هل تشاركني هذه اليقينيات!

محمد بن سعد العوشن

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

في ظل واقع اليوم، ولجوء الكثيرين إلى التشاؤم قولاً وشعوراً، والخمول في الحماسة والأفعال، رأيت أن أتحدث في مقال سابق -بعنوان “يقينيات مجتمعية”- عن خمسة يقينيات أراها دافعة نحو العمل، ومشعلة للحماسة التي انطفأت لدى البعض. وها أنا أُكمل هذه اليقينيات بخمسة أخرى، متمنياً أن تكون ذات تأثير حقيقي، وأن تحقق الهدف المنشود منها.

 

* "لدي يقين لا يتزعزع" أننا اليوم لسنا بحاجة إلى المزيد من النقد، واللوم، والانتقاص، وبيان المثالب، بل نحن أحوج ما نكون إلى التحفيز الإيجابي، وبث الحماسة، وإشعال الأمل في النفوس لتحقيق النجاح، وأن نترك كل الأخبار والمثبطات جانباً، وأن نقاوم انتشار تلك الروح السلبية بالمزيد من نشر الإيجابية، ومباركة كل خطوة فعالة ولو كانت صغيرة ويسيرة، وأن تكون مهمتنا هي القبض على من تحت أيدينا وهم متلبسون بالنجاح، فنباركهم، ونشيد بصنيعهم، وندفع بهم للاستمرار.

 

* "لدي يقين لا يتزعزع" أننا لم نقم - حالياً - باستغلال كل الطاقات التي وهبنا الله إياها، ولم نقم كذلك بتوظيف كل طاقات الآخرين كما ينبغي، وأن في صفوف مجتمعنا من الرجال والنساء، والصغار والكبار من يحملون في ذواتهم طاقاتٍ عظيمة، وقدراتٍ خارقة، أفكارٍ خلاقة، وأننا لو أشعلنا همتهم نحو الإيجابية، واكتشفنا قدراتهم ثم هيئنا لهم البيئة المناسبة للنجاح فسوف يمكننا تحقيق نجاحات مجتمعية كبرى.

 

* "لدي يقين لا يتزعزع" أن العمر مجرد (رقم)، وأن التذرع بالعمر هو حيلة نفسية للهروب من المهمات ومن مواجهة الواقع، وإلا فإنه يمكن للصغير سناً تحقيق إنجازات يعجز عنها الأكابر، ويمكن للكبير الذي بلغ الأربعين والخمسين والستين والسبعين والثمانين أن يبدأ اليوم في العمل الفعال، ويحقق نجاحات مذهلة، أياً كان الرقم الذي يحمله ، فيحدث الصغير والكبير فارقاً عظيماً في تاريخ مجتمعاتهم، بل في تاريخ البشرية جمعاء، وأنه ليس لأحد أن يجعل من هذا الرقم عذراً للتخلي عن العمل، استصغاراً لنفسه أو استكباراً لها، ولعل استعراض تاريخ الأمم والشعوب يثبت ذلك يقيناً.

 

* "لدي يقين لا يتزعزع" أن الانشغال بالبناء والتوجّه إليه أجدى وأهم وأولى من الانشغال بالهدم، وأن خير ما يعين على الوصول للهدف هو العمل بهذه الوصية القرآنية (وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ)، فالانشغال بهدم المشروعات السيئة فقط، والاكتفاء بالتحيّز نحو موقف "الدفاع" فقط هو خطأ استراتيجي، وفي الحديث (ما غُزِيَ قوم في عقر دارهم إلا ذلّوا)، فالبقاء في عقر دارك لمقاومة الهجوم على قيمك سيجعلك في الموضع الأضعف بكل تأكيد، خلافاً للمبادرة نحو المزيد من الأعمال المباركات حيث نصنع الفرق، ونحدث الأثر.

 

* "لدي يقين لا يتزعزع" أن مسؤولية نشر الخير والهدى والرشاد، ومسؤولية إصلاح الانحرافات المجتمعية، ومسؤولية التحسين والتطوير، ومسؤولية مقاومة الفساد بألوانه وصوره، هي مسؤولية كل فرد، هي مسؤولية شخصية بحتة، يحاسب عنها الفرد يوم القيامة وحده، ويجازى عنها نظير ما قدّم، وأن رمي المسؤولية على جهة ما، أو على فئة الناس إنما هو حيلة إبليسية للكسل والخمول.

 

أرجو أن تكون هذه اليقينيات العشَرة - ومثلها كثير - دافعة لنا جميعاً لنبذ رداء الحزن، والخروج من دائرة التباكي، والانطلاق نحو الحياة والنجاح، وأن نكون أصحاب "فعل" لا "ردّة فعل" ، وأن نساهم فعلاً في إيقاد الشموع في ظلمات ومدلهمات الزمان.

 

تأمل ملياً في هذه النقاط، فإن وجدتها حقاً فالزمها، وتمثّلها في نفسك، وانشرها حيثما حللت، لعلنا أن نساهم سوياً في إشاعة روح من الدافعية نحو العمل والنجاح والإنجاز في مجتمعاتنا.

 

دمتم بخير ،،

 

المصدر: تواصل

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات