كيف أنقذ فتاة على وشك الانحراف؟

فتاوى الشبكة الإسلامية

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات:

 

 

د. رحمة الغامدي

 

 

♦ ملخص السؤال:

 

شابٌّ له قريبةٌ حكتْ له عن بعض مشاكلها، إذ تصاحب فتيات سيئات الخلق، مما جعلها تسير في طريق العلاقات المحرَّمة، وهو يريد مساعدتها.

 

♦ تفاصيل السؤال:

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

أعرف فتاة بيني وبينها قرابة، وتربطني بها صلة رحم، محافظة على الدين، تعيش في مكان بعيد عن سكنها الأصلي بسبب الجامعة، وتسكن مع مجموعة من الطالبات.

 

هؤلاء الفتيات ليس لديهنَّ وازعٌ ديني، ويؤثرن عليها بصورة كبيرة، حتى إنها تخرج بدون إذن أهلها مع مجموعة من الشباب المنحرفين.

 

عرفتُ أن هناك شابًّا حاول إقامة علاقة غير شرعية معها، لكنها والحمد لله لم تَسِرْ في هذا الطريق!

 

 

 

الفتاةُ تخاف من الجلوس وحدها، لذا تخرج مع زميلاتها عندما يَخْرُجْنَ، ولا تريد الجلوس وحدها.

 

كل هذا حكتْه لي الفتاةُ وتريد حلاًّ؛ لأنها تحس بتأنيب الضمير

 

الجواب

 

الحمدُ لله رب العالمين، وبه نستعين.

 

أشكُر ثقتك في شبكة الألوكة، وأشكر حرصك على مصلحة الفتاة، وهذا يدلُّ على أنك إنسان إيجابي ومُبادِر، سائلة لك الأجر والمثوبة من الله، ولها الهداية والخلاص.

 

بدايةً، موضوعٌ مثل هذا يحتاج إلى تدخُّل فعالٍ ومُبكِّر؛ حتى لا يتفاقمَ الأمرُ، ويزداد الحال سوءًا، وهذا لن يؤثِّرَ عليها فقط، بل على أسرتها وعلى دراستها التي تغربتْ عن أهلها بسببها.

 

مِن أهم الحلول وأكثرها فعالية أن تنقلَ الفتاة مكانَ السكن مع زميلاتها (زميلات السوء)، ولو كان هذا الأمر سيكلف كثيرًا من الناحية المادية، أو ربما يحتاج إلى تدخل الأهل، فلا مانع من تقديم التضحيات مِن أجل إنقاذ ابنتهم.

 

نعم - أخي الفاضل - إذا احتاج الأمرُ إلى تدخل الأهل وإخبارهم، بل إلى ترْك دراستها لفترة محدودة، مقابل أن تنقذَ عفتها وشرفها، وتحميَ اسم أسرتها من العار - فهذا أهم مِن أن تكملَ دراستها؛ لأن إكمال الدراسة ممكن أن يُؤَجَّل ويُحَقَّق لاحقًا، ولكن الشرف إذا ضاع لا يعود، بالإضافة إلى ما يُمكن أن يترتبَ على البقاء في هذا المسكن من سلبيات أخرى؛ كضياع الصلوات، والانحدار في مُسْتَنْقَع الشهوات؛ فالمعصيةُ تَجَرُّ المعصية، كما أن الطاعة تجرُّ الطاعة، والنفس إن لم تشغلْها بالطاعة شغلتك بالمعصية.

 

كما عليها أن تُغَيِّرَ أفكارها نحو الصداقة، فإذا كان الإنسان يعرف الخيرَ ويتمسك بالمبادئ، ولكنه مع صُحبةٍ لا تؤمن بذلك، لا يأمن على نفسه حينها؛ حيث يقول الحكيم: "قل لي مَن تصاحب، أقُلْ لك مَن أنت"، وقد قال الله - عز وجل -: ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

 

وأما عن خوفها أن تبقى وحدها، فالإنسان لا بُد أن تأتي عليه لحظات يبقى وحده، وحتى نتكيف مع ما نخاف منه، علينا مواجهته، لا الهروب منه، خاصة إذا كان أمرًا هامًّا، ويترتب عليه مصلحة عُظمى، ولا بد أن تبحثَ لها عن رفقة صالحة ومحافظة كبديل للموجود.

 

هذا، وأسأل الله لك العون والسداد، ولها الهداية والصلاح

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات