غاية العبادة

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

 

موقع نافذة النور

 

احذر ان يلتبس عليك غاية عبادتك.

إن غاية امتثالُ أمر الله ونيلُ رضاه، فالداعي إلى العبادة هو الأمر الإلهي، ونتيجتها نيلُ رضاه -سبحانه- وفوائدها أخروية، إلا أنه لا تنافي العبادة إذا مُنحت ثمراتٌ تعود فائدتها إلى الدنيا، بشرط ألا تكون علتها الغائية، وألاّ يُقصد في طلبها؛ فالفوائد التي تعود الى الدنيا والثمرات التي تترتب عليها من نفسها وتمنح من دون طلب لا تنافي العبادة، بل تكون بمثابة حث (وترجيح) للضعفاء.

 

ولكن إذا صارت الفوائد الدنيوية أو منافعها علةً، أو جزءاً من العلة لتلك العبادة أو لذلك الورد أو الذكر فإنها تُبطل قسماً من تلك العبادة، ولا يجدون تلك الفوائد، بل لن يجدوها ولن يشاهدوها، وليس لهم الحق لمشاهدتها البتة؛ لأنه لا يمكن ان تكون تلك الفوائد علة لتلك الاوراد، فلا تُطلب منها تلك الفوائد قصداً، لان تلك الفوائد تترتب بصورة فضل إلهي على ذلك الوِرد الذي يُقرأ قراءة خالصةً دون طلب شيءٍ.

 

فأما إذا نواها القارئ فإن نيتها تُفسد إخلاصه جزئياً، بل تخرجها من كونها عبادةً، فتسقط قيمتها؛ بيد أن أشخاصاً ضعفاء بحاجة دائمة إلى مشوّق ومرجح فإذا ما قرأ الأوراد قراءة خالصة لله متذكراً تلك الفوائد فلا بأس في ذلك، بل هو مقبول.

 

ولعدم إدراك هذه الحكمة، يقع الكثيرون فريسة الريب والشك عند عدم وجدانهم تلك الفوائد التي رُويت عن الأقطاب والسلف الصالحين، بل قد ينكرونها.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات