العبودية

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

موقع: رسالة الإسلام

 

للعبودية مكانة كبيرة في النفوس المؤمنة، والغاية من خلق الجن والإنس تحقيق العبودية لله تعالى وإنه -عز وجل- خلق الخلق لعبوديته بكمال الحب، وغاية الذل والخضوع والانقياد لأمره، وجعل عبادته غاية الوجود الإنساني في هذا الكون، وإن أسعد الناس أطوعهم لله وأعبدهم له، وبقدر إخلاص العبد تكون سعادته وأمنه وفلاحه وفوزه وقوته ونصره فأهل التوحيد هم الآمنون في الدنيا والآخرة ، وانطلاقا من هذه المعاني العظيمة  نتناول في الأسطر القادمة مصطلح العبودية بالشرح والتفصيل لزوار شبكة رسالة الإسلام:

أولاً: العبودية غاية الخلق، قال تعالى: (وخلق السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) (الجاثية 22) وقال الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) (الذاريات 56-58]؛ قال سبحانه: (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم) (المؤمنون 115-116).

 

2-العقلاء يدركون غاية الخل:

ومن كان له قلب أدرك هذا الأمر بأدنى تفكر، فلذلك يقول أهل العلم والإيمان كما يخبر الله عنهم: (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار) (آل عمران 190-191).

 

3-الجن والإنس خلقوا للعبادة:

 

إن الغاية من خلق الجن والإنس تحقيق العبودية لله تعالى بجميع أنواعها.

 

قال تعالى: (وما خلقت  الجن والإنس إلا ليعبدون).

 

قال الإمام النووي: "وهذا تصريح بأنهم خلقوا للعبادة، فحق عليهم الاعتناء بما خلقوا له والإعراض عن حظوظ الدنيا بالزهادة فإنها دار نفاد لا محل إخلاد، ومركب عبور لا منزل حبور"(رياض الصالحين ص 29).

 

أهل الإيمان يوقنون في قرارة أنفسهم بذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الله خلق الخلق لعبادته الجامعة لمعرفته والإنابة إليه ومحبته والإخلاص له"(العبودية ص 80).

 

وإن الله تعالى لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما وما فيهما إلا بالحق، كما ولم يخلقها باطلاً، إن ما في الكون ليوحي أن وراء هذه الحياة الدنيا آخرة، وأن الإنسان لم يخلق عبثاً.

 

ثانياً: حقيقة العبودية:

العبودية مفهوم شامل لكل عمل إنساني صالح يقصد به وجه الله في هذه الحياة.

 

قال الله -عز وجل-: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) (الأنعام 162-163).

 

وقال ابن جرير: "معنى العبادة الخضوع لله بالطاعة، والتذلل بالاستكانة"، وفسر ابن عباس --رضي الله عنه-ما- العبادة بالتوحيد.(تفسير الطبري 1/160).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية --رحمه الله--: "العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل، والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك عبادة".

 

"وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي عبادة" (العبودية ص 11).

 

وقال الإمام ابن القيم: "وبنى (إياك نعبد) على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه من قول اللسان والقلب، وعمل القلب والجوارح، فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الأربع". قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).(مدارج السالكين 1/100).

 

وقال القاضي أبو يعلى: "حقيقة العبادة هي الأفعال الواقعة لله -عز وجل- على نهاية ما يمكن من التذلل والخضوع".

 

ثالثاً: العبودية دعوة الرسل:

جميع الرسل كانت دعوتهم إلى عبودية الله -عز وجل- من أولهم إلى خاتمهم -صلى الله عليه وسلم-.

 

قال الله تعالى: (لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره) (الأعراف 59)، وقال سبحانه: ( وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون إنما تعبدون من دون الله أوثاناً وتخلقون إفكاً إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون رزقاً فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون) (العنكبوت 16-17).

 

وقال تعالى: (وإلى عاد أخاهم قال يا قوم اعبدوا الله) (الأعراف 65).

 

وقال تعالى: (وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله) (الأعراف 73).

 

وقال تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله) (الأعراف 85).

 

وكذلك قال المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام فيما أخبر الله عنه: (إن الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) (آل عمران 51).

 

رابعاً: العبودية أسمى مقامات الدين:

1-العبودية أشرف مقامات المرسلين:

العبودية لرب العالمين غاية كمال المتقين، فقد جعل الله سبحانه وتعالى العبودية وصف أكمل خلقه، وأقربهم إليه، وأعلاهم منزلة لديه في أشرف مقاماته.

 

فقال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)( الإسراء 1).

 

وبها افتتح عيسى عليه الصلاة والسلام كلامه وهو في المهد فقال تعالى: (قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً) (مريم 30).

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "كمال المخلوق في تحقيق عبوديته لله تعالى وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته".

 

قال الإمام ابن القيم: "قال الله تعالى لرسوله: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (الحجر 99) وقال أهل النار: (وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين) (المدثر 46-47 ) وفي الصحيح في قصة عثمان بن مظعون -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أما عثمان فقد جاءه اليقين من ربه" أي الموت وما فيه فلا ينفك العبد من العبودية ما دام في دار التكليف، ومن زعم أنه يصل إلى مقام يسقط عنه فيه التعبد فهو زنديق كافر بالله ورسوله، وإنما وصل لمقام الكفر بالله والانسلاخ من دينه بل كلما تمكن العبد في منازل العبودية كانت عبوديته أعظم، والواجب عليه منها أكبر وأكثر من الواجب على من دونه، ولهذا كان الواجب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بل على جميع الرسل أعظم من الواجب على أممهم، والواجب على أولي العزم أعظم من الواجب على من دونهم، والواجب على أولي العلم أعظم من الواجب على من دونهم، وكل أحد بحسب مرتبته" (مدارج السالكين 1/103-104).

 

خامساً: من أنواع العبودية

أعمال القلوب

 

قال الإمام ابن رجب مبيناً بعض صور أنواع العبودية من أعمال القلب: "إن تحقق القلب بمعنى لا إله إلا الله وصدقه فيها وإخلاصه بها يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده إجلالاً وهيبة ومخافة ومحبة ورجاء وتعظيماً، وتوكلاً ويمتلئ بذلك وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين".

 

الدعاء: قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)( غافر 60).

 

وقال سبحانه: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)( البقرة 186).

 

وقال -عز وجل-: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء)( النمل 62).

 

وقال: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين) (الأعراف 55).

 

وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه-ما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدعاء هو العبادة" رواه أبو داود والترمذي.

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء" رواه مسلم.

 

ب-المحبة:

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "الذي عليه سلف الأمة وأئمتها وأهل السنة والحديث وجميع مشايخ الدين المتبعين .. أن الله سبحانه محبوب لذاته محبة حقيقية، بل هي أكمل محبة فإنها كما قال تعالى: (والذين آمنوا أشد حباً لله) (البقرة 165).

 

ج- الخوف: الواجب على المؤمن أن يخلص عبودية الخوف والخشية لله تعالى.

 

قال سبحانه: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) (آل عمران 175).

 

وقال تعالى: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله) (الأحزاب 39).

 

قال تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (الرحمن 46).

 

وعن أنس -رضي الله عنه- قال: خطبنا رسول الله خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً" متفق عليه.

 

قال الشاعر:

إن لله عبادا فطنا *** طلقوا الدنيا وخافوا الفتن

نظروا فيها فلما علموا *** أنها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا  *** صالح الأعمال فيها سفنا

 

د-الرجاء:

قال تعالى: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه) (الإسراء 57).

 

وقال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم)( الزمر 35).

 

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-ما أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل موته بثلاثة أيام يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله -عز وجل-" رواه مسلم.

 

وعن أنس -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي" رواه الترمذي.

 

هـ- التوكل: قال تعالى: (فاعبده وتوكل عليه) (هود 223).

 

قال تعالى: (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلاً رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً) (المزمل 8-9).

 

قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (الطلاق 2-3).

 

وقال تعالى: (قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه متاب) (الرعد 30).

 

وعن ابن عباس -رضي الله عنه- ما قال: "حسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم -صلى الله عليه وسلم- حين ألقي في النار، وقالها محمد -صلى الله عليه وسلم- حين قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل" رواه البخاري.

 

و-المراقبة: حيث يشعر العبد المؤمن أن الله تعالى يراه.

 

قال تعالى: (الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين) (الشعراء 219).

 

قال تعالى: (وهو معكم أينما كنتم) (الحديد 4).

 

قال تعالى: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء) (آل عمران 5).

 

وفي حديث جبريل الطويل قال: "فأخبرني عن الإحسان قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه مسلم.

 

قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-: "يشير إلى أن العبد يعبد الله تعالى على هذه الصفة وهو استحضار قربه، وأنه بين يديه كأنه يراه، وذلك يوجب الخشية والهيبة والتعظيم كما جاء في رواية أبي هريرة -رضي الله عنه-: "أن تخشى الله كأنك تراه".

 

وقال الإمام ابن القيم: "فصاحب هذا المقام كأنه يرى ربه سبحانه فوق مساواته على عرشه، مطلعا على عباده، ناظراً إليهم يسمع كلامهم ويرى ظواهرهم وبواطنهم".

سادسا: أعمال الجوارح

 

الإحسان إلى الخلق: قال تعالى: (واخفض جناحك للمؤمنين) (الحجر 88).

 

وقال: (فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر) (الضحى 9-10).

 

وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما" رواه البخاري.

 

القيام بحق المسلم على المسلم: من كمال عبودية العبد لله تعالى عيادة أخيه المريض فعن البراء بن عازب -رضي الله عنه-ما قال: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس" متفق عليه وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عودوا المريض وأطعموا الجائع" رواه البخاري، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -عز وجل- يقول يوم القيامة: "يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده" رواه مسلم.

 

ج- حسن الخلق: قال تعالى في مقام مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وإنك لعلى خلق عظيم) وقال: (ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك) (آل عمران 159).

 

ح-أعمال الغريزة وقضاء الشهوة عبادة:

الأكل والشرب ومباشرة الزوج لزوجته وما كان من هذا القبيل يدخل في دائرة العبادة بشرط النية الصحيحة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "وفي بضع أحدكم صدقة قالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ قالوا: نعم قال: كذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" رواه مسلم.

 

د-عمل الإنسان في معاشه عبادة: سعي الإنسان على نفسه وأهله من أبواب العبادة والقربات إلى الله بشرط أن يكون العمل مشروعاً في نظر الإسلام وأن تصحبه النية الصالحة وأن يؤدي بإتقان وأن يلتزم فيه حدود الله وأن لا يشغله عن واجباته الدينية، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله)( المنافقون 29). وقال: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) (النور 37). وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يغرس المسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة" رواه مسلم.

 

سابعا: التقوى ثمرة العبودية

 

التقوى ثمرة من ثمرات العبودية فإنه لا تكتمل عبودية العبد إلا بها.

 

قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا) (الأحزاب 70).

 

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم) (الأنفال 29).

 

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (آل عمران 102).

 

وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى" رواه مسلم.

 

وعن أبي أمامة صدى بن عجلان الباهلي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب في حجة الوداع فقال: "اتقوا الله وصلوا خمسكم وصوموا شهركم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا أمراءكم تدخلوا جنة ربكم" رواه الترمذي.

 

ثامنا: الثبات على العبودية والمحافظة على الأعمال الصالحة

 

قال الله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم) (الحديد 16).

 

وقال تعالى: (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (الحجر 99).

 

وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من نام عن حزبه من الليل أو عن شيء منه فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل" رواه مسلم.

 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه-ما قال: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل" متفق عليه.

 

تاسعا: السعادة في تحقيق العبودية

 

إن أسعد الناس أطوعهم لله وأعبدهم له، وبقدر إخلاص العبد تكون سعادته وأمنه وفلاحه وفوزه وقوته ونصره فأهل التوحيد هم الآمنون في الدنيا والآخرة.

 

قال الله تعالى: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) (الأنعام 82).

 

قال تعالى: (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)( النحل 97).

 

قال تعالى: (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد) (غافر 51).

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات