خصال الكمال

حنفي مصطفى

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

 

فإن الله -تعالى- اصطفى مِن خلقه مَن جعلهم سفراء بينه وبين خلقه، وهم الأنبياء والرسل -عليهم السلام- وجمَّلهم وكمَّلهم بصفات الخير والبر، والإيمان والإحسان، فهم أكمل الناس إيمانًا وعملًا، وإحسانًا وعبادة وصلاحًا، وأمر نبينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالاهتداء بهديهم فقال: (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام:90).

 

وذكر مِن صفات كمالهم ما ينبغي للمؤمن أن يقتدي بهم فيها ليكمل ويجمل ويرتقي، ويسمو إيمانًا، وعلمًا وعملًا، فقال -تعالى- عنهم: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء:90).

 

نعم الصفات والخصال التي اتصفوا بها وتزينوا بها، وكملوا بها مِن المسارعة إلى الخيرات لحبهم لطاعة الرحمن، والمسارعة إلى الخيرات هي ثمرة المحبة وكمال الإيمان لرب الأرض والسماء والدعاء الذي هو سبيل الوصول إلى حسن الصلة بالله، فالدعاء هو العبادة؛ لما فيه مِن الخضوع والتذلل والإيمان بكمال الله وجلاله، وكمال أسمائه وصفاته -سبحانه-، ولابد في الدعاء أن يمتزج بالرغبة والرهبة لله -تعالى- رغبة في فضله ورحمته وعطائه، وعفوه وكرمه، ورهبة مِن جبروته وكبريائه، وعزته وقوته وعظمته -سبحانه-.

 

فالرجاء والخوف هما جناحا الإيمان يرتقي ويرتفع بهما الإيمان، والمحبة هي أصله وأساسه ورأسه؛ فلا يقوم ويحيا الإيمان إلا بمحبة الرحمن -سبحانه-، ويثمر الدعاء بالرغبة والرهبة خشوعًا في القلب يزيد بزيادة الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- فيصبح القلب خاشعًا خاضعًا لربه رجاءً ومحبة، وخوفًا وقربًا، وذلًا وانكسارًا؛ فيصل إلى المقصود المرغوب مِن كمال الإيمان، وكمال محبة الرحمن، فيثمر حسن العمل الصالح وحسن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، فيفوز برضا الله وجنته، وعفوه وغفرانه -سبحانه-.

 

فاللهم زدنا إيمانًا ومحبة، ورجاءً وخوفًا، وخضوعًا وخشوعًا لك، سبحانك اللهم وبحمدك.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

المصدر: الفتح

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات