لماذا يجب عليك معرفة طبائعهم؟

ماجد بن سعيد الرفاعي

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

خُلق الناس من أنماط مختلفة ومشارب شتى، ولحكمته سبحانه جعلنا مختلفين في صفاتنا وطبائعنا، ففينا السهل اللين والشديد حاد الطباع، وفينا العاطفي الحسي والعقلاني الذي يزن الأمور بعقله، وفينا المنفتح على الآخرين والمنغلق المتقوقع على نفسه، كما أن فينا المتسامح الهادي والعنيد المتسرع. وقل من تلك الصفات ما يفوق العد ولا يحده حد.

 

ولعل من الحِكم الظاهرة في ذلك؛ التكامل بين البشر في عمارة الكون، فما يناسب شخص قد لا يناسب آخر، والعمل الثقيل الصعب على إنسان يكون سهلاً ممتعاً لآخر، فلكل شخص من المهن والمهام ما يتوافق مع سماته وقدراته الشخصية. فمن غير المناسب مثلاً أن نُعين موظفاً حاد الطباع في مواجهة الجمهور أو في مهمة الرد على العُملاء، بينما قد يكون من الأنسب أن نُكلفه في متابعة مطالبات مالية لشركة مماطلة في دفع مستحقاتها.

 

ومتى آمنت بوجود هذا الاختلاف الطبيعي والجبلي بين الناس؛ وتعرفت على الخصائص الشخصية للمحيطين بك؛ من أقربائك وزملائك وأصدقائك. سهل عليك التعامل معهم، وتقبل آرائهم وتصرفاتهم. سيما إن كُنت في موضع المسؤولية، فيجدر بك أن تكون قادراً على وضع الشخص المناسب في المكان الأنسب والأجدر به.

 

ولعلك تذكر المثال الشهير لمدربي التنمية البشرية بين الرقمين ( ٧ ) عندما يراه الشخص المقابل لك ( ٨ ) وكلا الإجابتين صحيحة، باعتبار أن لكل منهما زاوية ينظر من خلالها تختلف عن الزاوية الأخرى. وقس على ذلك بأن لكل حدث أو فكرة أو رأي زوايا عدة، قد لا ترى منها سوى زاويتك، مما يُمليه عليك نمط تفكيرك،. فمن الأشخاص من يزن الأمور بميزان عاطفي، ومنهم من يزنها بميزان عقلي وهكذا. وهنا تبرز أهمية وجمال الاختلاف بين الناس. فرأي الواحد قد يعتريه الخطأ، وتغيب عنه بعض الأمور، بخلاف رأي الجماعة، تجتمع فيه العقول وتتلاقح الأفكار، ويحدث التمازج الذي نريده.

 

فإن أردت لقرارك أو فكرتك مزيداً من النضج؛ فلا تتردد في عرضها على عقول مختلفة ممن تثق برأيهم، وإياك أن تبحث عمن يوافقونك دائماً ويصفقون لك، فذلك يعني أنك لن تتطور فالأفكار والرؤى تصبح متقاربة.

 

ومسك الختام: معرفتنا بطبائع الناس وخصائصهم، يجعلنا نحد من خلافاتنا، وأكثر تقبلاً لآراء من نختلف معه، فلا نهاجم دون أن نستوعب الموضوع من جميع جهاته. نحن نُجيد لغة النقد كثيراً لأمور لا نعلم خفاياها وأبعادها، ولا مقاصد أصحابها، ونتصدر في المجالس محاولين إثبات خطأ من يخالفونا. ومن الممكن أن نمارس نفس الدور عندما نكون في موضعهم أو نمر بظروفهم.

 

المصدر: تواصل

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات