حسنات كورونا

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-10 - 1444/03/14
التصنيفات:

محمد بن فنخور العبدلي

@ALFANKOR

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحمد لله مقدر الوباء  ، والصلاة والسلام على خير الانبياء ، وعلى آله وصحبه الأتقياء الأنقياء  ... وبعد

 

 

مقدمة

لا شك أن كورونا مرض عالمي سريع الانتشار  ، وقد استنفرت الدول كامل طاقاتها لمواجهة هذا الوباء ،  واتخذت الاجراءات القاسية  والمؤلمة ، وكان أقساها إغلاق المساجد ، وإيقاف الجمع والجماعات ، وكل ذلك جائز لأن الهدف هو حماية الإنسان ، هذا الكيان العظيم المكرم عند الله .

 

الناس تنظر لهذا الوباء من منظور سلبي بحت ، على أنه مرض وجائحة ووباء ، وهذا خطأ ، فهذا الوباء لا يخلو من إيجابيات وحسنات ، عَلِمَها من علمها ، وجَهِلَها من جهلها ، وغاب عن البعض أن  الله سبحانه وتعالى  لا يقدر  قدراً شراً محضاً ، بل لابد أن يكون في الشر المقدر منحٌ .

 

هل لكورونا حسنات

 

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن : هل لكورونا حسنات ؟ ، لقد عَلَمَنا هذا الفايروس مدى ضعفنا ،  وقلة حيلتنا ، وضحالة ثقافتنا ، وهشاشة مخزوننا الديني ، وجهلنا الصحي ، وتفككنا الأسري  والاجتماعي ، وضعف حسنا الأمني والوطني ، وضياعنا الاقتصادي ، وأميتنا التقنية  .

 

لكل بلية ، أو مصيبة ، أو حدث جانبان ( سلبي وإيجابي ) ، والسلبي هنا هو الغالب لأننا نتعامل مع جائحة ووباء ، وهذا البلاء من وجهة نظري له جوانب إيجابية غفل عنها الكثير  ، ومنها حسب علمي ما يلي :

 

الجانب الديني

 

1-- العودة الى الله عز وجل .

2-- تذكرنا هادم اللذات ( الموت ).

3-- شعرنا بتقصيرنا  في شهود الجمع الجماعات ، وبعد قرار غلق المساجد استشعرنا قيمتها واهميتها وندمنا عليها .

4-- تذكرنا مدى قدرة الله عز وجل .

5-- تذكرنا بأنه لا يحدث شيء بدون علم الله  وإرادته .

6-- هذا الفيروس أحد مخلوقات الله وجنده ، لا يسير وفق هواه .

7-- في هذا البلاء حِكمة علمانا أو جهلناها ، (محبة أو تنبيه أو عقوبة).

8-- تذكرنا الابتلاء سُنّة ماضية .

9-- زاد الايمان لدى الناس .

1.-- علم الناس بضعفهم وجهلم .

 

الجانب الصحي

 

1-- المرض يكون مناعة للجسم .

2-- ارتفعت الثقافة الصحية لدى الناس .

3-- تعلمنا بعض الطرق الوقائية الصحية .

4-- كما تبين لنا جهل بعض الممارسين الصحيين ( قلة ) .

5-- تبين لنا استهتار بعض الممارسين بالمرض ( قلة ) .

 

الجانب الاقتصادي

 

نتيجة الهلع والخوف غير المبرر عند البعض من استنفاذ للسلع ، أو ارتفاع اسعارها ، مع أن الدولة وفقها مستنفرة أقصى طاقاتها لأجل ضمان  الاستقرار الاقتصادي الداخلي :

 

1-- بدأنا نحفظ الاسعار  .

2-- نؤمن المهم من الاغراض .

3-- تخفيف المصاريف المنزلية بترك الكماليات غير الضرورية .

4-- قلة ارتياد المطاعم ومحلات الحلويات .

5-- المناسبات أصبحت عائلية ممّا قلل المصروفات .

6-- السفر محلي وعند الضرورة فقط .

 

الجانب الوطني

 

1-- مكانة المملكة العربية السعودية وحرصها على شعبها .

2-- الدولة تضحي بالاقتصاد مقابل الحفاظ على المواطنين والمقيمين على أرضها .

3-- ثبت لكل متذمر من ( الداخل أو الخارج ) بأن المملكة العربية السعودية حريصة على المواطنين والمقيمين على أرضها ، حيث توفير العلاج ، والرعاية الصحية ، والعزل في أرقى الفنادق ، وترحيل العالقين في الخارج بأسرع وقت ممكن مع تأمين السكن الراقي لهم .

4-- امتثال  الشعب لأوامر ولاة الأمر وتوجيهاتهم  وطاعتهم ، فهنا تجلت الوطنية الحقة في الشعب السعودي النقي .

 

الجانب التقني

 

1-- تبين جهل البعض بالتقنية والتعاملات الالكترونية الحكومية وغير الحكومية .

2-- تعلمنا كيف نتعامل مع التقنية ، من إنجاز معاملاتنا الحكومية ، وغير الحكومية ، والمصرفية .

3-- بروز التعليم عن بعد ، من خلال البلاك بورد  ، ومنصات التعلم الالكتروني ، والواتساب وبرامج التعلم الأخرى ، ( استفاد المعلم والطالب )

 

الجانب الاسري والاجتماعي

 

الأسرة قبل هذا الوباء كانت تعاني من بعض التفكك والتباعد بين أفراد الأسرة ، ولا يجتمعون في الغالب إلا على مائدة الغداء ، والعشاء ، إلا من رحم الله ، ضاعت الأسرة بين العمل والتجارة والاستراحة والسفر .

 

هذا الوباء قدم للأسرة والمجتمع خدمة حيث  تعرف بعضنا على أهله  ، وأسرته ، واكتشف أن في بيته مشاكل ، ونواقص ضاعت بين العمل ، والتجارة ، والاستراحة ، والسفر  .......ألخ ، ومن الإيجابيات :

 

1-- عودة الاجتماعات الأسرية  لفترات أطول ممّا كانت عليه في السابق .

2-- تقوية العلاقات بين الازواج  .

3-- تقوية العلاقات مع الابناء .

4-- التشارك في الأعمال المنزلية

5-- عودت القراءة والاطلاع والبحث .

6-- استثمار  الوقت بالتوجيه غير المباشر  .

7-- انتشار ثقافة الحوار والنقاشات العائلية الهادفة .

8-- إقامة شعيرة  صلاة الجماعة في البيوت .

 

الجانب السياسي

 

الرسالة السعودية العظمى

 

السعودية تصعق العالم وتذهله فقد ضحت بالاقتصاد المحلي لأجل المواطن والمقيم على أراضيها، فسلامة الإنسان مقدم على المال ، لأن الدولة تتاجر بالمواطن ، بل وضخت المليارات لحماية أرضها ومن عليها ، من أدوية ، وعزل بأرقى الفنادق ، ومعقمات ، وتعقيم للأماكن العامة والمزدحمة بالناس ، وتأمين جميع المستلزمات الغذائية والطبية وغيرها .

حفظك الله يا بلادي وخذل أعدائك ، وحفظ لنا ولاة أمرنا ووفقهم لكل خير

 

كشف حقيقة مشهوري السناب ومواقع التواصل

 

أزمة كورونا أعادت ترتيب الأوراق التي تبعثرت واختلطت فطغى غَثُّها على سَمِينها ، فهذه الأزمة أعادت ترتيب { طبقات المؤثرين  } في المجتمع ، حيث برز ( المفتي والداعية الواعي  ، والطبيب والممارس الصحي  المتمكن ) ، ومن في حكمهم ، ومساند لهم من عِلْيَةِ القوم علماً وفضلاً وحرصاً وأمانةً  ،  وخنس مشهوري السناب ومواقع التواصل ، ممن ضَحُلت بضاعتهم وتَفُهَتْ ،  فهؤلاء لا تأثير لهم في مثل هذه الأزمات ، بل ليتهم سكتوا ( البعض ) ، فقد شاهدنا منهم من أرعب الناس وخوفهم  ، وأستهزئ بعقولهم وأفهامهم  ، فأرسل لهم رسالات تافهة كشرب الديتول وغيره .

 

رسالــــة

 

قال الله تعالى { فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } ، فقد يكون وراء هذا الوباء خيراً كثيراً نجهله ، وقال  تعالى { وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } ، فكن مع الله ولا تبالي .....      والحمد لله رب العالمين .

 

 

كتبه

محمد فنخور العبدلي

معلم وخطيب ومدرب ومستشار أسري

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات