القضية اللسانية بالمغرب والحرب على العربية الفصحى

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات:

مولاي المصطفى البرجاوي

 

القضية اللسانية بالمغرب والحرب على العربية الفُصحى:

من وراء هذا المخطط؟

 

يَعيش العالَمُ الإسلامي فِتنةً خطيرةً لا تقلُّ خطورتها عن الحروب التي تستهدف هُويَّتَنا وعقيدتنا (الحروب الاجتماعية والثقافية والسياسية...)، وأنَّ مِن تمثُّلات هذه الحروب استهدافَ لغة القرآن؛ لُغة العالمية الإنسانية الكونية.

 

في هذا السِّياق عرفت الساحةُ المغربية تجاذبَ تيَّارات مختلفة:

الأولى: فرانكفونية المنشأ والعقيدة - تحت أجندة خارجية - تُحاول تشويهَ اللغة العربية - لغة القرآن الكريم - مِن خلال الدعوة إلى استئصال شأفتِها مِن البرامج التعليميَّة المغربيَّة، والمؤسَّسات الرسميَّة؛ بدعوى أنَّها لُغة عصيَّة الفَهْم والتداول، وأنَّها لا تمتُّ للغة المغارِبة بصلة.

 

والثانية: حاولتْ بفِكْر ممجوج أن تأخذَ - على حدِّ زعمها - العصا من الوسط، وذلك في التفكير في إيجاد قاموسٍ يوحِّد بيْن العربية الفُصحى والدارجة العامية.

 

أما الرؤية الثالثة: فيُمثِّلها التيَّار الأمازيغي المتطرِّف، الذي يرى في أولوية الأمازيغية على العربيَّة، وأنَّ الذين يدافعون عن اللُّغة العربية - على حدِّ زعْمه - تقليديُّون متطرِّفون باعتبار اللغة العربية لُغةَ القرآن، وهذا نلحظه مع القُوى الخارجية التي تدعم اللهجاتِ في دُول العالَم الإسلامي؛ لتضييق الخناق على اللغة العربية[1]!

 

لكن الاتجاه الرابع: وهو الذي يمثِّل الأغلبيةَ، لم يقف مكتوفَ الأيدي ضدَّ كل محاولات التشويه، والنَّيْل من لُغتنا وعقيدتنا، وهو الاتِّجاه الذي يَعتبر أنَّ اللغة العربية هي اللغةُ التي يُفهَم بها الإسلام، طبقًا للقاعدة الأصولية "ما لا يَتِمُّ الواجب إلا به فهو واجب"، وأنها لُغة المعرِفة والتفاعل الثقافي (الترجمة، اللُّغة الوحيدة القادِرة على استيعاب جميع اللُّغات...)، وأنها لُغة العِلم إذا استثمرَها أهلُها، وإلا كيف نفسِّر توظيفَ اللغات الميتة كالعِبرية في مختلف مناحِي الحياة عندَ الصهاينة، ونفس الشيء بالنسبة للغة الصِّينيَّة التي اخترقتِ التكنولوجيا والصناعة! ولله درُّ الشاعر إذ يقول:

نَعِيبُ زَمَانَنَا وَالعَيْبُ فِينَا

وَمَالِزَمَانِنَا عَيْبٌ سِوَانَا

وَنَهْجُو ذَا الزَّمَانَ بِغَيرِذَنْبٍ

وَلَوْ نَطَقَ الزَّمَانُ لَنَا هَجَانَا

وَلَيْسَ الذِّئْبُيَأْكُلُ لَحْمَ ذِئْبٍ

وَيَأْكُلُ بَعْضُنَا بَعْضًا عِيَانَا

 

الإشكالات المطروحة:

  • ما هي الأسبابُ وراءَ هذه الهجْمة على اللُّغة العربية؟

 

  • مَن هو هذا الاتِّجاه الذي يحاول نسْفَ اللغة العربية مِن أساسها في المغرِب، ولحساب مَن يشتغل؟

 

  • هل اللُّغة - فعلاً - لُغة ميِّتة، وعصيَّة الفَهْم - كما يرَى دُعاة الفرنكفونية؟

 

  • أين تتجلَّى أهميَّةُ اللغة العربية؟

 

1- الأسباب وراءَ الهَجْمة على اللُّغة العربية:

عمومًا تنوَّعتِ الأسبابُ والعوامل التي كانتْ وراءَ هذه الهجمة، منها: ما يرتبط بما هو خارجي، ومنها ما يَرْتَبِط بما هو داخلي؛ إذ ينقل لنا الدكتور عبد الإله بلقزيز - هو من المفكِّرين القوميِّين – ما يلي: "ضاق أملُ المؤسَّسة الفرنكوفونية في المغرب، وعِيلَ صبرُ سَدَنَتِها وكهنتها، وانسدَّ أمامَها أُفق الرجاء في العودة إلى صدارة المشهَد اللِّساني، ففَقدَ البعضُ أعصابه، وذهب به اليأسُ إلى إطلاق نارٍ كلامية على اللُّغة العربية، داعيًا إلى التخلِّي عنها، واعتماد العامية بديلاً لسانيَّا!".

 

هكذا بيَّن الكاتِب المغربي عبدُ الإله بلقزيز، ورطةَ هذا الاتجاه الفرنكفوني، المطالِب بترسيم الدارجة في المغرب، وليس غريبًا في حقِّهم؛ إذ تعلَّموا في مدارس البعثات الفَرَنسية، ودرَسوا في جامعاتها؛ ونظرًا لضعف ثقافتهم اللُّغويَّة العربية، بادروا إلى شَنِّ الحرْب عليها، ومحاولة استبدال ما يُطلقون عليه الدارجة المغربيَّة بها، في حين لا توجد دارجة واحِدة في المغرب، إنما هناك دارجات!".

 

وهنا بيَّن المفكِّر المغربي أنَّ هذا الهجوم مرتبطٌ بالضعْف اللُّغوي والتكويني عندَ هذه الفِئة، وليس بما هو إيديولوجي وعقَدي، وهذا ليس غريبًا في حقِّه؛ إذ يمثِّل اتجاهًا علمانيًّا!

 

لكن في السياق نفسِه وضَّح الصحافي المغربي "رشيد نيني" مدير جريدة المساء في عمودِه المعنون بـ"أحفاد مسيلمة الكذَّاب"، بأنَّ استهدافَ اللُّغة العربية هو استهدافٌ للإسلام بقوله: "ليس مِن قبيل الصُّدفة أن يتزامَنَ النِّقاش الدائر حولَ ضرورة إقرار الدارجة في التعليم العُمومي الأساسي مكانَ اللُّغة العربية، مع النِّقاش الذي اندلَع مباشرةً بعد قرار الدولة المغربيَّة بطرْدِ المنصِّرين، وضرورة ترْجمة القرآن إلى الدارجة".

 

وأضاف: "عندما نفهم أنَّ كلَّ هؤلاء الحاملين لألوية الحرْب ضدَّ اللغة العربية والقرآن والإسلام، ليسوا في الواقِع سوى بَيادقَ تُحرِّكهم أيدٍ خارجيةٌ، فوقَ رقعة شطرنج كبيرة، تريد للمغرب أن يكون مصيرُه هو التقسيمَ اللُّغوي، والتشرذم العِرقي، والتِّيه الثقافي - نُصَاب بالخوْف على مصير هذا البلد، إنَّ ارتباطات وأجندات هؤلاء البيادقِ أصبحتِ الآن مكشوفةً ومفضوحة، أكثرَ مِن أيِّ وقت مضَى."

 

2- مَن يحرِّك المعركة الخاسِرة ضدَّ اللغة العربية، ومِن ثَمَّ الهُويَّة الإسلامية؟

يمثِّله اللُّوبي المدافِع عن الدارِجة العامية في المغربية، وهو حزْب فرنسا في المغرب، تيَّار الفرنكفونية الذي عجَز لسانُه عن النطق باللُّغة العربية الفصيحة؛ لأنَّه تربَّى بين أحضان أسياده البِيض الفرنسيِّين، والذي تغذَّى مِن لبان علمنيتِهم، وانحلالهم الخُلُقي.

 

يمثِّله تيَّار يحاول جاهدًا نسْفَ القِيَم التي تربَّى عليها الشعب المغربي المسلِم، ولعلَّ من أبرزهم البيدقَ المتطفِّل على الإعلام "بنشمسي"، الذي تَكُون أغلب ملفَّات مجلاَّته فقط على الجِنس واللواط والسِّحاق، مصحوبة بصُور عارية مفضُوحة، وعلى الهجوم على الإسلام والمسلمين، مِن خلال البحْث عن الشُّبهات والشهوات.

 

يُمثِّله تيَّار يسعَى إلى إدْماج الدارجة العامية في منظومة التربية والتعليم؛ بدَعْوى أنها لُغة عصية الفَهْم على الطِّفل المغربي، الذي يعيش انفصامًا لغويًّا.

 

يمثِّله تيار - كما ذكَرْنا آنفًا - يستهدِفُ الإسلام والمسلمين، الفرانكفونيُّون المستلِبون؛ الذين يُفكِّرون بالفَرَنسية، ويُعبِّرون بالدارجة المغربية، الذين تلقَّوا تعليمهم بواسطة الأدوات والآليات الإيديولوجيَّة للاستعمار الفَرَنسي، وهذا يُذكِّرنا بقولة أحدِ المستشرقين "موريس لوجلي": "إنَّ التعريب سيقود البربرَ إلى إسلام تامٍّ ونهائي، وعلينا أن نُقلِع في كلِّ مكان عن الحديث باللُّغة العربية..."[2].

 

وقد ردَّ على الطَّرْح أحد المغاربة ممَّن درسوا اللغة الفَرَنسية وأهلها، ويتعلَّق الأمر بالصحافي "عبدالمنعم دلمي": "إنَّ الحُجة التي تقول: إنَّ الطفل يجب أن يتعلَّم القراءة والكتابة بلُغة الأم (الدارجة والأمازيغية...) خاطئةٌ، بالنسبة إلى العربية، فاللهجات الأوربيَّة لم تكن قطُّ لغاتٍ قائمة الذات...".

 

وأضاف أستاذُ اللغة الفَرنسية لمدة 40 سنة، الأستاذ "موسى الشامي": "إنَّ وراءَ هذه الدعوة مشروعًا فَرنسيًّا يهدف إلى خِدمة مصالحه بالمغرِب وحمايتها، وأكَّد أنَّ جُلَّ المدافعين عن الدعوة لا يَتكلَّمون العربية، مشيرًا إلى أنَّ الحديث عن الدعوةِ إلى استبدال اللُّغة الدارجة باللغة العربية ليس وليدَ اليوم؛ إذ سبق لأقليَّة فرانكفونية أنْ نادت بدسترة "اللهجة الدارجة".

 

  • أمَّا فرنسا التي يتشدَّقون بلُغتها، فهُم أحرصُ الناس على الحِفاظ على لُغتهم، بالرغم من تأخُّرها عن الرَّكْب الحضاري، مقارنةً باللغة الإنجليزية، ولا أدلَّ على ذلك مما أقدم عليه الرئيس الفَرَنسي السابق "جاك شيراك" لدَى افتتاحه منتدى حولَ موضوع تحديات العولمة إلى إقامة تحالُفٌ بيْن الدول التي تعتمد لُغاتٍ من أصل لاتيني؛ للتصدِّي بشكل أفْضل لهيمنة اللغة الإنجليزية، بل أكثر مِن هذا محاولة منْع إدْخال المصطلحات الإنجليزيَّة في القاموس الفَرَنسي!

 

  • أمَّا على مستوى المؤسَّسات الرسمية - وكأنَّها توقَّعت ظهورَ هذه الموجة الفرانكفونية من جديد -ورد في الوثيقة الصادِرة عن وزارة التربية الوطنية بالمغرِب، مقدَّمة لمؤتمر التعريب الأوَّل المنعقِد في الرباط سنة1961؛ أي: بعد سنوات مِن خروج المستخرِب الفَرَنسي، حيث نقرأ: "التعريب بالمغرِب هو إحلالُ اللُّغة العربية في التعليم محلَّ اللُّغات الأجنبيَّة، وتوسيع اللُّغة العربية بإدْخال مصطلحاتٍ جديدة عليها، وإلْزام الإدارة بعدم استعمال لُغةٍ دون اللُّغة العربية وحْدَها، والدِّعاية لها، ومقاومة كلِّ الذين يُناهضون لُغتهم للتفاهُم فيما بينهم بلُغة أجنبية، وبالجُملة، فإنَّ التعريب هو جعْلُ اللغة العربية أداةً صالحة للتعبير عن كلِّ ما يقع تحتَ الحسن، وعن كلِّ العواطف والأفكار والمعاني، التي تختلج في ضميرِ الإنسان الذي يعيش في عصْر الذَّرَّة والصواريخ"[3].

 

أهمية اللغة العربية:

اللُّغة ما هي إلا أصواتٌ يُعبِّر بها كلُّ قوم عن أغْراضهم؛ فاللُّغة هي الإنسان، وأقرَبُ تعريف دارج للإنسان: أنَّه حيوان ناطق؛ إذًا فاللُّغة خيرُ دليل على القُدرة العقلية المفكِّرة في حقائقِ الأشياء التي اختصَّ الله - سبحانه - بها الإنسانَ دون بقيَّة المخلوقات الأُخرى.

 

إنَّنا أمامَ إعجازٍ هزَّ أركانَ الوجود البشري بلُغته وفصاحته، وبلاغته وتركيبه، وأساليبه؛ فلو قُدِّر للحياة العربية وموروثاتها اللُّغوية أن تعيشَ بعيدةً عن القرآن الكريم، لَمَا تجاوزتِ الفترةَ الجاهليةَ إلا بمقدار يسير، وَلَبَقِي العرب أمَّةً مهمَلة في قديم الزمن، أو في جانبٍ من جوانبِ التاريخ[4].

 

ولنستمعْ لكلام أحد المستشرقين المنصِفين، وهو الألماني "يوهان فك"، الذي وصَف العربية قائلاً: "إنَّ العربية الفُصْحى لتَدين بالأساس حتى يومِنا هذا بمركزها العالمي لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنَّها قد قامتْ في جميع البلدان العربيَّة والإسلامية رمزًا لغويًّا لوَحْدة عالَم الإسلام في الثقافة والمدنيَّة، لقد برهَن جبروتُ التراث العربي الخالِد على أنَّه أقوى من كلِّ محاولة، يُقصَد بها زحزحةُ العربية الفُصحى عن مقامِها المسيطر، وإذا صَدَقتِ البوادر ولم تخطئ الدلائل، فستحتفظ العربيةُ بهذا المقامِ العتيد مِن حيثُ هي لُغةُ المدنيَّة الإسلامية"[5].

 

كخُلاصة رغم كلِّ هذه المحاولات، التي يَطغَى فيها ليلُها على نهارها، فاللُّغة العربية بقِيتْ شامخةً وستبقى؛ لأنَّها لغة القرآن الكريم، وهي لُغة خاتم الأنبياء والمرسَلين، الذي أرسله الله للبشرية جمعاء، واختار الله له اللغةَ العربية، وهذا يَعني: صلاحيتها لأنْ تكونَ لُغةَ البشرية جمعاء، فينبغي أن نُدرِك أبعادَ هذه المسألة.

 

ثم مِن جهة أخرى، فإنَّه لا يُمكن فَهْم مضامين الدِّين الإسلامي إلا باللُّغة العربية، التي اصطفاها ربُّ العالمين؛ قال - تعالى -: ﴿ وَإنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195]، فلمَّا وصفَها الله بالبيان، عُلِمَ أنَّ سائر اللُّغات قاصرةٌ عنها، وهذا وسامُ شرَف، وتاج كَلَّل الله به مفرقَ العربية، خصوصًا حين ناط الله بها كلامَه المنزل؛ قال - تعالى -: ﴿ إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [الزخرف: 3]، وقال تعالى -: ﴿ كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [فصلت: 3]، وقال: ﴿ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ [الزمر: 28].

 

ومِن هنا قال حافظ إبراهيم على لِسان العربية:

وَسِعْتُ كِتَابَ اللَّهِ لَفْظًا وَغَايَةً

وَمَا ضِقْتُ عَنْ آيٍ بِهِ وَعِظَاتِ

 

مِن جهة أُخرى، يجب التأكيدُ على أنَّ المشكلة ليستْ في اللغة العربية أو الإسلام - كما يدَّعي بعضُ الناس - لكنَّ المشكلة تكْمُن في ذواتنا وفي اهتماماتنا، ورُكوننا إلى الدَّعَة والترف، وبُعْدنا عن تطبيقِ شرائع الإسلام؛ زمن (القصعة) وحبّ الدنيا وكراهية الموت، كما نبَّه إلى ذلك حبيبُنا المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

فاللغة العربية لُغة الدِّين، ولُغَة العِلم، ولا أدلَّ على ذلك من تجرِبة سوريا في تدريس الطبِّ باللغة العربية، ويُمكن تعميمُ ذلك على باقي العلوم، فقط إذا صدَقتِ النية والإرادة.

 

والله وليُّ التوفيق.

 

[1] وبالمناسبة، فأنا لست ضدَّ الأمازيغية؛ إذ أتكلَّم بها بطلاقة، لكنِّي ضد مَن يؤدلجون الأمازيغيَّة في محاولة منهم لنسْف اللغة العربية، ومِن ثَم الإسلام.

[2] - العربية من منظور استشراقي، مجلة السبيل العدد 7، السنة 2010، ص: 23.

[3] اللُّغة العربية أزمة واحدة أم أزمات متعدِّدة؛ لجابر عصفور، مجلة العربي، العدد592 - 2008، ص: 77 - 78.

[4] اللغة العربية لُغة كل العصور؛ مجلة البيان.

[5] الفُصحى لغة القرآن؛ للأستاذ أنور الجندي، ص: 302.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات