العبـادات في الإسلام

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-12 - 1444/03/16
التصنيفات:

محمد سليمان الأشقر

 

الأعمال في الإسلام تنقسم إلى نوعين رئيسين:

أ- العبادات، وهي الشعائر وفروض العبادة، مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج.

ب- المعاملات: وتشمل كل أنشطة الحياة المتعلقة بالفرد أو الأسرة أو المجتمع أو الأمة الإسلامية ككل، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو قضائية أو أخلاقية، إقليمية أو عالمية.

المعاملات حين تؤدي امتثالا لشرع الله تتحول إلى لون من العبادة بمعناها العام.

 

وأركان الإسلام العملية خمسة: وهي الشهادتان والصلاة والزكاة والصوم والحج.

 

الشهـــــــادتان:

1- أن تشهد بلسانك، وأنت مصدق بقلبك، قائلا: * أَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إلاَّ الله * وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله.

 

معنى الشهادة الأولى: الإقرار الجازم، والاعتقاد بوحدانية الله، واستحقاقه دون غيره للعبادة والطاعة المطلقة في كل شيء. ومعنى الشهادة الثانية: الإقرار الجازم، والاعتقاد أن محمدا مرسل من عند الله، جاءنا بكتاب من الله، جاءنا بكتاب هو القرآن. وفي القرآن وسنة النبي (صلى الله عليه وسلم) منهج كامل للحياة.

 

العبادات في الإسلام

العبادة في اللغة:

أصل العبادة في اللغة: التذلل

ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع.

 

العبادة في الشرع: عبارة عما يجمع كمال الخضوع والمحبة، والخشية لله تعالى، يقول ابن تيمية -رحمة الله-: "والعبادة: أصل معناها الذل. يقال طريق معبد، إذا كان مذللاً، قد وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل، ومعنى الحب فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له.

 

ويقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-: "العبادة: تجمع أصلين: غاية الحب بغاية الذل والخضوع، والعرب تقول: طريق معبد، أي مذلل والتعبد: التذلل والخضوع، فمن أحببته، ولم تكن خاضعا له لم تكن عابدا له، ومن خضعت له بلا محبة لم تكن عابدا له، حتى تكون محبا خاضعا".

ويقول ابن كثير -رحمه الله تعالى- عند تفسيره لقوله تعالى: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، والعبادة في اللغة: من الذلة، يقال طريق معبد أي: مذلل، وفي الشرع: عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع، والخوف.

 

ومن هنا نستطيع أن ندرك أن العبادة التي قصد إليها الشارع، والتي تعلى الإنسان وتشرفه، وترفع من قدره ومكانته، وتجعله يحس بإنسانيته وكرامته، هي تلك التي تجمع بين الخضوع لله تعالى، والمحبة له، والخشية منه، وكلما اكتملت هذه المعاني في عبد كان أقرب إلى ربه، وأكرم عليه من غيره، وأحق بالأمانة في الدين، وقيادة المتقين، والحديث عن رب العالمين.

 

وأساس الخضوع لله -تعالى- هو: الإحساس الصادق بهيبته وعظمته، وسلطانه وقدرته، وأنه المعطي المانع، الضار النَافع، المحيي المميت، الخافض الرافع، المعز المذل، السميع البصير، الغني عن كل ما سواه، والمحتاج إليه جميع ما عداه.

 

والإنسان يكون في قمة التواضع، إذا سجد لخالقه ومولاه، وقام بحق مَنْ خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، وهو في ذلك يكون في أسمي حالات القرب، وأرجى أسباب القبول، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "العبادة اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه، من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان للجار واليتيم، والمسكين وابن السبيل، والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حب الله ورسوله، وخشيته والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك هي من العبادة، وذلك أن العبادة هي: الغاية المحبوبة والمرضية له.

 

ومن هذا البيان الرائع، والتفصيل الممتع الذي ذكره الإمام ابن تيمية [12]، يظهر لنا أثر العبادات في الأفراد والجماعات، أما أثرها في الأفراد فتتمثل في تقويم أخلاقهم، وتزكية نفوسهم وتوجيههم الوجهة النافعة، وتصوغهم صياغة جديدة ترتكز على الصلة بالله، والتعرف إليه، وإبراز الخصائص العليا الكامنة فيهم، وتطهيرهم من الغرائز السفلى وفي سبيل تحقيق هذه الغاية أوصى الله عباده بالفضائل وحذرهم من الرذائل.

 

وأثر العبادات في الجماعات، "ودعم روابطها وبناء علاقتها على أسس راسخة من العدل والإخاء والأهداف والإحسان. أثر واضح يتمثل في صياغتهم صياغة إنسانية كاملة بتأليف بناء قوي متماسك قائم على العدل والمساواة، والإحسان، والإيثار، والبر والرحمة، والتعاون على جلب الخير، ودفع الضرر، إن الجماعة التي ينشدها الإسلام هي الجماعة المتماسكة المترابطة التي تكونت من اللبنات الصالحة التي بدأت بالإخاء، ثم تجاوزته إلى الحب، ثم علت حتى صارت إلى الإيثار، ومن هنا ندرك أن الجماعة التي يريدها الإسلام لها سمات ومميزات

 

يقول الأستاذ سيد قطب في ظلال القرآن: "فالصلاة صلة الفرد الضعيف الفاني بمصدر القوة والزاد، والزكاة صلة الجماعة بعضها ببعض والتأمين من الحاجة والفساد والاعتصام بالله، العروة الوثقى التي لا تنفصم بين المعبود والعباد".

 

إن طبيعة المؤمن، هي طبيعة الأمة المؤمنة، طبيعة الوحدة، وطبيعة التكافل، وطبيعة التضامن، ولكنه التضامن في تحقيق الخير ودفع الشر (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وتحقيق الخير ودفع الشر يحتاج إلى الولاية والتضامن والتعاون، ومن هنا تقف الأمة الواحدة صفا واحدا لا تدخل بينها عوامل الفرقة وحيثما وجدت الفرقة في الجماعة المؤمنة فثمة ولابد عنصر غريب عن طبيعتها، وعن عقيدتها هو الذي يدخل بالفرقة ثمة غرض أو مرض يمنع السمة الأولى ويدفعها.

 

السمة التي يقررها العليم الخبير، (بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْض) يتجهون بهذه الولاية إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإعلاء كلمة الله، وتحقيق الوصاية لهذه الأمة في الأرض (وَيُقِيمُونَ الصَّلاة) التي تربطهم بالله، (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاة) الفريضة التي تربط بين الجماعة المسلمة، وتحقق الصورة المادية والروحية للولاية والتضامن.

 

(وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَه) فلا يكون لهم هوى غير أمر الله وأمر رسوله ولا يكون لهم دستور إلا شريعة الله ورسوله، ولا يكون لهم منهج إلا دين الله ورسوله، ولا يكون لهم الخيرة إذا قضى الله ورسوله.

وبذلك يوحدون نهجهم، ويوحدون هدفهم، ويوحدون طريقتهم، فلا تتفرق بهم السبل عن الطريق الواحد الواصل المستقيم، (أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) والرحمة لا تكون في الآخرة وحدها إنما تكون في هذه الأرض أولا، ورحمة الله تشمل الفرد الذي ينهض بتكاليف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وتشمل الجماعة المكونة من أمثال هذا الفرد الصالح، رحمة الله في اطمئنان القلب وفي الاتصال بالله، وفي الرعاية والحماية من الفتن والأحداث ورحمة الله في صلاح الجماعة، وتعاونها، وتضامنها، واطمئنان كل فرد للحياة، واطمئنانه لرضاء الله"أه.

 

فالعبادات في الإسلام ليست مقصورة على الصلاة وحدها أو أداء الزكاة أو فريضة الصيام أو الحج، وإنما تمتاز العبادات في الإسلام بشمولها، فهي تشمل كل قول أو عمل أو سلوك يرضي الله، مشيرا إلى أن "قراءة القرآن عبادة، ومطالعة أحاديث النبي بهدف التفقه في الدين عبادة لله، وعندما يقضي المسلم جانبا من وقته في طلب العلم الدنيوي والتمكن في تخصص بهدف خدمة المسلم فإنه يكون في عبادة لله"، بل إن الإسلام يعتبر كل عمل مفيد - إن كان صادراً بدافع إلهي طاهر - عبادة لله. ولذلك فإنه يعتبر طلب العلم عبادة، وطلب الحلال عبادة، والخدمات الاجتماعية عبادة.

 

أهمية العبادات في الاسلام:

جاء في التعاليم الإسلامية، إن لكل ذنب أثراً مظلماً على القلب، تقل به رغبة المذنب إلى الخيرات والأعمال الصالحة، وتكثر فيه الرغبة إلى الذنوب. وإن للعبادة وذكر الله أثره في تربية الوجدان الديني للإنسان، فتكثر فيه الرغبة إلى الخيرات والعمل الصالح، وتقل فيه الرغبة إلى الشر والفساد والذنوب. يعني أن العبادة تزيل الظلمات والكدورات الحاصلة من الذنوب وتبدلها بالميل إلى الخير والبر والعمل الصالح.

 

وبعد هذا العرض المجمل عن أثر العبادات في إصلاح الأفراد والجماعات وعن مدى النتائج الحتمية لذلك وهو التعاون والتراحم والتضامن والتلاحم الذي تكون به قوتهم وعزتهم وسعادتهم في الدارين.

 

والآن نتحدث عن العبادات وأثرها في الافراد والجماعات وجمع كلمة المسلمين.

 

العبادات في الاسلام

الصـــــلاة

تصلي كل يوم خمس صلوات.

صلاة الفجر ركعتان،ووقتها بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.

وصلاة الظهر أربع ركعات، ووقتها من زوال الشمس إلى منتصف ما بين الزوال و المغرب.

وصلاة العصر أربع ركعات،ووقتها من انتهاء وقت صلاة الظهر إلى غروب الشمس.

وصلاة المغرب ثلاث ركعات،ووقتها من غروب الشمس إلى غروب الشفق (بعد المغرب بساعة وربع تقريبا).

صلاة العشاء أربع ركعات،ووقتها المفضل من انتهاء وقت صلاة المغرب إلى منتصف الليل، ويمكن أن يمتد حتى طلوع الفجر.

 

الطهـــــــارة:

يجب على المسلم أن يكون طاهرا ونظيفا عندما يصلي.

الطهارة نوعان: الوضوء (الطهارة الصغرى) والغسل (الطهارة الكبرى).

أ- الوضوء (الطهارة الصغرى).

يُفعل على النحو التالي:

تنوي الوضوء.

وتقول: "بسم الله الرحمن الرحيم".

اغسل بالماء الطهور يديك إلى الرسغين، وتمضمض واستنشق بالماء واستنثر به لتنظيف داخل الأنف.

اغسل وجهك.

اغسل يديك إلى المرفقين (مبتدئا باليد اليمنى).

امسح رأسك بيديك المبتلتين بالماء، وكذلك أذنيك.

اغسل رجليك إلى الكعبين (مبتدئا بالرجل اليمنى).

إذا توضأت أول مرة فلا يجب أن تتوضأ مرة أخرى إلا إذا انتقض وضوؤك.

ينتقض الوضوء بسبب غائط أو بول أو ريح أو نوم.

ب- الغُسْل (الطهارة الكبرى):

يغتسل المسلم كلما حصل منه:

خروج المني بسبب طبيعي.

الجماع.

انقطاع الحيض من المرأة.

انتهاء النفاس منها كذلك.

الاغتسال يكون بالماء الطاهر مع تعميمه على جميع البدن.

- التيمم (الطهارة الجافة):

نتيمم في حالة عدم وجود الماء للوضوء أو للغسل، أو عدم القدرة على استعماله بسبب المرض أو لأي سبب.

نتيمم بضرب الكفين على الأرض الطاهرة. ثم تمسح بهما وجهك مرة واحدة، كذلك كفيك (بادئا بالكف اليمنى).

 

كيف تؤدي الصلاة:

الأفضل أن تصلي في الجماعة مع المسلمين في المسجد، سوف تنال جزاء أفضل. وسوف تتعلم بسهولة كيف تصلي كما يصلُّون.

في حالة الصلاة وحدك، اتبع الخطوات التالية:

تأكد من طهارة جسمك وثوبك ومكان صلاتك.

توجه إلى القبلة وهي جهة المسجد الحرام بمكة المكرمة في الحجاز.

ارفع يديك بحذاء كتفيك وقل: (اللهُ أَكْبَر).

ضع يديك على صدرك:اليمنى فوق اليسرى.

اقرأ سورة الفاتحة (انظر الملحق لتحفظ الفاتحة).

اركع بأن تنحني إلى الأمام قائلا: (اللهُ أَكْبَر)، ويكون ظهرك مستقيما، ويداك قابضتان على ركبتيك.

تقول في ركوعك: (سُبْحانَ رَبَّيَ العَظِيم) ثلاث مرات.

ثم ترفع رأسك قائلا: ( سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه، رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْد).

ثم تُكَبِّر، وتخر ساجدا جاعلا جبهتك وكفيك وركبتيك وأصابع رجليك على الأرض. وتقول في سجودك ثلاث مرات: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى).

ثم تكبر وتجلس:وتقول في جلوسك مرة واحدة: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي)

ثم تكبر وتسجد مرة ثانية وتقول ثلاثا: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الأَعْلَى).

بعد إتمام السجدة الثانية تكون قد أتممت ركعة.

تقوم بعدها قائلا: (اللهُ أَكْبَر).

ثم تقوم وتصلي ركعة ثانية كالأولى تماماً.

وبعد انتهاء الركعة الثانية تجلس وتقرأ (التشهد) و(الصلاة الإبراهيمية).

ثم تسلم عن يمينك قائلا: (السلام عليكم ورحمة الله).

ثم تسلم عن يسارك قائلا: (السلام عليكم ورحمة الله).

هكذا تصلي صلاة الصبح، لأنها ركعتان فقط.

وفي صلاة الظهر تقوم فيما بعد التشهد،ومن غير أن تقول الصلاة الإبراهيمية تصلي ركعتين أخريين.

ثم تأتي بالتشهد ثم الصلاة الإبراهيمية،ثم السلام.

ومثل صلاة الظهر تماما، صلاة العصر، وصلاة العشاء.

أما صلاة المغرب فهي ثلاث ركعات، ولذلك تصلي بعد التشهد الأول ركعة واحدة فقط.

 

لماذا نصلى:

يصلي المسلم تعبدا لله تعالى، فالصلاة من أعظم العبادات التي يحبها الله من الناس، وشكرا له على أن خلقنا في أحسن تقويم، وهدانا إلى دين الإسلام، ولكي يناجى المسلم ربه في الصلاة بكلام الله وهو القرآن. ولكي يذكر ربه فلا ينساه، ولا ينسى أوامره في زحمة الحياة، ولكي يدعو الله تعالى، ويسأله العون والتوفيق والهداية الدائمة في ظلمات الحياة. ولكي تقوى محبة الله وخشيته في قلب المصلى، فيبقى مستقيما في سلوكه على دين الإسلام وشرائعه وآدابه. ولكي تكون صلاته حسنات يُكَفِّر الله بها عنه السيئات، ويلقى ربه يوم القيامة، فيفرح بما أعد الله له من حسن الجزاء في جنات النعيم.

الصلاة برنامج تدريب وترقية يحقق للمسلمين -إن أُحْسِنَ أداؤه- فوائد عظيمة: جسمانية وأخلاقية وروحية، مثل النظافة والنظام والصحة والانضباط والأخوة والمساواة والترابط الاجتماعي... إلخ.

 

الزكـــــاة:

مصطلح الزكاة في أصله يعني النمو والطهارة.

وفي الإسلام يعني أن تدفع نسبة معينة من مُدَّخراتك كل سنة قمرية في أمور خيرية حددها القرآن.

إذا توفر عندك، لسنة قمرية كاملة، مال نقدي لا يقل عن قيمة (85) جراما من الذهب الخالص (وهي الآن تقريبا = 1000 دولار أمريكي) فعليك أن تخرج منه الزكاة بنسبة 2.5 %.

يعطى مبلغ الزكاة هذا للفقراء والمساكين من المسلمين، ويعطى لأبناء السبيل أو الدعوة والجهاد في سبيل الله، أو يعطى لمن يطمع في دخولهم في الإسلام تشجيعا لهم، أو لمن وقعوا تحت الديون فغلبتهم ولم يقدروا على السداد.

وكذلك إن كان لديك بضائع تجارية حال عليها الحول فإنك تزكيها بعد تقدير قيمتها بنفس النسبة.

 

ويمكنك أن تسأل أحد العلماء أو الرجوع إلى الكتب المختصة للتعرف على الأموال الزكوية الأخرى ومقدار ما يجب فيها.

لماذا نزكي ؟

نزكي تعبدا لله، لأن الله أمرنا بذلك، وهو يحب المتصدقين، ولكي نشكر الله تعالى على أن أمدنا بالأموال، ووفقنا لاكتسابها، ولكي نبذل المال في إسعاد الفقراء والمساكين، ونفرج عن المكروبين. ونساهم في إصلاح مجتمعنا المسلم. وليكون لنا مشاركة في نشر دعوة الإسلام في العالم. ونزكي لكي نطهر نفوسنا من أمراض البخل والشح والحرص. فنكون لأموالنا سادة، ولا نكون لها عبيدا، ونزكي لكي نطهر أموالنا من سوء التصرف عندما اكتسبناها. فيحفظها الله ويبارك لنا فيها. ونزكي لكي يأجرنا الله على ذلك خيراً منها في الآخرة. ولكي نحمي المحتاجين منا من الوقوع في الحسد والحقد، ولنحمي مجتمعنا من صراع الطبقات ونساهم في حل معضلة الاقتصاد يمكنك أن تدفع زكاتك إلى بيت الزكاة، أو أي جمعية إسلامية موثوقة تتولى جمع الزكاة وصرفها في أبوابها الشرعية.

 

الصـــــوم:

إذا جاء شهر رمضان (وهو الشهر التاسع في السنة القمرية الإسلامية) يصوم المسلمون أيام هذا الشهر كلها طاعة الله تعالى، وشكرا له على إنزاله كتابه المجيد (القرآن الكريم) في شهر رمضان.

والصوم أن تمتنع عن الطعام والشراب والجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

ومن كان مريضا في بعض أيام رمضان، أو مسافرا، يجوز له أن يفطر.

وإذا افطر المريض أو المسافر فإنه يصوم أياما أخرى بعدد الأيام التي أفطرها.

وإذا انتهى رمضان جاء يوم عيد الفطر في اليوم الأول من شوال، الشهر التالي لرمضان.

وفي صباح يوم عيد الفطر يؤدي المسلمون صلاة العيد، جماعة، في الخلاء أو المساجد، شكرا لله على توفيقه إياهم لأداء الصيام.

يقول الله تعالى في شأن هذه العبادة المهمة يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ((سورة البقرة: 183)

ويقول أيضا شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ((سورة البقرة: 185)

 

لماذا نصوم رمضان:

نصوم رمضان طاعة لأمر الله تعالى، والله قد أمرنا بذلك لأنه يحب الصائمين. ونصوم شكرا له على أنه أنزل القرآن في رمضان هداية لنا وللبشر. وعلى أنه اختارنا لنكون من المؤمنين بالقرآن. ووفقنا لحفظ القرآن وقراءته وفهمه والاهتداء بآياته. ونصوم لكي نسيطر على شهوة الطعام والشراب التي ركبها الله في أبداننا. ولكي نتدرب على ترك المحرمات من الأطعمة والأشربة والأموال طاعة لأمر الله. ونصوم لكي نتذكر الضعفاء والمساكين الذين يجوعون كثيرا، ويجوع أولادهم، فنتصدق عليهم ببعض ما أنعم الله به علينا. ونصوم لكي نتفرغ عن الانشغال بالشهوات، فنزيد من العناية بأرواحنا، عن طريق الاجتهاد في أعمال العبادة في شهر القرآن. ليزداد نصيبنا من الإخلاص لله، والمراقبة والصبر والطاعة له، بالإضافة إلى المنافع الصحية. فيكون أجر ذلك مُدَّخَرا لنا عند الله يجزينا به يوم القيامة.

 

الحـــــج:

الحج رحلة إلى الكعبة – بيت الله الحرام – في مكة، بقصد تنفيذ أمر الله، وأداء شعائر معينة هناك (لمعرفة التفاصيل راجع أيا من المراجع الإسلامية عن الموضوع).

 

الحج واجب -مرة واحدة في العمر- على كل مسلم بالغ يملك القدرة (البدنية والمالية).

رحلة الحج، وما بها من مناسك، تؤكد، بصورة فريدة مبادئ الإسلام وتحيي المعالم الإسلامية التي كان عليها أنبياء الله إبراهيم وإسماعيل ومحمد عليهم السلام.

تؤدَّى مناسك الحج بعامة في النصف الأول من شهر ذي الحجة (الشهر الثاني عشر من السنة الهجرية).

 

في اليوم التاسع من ذي الحجة يؤدَّى أعظم مناسك الحج، وهو الوقوف عند جبل عرفات، حيث يجتمع جميع الحجاج، الذين يصلون أحيانا إلى أكثر من مليونين.

وقوف الحجاج بعرفات قد شُرِع ليبتهلوا إلى ربهم، ويعلنوا توبتهم إليه، وطمعهم في رحمته وغفرانه، وهذا يذكرنا بالاجتماع الأكبر يوم القيامة.

 

في اليوم التالي (العاشر) يكون العيد الأكبر، عيد التضحية، وفيه يذبح الحجاج أضحياتهم. وبعد الذبح يذهبون إلى مكة فيطوفون حول الكعبة سبع مرات.

 

يقوم المسلمون وفي كل مكان في هذا العيد بذبح الأضحيات (من الإبل والبقر والغنم) بعد أداء صلاة العيد.

الأضاحي شرعت إحياء لذكرى التضحية الكبرى لنبي الله إبراهيم -عليه السلام- حين كان على وشك أن يذبح إسماعيل ابنه الوحيد والحبيب، وذلك عندما أمره الله بذلك اختبارا لإخلاصه وطاعته.

 

وإذا حججت وانتهيت من أعمال الحج، يمكنك أن تزور المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وتصلى فيه لان أجر الصلاة فيه عظيم.

 

وإذا كنت بالمدينة المنورة تزور قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقبور الصحابة الكرام، الزيارة المشروعة، وتسلم عليهم.

 

وكذلك زيارة المسجد الأقصى بالقدس مستحبة في الإسلام. نسأل الله أن يعين المسلمين لاستنقاذه من أيدي المعتدين اليهود الآثمة.

 

لماذا نحج: نحج طاعة لأمر الله تعالى لأنه أمرنا بذلك. وشكرا له على نعمة الصحة والعافية والمال والأولاد. ونحج تعظيما لله بالطواف حول الكعبة، وبيت الله المطهر. الكعبة هي أول بيت بني في الأرض لعبادة الله، بناه إبراهيم الخليل وابنه إسماعيل بأمر الله، ونحج لكي نصلي عند الكعبة، التي هي قبلة المسلمين في جميع الأقطار، ولكي نقف بعرفات والمشاعر المعظمة، فنذكر الله هناك، ونطهر نفوسنا، فنتوب من جميع الذنوب. ونحج لكي نرى المواضع التي أقام بها إبراهيم خليل الله ونبيه الكريم، وأقام نبي الله إسماعيل، وعَبَدا الله فيها. ونحج لكي نرى الأرض المقدسة التي ولد بها نبي الهدى محمد -صلى الله عليه وسلم- ونشأ وأوحي إليه، وتحمل الأذى، وجاهد في سبيل نشر نور الله. ونحج لكي نلتقي بالمسلمين القادمين من أرجاء الأرض، ونرى تحقق الأخوة والمساواة والتعاون والحب بين المسلمين، من غير نظر إلى ما بينهم من فروق في الجنسية واللون ومستوى المعيشة وغيرها من الاعتبارات الدنيوية، هناك نشهد عالمية الإسلام. ولكي نمارس أخلاق الصبر والتضحية والتحمل والبساطة، وغيرها من الممارسات الروحية، التي نحن في أمَسِّ الحاجة إليها. ونحج لكي نتطهر من ذنوبنا، فنرجع من الحج بلا ذنوب، ونبدأ حياتنا بيضاء نقية، آملين أن نحافظ على نقائها إلى أن نلاقى الله، فنكون من أهل كرامته في دار الخلود.

 

كيف تنمي إسلامك:

إذا أعلنت إسلامك عن اقتناع فإنك تفتح صفحة بيضاء في سجل أعمالك.

أما ما مضى قبل ذلك من الأعمال السيئة فإن الله يغفره لك بإسلامك.

إنك إذا أسلمت تكون كأنك قد ولدت في الإسلام من جديد.

وعليك أن تنمو في الإسلام وتكبر فيه، فكيف ذلك ؟

 

أولا: تزيد معرفتك بالإسلام:

بأن تقرأ القرآن. وتقرأ شيئا من تفسير القرآن.

وتقرأ الأحاديث النبوية التي وردت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وتقرأ عن سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وتقرأ عن سير عظماء الإسلام وسلفنا الصالحين، الذين نشروا دين الإسلام، وبلغوه إلى العالمين.

وأن تحضر صلاة الجمعة، لتستمع إلى خطبة الجمعة، ولتصلي مع المسلمين. وأن تحضر صلاة العيدين، وتسمع الخطبة.

وأن تصلى في المساجد الإسلامية الصلوات الخمس عندما لا يكون في ذلك مشقة عليك.

وتحضر الدروس الدينية.

حاول أن تتصل بمن تستطيع من العلماء وأئمة المساجد والمدرسين الدينين، وأن تعرِّفهم بنفسك، وتسألهم عما لا تعرفه من أمور الدين، وسيكون الذي تسأله مسرورا بأن يوضح لك ما تسأل عنه.

 

حاول أن تتخذ لك صديقا مُرْشِداً من المسلمين ممن لديهم علم بدينهم، ليوضح لك ما قد يخفى عليك من الأمور الدينية.

 

اقرأ ما استطعت من مصادر الإسلام الأساسية (القرآن والسنة) ومن الكتب الموثوق بها عن الإسلام لتزداد فهما له.

 

ستتعلم الكثير عن أحكام الإسلام وأنظمته في العبادات، وأحكام الأسرة، والمعاملات، والآداب، والاقتصاد، والشئون العامة. وتَعْلَم منهج الإسلام ونظرته إلى الخَلْق والكون والإنسان والحياة.

فليس الإسلام دينا فحسب، وإنما هو أيضا نظام مجتمع، ودستور دولة، ومنهج حياة.

 

ثانيا: الإكثار من الأعمال الصالحة:

حاول أن تعمل أعمالا صالحة زيادة على الأعمال الخمسة التي ذكرتها لك سابقا.

صَلِّ ركعات زائدة على الصلوات الخمس.

أو ساعد الفقراء والمحتاجين بمبالغ زيادة على الزكاة، أو ساعدهم في تدبير أمورهم الضرورية التي لا يقدرون عليها.

أو صم أياما زيادة على رمضان.

أو اشترك في مشروعات اجتماعية نافعة بغرض إصلاح المجتمع الإسلامي.

أو ادع صديقا لك إلى أن يدخل في الإسلام.

 

كيف تحافظ على إسلامك:

إذا دخلت في الإسلام فإنك تكون قد أحرزت لنفسك خيرا كثيرا.

انك تكون كمن حصل على كنز من الكنوز. ان من وجَدَ كنزا سيصبح له أعداء كثيرون، يحاولون أن يسرقوا كنزه. فكذلك أنت حصلت على كنز الإسلام.

سوف يحاول بعض الناس أن يصدوك عن دينك الجديد. وهؤلاء هم أعداء الله. وأعداء الله هم شياطين من الجن وشياطين من الإنس.

فأما شياطين الإنس، فإنهم يحاولون السخرية منك. أو يحاولون إغراءك بالمال لترجع عن دينك. ويقولون لك: في دين الإسلام كذا وكذا، ويذكرون شبهات يلقونها إليك.

11- فاعلم أن الله قال في القرآن: (وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا) [الفرقان: 23].

 

فاسأل علماء الإسلام عما أوحاه الله في القرآن في جواب تلك الشبهات.

وأما شياطين الجن فإنهم يوسوسون في صدرك قائلين لك: أتترك دينك ودين آبائك وأجدادك وتتبع دينا آخر ؟ أتتبع دينا يكلفك بالصلاة والصوم وإخراج المال ؟ ويحرمك من شرب الخمر ومن كذا وكذا ؟

فاعلم أن كل إنسان يجد نفسه على دين والديه، وينشأ على تقديس دينه.

أهل الحق وأهل الباطل كلهم كذلك.

لكن المشكلة هي: أي تلك الأديان هو الحق؟ وأيها هو الباطل ؟

إن دين الإسلام هو الدين الخالص من جميع الخرافات والشرك والوثنية.

إنه دين التوحيد الخالص.

فاقرأ عندما تحس بوسوسة شياطين الجن:(وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ)  [المؤمنون: 97-98].

 

المحـرمــــــات:

إن الله تعالى شرع لنا في القرآن والسنة النبوية أحكاما كثيرة، منها الواجبات، ومنها المحرمات.

أما الواجبات فقد بينت لك كثيرا منها فيما تقدم، وأما المحرمات فمن أهمها ما يلي:

أولا: الأطعمة المحرمة؛ كالميتات: وهي الحيوانات البرية الميتة، سواء مات حتف أنفه – أي بدون ذبح أو مات مخنوقا، أو تَرَدَّى من مكان مرتفع فمات، أو أكل السبع منه فمات بذلك، قبل أن تلحقه الذكاة ( الذكاة أسلوب الذبح الإسلامي بإسالة دم الذبيحة).

ومن الميتة ما ذبحه الكفار من غير النصارى واليهود.

أما لحوم الحيوانات البحرية فلا تحرم بالموت.

 

الدم المسفوح.

لحم الخنزير.

ما ذكر عليه عند الذبح اسم غير الله، أو ذبح لتعظيم غير الله.

 

لحوم الحيوانات المفترسة كالأسود، ولحوم الطيور المفترسة بمخالبها كالصقور.

لحوم الحمير الأهلية.

لحوم الحيوانات التي تتغذى بالنجاسات، إلا إذا حبست على الطعام الطاهر مدة كافية.

أي طعام أصابته النجاسة، وهي القاذورات، حتى يغسل بالماء إن أمكن.

الخمر وسائر المسكرات والمخدرات.

الأطعمة التي فيها خطورة على الجسم كالسموم.

 

ثانيا: الأعمال المحرمة:

وهي أعمال يكرهها الله ويبغض فاعليها ويعاقبهم عليها.

الشرك بالله.

عقوق الوالدين.

شهادة الزور.

قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.

الزنا.

السرقة.

أكل أموال اليتامى.

الهرب من المعركة ضد الكفار.

القذف بالفاحشة للمرأة المؤمنة العفيفة، أو الرجل المؤمن العفيف.

كشف العورة أمام الناس إلا للعلاج.

كلمة العورة مصطلح إسلامي معناه أجزاء معينة من جسم الرجل أو المرأة يجب ألا تكشف.

أكل أموال الناس بالباطل، بالرشوة أو النهب أو الخديعة أو الغش.

تقديم الرشوة لأكل أموال الناس بالباطل أو لأجل الحصول على ما ليس حقا لك.

الزواج بالأم أو البنت أو الأخت أو العمة أو الخالة، أو بنت الأخ أو بنت الأخت من نسب أو رضاع، أو زوجة الأب أو أم الزوجة أو بنتها.

لا يتزوج الرجل المسلم امرأة كافرة، إلا نصرانية أو يهودية، ما لم تعتنق الإسلام.

لا تتزوج المرأة المسلمة رجلا كافرا ولو كان نصرانيا أو يهوديا ما لم يعتنق الإسلام.

 

أولياء الله: أولياء جمع وَلِيّ اصطلاح إسلامي ذو معنى محدد، يعني المسلم الذي كرس نفسه في إخلاص لأمر الله في أشمل معانيه وأعمقها. لكن هذا المصطلح قد تشوه عند بعض المسلمين، ممن تأثروا بتصورات دخيلة وغير إسلامية؛ فصاروا يعنون به الشخص المتصوف الغريب الأطوار الذي يدعي القدرة على الإتيان بالخوارق. وعلى هذا النحو فهم علماء الإسلاميات من الغربيين إن الأولياء يشبهون القديسين في المسيحية، وهو ما لا أساس له من الصحة.

أولياء الله هم أحبابه الذين يحبهم ويحبونه.

وهم كل إنسان صالح آمن بالله وسار حسب أوامره.

وجزاؤهم الحياة الطيبة في الدنيا، وجوار الله في الآخرة في دار كرامته.

وهم لا يستطيعون أن ينفعوا بعد موتهم أحدا بشيء، ولا في حياتهم إلا من خلال الأسباب العادية.

وفيهم قال الله تعالى: (أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ ءَامَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [ يونس: 62-64].

فكن مسلما صالحا تكن واحدا منهم، قال الله تعالى: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا) [النساء: 69].

 

ومن أولياء الله أنبياؤه الكرام. ومنهم أصحاب الأنبياء الذين آمنوا بالأنبياء إيمانا صادقا. ومنهم أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وزوجاته وأمهات المؤمنين، وخير أصحابه هم العشرة المبشرون بالجنة بأسمائهم.

هؤلاء الصحابة المختارون متميزون ومعروفون بسبقهم وثباتهم وتضحياتهم في الإسلام.

يأتي في مقدمة هؤلاء العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة الذين اختارهم المسلمون حكاما لدولة الإسلام بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهم (حسب ترتيبهم في الأفضلية وترتيبهم في الخلافة):

1- أبو بكر الصديق ( توفي 13 هـ)

2- عمر بن الخطاب ( توفي 23 هـ)

3- عثمان بن عفان (توفي 35 هـ)

4- علي بن أبى طالب ( توفي 40 هـ)

وبقية العشرة هم: الزبير بن العوام – وسعد بن أبى وقاص – وطلحة بن عبيد الله – وعبد الرحمن بن عوف – وأبو عبيدة بن الجراح – وسعيد بن زيد (رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة).

أخلاق إسلامية وآداب شرعية

1- المسلم صدوق لا يكذب.

2- المسلم وفيًّ لا يغدر، أمين لا يخون.

3- المسلم لا يغتاب أخاه المسلم.

4- المسلم شجاع لا يجبن.

5- المسلم صبور في مواطن الحق، جريء في قول الحق.

6- المسلم ينصف الناس من نفسه، فلا يظلم حق أحد، ولا يقبل أن يظلمه أحد، وهو عزيز لا يقبل أن يذله أحد.

7- المسلم يستشير في أموره ويتوكل على الله.

8- المسلم يتقن عمله.

9- المسلم متواضع رحيم، يأمر بالخير ويفعله، وينهى عن الشر ولا يفعله.

10- المسلم يجاهد لإعلاء كلمة الله، ويدعو لإظهار دين الله.

11- المرأة المسلمة تلبس أمام غير أقاربها ملابس شرعية، وهي تغطي كل جسمها ما عدا الوجه والكفين.

أذكار وأدعية:

1- إذا أردت أن تأكل وتشرب فقل (بِسْمِ الله)

2- وتناول الطعام بيدك اليمنى وليس باليسرى.

3- وإذا انتهيت من الأكل أو الشرب فقل (الحَمْدُ لله).

4- إذا لاقيت أخاك المسلم فصافحه، وتبسم له، وقل (السَّلامُ عَلَيْكُم وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه).

5- وإن سلم عليك أخوك المسلم فقل (وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُه).

6- إذا طلع النهار أو جاء المساء فقل (أَصْبَحْنا - أو أَمْسَيْنا - عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلام، وَكَلِمَةِ الإِخْلاص، وَدينِ نَبِيِّنا مُحَمَّد، وَمِلَّةْ أَبِينا إِبْراهِيمَ، حَنِيفاً مُسْلِماً وَما أَنا مِنَ المُشْرِكِين).

7- وإذا طلع الهلال الجديد فقل (هِلالُ خَيْرٍ وَرُشْد، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنا بِاليُمْنِ وَالإِيمان، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلام).

8- إذا عُدْتَ مريضا فقل: (بِسْمِ الله، اللَّهُمَّ اذْهِبِ البَأْس، رَبَّ النَّاس، اللَّهُمَّ اشْفِ وَأَنْتِ الشَّافِي، لا شِفاءَ إِلاَّ شِفاؤُكَ، شِفاءً لا يُغادِرُ سَقَماً).

9- إذا دخلت المسجد فقل: (بِسْمِ الله، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَافْتَحْ لِي أَبْوابَ رَحْمَتِك).

10- وإذا خرجت من المسجد تقول مثل ذلك إلا أنك تقول: (وَافْتَحْ لِي أَبْوابَ فَضْلِك).

11- إذا أويت إلى بيتك فقل: ( الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَطْعَمَنا وَسَقانا وَآوانا، فَكَمْ مِمَّنْ لا كافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِي).

12- وفي كل مناسبة أكثر من الباقيات الصالحات، وهي أن تقول:

سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إِلهَ إِلاَّ الله وَاللهُ أَكْبَر وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إَلاَّ بِالله.

13- وكذلك أكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، وخاصة إذا سمعت اسمه، أو نطقت به، فتقول: -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات