موقع الدرر السنية
أوَّلًا: أهميَّة الطَّهارةِ في الإسلامِ
1- عنايةُ الإسلامِ بالطَّهارةِ:
قال اللهُ تبارك وتعالى لنبيِّه -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في مستهلِّ دَعوتِه: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ [المدثر: 4].
وقال -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: "الطُّهورُ شَطرُ الإيمانِ (1) " (2) .
2- محبَّةُ اللهِ سبحانه للمُتطهِّرين:
قال اللهُ تعالى: إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222].
3- ثناؤه على المُتَطهِّرين:
قال سبحانه: فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة: 108].
ثانيًا: تعريفُ الطَّهارةِ وأقسامُها:
تعريفُ الطَّهارةِ:
الطَّهارة لُغةً: النَّزاهةُ والنَّظافةُ مِنَ الأدناسِ والأوساخِ (3) .
الطَّهارةُ اصطلاحًا: رفْعُ الحدَثِ وما في معناه، وزوالُ الخَبَث (4) .
فالطَّهارة تُطلَقُ على معنيينِ:
أحدُهما: زَوالُ الخَبَثِ وهو النَّجاسةُ، والمقصودُ منه: طهارةُ البَدَنِ والثَّوبِ والمكانِ.
والثَّاني: رفْعُ الحدَثِ (والمقصودُ منه: الطَّهارةُ بالوُضوءِ، والغُسلِ)، وما في معنى رفْعِ الحدَثِ، وهو كلُّ طهارةٍ لا يحصُلُ بها رفعُ الحَدَث، أو لا تكون عن حَدَثٍ ( كطهارةِ مَن به سَلَسُ بولٍ، أو تجديدِ الوضوءِ، وغَسلِ اليدينِ بعد القيامِ مِن نومِ اللَّيلِ).
أقسامُ الطَّهارة:
أ- باعتبارِ مَحلِّها: وتنقسِمُ إلى قِسمينِ (5) :
الأوَّلُ: الطَّهارةُ الباطِنةُ: وهي طهارةُ القَلبِ من الشِّرك، والغلِّ والبغضاءِ لعبادِ الله المؤمنينَ، وهي أهمُّ من طهارةِ البَدَنِ؛ بل لا يمكِنُ أن تقومَ طهارةُ البَدَنِ الشرعيَّةُ مع وجودِ نجَسِ الشِّركِ.
- قال تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ [التوبة: 28].
- وعن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: "إنَّ المؤمِنَ لا يَنجُسُ" (6).
الثَّاني: الطَّهارةُ الحسيَّة، وهي الطَّهارةُ مِنَ الأحداثِ والأنجاسِ.
ب- باعتبارِ نَوعِها:
النوع الأوَّل: الطَّهارةُ مِنَ الحدَثِ
وتنقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
الأوَّل: الطَّهارةُ الكبرى: وهي الغُسْلُ.
الثَّاني: الطَّهارةُ الصُّغرى: وهي الوضوءُ.
الثَّالث: طهارةٌ بدلٌ منهما: وهي التيمُّمُ.
النَّوع الثَّاني: الطَّهارةُ مِنَ الخبَثِ
وتنقسِمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ:
الأوَّل: طهارة غَسلٍ.
الثَّاني: طهارة مَسحٍ.
الثَّالث: طهارة نَضحٍ (7) .
ثالثًا: تعريفُ الحدَثِ وأقسامُه
تعريف الحدَثِ
الحدَثُ لُغةً: مِن الحدوثِ، وهو الوقوعُ والتجدُّدُ، وكونُ الشَّيءِ بعد أنْ لم يكُنْ، ويأتي بمعنى الأمرِ الحادِثِ المنكَرِ الذي ليس بمعتادٍ ولا معروفٍ، ومنه مُحدَثاتُ الأمورِ (8) .
الحدَثُ اصطلاحًا: وصفٌ قائمٌ بالبَدَنِ يمنَعُ مِنَ الصلاةِ ونحوِها، ممَّا تُشترَطُ له الطَّهارةُ (9) .
أقسامُ الحَدَثِ
ينقسِمُ الحدَثُ إلى نَوعينِ:
النَّوع الأوَّل: الحدَث الأصغرُ، وهو ما يجِبُ به الوضوءُ؛ كالبولِ، والغائطِ، وخروجِ الرِّيحِ.
والنَّوع الثَّاني: الحدَث الأكبر، وهو ما يجِبُ به الغُسلُ؛ كمَن جامَعَ أو أنزَلَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم