مقتطفات من كتاب الطريق إلى الجنة

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

تأليف/عبد الله بن أحمد العلاف الغامدي

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

يقول الله تعالى : {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} الحج .

وقد أجمع العلماء على أن أعظم شعائر الله الظاهرة: الصلاة، ولها قدر عظيم وشأنٌ كبير عند الله تعالى، ومما يعين المسلم على تعظيم قدر الصلاة أن يعلم ما انفردت به هذه العبادة العظيمة من خصائص وميّزات عن سائر العبادات ، ومن هذه الخصائص والميّزات أن الصلاة:

 

1ـ أول ما فرض الله تعالى بعد الإيمان به سبحانه وتوحيده .

 

 

2ـ أعظم ما فرض الله تعالى بعد الإيمان به وتوحيده، فهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، أعظم من الصوم والزّكاة والحجّ .

 

 

3ـ أعظم شعائر الإسلام الظاهرة، وخير عمل المسلم كما في الحديث "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" رواه الإمام أحمد وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

4ـ فرضت في السماء، في حادثة الإسراء والمعراج، بخلاف سائر أركان الإسلام.

 

 

5ـ فرضت على جميع الأنبياء والمرسلين، ويتعبّد لله بها أهل السموات والأرض .

 

 

6ـ أوّل ما يؤمر به المسلم في صغره، كما في الحديث "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين..." الحديث، رواه الإمام أحمد وأبو داود وحسنه الألباني صحيح الجامع.

 

 

7ـ آخر ما وصّى به النبيّ صلى الله عليه وسلم عند موته كما في الحديث" الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم" رواه الإمام أحمد والنسائي وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

8ـ لا تسقط عن المسلم ما دامٍ مكلّفاً، ما عدا الحائض والنفساء، فيصلّي المسلم مسافراً أو خائفاً ومريضاً على حسب استطاعته، بخلاف الصوم والزكاة والحجّ فتسقط بالأعذار .

 

 

9ـ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن شيئاً من أعمال الإسلام تركه كفر إلا الصلاة كما في الحديث (إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة) رواه مسلم، وفي الحديث الآخر (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه أهل السنن وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

10ـ آخر ما نفقد من ديننا ، كما في الحديث "وآخر ما يبقى من دينهم الصلاة..." حسنه الألباني صحيح الجامع .

 

 

11ـ سمّاها الله إيماناً كما في قوله تعالى : {وما كان الله ليضيع إيمانكم... الآية} البقرة .

 

 

12ـ أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم.

 

 

13ـ أعظم الأسباب المعينة على مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنّة، فقد قال عليه الصلاة والسلام لمن سأله مرافقته في الجنّة : "أعنّي على نفسك بكثرة السجود" رواه مسلم .

 

 

14ـ يتمايز بها المؤمنون عن المنافقين يوم القيامة بالسجود، كما في قوله تعالى : {يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون} القلم .

 

 

15ـ أعظم وأبرز العلامات التي يعرف بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته ، كما في الحديث : "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرّاً محجّلين من آثار الوضوء..." رواه البخاري ومسلم .

 

 

16ـ تحمي صاحبها يوم القيامة ولو دخل النار، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث" حرّم الله عزّ وجل على النار أن تأكل أثر السجود" متفق عليه .

 

 

17ـ أعظم ما يعصم المسلم من الفواحش والمنكرات والجرائم، كما في قوله تعالى : {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} الآية ، العنكبوت .

 

 

18ـ أعظم ما يعصم الدمّ بعد الإيمان بالله تعالى ، قال تعالى : {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلّوا سبيلهم} التوبة الآية وفي الحديث "إني نهيت عن قتل المصلّين" رواه أبو داود والإمام أحمد وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

19ـ أمر الله بالاستعانة بها، قال تعالى : {واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} البقرة .

 

 

وقال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة} الآية البقرة .

 

 

20ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر أو حزنه أمر فزع إلى الصلاة، رواه الإمام أحمد وأبو داود وحسنه الألباني صحيح الجامع .

 

 

21ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم ينادي : يا بلال أقم الصلاة، أرحنا بها. رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

22ـ قرّة عين النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث "جعلت قرّة عيني في الصلاة" رواه الإمام أحمد وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

23ـ ميزان لسائر الأعمال كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: من حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.

 

 

24ـ ميزان لمعرفة مكانتنا عند الله تعالى، قال الإمام أحمد رحمه الله : من أراد أن يعرف مكانته عند الله فلينظر إلى مكانة الصلاة عنده.

 

 

25ـ جميع أعمالها توحيد لله تعالى وتعظيم له سبحانه وتكبير وتسبيح وتحميد وتهليل وتواضع وتذلّل بين يدي الله جلّ جلاله، فتجتمع فيها أجلّ العبادات .

 

 

26ـ مناجاة مباشرة بين العبد وربّه، فإذا قرأ المصلّي الفاتحة فقال : الحمد لله ربّ العالمين قال الله : حمدني عبدي، فإذا قال : الرحمن الرحيم، قال الله : أثنى عليّ عبدي، فإذا قال : مالك يوم الدين قال الله : مجّدني عبدي.. إلى آخره كما ورد في الحديث الذي رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام (إن أحدكم إذا كان في صلاته فإنه يناجي ربه) متفق عليه .

 

 

27ـ أوّل ما يحاسب به العبد يوم القيامة، كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي، وفي رواية (فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله) وصححهما الألباني رحمه الله صحيح الجامع .

 

 

28ـ من أعظم أسباب مغفرة الذنوب، قال عليه الصلاة والسلام : "ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفّارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، وذلك الدهر كلّه" رواه مسلم .

 

 

29ـ أعظم أسباب الفلاح في الدنيا والآخرة بعد الإيمان بالله تعالى، قال تعالى : {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون...} الآية المؤمنون .

 

 

30ـ أعظم أسباب تزكية النفس وتحرّرها من الهلع والجزع والبخل وسيء الأخلاق، قال تعالى :

{إن الإنسان خلق هلوعاً إذا مسّه الشر جزوعاً وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلّين...} الآية المعارج .

 

 

31ـ من أعظم أسباب مفاتيح الرزق، قال تعالى : {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} طه .

 

 

32ـ من حافظ عليها كان له عهد عند الله أن يدخله الجنّة، قال صلى الله عليه وسلم : "خمس صلوات افترضهن الله عزّ وجلّ، من أحسن وضوءهنّ وصلاهنّ لوقتهنّ وأتمّ ركوعهنّ وخشوعهنّ كان له على الله عهد أن يغفر له (أن يدخله الجنّة) ومن لم يفعل، فليس له على الله عهد، إن شاء غفر له وإن شاء عذّبه" رواه الإمام أحمد وأبو داود وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

33ـ لا يشتغل المصلي فيها بغيرها، قال صلى الله عليه وسلم : "إن في الصلاة شغلاً" متفق عليه .

 

 

34ـ عماد الدين، كما قال صلى الله عليه وسلم : "رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد" رواه الإمام أحمد والترمذي وصححه الألباني صحيح الجامع .

 

 

35ـ اشترط الله لها أكمل الأحوال من الطهارة والزينة باللباس واستقبال القبلة، ما لم يشترط في غيرها .

 

 

36ـ انتظارها رباط في سبيل الله، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ألا أدلّكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال : إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرّباط، فذلكم الرّباط) رواه مسلم .

 

 

37ـ أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصطبر عليها كما في قوله تعالى : {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} طه ، مع أنه أمره بالاصطبار على جميع العبادات كما في قوله : {فاعبده واصطبر لعبادته} مريم .

 

 

38ـ أوّل ما يستقبل به المولود، فيؤذّن في أذنه، وآخر ما يودّع به المسلم في هذه الدنيا بالصلاة عليه صلاة الميّت، وصدق من قال :

أذان المرء حين الطفل يأتي = دليل أن محياه يسيرُ

وتأخير الصلاة إلى الممات= كما بين الأذان إلى الصلاة

 

39ـ أوّل ما يتحسّر على تركه أهل النار يوم القيامة ويوبّخون عليه، قال تعالى : {ما سلككم في سقر، قالوا لم نكُ من المصلين...} الآية المدثر .

 

 

40ـ من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم : "من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبيّ بن خلف" .

رواه الإمام أحمد وابن حبان، وقال الشيخ بن باز رحمه الله : إسناده جيد مجموع الفتاوى.

 

 

وختاماً ، فهذه بعض خصائص الصلاة التي يتضح من خلالها عظم قدرها عند الله

جل وعلا، نسأل الله أن يجعلنا من المعظمين لشعائره، المحافظين على الصلاة المقيمين لها، الخاشعين فيها، السعداء بها في الدنيا والآخرة .والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ، وصلِ الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات