الإفادة في منافع الكتابة!!

ماجد بن سعيد الرفاعي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

 

” إنَّني لا أتمنى أن أصل إلى سن المئة كما يتمنى غيري، وإنما أتمنى أن تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على الكتابة والقراءة” بهذه الكلمات عبر الأديب العقاد عن حبه للكتابة، باعتبارها الوسيلة الراقية في التعبير عما في نفوسنا، ودورها في تنمية عقولنا، والتبيان لما هو مغمور في صدورنا، يدرك تلك المعاني من عود نفسه على البوح، وسمح لمشاعره بالخروج على سجيتها، وجعل منها حبراً يسطر به حروفه وكلماته، ويفصح عن أفكاره وخواطره وآرائه، وأظهر مهارة في النفاذ إلى قلوب قرائه.

 

الكتابة شجاعة في الطرح أمام آلاف القراء، الذين تختلف شخصياتهم وثقافاتهم واهتماماتهم، فمنهم من يوافقك ويخالفك لمجرد أنه أنت، ومنهم من يجاملك، أو يوجه سهام نقده تجاهك، ومنهم من يتصيد عليك أخطاءك، فإن لم تمتلك الشجاعة في إبداء رأيك،  وتوطّن نفسك على قبول الآراء و ردود الأفعال، ستتوقف في بداية مشوارك، فما يطيب ويحلو لك قد لا يصفو لغيرك، وما يبهر قارئاً يكون حشواً في نظر قارئ آخر.

 

الكتابة علاج، وتنفيس عما في النفس تجاه المواقف والأحداث التي تواجهنا، ولا ينفس عنها بمثل الكتابة، فهي شفاء لأدواء البدن النفسية كما يعدها أهل الفن، ويدل عليه الواقع المشاهد. ويقول عنها جول دي جروف ” الكتابة تصفي كدر الأفكار”

 

الكتابة لا يبدع فيها صاحب الذهن المشوش، مشغول البال، بل تحتاج إلى هدوء نفس، وصفاء ذهن، لنقطف من الأفكار أعمقها، ومن الآراء أصوبها.  وهي أيضاً تعلمنا الدقة كما وصفها فرانسيس بيكون بقوله “القراءة تصنع إنساناً كاملاً، والمشورة تصنع إنساناً مستعداً، والكتابة تصنع إنساناً دقيقاً”.

 

الكتابة تحتاج لتيقظ مستمر،  فالخواطر والأفكار تتوارد في أي وقت وبدون استئذان،  فإن لم ندونها في حينها فسترحل، ولن نعثر عليها عند طلبها، وللتعامل مع ذلك أرشدنا الشافعي بقوله:

العِلمُ صَيدٌ والكِتابةُ قَيدُهُ – قَيِّدْ صيودكَ بالحِبالِ الواثِقَة

فَمِن الحَماقَةِ أَنْ تَصيدَ غَزالَةً – وتَترُكها بَينَ الخَلائقِ طالِقةَ

 

الكتابة لا تتطلب أن يكون الكاتب أعلم من القارئ، وأن يكون له باع طويل في العلم. فإيصال الفكرة للقارئ مهارة، ولكل كاتب أسلوبه وطريقته، وهذا يحتاج إلى دربة وممارسة مستمرة، لتفيض القريحة بأجمل ما فيها، وفي المثل اليوناني ” إذا أردت أن تصبح كاتباً، أكتب”.

 

بقي القول بأن الكتابة تحتاج إلى وقود من القراءة والإطلاع، ولهذا المعنى يشير جورج كردب ” إن من يقرأ كثيراً تساوره الرغبة في أن يكتب” فهي تمنحك من الثقافة ما يغذي عقلك ويُجري قلمك.

 

المصدر: تواصل

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات