خالد جمعة الحسين
إن المجتمع العربي توجه إليه سهام مشرعة ، و يسلط عليه غزو فكري حتى يفقد الثقة في نفسه ، و حتى تنتزع منه مقومات الشخصية و الاعتداد بأصالته ، و الثقة في تاريخ أمته و تراثها العلمي و الحضاري . و كجزء من التيارات الموجعة للشباب لصفة خاصة ،
و باعتبارهم الميدان الخصب في التوجيه و الاهتمام ، سواء في الامر النافع او الضار ، نجد اعداء الامة العربية ، يحرصون على إضعاف مكانة الغة العربية في قلوب ابنائها ، و ذلك بمحاولة نزعها و اضعاف مكانتها لدى أبنائها بتجسيم صعوبتها نطقاً و ادراكاً و فهماً و ماذلك إلا لان اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم ، و هي لغة العبادة في دين الاسلام . و هي الرابط المتين بين المسلمين في اي مكان .
إن استبدال اللغة الغربية باللغة العربية بحجة الضرورة و سهولة التفاهم و التخاطب . كل ذلك يراد منه انفصاماً للشباب العربي و مباعدتهم عن ادراك تعاليم الاسلام في العبادة و التعامل الاجتماعي . و القيم و المثاليات التي يحرص عليها كما قال الله تعالى « إنما المؤمنون اخوة »
لقد بلغ الامر في صرف الشباب العربي عن اللغة العربية الى إيجاد من يستبدلون الحروف اللاتينية بالحروف العربية كتابياً و لفظياً . كما هو الحال و الذي نراه من تلك المحطات التي تلفظ كلمات كثيرة غربية في سياق كلامها .
و لقد حرصت كلاً من من الأمم الغربية على إنشاء معاهد لتسهيل بذلك دراسة لغاتها في ديار العرب . و يسرت على الشباب هذه الدارسة و ما تتطلبه من كتب و اجهزة و تبسيط في التعليم . و من ثم تحببهم في هذه اللغة التي ارتبطوا بها . محادثة و كتابة و سماعاً و امتداد صلة أيضاً. و ذلك بتوفير كل الاسباب الرابطة للشباب بهذه اللغة إهداء او تسهيل مهمة السفر ، او بالمغريات الاخرى و هذا كله من اجل اضعاف صلة الشباب باللغة العربية . لغة الدين و الثقافة ، لغة القرآن الكريم . و ذلك كي يتجزأ العالم العربي الاسلامي و يضعف الرابط المتين . الذي يشد ابناءه للوحدة و التماسك و الاحساس بما يؤرق الآخرين.
بل أنهم يسلكون طرقاً اخرى في تصعيب اللغة العربية و فروعها و الفاظها وهدفهم الاساسي الاهتمام بلغتهم . حتى يرتبط الشباب العربي بثقافتهم و افكارهم. و من ثم ينسى صلته بدينه و جذور امته و مجدها.
و اعداء الاسلام يرمزون في هذا الى هدفين مهمين :
1- تفريغ العقول من الامور الهامة التي تربط الشباب العربي المسلم بالدين الاسلامي و بأمتهم العربية و لغتهم .
2- سهولة جذب الشباب العربي المسلم الى معتقداتهم و افكارهم
- و الثاني لا يتحقق إلا بالأول. و اسلوبهم في هذا الغزو لا يطمعون من ورائه تحويل الجيل الأول من المسلمين الى معتقداتهم لان هذا مستحيل حسبما ادركوه . لكن ما يجب فعله و عمله هو تشكيك الشباب العربي في دينه و لغته حتى يكون خالياً من الدين و اللغة . ثم يسهل عليهم جذب الجيل الثاني بعد ذلك .
و لذلك علينا ان نكون حذرين من هذه الهجمة متيقظين لها متمسكين بأصالتنا و امتنا و لغتنا . حتى تنهارجميع مؤامرات الغرب للنيل من لغتنا العربية على صخرة اعتزازنا بثقافتنا و حضارتنا .
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم