عالم الجن والشياطين

أبو خلاد ناصر بن سعيد السيف

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

الصحيح أننا نرى الجن ويروننا في الآخرة لعموم قوله تعالى: (إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ), وأما دعوى أن حال الإنس والجن في الآخرة بعكس حالهم في الدنيا في رؤية بعضهم البعض, قال شيخنا الشيخ خالد الهويسين - حفظه الله تعالى -: "ذكر ذلك بدر الدين في كتابه آكام المرجان ولا دليل على ذلك".

 

 

 

 

يدرك صاحب كل عقلٍ رشيد أهمية الإيمان بالغيبيات, ومنها الإيمان بعالم الجن والشياطين فهو عالم غير عالم الإنس والملائكة, وبين الجن والإنس قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإدراك, ومن حيث القدرة على اختيار الخير والشر, ويخالفون الإنس في عدة أمور من أهمها: الاختلاف في أصل الخِلقة, وبهذا يُشكِّل الإيمان بعالم الجن والشياطين أحد روافد العقيدة الإسلامية التي يترتب على إنكاره الكفر بالله تعالى.

   

ومن هذا المنطلق سأجعل الكلام حول هذا الموضوع في نقاطٍ يسيرة ليسهل الوصول للمعلومة, وتضبط الفائدة ثم ينتفع بها – بإذن الله تعالى -, سائلاً الله – تعالى - أن يغفر لي ما حصل فيها من الزلل والخطأ، واستغفر الله – تعالى - وأتوب إليه، والله أعلى وأعلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ؛ فأقول وبالله التوفيق ومنه استمد العون على حسن الكتابة والتحقيق:

 

تسمية الجن:

 

   يسمون بالجن لاستتارهم عن أعين الإنس كما تسمى الجنة بالجنة لالتفاف الأشجار حول بعضها, وكما يسمى الجنين في بطن أمه جنيناً لاستتاره, وكما يسمى المجن مجناً لاستتار المقاتل به في الحرب.

 

أصل خلق الجن:

 

الجن خُلقوا من النار كما قال تعالى: (وَالجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ), وقال تعالى: (وَخَلَقَ الجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ), قال عبدالله بن عباس - رضي الله تعالى عنهما -: (مارج من نار: طرف اللهب), وعن حديث عائشة - رضي الله تعالى عنها – قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (خُلقت الملائكة من نور, وخُلق الجآن من مارج من نار, وخُلق آدم مما وصف لكم) رواه مسلم.

 

ابتداء  خلق الجن:

 

   خُلق الجن قبل خلق الإنس كما قال تعالى: (وَالجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ), ويرى بعض العلماء أنهم خُلقوا قبل الإنس بألفي عام ولا دليل على ذلك.

 

صفة خلقة الجن:

 

 يُعرف عنهم ما ذُكر في كتاب الله – تعالى - وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - بأن لهم صورة وقلوباً وآذاناً وأعيناً وصوتاً وغير ذلك, والأصل في ذكر صفاتهم التوقيف على الدليل لأنه أمر غيبي.

 

الحكمة من خلق الجن:

 

الحكمة في خلق الإنس مثل الحكمة في خلق الإنس وهي إفراد الله بالعبادة وحده لا شريك له, قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

 

تعريف الشيطان:

 

 الشيطان من عالم كان يعبد الله – تعالى - في بداية أمره وسكن السماء مع الملائكة ودخل الجنة ثم عصى ربه - تبارك وتعالى - عندما أمره بالسجود لآدم - عليه السلام - فأبى واستكبر وطُرد من رحمته وجنته وأنظره إلى قيام الساعة وأخبره بمصيره ومصير حزبه وجنوده.

 

أصل الشيطان:

 

الصحيح في هذه المسألة أن الشيطان كان من الملائكة باعتبار صورته وليس منهم باعتبار أصله, وأن الشيطان أصل الجن كما أن آدم - عليه السلام - أصل الإنس.

 

صورة الشيطان:

 

صورة الشيطان من أقبح الصور في الخلق, وقد شبهها الله بثمار أشجار الزقوم في النار التي تنبت في أصل الجحيم, قال سبحانه: (أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ * إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ).

 

الشيطان له قرنان:

 

جاء في صحيح مسلم من حديث عبدالله بن عمر - رضي الله تعالى عنهما - أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "لا تحروا بصلاتكم قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان", ومعنى الحديث: أن المشركين كانوا يعبدون الشمس ويسجدون عند طلوعها وعند غروبها وعند ذلك ينتصب الشيطان في الجهة التي تكون فيها الشمس حتى تكون العبادة له.

 

أسماء الجن في لغة العرب وأصنافهم:

 

ذكر ابن عبد البر - رحمه الله تعالى - أن الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان على مراتب:  

 

الأولى: إذا ذكروا الجن خالصاً قالوا: جني.

 

الثانية: إذا رأوا أنه ممن يسكن مع الناس قالوا: عامر.

 

الثالثة: فإن كان ممن يعرض الصبيان قالوا: أرواح.

 

الرابعة: فإن خبث وتعرض قالوا: شيطان.

 

الخامسة: إذا زاد في الخبث قالوا: مارد.

 

السادسة: فإذا زاد على ذلك وقوي أمره قالوا: عفريت.

 

إثبات وجود الجن:

 

الجن عالم ثالث غير الملائكة والإنس, وأنهم مخلوقات عاقلة وواعية ومدرِكة, وأنهم عباد لله مكلَّفون ومقهورون ومأمورون ومنهيون بأوامر الشرع, ومن أنكر أصل وجودهم أنكر آيات صريحة وأحاديث صحيحة ويكفر بإنكاره ما ثبت قطعياً بالأدلة الصحيحة والصريحة إذا توفرت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع.

 

الأدلة الدالة على وجود الجن:

 

الأدلة كثيرة ومعلومة وواضحة, ومنها ما جاء في البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم -  قال: "إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله, وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنه رأى شيطاناً".

 

تكليف الجن  في الدنيا:

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: "الجن مأمورون بالأصول والفروع بحسبهم فإنهم ليسوا مماثلين للإنس في الحدود الحقيقية فلا يكون ما أُمروا به ونهوا عنه مساويًا لما على الإنس في الحد لكنهم مشاركون الإنس في جنس التكليف بالأمر والنهي والتحليل والتحريم وهذا لا أعلم فيه نزاعًا".

 

الرد المختصر على من زعم أن الجن هم الملائكة:

 

من نظر في النصوص الواردة عن الملائكة والجن من الكتاب والسنة وجد أن بينهما فرقاً كبيراً فالملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يعصون الله – تعالى - ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون, والجن يأكلون ويشربون ويطيعون ويعصون ربهم ويخالفون أمره فهما عالمان محجوبان غيبيان لا تدركهما أبصارنا وهما مختلفان في الأصل والصفة ولا سبيل في معرفة العالمين إلا بالدليل لأنهما أمران غيبيان.

 

طعام وشراب الجن:

 

جاء في صحيح مسلم أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - سألوه الجن عن زادهم فأخبرهم: "لكم كل عظم ذُكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر لحماً وكل بعرة علف لدوابكم", وجاء في سنن الترمذي وصححه الألباني أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: "لا تستنجوا بالروث ولا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن".

 

تزاوج ونكاح وتكاثر الجن:

 

الذي يظهر من الأدلة أن الجن يقع منهم تناكح من جنسهم في الدنيا, قال تعالى: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ), والطمث عند العرب: (الجماع), وكذلك للجن ذرية وتكاثر, قال تعالى: (أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ).

 

أعمار الجن:

 

لا يشك صاحب العقل أن الجن والإنس وغيرهم يموتون لعموم قوله تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ), وأعمار الجن أطول من أعمار الإنس, وصاحب العمر الطويل هو الشيطان كما دعا ربه تبارك وتعالى فقَبل دعاؤه بقوله: (قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ).

 

مساكن الجن ومجالسهم وأماكنهم:

 

الجن يسكنون على هذه الأرض ويختلف تجمعهم وتواجدهم على حسب إيمانهم وكفرهم فالجن المؤمن يبحث عن المواقع الطيبة التي يبحث عنها الإنسي المؤمن, وأما الشياطين من الكفار والعصاة ينتشرون في الأسواق والمقابر والخلاء وفي الظلام وتهرب من صوت الأذان وتصفَّد في شهر رمضان وتهرب من سورة البقرة إذا قرأت في البيت ويطردون بالتسمية ويجلسون بين الظل والشمس وغير ذلك.                

 

قدُرات الجن:

 

أعطى الله - جل وعلا - الجن قدرة لم يعطها الإنس, فمنها:

 

سرعة الحركة والانتقال: كقصة العفريت من الجن مع نبي الله – تعالى – سليمان - عليه السلام -.

 

سرعة الصعود إلى السماء: كقصة استراق السمع من السماء.

 

علمهم بالإعمار والتصنيع: كقصة صنعهم المحاريب لنبي الله – تعالى – سليمان - عليه السلام.

 

 

 قدرتهم على التشكل: كقصة تشكَّل الشيطان بصورة الرجل أو بصور الحيوان.

 

مجرى الشيطان في ابن آدم: كقصة صفية - رضي الله تعالى - عندما زارت النبي – صلى الله عليه وسلم - في مسجده وهو معتكف كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.

 

 

دواب الجن ومراكبهم:

 

 لم يُذكر دليلٌ صريحٌ صحيحٌ على تسمية دواب الجن, ولكن هناك بعض الحيوانات تصحبها الشياطين كما ذكر ذلك في بعض الأحاديث, مثل: الإبل والكلاب السود وغيرها.

 

جوانب الضعف في الجن:

 

الجن والشياطين كالإنس فيهم جوانب قوة وجوانب ضعف، ومن جوانب الضعف:

 

ذكر سبحانه تعالى ضعف الشيطان بالعموم في قوله: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

 

لا سلطان لهم على عباد الله الصالحين, وأن سلطانهم يكون بالإغواء والإضلال.

 

 

خوف الشيطان من بعض عباد الله – تعالى -, ولذلك قيل: (من قوي إيمانه قهر شيطانه).

 

عجزهم عن الإتيان بالمعجزات ولا يستطيعون أن يأتوا بمثل ما جاء به الأنبياء والرسل.

 

 

لا يتمثلون في المنام بالرسول – صلى الله عليه وسلم -.

 

لا يستطيع الجن أن يتجاوزوا حدود معينة من أقطار السماوات والأرض.

 

 

رسل الله عز وجل إلى الجن:

 

قال تعالى: (يَا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ) تدل هذه الآية على أن الله – تعالى – أرسل إليهم رسلاً وأن الرسل هم من الإنس كما قال تعالى: (إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى), ولم يُبعث رسولاً إلى الإنس والجن كافة إلا محمد – صلى الله عليه وسلم - كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.

 

دعوة الجن للخير في أقوامهم:

 

قال تعالى في آخر سورة الأحقاف بعدما سمعوا القرآن العظيم من رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:  (يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ الله وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ).

 

صلاح وفساد الجن:

 

الجن منهم المؤمن وأكثرهم العصاة والفجار والكفار, قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا), وقال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ وَمِنَّا القَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا القَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا).

 

هدف الشيطان في الدنيا:

 

كل عبادة محبوبة إلى الله عز وجل يبغضها الشيطان, وكل معصية مكروهة ومحرمة عند الرحمن تكون محبوبة عند الشيطان, ويدعو الناس إليها بطرق ووسائل للوقوع فيها.

 

هدف الشيطان في الآخرة:

 

أن يُلقي الخلق في الجحيم ويحرمهم جنة النعيم, قال تعالى: (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ).

 

جنود الشيطان:

 

الشيطان له فريقان من الجنود من الجن والإنس للإضلال والإغواء ونهايتهم, قال تعالى: (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَ‍مَّ‍ا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ), وقال تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ الله أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الخَاسِرُونَ).

 

قرين الإنس:

 

جاء في صحيح مسلم عن عبدالله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "وما منكم من أحد إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة", قالوا: وإياك يا رسول الله, قال: "وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير".

 

تلبس الجن بالإنس:

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: (وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجن في بدن المصروع وغيره, ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع سيكذب ذلك فقد كذَّب على الشرع, وليس في الأدلة ما ينبغي ذلك, وأن من أنكر دخول الجن في بدن المصروع طائفة من المعتزلة).

 

الجن وعلم الغيب:

 

بيَّن سبحانه وتعالى الدعوى الكاذبة أن الجن يعلمون الغيب, وذلك في قصة موت نبي الله – تعالى - سليمان - عليه السلام -: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي العَذَابِ المُهِينِ).

 

الاستعانة بالجن في الدنيا:

 

الصحيح أنه يحرم الاستعانة بالجن ولو كانوا مسلمين حتى وإن كانت هذه الاستعانة في علاج مريض أو بحث عن مفقود ونحو ذلك, وسبب التحريم سداً للذريعة الموصلة للمحرم والشرك, وهذا ما تختاره اللجنة الدائمة في بلاد الحرمين, وهو اختيار شيخنا الشيخ خالد الهويسين - حفظه الله تعالى -.

 

تصرف الإنس مع الجن:

 

قال شيخنا الشيخ وليد السعيدان - حفظه الله تعالى -: أن تصرف الإنس مع الجن على ثلاثة أقسام:

 

تصرف شيطاني: كتصرف السَّحرة والكهنة مع شياطينهم, وهذا محرم وشرك بالاتفاق.

 

تصرف رحماني: يسمى محمدي, وذلك عندما جاء الجن لرسول الله – صلى الله عليه وسلم -  وسمعوا الرسالة وعملوا وبلغوا أقوامهم.

 

 

تصرف ملكي: يسمى سليماني, وذلك بأمر سليمان - عليه السلام - للجن وهي معجزة في حقه, وقد دعا ربه فاستجاب له: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي).

رؤية الجن في الآخرة:

 

الصحيح أننا نرى الجن ويروننا في الآخرة لعموم قوله تعالى: (إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ), وأما دعوى أن حال الإنس والجن في الآخرة بعكس حالهم في الدنيا في رؤية بعضهم البعض, قال شيخنا الشيخ خالد الهويسين - حفظه الله تعالى -: "ذكر ذلك بدر الدين في كتابه آكام المرجان ولا دليل على ذلك".

 

جزاء الجن في الآخرة:

 

الجن مكلفون بأوامر الشرع ونواهيه مثل الإنس, فمن أطاع الله –تعالى - أدخله الجنة, ومن عصاه أدخله النار, وعلى هذا الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة.

 

 نسأل الله – تعالى - أن يفقهنا في الدين, وأن يعلمنا الحكمة والتأويل, وأن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يحيينا على الإسلام والسنة, وأن يميتنا على الإيمان والتوحيد, وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أبوخلاد ناصر بن سعيد السيف

21  ربيع الأول  1435 هـ

https://twitter.com/Nabukhallad

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات