هكذا تضيع الاجازة بغير فائدة .. وهكذا يصبح لها فائدة ..

خالد رُوشه

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات:

نعم، انت قد قرأت العنوان صائبا هكذا، أقصد من هذه الكلمات أن تحذر مما يضيع إجازتك ويفسد وقت راحتك، ويلاشي ما رجوته بعد ايام الضغط الدراسي والانشغال المدرسي ..

 

فاحذر إذا عدة أمور هامة بها قد ضيع قبلك الآلاف إجازتهم وافسدوا متعتهم، واهتم بعدة أعمال هامة بها قد افاد من أفاد من الفائزين ..

 

واول ما ينبغي عليه الاهتمام به زيادة إيمانك، فهو الفضل الكبير، والعمل الرئيس الذي ينبغي على المؤمن كل وقت ان يضعه نصب عينيه ..

 

ولئن لم تخرج من إجازتك إلا بهذا الخير فهو كاف و زيادة ..

 

وزيادة الإيمان تتحقق بالعمل الصالح بوجه عام، لكنني انصحك بداية بتفقد قلبك، والوقوف على أمراضه، وأخذ القرار لعلاجها، تلك التي لا معالج لها إلا أنت استعانة بالله

 

وأهم مافي العمل هو عمل القلب، ذاك الذي يصير لك قالبا للنجاة، وذاك الذي يدفع للعمل الظاهر ويثبته ويؤكده ..

 

على جانب آخر فاحذر الذنب، فالإجازة فرصة للسقوط في الإثم، إذ الوقت فارغ، السفر يدعو للتنقل، والصحبة الداعية إلى التحلل من القيود !

 

واعلم أنك ربما سقطت في ذنب واحد فافسد عليك ايام أجازتك، فقضيتها في هم وغم ونكد، وحذفت البركة من عملك ومنعت الطمأنينة من قلبك ..

 

وثانيا ما عليك الاهتمام به هو وضع رؤية تنفيذية لإجازتك، لا تتركها عشوائية، ولا تدع ايامها تمر هدرا ..

 

فضع لنفسك أهدفا لتحققها منها، ولتكن اهدافا قريبة مقدورة ممكنة، ثم ضع لكل هدف طرائق لتنفيذه بشكل رصين رشيد منجز، وكن جادا في تطبيق رؤيتك وخطتك وتحقيق جدول أعمالك ..

 

واحذر ههنا العشوائية، واحذر الأهداف الكبيرة الصعبة، وابتعد عن غير المقدور وغير الممكن من الاعمال، و تجنب الإفراط في وضع الارتباطات،

وفي أخذ المواعيد، وتجنب كذلك الإكثار من الأهداف، فلئن وضعت عددا قليلا ممكنا حققته، خير لك ألف مرة من وضع الآمال في الكثير غير المتحقق ..

 

وأما الثالثة، فهي أن تدقق في وقت إجازتك في عمل الامور والاعمال والاشياء التي لم تكن لتستطيع عملها ايام الدراسة، فبذلك تشعر بقيمة إجازتك، وتتفاءل بها، وترى الإنجاز فيها، وتحقق الإضافة الإيجابية ..

 

واهم ذلك الامور العلاقية، فيما يتعلق بعلاقات الآخرين، بدءا بالوالدين وبرهما، مرورا بالرحم وصلته، والجار وحقه، والصديق البعيد وعلاقته ..

 

كذلك أمور الإنجازات الوقتية والتي تحتاج شيئا من تفرغ كحفظ أو اكتساب مهارة ما أو مثاله ..

 

وأما الرابعة فهي ترشيد الترويح والمرح واستخدامه بذكاء والاستفادة من الاوقات مع الترويح عن النفس معا ..

 

فالترويح ليس شيئا منفصلا عن الحياة، بل يمكنك ان تعمل أعمالك الإنجازية وأنت مستريح سعيد، بل إن مجرد تحقيقك إنجازاتك يجعل قلبك سعيدا ونفسك مستقرة ..

 

واجعل ترويحك نقيا بلا شوائب، واسأل قلبك عن كيف يجد الراحة والترويح وأين يجدهما، واتبع اجابته ..إنما الترويح ترويح القلب المطمئن  ..

 

المصدر: المسلم

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات