نجاسة المشرك هل هي حسية أم معنوية؟

محمد بن صالح بن عثيمين

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

السؤال:

 

أحسن الله إليكم. هذا السائل من العراق بغداد، رمز لاسمه بالأحرف ع. س. ج  بعث في الواقع بعدة أسئلة يقول في سؤاله الأول: ما هي حقيقة نجاسة المشرك والكافر؟ وهل معنى هذا أن مس أحد المسلمين أحد المشركين أو الكفار أن طهارته قد انتقضت أما أن النجاسة معنوية وليست حسية؟

 

الجواب:

نجاسة جميع الكفار نجاسة معنوية وليست نجاسة حسية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن المؤمن لا ينجس. ومعلوم أن المؤمن يجنس نجاسة حسية، إذا اعترضته النجاسة تنجس. فقوله: لا ينجس. علم أن المراد ما في النجاسة المعنوية، وقال الله عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا﴾. فأخبر الله تعالى أنهم نجس، وإذا قارنا هذا بما ثبت في حديث أبي هريرة من أن المؤمن لا ينجس علمنا أن المراد بالنجاسة نجاسة المشرك، وكذلك رأينا من الكفار نجاسة معنوية وليست حسية، ولهذا أباح الله لنا طعام الذين آتوا الكتاب مع أنهم يباشرون بأيدهم، وأباح لنا المحصنات من الذين أوتوا الكتاب للزواج بهم مع أن الإنسان سيباشرهن ولم يأمرنا بغسل ما أصابته أيديهم ولا غسل ما مس نساءهم بالزواج. وأما قول السائل أنه إذا مس الكافر ينقض الوضوء فهذا وهم منه، فإن مس النجاسة لا ينقض الوضوء حتى لو كانت نجاسة حسية كالبول والغائط والدم النجس وما أشبهها، فإن مسها لا ينقض الوضوء، وإنما يوجب غسل ما تلوث بالنجاسة فقط.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات