ ما قِبَلي مَدخلٌ، ثمَّ يُؤتى عن يسارِهِ فتقولُ الزَّكاةُ: ما قِبَلي مَدخلٌ، ثمَّ يُؤتى من قِبَلِ رجلَيْهِ فيقولُ فِعلُ الخَيراتِ من الصَّدقةِ والصَّلاةِ والمعروفِ والإحسانِ إلى النّاسِ: ما قِبَلي مَدخلٌ" وذكر الحديث بطوله (صحيح الترغيب:٣٥٦١ ).

 

2- عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ، وَتَرْكَ الْمُنْكَرَاتِ وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ"(رواه الترمذي:3233، صحيح الجامع:59).

 

3- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق"(رواه مسلم :1910).

 

4- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغني، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وقد كان لفلان كذا"(رواه البخاري:284) وفي رواية لفظ "وأنت صحيح حريص"(رواه البخاري:373).

 

5- عن عبد الله بن عباس قالَ: كانوا يحجُّونَ، ولا يتزوَّدونَ قالَ أبو مسعودٍ: كانَ أهْلُ اليمنِ أو ناسٌ من أهْلِ اليمَنِ يحجُّونَ ولا يتزوَّدونَ ويقولونَ: نحنُ المتوَكِّلونَ فأنزلَ اللهُ سبحانَهُ (وتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزّادِ التَّقْوى) الآيةَ. رواه أبو داود:١٧٣٠، وصححه الألباني). 

 

6- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثلما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل، ورجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل"(رواه البخاري:٥٠٢٦).

 

7- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: "أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيا الصّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرى رُؤْيا إلّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِراءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِها"(رواه البخاري:٦٩٨٢).

 

 

الاثار

1- كان عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: "ما ندمتُ على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي"(إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد لعبد العزيز بن محمد السلمان:1-26).

 

2- يقول الحسن البصري رحمه الله: "ما من يوم ينشق فجره، إلا وينادي: يا ابن آدم، أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني، فإني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة"(حلية الأولياء:2-148).

 

3- قال الحسن: "أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم"(حلية الأولياء:2-148).

 

القصص

1- قال إبراهيم الحربي عن الإمام أحمد: ولقد صحبته عشرين سنة صيفاً وشتاءً وحراً وبرداً وليلاً ونهاراً فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس (المطلع على أبواب المقنع لأبي الفتح:1-311).

الاشعار

1- قال الأعمش:

إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى *** وَلاقَيْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا

نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لا تَكُونَ كَمِثْلِهِ *** وَأَنَّكَ لَمْ تُرْصِدْ لِمَا كَانَ أَرْصَدَا

(تذكرة القرطبي:91).

 

2- قال عبد الله بن المعتز:

نسير إلى الآجال في كل ساعة *** فأيامنا تطوى وهن مراحل

ولم أر مثل الموت حتى كأنه *** إذا ما تخطته الأماني باطل

وما أقبح التفريط في زمن الصبا *** فيكف به والشيب في الرأس شاعل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام تعد قلائل

(المستطرف في كل فن مستظرف:2-604).

 

3- رحم الله من قال:

فَإِذَا سَمِعْتَ بِهَالِكٍ فَتَيَقَّنَنْ *** أَنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُهُ فَتَزَوَّدِ

(التذكرة الحمدونية:1-58).

 

4- أنشد أبو عبد الله التميمي:

لعمرك ما الأيام إلا معارة *** فما استطعت من معروفها فتزود

(مكارم الأخلاق لعبد الله بن محمد أبو بكر القرشي).

 

5- قال الشاعر: 

تزود للذي لا بد منه *** فإن الموت ميقات العباد

وتب مما جنيت وأنت حي *** وكن متنبهاً قبل الرقاد

ستندم إن رحلت بغير زاد *** وتشقى إذ يناديك المنادي

أرتضى أن تكون رفيق قوم *** لهم زاد وأنت بغير زاد؟

(مؤلفات الشيخ محمد بن جميل زينو:6-48).

 

6- قال بعضهم في التزود للاخرة:

إذا أنت لم ترحل بزادٍ من التقى *** ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله *** وأنك لم ترصد كما كان أرصدا

 

 

متفرقات

1- قال ابن القيم رحمه الله: أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها (الفوائد:1-31).

 

2- قال الشيخ ابن عثيمين: "الذي ينبغي للإنسان كلما طال به العمر أن يكثر من الأعمال الصالحة، كما أنه ينبغي للشباب أيضاً أن يكثر من الأعمال الصالحة؛ لأن الإنسان لا يدري متى يموت، قد يموت في شبابه، وقد يؤخر موته، لكن لا شك أن من تقدم به السن فهو إلى الموت أقرب من الشاب؛ لأنه أنهى العمر" (شرح رياض الصالحين:1-132).

 

3- قال ابن القيم: "فالوقت منقض بذاته، منصرم بنفسه، فمن غفل عن نفسه تصرمت أوقاته، وعظم فواته، واشتدت حسراته، فكيف حاله إذا علم عند تحقق الفوت مقدار ما أضاع، فطلب الرجعى، فحيل بينه وبن الاسترجاع، وطلب تناول الفائت، وكيف يرد الأمس في اليوم الجديد"(مدارج السالكين:2/840-841).

 

4- قال رجل لداود الطائي أوصني، فدمعت عيناه، وقال: يا أخي إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة بعد مرحلة، حتى ينتهي ذلك إلى آخر سفرهم؛ فإن استطعت أن تقدم كل يوم زاداً لما بين يديك فافعل؛ فإن انقطاع السفر عن قريب، والأمر أعجل من ذلك؛ فتزود لنفسك، واقض ما أنت قاض؛ فكأنك بالأمر قد نعتك، إني لأقول لك هذا وما أعلم أحداً أشد تقصيراً منّي، ثم قام، وتركه (التبصرة لابن الجوزي:1-41).

 

5- قال ابن الجوزي رحمه الله: قد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش، وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون، وتمام ذلك أن الدنيا مزرعة الآخرة وفيها التجارة التي يظهر ربحها في الآخرة فمن استعمل فراغه وصحته في طاعة الله فهو المغبوط ومن استعملها في معصية الله فهو المغبون لأن الفراغ يعقبه الشغل ، والصحة يعقبها السقم ولو لم يكن إلا الهرم لكفى كما قيل:

يسر الفتى طول السلامة والبقا *** فكيف ترى طول السلامة يَفعَلُ

يُرَدُّ الفتى بعد اعتدال وصحة *** ينوء إذا رام القيام ويُحمل

(فتح الباري:11-230).

 

الإحالات

1- لطائف المعارف؛ لابن رجب الحنبلي.